شكوت أمري لغيري عما أصاب مدينتي البريئة فضنوا أنني مجنون عصري يحلم بتغيير نفوس و عقول العباد …، أنها الحقيقة التي ذقنا مرارتهابمدينتنا… ، تلك المدينة التي عاشت زمن الخصال و الأخلاق الفاضلة و العادات و التقاليد النابعة من حضارة و أصالة الإنسان الجزائري المسلم ، أما اليوم فرضت أمور كثيرة جبروتها على مسح هذه القيم و اختلط الحابل بالنابل و سادت أوكار الفساد واصبح التفاخر بالأجساد لغة الإشهار فبكيت و أردت نسيان أوكار الجريمة و الاصطياد و التفاني في ساحات و أسواق جن جنونها و صارت ملتقى الجريمة و الاصطياد والتفاني في إهانة الأجساد و أصبحت أستاذا مسكينا كغيره يخاف و يهاب أن يجد جيل علمه من بنات حواء جن جنون فسادهن على المباشر فاخذ الطالح الصالح و ارتقى مقياس الفساد إلى مالا تحمد عقباه .
غابت المدرسة وغاب الأب و غابت الأم و غابوا كلهم أهل الإصلاح الأخلاقي و اصبح الأمر لا يطاق عند من انفطرت قلوبهم و هم يجرون إلى زيادة نسبة الفساد و الدمار و انقلبت الموازين و المفاهيم وتسلم سلطات المال و المصلحة وعاشت البريئات كدميات تسللت منهن الروح لتدخل لعبة القد ر و الاستحمام في الماء العكر وهوت العب في الطرقات المظلمة و تلذذت امتصاص رحيق العبث و الفساد و خدرت حياتها و منحت نفسها لعصابة الدمار تتقاذفها أرجل نجسة و تجمع بين كفي يديها الملطخة دراهم تجارة الأخلاق ولا تعلم أن نهايتها قريبة تدفع ثمنها أضعاف ما كسبته بجسدها و ميوعها …، فارحموا عزيز قوم ذل أيها الآباء و الأمهات و المربين و المسؤولين على فسح مجال نماء الفساد في المحلات و الطرقات كما هو حالنا في مدينة الجنون اللاأخلاقي و أعلموا أن الله خلق الخير و الشر و ثالثهما الإنسان وجعل فيه آلة للصدق هي القلب وآلة للتدبير هي العقل و آلتين للكذب هما الوجه و اللسان …، فإلى متى الصمت و حق الاعتذار و الضياع و إلقاء اللوم على الآخرين و الاستسلام للفشل ، فلنأمن بقدراتنا و نبدأ بأنفسنا فقد حان أوان قهر الخوف و التغيير الحقيقي و بالتالي تصبح حكمة الحياة : " من ضاق عرف ومن عرف اغترف "
ا