قالت الممحاة للقلم: كيف حالك يا صديقي..؟
رد القلم بغضب: انا لست صديقكي….
…قالت بدهشه….لماذا…
رد القلم :لانني اكرهك قالت بحزن…..و لما..؟
قال لانك تمحين ما اكتب ……….
قالت :انا لا امحو الا الاخطاء
قال لها و ما شأنك انتي ……
قالت :انا ممحاة هذا عملي
قال: هذا ليس عملا قالت :عملي نافع مثل عملك
قال القلم:انتي مخطئه و مغروره
قالت :لماذ ا قال : لان من يكتب افضل ممن يمحو…
قالت: إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَالصواب….
رفع القلم رأسه وقال: ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم…
قالت: لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .. قال
القلم محزوناً: وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مم كنت…
قالت الممحاة تواسيه: لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا
تضحية من أجلهم… ثم نظرت الممحاة إلي القلم بعطف بالغ
قائلة: أما زلت تكرهني؟…
ابتسم القلم وقال: كيف أكرهك وقد جمعتنا التضحيات
روعة جدا ، شكرا لك.
الموضوع مكرر
عندما تزوج شاب ذهب إليه والده يبارك له في بيته
و عندما جلس إليه طلب منه أن يحضر ورقة و قلم
فقال الشاب : اشتريت في جهاز زواجي كل شئ إلا الدفاتر و الأقلام
لمَ يا أبي ؟
قال له أبوه : إذن إنزل و إشتر ورقة و قلم و ممحاة.
مع إستغراب شديد نزل الشاب إلى السوق و أحضر الورقة و القلم والممحاة و جلس بجوار أبيه
الأب : أكتب
الشاب: ماذا أكتب؟
الأب : أكتب ما شئت
كتب الشاب جملة ، فقال له أبوه : إمح .. فمحاها الشاب
الأب : أكتب
الشاب : بربك ماذا تريد يا أبي؟
قال له : أكتب . فكتب الشاب
قال له : إمح , فمحاها
قال له : أكتب
فقال الشاب : أسألك بالله أن تقول لي يا أبي .. لمَ هذا؟
قال له : أكتب فكتب الشاب
قال له : أمح .. فمحاها
ثم نظر إليه أبيه و ربت على كتفه فقال : الزواج يا بني يحتاج إلى ممحاة .. إذا لم تحمل
في زواجك ممحاة تمحوا بها بعض المواقف التي لا تسرك من زوجتك
و زوجتك إذا لم تحمل معها ممحاة لتمحوا بها بعض المواقف التي لا تسرها منك
فإن صفحة الزواج ستمتلئ سوادا في عدة أيام
و أقول لك عزيزتي
وفري على نفسك ثمن القلم و الدفتر و الممحاة بل وفر الكثير من الوقت و الجهد
بقليل من التدبّر و التفكّر فهناك أمور لا تستحق أن نضيّـع من أجلها أجمل اللحظات
فماذا لو تغافلنا عنها و تعايشنا معها ؟
فقد قيل عند العرب … ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
و هذا ما أكده الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله في قوله
تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل, ومعنى التغافل تكلف الغفلة مع العلم والإدراك
لما يتغافل عنه، تكرمًا وترفعًا عن سفاسف الأمور
و هذا يعني أنك تعي و تدرك أن هناك شيئاً ما .. ولكنك تتجاهله كما كان يفعل
سيدنا علي بن أبى طالب رضي الله عنه حيث مُدح في وصفه
بأنه كان في بيته كالثعلب وخارجه كالليث
أي أنه كان كالمتناوم المغضي عينًا عن مجريات الأحداث التي تقع حوله، مع إدراكه وعلمه بها إكرامًا لأهله
وألا يوقعهم في حرج وألا يرون منه التتبع الذي يرهق شعورهم ويشد أحاسيسهم
إنه التغاضي الكريم حتى لا يحرج المشاعر، أو يكسر الخاطر وهذا بالطبع
في غير المعاصي ومغاضب الله)
و هذا ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر) رواه مسلم
و هذا الكلام ينطبق في جميع علاقاتنا حتى نصل بعواقب الأمور إلى طريق الرشاد
فقط علينا أن نتذكر كيف نضع الأشياء و المصطلحات في مكانها الصحيح إذ من غير
المعقول أن نتغافل عن الجمال و المزايا من حولنا و فيمن حولنا
كما أنه من غير المعقول أن نستعمل الممحاة لمحي الإجابات الصحيحة ..!!
علينا أن نتذكر كيف نضع الأشياء و المصطلحات في مكانها
ياله من موضوع قيم ،كلماته هادفة ومؤثرة بالايجاب
بارك الله فيك اخي على هاته التوجيهات النيرة
**إنه التغاضي الكريم حتى لا يحرج المشاعر، أو يكسر الخاطر****