التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

كيف نكون أهلاً لتوفيق الله.

كيف نكون أهلاً لتوفيق الله.


الونشريس

الونشريس كيف نكون أهلاً لتوفيق الله.

كيف نكون أهلاً لتوفيق الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد….
إن الله عز وجل خلق الخلق لطاعته ومحبته ومرضاته، والله سبحانه يحبّ من عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، ولا يرضى لعباده الكفر ، والمسلم يبحث و يتلمّس مرضاة الله وتوفيقه ويتعرّف علاماتِ توفيق الله لعبده، فإن كانت فيه فليحمد الله ولْيَثْبُت ويزدد منها، وإن لم تكن فيه تدارك نفسه وأكثر منها.
ومما يجعل لطرح مثل هذا الموضوع أهميةً كبرى اختلالُ موازين كثير من الناس، وظنُّهم أن من توفيق الله للعبد هو أن تفتح له الدنيا وإن ضيّع أمر دينه وآخرته، وهذا من الجهل المركّب بدين الله وبكتاب الله وسنة مصطفاه،
يقول صلى الله عليه وسلم (((إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من أحب)) حديث صحيح رواه الإمام أحمد.

والتوفيق معناه: أن يهيئ له أسباب ما يرضيه سبحانه وتعالى، وما يوافق ما أراده من عبده، وهذا التوفيق أن يكون هوى الإنسان تبعاً لما طلب منه شرعاً، فإذا كان الإنسان لا يرغب فيما حرم الله عليه ويرغب فيما أوجب عليه فهو موفق.

وعليه فإذا أراد العبد أن يكون أعلاً لتوفيق الله فلا بد أن يعرف ما هي علامات توفيق الله للعبد ليحرص أن يكون من أصحابها وليضرب في كل علامة بسهم ،وليتشبه بأهلها إن التشبه بالكرام فلاحُ.
ومن تأمّل كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتدبّرهما حقّ التدبر يجد أن من علامات توفيق الله للعبد ما يلي:

أولاً: التوفيق للعمل الصالح :

إن أعظم ما يمكن أن يكون من علامات التوفيق هو التوفيق للعمل الصالح عمومًا على اختلاف أنواعه بدنيا أو ماليًا أو قوليًا، والله عز وجل بيّن أن الطاعة والتوفيق لها هو الفوز العظيم فقال سبحانه: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:71]، وجاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله)) قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعمله؟ قال: ((يوفقه لعمل صالح قبل موته)). وجاء أيضا في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم عن أبي بكرة أن رجلا قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: ((من طال عمره وحسن عمله)) قيل: فأي الناس شر؟ قال: ((من طال عمره وساء عمله)).

ثانيًا: العلم الشرعي :

من التوفيق أن يوفّق العبد لطلب العلم الشرعي والتفقه في دين الله، ومن سلك طريقَ العلم فإنه على خير كثير، فقد جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)).

ثالثًا: التوفيق لنشر الخير والدعوة إلى الله وإصلاح الناس:

فإن هذه مهمة الأنبياء والرسل، وقد قال الله عز وجل: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33]. وإن من توفيق الله للمسلم أن يجعله داعية للخير ونشر العلم.

فالموفق من فتح الله على قلبه في الدعوة إليه والجهاد في سبيله فتحرك قلب الداعية وهزه الشوق والحنين ليسوق العباد إلى ما يرضي رب العباد ، فهو أحسن الناس وأعظمهم أجراً وأشرفهم مهنة وكفى بها فخراً أنها مهنة المرسلين . فهنيئاً لك
أيها الداعية الصادق فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) [رواه أحمد ومسلم ] ..

رابعاً:الإخلاص وصدق النية وصلاحها :

قال تعالى في من يصلحوا بين الزوجين (إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما )..قيل الزوجين وقيل الحكمين .عندما أصلحا النية وأخلصا في الصلح وفق الله .
وقال (عز وجل) : [ أَفَمَن شَرَحَ اللَّه ُصَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ] [الزمر : 22]

فالموفق هو ذاك المخلص الذي أخلصه الله إليه فصدق مع ربه يريد مرضاته مكتفياً باطلاع الله عليه ، فلا يلتفت إلى المخلوقين ليُعرِّض بنفسه أو بكلامه أو لحظات طرفه أمامهم ليمدحوه أو ينال إعجابهم ، فهو يحذر من الرياء والسمعة والعجب والإدلال بالعمل وغيرها من مفسدات الأعمال وموهنات القلوب .
والمخلص هو الذي حفظه ربه (تعالى) فسلّمه من شر الالتفات إلى الناس والشكاية إليهم ، والطمع فيما عندهم ، والخوف منهم ومداهنتهم ، والتملق لهم ، وطلب رضاهم على حساب الحق ؛ فالإخلاص هو سر التوفيق وهو بوابة حيازة الخيرات والقربات وقبولها من الله الذي يحب المخلصين الذين باعوا أنفسهم وأوقاتهم وكل ما يملكون لربهم قال تعالى : [ قُلْ إنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ ][الزمر : 11]
خامساً:التوكل على الله والإنابة إليه :

قال الله (تعالى) عن شعيب (عليه الصلاة والسلام) : [ وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ ] (هود : 88) ، فالتوفيق منزلة عظيمة يهبها الله لمن أحب من عباده ، فإذا علم الله من عبده الصدق والإنابة إليه وفّقه الله وهداه ، قال تعالى : [ قُلْ إنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ] [الرعد : 27] ، وإذا وفق الله العبد اجتباه ويسر له أسباب العمل فيما يرضيه ، وشرح صدره للطاعة ، وحببه إليها ، فيقبل العبد على أبواب الخير يضرب بسهم في كل باب تواقاً منهوماً مستسهلاً للصعاب مطارحاً للعقبات .عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة).

سادساً:إرادة الآخرة :
الموفق هو من صرف الله قلبه عن التعلق بالدنيا والطمع في جمعها والظفر بزينتها وشهواتها ، وأنزل الله بقلبه همّ الآخرة ، يعد أيامه وأنفاسه يريد ألا ينفقها إلا فيما يرضي الله والهاتف دائماً في قلبه : الرحيل .. الرحيل ، قال الله ( تعالى ) :

[بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ] [الأعلى : 16 ، 17] ، وهذا بخلاف المغبون الذي صرفته دنياه عن آخرته .يقول صلى الله عليه وسلم: ( من كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قُدِّر له)) وهو في صحيح الجامع (6561).

سابعاً: التوبة من المعاصي:

ومن علامات التوفيق أن يوفق العبد للتوبة من الوقوع في المعاصي حتى لو تكرّرت منه، أو يحال بينه وبين المعاصي فلا يستطيع أن يصل إليها، فإن هذا من علامة التوفيق والسداد وإرادة الله به خيرًا، كما قال جل وعلا: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا) [النساء:27]، والله عز وجل يفرح بتوبة عبده، نسأل الله أن يمنّ علينا وعليكم بقبول توبتنا وأوبتنا إلى ربنا، وأن يحول بيننا وبين المعاصي وكل ما يبغض ربنا.

والعاصي لا يوفق ، يجد النحس دائماً في وجهه باستمرار، التوفيق مجانب له؛ في كل طريق لا يجد معه توفيقاً من الله عز وجل؛ لأن التوفيق هو قرين العمل الصالح والهداية والطاعة، أما المعاصي والذنوب فإن صاحبها غير موفق لا في الدنيا ولا في الآخرة.

ثامناً:نفع الناس وقضاء حوائجهم:

ومن علامات التوفيق أن يوفّق العبد لنفع الناس وقضاء حوائجهم كما صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم)).
الموفق هو ذلكم المحسن للآخرين العطوف عليهم الذي يقلقه شجون المصابين وأنات المساكين والمشردين والمحرومين والمظلومين ، فهو يسعى بكل سبيل ليكفكف عبراتهم ، ويضمد جراحهم ، ويمسح على رؤوسهم ليرد إليهم اعتبارهم وينفي كربهم ويدخل السرور عليهم يوم نسيهم المسلمون وانشغلوا بأنفسهم وشهواتهم وكماليات حياتهم .

تاسعاً:حب الطاعة وكره المعصية :

الموفق يفرح بطاعة الله وذكره وشكره ويحب عمل الخير والصلاح بل يجد فيه متعته وراحته وكان أبو سليمان الداراني يقول: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.

عاشراً: العناية بالقرآن تعلما وتعليما:

ومن علامات التوفيق أن يوفق العبد للعناية بكتاب الله تعلّما وتعليما، يقول صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). فهنيئًا لك يا من تدرس كتاب الله وتدرّسه ويا من تقرؤه كلّ يوم. وأنت يا من فرّطت في كتاب الله وتلاوته، تدارك نفسك فإن من علامة التوفيق أن توفّق لتلاوة كتاب الله حتى تحوز على هذه الخيرية والأجر العظيم.

الحادي عشر: القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

ومنها أيضا أن يوفق العبد للقيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال جل وعلا: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران:110]، وقال سبحانه: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104]، فعلق سبحانه الفلاح والتوفيق على من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وجعل الخيرية في هذه الأمة لمن أمر ونهى، جعلنا الله وإياكم منهم.

الثاني عشر:الصحبة الصالحة :

من التوفيق أن يرزق العبد صحبة صالحة يعينونه على الطاعة ويحذرونه من المعصية ، ولما للصاحب من أثر بالغ على صاحبه نهى النبي عن صحبة غير المؤمنين فقال : ((لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي)) أخرجه أبو داود والترمذي بسند لا بأس به.

الثالث عشر:حسن الخلق وسلامة الصدر:

ومنها أيضا أن يوفق العبد لكريم الخصال وحسن الأخلاق وسلامة الصدر ومحبة الخير للمؤمنين كما جاء في الحديث: ((إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا)). وحسن الخلق أثقل شيء في الميزان، وأما سلامة الصدر من الغلّ والغشّ والحسد فهو من توفيق الله للعبد؛ لأنه من أسبابِ دخول الجنّة كما جاء في الحديث والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).

الرابع عشر:الزوجة الصالحة :

ومن علامات التوفيق أن يرزق العبد زوجة صالحة تعينه على أمور دينه ودنيا ، وكم رأينا أناسا كانوا بعيدين عن الله فرزقوا نساء صالحات فغيرن حياتهم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة)) رواه مسلم.

الخامس عشر: عدم تدخل الإنسان فيما لا يعنيه:

ومن التوفيق وعلاماته عدم تدخل الإنسان فيما لا يعنيه كالاشتغال بتتبّع أخبار الناس وما فعلوا وما أكلوا وما شربوا، والتدخّل في الأمور التي لا يحسنها ونحو ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))، وجاء في سير أعلام النبلاء في ترجمة الصحابي الجليل أبو دجانة المجاهد البطل أنه دخل عليه بعض أصحابه وهو مريض ووجهه يتهلل فقيل له: ما لوجهك يتهلل؟ فقال: "ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليمًا".

السادس عشر: حسن عِشرة الإنسان لأهله:

فقد قال صلى الله عليه وسلم : ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))، فالعبد إذا قضى حوائج أهله وقدّمها على الأصدقاء والأصحاب والأقارب كان موفّقًا مسدّدًا، فحقّهم أولى وأوجب من غيرهم، فيجب عليك ـ أخي ـ أن تعطيَ لكلّ ذي حقّ حقه.

السابع عشر: السداد والصواب في الأقوال والأعمال والمواقف:

ومن علامات توفيق الله للعبد أن يلهم السداد والصواب في الأقوال والأعمال والمواقف، وهي الحكمة التي قال الله عنها سبحانه: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) [البقرة:269].

الثامنة عشرة عشرة:الجهاد في سبيل الله :

ومن علامات التوفيق أن يوفق العبد وييسّر له الجهاد والشهادة في سبيل الله، فإنها من أفضل القربات وأعلى المقامات، (وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء:95]، كيف لا والله عز وجل قال عمّن استشهد أنه مصطفى ومختار فقال سبحانه: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) [آل عمران:140]، فاتخذهم الله واصطفاهم وأنعم عليهم بالشهادة في سبيله. فاللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين.

التاسع عشر:الدعاء والتذلل بين يدي الله جل جلاله :

العارفون أجمعوا على أن كل خير أصله من توفيق الله للعبد ، وكل شر فأصله خذلانه لعبده . وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك ، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك.

فإذا كان كل خير ، فأصله التوفيق ، وهو بيد الله لا بيد العبد ، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجوء والرغبة والرهبة إليه ، فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجاً دونه .

قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : إني لا أحمل همّ الإجابة ، ولكن همّ الدعاء ، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه .

وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك ، يكون توفيقه سبحانه وإعانته .

فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم ، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك .

فالله سبحانه أحكم الحاكمين ، وأعلم العالمين ، يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به ، والخذلان في مواضعه اللائقة به ، وهو العليم الحكيم .

وما أُتيَ من أُتيَ إلا من قِبَل إضاعة الشكر ، وإهمال الافتقار والدعاء .

ولا ظفِرَ من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر ، وصدق الافتقار والدعاء .

وملاك ذلك الصبر ، فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد.
العشرون محاسبة النفس:
الموفق هو من قام على نفسه يحاسبها على الدوام ؛ لأن النفس جموحة طموحة منوعة تريد الرفعة والعلو والمديح والتقدم والتعالي على الآخرين ، فهو معها في جهاد يكبح جماحها ؛ فإن عمل طاعة فهو متلهف مشغوف يحسن الظن بربه أن يقبل تلك الطاعة ، وإن أذنب ثم تاب فهو خائف قلق يخشى أن لا يقبل الله توبته .

الحادي والعشرون:سلامة القلب واللسان:

الموفق حقاً هو الذي نجاه ربه وسلمه من شر كبائر القلوب الخفية كالغل والحسد وسوء الظن بالآخرين واتهام نياتهم والوقوع في أعراضهم والوشاية بهم والسقوط في الغيبة والنميمة والكذب المُبطّن ؛ فما أسوأ حال من كانت هذه صنعته وما أبعده عن التوفيق ؛ لأنه من شرار الناس ، فعن (عبد الرحمن بن غنم) يبلغ به النبي :
(خيار عباد الله : الذين إذا رُؤُوا ذُكِرَ الله ، وشرار عباد الله المشّاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبُرآء العنت) رواه أحمد والحديث صحيح .

الثاني والعشرون:كثرة الذكر:

الموفق من ألهمه الله ذكره فأصبح ذاكراً لربه بقلبه ولسانه فقضى العمر بهذه العبادة العظيمة التي رتب الله عليها أعظم الأجور ؛ فإنها المنّة الكافية والمنحة الشافية أن يستديم العبد ذكر ربه ويتلذذ بمناجاته ذلك الذكر الذي هو أسهل العبادات وأيسرها ، قال (تعالى) : [ فَاذْكُرُونِي أََذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ] .

الثالث والعشرون:انظر فيم اقامك :

وإذا أردت أن تعرف ميزانك عند الله فانظر في همك وشغلك هل هو لله أم لا ؟ وانظر فيم اقامك هل في خدمته ودعوة خلقه إليه وعبادته وقد قيل : (إذا أردت أن تعرف قدرك عند السلطان فانظر في أي الأعمال يوليك) .

الرابع والعشرون :الحزن لآلام الأمة وجراحاتها:

والموفق هو الذي تحزنه آلام الأمة ويدمي قلبه ضياعُها وكثرة أعدائها المتربصين ، وهو المحزون حينما يرى أهل الفسق يسقطون في الرذيلة وهم صادّون عن ربهم معرضون عن سنة نبيهم ؛ لأنه يسوؤه أن يُعصى الله وتنتهك حرماته .

لماذا أغلق باب التوفيق عن بعض الناس
قال شقيق بن إبراهيم:
أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء :
1- اشتغالهم بالنعمة عن شكرها
2- ورغبتهم بالعلم وتركهم العمل .
3- المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة
4- الاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بأفعالهم.
5- إدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها .
6- إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.
فيا أخي الفاضل وأختي الحبيبة، بعد أن تعرّفنا على بعض علامات توفيق الله للعبد علينا أن نتشبه بها ونحاول أن نكون من أهلها، ونلهجَ بالدعاء لربّنا جل جلاه صباحا ومساء بأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يوفقنا لخير الأعمال وأفضلها عنده سبحانه، فاللهم وفقنا لما تحب وترضى يا حي يا قيوم




رد: كيف نكون أهلاً لتوفيق الله.

بارك الله فيك شكرا




رد: كيف نكون أهلاً لتوفيق الله.

قال حماد بن زيد :

قيل لأيوب السختياني: العلم اليوم أكثر أم أقل؟؟

فقال أيوب:

الكلام اليوم أكثر … والعلم كان قبل اليوم أكثر.

هذا وهُم ليس لهم منتديات ولا ملتقيات، ولا انترنت، فكيف لو كان عندهم ما عندنا، أو الأصح فكيف بنا نحن، ما أكثر كلامنا وقلة علمنا … والله المستعان.




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

عرض بوربوينت أسرار "لا إله إلا الله"

عرض بوربوينت أسرار "لا إله إلا الله"


الونشريس

الونشريس
إنها كلمة التوحيد… هذه العبارة هي خير ما قاله النبيّون… هكذا أخبرنا سيد البشر عليه الصلاة والسلام، فمن كان آخر كلامه من الدنيا (لا إله
إلا الله) دخل الجنة…..

الونشريس

إنها عجائب القرآن التي لا تنقضي وأسراره التي لا تنتهي… ففي كل سورة معجزة بل في كل آية معجزة بل في كل جزء من آية معجزة عظيمة

الونشريس

وفي هذا الموضوع نعيش مع معجزة عددية لطيفة تتجلى في حروف أهم عبارة في حياة المؤمن وهي (لا إله إلا الله)، ففي هذه الكلمات الأربع تناسقات مذهلة لا يمكن أن تكون قد جاءت بالمصادفة. ولا تنسوا نشر هذا العرض بين أصدقائكم وأحبتكم في الله..

لتحميل عرض بوربوينت بسهولة

الونشريس

la_elaha_ella_allah.pps – 110 KB

الونشريس

الونشريس




رد: عرض بوربوينت أسرار "لا إله إلا الله"

بارك الله فيك




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

الشخص الذي يدعي نفسه الله "إستغفر الله"

الشخص الذي يدعي نفسه الله "إستغفر الله"


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله
كيف الحال نتمنى تكونو ملاح
الحمد لله تم قفل صفحة الحيوان الذي كان
يدع نفسه أنه الله "إستغفر الله"
و هذا بفضل جميع المسلمين المتمسكين بدينهم
و كل واحد قمنا بدعوته قام بدعوة أصدقاء له و هكذا
الحمد لله وصلنا لمليون مسلم و وجهنا طلبنا لمدير الموقع
و الآن الحمد لله قفلت الصفحة كما قفلنا العديد من قبل
لكن الشيء الذي حيرني هو لماذا حذفت روابط موضوعي
http://www.ouarsenis.com/vb/showthread.php?t=23548
أظن أنكم ظننتو أني أقوم بإشهار أو أي شيء مثل هذا
أنا غيرتي على ديني هي التي دفعتني على ذلك
على كل حال ربنا يحفظ ديننا و جميع المسلمين
أتمنى التوفيق للجميع و السلام عليكم




رد: الشخص الذي يدعي نفسه الله "إستغفر الله"

بارك الله فيك و في أمثالك

و جزانا و إياكم خير الجزاء

تحياتي
سلام




رد: الشخص الذي يدعي نفسه الله "إستغفر الله"

وَ فِيكِ بَارَكَ اللهْ أخْتِي يُمْنَى




رد: الشخص الذي يدعي نفسه الله "إستغفر الله"

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنا أعتذر محمد لتأخري في الرد عليك

لم يتم حذف الروابط لأننا شككنا في ذمتك أو نيتك لا قدر الله

" إنما الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى " صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

فقط الخوف من الوزر الذي قد يقع علينا بسبب قراءة تلك الآيات المفبركة و العياذ بالله

و ربما نكون سبباً في نشر و شهرة تلك الصفحة

المهم أنه تم و بحمد الله غلق الصفحة

بارك الله فيك و في أمثالك من المسلمين الغيورين على الدين الإسلامي




رد: الشخص الذي يدعي نفسه الله "إستغفر الله"

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام كلثوم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنا أعتذر محمد لتأخري في الرد عليك

لم يتم حذف الروابط لأننا شككنا في ذمتك أو نيتك لا قدر الله

" إنما الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى " صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

فقط الخوف من الوزر الذي قد يقع علينا بسبب قراءة تلك الآيات المفبركة و العياذ بالله

و ربما نكون سبباً في نشر و شهرة تلك الصفحة

المهم أنه تم و بحمد الله غلق الصفحة

بارك الله فيك و في أمثالك من المسلمين الغيورين على الدين الإسلامي

لم تكونو أنتم سبب في نشر هذي الصفحة أختي الكريمة
بل قد تكونو سبب في غلقها
لأن الفيس بوك لن يقبل لغلق صفحة دون سبب
بل يجب ضم عدد كبير من لي فان باش نبلعوها
و أنتم بحذف الروابط خليتو الموضوع بدون فائدة
على الأقل كان ممكن حذف روابط صفحة الحيوان
لكن ترك روابط للإشتراك في الحملة
على كل حال نشكر الله عز وجل كي وفقنا




رد: الشخص الذي يدعي نفسه الله "إستغفر الله"

عجزت عن التعبير

وتوفت يداي ودمعت عيناي

حسبنا الله ونعمة الوكيل




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

هل هناك رزاق غيره؟؟؟سبحان الله!

هل هناك رزاق غيره؟؟؟سبحان الله!


الونشريس

عَنْ ‏ ‏أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ ‏‏قَالَ:

سَمِعْتُ ‏‏عُمَرَ ‏يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏

لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِلَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ‏تَغْدُو ‏‏

خِمَاصًا ‏وَتَرُوحُ‏‏بِطَانًا" رواه ابن ماجة

بسم الله الرحمن الرحيم

"اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ"

[الشورى : 19]

الرزق بيد الله وحده الذى يرزق من يشاء ولا ينسى احدا من عباده

اليك هذه القصة:

ذكروا أن سليمان كان جالساً على شاطئ بحر ، فبصر بنملة تحمل

حبة قمح تذهب بها نحو البحر ، فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت

الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ، ففتحت فاها (فمها)

فدخلت النملة وغاصت الضفدعة في البحر ساعات طويلة ،

وسليمان يتفكر في ذلك متعجباً . ثم خرجت الضفدعة من الماء

وفتحت فاها فخرجت النملة ولم يكن معها الحبة ، فدعاها سليمان

عليه السلام وسألها وشأنها وأين كانت ؟ فقالت : يا نبىّ الله ، إن في

قعر البحر الذي تراه صخرة مجوَّفة وفى جوفها دودة عمياء ، وقد

خلقها الله تعالى هنالك ، فلا تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها ،

وقد وكلنى الله برزقها . فأنا أحمل رزقها ، وسخر الله تعالى هذه

الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فيها ، وتضع فاها (فمها)

على ثقب الصخرة وأدخلها ، ثم إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت

من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجنى من البحر فقال سليمان عليه

السلام : وهل سمعتِ لها من تسبيحة ؟ قالت : نعم

تقول يا من لا ينسانى في جوف هذه اللجة برزقك

لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك

سبحانك ما أعظمك من خالق




رد: هل هناك رزاق غيره؟؟؟سبحان الله!

تدل على عظمة الخالق وان رزقه ليس له حدود ويرزق من يشاء فى اى مكان
قال صلى الله عليه وسلم (لو أنكم توكَّلون على اللّه حق توكله، لَرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خِماصاً، وتروح بِطاناً)

بــــــارك الله فيـــــك اخي على القصة الرااااااائعـــة التي بها عبـــــر
الله يخليييييك و نفع الله بك
جزيل الشكر لك اخي

تقبل مروري و احترامي




رد: هل هناك رزاق غيره؟؟؟سبحان الله!

قصة جد جميلة عن التوكل على الله




رد: هل هناك رزاق غيره؟؟؟سبحان الله!

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *هبة الرحمان*
تدل على عظمة الخالق وان رزقه ليس له حدود ويرزق من يشاء فى اى مكان
قال صلى الله عليه وسلم (لو أنكم توكَّلون على اللّه حق توكله، لَرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خِماصاً، وتروح بِطاناً)

بــــــارك الله فيـــــك اخي على القصة الرااااااائعـــة التي بها عبـــــر
الله يخليييييك و نفع الله بك
جزيل الشكر لك اخي

تقبل مروري و احترامي

شكرا لك هبة الرحمان وبارك الله فيك على الاهتمام

وعلى التشجيع السخي الذي لا تتوانين في اكرامنا به حفظك الله ورعاك




رد: هل هناك رزاق غيره؟؟؟سبحان الله!

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zahra28
قصة جد جميلة عن التوكل على الله


شكرا لك على الرد العطــــر




رد: هل هناك رزاق غيره؟؟؟سبحان الله!

قصة جميلة جدا




رد: هل هناك رزاق غيره؟؟؟سبحان الله!

الونشريس




رد: هل هناك رزاق غيره؟؟؟سبحان الله!

اسعدتني ردودكما التي انارت صفحتي بوركتما