بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركــاته ،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)
نعم عباد الله تعالى فلقد فرض المولى عزّ وجلّ علينا الصيام لغاية عظيمة ألا وهي التـّقوى ، وليس موضوعي هذا لشرح التـّقوى فمعلوم لدينا أجمعين أقوال الصحابة والعلماء فيها ومن أجمل الأقوال والشـّروح لها شرح عليّ رضي الله عنه حيث قال :
(التقوى : الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و القناعة بالقليل و الاستعداد ليوم الرحيل )
وكلّ واحدة من هذه الأربع لو أردنا أن ندخل في شرحها لاحتجنا إلى مجلـّدات وكتب وما انتهينا من شرحها ، وكما قلتُ موضوعي ليس عن شرح معنى التـّقوى ولكن موضوعي بعون الله تعالى لنرى الفروق بين صوم سلفنا الصالح وصومنا ، لعلـّنا نقتدي بمن سلف فنفوز بإذنه تعالى كما فازوا بفضله جلّ في علاه .
فأقول لكم إخواني الكرام لقد كان رمضان بالنسبة لسلفنا الصالح مدرسة للتـّقوى ، ومنارة للهدى .
كانوا ينتظرون رمضان بشوق وحنان ، ولهفة إلى التـّقرب للرحمن .
كانوا إن خرجوا من رمضان بقيتْ ثمرة التـّقوى في قلوبهم لشهور ستـّة ، ثمّ يرجون الله تعالى في الشهور الستـّة التـّالية ويدعون الله تعالى
(( اللهمّ بلـّغنا رمضان))
فكان عامهم كلـّه تقوى وإيمان ، وحبّ وطاعة للرحمن .
كانوا في النـّهار صيام ، وقراءة للقرآن ، وذكر للرّحمن ، وجهاد وحرب على أولياء الشيطان .
فإذا جنّ الليل عليهم فهم بين راكع وساجد ، ولله خاشع وخاضع .
قد نصبوا أقدامهم بين يدي الرحمن .
بلـّوا الثرى من دموعهم ، وخـَلـَوْا بربهم في محرابهم .
فتحوا البلاد والأقطار والأمصار .
وأعظم وأهم الغزوات والمعارك الإسلامية كانت في رمضان
(( بدر ، فتح مكـّة ، فتح بيت المقدس ، دخول الفتح الإسلامي مصر ، بدأ فتح الأندلس، فتح عمورية ، فتح صقلية ، القادسية ، عين جالوت ، وغيرها كثير كثير ))
نعم كان شهر رمضان لسلفنا الصالح شهر الجهاد والفتوحات ، وشهر التـقوى والدّعوات ، إلى ربّ الأرض والسّماوات .
كان بعض السلف يكثر من ختم القرآن في رمضان ، وقيل في ذلك روايات كثيرة وكثيرة عن عثمان رضي الله عنه والشافعي وغيرهما
(( رحم الله سلفنا الصالح ، وأسأله تعالى أن يجعلنا ممـّن نقتفي أثرهم )) .
أمـّا في عصرنا
(( إلاّ ما رحم ربّي ولن أكرر هذه الجملة فيما تبقى من موضوعي فكلّ نقطة أذكرها فاعلموا أنـّي أستثني من رحمهم الله تعالى ولا أعنيهم في موضوعي،فالخير باق بأمـّتنا إلى يوم القيامة بإذنه تعالى ، ولكن أعني في موضوعي نسبة كبيرة جدا من مجتمعاتنا وللأسف الشديد ))
فرمضان شهر السّهر والأفلام ،
شهر الجلوس أمام القنوات ،
شهر الراقصات والمغنـّيات ،
شهر يكثر فيه التـّرف وأكل الحلويـّات
شهر يصاب كثير من المسلمين بالتـّخمة ويأخذونهم إلى المستشفيات.
بينما هؤلاء لا يجدون ما يأكلون إلاّ من الفضلات
رمضان بالنـّسبة لنا ، نوم في النـّهار ، وسهر في الليل على الفضائيّات ، والحلويات ، وما لذ ّ وطاب من المأكولات ،
فإن اقترب وقت أذان الفجر أخلدنا إلى النـّوم واستيقظنا بعد طلوع الشـّمس بساعات ، ثمّ نذهب للعمل لنكمل نومنا على مكاتبنا (( وخصوصا موظـّفي الدوائر الحكوميّة ))
فإن خاصمنا أحد فلا نقول له كما أمرنا الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره رحمهم الله تعالى :
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ .))
بل وجد منـّا وفينا من يلعن ويسبّ ويشتم ثمّ يقول أنا صائم ولستُ على مزاجي ودعك منـّي وإلاّ أفعل كذا وكذا
(( ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم )).
شهر رمضان بالنـّسبة لقسم كبير منـّا
(( وللأسف الشديد هذا واقعنا المرّ ولا ينكره عاقل وأسأله تعالى أن يصلح العباد والبلاد))
فرمضان هو شهر المعاصي للواحد الديـّان ، فترانا نصوم عن الأكل والشراب ولا نصوم عن الكذب والغش والنـّميمة والغيبة والسبّ واللعنّ والطعن والهمز ، بل عياذا بالله تعالى لم ينجُ من ألسنتنا حتـّى العلماء والمجاهدين لا في رمضان ولا في غيره ، بل انتشر فينا قول الزور وشهادة الزور حتـّى في رمضان ، ((ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ))
ونسيَ الكثير الكثير منـّا قول الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم
في الحديث الصحيح الذي رواه أيضا البخاري وغيره رحمهم الله تعالى :
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))
فيا إخواني الأحبـّة ها قد اقترب دخول شهر رمضان ، فأنصح نفسي وإيـّاكم ببعض النـّصائح سائلا المولى عزّ وجل أن يتقبـّل منـّي ومنكم وأن تجد كلماتي مدخلا إلى قلوبكم
( (ملاحظة هذه النـّصائح جلـّها لرمضان وغير رمضان))
1: احرصوا بارك الله بكم على تقوى الله فيه خاصـّة وفي كلّ الشهور فربّ رمضان هو ربّ شوّال وذي القعدة وووو))
2: اغتنموا أوقاتكم بذكر الله تعالى وقراءة القرآن والصّلاة والدعاء وخصوصا في جوف الليل
(( والذي لا يستطيع فليحرص على صلاة العشاء والتـّراويح والفجر جماعة ، لعلّ الله تعالى يكرمه بأجر قيام الليل كلـّه عملا بقول الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم في الحديث الذي رواه مسلم وغيره رحمهم الله تعالى :
((مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ))
3: احرصوا ألاّ تخرج من أفواهكم أي كلمة تكتب عليكم في ميزان سيّئاتكم كما أخبر الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم في الحديث الصحيح الذي رواه أيضا البخاري وغيره رحمهم الله تعالى
(وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)
4: إيـّاكم والبذخ والتـّرف ورمي الأكل في سلـّة المهملات ، فإن أكرمكم الله تعالى بالمال والطعام فتذكـّروا أنّ لكم إخوة لا يجدون إلاّ فتات الطعام وأسوءه .
5: من خصائص شهر رمضان أنـّه شهر الصبر فاصبروا عباد الله تعالى على أذى إخوانكم واحتسبوا الأجر عند الله تعالى وكونوا قدوة صالحة لمن أساء إليكم بردّ السيّئة بالحسنة ، تفوزوا بإذنه تعالى برضا الله تعالى ثمّ بمحبـّة من أساء إليكم .
6: أكثروا من الصدقات وخصوصا للمحتاجين من ذوي القربى والمجاهدين في سبيل الله تعالى .
7: من كان منكم معافى صحيحا قادرا على الصـّيام فليتذكـّر إخوانه المرضى والجرحى من المسلمين وليدعو الله لهم بالشفاء .
8: كثير من المسلمين تفوته صلاة الجماعة لصلاة المغرب فتجد الكثير الكثير منـّا عند صلاة المغرب على الموائد ويشرعون بالطعام عند الأذان مباشرة ، ولا يصلـّون المغرب جماعة
(( طبعا من السنـّة الاستعجال بالافطار ولكن على تمر أو ماء ثمّ الصلاة ثمّ إكمال الطعام ))
(( وحتـّى من النـّاحية الصحيـّة فمن الأفضل أن نفطر على التـّمر أو الماء ثمّ نصلـّي ثمّ نكمل الطعام )).
9: أمـّتنا الإسلامية في شتـّى بقاع الأرض تعاني من شدّة وضرّاء ، وهمّ وغمّ وبلاء ، فلا ننسى إخواننا
(( وخصوصا المجاهدين والمأسورين والمرضى والجرحى))
من الدعاء وخصوصا عند الإفطار ، ووقت السحر والسجود بين يدي الله تعالى .
10 : أنصح نفسي أوّلا وكتـّاب المنتدى ثانيا أن يخفـّفوا قدر الإمكان جلوسهم على النـّت إلاّ للضرورة ونشر الفائدة والتـّعلم والذبّ عن المجاهدين ونشر أخبارهم والدعاء لهم .
11: أمر خاص بالنـّسبة لي شخصيـّا أرجوكم لله تعالى لا تنسوني من صالح دعائكم ، فوالله أنا محتاج بعد الله تعالى لدعاء الصالحين أمثالكم .
اللهمّ بلـّغنا رمضان ، اللهمّ بلـّغنا رمضان
اللهمّ أعنـّا فيه وفي غيره على الصـّيام والقيام ، وغضّ البصر وحفظ اللسان .
اللهمّ تقبـّل منـّا أجمعين صيامه وقيامه .
اللهمّ أعنـّا على حفظ ألسنتا عن الغيبة والنـّميمة والطـّعن واللعن .
اللهمّ من كتبتَ له الموت قبل دخول رمضان وقد نوى الصـّيام والقيام فبرحمتك اكتب له أجر ذلك يا أرحم الراحمين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ ماذا منح العباسين للشعوب غير العربية ؟
ـ ماذا نشأ عن تلك الحرية ؟
2) أكتشف معطيات النص
ـ فيم تتمثل حياة اللهو والمجون في نظرك ؟
ـ ما هي أسباب ظهور حياة اللهو والمجون في الدولة العباسية ؟
ـ هل عرف العرب مثل هذه الحياة في العصر الأموي؟ ولماذا ؟
ـ فيم يتمثل مظهر تأثر العرب بالفرس ؟
ـ ما سبب انتشار الجواري والإماء ؟
ـ ما هو الأثر الناجم عن انتشار الغناء في هذه الفترة؟
علل .
ـ هل ترى أن ازدهار الغناء أثر في ازدهار الأدب أم العكس ؟ علل .
ـ ما دور الجواري والقيان في انتشار الغناء والمجون؟
ـ ما أسباب ازدهار وانتشار هذا الجانب في العصر العباسي ؟
3) أناقش المعطيات
ـ بم تميزت البيئة العباسية ؟
ـ بين العبارات الدالة على انتشار اللهو والمجون من النص
ـ علام يدل قول الكاتب : حتى ليغني مغغن على الجسر ……فيخاف من سقوط الجسر بهم .
ـ ماذا أفادت إذا في مطلع النص ؟
ـ مخارج الحروف سبب في نجاح المغنية ماذا تعرف عنها ؟
ـ اكشف عن علاقة التأثير والتأثر القائمة بين المغنية والسامع .
4) أستخلص وأسجل
ـ ما هو الموضوع الذي عالجه الكاتب في هذا النص
ـ حدد أفكاره
ـ إلى أي نمط ينتمي هذا النص ؟ وما خصائصه ؟
ـ أكد الكاتب على أثر امتزاج ثقافي في العصر العباسي , وتكوين نمط جديد من الحياة . ما هما ؟
ـ منح العباسين للشعوب غير العربية حرية العقيدة والتفكير والتعبير ما لم تمس سلطة الحاكم .
ـ نشأ عن تلك الحرية الانحلال الخلقي والاجتماعي وضعف الوازع الديني .
ـ تتمثل حياة اللهو والمجون في مجالس شرب الخمر والغناء
ـ أسباب ظهور حياة اللهو والمجون في الدولة العباسية هي :
1) تطور الدولة الطبيعي من اتساع وضبط موارد التنمية
2) نفوذ الفارسيين الذين عرفوا منذ القديم بميلهم إلى اللهو والبذج
3) استعداد بعض الخلفاء وطبيعتهم العاطفية الحادة الميالة إلى اللهو
ـ لم يعرف العرب مثل هذه الحياة في العصر الأموي , لأن الحياة كانت أقل تصنعا وتكلفا وأقرب إلى الفطرة العربية .
ـ يتمثل مظهر تأثر العرب بالفرس في : إقامتهم عيد " النيروز "
واحتفائهم به كعيد قومي , كما كانوا يقلدون الفرس في أزيائهم وملابسهم وشتى مظاهر حياتهم .
ـ انتشر الجواري والإماء لازدهار الغناء
ـ الأثر الناجم عن انتشار الغناء في هذه الفترة هو تفشي اللهو والمجون كنتيجة حتمية لذلك .
ـ أرى أن ازدهار الغناء أثر في ازدهار الأدب ,لأن المغنية كانت لا تستطيع أن تحسن غنا الأشعار , إلا إذا حفظت كثيرا من الشعر, وأجادت مخارج الحروف
ـ انتشر في العراق الغناء الجيد وتفشى اللهو والمجون كنتيجة لانتشار الغناء الذي يؤديه الجواري اللائي لايغنين إلا للخليفة أو الأمير أو الثري والقيان اللائي يغنين لبقية الرعية .
ـ أسباب ازدهار وانتشار هذا الجانب في العصر العباسي لأن المجتمع العباسي كان مزيجا من عدة جنسيات .
ـ تميزت اليئة العباسية بامنح المزيد من الحرية للشعوب غير العربية
ـ تبيين العبارات الدالة على انتشار اللهو والمجون من النص : تميزت البيئة العباسية بالترف والإسراف في الخمرة
ـ يدل قول الكاتب : حتى ليغني مغن على الجسر ……فيخاف من سقوط الجسر بهم .على براعة المغني واهتمام النا بالغناء في ذلك الزمان .
ـ أفادت إذا في مطلع النص الشرط
ـ مخارج الحروف : هي الأماكن التي يخرج منه الحرف ومنها الحلق والشجر والشفة .
ـ علاقة التأثير والتأثر القائمة بين المغنية والسامع ….حتى كان بعضهم يكاد ينطح العمود برأس من حسن الغناء
ـ الموضوع الذي عالجه الكاتب في هذا النص هو بعض جوانب الحياة الاجتماعية في العصر العباسي
ـ أفكار النص :
1) مقارنة الحياة في العهدين : الأموي والعباسي
2) اتجاه اهتمام العباسيين 3) آثار انتشار الغناء 4) حياة الناس في ذلك العهد
ـ نمط النص هو السرد ,
ـ خصائصه : ينقل أحداثا تدور في مدة معينة , هذه الأحداث تستدعي شخوصا بشرية أوذات تصرفات بشرية
ـ أكد الكاتب على أثر امتزاج ثقافي في العصر العباسي , وتكوين نمط جديد من الحياة هما اختلاط العرب بالجناس الأخرى , والترف