لقد من الله عز وجل على المسلمين إذ أجاز لبعض المرضى الإفطار إذا كان الصوم يسبب مضاعفات ، وهذا من تيسير الله على عباده ، فيقول رب العزة والحكمة : " فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " ( البقرة : 185)
فالمريض والمسافر يباح لهما الإفطار مع وجوب القضاء ، إذا كان الصوم يضرهما يستشار الطبيب المسلم فى هذا الشأن ، أما المريض الذى لا يرجى شفاؤه ، فعليه الفدية وهى طعام مسكين عن كل يوم من أوسط ما يطعم به أهله فى العادة ، ومن أمثلة هؤلاء الشيوخ الضعفاء والمرضى الذين لايرجى شفاؤهم . وهذه رخصة من الله عز وجل للمرضى ويجب على المريض الذى أمره الطبيب أن يفطر عدم الصوم ، ولا يشق على نفسه ، فالله عز وجل يحب أن تؤتى رخصة كما تؤتى عزائمه .
ولقد ذهب أكثر رجال الفقه الإسلامى إلى المرض المبيح للفطر هو الذى يؤدى إلى ضرر فى النفس أو زيادة فى العلة ، لأن المقصد من الرخصة للمريض هى التيسير وليس المشقة ، ويستشار فى ذلك الطبيب المسلم.
ومن الأمراض التى تستوجب أن يفطر المسلم كما ذكرها العلم فى الطب الثقات ما يلى :
·المرضى بالتليف الشديد فى الكبد أو الالتهاب الكبدى المزمن ، لأن الإنسان يحتاج لطاقة من الطاقة المخزونة بالجسم ، وعندما يصوم الإنسان فهو يستهلك ذلك المخزون عن طريق الكبد ، وهؤلاء المرضى لا تستطيع أكبادهم القيام بمهمة التعويض بسبب نقص وظائفها ( د. نصر عرفات – طب بنها) .
·المرضى بقرحة الإثنى عشر : هؤلاء المرضى يعانون من إرتفاع نسبة الحموضة ، والجوع هنا يساعد على إفراز الحامض نفسه ، وهنا تحتك القرحة بالحامض فيزداد الألم ، لذا هؤلاء المرضى يحتاجون إلى أطعمة معينة للإقلال من نسبة الحامض ( د. نصر عرفات ) .
·المرضى بالسكر المزمن : حيث يحتاجون لأنواع معينة من الطعام على فترات قليلة وهذا يصعب معه الصيام ، أما مرضى السكر البسيط ، فالصيام هام لهم ، لأن الإقلال من تناول الطعام وتحديد نوعياته عندما يكون المرض فى بدايته يساعد على عودة السكر إلى معدله الطبيعى .
·الأمراض الحادة الشديدة التى تتميز بارتفاع درجة الحرارة أو التى يجب على المريض أن يأخذ المضادات الحيوية فى أوقات معينة أو الأمراض المزمنة مثل مرض ذو الفقاعة ومرض الئبة الحمراء .
·الأمراض المنهكة للقوى كالسل والأنيميا وأمراض الصدر والرئتين وهبوط القلب ، وكذلك النزلات المعوية التى يصاحبها قيئ وإسهال لأنها تحتاج إلى كمية كبيرة من الماء والسوائل ، والحميات لأنها تستلزم الإكثار من شرب الماء ( د. محمد جعفر) .
·وبصفة عامة فإن أى مريض يجب أن يستشير طبيب مسلم ثقة عن حالته:
هل يصوم أم يفطر ؟ وفى ضوء ما يقرره هذا الطبيب يكون أحد الاحتمالات الأتية:
–أن يصوم لأنه يستطيع ذلك وذلك فى الوعكات الخفيفة .
–أن يفطر ويقضى فى أيام أخر .
–أن يفطر لأن المرض مزمن لا يرجى شفاؤه وعليه الفدية .
وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون
الصيام كله خير ، يطهر النفس ويزكيها ويقويها على طاعة الله عز وجل ويقوى الخلق ويقوّم السلوك كما أنه وقاية للجسد من العديد من الأمراض ، وعلاج للعديد من الأمراض بدون عقاقير أو أدوية ، وهذا يؤكد لنا بأن الله عز وجل يريد لنا الخير ونحن لا نعلم .
ويجب على الإنسان المسلم الملتزم بشريعة الله عز وجل أن يصوم الصيام الحقيقى بعيداً عن النهم فى أكل الدهون والحلويات ، وأن يكون بعيداً عن الإسراف والتبذير فى الطعام والشراب ، ملتزماً بقول الله سبحانه وتعالى : "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " .
وقول الرسول e: " كلوا والبسوا وتصدقوا ،ما خالط ذلك سرف أو مخيلة "
ألم يأن لعلماء الطب على اختلاف تخصصاتهم أن يدرسوا آثار الصيام على الإنسان من النواحى النفسية والجسدية ويستفيدوا من ذلك فى علاج المرضى ، ويظهروا للناس عظمة دين الإسلام ، ويبينوا أن الله هو العليم الحكيم..
كما يجب أن يعلم الناس أن حصة انتفاع الجسد من الصيام لا تقل عن انتفاع الروح ، فالغذاء المنضبط بالضوابط الشرعية ضرورى لبناء الجسد ليقوى على طاعة الله ، كما أن العبادات ضرورية للإنسان للتربية الروحية للطهره والذكاء والصفاء مع الله.
شكرا حكيم تقبل فائق احترامي
لكن في ما يخص السفر ووسائله المتوفرة اظن ان الحكم هنا يلزمه شيوخ وخبراء دين …… تقبل مروري
و الله اعلم
merci votre passage m’a fait vraiment plaisir
انت الطبيب ادخل افحص هذا المريض
فما اسم المرض الذي اصابه و ما هي اعراضه..:
……………….
………………………….
…………………………….
………………لو سمحتم
بعد فحص سريع وجدت بعض هذه الاعراض
:1
عجز فكري و ابداعي2 فقدان الذاكرة
3 اصابته بفقر احاد
4 نزيف حاد و تعفن في اعضاء الجسم
5 تصلب بل شلل في حركة الجسم
6 انتشار رهيب للميكروبات والخلايا السراطانية.
7 .
……………………
8
9
10
11
من يريد ان يعاين المريض فهو تحت تصرفكم
….ولكن لاتبخلوا علينا باعطائنا اسم المرض والاعراض التي وجدتموها
…………………..تحياتــــــــــــــــــــــ ـــــي
رد مع اقتباس
عن عثمان بن عفان رضى الله عنة قال :
مرضت فكان رسول الله صلى الله علية وسلم يعوذنى فقال:"بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك بالله الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن لة كفوا احد من شر ما تجد"
ثم قال "تعوذ بها فما تعوذت بمثلها"
وقال النبى صلى الله علية وسلم
"ضع يدك على الذى تألم من جسدك وقل:بسم الله ثلاث مرات وقل سبع مرات :أعوذ بالله وقدرتة من شر ما أجد وأحاذر"
وقال النبى صلى الله علية وسلم
"ضعى يدك اليمنى على على ما يؤذيكى وقولى بسم الله اللهم داونى بدوائك وأشفنى بشفائك وأغننى بفضلك عمن سواك واحدر عنى أذاك"
وقال النبى صلى الله علية وسلم:
"ضعى يدك علية ثم قولى بسم الله اللهم أذهب عنى شر ما أجد بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك بسم الله"
وقال صلى الله علية وسلم
"أذا دخلتم على المريض فنفسوا لة فى الأجل فأن ذلك لا يرد شيئا وهو يطيب نفس المريض"
وأخيرا
قال صلى الله علية وسلم من رأى صاحب بلاء فقال :
"الحمد لله الذى عافانى مما ابتلاك بة وفضلنى على كثير ممن خلق تفضيلا عوفى من ذلك البلاء كائنا ما كان عاش"
دعاء للمريض – الدعاء للمريض – دعاء المريض – ادعيه للمريض
لا إله الا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم ..
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
له الملك .. و له الحمد و هو على كل شيء قدير ..
الحمد لله الذي لا إله إلا هو .. و هو للحمد أهل .. و هو على كل شيء قدير ..
و سبحان الله .. و لا إله إلا الله .. و الله أكبر .. و لا حول و لا قوة إلا بالله ..
إلهي ..
أذهب البأس رب الناس ، اشف و أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً ..
إلهي ..
أذهب البأس رب الناس ، بيدك الشفاء ، لا كاشف له إلا أنت .. يارب العالمين آمين ..
إلهي ..
إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك و سترك الجميل أن تشفيه و تمده بالصحة و العافية ..
إلهي ..
لا ملجأ و لا منجا منك إلا إليك .. إنك على كل شيء قدير .
اللهم اشفه شفاء ليس بعده سقما ابدا..اللهم خذ بيده اللهم احرسه بعينيك التى لا تنام .
و اكفه بركنك الذى لا يرام و احفظه بعزك الذى لا يُضام .و اكلأه فى الليل و فى النهار .
و ارحمه بقدرتك عليه ّ.أنت ثقته و رجائه يا كاشف الهم . يا مُفرج الكرب يا مُجيب دعوة
المُضطرين .اللهم البسه ثوب الصحة والعافية عاجلا غير اجلا ياأرحم الراحمين..
اللهم اشفه اللهم اشفه اللهم اشفه..اللهم امين.
زيارة المريض
حسن الاستماع
علاقة الطبيب بالمريض هي لب العمل الطبي وأسه ( أو أساسه ) ، ولا يمكن تصور عمل الطبيب وقيامه بدوره في المجتمع على الوجه الصحيح دون أن تتحد معالم هذه العلاقة ويتحدد إطارها.
العلاقة بين الطبيب والمريض تتعدى حدود المرض، وترتبط بما لدى كل من الطبيب والمريض من آراء مواقف وتوجهات بل واعتقادات .
ونعلم بادئ ذي بدء أن كثيراً من الآداب التي سنتناولها بالحديث هي من البدهيات التي يعرفها الأطباء ، إلا أنها قد تغيب عن بعضهم ، خصوصا في زحمة العمل ، وكثرة المرضى مع قلة الوقت المتاح لكل مريض . وعلى أية حال فنحن نذكر بها والذكرى تنفع المؤمنين.
آداب المقابلة الطبية :
ونعنى بها هنا أي حديث يدور بين الطبيب والمريض حول مرضه سواء أكان المريض منوماً في المستشفى أم مراجعاً في عيادة أو إسعاف . وغالباً ما تكون المقابلة في أول لقاء يتم بين الطبيب والمريض . ولكنها ربما تكررت للمريض الواحد عدة مرات . وإذا كانت المقابلة الطبية تبدأ بالحديث فإن هناك آداباً يحسن بالطبيب أن يراعيها ويلتزم بها ومن أهمها ,
حسن الاستماع :
دلت كثر من الدراسات الحديثة التي أجريت لمعرفة مدى قناعة المرضى بالخدمة الطبية المقدمة لهم من الأطباء على أن أهم مشكلة يواجهونها أن الأطباء لا يحسنون الاستماع إلى شكواهم ، كما دلت دراسة أخرى على أن حسن الاستماع كان له الدور الأساس في قناعة المريض بطبيبه ، كما كان له أثر بالغ في فهم كل منهما الآخر ، وتحسن حالة المريض مع العلاج .
وقديما أدرك العقلاء أن المتحدث البارع هو المستمع البارع ، فقال ابن عباس – رضي الله عنهما – " لجليسي عليّ ثلاث : أن ارميه بطرفي إذا أقبل . وأن أوسع له في المجلس إذا جلس . وأن أصغي إليه إذا تحدث.
وقال سعيد بن العاص – رضي الله عنه – " لجليسي علي ثلاث . إذا أقبل وسعت له . وإذا جلس أقبلت إليه . وإذا حدث سمعت منه "
وقال الحسن " إذا جالست فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول . وتعلم حسن الاستماع كما يتعلم حسن القول "
ويقول صاحب كتاب التشويق الطبي ، الطبيب أبو العلاء صاعد بن الحسن بن صاعد : " وإذا دخل إلى المريض فليقعد قريباً منه بحيث يرى وجهه ويقابله ويسمع كلامه ، ويسأله عما يجب أن يسأل عنه ، وينصت له ".
وقبل هؤلاء جميعاً هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصت إلى محدثه وهو كافر جاء يعاتب الرسول صلى الله عليه وسلم على ما كان منه ، فيقبل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم مستمعاً منصتاً بكل جوارحه … ولندع ابن إسحاق يروي لنا هذه القصة الرائعة .
قال ابن إسحاق :" حدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي قال : حدثت أن عتبة بن ربيعة ، وكان سيداً قال يوما وهو جالس في نادي قريش ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكمله وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها ، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزه ، ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون . فقالوا : بلى يا أبا الوليد ، فقم إليه فكلمه . فقام إليه عتبه حتى جلس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : يابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة والعشيرة ، والمكان في النسب . وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها ولعلك ، تقبل منا بعضها . قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل يا أبا الوليد أسمع ! فقال : يابن أخي إن كنت تريد شرفاً سودناك علينا ، حتى لا نقطع أمراً دونك . وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا . وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه ( أي مس من الجن ! ) ، لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه – أو كما قال له – حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال : أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال نعم . قال : فاستمع منى قال : أفعل ……" الحديث.
وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الآيات الأولى من سورة فصلت.
هذا هو الاستماع المقصود . الاستماع بانتباه وتركيز . الاستماع الذي يدلى على اهتمام المستمع لمحدثه . ذلك هو الذي يعطي المريض فرصة أفضل للتعبير عن نفسه . وعن مشكلته الصحية . وهنا يستطيع الطبيب أن يفهمه أكثر وأكثر وهذا أول آداب مقابلة المرضى .
merci bieb doc pour cette article c’est vraiment interessant ton frere morouan
je te remercie infiniment pour c information
c trés coul de ta part
en attend avecplaisir tes nouveauté
meci encore
mes sincére amitier
حقيقة حسن الإستماع من الأمور المهمة التي تريح المريض نفسياً و تجعله يضع كامل ثقته في الطبيب
و قد يكون هذا أحد الأسباب و إن لم يكن أهمها، الذي يجعل المريض يداوم على زيارة طبيب معين و في كل صغيرة و كبيرة
لماذا؟ لأنه أحسن الإستماع إليه و أعطاه فرصة يشتكي فيها من جسمه
و أنا شخصياً أرى أن حسن الإستماع لا يقتصر على الطبيب وحده، و قد سبق لك حكيم أن ذكرت بعض مواقف السلف الصالح من الصحابة، و كذا موقف قدوتنا و سبيلنا إلى النجاح و الفلاح خير البشر صلى الله عليه و سلم
و هذا عن سابق تجربة، أنك لما تنصت إلى أحدهم و باهتمام فإنك تكسب قلبه قبل عقله، لأنه أكيد في لحظة ضعف و هو بحاجة إلى أذن صاغية، لا إلى لسان مناقش
و هكذا ستجده يلجأ إليك إذا ضاقت الدنيا من حوله، أو إذا احتاج إلى النصح أو أخذ رأي
شكراً لك حكيم مرة أخرى على الموضوع المهم و الذي يحتاج فعلاً إلى النقاش
شكرا لك دكتور على هذه المعلومات القيم
شكرا على مروركم جميعا
وتفاعلكم معه نورتوه
تحياتي للجميع
ولا قيمته بالنسبة لكل من الفرد والمجتمع.
فان طلب اي مساعدة أو استشارة نفسية يحكم على صاحبه * بالجنــون * .
وغير ذلك من الصفات البدائية. وهذه الصفات تصدر من قاض حكمه غير قابل للاستئناف وهو
* المجتمع القــــــاسي والغير متحضر *.
وهذا السلوك يدفع الى أصحاب الأمراض النفسية الى الهلاك حتما . اذا بقوا وهو يستمعون
الى أراء المجتمع في أنهم مجانين.
ترى…
ماهي أرائكم اعزائي؟
– هل حقا المريض نفسيا يعتبر مجنون؟
– وماذا عن الأطباء النفسانيون . أين قيمتهم بمجتمع لا يتقبل الطب النفسي ؟
– وأخيرا ماهي نصيحتكم لكل شخص يعاني من مرض نفسي؟
" اعتقاد بعض الناس أن الطب النفسي ، وكذلك علم النفس موروثان غربيان ولا يمتان إلى الإسلام بصلة "
وينتج عن ذلك : الاعتقاد بأن المعالج النفسي إنما هو تابع لفرويد يطبق نظرياته دون فكر أو نظر ، وأن المعالج النفسي لا يؤمن بالجوانب الروحية والدينية في العلاج .
وسوف نناقش هذا الأمر من خلال هذه الوقفات :
1- إن المعالج النفسي المسلم هو فرد من أفراد مجتمعه يدين بما يدينون به ويعتقد ما يعتقدونه ، وما دراسته وممارسته للعلاج النفسي إلا محاولة منه في الانتفاع من هذا التخصص في خدمة مجتمعه مؤطراً ذلك كله بضوابط دينه .
2- إذا كان فرويد قد أخطأ في مسألة أو أكثر ، سواء كان ذلك عمداً أو جهلاً منه ، فليس معنى ذلك أن نخطّئ كل ما قاله فرويد ، وأن نرفض كلامه جملة وتفصيلاً ، فهذه هي فلسفة العاجز الضعيف في التعامل مع المستجدات . بل يجب على المسلم الواثق من علمه ودينه أن ينتفع من كل ما حوله فالحكمة ضالته ، وأن يبحث ويدقق النظر في كل ما يعرض له ، لعله يجد فيه ما ينفع به نفسه وأمته .
3- إننا حينما نقبل شيئاً من كلام فرويد – مع كونه يهودياً – فليس معنى ذلك أننا نقبل دينه ، كما يظن بعض بسطاء التفكير الذين لا يدركون روح الإسلام ويتعاملون بحذر وخوف مفرط لم يأمر به الدين مع أبسط مستجدات الحياة .
4- ليس من الصواب الاعتقاد بأن ما ورد في الكتاب والسنة يغني عن الاستفادة من خبرات الأمم السابقة التي لا تتعارض مع أصول الدين الإسلامي ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لقد هممت أن أنهي عن الغيلة ، ولكني نظرت فإذا فارس والروم يغيلون ولا يضر أولادهم ) .
ومن المعلوم أن الحضارة الإغريقية قدس ساهمت في تطور العلوم بشكل كبير ، كما لا ينكر أحد أيضاً أن الحضارة الإسلامية في كثير من جوانبها العلمية قد استفادت جداً من حضارة الإغريق . لكن ما ينبغي التنبيه إليه أنه لم يكن الدين في الحضارة الإغريقية مثلما هو في الحضارة الإسلامية أساساً للعلوم ونبراساً ومرجعاً لها ، وليس كما هو في الحضارة الأوربية الحديثة قد تم تنحيته جانباً ، وإنما كان الدين عند الإغريق علماً من العلوم يدرس مع غيره من العلوم وليست له علاقة أساسية بسلوكيات الفرد وعلاقته بربه أو أن يؤثر على غيره من العلوم ، وإنما هو فقط مجرد علم مثل الرياضيات والطبيعة ( الفيزياء ) وغيرها.
ولذلك فإنك تجد العالم الإغريقي ملماً بعلم الدين جنباً إلى جنب مع غيره من العلوم ، والذي كان يطلق عليه علم الإلهيات أو الميتافيزيقيا ( ما وراء الطبيعة ) . ومن ذلك نستنتج أنه ربما يكون إغراق بعض العلماء المسلمين ممن تنقصهم المناعة العقدية الكافية في دراسة حضارة الإغريق وتشرب نفوس بعضهم لبعض من انحرافاتها الفلسفية يفسر لنا وقوع بعضهم في شيء من الأخطاء العقدية .
5- أأسهم العلماء المسلمون السابقون إسهامات كثيرة هامة في الدراسات النفسانية . لكنها لم تحظ من قبل باهتمام الباحثين ، ومؤرخي الدراسات النفسانية . فالمؤرخون الغربيون يبدأون ، عادة بالدراسات النفسانية عند المفكرين اليونانيين ، وبخاصة أفلاطون وأرسطو ، ثم ينتقلون بعد ذلك مباشرة إلى المفكرين الأوربيين في العصور الوسطى ، ثم في عصر النهضة الأوربية الحديثة ، ويغفلون إغفالاً تاماً ذكر إسهامات العلماء المسلمين في الدراسات النفسانية رغم أنه قد ترجم العديد منها إلى اللغة اللاتينية ، وأثرت تأثيراً كبيراً في آراء المفكرين الأوربيين أثناء العصور الوسطى وحتى بداية عصر النهضة الأوربية الحديثة .
ولقد كان القرنان السابع والثامن الهجريان من أزهى عصور الطب النفسي في العالم الإسلامي . وفي هذين القرنين عاش شيخ الإسلام ابن تيمية _(661-728هـ ) وتلميذه العلامة ابن القيم (691-751هـ) –رحمهما الله- اللذان كان لهما موقف محمود ضد انحرافات بعض الفلاسفة العرب . ونظراً لأن علم النفس والعلاج النفسي حتى ذلك الحين يعدان من فروع الفلسفة ، فإن موقف شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم – رحمهما الله – من علم الفلسفة والفلاسفة قد أحدث بعض التشويش عند بعض الباحثين الذين ظنوا أن ابن تيمية وابن القيم – رحمهما الله – يرفضان علم النفس والعلاج النفسي مع أنهما لم يعرضا لذلك الأمر بأي نقد ، رغم ازدهار تلك العلوم في تلك الفترة من الزمن ، وإنما كان نقدهما موجهاً لبعض الفلاسفة وأصحاب الشبه والانحرافات . بل إنه على النقيض من ذلك ، فشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم يعدان من رواد الدراسات النفسانية في الإسلام ولهما في ذلك العديد من الآراء والنظريات بل والعجيب في الأمر أنه في مقابل ذلك الازدهار المنقطع النظير في العالم الإسلامي فإنه ما زالت بعض دول أوربا في تلك الفترة من الزمن ( القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر الميلادي ) تحرق المرضى النفسانيين ، لأنهم –كما يظنون – لا يمكن علاجهم فقد تلبستهم الشياطين !! . بل إنه حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ( الثاني عشر الهجري ) فإن المرضى النفسانيين في أوربا يقيدون بالسلاسل في السجون ويبقون فيها مثل الحيوانات حتى تأتي ساعة الممات لاعتقادهم بأن أرواحاً شريرة قد تلبست أرواح المرضى . ولذلك كان التجويع والتعطيش والضرب بالسياط هو وسيلة العلاج نظراً لأن الاعتقاد الشائع في ذلك الحين هو أن الأكل يهيج المريض وأن الضرب يهدئه . ولقد كان بعض الحراس – ممن يوصفون بالرحماء – يضربون وجوه المرضى بأيديهم بدلاً من استخدام السياط !! .
" اعتقاد بعضهم أن الصالحين والأتقياء لا يمكن أن تصيبهم الأمراض النفسية ، وذلك لأن الأمراض النفسية – في ظنهم – إنما هي فقط بسبب تسلط الشيطان على ضعاف الإيمان "
ويبدو لي أن هذا الاعتقاد إنما جاء من أمرين :
الأول : عدم إدراك الناس لمعنى المرض النفسي .
الثاني : نظرة الناس للأمراض النفسية على أنها مركب نقص ولبحث هذا الأمر يجب علينا ابتداء أن نفرق بين العوارض النفسية والأمراض النفسية .
فالعوارض النفسية هي تلك التفاعلات النفسية الطبيعية التي تطرأ على أي فرد منا نتيجة تفاعله مع ظروف الحياة اليومية ، وتستمر لفترات قصيرة ، وقد لا يلاحظها الآخرون ولا تؤثر عادة على كفاءة الفرد وإنتاجيته في الحياة ، كما لا تؤثر على عقله وقدرته في الحكم على الأمور . وتعد هذه العوارض النفسية جزءاً من طبيعة الإنسان التي خلقه الله بها ، فيبدو عليه الحزن عند حدوث أمر محزن ، ويدخل في نفسه السرور والبهجة عند حدوث أمر سار . وهذا أمر مشاهد معلوم لا يحتاج لإثباته دليل ، ويحدث لكل أحد من الصالحين والطالحين .
أما الأمراض النفسية فأمرها مختلف ، وهي لا تقتصر على ما يسميه الناس بالجنون ، بل إن معنى المرض النفسي معنى واسع يمتد في أبسط أشكاله من اضطراب التوافق البسيط إلى أشد أشكاله تقريباً متمثلاً في مرض الفصام الشديد الاضطراب . كما أنه ليس شرطاً أن تستخدم العقاقير في علاج ما يسميه المعالجون النفسيون الأمراض النفسية ، بل إن منها مالا يحتاج إلى علاج دوائي ، فهي تزول تلقائياً ، وربما لا يحتاج معها المريض سوى طمأنته ، كما يحدث عادة في اضطرابات التوافق البسيطة .
ويعتمد المعالج في التشخيص الاضطراب أو المرض النفسي – بشكل كبير – على ثلاثة أمور :
1- 1 1- نوع ( طبيعة ) الأعراض .
2- شدة الأعراض .
3- مدة بقاء هذه الأعراض .
ولذلك فإنه لتشخيص المرض النفسي ، فإنه يجب أن تحدث عند المريض أعراض غير مألوفة كالضيق والحزن مثلاً ، وتستمر لمدة ليست بالطارئة أو القصيرة وبأعراض واضحة، وعلى درجة من الشدة تكون كفيلة بتشخيص المرض النفسي في تعريف المعالجين النفسيين . ولذلك فإن من يحزن لفقد قريب أو عزيز ويتأثر بذلك ، فإننا لا نصفه بأنه مريض نفسي إلا إذا استمر حزنه لمدة طويلة ، ربما تصل لعدة أشهر أو بضع سنوات ، وبدرجة جلية تؤثر في إنتاجية ذلك الفرد في أغلب مجالات الحياة ، أو أن تظهر عليه أعراض بعض الأمراض النفسية الأخرى ، كالاكتئاب مثلاً .
ولتبسيط الموضوع ، فإننا نقسم الأمراض النفسية إجمالاً إلى نوعين :
الأول : تلك الأمراض التي تؤثر في عقل الفرد ، فيفقد تبصره بما حوله ، وتضعف كفاءته وإنتاجيته وقدرته في الحكم على الأمور ، وتحدث فيها أعراض غريبة لم تعهد عن ذلك الفرد ، ولم تعرف عنه كالاعتقادات والأفكار الغريبة الخاطئة التي لا يقبل معها نقاش ، أو أن تتأثر إحدى حواسه أو بعضها بما هو غير مألوف له كسماعة لبعض الأصوات التي لا وجود لها حقيقة ، أو وصفة لنفسه بأنه يرى بعض الأجسام دون أن يكون لها أي وجود على أرض الواقع .
ويمكن أن يصيب هذا النوع من الأمراض أي أحد من الناس سواء كانوا من الصالحين أو الطالحين ، إذا وجد ما يدعو لحدوثها من أقدار الله .
الثاني : تلك الأمراض التي لا تؤثر في عقل الفرد ، ولا يفقد معها تبصره أو قدرته في الحكم على الأمور ، لكنها تنقص نشاطه بعض الشيء ، كالحزن الشديد المستمر لفترات طويلة ، أو عدم قدرة البعض على التوافق مع بعض مستجدات الحياة ( اضطراب التوافق ) وغيرها كثير . وقد تصيب هذه الأمراض أيضاً الصالحين وغيرهم من الناس ، إذا وجد ما يدعو لحدوثها من أقدار الله .
وإني لأعجب من بعض الذين يربطون درجة التقوى والإيمان بامتناع الإصابة بالأمراض النفسية دون العضوية!! فلقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " .
وهذا البيان النبوي شامل لجميع الهموم والغموم صغيرها وكبيرها ، أياً كان نوعها . وفي الأصل أن الأمراض النفسية مثل غيرها من الأمراض ولا شك ، وهي نوع من الهم والابتلاء ، ولذلك فإنها قد تصيب المسلم مهما بلغ صلاحه . كما أنه لم يرد في الكتاب الكريم ولا في السنة المطهرة ما ينفي إمكانية إصابة المسلم التقي بالأمراض النفسية حسب تعريفها الطبي ، ومن نفى إمكانية ذلك فعليه الدليل .
ولقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين سؤالاً نصه : هل المؤمن يمرض نفسياً ؟ ………
فأجاب – حفظه الله – : لا شك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية بالهم للمستقبل والحزن على الماضي ، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الأمراض الحسية البدنية ……
ولعل ما نلاحظه من مراجعة بعض أهل العلم والصلاح للعيادات النفسية يشهد بذلك
ولقد وصف أبو حامد الغزالي – رحمه الله – نوبة الاكتئاب الحادة التي أصابته ، وهو المعروف بعلمه وتقواه وورعه . يقول أبو حامد الغزالي :
" فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا ودواعي الآخرية قريباً من ستة أشهر أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مائة . وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار إذ أقفل الله علي لساني حتى اعتقل عن التدريس . فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطييباً لقلوب المختلفة إلي . فكان لا ينطق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة ، حتى أورثت هذه العقلة في اللسان حزناً في القلب بطلت معه قوة الهضم ومراءة الطعام والشراب ، فكان لا ينساغ لي ثريد ولا تنهضم لي لقمة ، وتعدى إلى ضعف القوى حتى قطع الأطباء طمعهم من العلاج وقالوا : هذا أمر نزل بالقلب ، ومنه سرى إلى المزاج فلا سبيل إليه بالعلاج إلا أن يتروح السر عن الهم الملم " .
وبالإضافة إلى ذلك فإن انتقال أغلب الأمراض النفسية عبر الوراثة يعكس بوضوح الطبيعة المرضية لتلك الأمراض .
ومع ذلك كله ، فإن المسلم يتميز عن الكافر ، وكذلك التقي عن الفاجر في أنه يحتسب ما يصيبه عند الله ، ويستعين بحول الله وقوته على مصائب الدنيا ولا يفقد الأمل مثلما يفقده غيره ، مما يخفف من أثر المصائب عليه بعض الشيء . ولذلك فإننا نلاحظ أن نسبة حدوث حالات الانتحار في المجتمعات الغربية تفوق كثيراً ما يحدث في المجتمعات الإسلامية ومع عدم وجود إحصائيات دقيقة لذلك في المجتمعات الإسلامية ، فإن من عمل من المعالجين النفسيين في كلا المجتمعين يدرك بوضوح ذلك الفرق .
دمتِ بود
شكرا على هذه المعلومات القيمة
شُكـــــــــــــــــرا ميس بينك على اضافة المعلومات القيمة
انرتي الموضوع.
نورتــــــــــي الموضوع بردك.