من واقع خبرتي وعملي في مجال التربية والتعليم أكثر من خمسة وثلاثين عاماً بدءاً من التعليم الابتدائي في التعليم الجامعي ومساهمة علمية مني في حل مشكلة المعلمين والمعلمات الباحثين عن عمل في دولة البحرين بعيداً عن الإثارة والحلول غير العملية اقترح الرؤية التالية :
1- الإبقاء على المكاسب الحضارية والتربوية والعلمية التي حققتها وزارة التربية والتعليم بعقد اختبارات للمعلمين الجدد وتحديد مستوى معين للالتحاق بالعمل في مهنة التدريس مع تدريبهم أثناء الخدمة ، ورفع مستواهم العلمي والتربوي ، ووضع المناهج المتميزة والتقويم التربوي الناجح وعقد الندوات والمؤتمرات ، فهذه المكاسب حققتها الوزارة على مدى أعوام طويلة من التخطيط والدراسة ، وكانت مثال إعجاب وتقدير من كل رجالات التربية والتعليم في الندوات والمؤتمرات وورش العمل المحلية والإقليمية والعالمية ، فالتخلي عن هذه المكاسب تحت أي ضغوط سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية سيحدث خللاً كبيراً ، ويفقد وزارة التربية والتعليم في البحرين تميزها الذي طالما افتخرنا به في المحافل العلمية والتربوية وهذه خسارة كبيرة لا قدر الله ، كما يفقدها مصداقيتها التي كسبتها على مدى سنوات طويلة .
ثانياً : اختيار عناصر متميزة من المعلمين والمعلمات والهيئات الإشرافية والإدارية في الوزارة ، وإلحاقهم بالعمل في المدارس الخاصة في البحرين ودول الخليج العربي على هيئة بعثات أو إعارات مدعومة من قبل الوزارة مالياً بالإضافة إلى رواتبهم من المدارس الخاصة ، أي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجالس إدارات المدارس الخاصة وأصحابها على أن توضع الشروط والضوابط لذلك بالتعاون مع الوزارة والمسؤولين في تلك المدارس بحيث تصبح هذه الإعارة ميزة يحرص عليها المعلمون والمعلمات .
وبهذا تضمن موافقة المدارس الخاصة والمعلمين والمعلمات المتميزين على العمل في المدارس الخاصة ، وهذا يفتح مجالات للتعيين والترقية والتجديد في الوزارة ، وفي النهاية الطلاب في المدارس الخاصة هم أبناء البحرين فلا تبخل عليهم بالمتميزين من المعلمين والمعلمات والمدارس الخاصة ووزارات التربية والتعليم .
ثالثاً : من لا يوافق في الوصول إلى المستوى المطلوب للعمل في التدريس في وزارة التربية والتعليم يعاد تأهليه وتدريبه في إدارة التدريب في وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع كلية التربية ، جامعة البحرين والكليات العلمية الأخرى في الجامعة حسب التخصصات العلمية ومن يصل إلى المستوى المطلوب يلحق بالعمل في الوزارة ، وهي أن يتقاضى راتباً أثناء التدريب مثل باقي العاطلين في الدولة .
رابعاً : إنشاء وظيفة معلم مساعد يقوم المعلم فيها بالمهام التصحيحية والتدريبية للطلاب وإعداد المواد التعليمية وتدريس الحصص الزائدة وتأمين حصص المعلمين والمعلمات أثناء تغيبهم على أن يرقى المعلم المساعد إلى درجات معلم بعد مدة معينة ، وهذا المعيد والمدرس المساعد بمهام الأستاذ المساعد ( أو المدرس في بعض الجامعات ) التدريبية وتنفيذ الدروس العملية في الورش والفصول الدراسية والمختبرات .
خامساً : تقليل نصاب المعلم في الحصص ويكمل النصاب بإجراء الأنشطة والإعداد للدروس والتخطيط لتنفيذ المناهج وتحسين الأداء ، ورفع مستوى مخرجات التعليم وبذلك نتخلص من أسوأ ما يعاني منه المعلم والمعلمة ، وأفسد التعليم ، وصد الناس عن مهنة التدريس إلا وهو النصاب الزائد الذي هد كاهل العملية التعليمية كلها .
سادساً : فتح باب الترقيات للمعلمين مع احتفاظهم بمهام التدريس ( مدير مساعد ) للتعيينات الجديدة وتحسين نفسية المعلم القديم ورفع همته وكذلك المعلمة .
سابعاً : دراسة الاحتياجات المستقبلية من المعلمين على مدى عشر سنوات قادمة والالتزام بالخطط الموضوعة بحيث لا تصبح الوزارة ملتزمة بتعيين من يخرج عن هذه الخطة تحت أي ظرف من الظروف .
في النهاية أحيي الموقف الحضاري لوزارة التربية والتعليم والمسؤولين عن التوظيف ، فيها وكذلك الوزير بالتزامهم بالأسس العلمية والتربوية التي وضعت على مدى سنوات طوال ، وكما نعلم فإن للدفاع عن الحق ضريبة وعليهم الصبر والصمود حفاظاً على مكاسب الوزارة وليعلموا أن هذا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر قال تعالى : { وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } [لقمان: 17].
وليتعلم الجميع أن مصلحة المجموع والوطن فوق المصالح الشخصية وأن المرحلة الحضارية التي تمر بها مرحلة مضيئة ومشرقة ، وعلى كل منا أن يعمل لنجاحها وأن نضحي بالمصالح الشخصية حتى نثبت دعائم الحرية والعدل ، وعلى كل مختص أن يهتم بأمر الوطن ويساهم في حل مشكلاته بالطرائق العلمية البعيدة عن التخبط والعشوائية والضغوط الأمية .
ولنعلم أن تعليم طلابنا أمانة ، ووزارة التربية والتعليم هي المسؤول الأول عن رعاية تلك الأمانة .
الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أخبار الخليج – قضايا وآراء – العدد (8569) السبت 20 جمادى الآخرة 1443هـ – 8 سبتمبر 2001م .
http://nazme.net/ar/index.php?p=show_articles&id=469