التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

الكبـــر ،اهله ،علاماته،وكيفية التخلص منه

الكبـــر ،اهله ،علاماته،وكيفية التخلص منه


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهل الكبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد..
إن من أنقم الخصال وأعظم الجرائم (الكبْر)، فهو ركن من أركان الكفر، ولا يمنع الإنسان من الإيمان إلا الكبر.
ولا يمنعه من تعلم العلم، وطلب الفائدة والتفقه في الدين، وحمل هذه الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا الكبر.
بل لقد بلغ الكبر ببعض الناس أن منعه من أن يؤذن وأن يرفع دعاء الله وكلمة الله.
وبلغ الكبر ببعض الناس أن منعه أن يحضر مجالس العلم والدعوة والخير لينير قلبه.
لذلك عد ابن القيم رحمه الله الكبر من أركان الكفر، فما انشق منشق على الإسلام إلا بالكبر.
ولا انصرف منصرف إلا بالكبْر، نسأل الله التواضع له ولعباده الصالحين لنكون من الذين يمشون على الأرض هوناً.
يقول عز مِن قائل: ((إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)).
الذين استكبروا على الدين واستكبروا على الله واستكبروا على الرسالة واستكبروا على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب السماء، لأن مفاتيحها بيد الله. فبإمكانك أن يُفتح لك عند سلطان أو عميد أو مسؤول، لكن باب الله لا يفتحه إلا هو.
ففتح للطائعين من طريق محمد صلى الله عليه وسلم ورد الخاسرين وقال: عملتكم ودراهمكم ظهرت مزيفة ليس عليها الختم من طيبة.
وختمه صلى الله عليه وسلم وصل إلى القلوب ووصل إلى الأبدان ووصل إلى الأعمال.
فأما وصوله إلى القلوب فعقيدة راسخة كالجبال.
وأما وصوله إلى الأبدان، فالسنة خُتِمت بختم يعرف على الأبدان.
يقول الصحابة: (يا رسول الله كيف تعرف أمتك يوم القيامة؟
قال: أرأيتم لو كان عند رجل خيل غر محجلة وخيل دُهم ألا يعرف خيله؟
قالوا: بلى.
قال: إن أمتي يأتون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء) (1) فهذه علامة.
والعلامة الثانية: أن الهيئة والشخصية معلومة معروفة في الأكل والشرب واللباس.. إلخ.
فالمتكبرون لا تفتح لهم أبواب السماء.
قال أهل العلم: أن دعاءهم لا يتجاوز رؤوسهم.
((إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ)) فتعال بالجمل واحشره في قيد الإبرة الصغيرة فهل يدخل؟
فهكذا المتكبِّر أبى الله أن تفتح له أبواب الرحمة.
والسرُ أنه نازع الله في ردائه، لأن الله تردَى بالكبرياء وتأزَّر بالعظمة وقال: (فمن نازعني فيهما قصمته)، وفي رواية: (كببته على وجهه في النار)، وفي رواية: (عذبته). (1)
فالله من صفاته المتكبِّر، وهي صفة تعالٍ وكمال، وهي في العبد صفة نقص.
والعرب تسمي المتكبر أحمقاً، فأحمق الناس المتكبِّر، ويسمونه طاووس يعني ليس عنده عقل.
قال تعالى: ((كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)) انظر ما أحسن العبارة!.
قال: ((عَلَى كُلِّ قَلْبِ)) وهذا من الإحاطة، فمعناه أن القلب كله طبع الله عليه والطبع آخر المنازل.
ففي القرآن ((رَانَ))
وفي القراَن: ((أَكِنَّةً))
وفي القرآن: ((غُلْفٌ))
وفي القرآن: ((طَبَعَ))؛ فالطبع آخرها فإذا طبع على القلب فإنه لا يفهم.
وتلا عمر رضي الله عنه وأرضاه هذه الآية: ((كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ))، فدمعت عيناه وقال: [اللهم لا تطبع على قلوبنا فلا تُفتح.
فقال غلام عنده من هوازن: يا أمير المؤمنين يفتحها الله إذا شاء.
فتبسم عمر ودعا له].
قالوا: ما زال الخير في ذلك الغلام.
فمن يفتح القلوب إلا الله؟
ومن يفتح السماء إلا الله؟
ومن يفتح الجنة إلا الله؟
فهي ثلاثة لا يفتحها إلا هو.
وقال عز مِن قائل: ((سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)).
قال أهل العلم: هذا عهد من الله أن يصرف عن آياته أهل الكبر فلا يتعظون، ولذلك مهما حدَّثت ومهما تكلمت فإنهم لا يستجيبون.

لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو ناراً نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رمادِ

فالقلب المتكبر لا يسمع ولا يعي.

فقل للعيون الرمد للشمس أعين تراها بحق في مغيب ومطلع

وسامح عيوناً أطفأ الله نورها بأهوائها لا تستفيق ولا تعي

أتى صلى الله عليه وسلم فرفع صوته على الصفا: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
فاستمعت له الكائنات والناس، فأتى الذين يريدون الله والدار الآخرة الذين يقال لهم: ما جماعتكم؟
قالوا: أهل السنة .
وبيوتكم؟
قالوا: المساجد.
وماذا تريدون؟
قالوا: نريد وجه الله.
ما هو لباسكم؟
قالوا: التقوى.
ما هو سلاحكم؟
قالوا: التوكل.
من هو إمامكم؟
قالوا: محمد صلى الله عليه وسلم
ما هو مأواكم؟
قالوا: الجنة.
فأما أبو جهل فقال: لا.
وأما أبو لهب فقال: لا.
وهكذا أمية بن خلف و الوليد بن المغيرة .
فأخزاهم الله وعذَّبهم بسبب الكبر عن هذه الكلمة.
وأتى بلال العبد الحبشي الذي ضُرب بالسياط حتى أصبح في منزلة الحيوان عند الجاهلين فقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فرفعه الله بهذه الكلمة لأنه تواضع وقبلها.
بل قام على سطح الكعبة يوم الفتح يؤذن فتحوَّل سواده بياضاً بالمنهج.
فرفع صوته فما سمعه أحد من المسلمين إلا بكى.

استفاقت على أذان جديد ملؤ آذانها أذان بلال

فقال عمر بن الخطاب : [أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا (أي بلال)] (1)
أما نماذج المتكبرين فمنهم قارون الذي رزقه الله الأموال الكثيرة.
فقال له قومه: لا تفرح فإن الدنيا فانية ((لا تَفْرَحْ إِنَّ الله لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ))
فقال: ((إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي)) يعني ورثته كابراً عن كابر.
وقد أخطأ وأذنب وأسرف على نفسه.
((فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ))، في حلة من ديباج تقطر بماء الذهب.
والله قد يعطي الفاجر ما شاء وما تمنَّى؛ فتجده في ناطحات السحاب والسيارات الفاخرة، ولا تقف في طريقه العقبات لكن سلب الله الإيمان من قلبه فمن يهديه من بعد الله؟
والدنيا والله لا تساوي كلها ركعة ولا تساوي تسبيحة أبداً حتى يقول شاعر المسلمين:

خذوا كل دنياكم واتركوا فؤادي حراً طليقاً غريبا

فإني أعظمكم ثروة وإن خلتموني وحيداً سليبا

فخرج على قومه في زينته فانقسم الناس قسمين.
قال أهل العلم وأهل الفقه وأهل التقوى وأهل قيام الليل والزهد:
((لا تَفْرَحْ إِنَّ الله لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)).
وقالوا للناس المعجبين به: ((وَيْلَكُمْ ثَوَابُ الله خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ)).
وقال الفقراء الذين يقيسون الناس بالدنيا: ((لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)).
وبداية السخط على قارون أنه أحضر امرأة من بني إسرائيل من أجمل بنات بني إسرائيل، وأتى بقِدر من ذهب وقال: هذا لك بشرط أنك إذا اجتمع بنو إسرائيل واجتمع الناس أن تقومي فتضربي رأسك وتمزقي نحرك وتقولي بأن موسى زنا بك.
لا إله إلا الله! موسى داعية التوحيد.. موسى المؤمن.. موسى الذي أتى بالطهر والعدل.
لكن ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
فاجتمع الناس، وبينما موسى يتحدث بموعظة فإذا بهذه المرأة تصرخ وتقول ما وصاها به قارون .
فقال موسى : يا أمة الله ما لك؟
أسألك بمن جعل هذه السحابة ظلة، وبمن فجر لي البحر، ومن فلق لي الصخرة أحدث هذا؟
فارتبكت وعرفت موقفها وواجبها أمام الله فقالت: لا، لقد رشاني قارون بقنطار من الذهب لأدّعي عليك.
فقال موسى وقد التفت إلي الحي القيوم: اللهم خذه، ((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)).
فخسف الله به وبداره الأرض فأصبح عبرة للمتكبرين على طول الزمان.
2- وفرعون تكبر بالصيت وقال: ((أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ)).
قالوا: نعم.
((وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي)).
قالوا: نعم.
قال: ((مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)).
قالوا: نعم، وصفقوا له.
ولذلك يقول سبحانه وتعالى: ((فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)).
فقدوة المتكبرين بالمناصب فرعون الذي قال: ((أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي))، فأجراها الله من فوق رأسه!
فوقع في الخسار بسبب الكبر.
3- وكان كفار قريش يعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمين وصادق وأنه مخلِص.
فقال بعضهم لبعض: أتشكُون في صدق محمد؟
قال أبو جهل : أعلم أنه صادق وأعلم أنه أمين، لكن قال بنو هاشم فينا الحجابة.
فقلنا: فينا السقاية.
فإذا قالوا: فينا النبوة.. فماذا نقول؟
قال سبحانه وتعالى: ((فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ الله يَجْحَدُونَ))
4- أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم رجل فجلس، فكان يأكل بالشمال ولا يأكل باليمين (يعني متكبر). فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل بيمينك.
فقال: لا أستطيع.
فقال صلى الله عليه وسلم: لا استطعت، ما منعه إلا الكبر). (1)
فما رفعها إلى فمه. أي أصبحت يابسة: ((وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ))
مرت عجوز بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو يأكل على الأرض وقد جلس وجمع نفسه. فقالت: (انظروا له يأكل كما يأكل العبد ويجلس كما يجلس العبد. فقال: وهل هناك عبد أعبد مني). (1)
يقول: أنا أتشرف بعبادة الله وأنا أريد هذه المنزلة.

ومما زادني شرفاً وفخراً وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا

ومن لم يكن عبداً لله كان عبداً لسواه كوظيفته وشهوته وحذائه و سيارته. فهو عبد لهذا الأمر لأنه ما رضي عبودية الواحد الأحد.
فتح صلى الله عليه وسلم مكة الفتح التاريخي ومضت جيوشه أمامه كالسيف في فتح عالمي، فسقطت مكة في يديه فأصبح حكم العالم تحت قبضته صلى الله عليه وسلم وارتفعت أعلامه خفاقة بلا إله إلا الله.
فدمعت عيناه تواضعا لله.
قال أهل العلم: ونكس صلى الله عليه وسلم رأسه حتى كادت لحيته تصل إلى رقبة ناقته صلى الله عليه وسلم. وأول ما افتتح خطبته يوم أخذ مفاتيح الكعبة قال: (الحمد لله الذي نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده) (1) ثم نزل للناس، فأتى رجل يرتعد فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (هون عليك إني ابن امرأة تأكل القديد بـمكة) (1)
ونحن نقول: أنت ابن امرأة تأكل القديد بـمكة لكن رفعت علم الإنسان ورأس الإنسان، وكنت سبباً في هداية الملايين من البشر إلى هذا الدين.
فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام كان شعارهم التواضع، يقولون:
لأن فتح الله ونصر الله لا ينال إلا بالتواضع، ومن أراد أن يأخذه بالكبر حرمه الله في الدنيا والآخرة.
فـموسى عليه السلام دخل أرض مدين وعليه رداء من صوف وقال بعض أهل العلم: كان حذاؤه من جلد حمار. فلما سقى للبنتين تولى إلى الظل تحت شجرة ورفع يديه وبكى، وقال: يا رب أنا ضعيف فقير مسكين غريب.
فقال الله له: يا موسى الفقير من لم أكن أنا مغنيه.. والمريض من لم أكن أنا طبيبه.. والغريب من لم أكن أنا مؤنسه.. والجائع من لم أكن أنا مشبعه.
كان عيسى عليه السلام يتكئ على حجر.
فقال جبريل : أما طلقت الدنيا يا عيسى ؟
قال: طلقتها.
قال: فلم تتكئ على هذا الحجر؟
فأبعده!
و داود عليه السلام كان حداداً، لأن العمل ليس بعيب عند الشرفاء، لأنه يأتي بالحلال.
وكان يعبد الله ويصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان ينام ثلث الليل ويقوم ثلثه فرفعه الله.
وإدريس كان خياطاً.
قال أهل العلم: إنه ما أدخل الخيط من ثقب إلى ثقب إلا وقال: سبحان الله.
ومن أشدهم تواضعاً رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان يحلب شاته ويطعم بيته ويقطع اللحم مع زوجته ويرقع ثوبه ويخصف نعله صلى الله عليه وسلم.
ويتكئ على التراب ويجلس مع الطفل.
وهكذا كان أصحابه رضوان الله عليهم، والسائرون على منهجه، لا يستنكفون عن الأعمال الصغيرة، بخلاف أهل الكبر، فلذلك رفعهم الله.
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ما تواضع أحد لله إلا رفعه) (1)
ومثلوا لذلك بالجوهر، فإنك لا تجد الجوهر إلا في قاع البحر لأنه تواضع فنزل. أما الجيف فهي دائما على سطح البحر.
ومن التواضع ما فعله ابن مسعود مع تلاميذه عندما مشوا وراءه فقال: [عودوا، فوالله لو علمتم ما عندي من الذنوب لحثوتم التراب على رأسي].
وعمر بن عبد العزيز أراد أن يصلح السراج فقال له أعوانه وجلساؤه: نصلحه عنك. فرفض وقام وأصلحه ثم عاد فقال: قمت وأنا عمر ، وعدت وأنا عمر .
وأما المتكبرون فهم كما قلت على النقيض من عباد الرحمن المتواضعين.
أحدهم كان وزيراً، عندما أراد أن يسير على جسر على البحر قال: أخشى أن لا يستطيع الجسر حمل شرفي! وآخر عندما خرج ورأى المتزلفين وقد فرشوا له الطريق بالأردية والعمائم قال لمن حوله: ((لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ)).
ومن كلمات المتكبرين أنهم كثيراً ما يستخدمون كلمة (أنا) و(عندي) و (لدي)، وهي عند أهل التواضع لا تصلح إلا في مواطن الافتقار لله، فتقول: أنا العبد الفقير، وعندي من الذنوب ما الله به عليم، ولدي نقائص أسأل الله أن يتوب علي منها.
كان ابن تيمية يقول كثيراً:

أنا الفقير إلى رب السموات أنا المسيكين في مجموع حالاتي

وكان يقول:

أنا المكدي وابن المكدي وهكذا كان أبي وجدي

علامات المتكبرين

فللمتكبرين كلمات ولهم علامات منها:
أولاً: التشدق في الكلام والتفيهق، بأن يتكلف في حديثه ليسمعه الناس ويعجبوا بطريقته وبكلامه.
ثانياً: عبوس الوجه، فهو يغضب لأدنى سبب يمس شخصه.
ثالثاً: النظر شزراً واستهتاراً بالناس وحطاً من منازلهم.
رابعاً: إسبال الثياب والتبختر أثناء المشي.
وهذه الصفات بخلاف صفات عباد الرحمن التي هي على الضد منها.
قال تعالى: ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا))
والكبر يا عباد الله يجوز في مواطن وردت في السنة منها:
1- أن تعرض عليك الصدقة من الأغنياء وأنت لست محتاجاً.
فقال أهل العلم: لك أن تعرض عنها وتقول لا أريدها، لا سيما إذا أراد إذلالك بها.
2- الموطن الثاني في الحرب مع الأعداء، كما صنع أبو دجانة عندما عصب عصابة حمراء على رأسه وتبختر في المشية فقال صلى الله عليه وسلم: (إن هذه المشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن) (1)

كيف تزيل الكبر عن نفسك

والكبر يزول بتعلم التواضع الذي يأتي مع الوقت، فإذا رأيت من نفسك علواً وكبراً على الخلق فعليك أن تضع منها وتحقرها. وأن تقوم بالأعمال التي تعيدها إلى مكانها الطبيعي، كحمل المتاع وخدمة الناس والعمل في البيت. وأن تتذكر نشأتك وأنك خلقت من نطفة مذرة، وستعود إلى جيفة قذرة، وأنت الآن تحمل بين جنبيك العذرة.
وأن تجالس الصالحين المتواضعين الذين تقتبس منهم هذا الخلق الجليل، وأن تبتعد عن رفقة السوء التي تزرع في نفسك التكبر والتجبر.
وأن تكثر من عبادة الله والتضرع إليه لتكون من عباد الرحمن الذين وصفوا بالتواضع وخفض الجناح.
أسأل الله أن يعيذني وإياكم من صفة الكبر التي هي من صفات أهل النار. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.

***
دعائكم





رد: الكبـــر ،اهله ،علاماته،وكيفية التخلص منه

يقول عز مِن قائل: ((إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)).

اللهم انا نعود بك من غضبك
اللهم انا نسالك ان ترحمنا و تغفر لنا ما تقدم و تاخر من دنوبنا
اللهم انا نعود من الكبر و نسالك ان تاتينا التواضع
فكما يقول المثل :** تواضع لله يرفعك ***

مشكورة اختي لبنى دائما متالقة فليس بجديد علينا

موفقة حبيبتي




رد: الكبـــر ،اهله ،علاماته،وكيفية التخلص منه

آميييييييييين يارب العالمين
باااااااارك الله فيك اختي اية
وجزاك الجنة على مشاركتك الطيبة
دمت ودام فيض قلمك المميز