التصنيفات
الأدب واللغة العربية

المطبعة الثعالبية الجزائرية ودورها في نشر التراث العربي الإسلامي

المطبعة الثعالبية الجزائرية ودورها في نشر التراث العربي الإسلامي


الونشريس

بسم الله الرحمان الرحيم
وبه نستعين

بسم الله الرحمان الرحيم
وبه نستعين

المطبعة الثعالبية الجزائرية ودورها
في نشر التراث العربي الإسلامـــي
ابو بكر بلقاسم ضيف حاسي بحبح ـ الجزائر ـ

إن ظهور الطباعة بالحرف المنفرد في العالم كان ذلك في ألمانيا عام 1443م على يد الألماني "جوتنبرك" ثم في روما عام 1465م وباريس عام 1470م , وفي اسبانيا عام 1418م وهكذا حتى انتشرت في العالم كله(1)
حتى جاء دور الحروف العربية في الطباعة وكان أول كتاب مطبوع باللغة العربية هو كتاب الأدعية السبعة ثم قام " بغانيني دي مسيكا " من البندقية بسرقة قوالب المطبعة فطبع القرآن الكريم عام 1418م (2). ومن خلال انتشار الطباعة بدل النسخ التقليدي بدأ عصر جديد لانتقال المعرفة وذيوع العلم .
وبهذا الصدد انتشرت الطباعة في الجزائر, وكانت أول مطبعة عربية ه المطبعة الثعالبية التي ساهمت وأدت دورا كبيرا في طبع التراث العربي الإسلامي ونشره , وقد سبقها كثير من المطابع في العالم العربي وعلى سبيل المثاللا الحصر :
ـ مطبعة ابراهيم متفرقة وهي أول مطبعة أسست في العالم الإسلامي سنة 1129هـ (1726م).
ـ المبطعة العربية في استانبول المعروفة " مطبعة دار الهندسة " التي انشئت في حي خاص كوي سنة 1212هـ(1796م) , كما ظهرت الطباعة في الشام ومصر وغيرهما من بلادالعرب .
والمطبعة الثعالبية في الجزائر هي نسبة الى العلاّمة عبد الرحمان الثعالبية , وقد أسسها سنة 1214هـ (1895م) السيد : رودوسي قدور بن مراد التركي (3) وهو تركي الأصل , يقول الشيخ بشير ضيف بن أبي بكر صاحب فهرست معلمة التراث الجزائري ين القديم والحديث ((… ولقد كان الطبع في الجزائر مبكرا منذ زمن بعيد , وإذا كان الإنتاج الجزائري غزيرا فإنه لم تسايره الامكانات الضرورية لعملية الطبع خاصة قلة الامكانات في الزوايا التي كانت منهلا غزيرا للمخطوطات يتوافد إليها العلماء .
والطبع كما قلنا كان مبكرا جدا في الجزائر فإذا لاحظنا بين عامي 1839/1858م وجدنا الطبع والنشر في الجزائر يسايران المشرق حينذاك, وكانت جهود كبيرة في نشر الكتب بالجزائر مع قلة الامكانات وندرة الوسائل , فقد ذهب طبع الكتب الى ابعد من ذلك وهو نشر التراث المشرقي وعلى سبيل المثال لا الحصر :
ـ متن خليل في افقه طبع 1903م الثعالبية
ـ متن العاصمية لأبي بكر بن عاصم الغرناطي طبع سنة 1327هـ الثعالبية(4).
ـ أما الكتب التيت طبعت بالمطبعة الثعالبية والخاصة بالجزائريين فهي كتب نادرة نذكر منها:
ـ تعطير الأكوان في شذا نفحات أهل العرفان لمحمد بن الصغير بن الحاج المختار طبع عام 1916م وهو كتاب في التراجم .
ـ منار الإشراف على فضل عصاة الأشراف ومواليهم من الأطراف لعاشرو محمد الخنقي طبع عام 1914م , وقد رد عليه عبد الرحمان الديس في كتابه هذم المنار وهو مطبوع كذلك بالمطبعة الثعالبية .
ـ معجم مختصر شرح ما ابهم من كتاب الجواهر الحسان للثعالبي طبع سنة 1328هـ .
ـ إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن لمحمد بن علي السنوسي طبع عام1914م.
ـ كشف الرموز لابن حمادوش طبه عام 1928م
ـ البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم طبع عام 1908م.
كما كانت المطبعة الثعالبية تضع الكتالوجات وقد وصل عدد هذه الفهارس الى نحو 30 فهرسا وذلك بين عامي 1920م و1927م وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على مواكبة المطبعة العصر آنذاك ويدل هذا كذلك على بواكير الطبع في الجزائر وأنها كانت مبكرة جدا , وجدير بالذكر ان مطابع أخرى ظهرت بعد المطبعة الثعالبية هي :
ـ مطبعة قسنطينة انشئت عام 1920م على يد العلامة عبد الحميد بن باديس .
ـ مطبعة النجاح ظهرت عام 1919م لصاحبها عبد الحفيظ بن الهاشمي .
ـ المطبعة العربية ظهرت عام 1920م لصاحبها أي اليقظان الإباظي .
ـ مطبعة العلوية لصاحبها مصطفى العلوي .
ـ مبطعة المغرب العربي ظهرت عام 1937م على يد الشيخ حمزة بوكوشة .
ـ مطبعة البصائر ظهرت عام 1954م وهي لجمعية علماء المسلمين(5).
كما ظهرت في الجزائر مطابع استشراقية تقوم كذلك بنشر التراث والكتب الفرنسية وهي :
ـ المطبعة الإفريقية
ـ مطبعة بروسبير بوردي بروجي .
ـ مطبعة فنتانة وأخيرا مطبعة جوردان , مع وجود كل هذه المطابع إلا أن المطبعة الثعالبية كانت هي الأقوى في نشر التراث العربي الإسلامي وطبعه , وقد كان الطبع على مرحلتين :
ـ مرحلة الخط الثعالبي العتيق
ـ ومرحلة الخط المشرقي , وقد تفرد الشيخ بشير ضيغف بن أي بكر الجزائري بكتاب سماه " جهود المطبعة الثعالبية في نشر وطبع التراث الجزائري " وبحثا آخر سماه " بواكير الطبع في الجزائر " وهما كتابان مخطوطان لا يزالان حتى الآن لم يريا نور الطبع , وقد وضع فهرسا لكل ما طبعته المطبعة الثعالبية من تراث إسلامي عربي .
وعلى ما سبق من الكلام على المطبعة الثعالبية أردت تبيين هذه المطبعة العتيقة لطلاب الوطن العربي والإسلامي التي نتمنى من أهل الأختصاص والمؤسسات والأفراد بجمع تراثها المطبوع وبالله التوفيق .(6)
المراجع
(1) ـ ابراهيم متفرقة وجهوده في إنشاء المطبعة العربية ومطبوعات د: سهيل صابان مراجعة د:عباس صالح طاشكندي ص 18 مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية الرياض 1995م
(2) ـ الطباعة العربية في تركيا ص7.8 د: سهيل صابان دار الفيصل الثقافية الرياض .
(3) ـ جهود المطبعة الثعالبية الجزائرية في نشر التراث الجزائري الإسلامي ص 1 لصاحبه بشير ضيف بن ابي بكر بن البشير بن عمر الجزائري مخطوط .
(4) ـ بواكير الطبع في الجزائر الشيخ بشير ضيف ص 1 مخطوط.
(5) ـ فهرست معلمة التراث الجزائري بين القديم والحديث للشيخ بشير ضيف من ص 46 الى صفحة 64 ط: دار ثالة الجزائر 2022م.
(6) ـ وانظر نشر هذا المقال في مجلة الفيصل العدد352 مؤرخة في نوفمبر سنة 2022م.
ابو بكر بلقاسم ضيف حاسي بحبح ـ الجزائر ـ

إن ظهور الطباعة بالحرف المنفرد في العالم كان ذلك في ألمانيا عام 1443م على يد الألماني "جوتنبرك" ثم في روما عام 1465م وباريس عام 1470م , وفي اسبانيا عام 1418م وهكذا حتى انتشرت في العالم كله(1)
حتى جاء دور الحروف العربية في الطباعة وكان أول كتاب مطبوع باللغة العربية هو كتاب الأدعية السبعة ثم قام " بغانيني دي مسيكا " من البندقية بسرقة قوالب المطبعة فطبع القرآن الكريم عام 1418م (2). ومن خلال انتشار الطباعة بدل النسخ التقليدي بدأ عصر جديد لانتقال المعرفة وذيوع العلم .
وبهذا الصدد انتشرت الطباعة في الجزائر, وكانت أول مطبعة عربية ه المطبعة الثعالبية التي ساهمت وأدت دورا كبيرا في طبع التراث العربي الإسلامي ونشره , وقد سبقها كثير من المطابع في العالم العربي وعلى سبيل المثاللا الحصر :
ـ مطبعة ابراهيم متفرقة وهي أول مطبعة أسست في العالم الإسلامي سنة 1129هـ (1726م).
ـ المبطعة العربية في استانبول المعروفة " مطبعة دار الهندسة " التي انشئت في حي خاص كوي سنة 1212هـ(1796م) , كما ظهرت الطباعة في الشام ومصر وغيرهما من بلادالعرب .
والمطبعة الثعالبية في الجزائر هي نسبة الى العلاّمة عبد الرحمان الثعالبية , وقد أسسها سنة 1214هـ (1895م) السيد : رودوسي قدور بن مراد التركي (3) وهو تركي الأصل , يقول الشيخ بشير ضيف بن أبي بكر صاحب فهرست معلمة التراث الجزائري ين القديم والحديث ((… ولقد كان الطبع في الجزائر مبكرا منذ زمن بعيد , وإذا كان الإنتاج الجزائري غزيرا فإنه لم تسايره الامكانات الضرورية لعملية الطبع خاصة قلة الامكانات في الزوايا التي كانت منهلا غزيرا للمخطوطات يتوافد إليها العلماء .
والطبع كما قلنا كان مبكرا جدا في الجزائر فإذا لاحظنا بين عامي 1839/1858م وجدنا الطبع والنشر في الجزائر يسايران المشرق حينذاك, وكانت جهود كبيرة في نشر الكتب بالجزائر مع قلة الامكانات وندرة الوسائل , فقد ذهب طبع الكتب الى ابعد من ذلك وهو نشر التراث المشرقي وعلى سبيل المثال لا الحصر :
ـ متن خليل في افقه طبع 1903م الثعالبية
ـ متن العاصمية لأبي بكر بن عاصم الغرناطي طبع سنة 1327هـ الثعالبية(4).
ـ أما الكتب التيت طبعت بالمطبعة الثعالبية والخاصة بالجزائريين فهي كتب نادرة نذكر منها:
ـ تعطير الأكوان في شذا نفحات أهل العرفان لمحمد بن الصغير بن الحاج المختار طبع عام 1916م وهو كتاب في التراجم .
ـ منار الإشراف على فضل عصاة الأشراف ومواليهم من الأطراف لعاشرو محمد الخنقي طبع عام 1914م , وقد رد عليه عبد الرحمان الديس في كتابه هذم المنار وهو مطبوع كذلك بالمطبعة الثعالبية .
ـ معجم مختصر شرح ما ابهم من كتاب الجواهر الحسان للثعالبي طبع سنة 1328هـ .
ـ إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن لمحمد بن علي السنوسي طبع عام1914م.
ـ كشف الرموز لابن حمادوش طبه عام 1928م
ـ البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم طبع عام 1908م.
كما كانت المطبعة الثعالبية تضع الكتالوجات وقد وصل عدد هذه الفهارس الى نحو 30 فهرسا وذلك بين عامي 1920م و1927م وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على مواكبة المطبعة العصر آنذاك ويدل هذا كذلك على بواكير الطبع في الجزائر وأنها كانت مبكرة جدا , وجدير بالذكر ان مطابع أخرى ظهرت بعد المطبعة الثعالبية هي :
ـ مطبعة قسنطينة انشئت عام 1920م على يد العلامة عبد الحميد بن باديس .
ـ مطبعة النجاح ظهرت عام 1919م لصاحبها عبد الحفيظ بن الهاشمي .
ـ المطبعة العربية ظهرت عام 1920م لصاحبها أي اليقظان الإباظي .
ـ مطبعة العلوية لصاحبها مصطفى العلوي .
ـ مبطعة المغرب العربي ظهرت عام 1937م على يد الشيخ حمزة بوكوشة .
ـ مطبعة البصائر ظهرت عام 1954م وهي لجمعية علماء المسلمين(5).
كما ظهرت في الجزائر مطابع استشراقية تقوم كذلك بنشر التراث والكتب الفرنسية وهي :
ـ المطبعة الإفريقية
ـ مطبعة بروسبير بوردي بروجي .
ـ مطبعة فنتانة وأخيرا مطبعة جوردان , مع وجود كل هذه المطابع إلا أن المطبعة الثعالبية كانت هي الأقوى في نشر التراث العربي الإسلامي وطبعه , وقد كان الطبع على مرحلتين :
ـ مرحلة الخط الثعالبي العتيق
ـ ومرحلة الخط المشرقي , وقد تفرد الشيخ بشير ضيغف بن أي بكر الجزائري بكتاب سماه " جهود المطبعة الثعالبية في نشر وطبع التراث الجزائري " وبحثا آخر سماه " بواكير الطبع في الجزائر " وهما كتابان مخطوطان لا يزالان حتى الآن لم يريا نور الطبع , وقد وضع فهرسا لكل ما طبعته المطبعة الثعالبية من تراث إسلامي عربي .
وعلى ما سبق من الكلام على المطبعة الثعالبية أردت تبيين هذه المطبعة العتيقة لطلاب الوطن العربي والإسلامي التي نتمنى من أهل الأختصاص والمؤسسات والأفراد بجمع تراثها المطبوع وبالله التوفيق .(6)
المراجع
(1) ـ ابراهيم متفرقة وجهوده في إنشاء المطبعة العربية ومطبوعات د: سهيل صابان مراجعة د:عباس صالح طاشكندي ص 18 مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية الرياض 1995م
(2) ـ الطباعة العربية في تركيا ص7.8 د: سهيل صابان دار الفيصل الثقافية الرياض .
(3) ـ جهود المطبعة الثعالبية الجزائرية في نشر التراث الجزائري الإسلامي ص 1 لصاحبه بشير ضيف بن ابي بكر بن البشير بن عمر الجزائري مخطوط .
(4) ـ بواكير الطبع في الجزائر الشيخ بشير ضيف ص 1 مخطوط.
(5) ـ فهرست معلمة التراث الجزائري بين القديم والحديث للشيخ بشير ضيف من ص 46 الى صفحة 64 ط: دار ثالة الجزائر 2022م.
(6) ـ وانظر نشر هذا المقال في مجلة الفيصل العدد352 مؤرخة في نوفمبر سنة 2022م.