أما بعد ..
كثرت المقالات والنداءات والدعوات حول حقوق الوالدين ولا عجب في ذلك إذ أن رضى الله سبحانه من رضى الوالدين وسخطه من سخطهما وكما هو معلوم إن الوالدين يعتبران إبنهما هم فلذة كبدهما فيرعوهم خير رعاية ولكن الإبن ينسى دائما فضل والديه عليه .
والذي أود أن أشير إليه في موضوعي لهذا اليوم هو حقوق الأبنــــاء والذي سأذكر فيه بعض الحقوق التي يتغافل عنها كثير من الآباء ..
أعزائي :لنتأمل هذه القصة التي تبين بعضا من حقوق الأبناء التي يجهلها كثير من الآباء .
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشتكي عقوق ابنه . فدعا عمر الابن وأنبه . فقال الابن : يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على والده ؟ قال : بلى . قال : ماهي ؟ فقال عمر : ان يحسن اسمه وينتقي أمه ويعلمه تلاوة القران . فقال الابن : إن أبي لم يفعل شيئاً من هذا ، إما أمي فهي زنجية كانت من المجوس وإما اسمي فقد سماني جعلاً (وهو اسم حشرة من الحشرات) ثم انه لم يعلمني حرفاً واحداً من كتاب الله عز وجل . فالتفت عمر إلى أبيه وقال : لقد جئت تشكو إلي عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك ..من خلال القصة نستشف بعض الحقوق :
أولا : على الرجل ان يتزوج من إمرأة ذات دين وخلق وذات حسب ونسب حتى يتربى الإبن التربية الصالحة بعيدا عن دناءة الأخلاق ومعايرة الألسن حتى لا يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة منها عقوق الوالدين ومرافقة أصحاب السوء وغيرها من الأمور .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ..
ثانيا : أن يسميه بأفضل الأسماء حتى لا يعيره أصدقاءه وزملاءه بأسمه وبذلك يؤدي ظهور حالة نفسيه للطفل منها الإنطوائية الشديدة ولربما قد تصل إلى الإنتحار وذلك بسبب الإسم يعني ما حصل صاحبنا غير يسمي ولده جعل ؟ سميه يوسف ، احمد ، عبدالله .. وأيضا بعض الآباء هداهم الله يصر على أن يكون إسم إبنه نفس إسم أبوه يعني جد الإبن ولو كان قبيحا …
ثالثا : تعليمه :
ان يهتم الأب بتعليم إبنه منذ صغره والحكمة تقول : ( العلم في الصغر كالنقش على الحجر ) . وللأسف الشديد يهتم كثير من الآباء كل بتوفير الأكل والشرب والملبس ويغفل عن تعليم إبنه خاصة أمور دينه . وكثير ما ترى وتسمع عن مآس تحدث بسبب جهل الآباء بتعليم الأبناء ..
ذات مرة إتصلت فتاة تدرس بالسنة الثالثة بكلية الطب بجامعة السلطان قابوس ببرنامج سؤال أهل الذكر تسأل عن كيفية الإغتسال من الجنابة .. ويخبرني بعض المعلمين إن طلابا في صفوف الحادية والثانية عشرا لا يعرفون أركان الصلاة . وأنا بنفسي يأتيني أشخاص اكبر مني سنا يسألون عن صلاة الإستدراك وصلاة السفر ولكن هؤلاء عرفوا أنهم أخطأوا وجاؤوا يسألون ولكن هناك كثيرا من الشباب لا يسألون خوفا من الإحراج أو باعتقادهم إن سؤالهم فضيحة لأنهم كبار .. لا أريد أن أخوض في كثير من هذه الأمور فهناك قصصا نسمعها تصدم النفس من سماعها تحدث في مجتماعتنا .. فعلموا ابنائكم وهم صغارا بحيث تستطيعون أن تصيغوهم وتشكلوا ثقافتهم كما تريدون أنتم قبل أن يكبروا ويصيغوا انفسهم بما لا تريدون أنتم وقتها لا ينفع التمني والثبور والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ..
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، القائل سبحانه: ***64831;وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ***64830; [العنكبوت: 8], والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه الشرفاء، القائل: "رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد
أوجب الله- سبحانه وتعالى- طاعة الوالدين في كتابه العزيز، وحث النبي- صلى الله عليه وسلم- على ذلك الخلق الكريم، وقرن الله حقهما بحقه-سبحانه وتعالى- كما قرن شكرهما بشكرهفقال الله تعالى: ***64831;وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً***64830;[ الإسراء:24-23], وقال تعالى: ***64831;أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ***64830;[لقمان:14].
وأمر بصحبتهما والإحسان إليهما ولو كانا كافرين، قال تعالى: ***64831;ِوَإن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ***64830; [لقمان:15].
وعن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله –
وقال تعالى: ***64831; وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ***64830; [العنكبوت: 8]
بل حقهما أولى على الابن من حقوق جميع المخلوقين، في حدود الشرع الذي شرعه الله رب العالمين، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: "أمك". قال: ثم من ؟ قال: "ثم أمك" قال: ثم من ؟ قال: "ثم أمك" قال: ثم من ؟ قال: "ثم أبوكصلى الله عليه وسلم- فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلُ أمي؟ قال: "نعم صلي أمك
المقصود ببر الوالدين:
البِرُّ: الصِّدْقُ والطاعةُ, وفي التنزيل: ***64831;لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ ***64830; [البقرة:177] أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله وقال شمر في تفسير قوله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ
وقد اختلف العلماء في تفسير البر فقال بعضهم: البر الصلاح، وقال بعضهم: البر: الخير، قال: ولا أَعلم تفسيراً أَجمع منه؛ لأَنه يحيط بجميع ما قالوا، قال وجعل لبيدٌ البِرَّ التُّقى حيث يقول:
وبَرَّ يَبَرُّ: إِذا صَلَحَ، وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ إِذا صدقه ولم يَحْنَثْ، وبَرَّ رَحِمَهُ يَبَرُّ: إِذا وصله، ويقال فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ: أَي يطيعه، ورجلٌ بَرٌّ بذي قرابته وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ، والمصدر البِرُّ، وتَبارُّوا تفاعلوا من البِرّ، وبَرَّةُ اسْمٌ عَلَمٌ بمعنى البِر مَعْرِفَةٌ فلذلك لم يصرف لأَنه اجتمع فيه التعريف والتأْنيث، وقد بَرَّ رَبَّه وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً وبُرُوراً صَدَقَتْ، وأَبَرَّها أَمضاها على الصِّدْقِ، والبَرُّ الصادقُ وفي التنزيل العزيز: ***64831;إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ***64830; [الطور:28].
والبَرُّ: من صفات الله قال ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى: البَرُّ دون البارِّ، وهو العَطُوف على عباده بِبِرَّهِ ولطفه والبَرُّ والبارُّ بمعنًى وإِنما جاء في أَسماء الله تعالى البَرُّ دون البارّ، وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه الله قال الفراء: بُرَّ حَجُّه فإِذا قالوا أَبَرَّ الله حَجَّك قالوه بالأَلف الجوهري وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة في بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي قَبِلَه قال والبِرُّ في اليمين مثلُه وقالوا في الدعاء مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً تميمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ وأَهلُ الحجاز ينصبون على اذْهَبْ مَبْرُوراً شمر الحج المَبْرُورُ الذي لا يخالطه شيء من المآثم والبيعُ المبرورُ الذي لا شُبهة فيه ولا كذب ولا، وجمعُ البَرّ الأَبْرارُ وجمعُ البارّ البَرَرَةُ وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ: أَي يطيعه، وامرأَة بَرةٌ بولدها وبارّةٌ: ضِد العُقوق، وهو الإِساءةُ إِليهم والتضييع لحقهم، وجمع البَرِّ: أَبْرارٌ وهو كثيراً ما يُخَصُّ بالأَولياء والزُّهَّاد والعُبَّدِ، ومن كلام العرب السائر: فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ معناه: ما يعرف من يَهُرِه أَي من يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه، وقال الفزاري: البِرُّ اللطف والهِرُّ العُقُوق، وقال ابن الأَعرابي: البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان والبِرُّ دُعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ والبِرُّ الإِكرامُ والهِرُّ الخصومةُ، والبِرُّ الفؤاد يقال هو مُطمئَنِنُّ البِرِّ وأَنشد ابن الأَعرابي:
وأما المقصود ببر الوالدين شرعاً:
قال النووي-رحمه الله-:«وأما بر الوالدين فهو الإحسان إليهما، وفعل الجميل معهما، وفعل ما يسرهما ويدخل فيه الإحسان إلى صديقهما
وقال المناوي: «أي: طاعتهما والإحسان إليهما فيما لا يخالف الشرع قال العراقي: أخبر أن أفضل حقوق الله الصلاة لوقتها، وأفضل حقوق العباد بعضهم على بعض بر الوالدين، فهما أحق بالبر من جميع الأقارب
بر الوالدين وزيادة الإيمان:
الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعصية، ومن أعظم الطاعات بر الوالدين، قال ابن حجر- رحمه الله-: «فذهب السلف إلى أن الإيمان يزيد وينقص، وأنكر ذلك أكثر المتكلمين وقالوا: متى قبل ذلك كان شكاً، قال الشيخ محيي الدين: وإلا ظهر المختار أن التصديق يزيد وينقص بكثرة النظر ووضوح الأدلة؛ ولهذا كان إيمان الصديق أقوى من إيمان غيره بحيث لا يعتريه الشبهه ويؤيده أن كل أحد يعلم أن ما في قلبه يتفاضل حتى أنه يكون في بعض الأحيان الإيمان أعظم يقيناً وإخلاصاً وتوكلاً منه في بعضها وكذلك في التصديق والمعرفة بحسب ظهور البراهين وكثرتها، وقد نقل محمد بن نصر المروزي في كتابه: تعظيم قدر الصلاة عن جماعة من الأئمة نحو ذلك وما نقل عن السلف صرح به عبد الرزاق في مصنفه عن سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وبن جريج ومعمر وغيرهم، وهؤلاء فقهاء الأمصار في عصرهم وكذا نقله أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة عن الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم من الأئمة وروى بسنده الصحيح عن البخاري قال: لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص، وأطنب بن أبي حاتم واللالكائي في نقل ذلك بالأسانيد عن جمعٍ كثيرٍ من الصحابة والتابعين، وكل من يدور عليه الإجماع من الصحابة والتابعين، وحكاه فضيل بن عياض ووكيع عن أهل السنة والجماعة
ويذكر الشوكاني- رحمه الله- المراد بزيادة الإيمان فيقول: «قيل: والمراد بزيادة الإيمان هو زيادة انشراح الصدر وطمأنينة القلب وانثلاج الخاطر عند تلاوة الآيات وقيل: المراد بزيادة الإيمان زيادة العمل؛ لأن الإيمان شيءٌ واحدٌ لا يزيد ولا ينقص والآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة ترد ذلك وتدفعه
والآيات في كتاب الله عز وجل تؤيد وتدل على أن الإيمان يزيد وينقص، قال تعالى: ***64831;الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ***64830; [آل عمران:173].
قال الشوكاني: «والمعنى: أنهم لم يفشلوا لما سمعوا ذلك ولا التفتوا إليه بل أخلصوا لله وازدادوا طمأنينة ويقينا وفيه دليل على أن الإيمان يزيد وينقص
وقال تعالى: ***64831;إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ***64830; [الأنفال:2].
قال القرطبي: «أي تصديقاً فإن إيمان هذه الساعة زيادة على إيمان أمس فمن صدق ثانياً وثالثاً فهو زيادة تصديق بالنسبة إلى ما تقدم وقيل: هو زيادة انشراح الصدر بكثرة الآيات والأدلة وانشراح الصدر دليل على زيادة الإيمان
وقال تعالى: ***64831;وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ***64830; [التوبة:124], قال البغوي: «يقينا وتصديقا
وقال ابن كثيرٍ- رحمه الله-: «وهذه الآية من أكبر الدلائل على أن الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أكثر السلف والخلف من أئمة العلماء بل قد حكى غير واحدٍ الإجماع على ذلك
وقال تعالى: ***64831;وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً***64830; [مريم:76]
***64831;وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً***64830; [الأحزاب:22]
وقال تعالى: ***64831; إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى***64830; [الكهف:13]
قال ابن كثيرٍ- رحمه الله-:«استدل بهذه الآية وأمثالها غير واحد من الأئمة كالبخاري وغيره ممن ذهب إلى زيادة الإيمان وتفاضله وأنه يزيد وينقص
وقال: ***64831;هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً***64830; [الفتح:4]
وقال تعالى: ***64831;وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً***64830; [المدثر:31] فهذه الآيات الكريمة تدل على أن الإيمان يزداد وزيادته تكون بالطاعات ونقصه يكون بالمعاصي، ولذلك فإن أعمال البر والطاعات والقربات، يسميها الله ورسوله إيماناً، قال الله تعالى عن الصلاة: ***64831;وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ***64830;[البقرة:143]
قال ابن القيم: «وفيه قولان: أحدهما ما كان ليضيع صلاتكم إلى بيت المقدس بل يجازيكم عليها لأنها كانت بأمره ورضاه.
والثاني: ما كان ليضيع إيمانكم بالقبلة الأولى وتصديقكم بأن الله شرعها ورضيها وأكثر السلف والخلف على القول الأول وهو مستلزم للقول الآخر
والقول الأول هو الراجح كما أوضح ابن تيمية- رحمه الله- فقال: «يعني صلاتكم إلى بيت المقدس، لأن الصلاة تصدق عمله و قوله و تحصل طمأنينة القلب و استقراره إلى الحق، و لا يصح إن يكون المراد به مجرد تصديقهم بفرض الصلاة؛ لأن هذه الآية نزلت فيمن صلى إلى بيت المقدس ومات ولم يدرك الصلاة إلى الكعبة ولو كان مجرد التصديق لشركهم في ذلك كل الناس وفي يوم القيامة فإنهم مصدقون بأن الصلاة إلى بيت المقدس
وقال ابن كثير- رحمه الله-: «أي صلاتكم إلى بيت المقدس قبل ذلك ما كان يضيع ثوابها عند الله فالمقصود من الإيمان في الآية الكريمة: الصلاة
وجوب بر الوالدين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن الله عز وجل قرن حق الوالدين بحقه في آيات كثيرة، مثل قوله عز وجل: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [1]، وقوله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [2]، وقوله سبحانه: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [3]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهذه الآيات تدل على وجوب برهما، والإحسان إليهما وشكرهما على إحسانهما إلى الولد من حين وجد في بطن أمه إلى أن استقل بنفسه وعرف مصالحه، وبرهما يشمل الإنفاق عليهما عند الحاجة، والسمع والطاعة لهما في المعروف، وخفض الجناح لهما، وعدم رفع الصوت عليهما، ومخاطبتهما بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، كما قال الله عز وجل في سورة بني إسرائيل: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [4]، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: « أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها، قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله »، وقال صلى الله عليه وسلم: « رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين » خرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، والأحاديث في وجوب برهما والإحسان إليهما كثيرة جداً.
وضد البر: هو العقوق لهما، وذلك من أكبر الكبائر؛ لما ثبت في الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً: قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور »، وفي الصحيحين أيضاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل يا رسول الله: وهل يسب الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه »، فجعل صلى الله عليه وسلم التسبب في سب الوالدين سباً لهما، فالواجب على كل مسلم ومسلمة العناية ببر الوالدين، والإحسان إليهما، ولاسيما عند الكبر والحاجة إلى العطف والبر والخدمة، مع الحذر كل الحذر من عقوقهما والإساءة إليهما بقول أو عمل، والله المسئول أن يوفق المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يفقههم في الدين، وأن يعينهم على بر والديهم، وصلة أرحامهم، وأن يعيذهم من العقوق والقطيعة للرحم، ومن كل ما يغضب الله ويباعد من رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
——————————————————————————–
[1] سورة النساء الآية 36.
[2] سورة الإسراء الآية 23.
[3] سورة لقمان الآية 14.
[4] سورة الإسراء الآيتان 23 – 24.
سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز رحمه الله
malek38
موضوع قمة في الروعة شكرا
بر الوالدين
اخي العزيز اختي العزيزة
إن قراءتك لهذا الموضوع قد تنقذك من النار إن كنت فيها ولا تعلم..
وقد ترفعك إلى الفردوس الأعلى دون أن تعلم..
لماذا؟؟!!
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081411402619*188.jpg[/IMG]
ألم تعلم حكم بر الوالدين وهو أنه فرض واجب، وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكبر الكبائر؟؟
أما سمعت هذا الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) رواه ابن وهب في الجامع وأحمد في المسند.
وهذا الحديث ايضاً
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081904004279*188.jpg[/IMG]
الوالدان..وما أدراك ما الوالدان
الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان..
الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق..
فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..
ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081904004262*188.jpg[/IMG]
وأنا أقف في حيرة أمامكم..
مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به..
أما علمنا أهمية بر الوالدين..
أما قرأنا قوله تعالى:
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081411402658*188.png[/IMG]
وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـبالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..
إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..
وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..
وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره..
أما تفكرنا قليلاً في الحديث التالي:
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081904004313*188.jpg[/IMG]
أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..
وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا …
إن الأمر أعظم من هذه الحجج الواهية..
ولنتفكر قليلاً في قوله تعالى:
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503113739*188.png[/IMG]
وقوله تعالى:
( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14-15
يعني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك باللهوجب علينا برهما..
ماذا نريد إثباتاً اكثر من ذلك..
كما في هذا الحديث:
فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: ((نعم، صلي أمك))متفق عليه.
ولكن للأسف …
يمر علينا كل فترة قصة تنافي كل ما سبق ..
تكاد عقولنا لا تصدق..
وتكاد قلوبنا تنفطر من هول ما نسمع..
إنها قصص واقعية للأسف..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503113792*188.jpg[/IMG]
ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق:
يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات،دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتماً فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله.
أما عرف هذا الرجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما".
ألهذه الدرجة..
من هؤلاء أهم من البشر؟؟..
نعم للأسف …
المصيبة الأكبر أنهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
ولكن..
ما عرفوا وصاياه..
الموضوع خطيييييييييييير..
اسمع هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].
وقصة مؤلمة أخرى..
وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً، قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً.
نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟!! من يعثر على هذه العجوز فليسلمها إلى دار العجزة عاجلاً.
عقوق .. عقوق .. عقوق..
وكأنهم نسوا مراقبة الله لهم..
وكأنهم لن يحاسبوا..
أما سمع هؤلاء بقول العلماء:"" كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان ""
إقرأ هذه القصة:
ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلىخربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبيهنا، وكما تدين تدان.
وهذا لا يقتصر على العقوق فقط بل على البر ايضاً..
ولكل مجتهد نصيب..
بروا آبائكم تبركم أبنائكم..
انظر هذه القصة:
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081904004365*188.jpg[/IMG]
هنيئاً لهؤلاء على الأقل تفكروا في هذا الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يجزي ولدٌ والداً ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيُعتقه )) رواه مسلم .
إخواني ..
إن هذا الكلام ليس جديداً..
بل هي من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا..
قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً) [البقرة: 83].
ولكننا أهملناه منذ زمن بعيد..
لحظة ..
مالي اتكلم وكأن الموضوع بسيط..
وكأن الموضوع يقرأ ويترك..
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا..
الموضوع أكبر من ذلك بكثير..
أنه من أهم مداخل الآخرة.
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152852*188.gif[/IMG]
فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: (( الجهاد في سبيل الله)). متفق عليه.
أسمعتم..
إن بر الوالدين بعد الصلاة على وقتها مباشرة في أحب الأعمال إلى الله..
وهناك أمر آخر في غاية الأهمية..
يا من يرى ما يحدث للأمة الإسلامية في كل مكان..
يا من يرى الإنتهاكات اليومية للمسلمين..
يا من ينفطر قلبه عند سماع أخبار المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من دول الجهاد..
يا من يتمنى الإنضمام إلى صفوف المجاهدين والجهاد معهم ضد اليهود والصليبيين..
يا من تريد الجهاد بشدة ولكنك لا تستطيع..
هل سمعت هذا الحديث:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].
هل سمعتم..
حاج ومعتمر ومجاهد..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503224584*188.jpg[/IMG]
أليس حري بك أن تعلم أن بر الوالدين أحب إلى الله من الجهاد في سبيل الله ما لم يكن فرض عين..
أليس حري بك أن تبدأ في جهاد الشيطان وتبر والديك..
مهلاً..
ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري].
بعض الشباب يسمعون مثل هذه الأحاديث ولا يستجيبون لها ( ففيهما فجاهد ) ماذا تفهم أخي الشاب أختي المرأة المؤمنة عندما نسمع مثل هذا الحديث ففيهما فجاهد ؟
يعني توقع منهما بعض التصرفات التي تحتاج منك أن تجاهد نفسك على قبول هذه الأخلاق من والديك وأنت في جهاد في الحقيقة .
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152856*188.jpg[/IMG]
وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما)[مسلم].
وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به].
فكفاك تغييباً للحقائق عن ذهنك..
ولا تقول أن الأمر سهل بحيث أنك تبدأه متى تريد..
إن هذا التفكير من كيد الشيطان فاتركه..
وإن كان كذلك …………. فمتى تبدأ؟؟!!
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152875*188.jpg[/IMG]
ولماذا نظن أن برنا لوالدينا هو كرم من عندنا..
أو شيء يمكن فعله أو تركه..
كلا إخواني..
إنه واجب علينا..
نحن لا ننسى فضل أبوينا علينا..
ولا ننسى الأيام التي قضوها في التربية والتنمية والتعليم والتوجيه..
ولا ننسى تضحياتهم من أجلنا..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503224583*188.jpeg[/IMG]
أنسينا الحنان..
نعم حنان أمنا الذي لا يذبل حتى لو بلغنا من الكبر عتيا؟؟؟؟
ألم تعلم أن الحنان هو فطرة الأم ليس فقط في الإنسان وإنما في كل الحيوانات
أنسينا قلب الأم الذي إذا بررناه طول الدهر لم نعطيه شيئاً بسيطاً من حبه لنا..
أما عرفت قلب الأم….. أسمع هذه القصة:
امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي عند الذئاب يريد الإنتقام منها, وتسمع المرأة أصوات الذئاب, فلما رجع الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته وغير هيئته …فاقترب منها، قالت له يا أخ : لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب..
يا سبحان الله … يريد أن يقتلها وهي ترحمه.
ولكن هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع العقوق بالأمهات…
وهذه القصة ذكرها الشيخ عبدالله المطلق عضؤ هيئة كبار العلماء .
هذا جزاء الأم التي تحمل في جنباتها قلباً يشع بالرحمة والشفقة على أبنائها، وقد صدق الشاعر حين وصف حنان قلب الأم بمقطوعة شعرية فقال:
أغرى أمرؤ يوماً غلاماً جاهلاً……..بنقوده كي ما يحيق بـه الضرر
قال ائتني بفـؤاد أمك يا فتى……..ولك الجواهر والدراهم والدرر
فأتى فأغرز خنجراً في قلبهـا……..والقلب أخرجـه وعاد على الأثر
ولكنه من فـرط سرعته هوى……..فتدحرج القـلب المعفـر بالأثـر
ناداه قلب الأم وهـو معفـر……..ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
هذا قلب الأم ……… ولكن أين البارين به؟
أخي..
من هذه اللحظة قررت أن أبر والداي..
ولكن لا أعرف كيف ذلك..
فأنا لم أعتد عليه من قبل!!
أما لهذه ….فتوكل على الله في ذلك فهو الذي يعينك على كل معروف..
وإليك بعض صور البر التي أراها قد تفيدنا في النجاح في الدنيا والآخرة وفي طريقنا للجنة..
خاطب والديك بأدب.
أطع والديك دائما في غير معصية مهما كان الطلب.
تلطف بوالديك ولا تعبس في وجههما، ولا تحدق النظر إليهما غاضبًا.
حافظ على سمعة والديك وشرفهما ومالهما ولا تأخذ شيئًا دون إذنهما.
أعمل ما يسرهما ولو من غير أمرهما، كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد في طلب العلم.
أجب نداءهما مسرعاً بوجه مبتسم قائلاً : نعم يا أمي ونعم يا أبي.
لا تجادلهما ولا تخطئهما وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب.
لا تعاندهما، لا ترفع صوتك عليهما وأنصت لحديثهما، ولا تزعج أحد أخوتك إكراما لوالديك.
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503113813*188.jpg[/IMG]
إنهض إلى والديك إذا دخلا عليك وقبل رأسيهما وأيديهما.
ساعد أمك في البيت، ولا تتأخر عن مساعدة أبيك في عمله.
لا تسافر إذا لم يأذنا لك ولو كان الأمر مهما.
لا تدخل عليهما دون إذن لاسيما وقت نومهما وراحتهما.
لا تتناول طعاما قبلهما، وأكرمهما في الطعام والشراب.
لا تكذب عليهما ولا تلمهما إذا عملا عملاً لا يعجبك.
لا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما، واطلب رضاهما قبل كل شيء، فرضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.
لا تجلس في مكان أعلى منهما، ولا تمد رجليك في حضرتهما.
لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولو كنت موظفاً كبيراً، وأحذر أن تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة.
لا تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك، فهذا عار عليك، وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان.
أكثر من زيارة والديك وتقديم الهدايا لهما، واشكرهما على تربيتك وتعبهما عليك.
احذر عقوق الوالدين وغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك.
إذا طلبت شيئًا من والديك فتلطف بهما واشكرهما إن أعطياك ، وأعذرهما إن منعاك ، ولا تكثر طلباتك لئلا تزعجهما .
إن لوالديك عليك حقاً ولزوجتك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، وحاول التوفيق بينهما إن اختلفا وقدم الهدايا للجانبين سراً.
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152854*188.jpg[/IMG]
إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق بجانبها وأنك مضطر لإرضائهما.
إذا اختلفت مع أبويك في الزواج والطلاق فاحتكموا إلى الشرع فهو خير عون لكم.
دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر، فاحذر دعائهما بالشر.
تأدب مع الناس فمن سب الناس سبوه قال صلى الله عليه وسلممن الكبائر شتم الرجل والديه، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه) متفق عليه.
زر والديك في حياتهما وبعد موتهما، وتصدق عنهما وأكثر من الدعاء لهما قائلاً: رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.
لا تمشي أمام احد والديك بل بجواره أو خلفه وهذا أدب وحب لهما.
إذا رأيت أحد والديك يحمل شيء فسارع بالحمل عنه إن كان في مقدورك ذلك وقدم لهم العون دائماً .
أحد السلف لما ماتت أمه بكى قالوا ما يبكيك قال باب من أبواب الجنة أغلق عني .
أظهر التودد لوالديك … وحاول إدخال السرور إليهما بكل ما يحبانه منك .
إذا نادى أحد الوالدين عليك فسارع بالتلبيه برضى نفس وإن كنت مشغولاً بشئ فاستأذن منه بالانتهاء من شغلك وإن لم يأذن لك فلا تتذمر ..
إذا مرض أحدهما فلازمه ما استطعت .. وقم على خدمته ومتابعة علاجه واحرص على راحته والدعاء له بالشفاء .
أنانيتك تجعلك تخطئ أحياناً … ولكن إيمانك ورجاحة عقلك تساعدانك على الأعتذار لهما ..
[ عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا ]
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي واقف بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائماً حتى استيقظت.
ولم ننسى المثال الكبير في البر:
كما في قصة سيدنا اسماعيل والكل يعرفها.
عندما قال ذلك الإبن البار: { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين }
عجباً لهذا البر…
والبر لا يقتصر أجره على ثواب الآخرة فقط…
بل له فائدة وتوفيق من الله في الدنيا ايضاً..
كما في قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت،فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء)).
وحتى العقوق يعجل عقابه في الدنيا قبل الآخرة..
قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081411402726*188.jpg[/IMG]
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" بابانِ مُعجَّلان عُقوبتهُما في الدنيا: البغي، والعقوق".
ولا ننسى أن نذكر بعض الأشياء التي يجب أن نتوقف عنها لأنهاتعتبر من العقوق:
أن يترفع الابن عن والديه ويتكبر عليهما لسبب من الأسباب، كأن يكثر ماله، أو يرتفع مستواه التعليمي أو الاجتماعي ونحو ذلك.
أن يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم.
أن يقدم غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه.
فربما لو غضبت الزوجة لأصبح طوال يومين حزيناً كئيباً لا يفرح بابتسامة، ولا يسّر بخبر، وربما لو غضب عليه والداه، ولا كأن شيئاً قد حصل.
أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما.
أن يتجاهل فضل والديه عليه، ويتشاغل عما يجب عليه نحوهما.
**************
ولا ننسى شيئاً هاماً وهو الدعاء لهما..
فكم له من أجر..
وكم يساعدك على البر..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/0708190400434*188.jpg[/IMG]
وفي ختام هذا الموضوع..
لي بعض النصائح لي ولكم..
أخي ………… إبكي!
نعم إبكي على ما فات من وقت أضعته دون بر لوالديك..
وإبك أكثر وأكثر إن خرجت من هذا الموضوع دون عزيمة حازمة على بر والديك من هذه اللحظة..
إني أدعوكم جميعاً إخوتي في الله ألا تخرجوا من هذا الموضوع إلا وقد عاهدتم الله أنه من كان بينه وبين والديه شنآن
أو خلاف أن يصلح ما بينه وبينهم، ومن كان مقصراً في بر والديه، فعاهدوا الله من هذا اللحظة أن تبذلوا وسعكم في بر والديكم.
أيها البارين ………. اثبتوا
أيها العاقين ………. توبوا
أيها الغافلين………. باشروا
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081604500832*188.gif[/IMG]
اللهم أعنا على بر والدينا، اللهم وفق الأحياء منهما، واعمر قلوبهما بطاعتك، ولسانهما بذكرك، واجعلهم راضين عنا، اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره، واغفر خطأه ومعصيته، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك، اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك.
اللهم أصلحنا وأصلح شبابنا وبناتنا، اللهم أعلِ همتهم، وارزقهم العمل لما خلقوا من أجله، واحمهم من الاشتغال بسفاسف الأمور،وأيقظهم من سباتهم ونومهم العميق وغفلتهم الهوجاء والسعي وراء السراب.
اللهم اجعلنا في طاعتك وطاعة والدينا في ما يرضيك واجعلنا من الابرار..
اللهم آمين………..مشكور على المجهود……..
اللهم آمين………..مشكور
ربي يحفظك …………موضوع فالقمة وروعة شكرا لك
موضوع رائع
بارك الله فيك
شكرا لك على الموضوع القيم و بارك الله فيك اخي
شكرا على المرور
بانتظار المزيد يا اعزاء
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
بر الوالدين
هاهي عقارب الساعة تزحف ببطءلتصل إلى السادسة مساء في منزل زوجة الفقيد أبي محمدالتي تقضي اليوم الأول بعد رحيل زوجها الشاب إلى جوار ربه , ولسان حالها تجاهه وهي ترمق صخب الدنيا :جاورتُ أعدائي وجاور ربه شتان بين جوارهوجواريغصَّ البيت بالمعزينرجالا ونساء صغارا وكبارا …اصبري يا أم محمد واحتسبي , وعسى الله أن يريك في محمد ذي الثلاثة أعوامخير خلف لأبيه …وهكذاقضى الله أن يقضي محمد طفولته يتيم الأب , غير أن رحمة الله أدركت هذا الغلام , فحنن عليه قلب أمه فكانت له أما وأبا ..
تمر السنون ويكبرالصغير وينتظم دارسا في المرحلة الابتدائية ..ولما كُرِّم متفوقا في نهاية السنة السادسة أقامتله أمه حفلا رسم البسمة في وجوه من حضر .. ولما أسدل الليل ستاره وأسبل الكون دثاره ,,سارَّتْه أمهأن يا بني ليس بخاف عليك قلة ذات اليد عندنا , لكني عزمت أن أعمل في نسج الثيابوبيعها , وكل مناي أن تكمل الدراسة حتى الجامعة وأنت في خير حال ..بكى الطفل وهويحضن أمه قائلا ببراءة الأطفال :( ماما إذا دخلت الجنة إن شاء الله سأخبر أبي بمعروفك الكبيرمعي ) ..تغالبالأم دموعها مبتسمة لوليدها ..
وتمر السنون ويدخل محمدالجامعة ولا تزال أمه تنسج الثياب وتبيعها حتى كان ذلك اليوم …دخل محمد البيت عائدامن أحد أصدقائه فأبكاه المشهد ..وجد أمه وقد رسم الزمن على وجهها تجاعيد السنين .. وجدها نائمة وهي تخيط ,لايزال الثوب بيدها ..كم تعبت لأجل محمد ! كم سهرت لأجل محمد !لم ينم محمد ليلته تلكولم يذهب للجامعة صباحا ..عزم أن ينتسب في الجامعة ويجد له عملا ليريح أمه من هذاالعناء ..غضبت أمه وقالت : إن رضاي يا محمد أن تكمل الجامعة منتظما وأعدك أن أترك الخياطة إذا توظفت بعدالجامعة ..وهذا ما حصل فعلا ..
هاهو محمد يتهيأ لحفل التخرجممنيا نفسه بوظيفة مرموقة يُسعد بها والدته وهذا ما حصل فعلا ..محمد في الشهر الأول منوظيفته وأمه تلملم أدوات الخياطة لتهديها لجارتها المحتاجة ,محمد يعد الأيام لاستلامأول راتب وقد غرق في التفكير : كيف يرد جميل أمه ! أيسافر بها ! أيسربلها ذهبا !لم يقطع عليه هذا التفكيرإلا دخول والدته عليه وقد اصفر وجهها من التعب , قالت يا بني أشعر بتعب في داخلي لاأعلم له سببا ,هب محمدلإسعافها , حال أمه يتردى , أمه تدخل في غيبوبة , نسي محمد نفسه .. نسي عمله ..ترك قلبه عند أمه لايكاد يفارقها , لسان حاله :فداك النفس يا أمي …. فداك المال والولد
وكان ما لم يدر في حسبان محمد .. هاهي الساعة تشير إلى العاشرة صباحا ,,محمد يخرج من عمله إلى المستشفى , ممنيا نفسه بوجه أمهالصبوح ريانا بالعافية ,وعند باب القسم الخاص بأمه استوقفه موظف الاستقبال وحثه على الصبروالاحتساب ..صعق محمدمكانه ! فقد توازنه ! وكان أمر الله قدرا مقدورا ,شيع أمه المناضلة لأجله , ودفن معها أجمل أيامه , ولحقتبزوجها بعد طولغياب ,وعادمحمد يتيم الأبوين ..
انتهى الشهر الأولونزل الراتب الأول لحساب محمد .. لم تطب نفسه به , ما قيمة المال بلا أم !هكذا كان يفكرحتى اهتدى لطريق من طرق البر عظيم , وعزم على نفسه أن يرد جميل أمه حتى وهي تحتالتراب ,
عزم محمد أن يقتطعربع راتبه شهريا ويجعله صدقة جارية لوالدته , وهذا ما حصل فعلا ..حفر لها عشراتالآبار وسقى الماء وبالغ في البر والمعروف , ولم يقطع هذا الصنيع أبدا حتى شابعارضاه وكبر ولده ولا يزال الربع مُوقفاً لأمه ,كانت أكثر صدقاته في برادات الماء عند أبوابالمساجد ..
وفي يوم من الأياموجد عاملا يقوم بتركيب برادة عند المسجد الذي يصلي فيه محمد ..عجب محمد مننفسه ! كيف غفلت عن مسجد حينا حتى فاز به هذا المحسن !! فرح للمحسن وندم على نفسه !حتى بادره إمامالمسجد من الغد شاكرا وذاكرا معروفه في السقيا !
قال محمد لكني لمأفعل ذلك في هذا المسجد ! قال بلى جاءني ابنك عبد الله – وهو شاب في المرحلةالثانوية – وأعطاني المبلغ قائلا :هذا سأوقفه صدقة جارية لأبي , ضعها في برادة ماء , عاد الكهلمحمد لابنه عبد الله مسرورا بصنيعه !سأله كيف جئت بالمبلغ ! ليفاجأ بأن ابنه مضى عليه خمس سنواتيجمع الريال إلى الريال حتى استوفى قيمة البرادة !
وقال : رأيتك يا أبيمنذ خرجتُ إلى الدنيا تفعل هذا بوالدتك .. فأردت أن أفعله بوالدي ..ثم بكىعبد الله وبكى محمد ولو نطقت تلك الدمعاتلقالت :
إن بركة برالوالدين تُرى في الدنيا قبل الآخرة !
وبعد .. فيا أيهاالأبناء ..
بروا آباءكم .. ولو ماتوا .. يبركم أبناؤكم
اللهم اغفر لناولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا وأصلح لنا نياتناوذرياتنا
أفكارٌ يسيرةٌ لبرِّ الوالدين
أفكارٌ يسيرةٌ لبرِّ الوالدين :
******************
1) شراءُ أغراض البيت بدون علمهم.
2) تسديدُ فواتير جوّالاتهم عن طريق حسابك دون علمهم أو الكهرباء أو الماء.
3) شراءُ مجموعة من ماء الصحَّة والعصائر المفضَّلة لهم ووضعها في غرفتهم.
4) شراءُ شيء يحبّونه و يتمنّونه دائماً.
5) شراءُ سجّادات طبّيَّة مُريحة لكبار السِّن.
6) تفقـُّدُ أثاث المنزل وتغيير ما يلزم.
7) تفقـُّدُ السّباكة في البيت دون طلب من الوالدين وإصلاح ما يلزم.
8) زيارة أو مكالمة لأصدقائهم أو مدحهم أمامهم.
9) إحضارُ الفواكه لهم عند زيارتهم.
10) إحضارُ هاتف متحرِّك لاسلكي حتّى يسهل عليهم الرَّد على المكالمات.
11) بالنّسبة للنِّساء عند زيارة الأهل ترتيب المنزل للوالدة وتنظيف الثّلاجة وتنظيف الكنبات والموكيت بنفسك، فذلك يدخلُ السُّرور على الأم.
12) الجلوسُ معهم وسماع أحاديثهم دون محاولة تغيير لآرائهم فقط الإستماع.
13) شراءُ حلويّات ووضعها في غرفة الوالدة حتى تقدِّمها للأحفاد.
14) شراءُ مسجّل صغير لإذاعة القرآن ومصحف إلكتروني بالقلم الناطق.
15) هل جرَّبتَ أثرَ غسيل ملابس الوالدة وتعطيرها بنفسك لا تتخيَّلين مقدار السَّعادة التي تشعر بها إنّه الإهتمام وليس الخدمة.
16) الرَّسائل القصيرة للوالد والدُّعاء له لها أثرٌ كبير في نفسه.
17) الإتصال يومياً بهم وطلب الدُّعاء منهم.
18) تقديمُ خدمات مختلفة للمسجد الذي يصلِّي فيه الوالد وتعطيره بالبخور والعود عند مرافقته للمسجد.
19) صرفُ مبلغٍ من المال من فئات مختلفة وأكثر من فئة، وإعطائهم حتّى يسهل عليه التّصدق على الآخرين.
20) راقب نظّارة والديك إن كانت بحاجةٍ لتغيير… فقد صَرَفَ نظرَهُ وتعَبَهُ في تربيتك.
21) مفاجأتهما بهديَّة كُبرى لهما معاً في السَّنة مرَّة أو مرَّة واحدة في العمر على الأقل.
22) النّظر إلى وجهيهما لأنّه عبادة.
23) تقريبُ الطَّعام لهما ممّا يحبّان.
24) وضعُ مبلغٍ في حسابهما أو تحت فراشهما وتذكَّر كَمْ تُنفق على نفسِكَ وزوجَتِكَ وكُمْ تُنفق عليْهِما؟!
25) الدُّعاء لهما باستمرارٍ، فذلك مفتاحٌ للخير لكَ فإنّ الملائكة تؤمن وتقولُ و لكَ بمِثِل.
26) أما لِمَنْ فَقَدَ والِدَيْهِ أو أحَدِهِما فلا تحزن :
فالبرّ بعد الممات آكِدْ وليس فيه رياء، فلكَ الدُّعاء الدّائم لهُم وإخراجُ مبلغٍ صدقةٍ شهريٍ ثابت ولو قليل، وعمل وقفُ الوالدين وصلةُ الأرحامِ وزيارةُ أصدقائهما كلّها بـِرٌّ في والدَيْك.
أسألُ اللهَ أن يعينَنا علَى برِّهِم منْ قلْبِ مُحِبٍّ جرَّبَها ووَجَدَ أثرَها العظيم.
أنا خادمُ أمّي .. وخادمُ أبي ~
إعزم على عمَلٍ تبَرّ به والِدَيْكَ اليَوْمَ وانشُر احتساباً وفَّقكَ الله ~
عبارات من لؤلؤ،هدا أقل شيء نقدمه لينبوع العطاء والحنان الوالدين حفظهما المولى لنا جميعا.
-مشكورة جدا-
نعم اختي.. قال تعالى:
(وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم)
مشكورة على المرور
عبارات من لؤلؤ،هدا أقل شيء نقدمه لينبوع العطاء والحنان الوالدين حفظهما المولى لنا جميعا.
-مشكورة جدا- |
اعتذر عن ردي السابق فقد اخطأت في الموضوع
عموما نسأل الله ان يعيننا على طاعة والدينا
اسعدني مرورك
بااااااااااااااااااااااااااااارك الله فيك
وفيكي بارك الله
مشكووورة على المرور
أفكار جميلة جدا ، نسأل الله أن يقدرنا على طاعتهما و برهما و نيل رضاهما " آمين يا رب "
بارك الله فيك حبيبتي سارة متميزة كما عهدتك
دوام التألق ان شاء الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
افكار رائعة جدا حفظهم الله لنا
شكرا جزيلا اختي لمياء بارك الله فيك
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جميلة هي تلك الأفكار
الله احفظ والدينا و ارحمهما يا رب العالمين آمين
بارك الله تعالى فيك و مشكووورة على الموضوع
هذه قصة حقيقية
كان هذا الشاب يعيش قصة حب رائعة مع زوجته
رزق منها بطفل
لسنتين وهما سعيدين جدا
لكن والد هذا الشاب لم يسره الامر
فالفتاة كانت من خارج العائلة
ولم يرضى هذا الاب بزواجه منها يوما
فبقي يخطط ويخطط لطلاقها
حتى تمكن اخيرا من ذلك
فالابن يعمل مع ابيه ولا يستطيع ان يرفض له طلب
لمدة سنتين وهو يجاهد في سبيل الاحتفاظ بزوجته
حتى نفذ صبره وطلقها
حفاظا على علاقته بوالده
حاول ابوه بعدها مرارا تزويجه من غيرها
لكن دون جدوى لمدة سنتين متتاليتين
تحول الابن البار الى سكير
لا يريد مواجهة الحياة
ولا معايشة الواقع الذي فرضه ابوه عليه
هكذا إستغل الاب سلطة الابوة مستعينا
على ذلك بالجهل وسواد القلب
للقضاء على مستقبل ابنه وحفيده
والمرأة المسكينة
التي رفضت ايضا الزواج بعد زوجها
لانها تعلم انه مغلوب على امره
لو كنت مكان هذا الشاب المسكين اجبني بصراحة
كيف تتصرف مع العلم انه لا مجال للتوفيق بين الاب والزوجة
فأنت مجبر على الاختيار بينهما.
السلام عليكم
فوائد النظر إلى الوالدين
" ما من رجل ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب اللهله بها حجة مقبولة مبرورة "
البيهقي في شعب الإيمان " وفي رواية بلفظ "
ما من ولدبار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة " قالوا : وإننظر كل يوم مائة مرة ؟ قال "نعم ، الله أكبر وأطيب "
قال العلماء : أكبر ، أي أعظممما يتصور وخيره أكثر مما يحصى ويحصر "
وأطيب : أي أطهر من أن ينسب إلى قصور فيقدرته ونقصان في مشيته وإرادته
وعن عائشة رضي الله عنها
" النظر في ثلاثة أشياء عبادة " النظر في وجه الأبوين، وفي المصحف ، وفي البحر " رواه أبو نعيم " وفي رواية النظر إلى الكعبة عبادة ،والنظر إلى وجه الوالدين عبادة ، والنظر في كتاب الله عبادة "
أبو داود "
احذر أن تحد النظر إلى الوالدين :
قال صلى الله عليه وسلم " ما بر أباه من حد إليهالطرف بالغضب " البيهقي ،
ومعناه أن من نظر إلى والديه نظرة غضب كان عاقا وإن لميكن يتكلم بالغضب .
فالعقوق كما يكون بالقول والفعل يكون بمجرد النظر المشعر بالغضبوالمخالفة
ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب؛ لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق لهماوقدقال الإمام علي -رضي الله عنه-: مَنْ أحزن والديه فقدعَقَّهُمَا
رضا الله في رضا الوالدين .
قال النبي صلى الله عليه وسلم" رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد " الترمذي"
ورضا الوالدين يجعل لك بابين مفتوحين من الجنة .
قال النبي صلى الله عليه وسلم " منأصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحتان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحد ،ومن أمسى عاصيا لله تعالى في والديه أمسى له بابان مفتوحان من النار ، وإن كانواحدا فواحد " قال رجل : وإن ظلماه ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم وإن ظلماه وإنظلماه وإن ظلماه ، " الحاكم "
.
من بر والديه بره أولاده جزاء وفاقا :
قال النبي صلى الله عليه وسلم " بروا آباءكمتبركم أبناؤكم وعفوا
تعف نساؤكم " الطبراني
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " البر لا يبلى والذنب لا ينسىوالديان لا يموت فكن كما شئت فكما تدين تدان " الديلمي "
وعن ثابت البناني قال : رأيت رجلا يضرب أباه في موضع فقيل له : ما هذا فقال الأب : خلوا عنه فإني كنت أضربأبي في هذا الموضع فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع
بر الوالدين يطيل العمر ويوسع الرزق .:قال النبي صلى الله عليه وسلم " من سره أنيمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه " أحمد "
إن الله يغفر للبار وإن عمل ما شاء . :عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلىالله عليه وسلم يقال للعاق اعمل ما شئت من الطاعة فإني لا أغفر لك ، ويقال للباراعمل ما شئت فإني أغفر لك " أبو نعيم في الحلية "
بر الوالدين أفضل من الجهاد .:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن فيالجهاد ، فقال " أحي والداك؟" قال : نعم . قال " فيهما فجاهد" مسلم "
بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسولالله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله ؟ قال " الصلاة على وقتها ، قلت ثمأي ؟ قال بر الوالدين ، قلت ثم أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله . " متفق عليه.
قد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهماوالعمل على رضاهما فرض عظيموذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه:–وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًاالإسراء23 وقال تعالى: –واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدينإحسانًاالنساء: 36وقال تعالى: –ووصينا الإنسانبوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلىالمصيرلقمان: 14
فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛
بأن يدعو لهما بالرحمةوالمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهمايحكي أن رجلا من بني سلمة جاء إلىالنبي صلى الله عليه وسلمفقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهمابه من بعد موتهما ؟قال: نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌبعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهماوصلة ال! رحم التي لا توصل إلا بهما) ابن ماجهوحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظمالأوقاتفقال: –ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقومالحساب إبراهيم: 41وقال: –رب اغفر لي ولوالديولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات نوح: 28
امين يارب العلمين
عقوق الوالدين
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فإن حق الوالدين عظيم، ومنزلتهما عالية في الدين؛ فبرهما قرين التوحيد، وشكرهما مقرون بشكر الله – عز وجل – والإحسان إليهما من أجل الأعمال، وأحبها إلى الكبير المتعال.
قال الله – عز وجل -: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ النساء: 36 ].
وقال الله – عز وجل -: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ الأنعام: 151 ].
وقال الله – تبارك وتعالى -: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [ الإسراء: 23، 24 ].
وقال الله – عز وجل -: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [ لقمان: 14 ].
ثم إن الأحاديث في هذا السياق كثيرة جدا، منها ما رواه ابن مسعود – رضي الله عنه – قال سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: الصلاة في وقتها قلت: ثم أي ؟ قال: بر الوالدين قلت: ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله
ثم إن بر الوالدين مما أقرته الفطر السوية، واتفقت عليه الشرائع السماوية، وهو خلق الأنبياء، ودأب الصالحين.
كما أنه دليل على صدق الإيمان، وكرم النفس، وحسن الوفاء.
وبر الوالدين من محاسن الشريعة الإسلامية؛ ذلك أنه اعتراف بالجميل، وحفظ للفضل، وعنوان على كمال الشريعة، وإحاطتها بكافة الحقوق.
بخلاف الشرائع الأرضية التي لا تعرف للوالدين فضلا، ولا ترعى لهما حقا، بل إنها تتنكر لهما، وتزري بهما.
وها هو العالم الغربي بتقدمه التكنولوجي شاهد على ذلك؛ فكأن الأم في تلك الأنظمة آلة إذا انتهت مدة صلاحيتها ضرب بها وجه الثرى.
وقصارى ما تفتقت عنه أذهانهم من صور البر أن ابتدعوا عيدا سنويا سموه: ( عيد الأم ).
حيث يقدم الأبناء والبنات في ذلك اليوم إلى أمهاتهم طاقات الورد معبرين لهن عن الحب والبر.
هذا منتهى ما توصلوا إليه من البر، يوم في السنة لا غير ! أين الرعاية ؟ أو أين الترحم ؟ أو أين الوفاء ؟ !
لا علم لهم بتلك المعاني الشريفة الفاضلة، ولا حظ لها عندهم.
أما حق الوالدين في الإسلام فقد مر بك شيء منه، وليس ذلك فحسب، بل إن الإسلام نهى عن العقوق، وحذر منه أشد التحذير، فهو كبيرة من الكبائر، وهو قرين للشرك.
ويكفي في ذلك قوله – تعالى -: فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا [ الإسراء: 23 ].
فما بالك بما فوق كلمة " أف ". والأحاديث في هذا السياق كثيرة جدا، ومنها ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس
ومع تلك المكانة للوالدين، وبرغم ما جاء من الأمر الأكيد في برهما، والزجر الشديد في النهي عن عقوقهما إلا أن فئاما من الناس قد نسيت حظا مما ذكرت به، فلم ترع حق الوالدين، ولم تبال بالعقوق.
نقله لكم صديق المنتدى.ح/ك
ان شاء الله اخي كلنا نكون من خيرة الابناء ان شاء الله ربي يهدينا لما فيه خير
اللهم اغفر لي و لوالدي
إن رضوا عنك الوالديـــــــــــــــن أنت من الفائزين في الدنيا و الأخيرة آميــــــــــــــــــــــــــن
شكرا على المروركل من الغالية+كوجامي
احذرو دمعة الوالدين
" وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا "
(رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول الله قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة).
هناك أكثر من تسعة عشر سببا تعينك على بر الوالدين سنذكر بعضهم على نقاط والباقي سنسردهم في الموضوع ,
فأولها
فهو الاستعانة بالله عز وجل لإعانته على البر كأحد الطاعات في الحياة
أما العامل الثالث
ورابع العوامل
ومن بين العوامل وخامسها
( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )
، ومن أسباب بر الوالدين البعد عن موافقة الناس فيما يصنعون لأنه احد أسباب عقوق الوالدين . لقد اخبرنا الله عز وجل عن قصة قد بلغة الغاية في البر وهي قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لما أمر إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه فما كان من إسماعيل مع أبيه إلا الاستسلام لأمر الله والسمع والطاعة لوالده وفي سورة الصافات
**فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } .
اللهم ارحم اباءنا وامهاتنا
آميـــــــــن
العلي العظيم
شكرااااااااااااااا للتواجد