اقتضت الضرورة ان تكون للامتحانات الكتابية حراس يسهرون على سير هذا الامتحان ويقفون على طلبات الممتحن وفي نفس الوقت هم الرادعون له اذا ما حاول ولوج باب الغش ، الا ان الممتحن قد يسر بالنظر الى احدهم وقد يشعر بالملل لوجود اخر والسبب في ذلك هو اسلوب الحارس ، فهناك من يكون بشوش بالرغم من انه لا يسمح لاي تجاوزات اسلوبه لين لا يشعر الممتحن بانه سئم منه في حين ان هناك من تجده يتساهل في الحراسة الا ان له اسلوب فض يبغضه الجميع …لكن ليس هذا هو لب موضوعنا
حديثنا هنا على حارس الامتحان هو حديث على الدور المنوط به ، لما نعلم قوله صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا " فاننا بهذا تقام علينا الحجة اذ الغش لا يقبل في كل الامور فما بالك بالامور المصيرية
هناك من الحراس وحتى الممتحنين فقهوا معنى الحديث فكانت قلوبهم الحية بالايمان رادعا لهم امام كل محاولة غش قد تحدثهم بها انفسهم ، فالممتحن يطمئن لوجود امثال هؤلاء الحراس والحراس يبادلونهم نفس الشعور …لكن هناك مشكل يبقى مطروح وهو بعض الحراس يكونون هم وسطاء في عملية الغش اما بنقلهم للاجابة مباشرة من شخص لاخر واما بالتجاوز على الممتحنين الذين يفكرون في الغش ، متناسين بان سلوكهم هذا يمنح الممتحن رخصة التمادي والاتكال فلا يعد هناك بذل للجهد الفكري مقتصر على اكتساب المعلومة فكل الجهد منصب في التفكير في طرق وسبل الغش فهناك من يدعمهم وهو ايضا مصدر اجاباتهم وملهمهم عند الضرورة ، ولا يقتصر الامر على هذا فقط بل يتعداه لرسم صورة سيئة على الحراس الحيي الضمير فهم لا خير فيهم في نظر الممتحن مهددة ارواحهم حتى اصبح كل من الحارس والممتحن كابوسا للاخر
http://www.ouarsenis.com/vb/showthread.php?t=97253
الحراسة هي رسالة يشترك في صنعها كل من الحارس كمرسل والممتحن كمتلقي تبرز من خلالها قيم اخلاقية كثيرة اولها الامانة والصدق اللذان اذا غابا في المجتمع عشش مكانهما الفساد والبهتان والظلال وقس على ذلك من قيم قد تتغير معناها لتكتسي حلة نيةالمرسل التي سبقت تلك الرسالة ومن خلالها القيم