استسمحكم في نقل هذه الموعظة هنا
من اسباب الحياة الطيبة
الرضا بما قضى الله وقدر وقسم :
قال تعالى : { وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} (145) سورة آل عمران .
وقال صلى الله عليه وسلم" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ".رواه الترمذي .
وقال أيضا : " تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم ، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه . ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أموره ، وجعل غناه في قلبه ، وما أقبل عبد بقلبه على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة ، وكان الله إليه بكل خير أسرع " . رواه البيهقي .
سهرت أعين ، ونامـت عيـون * * * في أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استعطت عن النفس * * * فحملانـك الهـمـوم جـنـون
إن رباً كفاك بالأمس مـا كـان * * * سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون
وفي الحديث عنه-صلى الله عليه وسلم-: (من جعل الهموم همًّا واحدًا همَّ آخرته كفاه الله همَّ دنياه، ومن تشعَّبت به الهمومُ في أحوال الدنيا لم يُبال الله في أيِّ أوديتِه هلك)) أخرجه ابن ماجه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يُعلِّم من يعمل بهن؟ فقال أبو هريرة: قلت : أنا يا رسول الله فأخذ بيدي فعدّ خمساً فقال:اتّق المحارم تكن أعبد الناس.وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً.وأحبَّ للناس ما تُحبّ لنفسك تكن مسلماً.ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب". رواه ابن ماجه والطبراني .
قال الشافعي :
أمت مطامعي فأرحت نفسي * * * فان النفس ما طمعت تهونُ
وأحييت القنوع وكان ميتا * * * ففي إحيائه عرض مصونُ
إذا طمع يحل بقلب عبد * * * علته مهانة وعلاه هونُ
فالرضا يكسب القلب طمأنينة وسكينة تجعل هموم الدنيا وغمومها تهون في نظر صاحبها ، فيرى المنح في المحن والفرج في الشدة والسعة في الضيق .
إذا اشتـــملت على اليأس القلوبُ * * * * وضاق بما به الصــــــدر الرحيبُ
و أوطـــنت المـــكـــاره واطمأنت * * * * وأرست في أماكنهـــا الخطوبُ
ولــم تــر لانكــــشاف الضر نفعاً * * * * وما أجــــــدى بحــــــيلته الأريبُ
أتـــاك علــــى قـــنوط منك غوث * * * * يمن بــــه اللـــطيف المستجيبُ
وكــــل الحــــــادثات وإن تناهت * * * * فموصول بهـــــا فــــرج قـــريبُ
الله تعالى قد حدد لنا مفهوم الحياة الطيبة وسبيلها في كتابه الكريم
فقال : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [النحل:97].
حياة طيبة في الدنيا وهي قوله تعالى: فلنحيينه حياة طيبة.
وحياة طيبة في الآخرة وهي معنى قوله تعالى: ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.