التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والاطفال – المقال الثامن والاخير

الدواء والاطفال – المقال الثامن والاخير


الونشريس

4) طرح الجسم للدواء Drug Elimination

ينتهي ( يبطل ) مفعول الدواء من الجسم عن طريق الاستقلاب والاطراح، وكما قلنا ان الكبد يعتبر العضو الرئيسي لاستقلاب الأدوية في حين أن الكلى لها الدور الرئيسي لاطراح الأدوية ومخلفاتها من الجسم (بعض الأدوية يتم طرحها من خلال الافرازات الصفراوية في البراز، والأدوية المستخدمة بغرض التحذير العام تفرز عادة عن طريق الرئتين ) ، من المعروف أن الكلى مسؤولة بدرجة عالية عن اطراح أي دواء ( أو مخلفات الدواء) فبعض الأدوية مثل Gentamicin أو Cephalexin يتم طرحها بشكل رئيسي عن طريق الكلى، البعض الآخر من الأدوية يطرح جزئياً عن طريق الكلى حتى عندما يستقلب الدواء فان مخلفاته ( Metabolites ) تزول من الجسم عن طريق الاطراح الكلوي .

يستخدم مصطلح عمر نصف الطرح ( Elimination Half – Life ) لدواء معين لوصف اختفائه من الدم ويعبر عنه بالوقت اللازم لاختفاء نصف كمية الدواء من الدم وقد وضعت له المعادلة التالية لحسابه : (4)

حيث Vd = الحجم اللازم لتوزيع الدواء كما لوكان في البلازما .
CL = Clearance وتعني حجم الدم أو البلازما الذي ينظّف من الدواء
في وحدة زمن .
والاطراح الكلوي يعتمد على عدة عوامل منها الترشيح الكبيبي (Glumular Filtration ) ، اعادة الامتصاص الأنبيبي ( Tubular Reabsorption ) والافراز الأنيبي ( Tubular Secretion ) ، وأن كمية الدواء التي يتم ترشيحها بوحدة زمن معينة تتأثر بدرجة ارتباط ذلك الدواء بالبروتين ( حيث أن الدواء المرتبط لا يطرح ولا يستقلب)، وتدفق الدم للكلى (Renal Blood Flow ) . (7)

سوف يدور حديثنا حول الاطراح الكلوي، والنمو الوظيفي للاطراح وتأثير ذلك على طرح الأدوية من الجسم .

– تدفق الدم للكلى Renal Blood Flow

يزداد تدفق الدم للكلى مع تقدم العمر كنتيجة للزيادة الحاصلة في زيادة النتاج القلبي ( Cardiac Output ) ونقصان في المقاومة الطرفية للأوعية الدموية (Peripheral Vascular Resistance ) ، الكلى عند الأطفال حديثي الولادة تستقبل 5-6% من مجموع النتاج القلبي مقارنة بـ 15-25% عند الكبار، وأن تدفق الدم للكلى يزداد – كما يبدو – مع تطور النبيببات الكلوية (Renal Tubules )(7).

– معدل الترشيح الكبيبيGlomerular Filtration Rate (GFR)

لقد تبين عند الولادة بأن GFR تتناسب تناسبا طردياً مع العمر الحملي وقد حسبت قيمة GFR على أنها معدل واطئ وهي 1مل/دقيقة وهي ثابتة حتى قبل 34 اسبوعياً من الحمل ، وعند الولادة فان قيمة GFR المحسوبة بلغت 2-4 مل/دقيقة ، بعد يومين بعد الولادة زادت قيمة GFR الى 8-20 مل/ دقيقة، وأن هذه الزيادة معتمدة على العمر المحسوب على أساس وقت الاخصاب (Postconceptual age ) وليس على العمر ما بعد الولادة (Postnatal age). عند عمر 2.5-5 شهور تكون قيمة GFR مساوية لتلك عند الكبار، والزيادة في GFR تعكس زيادة النتاج القلبي، ونقصان المقاومة في الأوعية الدموية الطرفية وزيادة معدل الضغط الشرياني وزيادة المساحة السطحية المتوفرة للترشيح والزيادة الحاصلة في حجم ثقوب الأغشية الكلوية . (6,4)

ان دراسة مراحل النمو الوظيفي للاطراح الكلوي فيما يتعلق بالترشيح الكبيبي له أهميته عندما يكون الحديث عن أدوية تطرح بشكل رئيسي عن طريق الترشيح الكبيبي مثل مجموعة الأمينوجلايكوسايد، Indomethacin, Digoxin ، فلقد أجريت دراسات على مجموعة الأمينوجلايكوسايد( Aminoglycosidos) عند الأطفال المولودين قبل أوانهم ( Preterm Infants ) وأطفال الولادة الطبيعية (Term Infants ) وتبين بأن نصف عمر الطرح لدواء (Gentamicin ) ( وهو ينتمي لهذه المجموعة الدوائية ) قل بزيادة العمر الحملي عند الأطفال الذين أعمارهم أقل من 7 أيام .(4)دراسة أخرى أجريت على أطفال تتراوح أعمارهم من 24-48 أسبوعاً من فترة الاخصاب وقد لوحظ بأن هناك علاقة قوية بين نصف عمر الطرح لـ(Gentamicin ) والعمر بعد الاخصاب أقوى من العلاقة ما بين نصف عمر الطرح وعمر الطفل المحسوب بعد الولادة . (4)

وبناءً على زيادة نصف عمر الطرح لمجموعة الأمينوجلايكوسايد عند الأطفال حديثي الولادة فانه يجب حساب الجرعة الدوائية وزمن الفترات التي تعطى فيها الجرعات بدقة .

– التطور الوظيفي النبيبي ( Development Of Tubular Function )

تكون النبيبات الملفوفة الدانية ( Proximal Comvoluted Tubules ) في الكلية الطبيعية عند الطفل تام النمو صغيرة بالمقارنة مع الكبيبات الكلوية (Glomeruli)، عدم التوازن هذا في الحجم يعكس الاختلافات الوظيفية للطاقة الافرازية للنبيبات الدانية (Proximal Tubules ) وأن الطاقة الافرازية تبلغ ذروتها عند السنة الأولى من عمر الطفل، وتصل الى قيمتها عند الكبار عند عمر 30 أسبوعاً، ولهذا نجد أن النمو الوظيفي الأنيبيبي يكون بمعدل أقل من النمو الوظيفي الكبيبي (2.5-5 شهور ) ، وأن أسباب بطء هذا النمو راجع الى أسباب عدة منها صغر حجم النبيبات، وصغر كتلة الخلايا الوظيفية، وقلة جريان الدم الواصل للكلى، وعدم نمو العمليات المسؤولة عن انتاج الطاقة . (4)

العديد من الأدوية تعتمد على أنظمة النقل الموجودة في النبيبات الدانية (Proximal Tubules ) من أجل الاطراح الكلوي، فمثلاً البنسلين يفرز بفاعلية من قبل هذه الأنظمة في البول، نتاج الدراسات الحركية ( Pharmacokinetic Studies) التي أجريت على Ampicillin و Ticarcillin ، Penicillin-G ، وMethicillin ، وأوضحت بأن نصف عمر الطرح لمجموعة البنسلين تتناسب عكسياً مع العمر الحملي والعمر بعد الولادة. فمثلاً نصف عمر الطرح لـ Methicillin عند الولادة كان 4.3 ساعة لأطفال حديثي الولادة عمرهم الحملي أقل من 33 أسبوعاً مقارنة بنصف عمر الطرح لهذا الدواء ( ساعتان ) في الأطفال مكتملي النمو ( Fullterm Babies ) ، ودراسة أخرى أجريت على أطفال مكتملي النمو سجلت نصف عمر الطرح لهذه المجموعة حسب الأعمار بـ 3.2 ، 1.7 ، 1.4 ساعة لأطفال أعمارهم 0-6 يوم ، 7-13 يوم ، وأكثر من 14 يوماً بعد الولادة على التوالي.(4)

الدراسات التي أجريت على الديجوكسين ( Digoxin ) بينت أن اعطاءه بشكل متعاقب بجرعات بين 12-13 مايكروغرام / كغم يومياً لأطفال حديثي الولادة كاملين النمو (3-30يوماً ) ورضع ( 1-12 شهراً ) ، وأطفال ( 1-10 سنوات )، كانت النتائج هي الحصول على مستويات في البلازما على النحو التالي 2.1 ، 1.2 ، 1.4 نانوغرام / مل على التوالي ، نرى أن ارتفاع مستوى الدواء في بلازما الأطفال حديثي الولادة تشير الى بطء اختفاء الدواء من الدم بواسطة الكلى بمعدل نصف المعدل الموجود عند الاطفال والكبار . (2)
الصيدلاني راتب الحنيطي




رد: الدواء والاطفال – المقال الثامن والاخير

الزميلات والزملاء
تحية المحبة والتقدير
وارجو ان اكون قد قدمت لكم شيئا من الفائدة
ونلتقي ان شاء الله في موضوع آخر تحت عنوان ( الدواء والغذاء ) أبين فيه التداخلات السلبية والايجابية عند اجتماع الدواء مع الطعام ، وكذلك تأثير الدواء على العناصر الغذائية سلبا وايجابا
تقبلوا احترامي وتقديري
راتب الحنيطي




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

المؤثرات الأدبية و الجمالية في المقال الصحفي

المؤثرات الأدبية و الجمالية في المقال الصحفي – مذكرة تخرج –


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في الأدب العربي بعنوان:

" المؤثرات الأدبية و الجمالية في المقال الصحفي "


للتحميل إضغط على محتوى الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
modakira12.rar‏  2.58 ميجابايت المشاهدات 400


رد: المؤثرات الأدبية و الجمالية في المقال الصحفي – مذكرة تخرج –

بارك الله فيك ام كلثوم لقد استفدت كثيرا


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
modakira12.rar‏  2.58 ميجابايت المشاهدات 400


التصنيفات
اللغة العربية وادابها للشعب الأدبية

طريقة تحليل المقال الجدلي

طريقة تحليل المقال الجدلي


الونشريس


المقال الفلسفي:

تتكون المقالة الفلسفية من كلمات وجمل تكون لنا خطاب بلغة فلسفية لا بلغة أدبية، وتكمن أهمية المقال الفلسفي في تكوين تصورات فلسفية في ذهن التلميذ تساعده على توسيع خياله..

أنواع المقال الفلسفي:

أولا: المقال الجدلي:

وهو المقال الذي يتناول قضية ذات موقفين متناقضين حيث كل موقف يسعى إلى إثبات نفسه ويلغي الطرف الأخر ، وأغلب المقالات الجدلية تأخذ صيغة هل مثل: هل يتوقف الإدراك على فاعلية الذات أو الموضوع؟.. كما تكون بشكل صيغ أخرى مثل على شكل مقولة لأحد الفلاسفة مثل يقول: دولاكروا:الفكر يصنع اللغة ، واللغة تصنعه حلل وناقش.

01/ طرح الإشكال (المقدمة)

تعتبر المقدمة مدخل أساسي لكل موضوع وفي التمهيد نشير إلى انتماء الدرس إلى أي موضوع والطبيعة الفلسفية للموضوع كما نشير إلى وجود رأيان متناقضان يعالجان هذا الطرح وبعدها يطرح الإشكال بصيغة استفهامية جدلية حيث تعاد إثارة جوهر السؤال بصياغة مغايرة لا تكون خارج نطاق جوهر الأطروحة المطلوب تحليلها.

02/ عرض الأطروحة:

و المقصود هنا هو تناول الموقف الأول من القضية الفلسفية المطروحة يتم فيها تحليل الموقف بصفة موسعة وللإشارة يجب أن نبدأ بالترتيب يعني الموقف المطرب أولا مثل: هل العادة سلوك سلبي ؟ الأطروحة الأولى تناقش سلبيات العادة …الخ ثم تأتي مرحلة جمع الحجج والبراهين لتبرير الموقف إضافة إلى الأمثلة الواقعية ..

*/ نقد الأطروحة:

المطلوب هنا توجيه تقيم ما للقضية من الناحية الايجابية بذكر محاسن الأطروحة والسلبية بذكر عيوبها لإبطال الحجج والبراهين التي اعتمدتها الأطروحة الأولى من اجل المرور إلى المرحلة الموالية

03/ نقيض الأطروحة:

المقصود هنا الموقف الثاني أو النقيض الذي يعالج الأطروحة نتناول فيه الأطروحة النقيض بنفس الطريقة التي عرضت بها الأطروحة الأولى مع عرض الحجج والبراهين..

*/ نقد نقيض الأطروحة: ثم عرض ايجابيات وسلبيات نقيض الأطروحة..بنفس الخطوة في النقد

04/ التركيب او التجاوز:

هنا للتلميذ حرية الاختيار اما ان يركب بين الموقفين أي الجمع بينهما فلا يميل إلى أي طرف ويشير إلى ان كلاهما له دور في معالجة المشكلة مع إعطاء الأمثلة والأدلة التي تؤكد تكاملهما.

أو يمكن للتلميذ ان يتجاوز لموقف ثالث ويستدعي الأمر إظهار موقف جديد او نظرية اكثر شمولية ودقة مثل: النظام الاقتصادي الرأسمالي ونقيضه الاقتصاد الاشتراكي يمكن ان يتجاوز التلميذ الى الاقتصاد الإسلامي..

*/ ثم يجب على التلميذ ان يذكر رأيه الشخصي من المشكلة وان يدعم الرأي الشخصي بما يثبته..

05/ حل المشكلة:

نقوم في أخر كل مقالة بحل المشكلة ولا يجب إهمال هذه المرحلة ذلك بوضع حوصلة جيدة للتحليل تبين فهم التلميذ السليم للمشكلة ويجب أن تدعم بأقوال أو أمثلة ..




رد: طريقة تحليل المقال الجدلي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااا ليك جداً




رد: طريقة تحليل المقال الجدلي

شكرالك اخي اسلام على الرد




التصنيفات
الفلسفة للشعب العلمية

أخترت لك من كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج )) bac 2022

أخترت لك من كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج )) bac 2022


الونشريس

السلام
الكتاب يباع في المكتبات
أفتح الملف إذا أدرت المزيد


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
خاص بالشعب العلمية واللغات .pdf‏  711.4 كيلوبايت المشاهدات 410


رد: أخترت لك من كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج )) bac 2022

شكرا لك وبارك الله فيك أحتاج المزيد إن كان بالإمكان


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
خاص بالشعب العلمية واللغات .pdf‏  711.4 كيلوبايت المشاهدات 410


التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

أخترت لك من كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج ))

أخترت لك من كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج ))


الونشريس

السلام
الكتاب متوفر في المكتبات
إذا أردت المزيد ، أفتح الملف المرفق


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
خاص بالشعب العلمية واللغات .pdf‏  711.4 كيلوبايت المشاهدات 283


رد: أخترت لك من كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج ))

شكرا لك على الكتاب القييم الله يجازييك الف خير بما صنعت


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
خاص بالشعب العلمية واللغات .pdf‏  711.4 كيلوبايت المشاهدات 283


رد: أخترت لك من كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج ))

ا
رجو منكم المساعدة في تحضير مقالة فلسفية عن الفكر اليوناني


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
خاص بالشعب العلمية واللغات .pdf‏  711.4 كيلوبايت المشاهدات 283


التصنيفات
التسيير والإقتصاد في التعليم الثانوي

المقال

المقال


الونشريس

اريد مقالا صحفيا حول البطالة




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والاطفال – المقال الاول

الدواء والاطفال – المقال الاول


الونشريس

كيف يتعامل جسم الطفل مع الدواء ( الحركية الدوائية عند الاطفال )

حركية الدواء ((pharmacokinetics مشتقه من كلمتين يونانيتين (pharmacon) وتعني دواء،و(kinesis) وتعني حركه،وحركية الدواء هو ذلك الفرع من العلوم المنبثقه من علم الصيدله الحيوي (biopharmaceutics)، والذي يدرس زمن وحركة الدواء في جسم الكائن الحي عن طريق مجموعة عوامل حيويه يقوم بها الجسم على الدواء ، وهذه العوامل هي :

1- امتصاص الجسم للدواء من منطقة اعطائه(Absorption)
2- توزيع الجسم للدواء(Distribution)
3- استقلاب الجسم للدواء(Metabolism)
4- طرح الجسم للدواء(Excretion)

هذه العوامل الحيويه الأربعه والمجموعه في كلمة(ADME) تمثل معايير الحركيه الدوائيه(pharmacokinetic parameters) ،وان فهم هذه المعايير يسهل الأمور التاليه على الأطباء والعاملين في هذا المجال : (1)

1 – وضع نظام اعطاء الجرعات الدوائيه.
2 – تعديل نظام الجرعات في بعض الحالأت المرضيه (امراض الكبد والكلى والقلب،….الخ ) .
3 – معرفة سبب السميه التي تحدث عن طريق الأدويه .
4 – توضيح آلية التداخلأت الدوائيه .

والحركيه الدوائيه تستند بشكل كبير على المعادلأت الرياضيه التحليليه التي تربط مثلأ تركيز الدواء في البلازما مع الزمن لايجاد فترة نصف العمر للدواء ،تحديد مدى ارثباطه ببروتينات البلازما ،وبالتالي اعطاء فكره عامه عن كيفية اعطاء الدواء ومعلومات عن الجرعه الدوائيه والجرعه السامه وتعديل الجرعه اثناء اخذ اكثر من دواء في آن واحد،او وجود حالات مرضيه مترافقه مع اعطاء الدواء .(1)

ومعايير الحركيه الدوائيه تختلف تبعا لمرحلة العمر التي يمر بها الانسان ،ولفهم هذا الموضوع فان هناك اربعة مراحل عمريه يمكن دراستها نسبة الى معايير الحركيه الدوائيه وهي:

1 – مرحلة حديثي الولاده(neonatal stage)،وتشمل ايضا مرحلة الطفل المولود قبل اوانه (preterm) ان حصلت.وهذه الفتره تبدا لحظة الولاده حتى الاسبوع الرابع .
2 – مرحلة الرضع :(infant stage)،وتبدا من الاسبوع الرابع حتى نهاية السنه الاولى من العمر.
3 – مرحلة الطفولة (childhood stage):وتبدا مع بداية السنه الثانيه الى السنه الثانيه عشره من العمر.
4 – مرحلة البالغين : (adult stage)،وتاتي بعد مرحلة الطفوله.

وسوف يدور حديثنا في هذا الفصل حول معايير الحركيه الدوائيه مع التركيز على الاطفال والاطفال حديثي الولاده، ومدى تحكم هذه المعايير بوقت وكمية الدواء وتوزيعه في اجسامهم.




رد: الدواء والاطفال – المقال الاول

مصدر المعلومات هو كتاب قمت باعداده سنة 1997م بعنوان ( الادوية والرضاعة الطبيعية )
راجيا لكم النفع والفائدة




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والاطفال – المقال الثاني

الدواء والاطفال – المقال الثاني


الونشريس

1 ) الامتصاص Absorption
يعني الامتصاص في المفهوم الدوائي العملية التي من خلالها يدخل الدواء الى الدم من مكان إعطائه ( عن طريق الفم، الشرج، الجلد، العضل ، الرئتين) . وكلمة Absorption مشتقة من اللغة اليونانية ( Ab وتعني بعيد من، و Sorbere تعني شفط ) .

وعملية الامتصاص – كأحد معايير الحركة الدوائية – تعتبر من العوامل المهمة في تحديد كمية الدواء التي تصل الى الدم، وأن امتصاص الأدوية يتغير ويختلف باختلاف الموضع المعطى من خلاله الدواء، وأن هناك عوامل مختلفة تؤثر على مدى وسرعة امتصاص الدواء، وسوف نتكلم عن امتصاص الدواء الذي يتم عن طريق الجهاز الهضمي، الشرج، العضل، والجلد ونركز الاهتمام كما قلنا على الأطفال.

أ ) امتصاص الدواء عن طريق الجهاز الهضمي
امتصاص الدواء من الجهاز الهضمي يعتمد على عدة عوامل منها ما يتعلق بالدواء نفسه ( خصائصه الفيزيوكيميائية ) التي تم شرحها سابقاً، وعوامل تتعلق بالطفل مثل مساحة السطح المتوفرة لامتصاص الدواء، درجة حموضة المعدة والاثنى عشر، الأملاح الصفراوية ( Bile Salts ) ، معدل النمو البكتيري في أمعاء الطفل، اضافة الى الأمراض التي قد تصيب الطفل. وسوف نناقش العوامل المتعلقة بحموضة المعدة، معدل تفريغ المعدة للطعام ( Gastric Emptying ) والحركة الدودية للجهاز الهضمي والتي تؤثر على امتصاص الدواء .

1) حموضة المعدة ( Gastric Acidity )
تؤثر حموضة المعدة ( والاثنى عشر ) على ذائبية وتأين الدواء كما أن لها تأثيراً على الحركة الدودية للأمعاء. وكما هو معلوم فأن الأدوية الحامضية يكون امتصاصها أسرع عندما يكون الوسط حامضياً لأنه في هذه الحالة يكون الدواء على شكله غير المتأين، ولهذا فانه يكون أكثر ذوباناً في الدهون والبروتينات وأسرع امتصاصاً. والعكس صحيح فيما يتعلق بالأدوية قاعدية التفاعل ( Basic Drugs ) .

العالم ( Hess ) عام 1913 أول من وصف وجود حامض المعدة (حمض الهيدروليك Hydrochloric acid HCL ) في معدة أطفال حديثي الولادة خلال الساعات الأولى من الولادة . ان هذه الملاحظات تبعها دراسات كثيرة من قبل العديد من الباحثين لتاكيدها. فلقد لوحظ أن درجة حموضة المعدة (PH) عند الوضع تكون عادة ما بين 6-8 لكنها تهبط بشكل سريع لتصل الى 1.5-3 خلال عدة ساعات بعد الوضع، هذا الانخفاض في الهبوط لدرجة حموضة المعدة كما دلت عليها الدراسات غير مرتبط بوزن الجسم أو العمر الحملي للطفل ( Gestational age ) . وان الحامض نادر وجوده في معدة الجنين وهو في بطن أمه قبل 32 أسبوعاً و من جهة أخرى فان الأطفال المولودين قبل أوانهم (Premature infants ) لديهم درجة قليلة جداً من الحامض المعدي مقارنة بالأطفال حديثي الولادة الطبيعية (Term infants).(7,4)

التأثيرات السريرية ( Clinical Effects ) لظاهرة قلة انتاج الحامض في معدة الأطفال حديثي الولادة على امتصاص الأدوية لم تدرس بشكل واضح ولكنها تعتبر باب مفتوحاً للبحث والدراسة، ومع هذا فقد لوحظ بأن امتصاص مشتقات مجموعة البنسلين يكون بشكل أفضل خلال فترة حديثي الولادة لقلة انتاج المعدة للحامض بشكل ملحوظ لأنه وكما هو معلوم فان هذه المجموعة من الأدوية تتحطم بوجود الحامض في المعدة .

2) التفريغ المعدي ( Gastric Emptying )
من المعروف أن امتصاص معظم الأدوية المتناولة عن طريق الفم يمتص من خلال الأمعاء الدقيقة للجهاز الهضمي، وعليه فان معدل التفريغ المعدي لمحتوياتها تعتبر من العوامل الرئيسية التي تحدد وتتحكم في مدى ومعدل امتصاص الأدوية، ولهذا فاذا كان معدل تفريغ المعدة بطيء لأي سبب من الأسباب فان هذا يعنى أن الدواء يمكث فترة أطول في المعدة مما يؤخر وصوله الى الأمعاء وبالتالي يؤخر من أو يقلل امتصاصه . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى في حالة كون التفريغ المعدي سريعاً فمن الممكن ان يقلل من امتصاص الأمعاء للدواء عن طريق تقليل وقت التصاق الدواء بجدران الأمعاء المسؤولة عن عملية الامتصاص. على فرض أن حركة الأمعاء الدودية لم تتغير .

التفريغ المعدي متباين ويختلف أثناء فترة حديثي الولادة ويتأثر بعدة عوامل، نذكر منها النضوج الحملي للطفل ( Gestational Maturity ) ، العمر بعد الولادة (Postnatal age ) ونوع الرضعات الصناعية التي يتغذى عليها الطفل بالاضافة الى الأمراض التي قد تصيب الطفل الخلقية والعارضة . (4)

وعندما نتحدث عن التفريغ المعدي وعلاقته بالعمر الحملي والرضعات المتناولة فاننا نجد أن هناك علاقة عكسية ما بين التفريغ المعدي والعمر الحملي لطفل حديث الولادة كان يقدم له رضعات من محلول السكر المائي بنسبة (5%) وكان هناك حبس معدي ( Gastric retention ) لمدة 30 دقيقة بعد تناول هذا المحلول . وفي حالى الطفل الذي يرضع من حليب أمه لوحظ طوران للتفريغ المعدي ( وهذا ينطبق على حديثي الولادة قبل أوانهم) الطور الأول يتميز بسرعة معدل التفريغ المعدي يتبعه بالطور الثاني البطيء المطول للتفريغ المعدي . في حين أنه تم ملاحظة طور واحد بمعدل ثابت للتفريغ المعدي أثناء تناول الطفل الرضيع الحليب الاصطناعي . (4)

أيضاً لوحظ أن معدل التفريغ المعدي يتأثر بمكونات الوجبات الغذائية، فكلما كانت الوجبة تحتوي على سعرات حرارية أكثر كان هناك بطء في وقت التفريغ المعدي. وأن هذه الملاحظة لوحظت عند اعطاء الأطفال حديثي الولادة محاليل سكرية مختلفة التركيز 10% مقارنة بـ 5% محاليل تحتوي على الجلوكوز . (4)

لقد لوحظ بان نوع الأحماض الدهنية الموجودة في الرضعات الاصطناعية تؤثر على معدل التفريغ المعدي . فلقد تبين أن الأحماض الدهنية طويلة السلاسل (Long-Chain Fatty Acids) تقلل من معدل تفريغ المعدة لمحتوياتها مقارنة بالأحماض الدهنية متوسطة السلاسل. وهذه نقطة مهمة حيث وأن مستحضرات الحليب الصناعية تختلف بمحتواها من الأحماض الدهنية . (4)

التغيرات التي تحصل لجلسات االطفل ( نوم الطفل على جنبه الأيمن أو الأيسر، على ظهره …. ) خلال أو بعد الرضاعة لم تظهر تبايناً أو اختلافاً في معدل التفريغ المعدي . (4)

معدل التفريغ المعدي أثناء فترة الأطفال حديثي الولادة يكون أطول مقارنة بالبالغين، وأن بعض العلماء وجدوا بأن الوقت اللازم لتفريغ نصف محتوى المعدة كان 87 دقيقة في 28 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 1-10 أسابيع عند اخذهم وجبة كاملة من الحليب البقري مقارنة بـ 65 دقيقة عند البالغين . ان الحد العمري الذي يصل اليه الطفل والذي عنده يتساوى معدل التفريغ المعدي كما في البالغين لا يزال غير معروف تماماً، الا أن بعض الباحثين يرون أن المرحلة الانتقالية لتساوي التفريغ المعدي عند الأطفال والبالغين تحدث خلال 6-8 شهور من حياة الطفل . (4)

من العوامل الأخرى التي تتعلق بالجهاز الهضمي ومدى تأثيرها على امتصاص الأدوية، هي معدل تصنيع وحجم الأملاح الصفراوية ( Bile acids ) حيث تكون قليلة في الأطفال حديثي الولادة مقارنة بالكبار. قلة انتاج الأملاح الصفراوية يؤدي الى تقليل معدل ومدى امتصاص الأدوية الذوابة في الدهون (Lipid-Soluble Drugs ) وكذلك العناصر الغذائية الذوابة في الدهون مثل فيتامين ( E, D ) . عوامل أخرى نذكرها هي نمو البكتيريا الطبيعية ( Normal Flora ) في أمعاء الطفل ودرجة النمو هذه تعتمد على العمر الحملي (Gestational Stage ) ونوع الطعام الذي يتناوله الطفل . (7,4)

أوضحت الدراسات أن التغيرات الحاصلة في البكتيريا المعوية الطبيعية خلال فترة حديثي الولادة يمكن أن يكون لها أهمية في تحلل الدواء المرتبط (Drug Conjugates ) بعد عملية الاستقلاب والمطروحة مع الأملاح الصفراوية الى الأمعاء.(4) الا أن الأهمية السريرية لهذه المتغيرات الفسيولوجية لازالت غير واضحة تماماً .

ويمكن أن نلخص حديثنا بأن امتصاص الدواء عند الأطفال حديثي الولادة عادة يكون بطيئاً مقارنة بالأطفال وأن هذا يعكس بطء معدل تفريغ المعدة مع عدم انتظام الحركة الدودية للأمعاء لديهم ، ومن الأمثلة على الأدوية التي تمتص ببطء عند حديثي الولادة هي الفينايتون ( Phenytoin ) ، الفنيوباربيتال (Phenobarbital ) ، والباراسيتامول (Paracetamole ) . لكن مدى الامتصاص ( Extent of Absorption ) عادة لا يطرأ عليه تغير، ما عدا الأدوية التي تتفكك أو تتحلل عن طريق حامض المعدة . (3)

2) امتصاص الأدوية التي تعطى عن طريق العضل
Absorption of Drugs Given Intramuscularly .
يلجأ عادة الى أخذ الدواء بالحقن العضلي عندما تكون هناك عقبات تمنع من اعطائه عن طريق الفم، مثل وجود بعض الأمراض، أو أن يكون امتصاص الدواء عن عن طريق الجهاز الهضمي ضعيفاً .

العوامل التي تؤثر على امتصاص الدواء عن طريق الحقن العضلي كثيرة نذكر منها ما يلي :-

1) الخصائص الفيزيوكيميائية للدواء .
2) معدل وصول الدم الى موضع الحقن ومعدل رجوعه من موضع الحقن الى الدورة الدموية اضافة الى توفر المساحة السطحية للعضلة موضع الحقن .
3) نشاط العضلة والذي يؤثر على امتصاص الدواء ، فالأطفال المرضى أو قليلوا الحركة أو الأطفال الذين يتلقون مهدئات يكون معدل ومدى امتصاص الدواء عندهم ضعيفاً .

فالعضلات لدى حديثي الولادة تكون قليلة الكتلة وجريان الدم الواصل اليها محدود، وأن امتصاص الدواء في بعض الحالات المرضية يكون غير منتظم وغير متوقع، وأن زيادة جريان الدم المفاجئ الواصل للعضلة قد يؤدي الى امتصاص عال للدواء وبالتالي تعرض الطفل الى الجرعة السامة . (3)

3) امتصاص الدواء عن طريق الجلد "Percutaneous Absorption"
جلد الصغار وخصوصاً المولودين قبل أوانهم يكون أكثر امتصاصاً للأدوية ، وأن استخدام الأدوية والمواد الكيماوية عن طريق الجلد قد يتسبب في حدوث سمية تلك الأدوية أو المواد الكيماوية. وهناك العديد من التقارير التي تحدثت عن حدوث سمية هذه المواد عند اعطاءها عن طريق الجلد، مثل المواد والمنظفات التالية:Hexachalorophene (وهذه المادة عبارة عن مطهر للجلد موقف للبكتيريا، كما أنها تدخل في مكونات الصابون المطهر للجلد ) . والمنظفات الفينولينية المحتوية على مركبات مثل (فوسفات الصوديوم، وصوديوم الكاربونات أو صوديوم السيليكيت ) والتي يطلق عليها مركبات لاندري(Laundry Compounds ) والتي تخفف من عسر الماء . كما تحدثت التقارير عن دراسات أجريت على مركبات الكورتيزون ، والمحاليل المعقمة (Disinfectant Solutions ) ، ولهذا يجب أخذ الحذر في استعمال العلاجات الموضوعية في الأطفال . (7,4,3)

امتصاص الأدوية والمواد الكيماوية عن طريق الجلد يعتمد على سماكة الطبقة الخشنة المتقرنة ( Stratum Corneum ) ، وان العلاقة بين امتصاص الأدوية وهذه الطبقة هي علاقة عكسية، بمعنى أنه كلما كانت الطبقة سميكة قل امتصاص الأدوية . هذا من جهة، ومن جهة أخرى فان هناك علاقة طردية تربط امتصاص الأدوية ودرجة رطوبة الجلد ( Skin Hydration ) بمعنى أن الامتصاص يزيد في المناطق الرطبة. ولقد افترض على ان سماكة جلد الأطفال بشكل عام أقل سماكة مقارنة بالبالغين، وأن نسبة المساحة السطحية للجلد الى الوزن عند الأطفال حديثي الولادة ( ولادة طبيعية ) تكون أكبر بكثير منها عند البالغين ، وبناءً علية فمن الناحية النظرية اذا أعطي طفل حديث الولادة جرعة دوائية عن طريق الجلد وأعطيت نفس الجرعة (عن طريق الجلد) للبالغين، فان مقدار مايصل الى الدورة الدموية بالنسبة الى الوزن في الأطفال حديثي الولادة تكون القيمة عندهم حوالي 2.7 ضعفاً أكثر من البالغين كما أكدتها الدراسات. (4)

وفي المقابل فان الدراسات التي أجريت على الأطفال حديثي الولادة قبل أوانهم (Premature Infants ) بينت أن وظيفة الجلد كحاجز أو مانع لامتصاص المواد الغربية ليست مكتملة مقارنة بالأطفال مكتملي الولادة . (3)

المرجع : الحنيطي، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية – الطبعة الاولى 1997م




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والاطفال – المقال الثالث

الدواء والاطفال – المقال الثالث


الونشريس

4) امتصاص الأدوية عن طريق المستقيم "Rectal Absorption "
اعطاء الأدوية عن طريق الشرج له أهمية علاجية عالية لأولئك المرضى الذين لديهم عوامل تمنعهم من أخذ الدواء عن طريق الفم أو الحقن. وأن هذه الأهمية العلاجية الناتجة عن امتصاص الدواء عن طريق المستقيم تزداد بمعرفتنا عن مسار الدم الوريدي العائد من منطقة االمستقيم ( ومنطقة الجهاز الهضمي الأخيرة ) الى القلب، حيث أن الأوردة المستقيمة الوسطى ( Middle Rectal Veins ) والأوردة المستقيمة السفلى (Inferior Rectal Veins ) والتي ترجع الدم من منطقة أسفل المستقيم والشرج على التوالي الى الدورة الدموية الجهازية (Systemic Circulation ) من خلال الوريد الأجوف الأسفل (Inferior Vena Cava ) بينما الوريد المستقيم العلوي (Superior Rectal Vein )يرجع الدم من الأجزاء العلوية للمستقيم ويصب في الوريد البوابي (Portal Vein ) خلال الوريد المساريقي السفلي (Inferior Mesenteric Vein ). فاذا كان الدواء المعطى عن طريق الشرج في المنطقة العلوية للمستقيم، فان الدواء يتعرض لتأثير الكبد الاستقلابي الأولي (First-Pass Effect) لأن الدم البوابي (Portal Blood ) يدخل الكبد، بينما الأدوية التي سوف تكون في أسفل المستقيم سوف تنجو من التأثير الاستقلابي في الكبد .

وهذه يمكن أن تكون لها فائدة، وهي أن بعض الأدوية مثل الليدوكين (Lignocaine )Lidocaine والبربرانولول ( Propranolol ) من الأدوية التي يحصل لها استقلاب عال بمجرد مرورها على الكبد بعد اعطائها عن طريق الفم، فلقد بينت الدراسات بأن تركيز الليدوكين في البلازما كان عالياً عند اعطائه عن طريق الشرج مقارنة بتركيزه في حالة اعطائه عن طريق الفم . (4)

ان العوامل التي تؤثر على امتصاص الأدوية عن طريق المستقيم هي نفسها التي تؤثر على امتصاص الدواء في حالة اعطائه فموياً . وبشكل عام فان امتصاص الأدوية التي تكون على شكل محاليل مائية أو كحولية أسرع منه في التحاميل (Suppositories) والأدوية التي لها ثابت التأين ( Pka ) ما بين
( 7-8 ) مثل مجموعة الباربتيورات ( Barbiturates ) ومجموعة البنزوديازبين (Bensodiasepines ) تمثل الأدوية المثالية لاعطائها عن طريق الشرج لأنها تكون بشكلها غير المتأين ( Un- Ionised Form ) ويكون اختراقها سهل لأغشية الخلية ، وأن اعطاء الأدوية مثل الثيوبنتون (Thiopentone ) والديازبام ( Diazepam ) يمكن أن تكون فعالة اذا كان هناك حاجة للتخدير السريع مقارنة باعطاء هذه الأدوية عن طريق الوريد وذلك لصعوبة الدخول في الأوردة عند الأطفال حديثي الولادة . وأوضحت الدراسات بأن اعطاء جرعة شرجية من محلول الديازبام بجرعة قدرها 0.25 ملغم / كغم الى 0.5 ملغم / كغم للأطفال تتراوح أعمارهم من أسبوعين الى أحدى عشر عاماً . كان تركيز بلازما الدم من الديازبام متقارباً من تركيزه في البلازما عند اعطائه بالحقن الوريدي . وأن اعلى تركيز للدواء في البلازما وصل بعد 6 دقائق من اعطاء وأن تركيز الدواء في البلازما والتي لها القدرة على تثبيط الاختلاجات كانت كافية وفعالة لفترة تتراوح ما بين ساعة الى ثلاث ساعات في معظم الأطفال الذين أجريت عليهم الدراسة . (4) في دراسة أخرى مشابهة أجريت على 36 طفلاً أعطوا الثيوبنتون بشكل معلق (Thiopentone Suspension ) عن طريق الشرج، حصلوا على تهدئة ونعاس بشكل سريع وفعال لغرض عمل صورة طبقية للدماغ ( C.T.Scanning ) . (4)

من هنا نرى أن اعطاء الدواء عن طريق الشرج لأدوية مختارة يشكل نقطة واعدة مهمة . على أنه لا يمكن اعتبار استعمال هذه الطريقة من اعطاء الأدوية روتيني في الأطفال حديثي الولادة ( Neonates ) حتى تثبت الدراسات مدى صلاحية هذه الطريقة في هذا العمر .

المصدر : الحنيطي،راتب: كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية – ط1 1997




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والاطفال – المقال الخامس

الدواء والاطفال – المقال الخامس


الونشريس

تابع توزيع الجسم للدواء
2) التطور في حجم السوائل عند الأطفال
Developmintal Aspects of Fluid Compartment Sizes

ان الاختلاف في حجم السوائل عند الأطفال يؤثر على حجم توزيع الأدوية لديهم، وهذا الاختلاف يعتمد على الفترات العمرية المختلفة التي يمر بها الطفل وعلى كمية الدهن في الجسم، حيث لوحظ بان حجم السوائل في الجسم يتناسب تناسباً عكسياً مع كمية الدهون، لأن المحتوى المائي في الدهون قليل، حيث نرى أن هناك نقصاً في حجم الماء كلما تقدم الطفل في عمرة بينما نجد زيادة في كمية الدهن مع تقدم العمر. لذلك نجد أن محتوى الماء الكلي في جسم الجنين يشكل تقريباً 92% من وزن جسمه (25% من حجم الماء موجود خارج الخلايا ( Extracellular Fluid Volume ) و65% من الماء يشكل حجم السائل داخل الخلايا (Intracellular Fluid Volume)، وأن محتوى جسمه من الدهون أقل من 1% ) .
ينزل مجموع حجم المائي للجسم عند الولادة الى ما يقارب 75% ، وكمية الدهون تزداد الى ما يقارب 15%، وعلى عمر 6 شهور فان الحجم المائي الكلي للجسم يعادل 60%، وكمية الدهون تعادل 30% من حجم الجسم، وعند البلوغ تتساوى هذه القيمة بتلك الموجودة عند الكبار ( 50-60% الحجم الكلي للسوائل من وزن الجسم ) .

لذلك نجد أننا نحتاج الى جرعة عالية ( اعتماداً على وزن الجسم ) عند الأطفال حديثي الولادة من الأدوية الذوابة في الماء وغير مرتبطة بالأنسجة مثل (Sulphonamides, Penicillin, Amoxycillin ) لتحقيق نفس التركيز المطلوب في البلازما، ومن جهة أخرى فاننا نحتاج الى جرعات أقل من الأدوية الذوابة في الدهون لاعطائها للأطفال حديثي الولادة مقارنة بالأطفال والكبار، ذلك أن تراكم هذه الأدوية يحصل في الأطفال حديثي الولادة والأطفال غير مكتملي النمو بسبب قلة المحتوى الدهني لديهم (1% أو أقل ) .

ولهذا فان تحديد الجرعات الدوائية للصغار لاتعتبر عملية سهلة مقارنة بالكبار، لأن الأطفال لايمكن أن ننظر اليهم كصورة مصغرة للكبار، فالدلائل تشير الى أن الأطفال بامكانهم أن يعطوا ويتحملوا جرعات دوائية ( مبنية على mg/kg أي وزن الدواء الى وزن الجسم ) أعلى من الكبار لكثير من الأدوية، فعلى سبيل المثال فان الجرعات الاعتيادية للديجوكسين ( Digoxin ) هي :- (2)

أ – 15-20مايكروغرام/كغم في اليوم، للأطفال من عمر 4 أسابيع الى السنتين.
ب- 10-15مايكروغرام/كغم في اليوم، للأطفال من عمر سنتين الى 12 سنة .
جـ- 4-5 مايكروغرام/كغم في اليوم، للكبار .

هذه الجرعات المختلفة تعطي تركيزاً في البلازما ما يقارب ( 1-1.5 نانوغرام/مل بلازما ) عندما تعطى لمرضى معينين تتفق مع أعمارهم .
الحنيطي , راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية ط1 – 1997