بسم الله ؛ والحمد لله ؛ والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:ـ
فقد أعطى الإسلام للوالدين مكانة خاصة، وقد فرض الله سبحانه وتعالى برَّ الوالدين في القرآن، وهذا معلوم للكافة، كما فرض الله سبحانه وتعالى على الوالدين بر الأولاد أيضاً في آيات كثيرة، وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً، ويبدأ هذا من تسمية المولود بالاسم الحسن، وحسن تربيته، والقيام على نفقته ، وتعليمه القرآن، والإحسان إليه ذكرًا كان أم أنثى، وهذا كثير في القرآن وفي السنة، فإذا حدث أن تخلى الوالد: أبًا كان أو أمًّا عما فرضه الله سبحانه وتعالى عليه، فإنه يجد ذلك في عقوق أبنائه له ، فالله سبحانه وتعالى يقول :{فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره}.
فعدم قيام الآباء بواجبهم تجاه أولادهم في الصغر من القيام على حسن تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة في وقت التربية الذي يتعلمون فيه فضل الوالدين وتوقيرهم ، والعمل بوصايا القرآن الكريم …إلخ .يجعل الأبناء يشبون وهم بعيدون تمام البعد عن تعاليم الدين ، وينشئون على أن الدين أمر هامشي في الحياة ، وبهذا يجنى الآباء ثمرة تقصيرهم في حق الأبناء .
فالملاحظ غياب كل من الأب والأم خارج المنزل لفترات طويلة مهملين لأبنائهم ، فالأب في طلب حثيث للمادة داخل البلاد أو خارجها والأم أيضاً معظم وقتها خارج المنزل والأولاد إما مع المربية أو مع التلفاز، ومنه يستقي الطفل ثقافته ويشاهد العنف الذي تطفح به شاشته وكيفية التخطيط للجريمة وغير ذلك من أساليب الانحراف.
فعلاج العقوق إنما يكون باتباع منهج الإسلام في تربية الأولاد ، وقد أمرنا الله في القرآن الكريم أن نقي أنفسنا وأهلينا النار فقال تعالى في سورة التحريم :{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً }.
يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ـ رحمه الله ـ :
إن كثيرًا من الآباء والأمهات يشكُون من عقوق الأبناء أو من سلوك الأبناء، وينسى الآباء والأمهات أن فرصة التربية قد ضاعت منهم إما في زجر الأبناء في وقت لا يستدعي الأمر إلى زجر، أو في التقليل من شأن الأبناء في وقت يحتاج الابن فيه إلى من يعتني به ويرعاه. ومضت السنوات والأبُ غافل عن ابنه، إما بالتجاهل لحياة ابنه وما يَلزَمها في كل مرحلة، أو بالغرق في نمط من الحياة بعيدًا عن ضرورة رعاية الأبناء.
والأم كذلك لاهية عن الابنة في أمور أَنْسَتْهَا مهمتَها الأساسية في الحياة، فلا تأخذ الابنة من أمها حنانًا وقت الاحتياج إلى الحنان، ولا تَلقَى الابنة حزمًا وقتما تحتاج إلى حزم، ولا تنال الابنة حق الصداقة والفهم وقت أن احتاجت البنت إلى صداقة الأم، فسادَ التنافرُ جوَّ الأسرة باسم الحياة المعاصرة.
والعجيب أننا لو تأملنا المجتمعات التي يقال عنها : "معاصرة" لوجدنا علماء تلك المجتمعات يعودون إلى منهج الإسلام ليأخذوا منه قواعد التربية الصحيحة للأبناء ـ كما قلنا ـ لا كَدِينٍ من عندنا يجب عليهم اتباعُه ، ولكن كناحية اجتماعية تضمن لهم سلامة حياتهم الاجتماعية.
فمنها الحنان والاحترام والمودة بين الزوجين فينشأ الطفل متمتعًا بالوجدان الصافي لتلقّي مسئوليات الحياة.
ومنها الحزم ، واحترام ذاتية الطفل ، وتعليمه منهج الدين من السابعة إلى الرابعة عشر؛ ليعرف أن المؤمن هو الإنسان الذي يتقن عمله حتى تصلح حياته بهذا العمل، وأن يُعطَى من الجهد والتعليم ما يجعله متدربًا على تحمل المسئولية ومعرفة فنّ الحياة وَفْقَ منهج الله تعالى.
ومنها صداقة وفهم في ضوء الإيمان ليكون الشاب متقبلًا للحياة المؤمنة مخلصًا في أداء عمله واعيًا بمسئولياته، فيقوم المجتمع على أفراد منسجمين بالإيمان مع أنفسهم ومع الكون الذي خلقه الله.
وإذا كان الحق سبحانه أوصى الآباء بالأبناء فيجب أن نلتفت إلى أنه سبحانه أوصى الأبناء بالآباء، وكأن ما يزرعه الأب والأم في صغيرهما ينفعهما في كبرهما.
قال تعالى: (وقضَى ربُّك ألّا تَعبدوا إلّا إياه وبالوالدَين إحسانًا. إمَّا يَبلُغنَّ عندك الكبَرَ أحدُهما أو كلاهما فلا تقُلْ لهما أُفٍّ ولا تَنهَرْهما وقل لهما قولًا كريمًا. واخفِضْ لهما جَناحَ الذّلّ من الرحمةِ وقل ربِّ ارحمهما كما ربَّياني صغيرًا) حتى لا يوجد إنسان في المجتمع وهو لا يتحمل مسئوليةَ من أحسنوا تربيته ومسئوليةَ الأبناء الذين تقع عليهم مسئولية حسن تربيتهم، وذلك حتى يتحقق للمجتمع الراحة والأمان والانسجام .
والله أعلم .
منقول عن إسلام أون لاين
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا واثابك الجنة
واياك اختي
الله يجازيكم نمادج أسئلة مسابقة نائب مقتصد…ولاية تلمسان
??????????????????
فضل بر الوالدين
-يعتبر بر الوالدينث من أسباب دخول الجنة و نيلرضى الله تعالى.
– بر الوالدينثا أحب الأعمال الي الله بعد عبادته و طاعته.
– دعوة البار بوالديه مستجابة .
-قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الوالد أوسط أبواب الجنة,فان شئت فأضع دالك الباب أو احفضه) رواه الترمدي
شكرا اخي على الافادة
شرح المفردات:
قضى:أمر
لا تقل لهما أُفّ:لا تستثقل شيئًا من أَمرهما وتَضِقْ صدرًا به ولا تُغْلِظْلهما.
إنفاذ:إنجاز
مفهوم بر الوالدين:ماذا يعني بر الوالدين؟
بر الوالدين هو حسن معاملتهما قولا وعملا والإحسان إليهما.
من مظاهر بر الوالدين: كيف نبر الوالدين؟
يجب البر بالوالدين في حياتهما وبعد موتهما وذلك بمحبتهما وطاعتهما وحسن صحبتهما وتعظيم قدرهما وملاطفتهما واستئذانهما عند الدخول عليهما أو الخروج من البيت ومبادرتهما التحية وخدمتهما وخاصة عند عجزهما والإنفاق عليهما عند افتقارهما وصلة رحمهما والدعاء لهما وتنفيذ وصيتهما وإكرام صديقهما.
فضل بر الوالدين:ما أثر بر الوالدين في حياتنا؟
1- البر بالوالدين مجلبة لرضى الله وسبب في دخول الجنة.
2- هو ثاني أحب الأعمال إلى الله بعد عبادته.
3- هو سبب في دعاء الوالدين بالخير لمن يبر بهما.
4- هو مكفر للذنوب.
لحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،
وبعد: فمن الظواهر السيئة ما نراه هذه الأيام من كثير من الأبناء من العقوق للوالدين، وما نشاهده بين الأقارب من القطيعة، وفيما يلي كلمات سريعة في التحذير من عقوق الوالدين والحث على برِّهما، والتحذير من قطيعة الرحم، وبيان الآداب التي ينبغي أن تراعى مع الأقارب، نسأل الله أن ينفع بها.
أولًا: التحذير من عقوق الوالدين والحث على برهما:
من صور العقوق:
1- إبكاء الوالدين وتحزينهما بالقول أو الفعل.
2- نهرهما وزجرهما، ورفع الصوت عليهما.
3- التأفف من أوامرهما.
4- العبوس وتقطيب الجبين أمامهما، والنظر إليهما شزرًا.
5- الأمر عليهما.
6- انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة.
7- ترك الإصغاء لحديثهما.
8- ذم الوالدين أمام الناس.
9- شتمهما.
10- إثارة المشكلات أمامهما إما مع الأخوة، أو مع الزوجة.
11- تشويه سمعتهما.
12- إدخال المنكرات للمنزل، أو مزاولة المنكرات أمامهما.
13- المكث طويلًا خارج المنزل مع حاجة الوالدين وعدم إذنهما للولد في الخروج.
14- تقديم طاعة الزوجة عليهما.
15- التعدي عليهما بالضرب.
16- إيداعهم دور العجزة.
17- تمني زوالهما.
18- قتلهما عياذًا بالله.
19- البخل عليهما والمَنُّ، وتعداد الأيادي.
20- كثرة الشكوى والأنين أمام الوالدين.
الآداب التي ينبغي مراعاتها مع الوالدين:
1- طاعتهما بالمعروف، والإحسان إليهما، وخفض الجناح لهما.
2- الفرح بأوامرهما ومقابلتهما بالبشر والترحاب.
3- مبادأتهما بالسلام وتقبيل أيديهما ورؤوسهما.
4- التوسعة لهما في المجلس، والجلوس أمامهما بأدب واحترام، وذلك بتعديل الجلسة، والبعد عن القهقهة أمامهما والتعري أو الاضطجاع، أو مد الرجل، أو مزاولة المنكرات أمامهما، إلى غير ذلك مما ينافي كمال الأدب معهما.
5- مساعدتهما في الأعمال.
6- تلبية ندائهما بسرعة.
7- البعد عن إزعاجهما، وتجنب الشجار وإثارة الجدل بحضرتهما.
8- أن يمشي أمامهما بالليل وخلفهما بالنهار.
9- ألا يمدَّ يدَه للطعام قبلهما.
10- إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين.
11- الاستئذان عليهما حال الدخول عليهما، أو حال الخروج من المنزل.
12- تذكيرهما بالله، وتعليمهما ما يجهلانه، وأمرهما بالمعروف، ونهيهما عن المنكر مع مراعاة اللطف والإشفاق والصبر.
13- المحافظة على سمعتهما وذلك بحسن السيرة، والاستقامة، والبعد عن مواطن الريب وصحبة السوء.
14- تجنب لومهما وتقريعهما والتعنيف عليهما.
15- العمل على ما يسرهما وإن لم يأمرا به.
16- فهم طبيعة الوالدين، ومعاملتهما بذلك المقتضى.
17- كثرة الدعاء والاستغفار لهما في الحياة وبعد الممات.
الأمور المعينة على البر:
1- الاستعانة بالله.
2- استحضار فضائل البر، وعواقب العقوق.
3- استحضار فضل الوالدين.
4- الحرص على التوفيق بين الوالدين والزوجة.
5- تقوى الله في حالة الطلاق، وذلك بأن يوصي كل واحد من الوالدين أبناءه ببر الأخر، حتى يبروا الجميع.
6- قراءة سيرة البارين بوالديهم.
7- أن يضع الولد نفسه موضع الوالدين.
ثانيًا: قطيعة الرحم – أسبابها – علاجها
الرحم هم القرابة، وقطيعة الرحم هجرهم، وقطعهم… والصلة ضد القطيعة، وهي كناية عن الإحسان إلى الأقارب، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم.
أسباب قطيعة الرحم:
1- الجهــــل.
2- ضعف التقوى.
3- الكــــــبر.
4- الانقطاع الطويل الذي يسبب الوحشة والنسيان.
5- العتاب الشديد من بعض الأقارب مما يسبب النفرة منهم.
6- التكلف الزائد، مما يجعل الأقارب لا يحرصون على المجيء إلى ذلك الشخص، حتى لا يقع في الحرج.
7- قلة الاهتمام بالزائرين من الأقارب.
8- الشح والبخل من بعض الناس، ممن وسع الله عليهم في الدنيا، فتجدهم لا يصلون أقاربهم، حتى لا يخسروا بسببهم شيئًا من المال، إما بالاستدانة منهم أو غير ذلك.
9- تأخير قسمة الميراث بين الأقارب.
10- الشراكة المبنية على المجاملة بين الأقارب.
11- الاشتغال بالدنيا.
12- الطلاق بين الأقارب.
13- بُعْد المسافة والتكاسل عن الزيارة.
14- قلة تحمل الأقارب.
15- الحسد فيما بينهم.
16- نسيانهم في الولائم، مما يسبب سوء الظن فيما بينهم.
17- كثرة المزاح.
18- الوشاية والإصغاء إليها.
فضائل صلة الرحم:
1- صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر.
2- سبب لزيادة العمر وبسط الرزق.
3- تجلب صلة الله للواصل.
4- هي من أعظم أسباب دخول الجنة.
5- هي من محاسن الإسلام.
6- وهي مما اتفقت عليه الشرائع
7- هي دليل على كرم النفس، وسعة الأفق.
8- وهي سبب لشيوع المحبة، والترابط بين الأقارب.
9- وهي ترفع من قيمة الواصل.
10- صلة الرحم تعمر الديار.
11- وتيسر الحساب.
12- وتكفر الذنوب والخطايا.
13- وتدفع ميتة السوء.
الآداب والأمور التي ينبغي سلوكها مع الأقارب:
1- استحضار فضل الصلة، وقبح القطيعة.
2- الاستعانة بالله على الصلة.
3- توطين النفس وتدريبها على الصبر على الأقارب والحلم عليهم.
4- قبول أعذارهم إذا أخطأوا واعتذروا.
5- الصفح عنهم ونسيان معايبهم ولو لم يعتذروا.
6- التواضع ولين الجانب لهم.
7- بذل المستطاع لهم من الخدمة بالنفس والجاه والمال.
8- ترك المَنِّ عليهم، والبعد عن مطالبتهم بالمثل.
9- الرضا بالقليل منهم.
10- مراعاة أحوالهم، ومعرفة طبائعهم، ومعاملتهم بمقتضى ذلك.
11- إنزالهم منازلهم.
12- ترك التكلف معهم، ورفع الحرج عنهم
13- تجنب الشدة في معاتبتهم إذا أبطأوا.
14- تحمل عتابهم إذا عاتبوا، وحمله على أحسن المحامل.
15- الاعتدال في المزاح معهم.
16- تجنب الخصام وكثرة الملاحاة والجدال العقيم معهم.
17- المبادرة بالهدية إن حدث خلاف معهم.
18- أن يتذكر الإنسان أن الأقارب لحمة منه لابد له منهم، ولا فكاك له عنهم.
19- أن يعلم أن معاداتهم شرٌّ وبلاء، فالرابح في معاداة أقاربه خاسر، والمنتصر مهزوم.
20- الحرص على ألا ينسى أحدًا منهم في الولائم قدر المستطاع.
21- الحرص على إصلاح ذات البين إذا فسدت.
22- تعجيل قسمة الميراث.
23- الاجتماعات الدورية.
24- تكوين صندوق للأسرة.
25- الحرص على الولائم والاتفاق حال الشراكة.
26- يراعي في ذلك أن تكون الصلة لله وحده، وأن تكون تعاونًا على البر والتقوى، ولا يقصد بها حمية الجاهلية الأولى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مشكوووووووووووووووووووووووووووورة حياة علي الموضوع
يجب كل فرد طاعة والديه
كقول الله تعالي "وقضى ربك إلاَّ تعبدوا إلاّ أيَّاه وبالوالدين إحساناً"(1).
العفو اخي
نعم يجب على كل انسان احترام الوالدين و عدم قطيعة الرحم
مشكوووووووووووووووووووووووووووورة حياة علي الموضوع
العفو اخي حسن سعدت بمرورك العطر
** وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا **
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين 134َ
بر الوالدين وعقوق الوالدين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين محمّد
من معاصي البدن التي هي من الكبائر أي من المعاصي التي لا تلزم جارحة من الجوارح عقوق الوالدين أو أحدهما وإن علا ولو مع وجود أقرب منه، قال بعض الشافعية في ضبطه: "هو ما يتأذّى به الوالدان أو أحدهما تأذيًا ليس بالْهَيِّن في العُرف" .
ومن عقوق الوالدين الذي هو من الكبائر ترك الشخص النفقة الواجبة عليهما إن كانا فقيرين ، أما إن كانا مكتفيين فلا يجب الإنفاق عليهما، لكن ينفق عليهما من باب البِرّ والإحسان إليهما، فيُسنّ له أن يعطيهما ما يحبّانه، بل يُسنّ أن يطيعهما في كل شىء إلا في معصية الله، حتى في المكروهات إذا أطاع أبويه يكون له في ذلك رِفعة درجة عند الله. قال الفقهاء: "إذا أمر أحدُ الوالدين الولد أن يأكل طعامًا فيه شُبهة، أي ليس حرامًا مؤكّدًا، يأكل لأجل خاطرهما ثم من غير علمِهما يتقايؤه" ، وقالوا: "إذا أمر أحد الوالدين ولده بفعل مباح أو تركه وكان يغتمّ قلب الوالد أو الوالدة إن خالفهما يجب عليه أن يطيعهما في ذلك" .
ومن بِرّ الوالدين أن يَبر من كان أبوه يحبه بعد وفاة أبيه بالزيارة والإحسان، كذلك من كان تحبّه أمّه بعد وفاتها أن يصلهم ويُحسن إليهم ويزورهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أبَرِّ البِرِ أن يَبَرّ الرجل أهل وِدِّ أبيه بعد أن يُوَلّي" أي بعد أن يَموت .
ومن بِرِّ الوالدين زيارتهما بعد موتهما .
ومن أراد أن يكون بارًّا بوالديه فعليه أن يطيعهما في أغلب المباحات أو كلِّها.
قال أهل العلم: "من حيث المشروعية يطيع الولد والديه في المباح والمكروه" لكن لا يجب طاعتهما في كلِّ مباح بل يجب أن يطيعهما في كلِّ ما في تركه يحصل لهما غَم بسببه وإلا لا يكون واجبًا، فإذا طلب أحد الوالدين من الولد أن لا يسافر وكان سفره بلا ضرورة وجب عليه ترك ذلك السفر إذا كانا يغتمان بسفره. وإذا أراد الأب منع ولده من الخروج من البيت بدون إذنه فإن كان خروجه يُسبِّب للأب غما شديدًا بحيث يحصل له انهيار أو شبه ذلك عندئذٍ لا يجوز له الخروج بدون إذنه بل يكون خروجه من الكبائر، فدرجة المعصية في ذلك على حسب الإيذاء الذي يحصل للوالد.
وإذا طلب الأب او الأمّ من ابنه شيئا مباحًا كغسل الصحون أو ترتيب الغرفة أو تسخين الطعام أو عمل الشاي أو ما أشبه ذلك ولم يفعل فإن كان يغتمّ قلب الوالد أو الوالدة إن لم يفعل حرام عليه أن لا يفعل .
قال الله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا . إمّا يبلغنّ عندك الكِبر احدهما أو كلاهما فلا تقلْ لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} (سورة الإسراء 23-24) .
أمر الله عباده أمرًا مقطوعًا به بأن لا يعبدوا إلا إياه وأمر بالإحسان للوالدين، والإحسان هو البِرّ والإكرام. قال ابن عباس: "لا تنفض ثوبك فيصيبهما الغبار". وقال عُروة: "لا تمتنع عن شىء أحبّاه" .
وقد نهى الله تعالى عباده في هذه الآية عن قول "أفٍّ" للوالدين وهو صوت يدل على التضجّر، وأصلها نَفْخُك الشىء الذي يَسقط عليك من تراب ورماد، وللمكان تريد إماطة الأذى عنه فقيلت لكل مستثقل .
"ولا تنهرهما" ولا تزجرهما عما يتعاطيانه مما لا يُعجبك، والنهي والنهر أخوان.
"وقل لهما قولاً كريمًا" أي ليِنا لطيفًا أحسن ما تجد كما يقتضيه حُسن الأدب.
"واخفض لهما جناج الذلِّ من الرحمة" أي أَلِن لهما جانبك متذلِّلاً لهما من فرط رحمتك إياهما وعطفك عليهما ولِكَبرِهما وافتقارهما اليوم إلى من كان أفقر خلق الله إليهما بالأمس . وخفض الجناح عبارة عن السكون وترك التصَعّب والإباء، أي ارفق بهما ولا تغلظ عليهما.
"وقل ربِّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا" أي مثل رحمتهما إياي في صغري حتى ربياني، أي ولا تكتفِ برحمتك عليهما التي لا بقاء لها أو هو أن يقول: يا أبتاه يا أمّاه ولا يدعوهما بأسمائهما فإنه من الجفاء وسوء الأدب معهما.
وفائدة "عندك" أنهما إذا صارا كَلاًّ على ولدهما ولا كافل لهما غيره فهما عنده في بيته وكَنَفه وذلك أشقّ عليه، فهو مأمور بأن يستعمل معهما لين الخلق حتى لا يقول لهما إذا أضجره ما يستقذر منهما "أف" فضلاً عما يزيد عليه، ولقد بالغ سبحانه في التوصية بهما حيث افتتحها بأن شفع الإحسان إليهما بتوحيده ثم ضيّق الأمر في مراعاتهما حتى لم يُرخِّص في أدنى كلمة تنْفلت من المتضجّر مع موجبات الضجر ومع أحوالٍ لا يكاد يصبر الإنسان معهما.
وادعُ الله بأن يرحمهما رحمته الباقية، واجعل ذلك جزاء لرحمتهما عليك في صغرك وتربيتهما لك، والدعاء مختص بالأبوين المسلمين.
وروى الحاكم والطبراني والبيهقي في شُعَبِهِ مرفوعًا "رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما" .
وعن بَهز بن حكيم عن أبيه عن جَدِّه رضي الله عنهم قال: "قلت يا رسول الله من أبرّ ؟ قال أمك ، قلت ثُم من ؟ قال: أمّك، قلت ثُم من ؟ قال: أمك، قلت: ثُم من ؟ قال: أباك، ثُم الأقربَ فالأقرب" أخرجه أبو داود والترمذي وحسّنه.
فيُفهم من هذا الحديث تقديم الأمِّ على الأب في البِرِّ فلو طلبت الأمّ من ولدها شيئًا وطلب الأب خلافه وكان بحيث لو أطاع أحدهما يغضب الآخر يقدِّم الأمّ على الأب في هذه الحالة.
وإنَما حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه هذا على برّ الأمّ ثلاثًا وعلى برّ الأب مرّة لعنائها وشفقتها مع ما تقاسيه من حمل وطلق وولادة ورضاعة وسهر ليل. وقد رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رجلاً يحمل أمّه على ظهرة وهو يطوف بها حول الكعبة فقال: "يا ابن عمر أتراني وفّيتهما حقّها، قال: ولا بطلقة واحدة من طلقاتها، ولكن قد أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرًا" .
وقد قال بعض العلماء بوجوب الاستغفار للأبوين المسلمين في العمر مرة، ثم الزيادة على ذلك قربة عظيمة، وليس شرطًا أن يكون هذا الاستغفار بعد وفاتهما.
فالولد إن استغفر لوالديه بعد موتهما ينتفع والداه بهذا الاستغفار حتى إنهما يلحقهما ثواب كبير فيعجبان من أي شىء جاءهما هذا الثواب فيقول لهما الملك هذا من استغفار ولدكما لكما بعدكما.
وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنة العاقّ لوالديه والديوث ورَجُلَةُ النساء" رواه ابن حبان. أي لا يدخل هؤلاء الثلاثة الجنة مع الأوّلين إن لم يتوبوا وأما لو تابوا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجه.
والديّوث: هو الذي يعرف الزنى في أهله ويسكت عليه مع مقدرته على منعهم.
ورجلة النساء : هي التي تتشبّه بالرجال .
وأخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل وهل يَسُبّ الرجل والديه ؟ قال : نعم يسبّ أبا الرجل فيسب الرجل أباه ويسب أمه فيسب أمه" .
وروى الحاكم بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجّل لصاحبه" يعني العقوبة في الدنيا قبل يوم القيامة .
وقال عليه الصلاة والسلام: "ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ لا شكّ فيهنّ دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده" رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد.
وهذا معناه إن دعا عليه بحقّ أما إن دعا عليه بغير حقّ فلا يضرّه ذلك.
فمن أراد النجاح والفلاح فليبَرّ أبويه فإن من برّ أبويه تكون عاقبته حميدةً فبرّ الوالدين بركة في الدنيا والآخرة.
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم ما كان من خير فمن ربي وحده .. و ما كان من شر فمني او من الشيطان
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
—
بر الوالدين لشيخ المغامسي
شكرا جزيلة الله يرضى علينا يارب ويرحم والدينا وللمومنين والمومنات الاحياء منهم والاموات
بر الوالدين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.** بر الوالدين **ـــــــــــــــــــــــــــــإخواني في الله… إننا نصلى لأن الله أمرنا بالصلاة ونصوم لأن الله أمرنا بالصيام والله سبحانه وتعالى الذى أمرنا بهذه وتلك وهو الذى أمرنا ببر الوالدين والإحسان إليهما قال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما ) ( الاسراء: 23)فكيف بعد هذا الأمر من الله عز وجل لانحين الى والدينا أولا نبرهما وقد قدم النبى صلى الله عليه وسلم الاحسان الى الوالدين على الجهاد فى سبيل الله وكيف لا؟ فمن يعرف حق والديه يعرف حق امته ويدافع عنها فعن بن مسعود رضى الله عنه سأل النبى صلى الله عليه وسلم اى العمل احب الى الله قال الصلاه على وقتها قال ثم أي قال: بر الوالدين قال ثم أي قال : الجهاد فى سبيل الله " متفق عليه $ رد الجميل $ ــــــــــــــــــــــــــــــــــولكن قبل هذا ألا تنظر الى جميل صنع والديك معك وتعبهما من أجل راحتك ان من كريم الخلق ان تكافئ من أحسن اليك فكأنك ان اشرفت يوما على الغرق فأنقذك شخص وكتب الله لك النجاة ستتمنى أن يطلب منك أى شئ لترد له الجميل فهو من أنقذ حياتك الا يستحق منك والداك – وهم أصل حياتك وسببها – البر والاحسان ؟ & أنظر وقارن & ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــهذا على بن أبى طالب لا يأكل أبدا مع امه فلما سئل عن ذلك قال : اخاف ان تسبق يدى الى شئ نظرت اليه من الطعام فاشتهته فأكون قد عققتها فماذا بمن يجلس ليأكل الطعام الذى تعبت امه طول اليوم فى اعداده ثم يبدأ أولا ان يعيب الطعام ثم يبدأ فى الطلبات منها .. ملح … ليمون ….ماء …ثم يقوم بعد ان يشبع فلا يفكر حتى ان يشكر أمه على تعبها وكان الأولى به أن يساعدها ويقوم على خدمتها لا أن يأمرها باحضار هذا وذاك ." بر حول الكعبة"ــــــــــــــــــــــــــــــــــفى أحد مواسم الحج رأى عبد الله بن عباس رجلا يحمل أمه على كتفيه ويطوف بها حول الكعبه فنظر الى عبد الله بن عباس وقال له : أترانى قضيت حقها ؟ فقال بن عباس : لاوالله ولا طلقه من طلقاتها .$ الجنة جزاء البر $ـــــــــــــــــــــــــــــــــــكان الحارثه بن النعمان يبر والدته برا عظيما وذات يوم نام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى كأنه فى الجنه واذا به يسمع صوت قارئ فقال رسول الله من هذا ؟ فقيل له : هذا حارثه بن النعمان فقال النبى : " كذاك البر .. كذاك البر " رواه احمد اى انه مانال هذه المنزله الا ببره لأمه .& عقوبةالعقوق & ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1 – لابد ان يرى العاق لوالديه جزاء عقوقه فى الدنيا فكل ماستفعله مع والديك سيفعله معك اولادك وكلنا يعرف قصه الرجل الذى جلس يعد طبقا من الخشب كالذى تأكل فيه الدواجن فلما سأله ابنه لمن هذا الطبق ؟ قال لجدك لان يداه ترتعش ويكسر الاطباق التى يأكل فيها فقال الولد : احتفظ لى ياابى بهذا الطبق لأطعمك فيه عندما تكبر2 – ضيق الرزق وقلة البركه كما أخبر النبى صلى الله عليه و سلم : " من أحب أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه "متفق عليه 3 – غضب الله على العبد فالنبى يقول : " رغم انف ثم رغم انف ثم رغم انف من أدرك أبويه عند الكبر – احدهما او كلاهما – فلم يدخل الجنه " رواه مسلم أخيرا تذكر يا أخي أن الفرصه امامك ووالداك احياء فأحسن اليهما لان العبداذا ماتت امه نادى مناد من السماء ماتت من كنا نكرمك من أجلها .# عود نفسك #ــــــــــــــــــــــــــــــــ* ان تقبل يد ابيك وأمك فى هذا اليوم * أن تسرع لتلبيه طلباتهما واحضار مايحتاجون اليه * ان تعمل عملا من أعمال البر نحو ابيك وامك * ان تدعو لأبيك وامك بعد كل صلاة.——————————————————————————–و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.الموضوع منقول.
ماتعليقكم على الموضوع.
كما تدين تدان
شكرا اخي تقى على موضوعك
موضوع ومقالك هذا وجيه ، بارك الله فيك اختاه ننتظر منك المزيد لافادتنا شكرا مرة أخرى
بارك الله فيك اختي جزاك الله خيرا
فعليكم ببر الوالدين فانه ثاني مفتاح ابواب الجنة
شكراااااااا جزيلا على مروركم العطر.
حقوق الابناء على الوالدين
أما بعد ..
كثرت المقالات والنداءات والدعوات حول حقوق الوالدين ولا عجب في ذلك إذ أن رضى الله سبحانه من رضى الوالدين وسخطه من سخطهما وكما هو معلوم إن الوالدين يعتبران إبنهما هم فلذة كبدهما فيرعوهم خير رعاية ولكن الإبن ينسى دائما فضل والديه عليه .
والذي أود أن أشير إليه في موضوعي لهذا اليوم هو حقوق الأبنــــاء والذي سأذكر فيه بعض الحقوق التي يتغافل عنها كثير من الآباء ..
أعزائي :لنتأمل هذه القصة التي تبين بعضا من حقوق الأبناء التي يجهلها كثير من الآباء .
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشتكي عقوق ابنه . فدعا عمر الابن وأنبه . فقال الابن : يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على والده ؟ قال : بلى . قال : ماهي ؟ فقال عمر : ان يحسن اسمه وينتقي أمه ويعلمه تلاوة القران . فقال الابن : إن أبي لم يفعل شيئاً من هذا ، إما أمي فهي زنجية كانت من المجوس وإما اسمي فقد سماني جعلاً (وهو اسم حشرة من الحشرات) ثم انه لم يعلمني حرفاً واحداً من كتاب الله عز وجل . فالتفت عمر إلى أبيه وقال : لقد جئت تشكو إلي عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك ..من خلال القصة نستشف بعض الحقوق :
أولا : على الرجل ان يتزوج من إمرأة ذات دين وخلق وذات حسب ونسب حتى يتربى الإبن التربية الصالحة بعيدا عن دناءة الأخلاق ومعايرة الألسن حتى لا يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة منها عقوق الوالدين ومرافقة أصحاب السوء وغيرها من الأمور .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ..
ثانيا : أن يسميه بأفضل الأسماء حتى لا يعيره أصدقاءه وزملاءه بأسمه وبذلك يؤدي ظهور حالة نفسيه للطفل منها الإنطوائية الشديدة ولربما قد تصل إلى الإنتحار وذلك بسبب الإسم يعني ما حصل صاحبنا غير يسمي ولده جعل ؟ سميه يوسف ، احمد ، عبدالله .. وأيضا بعض الآباء هداهم الله يصر على أن يكون إسم إبنه نفس إسم أبوه يعني جد الإبن ولو كان قبيحا …
ثالثا : تعليمه :
ان يهتم الأب بتعليم إبنه منذ صغره والحكمة تقول : ( العلم في الصغر كالنقش على الحجر ) . وللأسف الشديد يهتم كثير من الآباء كل بتوفير الأكل والشرب والملبس ويغفل عن تعليم إبنه خاصة أمور دينه . وكثير ما ترى وتسمع عن مآس تحدث بسبب جهل الآباء بتعليم الأبناء ..
ذات مرة إتصلت فتاة تدرس بالسنة الثالثة بكلية الطب بجامعة السلطان قابوس ببرنامج سؤال أهل الذكر تسأل عن كيفية الإغتسال من الجنابة .. ويخبرني بعض المعلمين إن طلابا في صفوف الحادية والثانية عشرا لا يعرفون أركان الصلاة . وأنا بنفسي يأتيني أشخاص اكبر مني سنا يسألون عن صلاة الإستدراك وصلاة السفر ولكن هؤلاء عرفوا أنهم أخطأوا وجاؤوا يسألون ولكن هناك كثيرا من الشباب لا يسألون خوفا من الإحراج أو باعتقادهم إن سؤالهم فضيحة لأنهم كبار .. لا أريد أن أخوض في كثير من هذه الأمور فهناك قصصا نسمعها تصدم النفس من سماعها تحدث في مجتماعتنا .. فعلموا ابنائكم وهم صغارا بحيث تستطيعون أن تصيغوهم وتشكلوا ثقافتهم كما تريدون أنتم قبل أن يكبروا ويصيغوا انفسهم بما لا تريدون أنتم وقتها لا ينفع التمني والثبور والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ..
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، القائل سبحانه: ***64831;وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ***64830; [العنكبوت: 8], والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه الشرفاء، القائل: "رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد
أوجب الله- سبحانه وتعالى- طاعة الوالدين في كتابه العزيز، وحث النبي- صلى الله عليه وسلم- على ذلك الخلق الكريم، وقرن الله حقهما بحقه-سبحانه وتعالى- كما قرن شكرهما بشكرهفقال الله تعالى: ***64831;وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً***64830;[ الإسراء:24-23], وقال تعالى: ***64831;أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ***64830;[لقمان:14].
وأمر بصحبتهما والإحسان إليهما ولو كانا كافرين، قال تعالى: ***64831;ِوَإن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ***64830; [لقمان:15].
وعن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله –
وقال تعالى: ***64831; وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ***64830; [العنكبوت: 8]
بل حقهما أولى على الابن من حقوق جميع المخلوقين، في حدود الشرع الذي شرعه الله رب العالمين، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: "أمك". قال: ثم من ؟ قال: "ثم أمك" قال: ثم من ؟ قال: "ثم أمك" قال: ثم من ؟ قال: "ثم أبوكصلى الله عليه وسلم- فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلُ أمي؟ قال: "نعم صلي أمك
المقصود ببر الوالدين:
البِرُّ: الصِّدْقُ والطاعةُ, وفي التنزيل: ***64831;لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ ***64830; [البقرة:177] أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله وقال شمر في تفسير قوله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ
وقد اختلف العلماء في تفسير البر فقال بعضهم: البر الصلاح، وقال بعضهم: البر: الخير، قال: ولا أَعلم تفسيراً أَجمع منه؛ لأَنه يحيط بجميع ما قالوا، قال وجعل لبيدٌ البِرَّ التُّقى حيث يقول:
وبَرَّ يَبَرُّ: إِذا صَلَحَ، وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ إِذا صدقه ولم يَحْنَثْ، وبَرَّ رَحِمَهُ يَبَرُّ: إِذا وصله، ويقال فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ: أَي يطيعه، ورجلٌ بَرٌّ بذي قرابته وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ، والمصدر البِرُّ، وتَبارُّوا تفاعلوا من البِرّ، وبَرَّةُ اسْمٌ عَلَمٌ بمعنى البِر مَعْرِفَةٌ فلذلك لم يصرف لأَنه اجتمع فيه التعريف والتأْنيث، وقد بَرَّ رَبَّه وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً وبُرُوراً صَدَقَتْ، وأَبَرَّها أَمضاها على الصِّدْقِ، والبَرُّ الصادقُ وفي التنزيل العزيز: ***64831;إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ***64830; [الطور:28].
والبَرُّ: من صفات الله قال ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى: البَرُّ دون البارِّ، وهو العَطُوف على عباده بِبِرَّهِ ولطفه والبَرُّ والبارُّ بمعنًى وإِنما جاء في أَسماء الله تعالى البَرُّ دون البارّ، وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه الله قال الفراء: بُرَّ حَجُّه فإِذا قالوا أَبَرَّ الله حَجَّك قالوه بالأَلف الجوهري وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة في بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي قَبِلَه قال والبِرُّ في اليمين مثلُه وقالوا في الدعاء مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً تميمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ وأَهلُ الحجاز ينصبون على اذْهَبْ مَبْرُوراً شمر الحج المَبْرُورُ الذي لا يخالطه شيء من المآثم والبيعُ المبرورُ الذي لا شُبهة فيه ولا كذب ولا، وجمعُ البَرّ الأَبْرارُ وجمعُ البارّ البَرَرَةُ وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ: أَي يطيعه، وامرأَة بَرةٌ بولدها وبارّةٌ: ضِد العُقوق، وهو الإِساءةُ إِليهم والتضييع لحقهم، وجمع البَرِّ: أَبْرارٌ وهو كثيراً ما يُخَصُّ بالأَولياء والزُّهَّاد والعُبَّدِ، ومن كلام العرب السائر: فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ معناه: ما يعرف من يَهُرِه أَي من يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه، وقال الفزاري: البِرُّ اللطف والهِرُّ العُقُوق، وقال ابن الأَعرابي: البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان والبِرُّ دُعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ والبِرُّ الإِكرامُ والهِرُّ الخصومةُ، والبِرُّ الفؤاد يقال هو مُطمئَنِنُّ البِرِّ وأَنشد ابن الأَعرابي:
وأما المقصود ببر الوالدين شرعاً:
قال النووي-رحمه الله-:«وأما بر الوالدين فهو الإحسان إليهما، وفعل الجميل معهما، وفعل ما يسرهما ويدخل فيه الإحسان إلى صديقهما
وقال المناوي: «أي: طاعتهما والإحسان إليهما فيما لا يخالف الشرع قال العراقي: أخبر أن أفضل حقوق الله الصلاة لوقتها، وأفضل حقوق العباد بعضهم على بعض بر الوالدين، فهما أحق بالبر من جميع الأقارب
بر الوالدين وزيادة الإيمان:
الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعصية، ومن أعظم الطاعات بر الوالدين، قال ابن حجر- رحمه الله-: «فذهب السلف إلى أن الإيمان يزيد وينقص، وأنكر ذلك أكثر المتكلمين وقالوا: متى قبل ذلك كان شكاً، قال الشيخ محيي الدين: وإلا ظهر المختار أن التصديق يزيد وينقص بكثرة النظر ووضوح الأدلة؛ ولهذا كان إيمان الصديق أقوى من إيمان غيره بحيث لا يعتريه الشبهه ويؤيده أن كل أحد يعلم أن ما في قلبه يتفاضل حتى أنه يكون في بعض الأحيان الإيمان أعظم يقيناً وإخلاصاً وتوكلاً منه في بعضها وكذلك في التصديق والمعرفة بحسب ظهور البراهين وكثرتها، وقد نقل محمد بن نصر المروزي في كتابه: تعظيم قدر الصلاة عن جماعة من الأئمة نحو ذلك وما نقل عن السلف صرح به عبد الرزاق في مصنفه عن سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وبن جريج ومعمر وغيرهم، وهؤلاء فقهاء الأمصار في عصرهم وكذا نقله أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة عن الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم من الأئمة وروى بسنده الصحيح عن البخاري قال: لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص، وأطنب بن أبي حاتم واللالكائي في نقل ذلك بالأسانيد عن جمعٍ كثيرٍ من الصحابة والتابعين، وكل من يدور عليه الإجماع من الصحابة والتابعين، وحكاه فضيل بن عياض ووكيع عن أهل السنة والجماعة
ويذكر الشوكاني- رحمه الله- المراد بزيادة الإيمان فيقول: «قيل: والمراد بزيادة الإيمان هو زيادة انشراح الصدر وطمأنينة القلب وانثلاج الخاطر عند تلاوة الآيات وقيل: المراد بزيادة الإيمان زيادة العمل؛ لأن الإيمان شيءٌ واحدٌ لا يزيد ولا ينقص والآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة ترد ذلك وتدفعه
والآيات في كتاب الله عز وجل تؤيد وتدل على أن الإيمان يزيد وينقص، قال تعالى: ***64831;الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ***64830; [آل عمران:173].
قال الشوكاني: «والمعنى: أنهم لم يفشلوا لما سمعوا ذلك ولا التفتوا إليه بل أخلصوا لله وازدادوا طمأنينة ويقينا وفيه دليل على أن الإيمان يزيد وينقص
وقال تعالى: ***64831;إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ***64830; [الأنفال:2].
قال القرطبي: «أي تصديقاً فإن إيمان هذه الساعة زيادة على إيمان أمس فمن صدق ثانياً وثالثاً فهو زيادة تصديق بالنسبة إلى ما تقدم وقيل: هو زيادة انشراح الصدر بكثرة الآيات والأدلة وانشراح الصدر دليل على زيادة الإيمان
وقال تعالى: ***64831;وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ***64830; [التوبة:124], قال البغوي: «يقينا وتصديقا
وقال ابن كثيرٍ- رحمه الله-: «وهذه الآية من أكبر الدلائل على أن الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أكثر السلف والخلف من أئمة العلماء بل قد حكى غير واحدٍ الإجماع على ذلك
وقال تعالى: ***64831;وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً***64830; [مريم:76]
***64831;وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً***64830; [الأحزاب:22]
وقال تعالى: ***64831; إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى***64830; [الكهف:13]
قال ابن كثيرٍ- رحمه الله-:«استدل بهذه الآية وأمثالها غير واحد من الأئمة كالبخاري وغيره ممن ذهب إلى زيادة الإيمان وتفاضله وأنه يزيد وينقص
وقال: ***64831;هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً***64830; [الفتح:4]
وقال تعالى: ***64831;وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً***64830; [المدثر:31] فهذه الآيات الكريمة تدل على أن الإيمان يزداد وزيادته تكون بالطاعات ونقصه يكون بالمعاصي، ولذلك فإن أعمال البر والطاعات والقربات، يسميها الله ورسوله إيماناً، قال الله تعالى عن الصلاة: ***64831;وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ***64830;[البقرة:143]
قال ابن القيم: «وفيه قولان: أحدهما ما كان ليضيع صلاتكم إلى بيت المقدس بل يجازيكم عليها لأنها كانت بأمره ورضاه.
والثاني: ما كان ليضيع إيمانكم بالقبلة الأولى وتصديقكم بأن الله شرعها ورضيها وأكثر السلف والخلف على القول الأول وهو مستلزم للقول الآخر
والقول الأول هو الراجح كما أوضح ابن تيمية- رحمه الله- فقال: «يعني صلاتكم إلى بيت المقدس، لأن الصلاة تصدق عمله و قوله و تحصل طمأنينة القلب و استقراره إلى الحق، و لا يصح إن يكون المراد به مجرد تصديقهم بفرض الصلاة؛ لأن هذه الآية نزلت فيمن صلى إلى بيت المقدس ومات ولم يدرك الصلاة إلى الكعبة ولو كان مجرد التصديق لشركهم في ذلك كل الناس وفي يوم القيامة فإنهم مصدقون بأن الصلاة إلى بيت المقدس
وقال ابن كثير- رحمه الله-: «أي صلاتكم إلى بيت المقدس قبل ذلك ما كان يضيع ثوابها عند الله فالمقصود من الإيمان في الآية الكريمة: الصلاة