شكوت أمري لغيري عما أصاب مدينتي البريئة فضنوا أنني مجنون عصري يحلم بتغيير نفوس و عقول العباد …، أنها الحقيقة التي ذقنا مرارتهابمدينتنا… ، تلك المدينة التي عاشت زمن الخصال و الأخلاق الفاضلة و العادات و التقاليد النابعة من حضارة و أصالة الإنسان الجزائري المسلم ، أما اليوم فرضت أمور كثيرة جبروتها على مسح هذه القيم و اختلط الحابل بالنابل و سادت أوكار الفساد واصبح التفاخر بالأجساد لغة الإشهار فبكيت و أردت نسيان أوكار الجريمة و الاصطياد و التفاني في ساحات و أسواق جن جنونها و صارت ملتقى الجريمة و الاصطياد والتفاني في إهانة الأجساد و أصبحت أستاذا مسكينا كغيره يخاف و يهاب أن يجد جيل علمه من بنات حواء جن جنون فسادهن على المباشر فاخذ الطالح الصالح و ارتقى مقياس الفساد إلى مالا تحمد عقباه .
غابت المدرسة وغاب الأب و غابت الأم و غابوا كلهم أهل الإصلاح الأخلاقي و اصبح الأمر لا يطاق عند من انفطرت قلوبهم و هم يجرون إلى زيادة نسبة الفساد و الدمار و انقلبت الموازين و المفاهيم وتسلم سلطات المال و المصلحة وعاشت البريئات كدميات تسللت منهن الروح لتدخل لعبة القد ر و الاستحمام في الماء العكر وهوت العب في الطرقات المظلمة و تلذذت امتصاص رحيق العبث و الفساد و خدرت حياتها و منحت نفسها لعصابة الدمار تتقاذفها أرجل نجسة و تجمع بين كفي يديها الملطخة دراهم تجارة الأخلاق ولا تعلم أن نهايتها قريبة تدفع ثمنها أضعاف ما كسبته بجسدها و ميوعها …، فارحموا عزيز قوم ذل أيها الآباء و الأمهات و المربين و المسؤولين على فسح مجال نماء الفساد في المحلات و الطرقات كما هو حالنا في مدينة الجنون اللاأخلاقي و أعلموا أن الله خلق الخير و الشر و ثالثهما الإنسان وجعل فيه آلة للصدق هي القلب وآلة للتدبير هي العقل و آلتين للكذب هما الوجه و اللسان …، فإلى متى الصمت و حق الاعتذار و الضياع و إلقاء اللوم على الآخرين و الاستسلام للفشل ، فلنأمن بقدراتنا و نبدأ بأنفسنا فقد حان أوان قهر الخوف و التغيير الحقيقي و بالتالي تصبح حكمة الحياة : " من ضاق عرف ومن عرف اغترف "
ا
لماذا كانت عناية الله بشهر الصيام؟ لأنه شهر تربية الأمة المحمدية فإن الله جعل الصيام هو سر سعادتنا فيه فلو أننا وصلنا إلى الحكمة التي من أجلها فرض الله علينا الصيام لسعدنا في دنيانا وفزنا في أخرانا فرض الله علينا الصيام ليدربنا على أهم أساس فيه لله وهو مراقبة الله في السر والعلانية في الظاهر وفي الباطن فإن المؤمن يصوم عن الطعام والشراب ولا يراه ولا يطلع عليه إلا رب الأرباب يستطيع أن يفطر بينه وبين نفسه ولكنه في هذا الوقت وإن كان لا يراه أحد من الخلق فإنه يكون غاش لنفسه عند الخالق فإذا تدرب المؤمن طوال شهر كامل على مراقبة الله في كل حركاته وفي كل سكناته وفي كل أعماله يصبح بعد هذا الشهر وقد رقى إلى مقام {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} وهذه هي علامة قبول الصيام فالعلامة التي يعرف بها المرء أن الله قد تقبل صيامه أن يخرج من هذا الشهر وقد وجد في داخل قلبه مؤذناً أو منبهاً ينبهه عند الوقوع في أي ذنب فعندما تريد يده أن تمتد إلى حرام أو تريد عينه أن تنظر على آثام يجد في قلبه منبهاً من قبل الملك العلام ينبهه إلى هذا الأمر {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} إن التاجر الذي تقبل الله صيامه إذا أراد أن يغش في البيع أو يغش في الميزان أو يغش في الثمن يجد منادي من الله في قلبه ويجد منبه الله في ضميره يجذبه من هذا الأمر وينهاه عن هذا الفعل لأنه تفضل عليه الله فتقبل صيامه وعلامة القبول أن الله رزقه نفساً لوامة أقسم بها الله فقال{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}والمعنى هنا يقسم بالتأكيد بالنفس اللوامة التي تلوم صاحبها عند الشر وتزجره عند المعصية وتنهاه عند الاقتراب من الخطيئة لأن هذا علامة حفظ الله لهذا العبد أما العبد الذي غضب عليه مولاه وجعل والعياذ بالله جهنم مثواه فهو الذي طبع الله على قلبه وأخمد الله نور نفسه فجعله لا يتحرك عند المعصية متألماً بل جعله يسر عند المعصية ويعتقد أنه فعل شيئاً عظيماً فعندما يغش مسلماً لينال من وراءه بضع جنيهات يفرح ويباهي بذلك وكأنه عمل عملاً عظيماً لم يفعله سواه يتباهى بذكاءه ويتباهى بذنبه ويتباهى بحيله وهو لا يعلم أنه داخل في قول الله {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} اعلموا علم اليقين أن من غش الأمة حرم من الدخول في صفوفها يوم الدين فقد قال النبي {مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا}[1] فإذا أراد أن ينضم إلى صفوفهم يوم القيامة أخذت الملائكة بيده وأبعدته عنهم ويقول يا محمد يا محمد فيقول رسول الله يا ربَّ أصحابي فيقول الله {إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ: سُحْقاً فعنكن كنت أدافع}[2] فمن غش نفساً مسلمة واحدة فكأنما غش المسلمين أجمعين من غش مسلماً في بيع بأن خلط اللبن بالماء أو أخفق الميزان عند الوزن أو أعطاه سلعة على أنها جيدة ووجد أنها خبيثة أو أعطاه فاكهة ووجد في أعلاها الطيب وفي أسفلها الخبيث أو غشها بأي فن من الفنون كل هذا يا إخواني دليل على غضب الله ودليل على مقت الله ودليل على أن هذا يمكر به الله ليلقيه في جهنم وبئس المصير فكان شهر رمضان تطهيراً للقلوب التي مالت بالشهوات وللنفوس التي غفلت عن مراقبة خالق الأرض والسماوات فيحيي الله النفوس ويحيي الله القلوب فيخرج المسلمون بعد ذلك وهم يراقبون الله في السر والعلن لو خلا المرء منهم ولم ير أحداً إلا الله يقول لنفسه إذا حدثته بمعصية:
إذا ما خَلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقلْ
خلوتُ ولكن قل عَلَيَّ رقيبُ
فلا تَحسَبَنَّ اللـه يَغفَلُ ساعةً
ولا أنَّ ما يخْفى عَليْه يَغيبُ
فَأَحسِن وأَجْمل ما استَطعتَ فإنما
بقَرضِك تُجْزَي والقُروضُ ضروبُ
فلا تَكُ مَغروراً تَعَلّلُ بالمُنَى
وقُل إنما أُدْعَى غداً فأُجِيبُ
أَ لم تَرّ أَنَّ اليومَ أسرعُ ذاهب
وأَنَّ غداً للنّاظرين قريبُ
وإذا كان الذي ظلمته لم يعلم بظلمك الآن ولم يستطيع أن يثبت الظلم لأنك أحبكت التبرير وأخفيت كل علامة للجريمة فهناك يوم يقتص فيه الله فيه للمظلوم من الظالم يوم لا تخفى عليه فيه خافية ينظر المرء فيه إلى ما قدمت يداه ويعجب من عجيب صنع الله وكيف أنه سجل عليه حتى خلجات نفسه وخواطر فؤاده وحتى الأفكار التي كان يدبرها بعقله ليدبر بها المكر للمؤمنين والشر للمسلمين لأن الله يتولى بنفسه أخذ الحقوق للمسلمين والمؤمنين قال النبي عندما مر على كبشين ينتطحان يا أبا ذر تعلم فيم ينتطحان؟ قال: لا وكان أحدهما له قرون والآخر ليس له قرون يعني أحدهما قوي يستغل قوته والآخر ضعيف لا يستطيع أن يدفع عن نفسه قال {إِنَّ الْجَمَّاءَ [التي ليس لها قرون] لَتُقَصُّ مِنَ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[3] وكان هذا مثل ضربه لأصحابه فإن الله يأخذ للمستضعفين الذين ليس لهم نصير إلا الله ولا ملجأ إلا الله ولا عون إلا من الله من الذين يغترون بقوتهم أو بقوة أولادهم أو بجاههم أو بأموالهم يوم يجردهم الله من كل هذه الأشياء ويدخلون في قول الله {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} يحاول كل منهم أن يلصق التهمة بأخيه ويلصق التهمة بأبيه ويقول هو الذي أمرني وهو الذي دفعني وهو الذي حضني فيقول تعالى {لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} لأنكم أطعتم الهوى والشيطان ولم تنفذوا أحكام الرحمن لن تسعد هذه الأمة إلا بما سعد به أولها وقد سعد أولها بمراقبة الله وبطاعة الله فكان الرجل منهم يأخذ الكلمة من أخيه قانون سماوي لا يبدل ولا يغير حتى ولو كان بعيداً من القوم فقد مرَّ عروة بن الزبير بعبد الله بن عمر وهو في الطواف وقال: يا عبد الله زوجني ابنتك فلانة فنظر إليه ولم يجبه فلما ذهب إلى المدينة وحانت منيته قال: يا بني أئتوني بعروة بن الزبير لأنه طلب مني الزواج من فلانة وقد وعدته بالإجابة وأخاف أن ألقى الله بثلث النفاق فأحشر يوم القيامة مع المنافقين فجيء إليه بعروة فقال له إنك لم تعدني قال: قد سكت والسكوت علامة الرضا ولم أكلمك في هذا الموقف لأننا كنا نتراءى ربنا في الطواف ونادي يا فلان "لكبير أولاده" زوجه فلانة فإني أخاف أن ألقى الله وقد أخلفت مؤمناً موعداً فما بالنا ونحن نخلف في كل يوم آلاف المواعيد لإخواننا المؤمنين والطامة الكبرى إننا لا نلقي لهذا الأمر بالاً ولا نحس أن هذا ذنباً أو معصية سيحاسبنا الله عليها لكي يصلح الله حالنا نحن بحاجة إلى صحوة النفوس في مراقبة الملك القدوس فنراقب الله في أعمالنا ونراقب الله في أقوالنا ونراقب الله في حركاتنا فإذا تكلم الرجل منا بكلمة يعلم أن الله يسمع ما يتفوه به بلسانه فلا يقول إلا ما يرضي الله وإذا امتدت يده إلى عمل يعلم أن الله يطلع عليه وهو الذي سيحاسبه عليه فلا يعمل إلا ما يرضي الله إذا وصلنا إلى هذا الأمر نظر الله إلينا فبدل حالنا وغير أوضاعنا لأنه يقول في كتابه {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
[1] رواه مسلم في صحيحه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة [2]رواه البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده عن ابن عباس [3]عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ, أخرجه عَبْد الله بن أحمد المسند الجامع
منقول من كتاب [الخطب الإلهامية رمضان وعيد الفطر]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…ط·ط±&id=39&cat=3
رياض النفوس
رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وافريقية
تاليف : ابي بكر عبد الله بن محمد المالكي
حققه بشير البكوش ……راجعه محمد لعروسي المطوي
الجزء الاول والثاني معا
خلاص النفوس
الناظر إلى أحوالنا الآن في قرانا ومُدننا و في مساكننا وطرقنا و في كل أحوالنا وشئوننا يجد أمرنا – ونحن المسلمين – عجباً .. نتلمَّس الشفاء مما نحن فيه من أدواء إن كانت أدواء حسيّة أو أدواء معيشية أو أمراض وعلل اجتماعية نتلمَّس الشفاء لكل ذلك في الخيرات الحسيّة التي تنتجها الأرض والتي يُساوى الله فيها بين المؤمن وغير المؤمن
الكل يظن أن حل كل هذه المشاكل بالماديات وبالمال وبالخير ولذلك نطلب فيه المساعدات ونمد الأيدي حتى لأهل الشقاء حتى أعداء دين الله نمد أيدينا إليهم طالبين المال ونظن أن المال هو الذي سيصلح الأحوال بينما نبينا صلي الله عليه وسلم وقرآننا وأحوال مجتمعاتنا الإسلامية التي كانت نماذج مضيئة لكل البرية ما الذي أصلح أحوالهم؟ الأدوية القرآنية المعنوية فإن الله لو ملَّك لكل رجلٍ منا ما يحتاج إليه ويزيد ويفيض بل ما يطلبه من المال وترك في الصدور داء الطمع والحرص فهل ستُحَل المشكلات؟
إن الذي فيه مرض الطمع يقول فيه صلي الله عليه وسلم {لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ}[1] وكما نرى وكما نشاهد أن جامعي الأموال هم أحرص الناس كما قال الواحد المتعال على الحياة {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} البقرة96
كلما زاد معه المال كلما زاد حرصه وكلما نما طمعه وكل مشكلات الوجود إن كانت فردية أو أسرية أو اجتماعية في أي زمان ومكان تجد أن السبب الذي وراءها وحصلت المشاكل بسببه هو المال حتى وصل الأمر – كما نحن الآن – إلى أن الأخ يهجر أخاه بل وربما يهجره بسبب المال وفتنة المال هي التي حذرنا منها الواحد المتعال والمال فتنة فقال {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} التغابن15
تفتن الإنسان وتجعله مشغولاً عن الذي خلقه وأبدعه وسوّاه وهو الله جلّ في عُلاه إذاً ما الذي يحلّ هذه المشكلات؟ الأدوية القرآنية التي مزجها الحبيب صلي الله عليه وسلم وخلطها بسنته البهية وركَّب منها أدوية وأشفيه عالجت كل أمراض النفوس الإنسانية في زمانه وإلى يوم الدين
نأخذ دواءاً واحداً منها وهو الحب من أين نشترى الحب الآن؟ هل توجد في الصيدليات كبسولات للحب أو شراب للحب؟ هل يوجد في المتاجر؟ أو هل تصنعه المصانع؟ هل يوجد هذا الدواء في عالم الأغنياء في أوروبا أو أمريكا أو اليابان وما غيرها؟ لا .. لأنهم سيطر عليهم حب الدنيا وأصبح كل همّهم الدنيا وما يُوصّل إليها وما يجعلها لهم
[COLOR="O****"]وجد النبي صلي الله عليه وسلم أن خلاص النفوس وراحة المجتمعات والقضاء على كل المشكلات أن الناس تتحاب فيما بينها يُحبون الله ثم يُحبون نبي الله ثم يحبون كتاب الله ثم يحبون بعضهم بعضاً في الله هذا الحب هو الذي يحلّ كل المشكلات وقد رأينا وسمعنا كيف حلّ هذا الحب المشكلات على الطبيعة[/COLOR]
هاجر أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم من مكة وغيرها إلى المدينة وتركوا وراءهم أموالهم ودورهم وتجاراتهم وكل ممتلكاتهم وذهبوا إلى المدينة معتمدين على ربهم ولا يملكون من حطام الدنيا لا قليل ولا كثير ماذا فعل أهل المدينة الذين انشرحت صدورهم للإسلام وامتلأت قلوبهم بالحب الخالص للرحمن؟ وسعوهم بصدورهم ففتحوا لهم بيوتهم واقتسموا معهم أموالهم وشاركوهم في أرزاقهم بسخاوة نفسٍ وبسلامة طبع لا عن ضيقٍ ولا عن حياء ولا عن تعسُف بل إنما بمحبة حتى قيل أن الرجل المهاجر كان يأتي إلى المدينة فيأتي خمسون رجلاً من الأنصار وكل رجلٍ منهم يريد أن يحصل على هذه الغنيمة ولا يرى أن ذلك غرامة بل يراها غنيمة للحب الذي في القلوب وفي الصدور وكل واحد منهم يريد أن يظفر به حتى كان النبي صلي الله عليه وسلم يُجرى قرعة بينهم بين الخمسين رجلاً أو يزيد ليخرج رجلاً منهم ظافراً بالغنيمة
وما الغنيمة؟ رجلٌ مهاجرٌ طريد شريد يأخذه إلى بيته يقتسم معه ماله ويُنصِّف معه بيته لماذا هذا كله؟ رغبة فيما عند الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}الحشر9
الإيثار الذي نتج عن هذا الحب لله وللنبي المختار صلي الله عليه وسلم هذا الحب الذي جعل النبي صلي الله عليه وسلم له مقياساً وترمومتراً في قلوب الصادقين متى يكون الإيمان الذي يستوجب رضا ومحبة رب العالمين في قلب المؤمن؟ إذا كان كما قال النبي صلي الله عليه وسلم {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[2]
إذا كان المؤمن يُحب لإخوانه المؤمنين من المال ومن الأولاد ومن الجاه ومن الخيرات ومن الأرزاق ومن البركات ما يُحب لنفسه فهذا دليل وبرهان على صدق الإيمان في قلبه للرحمن
وإذا كان يُحب نفسه أكثر من غيره ويريد أن يستأثر بالخيرات ويكون له أعظم غنيمة من الأموال والعطاءات دون إخوانه المؤمنين يكون في هذا الوقت محتاج إلى تجديد وإلى فيتامينات قرآنية وإلى كبسولات نبوية ليقوى هذا الإيمان حتى يصل إلى درجة الإيمان الذي أثنى عليه الرحمن والذي وصفه النبي العدنان صلي الله عليه وسلم
[1] صحيح البخاري وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه [2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي
منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمات الاخيرة للرسول صلى الله عليه وسلم "كلمات يبكي لها القلب
لحظات وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
>>>قبل الوفاة كانت آخر حجة للنبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك في الآية فقال: هذا نعي رسول الله عليه السلام.
>>>ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة أيام نزلت آخر آية في القرآن:
"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"
>>>وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال أريد أن ازور شهداء أحد فذهب لشهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال: السلام عليكم يا شهداء أحد أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون واني بكم إن شاء الله لاحق.
>>>وهو راجع بكى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا ما يبكيك يا رسول الله قال: اشتقت لأخواني قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله قال: لا انتم أصحابي أما أخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.
>>>وقبل الوفاة بثلاث أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان ببيت السيدة ميمونة فقال اجمعوا زوجاتي فجمعت الزوجات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتأذنون لي أن أمر ببيت عائشة فقلن آذنا لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملوا النبي فطلعوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها
<<<فالصحابة أول مرة يرون النبي محمول على الأيادي فتجمع الصحابة وقالوا: مال رسول الله مال رسول الله وتبدأ الناس تتجمع بالمسجد.
>>>ويبدأ المسجد يمتلأ بالصحابة ويحمل النبي إلى بيت عائشة. فيبدأ الرسول يعرق
>>>ويعرق ويعرق وتقول السيدة عائشة أنا بعمري لم أرى أي إنسان يعرق بهذه الكثافة فتأخذ يد الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسح عرقه بيده
"فلماذا تمسح بيده هو وليس بيدها"
>>>تقول عائشة: إن يد رسول الله أطيب وأكرم من يدي فلذلك أمسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا (فهذا تقدير للنبي)
<<<تقول السيدة عائشة فأسمعه يقول: لا إله إلا الله إن للموت لسكرات لا إله إلا الله إن للموت لسكرات فكثر اللفظ أي (بدأ الصوت داخل المسجد يعلو) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟ فقالت عائشة:إن الناس يخافون عليك يا رسول الله فقال احملوني إليهم فأراد أن يقوم فما استطاع فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به إلى المنبر فكانت آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر كلمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم
>>>قال النبي: أيها الناس كأنكم تخافون علي
>>>قالوا: نعم يا رسول الله
>>>فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا موعدكم معي عند الحوض والله لكأني انظر إليه من مقامي هذا.
>>>أيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم
>>>ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة..
>>>وتعني هذه العبارة (حلفتكم بالله حافظوا على الصلاة) فظل يرددها
<<< ثم قال: أيها الناس اتقوا الله في النساء أوصيكم بالنساء خيرا ثم قال: أيها الناس إن عبدا خيّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فأختار ما عند الله فما أحد فهم من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه أن الله خيّره ولم يفهم سوى أبو بكر الصديق وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنه على رؤوسهم الطير فلما سمع أبو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسه فعلا نحيبه (البكاء مع الشهقة)
<<<وفي وسط المسجد قاطع الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يقول له: فديناك بآبائنا يا رسول الله فديناك بأمهاتنا يا رسول الله فديناك بأولادنا يا رسول الله فديناك بأزواجنا يا رسول الله فديناك بأموالنا يا رسول الله ويردد
>>>ويردد فنظر الناس إلى أبو بكر شظرا (كيف يقاطع الرسول بخطبته (فقال الرسول: أيها الناس فما منكم من احد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به
>>> إلا أبو بكر فلم استطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله عز وجل كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا أبواب أبو بكر لا يسد أبدا
>>>ثم بدأ يدعي لهم ويقول آخر دعوات قبل الوفاة أراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيدكم الله حفظكم الله
>>>وآخر كلمة قبل أن ينزل عن المنبر موجه للأمة من على منبره: أيها الناس اقرءوا مني السلام على من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة. وحمل مرة أخرى إلى بيته.
>>>فدخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن أبي بكر وكان بيده سواك فظل النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السواك ولم يستطع أن يقول أريد السواك فقالت عائشة: فهمت من نظرات عينيه أنه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فاستكت به -أي وضعته بفمها- لكي ألينه للنبي وأعطيته إياه فكان آخر شي دخل إلى جوف النبي هو ريقي (ريق عائشة)
<<<فتقول عائشة: كان من فضل ربي عليّ أنه جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت ثم دخلت ابنته فاطمة فبكت عند دخولها (بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها)
<<<فقال لها الرسول: ادني مني يا فاطمة فهمس لها بأذنها فبكت ثم قال لها الرسول مرة ثانية: ادني مني يا فاطمة فهمس لها مرة أخرى بأذنها فضحكت
<<<فبعد وفاة الرسول سألوا فاطمة ماذا همس لك فبكيتي؟ وماذا همس لك فضحكت؟!!
<<< قالت فاطمة: لأول مرة قال لي يا فاطمة إني ميت الليلة. فبكيت ولما وجد بكائي رجع وقال لي: أنت يا فاطمة أول أهلي لحاقا بي فضحكت!
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
>>>فقال الرسول: اخرجوا من عندي بالبيت وقال: ادني مني يا عائشة ونام على صدر زوجته السيدة عائشة فقالت السيدة عائشة: كان يرفع يده للسماء ويقول (بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى) فتعرف من خلال كلامه أنه يخّير بين حياة الدنيا أو الرفيق الأعلى.
>>>فدخل الملك جبريل على النبي وقال: ملك الموت بالباب ويستأذن أن يدخل عليك وما استأذن من أحد قبلك فقال له إإذن له يا جبريل ودخل ملك الموت وقال:
>>>السلام عليك يا رسول الله أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله فقال النبي: بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى وقف ملك الموت عند رأس النبي (كما سيقف عند رأس كل واحد منا) وقال:
<<<أيتها الروح الطيبة روح محمد ابن عبد الله اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راض غير غضبان
<<<تقول السيدة عائشة: فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري فقد علمت أنه قد مات وتقول ما أدري ما أفعل فما كان مني إلا أن خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة وقلت:
مات رسول الله مات رسول الله مات رسول الله
>>>فأنفجر المسجد بالبكاء
>>>فهذا علي أقعد من هول الخبر
>>>وهذا عثمان بن عفان كالصبي يأخذ بيده يمينا ويسارا
>>>وهذا عمر بن الخطاب قال: إذا أحد قال أنه قد مات سأقطع رأسه بسيفي إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه
<<<أما أثبت الناس كان أبو بكر رضي الله عنه فدخل على النبي وحضنه وقال واخليلاه واحبيباه واأبتاه وقبّل النبي وقال: طبت حيا وطبت ميتا فخرج أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس وقال: من كان يعبد محمدا فمحمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله باقي حي لا يموت ثم خرجت أبكي وأبحث عن مكان لأكون وحدي وأبكي لوحدي
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااا
بارك الله فيك . وصلي اللهم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
اللهـــــــــم صلي على سيدنا محمد اشرف الخلق و مصطفى الاله
صلى الله عليك ياحبيب الله .شكرا على الموضوع
اللهم صلي وسلم وبارك على النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم بارك على النبي صلى الله عليه وسلم
شكراااااااااااااااااااااااا لك
اللهـــــــــم صلي على سيدنا محمد
بارك الله فيك وجزاك الله خيرااااااااااا
اللهم يجزي من نشر هذه السيرة الجنة
اللهم صلي وسلم على سيدنا خير خلقك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلنا ممن يشرب من حوضه
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
جزاك الله خيرا على هذه السيرة العطرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع فيه من السطور الرائعه والجميله
تلامس الروح بقراتها والتمعن في معانيها
احببت نقلها هنا اسال الله لي ولكاتبها الاجر والثواب
مااروع الايات حين تشرق في نايا الروح
فتُورِقُ وتستريح
وما أجملَ الكلماتِ حِينَما تُزْهِرُ في الصُّدُورِ
وتُحلِّقُ في أفئدةِ الناسِ مثلَ أسرابِ الطيور
و أنا أقرأُ سورةَ العنكبوت
وقد استَوْقَفَتْنِي آيةٌ ظَلَلْتُ أُرَدِّدُها
ولا يَمَلُّ اللِّسانُ من استعادتِها
بل يشعر القلبُ كلَّ مَرَّةٍ برَوْعَتِها
( بَلْ هو آياتٌ بيِّناتٌ في صُدُورِ الذين أُوتُوا العلم )
الآياتُ هي الآياتُ ولكنَّها
في السُّطُورِ كَلِماتٌ .. وفي الصُّدُورِ نَبْضٌ
وحَرَكَةٌ وسَعْيٌ إلى تغيِيرِ أنْماطِ السُّلُوكِ وِفْقَ هذه الكَلِمات
وحينما تَتَغَلْغَلُ الآياتُ في القُلوبِ
تُثْمِرُ أحسنَ الثمارِ
وأما إذا ما بَقِيَت هذه الآياتُ حبيسةَ السُّطُور
فسيظلُّ القلبُ على الدَّوامِ قَفْراً مِن القِفار
إنَّ كثيراً مِن الناسِ مِن حَوْلِنا
يقرأون الآياتِ.. ويحفظُون الأمثالَ.. ويُنْشِدون الأشعار
ولكنَّ قليلاً مِنْ هؤلاءِ
مَنْ يُدْرِك كَوامنَ الرَّوعةِ ويغوصُ على المعاني والأسرار
وأقلُّ مِن هذا القليلِ
مَنْ يأخُذُ الكلامُ بتلابِيبِه ، ويُمْطِرُهُ بشآبِيبِه
فيُدِرُّ الدَّمْعَ مِن مَيازيبِه
كما روى البخاري عن عبدِ الله بن شداد قالَ:
سمعتُ نَشِيجَ عمر وأنا في آخرِ الصُّفوفِ يقرأ:
( إنَّما أشْكُو بَثِّي وحُزْنِي إلى الله )
.. تساءلتُ..
كمْ بين الكلماتِ التي تُغرَسُ في الصُّدورِ
والكلماتِ التي تُحبَسُ في السُّطورِ
فلا ترى النور؟
و ما فائدةُ الأفكارِ مهما كانت جميلةً وبرّاقة
إذا لم تتحوَّلْ سُلوكاً وتتمثَّلْ مُعامَلَةً وأخلاقا ؟
إنَّ الكلِماتِ في السطورِ
بحوثٌ ، ودروسٌ ، ومواعِظُ نظريّةٌ
وأما الآياتُ التي في الصدورِ
فلها في واقعِ الناسِ ثمراتٌ عمليّةٌ
فهي :
بُرهانٌ عقليٌّ ، وذَوقٌ وِجدانيٌّ ، ومعرفةٌ يقينيّةٌ
.. هذه عُيُونُ الناسِ..
تجري كلَّ حِينٍ بين الكَلِماتِ ، وتُطالِعُ السُّطُورَ ، وتُقلِّبُ الصفحاتِ
.. ولكنْ ..
مَن يُدْرِكُ حَلاوةَ العباراتِ ، ويَجْنِي ثَمَرَ الكلماتِ؟ ويقطفُ زَهرَ المفرداتِ؟
إنَّ الكلماتِ الحبيسةَ في السُّطورِ
مهما كانت رائعةً وبديعةً
لا تتحوَّلُ إلى معرفةٍ ، وإدراكٍ ونُورٍ
إلا إذا صارتْ آياتٍ بيِّناتٍ في الصُّدورِ
وصدقَ الله العظيم حين قال عن كتابِهِ:
( بل هو آياتٌ بيِّناتٌ في صُدُورِ الذين أُوتُوا العِلم )
وكثيرٌ مِن الناسُ تسْحرُهم روعةُ الكلماتِ ببلاغتِها وفصاحتِها
و تأسرُهم سلاسةُ التعابيرِ ، ورشاقتُها، ورِقَّةُ ألفاظِها وعُذوبتُها
و لكنّها تحبسُهم عن مُلاحظةِ جَوهرِ الجمال
حين يتمثلُ في ميلادِ الإنسانِ والحياةِ من رَحِمِ الكلمات
كما قال ربُّ العالمين:
(هو الذي بعث في الأميِّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياتِه ويزكِّيهم ويعلِّمهم الكتابَ والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين )
وقد فقِهَ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -هذا المعنى
فعاتَبَ نفسَهُ ؛ حين لم يُثْمِرْ سُجُودُه بُكِيّاً
كما روى ابنُ كثير أنَّ عمر – رضي الله عنه –
سجد عند قول الله – عز وجل -:
( وإذا تُتْلَى عليهم آياتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وبُكِيّاً )
وقال: ( هذا السّجود؛ فأين البُكِاءُّ ؟ )
.. كَمْ مِن الناسِ ..
ذاقَ لَذَّةَ غَرْسِ الكَلِماتِ في قُلوبِ الآخِرين
فأينعتْ حياتُهم القاحِلةُ وأشرقتْ بأحلى السُّنْبُلات؟
مَن عَرَفَ حلاوةَ رَسْمِ السَّعادةِ بالعِباراتِ الـمُثْمِرَةِ
التي تنبتُ في سُويداءِ القلوب
مثل النَّخْلِ الباسِقات ( لها طلعٌ نَضِيد )؟
إنَّ القلوبَ وحدَها هي التي تتعامل مع الكلمات ادراكا ووعياً
ولذلك
لا تُلقي الأُذنُ سمعاً
ولا تَذْرِفُ العينُ دَمعاً
إلا إذا أدركَ القلبُ روعةَ القرآنِ وخالَطَتْهُ بشاشةُ الإيمان
فحينئذٍ تصِيرُ الكلماتُ عِلماً
وتُثِيرُ فِقهاً وذوقاً ، وتَسِيرُ بين الناسِ معرفةً وفهماً
( وكذلك الإيمانُ حينَ تُخالِطُ بشاشتُه القلوب )
.. ليت شعري ..
أينَ مِنّا مَعْشَرَ المسلِمِين ثَمَراتُ الآياتِ؟
وما فائدةُ ما نتلُو ونحفظُ .. على قلوبِنا وعُقولِنا ومنهجِنا في الحياةِ ؟
إذا لم تتحوَّلْ إلى عِبَرٍ وعِظات ؟
إنَّما الآياتُ لأهلِها .. الذين أثْنَى الله – عز وجل – عليهم بأنهم
( قليلاً مِنَ الليلِ ما يَهْجَعُون وبالأسْحارِ هُمْ يستغْفِرُون )
فهي تُوقِظُهم بالأسْحارِ وتُعمِّرُ قلوبَهم بالنَّهار
كما روى ابنُ عمر عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: لا حسدَ إلا في اثْنَتَيْنِ:
رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ ؛ فهو يقومُ به آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ
ورجلٌ آتاهُ اللهُ مالاً ؛ فهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهار
وأمَّا الذين لم يَقُومُوا بالآياتِ لَيْلاً.. ولَمْ يَصْحَبُوها نَهارا
فلَيْسُوا مِن أهْلِها
بلْ هُمْ أبْعَدُ النَّاسِ عَنْها .. لأنَّهم
وَرِثُوا الكِتابَ ودَرَسوه ، ولَكِنَّهُمْ لمْ يَتَكَيَّفُوا به ، ولم تتأثَّرْ بهِ قُلوبُهم
شأنَ العقيدةِ حين تتحوَّل إلى ثقافةٍ تُدْرَسُ وعِلْمٍ يُحْفَظُ
هُمْ دَرَسُوا الكتابَ وعَرَفُوا ما فِيهِ .. بلى
ولكنَّ الدِّراسةَ لا تُجْدِي ما لم تُخالِطْ القُلُوب
وكَمْ مِن دارِسِينَ للدِّينِ وقُلوبُهم عنهُ بعيد
وهل آفةُ الدِّينِ إلا الذين يَدْرُسُونَهُ دِراسةً ولا يأخُذُونَهُ عَقيدةً
؟
موضوووع في القمة
بوركتي خولة على الموضوع رائع
وبوركتـ على مروركـ الأالأروع
شكرا جزيلا لك
موضوع جد جميل
شكرا حقا جبتي المعدل
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
العتاب فيه صفاء النفوس والعتاب على قدر المحبة ، قول يتداوله
الناس ، لكن العتاب لا يكون أسلوباً فعالاً إلا إذا استخدم
في الوقت المناسب ومع الشخص المناسب الذي
يتقبل العتاب اللطيف بصدر رحب ، وفي مقولة
لعمر بن الخطاب
– يقول : لا تقطع أخاك على ارتياب ، ولا تهجر دون استعتاب .
وحتى لا تخسر اصدقاءك من عتابك لهم ، فيما يلي ست نصائح في هذا الشان
حدد عتابك :
فلا يجب أن يزيد عتابك على حد معين ، ولا تحول
كلامك لنوع من التوبيخ ، ولا تكرر ما تقوله
ولا تلح كثيراً ، حتى لا يتحول كلامك لنوع
من الهجوم غير المحبب .
لا تتهاون :
بينما لا يجب أن يزيد عتابك على حد معين ،
يلزم أيضاً أن لا ينقص عن الحد الذي يجعله
فعالاً ، فالتهاون أحياناً يؤدي إلى استسهال
الأمر من قبل صديقك ، ومن ثم يتمادى
في عدم مراعاة ما يضايقك .
لا توجه اتهاماً مباشراً :
فلا يجب ان تضع صديقك موضع المتهم
، فتضطره للدفاع عن نفسة بطريقة تبدو
وكأنه يبرىء شخصه من تهمة مؤكدة ، فذلك
يوغر صدرة اتجاهك ، وربما تخسرة جزئياً أو كلياً .
ضع النقاط على الحروف :
عندما تعاتب صديقك حدد بدقة الأشياء
التى ضايقتك منه ، بمعنى أن تضع النقاط
على الحروف ، مع التأكيد عند عتابك أنك
باق على صداقته ، وأن عتابك ما هو
إلا من باب البقاء على الود القديم .
كن مهذباً :
فلا تستخدم أبداً كلمات خارجة عن الأدب
، وانتق ألفاظك بعناية ، حتى لا تحرج
صديقك فلا يعود ينسى كلماتك يارب يكون الموضوع عجبكم متنسوش الردود
مبدع أنت حقا
شكرا على الموضوع
تقبل مروري
تحياتي
سلمت يمناك اخي يونس
صراحة انا شخصيا احب ان اقرا كلماتك حتى وان جعلتني احس اني مخطئة
فكما تعلم الحقيقة تجرح ولكنها اريح
تحياتي
مشكووووووووووووووور موضوع في القمة
الاخ يونس دوماا مبدع و نحو الاحسن بادن الله
شكــــــــــــــــــــــــرااا على الموضوع الرائع في انتظار جديدك دوما
اتكون الاجابه كنا نلعب كره وندبح فى اخواننا المسلمين الرجاء نشر الدعوه فى تهدئه الموقف فالشعبين مشحونين
وكلا منهم لديه دوافعهم التى اراها انها مدبره من قبل اعداء الدين
اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد
سلمت يمناك اختي والله يهدينا ويهديهم لما فيه خيرا لأمتنا
يعنى انتى يا ام كلثوم توقفى عضويتى وتشيلى التوقيع بتاعى
وتوقيع مروان زى ما هو اهوة طب فين العدل ؟؟؟
أولاً تم حظرك لأنك تماديت فعلاً
ثانياً توقيعك لست أنا من حذفه
و إن لم يُحذف كنت سأطلب منك تغييره
لأنه إهانة لنا في عقر دارنا
إذا أردت أن تكون لك بيننا مكانة فعليك باحترامنا أولاً
أما عن مروان فهذا شيئ بيني و بينه
ابقى أنت بعيداً
و تأكد أن من يحترمنا لن ينال إلاّ الإحترام منا
أما عن مروان فهذا شيئ بيني و بينه
ابقى أنت بعيداً
و تأكد أن من يحترمنا لن ينال إلاّ الإحترام منا
ماشى مهو انتى لما قولتيلى متحطش صور بطلت ومحطش حاجة هو لما حط العلم دا فى التوقيع بتاعو رديت انا علية فى توقيعى يعنى انتو حلال تشتمونا واحنا حرام نرد؟
اما تحذفى توقيعى اما سبينى انا ارد على امثالو
وانا هشيل العلم من توقيعى دلوئتى بتاع الجزائر
انا ممكن اعمل اكتر من اللى انت عاملو دا بكتييير انت متعرفش حاجة غلبااااااااان
السلام عليكم.
حقيقية وبداية اشكر الاخت صاحبة الموضوع أم عبدالله وامثالها الكثيررون من عقلاء المسلمين لن اقول عقلاء الجزائر او مصر لانني مسلم, وآن الأوان ان نتحرك من هذا المنطلق.
جزاكي الله كل خير وسنقف جميعاً أمام الله وسيجزي الله كل نفس ما عملت وبما عملت والى اي مدى عملت.
جزاكي الله كل خير حقاً أختي.
شكراً
" الفلوس تغير النفوس"
ما رأيكـ بهذة المقولة هل صحيح انها سبب للفرقة بين الاحباب والاقارب هل هي سبب في قسوة القلوب هل حب المال سبب في عدم احساس الغني
باخوانه الفقراء والتصدق عليهم …؟؟
ماسبب طغيان المادة على تفكير معظم الناس ..واصبحت اهم من الاب والام والاولاد احياناً عند بعض الناس المتوحشين …؟؟
هل هذا هو ضعف ايمان بالله وبعد عن
النهج السليم..؟؟
[COLOR=#ff00ff]ماسبب اهتمامنا
بالمادة
والهم الاكبر ويرخصون دينهم من اجل
المال ولايهم هذا الكسب حلال ام حرام
كمن يكسبون الرشوة او يأكلون الربا …الخ
نفسه ماهو سبب تعلق كثير من الناس بالمال
فتغيرت المباديء والقيم الانسانية..؟؟
ويبقى السؤال
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
((هل الفلوس تغير النفوس))
مع الأسف أختي هذا هو الواقع الذي طغى على حياتنا
أصبح معيار الشخصية حاليا هو بما تملكه من أموال
داست الناس على المبادئ والقيم والشرف من أجل (وســـخ الدنيا)
شكرا على الموضوع المهم
نعم ما قاله اخي فاروق صحيح /100 هذا هو الواقع الا من رحم ربي و من كان قلبه قوي ايمانيا
فناس كثييييرة تغيرهم الاموال قلوبهم متعلقة بالدنيا
يالله عفوك يوم تصفية الحساب
يوم حصاد لما زرعنا في السنين اللهم لا تجعلنا من هذه الفئة
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع
االله غالب اختاه هكذا اصبحنا نعيش مال مال مال فقط يوجد اناس يظنون ان المال كل شيءو قد نسيوا ان المال زينة الحياة الدنيا فقط
و يمكنه ان يغير ضعاف النفوس فقط
اما الانسان المؤمن فهو على يقين ان المال مجرد وسيله لتسهيل العيش فى الحياه وان الله من اعطاه له ولغرض ما . والنعم كلها اختبار من الله للعبد .
و يوجد حكمة اختاه تقول
اجمع المال لكي اعيش لا اعيش لكي اجمع المال
مشكورة اختاه على الموضوع الحساس
شكرا لمرورك
يكون نعمه لصاحبه او نقمه له
ولكن نجد فى أغلب الأحيان ان المال يغبر النفوس ويدخل الشك فيها فعندما بكثر ويزداد المال عند أحد فأنه
وبشكل عجيب يتغير نمط حياته وتتبدل عاداته وسلوكياته ويطغى الجانب السلبى على طبائعه فينس ماضيه
وينظر للجميع نظره تعالى وكبرياء فهو يرى أنه قد أصبح من أرباب المال
فى رايى أن الأنسان ذا المعدن الأصيل لا تغيره الفلوس مهما كثرت ولا المناصب مهما عظمت ولكن كثيرين
ليست معادنهم أصيله بل مغشوشه سرعان ما يتغيرون ويعضوا اليد التى أمتدت لهم فى يوم من الأيام
ولكن الرجل الأصيل بأخلاقه ودينه العاقل ذو المروءة لا تغيره الفلوس بل قد يزيد تواضعه شكرا لله عز وجل
وعلى ما أنعم به عليه
أشكرك على موضوعاتك ذات المعنى دائما
تحياتى لك