التصنيفات
مكتبة الطفل

اسطوانة قصص الانبياء للأطفال والكبار

اسطوانة قصص الانبياء للأطفال والكبار


الونشريس

اسطوانة قصص الانبياء للأطفال والكبار
http://www.filemsg.com/yz2trummizfr




رد: اسطوانة قصص الانبياء للأطفال والكبار

كيف يتم التحميل من فضلكم؟؟؟؟؟




رد: اسطوانة قصص الانبياء للأطفال والكبار

بارك الله فيك




رد: اسطوانة قصص الانبياء للأطفال والكبار

بارك الله فيكم و فقكم لكل خير




التصنيفات
النقاش الجاد و الحوار الهادف

نقاش الكبار .فقط

نقاش الكبار………..فقط


الونشريس

كثير منا يتساءل ماهي اسباب انتشار الافلام المخلة بالاداب علي الانترنت
هذة كارثة تحط بنا هذا المجتمع الاسلامي الشرقي لم يعتد الي مثل هذة الممرسات
لكن ماهو السبب
اذا قلنا ان بناتنا محترمات
فمن اين تاتي هذه الافلام هناك مشكلة كبيرة ياخوان
اي نعم هناك الكثير من بناتنا محنرماااااااااات
لكن هناك ايضا اخريات تسير في الطريق الخطاء
انتشار الدعاه الاسلاميون في هذة الفترة يجب ان يكون لهم دور في التوعية من عواقب هذة الاخلاقيات البذيئة
وارجو ان يضع كل من يدخل راية بدون خجل
وشكرا
أخوكم khelifa




رد: نقاش الكبار………..فقط

بإنتظار أرائكم




التصنيفات
قضايا المرأة و الأسرة و الطفل

ملف عن الكبار في السن

ملف عن الكبار في السن


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا ملف من تجميعي عبر صفحات النت وان شاء الله تشاركوني فيه

كيف نعامل كبار السن في المنزل؟

الكبر حلقة من حلقات التاريخ، وجزء لا يتجزأ من وجود كل مجتمع أو جيل أو
إنسان في الغالب. وتقدم السن امتداد لتاريخ طويل، أمضى فيه الإنسان حياة،
ربما يكون ملؤها المخاطر والتضحيات، والتعرض لمختلف ألوان الفاقة والحاجة،
أو الانتكاسة أو المحنة، أو فتنة الغنى والثراء، أو الوقوع فريسة المرض أو
العجز أو التعرض لحادث من الحوادث.
والتضحية وإن كانت أحياناً لبناء الذات والمستقبل الشخصي، فإنها غالباً من
أجل تربية الأولاد وإعالتهم، والحفاظ على وجودهم، أو تمكينهم من التعلم
والاحتراف أو الاتجار، أو التزوج أو غير ذلك من الأسباب.
فليس من الوفاء لهذا الجيل المتقدم أو كبار السن أن يُهمَلوا أو يتركوا
فريسة الضعف أو العجز أو المرض أو الحاجة، ويجب رعايتهم والعناية بهم،
عملاً بمبادئ ديننا الحنيف، ورسالته الغراء التي تجعل الأسرة متضامنة
متآزرة على السراء والضراء، ويعدّ وجود الكبار في المنزل امتيازاً وبركة
ووقاراً، والشيخوخة مصدر استقرار، وجمع الشمل ولم الأولاد، وتحقيق الوئام
والمحبة والود بين أفراد الأسرة كلها، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً.
ويحظى الكبار في مجتمعنا الإسلامي غالباً بمزيد التقدير والرعاية
والاحترام، بل إنهم في موضع الصدارة والقيادة، يأتمر الكل بأمرهم، ويَحذَر
الجميع مخالفتهم، ويدرك هذا كل مَن قارن وسط الأسرة الإسلامية مع غيرها من
الأوساط الغربية والشرقية، حيث تجد كبار السن المسلمين سعداء، وغير
المسلمين أشقياء، يعيشون في وحدة وغربة ووحشة، وفعلاً لاحظ بعض الصحفيين
هذا الفارق في البلاد التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات
(1990م). لكن مع ظهور حركة المتغيرات الاجتماعية التي تشهدها الحياة
المعاصرة في مختلف المجالات، توجد بعض مظاهر الجوانب السلبية في محيط
الأسرة وبيئة المجتمع، التي تمس بعض المفاهيم والقيم المتعارف عليها،
وتؤثر على السلوك والعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة حتى وقت قريب.
وأدى وجود هذه المظاهر السلبية إلى نشوء حالات مؤسفة من عدم المبالاة
والاكتراث، وإهمال بعض كبار السن، والزجّ بهم في مأوى مستشفيات العجزة،
تهرباً من خدمتهم، والاعتذار بأن زوجة الولد تأبى خدمة والد الزوج أو
والدته، فيضطر الولد الكبير أو الأولاد الكبار إلى التخلي عن واجب العناية
بآبائهم وأمهاتهم أو أقاربهم الآخرين.
ويقتضي توظيف الاحتفال بالسنة الدولية (عام 1999م) لكبار السن والتي دعت
الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال بها، تحت شعار (نحو مجتمع لكل
الأعمار) إبراز مبادئ الشريعة السمحاء في التكافل الاجتماعي، والانطلاق من
آدابها ومطلقاتها في البر والوفاء والتبجيل، للحفاظ على البناء المتماسك
للأسرة الإسلامية، واحتضان خصال الرحمة والود والاعتراف بالجميل، والعمل
على إسهام المكتب التنفيذي لمجلس الجامعة، واللجنة الوطنية للمسنين،
والجامعات، مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في كل دولة، في فت مراكز
رعاية المسنين صحياً واجتماعياً، وإيجاد ورشات عمل تدريبية في مجال
التخطيط الاجتماعي لكبار السن، ولرصد وتلبية احتياجات كبار السن النفسية
والاجتماعية والاقتصادية والصحية والترويحية، وتنمية قدراتهم وخبراتهم
ومهاراتهم الإنتاجية في مجالات عمال مناسبة، وتصميم البرامج والمشروعات
التي توفر لهم أوضاعاً حياتية وحقوقية وإنسانية أفضل، تضاعف من قدراتهم
على المشاركة، والإسهام بخبراتهم ومؤهلاتهم في مسيرة البناء، بما يساعد
على شغل فراغهم وتسليتهم، بدلاً من قضاء الوقت في النوم والراحة الطويلة
المدة، وكأنهم ينتظرون الموت كل ساعة، ويتفرج من حولهم عليهم، للوصول إلى
هذه الغاية.
كما أن في إيجاد مثل هذه المشاريع ضماناً لاستقلالهم، وتجسيداً لتطلعاتهم، وصوناً لكرامتهم وعدم إهدار نسانيتهم.

\\

موضوعي موضوع له أهميته كون هناك نسبة جيد من كبار السن يعيشون معنا أو قد
نواجههم في حياتنا فناسب أن نعرف بعض الأمور التي تساعدنا على فهمهم وحسن
التعامل معهم ونكون بذلك مقتدين بالرسول الكريم الذي قال (( ‏ليس منا من
لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ))
فلننطلق إلى الموضوع

* من نقصد بكبار السن ؟
كل من يكبرك سناً له حق هذا التعامل ولكن المقصود هو ما جرى العرف على أنه كبير في السن .

* ما هي أهمية معرفة قواعد التعامل مع كبار السن ؟
1ـ تعـبد الله بـفعـل تلك الآداب :قـال ***61554; (( مـن لم يرحم صغيرنا ويعرف حـق
كبيرنا فليس منـا )) وقـال ***61554; (( إن مـن إجـلال الله إكرام ذي الــشـيبــة
الـمـسـلـم ))
2ـ لإنزالهم المنازل التي يستحقونها .
3ـ للأخطاء التي نراها في التعامل مع كبار السن .
4ـ لأن لهم طبيعة خاصة لا بد من إحسان التعامل معها في الإنكار وغيره .
5ـ لأنهم شريحة من مجتمعنا الذي نعيش فيه ونتعامل معه .

* من فنون التعامل مع كبار السن :
أـ إيجابيات وآداب في التعامل مع كبار السن /
1ـ مراعاة واعتبار رأيهم إن كانوا أولياء ثم إنهم أخبر والحياة سبكتهم .
2ـ طاعتهم فيما يأمرون به ويطلبونه وعدم التضجر منهم .
3ـ الإجابة على استفساراتهم وإن كانت مزعجة ومكررة .
4ـ إشعارهم أن لهم منزلة رفيعة عـنـدنا وذلك بإضـافة بعض الألقاب مـثل يا
عم/يا والد وكذلك بتقبيل رأسـهم والإفـساح لهم فـي المجلـس والبـداءة بهم
وتقديمهم في كل الأمور وكل ذلك له أصل شرعي .
5ـ مشاورتهم في الأمور المناسبة .
6ـ إحسان الأدب والتزام الحكمة خاصة عند الأمر بالمعروف والنهي عـن
المنكـر ومـن الشـواهـد عـلى هـذا الأدب قصـة الحسن والحسين عندما رأيا
رجـل كـبير الـسن لا يحـسن الـوضوء فقـالا له: نريد أن نتوضأ عندك لكي
تخبرنـا من أحـسن وضوء مـن الآخـر فتوضئا عنـده فقـال كلاكمـا أحسنتما
الوضـوء وأحسنتما الأدب .
7ـ عدم مهاجمة وانتقاد ما اعتاد عليه من تقاليده التي لا تخالف الشرع .
8ـ الـسـعـي فـي حـاجـاتـهـم .
9ـ الـهـديـة والابـتـسـامــة .
10ـ لا تحرجهم في الأمور التي لا يعرفونها مثل القراءة والكتابة والحاسب وغيرها .
11ـ إعطائه الجو الذي يرتاح به وهو الهدوء غالباً .
12ـ تدليكهم وتهميزهم والمزاح معهم بلطف .
13ـ تعليمهم القرآن إن كانوا لا يعرفون .
14ـ طـلـب الـدعـاء مـنهـم .
15ـ فسح المجال لهم لإبداء السوالف المباحة .
16ـ زيارتهم والسؤال عنهم .

ب ـ سلبيات وأخطاء في التعامل مع كبار السن /
1ـ الخوض في أعراضهم خاصة إن كان أباً .
2ـ التـضايـق مـن وجـودهـم .
3ـ تعطيلهم وجعلهم شريحة لا يستفاد منها في المجتمع .
4ـ عمل ما ينكرونه من الدين وإن كان مشروعاً (( حدث الناس بما يعقلون )).
5ـ عـدم الصبـر علـيهـم .
6ـ إيجاد الفاصل بين كبار السن وصغار السن ونسيان أنهما طبقتين يكمل بعضها الآخر .

\\




رد: ملف عن الكبار في السن

حقائق عن ألمانيا: كبار السن

ربع سكان ألمانيا تتجاوز أعمارهم 60 عاما. وبسبب الانخفاض المستمر لمعدلات
الولادة منذ فترة طويلة وارتفاع متوسط الأعمار، فقد ازدادت نسبة كبار السن
في المجتمع الألماني ليحتل المرتبة الثالثة في العالم بعد اليابان
وإيطاليا فيما يتعلق بهذه النسبة. وقد تغيرت أساليب وطرق حياة هؤلاء
الكبار في السن خلال العقود الماضية بشكل جذري. فالغالبية العظمى من كبار
السن تعيش اليوم وحيدة مستقلة بنفسها. حيث يعيشون غالبا بالقرب من أولادهم
ويرتبطون بهم بعلاقات اجتماعية وثيقة. "الشيوخ الصغار" الذين لا تتجاوز
أعمارهم 75 أو 80 عاما يتمتعون غالبا بصحة جيدة، تساعدهم على الاستمرار
بالحياة المستقلة والاعتماد على الذات، ساعين إلى أهدافهم الخاصة وتنظيم
نشاطات أوقات الفراغ حسبما يشاؤون.

ماليا ليس لدى كبار السن أية مشاكل: فإصلاح النظام التقاعدي الذي تم في
عام 1957 ضمن للمتقاعدين الاستفادة حتى من نتائج الازدهار والتطور
الاقتصادي. وذلك إلى درجة أنهم اليوم قادرون على تقديم المساعدة المادية
لأولادهم في بناء أسرهم الخاصة بهم. صحيح أن تعرض كبار السن لظاهرة الفقر
(فقر الشيوخ) لم يتم التخلص منها بشكل جذري، إلا أن هذه الفئة تعتبر أقل
تعرضا للفقر من غيرها من فئات الأعمار الأخرى في المجتمع.

كذلك ينعم المتقاعدون في شرق ألمانيا بحياة جيدة أيضا.فهم ينتمون إلى كبار
الرابحين من الوحدة الألمانية. وقد تخلصوا من الحياة على هامش المجتمع،
التي كان الكثيرون منهم يعيشونها في ظل نظام ألمانيا الشرقية السابق.
ويقارب معاشهم التقاعدي اليوم متوسط مستوى الدخل في شرق ألمانيا. والسعادة
بهذا المعاش التقاعدي تتجاوز سعادة العاملين (تحت سن الستين) في شرق
ألمانيا.

\\\

كبار السن يفترشون الأرصفة بحثا عن الرزق وسط تجاهل حكومي لمعاناتهم
الونشريس

2008
18:48 بتوقيت: غرينتش الجزائر البحرين تشاد دجيبوتي مصر العراق الأردن
الكويت لبنان ليبيا موريتانيا المغرب عمان السلطة الفلسطينية قطر السعودية
الصومال السودان سوريا تونس الامارات اليمن أميركا الشمالية (EST) أميركا
الشمالية (CST) أميركا الشمالية (PST) المملكة المتحدة السويد ألمانيا
أستراليا روسيا الصين

بدلا من أن يريحوا أجسادهم التي أخذ الدهر منها ما أخذ فإن عددا غير قليل
من كبار السن يضطرون لمزاولة العمل بمختلف أنواعه ومشاقه اليوم في البلاد
وسط تجاهل حكومي لمعاناتهم.

وهذا علي داود البالغ من العمر 60 عاما يبيع المأكولات على الرصيف في أحد
شوارع منطقة الكرادة وسط بغداد تحدث لـ"راديو سوا" عن أسباب قاسية دفعته
للعمل وهو بهذه السن المتقدمة.

ولا تختلف حكاية أم صلاح كثيرا عن غيرها فقلة الراتب الحكومي المخصص لها دفعها للعمل كبائعة للبخور على الرصيف.

ولعبد الحسين البالغ من العمر 98 عاما قصة مختلفة، فهذا الرجل يعكف على
بيع البصل في أحد الشوارع منذ عهد عبد الكريم قاسم بعد تركه للجيش بسبب
إصابته في إحدى المعارك.

وقد بات من المألوف مشاهدة المسنين يعملون في بعد أن عجزت الحكومة عن توفير العيش الكريم لهم على الرغم من وعودها المتكرة.

التفاصيل من مراسلة "راديو سوا" في بغداد رشا الأمين:




رد: ملف عن الكبار في السن

الونشريس
رعاية كبار السن والشيوخ في الاسلام
الدكتور محمود الحاج قاسم محمد

جاء ذكر الشيخوخة باعتباره اخر ايام العمر في القران الكريم في عدد من ايات منها:

(ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا)

سورة الحج: اية 5.

وفي سورة اخرى جاء وصف الشيخوخة وصفا رائعا في هذه المناجاة بين الله
سبحانه وتعالى وزكريا عليه السلام يسال فيها الله ان يهب له وليا ويرث ال
يعقوب، خاصة وقد بلغ سن الشيخوخة وكانت امراته عاقرا، تظهر بعض الصور
اللغوية الجميلة التي تصف مرحلة الشيخوخة.

(قال رب اني وهن العظم مني واشتعل الراس شيبا ولم اكن بدعائك رب شقيا*
واني خفت الموالي من ورائي وكانت امراتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني
ويرث من ال يعقوب واجعله رب رضيا* يا زكريا انّا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم
نجعل له من قبل سميا* قال رب انى يكون لي غلام وكانت امراتي عاقرا وقد
بلغت من الكبر عتيا)

سورة مريم: اية 4-7.

وذكرت الشيخوخة في القران الكريم على انها نهاية مطاف الانسان في مرحلة
تطوره على هذه الارض تمهيدا لرحلته الابدية الى العالم الاخر.

(الله خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير) سورة الروم: اية 54.

فالانسان يبدا من ضعف ثم ينمو ويشتد عوده ويقوى ثم يعود الى اصله بعد ان
يبلغ ارذل العمر الى حالة من الضعف وبعد ان يصل الى نهاية ايامه على هذه
الارض.

(والاسلام ولاشك دين انساني، يحترم الانسان ويصون كرامته كبيرا وصغيرا.
ولقد كرم الله بني ادم وجعله خليفته في الارض لعمارتها. وحرص الاسلام على
تنظيم العلاقات الاسرية والاجتماعية على اساس من العدل والمساواة والتعاون
والاخاء والحرمة والمحبة والمودة والسكينة والعطف والتضامن والتساند
والتكافل والوحدة والاتحاد.

واذا كان الاسلام قد حرص على صون كرامة الانسان في كل مراحل عمره، فقد عني
عناية خاصة بتوقير الكبار واحترامهم والعطف عليهم والاحسان اليهم وخاصة
الوالدين) (1).

فقد حث الاسلام الانسان على بر الوالدين والاحسان اليهما في كل مراحل
العمر وضرورة رعايتهم خاصة عندما يكبرون، حيث يصبحون اكثر حاجة للرعاية
والعناية والشعور بالطمانينة والامن بعد ان ادوا الرسالة تجاه ابنائهم
واوطانهم.

يقول سبحانه وتعالى: (ووصينا الانسان بوالديه احسانا)

سورة العنكبوت: اية 8.

ويقول جل جلاله في اية اخرى: (وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه وبالوالدين
احسانا* اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا
تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب
ارحمهما كما ربياني صغيرا) سورة الاسراء: اية 23.

(ولم تنه الاية الكريمة الانسان عن ان ينهر والديه او يؤذي شعورهما بالقول
الخشن او التعبير عن التبرم من باب الاحترام والتوقير فحسب، فذلك مطلوب
سواء كان الوالدان في حال قوتهما او ضعفهما، ولكنه نهي يحمل في جوهره
تقديرا الهيا لطبيعة الحالة النفسية التي يكون عليها المرء حين يكبر وتهن
قوته ويضعف).

(ثم يمضي الامر الالهي يقول (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب
ارحمهما كما ربياني صغيرا) فتدعو الى الدرجة العليا من الرحمة بالوالدين
الكبيرين بحيث يشعر الولد والبنت والديهما بعمق ما يشعران به من رحمة
بالوالدين واجلال لهما. ولان الانسان مهما بلغ من العطف والتراحم تظل
قدرته قاصرة عن الوفاء بحق والديه. لذلك فهو يلجا الى من لا تنفذ ينابيع
رحمته، داعيا اياه ان يجزيهما الجزاء الاوفى، لقاء رحمتهما به وتربيتهما
اياه في صغره، ولا يقتصر الارشاد القراني للابناء في تعاملهم مع الاباء
كبار السن على النهي عن خشونة القول وانما ينتقل الى الامر باحسان القول،
وتحري الكريم من الالفاظ في مخاطبتهما، مراعاة لشعورهما واعزازا لهما.

وترتقي ايات الكتاب العزيز الى صعيد اعلى في موضوع بر الوالدين، حتى عند
اختلاف الدين، واتخاذهما موقفا يحاولان فيه حمل ابنهما على الشرك بالله،
فيقول الله تعالى:

(وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا) سورة لقمان: اية 15.

ان المعروف يشمل كل انواع البر، والمصاحبة بالمعروف تعني ان يكون الصاحب
سندا لمن يصاحبه في كل دقائق الحياة وان يراعي الله فيما يقدمه له) (3).

ولصلة الارحام مكانة خاصة في الاسلام لما فيها من توثيق للروابط وحماية للاسرة ومساندة للضعفاء، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:

(من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم
الاخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت)
رواه البخاري.

ومن النماذج الحية على توقير الكبار في السن واحترامهم في الاسلام اعطاء
كبير السن افضلية في امامة المسلمين في حالة التساوي في حفظ القران
وقراءته والعلم بالسنة، وكذلك اعطاء الكبير حق الكلام قبل الصغير في
المجالس، وبشكل عام وجوب اجلاله كما جاء في اقواله صلى الله عليه وسلم
البليغة يقول صلى الله عليه وسلم: (ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي
الشيبة المسلم وحامل القران غير الغالي فيه والجافي عنه واكرام ذي السلطان
المقسط) رواه ابو داود.

وعنه صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا) رواه الترمذي.

ومن اقواله صلى الله عليه وسلم: _ما اكرم شاب شيخا لسنه الا قيض الله له من يكرمه عند سنه) رواه الترمذي وقال حديث غريب.

واخيرا حثه صلى الله عليه وسلم للشباب على بر اصدقاء ابيه واقاربه يقول
صلى الله عليه وسلم (ان ابر البر ان يصل الرجل ود ابيه) رواه مسلم.

(وللمسن نفسه دور في التهيؤ لمرحلة الشيخوخة وتخفيف حدة الاعراض المصاحبة
لها قال صلى الله عليه وسلم: (خذ من شبابك لهرمك ومن صحتك لمرضك). وهذا
يعني ان يعد المرء العدة المناسبة ليعيش صحيحا معافى في الكبر بان يحافظ
على صحته في شبابه ويرعاها ويجنبها ما يضرها من عادات مذمومة كالتدخين
وتعاطي الخمر وسائر اشكال الادمان، وان يحافظ على نشاطه بمداومة الحركة
المفيدة- كالمداومة على الصلاة في المساجد- وممارسة الرياضة، واحداث
التوازن المنشود بين اوقات العمل والراحة، بحيث لا يركن الى الكسل
والاسترخاء اغلب الوقت، ولا يهلك جسده في عمل متواصل واجهاد دائم، وان
يتحرى التغذية الجيدة التي تمد جسمه بما يحتاج دون افراط او نقصان)4.

وعندما يصبح الشيخ ضعيفا عاجزا فان زوجته اولى الناس برعايته فهي السكن
وهي التي جعل الله في قلبها وفي قلبه المودة والرحمن المتبادلة وانى لها
ان تتركه في شيخوخته هي نعم القرين عليها واجب نظافته واطعامه وعليها واجب
الصبر ان بدا منه ما تكره فللشيخوخة في الاسلام حرمتها. وكلما طال امد
رعايتها ازداد رصيدها في الاخرة وعلت منزلتها باذن الله.

وبعد الزوجة حق الشيخ العاجز على اولاده (وطبعا احفاده من الاولاد) وقد ذكرنا حق الوالدين على الاولاد ولا داعي لتكرار ذلك.

ومع الاولاد او بعدهم يكون حق الشيخ على باقي اقاربه كالاخوة والاصهار، واولاد العم والخال وغيرهم من الارحام.

واخيرا وبعد الاقارب يكون حق الشيخ على الجار واهل المحلة الذين تعودوا رؤية بعضهم البعض في اوقات الصلاة في الجامع.




رد: ملف عن الكبار في السن

المسنون في قلوبنا

غالية صديق 17/4/1424
17/06/2003

سنوات المرء المتأخرة مُرة، حيث يشعر بقرب غروب شمس العمر، ورغم قسوة
الشيخوخة ووهن الحياة، تجد البسمة طريقها بيسر على شفته الوقورة، بلمسة
حانية من ابن بار، أو عبث مرح من حفيد عزيز..
لقد أمرنا الله عز وجل باحترام المسنين وتوقيرهم وتقديرهم على ما قدموه
وبذلوه في حياتهم من عطاء، إضافة إلى الاستفادة من حكمهم العميقة وتجاربهم
الثرية، التي حفرت تفاصيلها على أيديهم ووجوههم..
كانت لفتة مباركة من إدارة المجلس الأعلى للأسرة في إمارة الشارقة بدولة
الإمارات العربية المتحدة، في تخصيص ملتقاها الأسري الثالث للمسنين،
تكريماً لجهودهم واعترافاً بفضلهم، حيث وجه الملتقى رسالة إنسانية إلى
أفراد المجتمع باحتضان المسن، والاهتمام به ورعايته.
رعت المؤتمر صاحبة السمو الشيخة (جواهر بنت محمد القاسمي) حرم حاكم إمارة
الشارقة ، وقد حمل موضوعاً في طياته أسمى معاني الامتنان والتقدير ، لفئة
قدمت الكثير والكثير للأبناء، وآن لهؤلاء الأبناء أن يردوا ولو جزءاً من
هذا الفضل إليهم .
يعد الاهتمام بالمسن علامة بارزة من علامات ترابط المجتمع الإسلامي،
وركيزة من ركائز التواصل بين الآباء والأبناء، ومن هذا المنطلق كان لإمارة
الشارقة السبق في إحاطة هذه الفئة بكافة أنواع الرعاية والعناية الشاملة
لمفهومها، وهذا ما أكدته فعاليات الملتقي الأسرى الثالث في الفترة من
11-28 صفر-1424هـ الموافق لـ 12- 29 أبريل – 2022
وعلى مختلف نواحي إمارة الشارقة ، بالتعاون مع مختلف جهات رعاية المسنين،
جاءت هذه اللفتة، تكريما لجهودهم، حيث وجه الملتقى رسالة إنسانية إلى
أفراد المجتمع باحتضان المسن والاهتمام به ورعايته، ولم يقتصر الملتقي على
تنظيم الندوات كما جرت العادة، بل تم وضع برامج متنوعة في المجتمع؛ لتفعيل
دور المسنين، ومنحهم الشعور بأن هناك من يفكر فيهم، ويهتم بشؤونهم .
وقد حمل الملتقى شعار "المسنون في قلوبنا"، وقد استمر 17 يوماً، شملت كافة
المناطق التابعة لإمارة الشارقة والمنطقة الشرقية ، ومن أنشطة الملتقي:
سوق خيري في دار رعاية المسنين في الشارقة؛ بهدف دمج المسنين في المجتمع،
وإفساح المجال أمام أكبر عدد من الجمهور للمشاركة في هذا النشاط، ومما ميز
هذا الملتقي؛ دعوة طلاب المدارس والجامعات لزيارة دار المسنين، والتحدث
معهم بهدف ربط هذه الشريحة بجيل الماضي.
وجاءت ورقة عمل للدكتورة سعاد محمد المرزوقي – أستاذ مساعد قسم علم النفس
جامعة الإمارات- بعنوان "واقع المسنين– الأمراض النفسية : التعامل
والوقاية"
مشيرة إلى أن الستين بداية مرحلة عمريه جديدة، هي المرحلة الرابعة في حياة الفرد، أو مرحلة الرشد المتأخر.
وهي بداية تغييرات خارجية في الشكل الظاهر، وكذلك داخلية في الوظائف
العقلية والفسيولوجية؛ إلا أنه يبقى الفرد في هذا العمر مصدر الحكمة
والخبرة مقارنة بالآخرين ، وهناك بعض المسنين قد يكونوا عرضة لبعض
الاضطرابات النفسية وهي مسألة تعتمد على الظروف البيولوجية والاجتماعية
والاقتصادية التي يتعرض لها المسن في مرحلة حياته السابقة، وهي تختلف من
مسن لآخر وفقا لدرجة التعرض ونوعيته ، تتحكم تلك الظروف في شيخوخته، مثال
: المسن الذي يمر بأزمات في طفولته أو مراهقته، أو إذا تعرض لأزمات نفسية
أو اجتماعية؛ لا شك بأن شيخوخته ستكون غنية بالاضطرابات النفسية وسيحتاج
إلى رعاية خاصة مع تقدير كل الظروف الخارجة عن إرادته .
كما أن نمط شخصية المسن لها الدور الفعال في المرحلة المتقدمة من عمره
وذلك نتيجة لدور العامل الوراثي، حيث تلعب الجينات دوراً أساسياً في تكوين
شخصية الفرد، مما يساعد على اكتساب مهارات وخبرات سلوكية واجتماعية تساعده
على مواجهة الصعوبات التي قد تعترضه أو تمكنه من التعايش معها.
كما تلعب ظروف عمل الفرد دوراً في رسم ملامح شيخوخته، فالفرد الذي يعمل
بمجهود مضاعف، أو في وظائف تحتاج لمجهود عضلي؛ قد يصاب بضغوط نفسية أو
متاعب صحية تؤثر سلباً عليه مستقبلاً.
وتطرقت الدكتورة سعاد إلى عدد من المحاور الرئيسة في حياة المسن، وركزت
على أهم الاضطرابات النفسية عند المسنين، والتي للأسف لا يكتشفها المختصون
-كالأطباء- مبكراً، كما لا تكتشفها الأسرة لعدم وعيها بتلك الاضطرابات، أو
الاعتماد على رأي الطبيب المعالج في الغالب، ونتيجة لهذا قد تتفاقم
المشكلة لدى المسن دون وعي من الأسرة، مما يدفع العلاقة بين الأسرة والمسن
إلى التوتر، ومما قد يضاعف من دعم فهم المسن أيضاً لبعض الممارسات التي
تواجهه من قبل الآخرين. .
وتحدث الدكتور حمود القشعان -استشاري مزاولة الإرشاد الأسرى الإكلينيكي-
من دولة الكويت في ورقة العمل الثانية عن "مهارات التعامل مع المسنين
نفسياً واجتماعياً ومؤسسياً"، وقد سلط الضوء على مفهوم المسنين، ومن ثم
تعرض إلى التغيرات والاضطرابات التي تظهر جلياً في مرحلة الشيخوخة، وتحدث
عن تجربة دولة الكويت في رعاية المسنين، وطرح مهارات رائعه للتعامل مع
المسنين، مركزاً على لغة الكلام الطيبة المستخدمة مع المسن، ومنها:
– استشعار العبادة والأجر عند الجلوس، والحديث عن المبشرات في الحياة وليس الوفيات والأمور السلبية .
– تشجيع المسن بعبارات ترفع من معنوياته، مثل: صحتك ممتازة.
– انتقاء القصص والروايات عن الماضي والذكريات؛ فهذا ما يفضلة غالب المسنين.
– عدم رفع الصوت عند المسن إلا في حالة ضعف سمعه، ومحاولة تكرار المعلومة حتى يستوعبها.
– عدم الاستهزاء أو السخرية منه، وتجنب ما يثير أعصابه
– استشارته، والعمل برأيه في الأمور التي يمكنه المساهمة فيها .
– عدم الضجر والتأفف منه، أو من الجلوس معه.
– الابتسامة في وجهه.
– قراءة القران والرقية الشرعية عليه ؛حتى يطمئن قلبه.
– المداومة على زيارتهم .
– لا تجزع من سلوكهم .
– ملء فراغهم بالمفيد.
وغيرها كثير من النقاط التي تطرق لها الدكتور.
أما ورقة العمل الثالثة فقد تحث فيها الأستاذ عبد السلام درويش -مدير مركز
التوجيه الأسرى في محاكم دبي- عن موضوع "إكرام ذي الشيبة المسلم"، بين من
خلالها فضل تكريم المسنين، وارتباطه بإجلال الله تعالى، ورعاية الإسلام
للمسنين، وتطرقَ إلى سبل رعاية المسنين في التراث الإسلامي، كرعاية
الوالدين للمسنين، والاحترام والتقدير الذي حث عليه النبي -صلى الله عليه
وسلم- في مواطن عده ،والرعاية المالية للمسنين، ورعاية المسنين في الحروب،
وهذه من وصايا أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- عندما بعث أسامة بن زيد- رضي
الله عنه- إلى حرب الروم بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، كذلك
الأحكام التخفيفية التي اتفق عليها الفقهاء المسلمون للمسنين، وختم
الأستاذ عبد السلام درويش ورقة العمل ببعض الوصايا والتوجيهات لاغتنام
الشباب في أعمال البر والإحسان، التي ترفع قدر الإنسان عند ربه؛ فختم ورقة
عمله بمقولة لابن مسعود -رضى الله عنه- قائلاً" ما ندمت على شيء ندمي على
يوم غربت شمس، نقص فيه عمري ولم يزد عملي"
أما ورقة العمل الرابعة؛ تحدث فيها الأستاذ أحمد محمد الشيبة -عضو في مركز
الأسرة السعيدة- عن موضوع "كيف نربي أبناءنا على احترام المسنين" ، تطرق
من خلالها إلى دور كل من الأسرة والإعلام والمدرسة والمجتمع في ذلك ،
وكانت ورقة العمل الخامسة للدكتور ممدوح المختار -مستشار مركز الإرشاد
الأسرى بإمارة الشارقة وأستاذ علم النفس الطبي- استعرض النظريات المفسرة
للشيخوخة، وعلق عليها.
أكدت الأخت نجاة إسماعيل سالم -مديرة دار رعاية المسنين- في كلمتها الخاصة
أن المسنين بركة البيوت، وتاريخها العريق، وجذورها الراسخة، هؤلاء الذين
ضحوا لأجلنا، سهروا لننام ملء جفوننا، مرضوا حين مرضنا، برقت عيونهم فخراً
حين نجحنا، هل قابلنا جميلهم بالبر في شيخوختهم، وحملناهم كباراً كما
حملونا صغاراً؟!
ألا نعلم أن علينا دين مستحق لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا، إنه دين لمن
أحاطنا بالحب في هذه الحياة، فلنمد لهم يد المحبة؛ لنخرجهم من عالم الوحدة
والفراغ والضعف، ولنحيطهم بالتقدير والعرفان بالجميل، ولنحترم عطاءهم
وخبراتهم، ولو تم ذلك؛ فيقينا أنهم سيشعرون بأنهم مازالوا يديرون عجلة
الزمن، بدلاً من أن تديرهم ..
فسلوكنا تجاه المسنين لهو الانعكاس الحضاري لوجودنا الإنساني، فعلينا تقع
مسؤولية احتضانهم، وواجبنا هذا اتجاههم تدعمه قيمنا الروحية الإسلامية
الرفيعة، فديننا يحثنا على أن نحسن إليهم، وإلا نقول لهم أف ولا ننهرهم،
وإنما نقول لهم القول الكريم، ولقد قرن الله -عز وجل- رعاية كبار السن
بعبادته، وأمر بها بعد النهي عن الشرك به. وتتجاوز مسؤوليتنا هذه تجاههم
كونها مسؤولية مادية؛ فهي بالدرجة الأولى مسؤولية أخلاقية يلزمنا بها
ديننا إلزاماً.
وتفاعلت دور المسنين كفئة مستهدفة من هذا النشاط بالمشاركة المتميزة في
مختلف الفعاليات ، وتضمن الملتقى إقامة دورات طبية للمتدربين والعاملين في
دار رعاية المسنين من مختلف مراكز الدولة.




رد: ملف عن الكبار في السن

الونشريس

المجتمع المسلم ورعاية المسنين

سؤال:
كيف يعامل المسنون في دين الإسلام ؟ هل لهم مكانة خاصة ، وهل يلاقون رعاية تليق بوضعهم الصحي ؟.

الجواب:

الحمد لله

فإن دين الإسلام دين رحمة وعدل .. دين يتمم مكارم الأخلاق وينهى عن سفاسفها .. دين يعطي للإنسان كرامته – إذا التزم بشرع الله – .

ومما لا شك فيه أن الدين الإسلامي قد أعطى للمسنين مكانة خاصة ، وقد جاءت في حقهم نصوص شرعية تحث على احترامهم وإكرامهم .

وقد قامت رعاية المسنين في الإسلام على عدة مرتكزات منها ما يلي :

1- الإنسان مخلوق مكرم ، ومكانته محترمة في الإسلام ..

قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا ) الإسراء/70
.

فالمسن له منزلته ومكانته في الإسلام بشكل عام أخذاً من عموم الآية .

2- المجتمع المسلم مجتمع متراحم متماسك ..

قال الله تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) محمد/29 .

وقال تعالى واصفاً المؤمنين : ( ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ، أُوْلَئِكَ
أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ) البلد/17-18 .

ويصف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المؤمنين بأنهم كالجسد
الواحد ، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَثَلُ
الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ
الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ
بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) رواه مسلم (2586) .

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ
حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) رواه البخاري (13) .

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ
الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي
السَّمَاءِ ) رواه الترمذي (1924) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي
(1569) .

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ
أَهْلِ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ يَأْلَمُ
الْمُؤْمِنُ لأَهْلِ الإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي
الرَّأْسِ ) رواه أحمد (32370) وأورده الألباني في الصحيحة (1137).

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خاب عبد و خسر لم يجعل الله
تعالى في قلبه رحمة للبشر ) . قال الألباني في السلسلة الصحيحة (456) :
إسناده حسن اهـ .

3- المجتمع المسلم مجتمع متعاون متكاتف ..

روى ابن أبي الدنيا عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب
الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله
على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ،
ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبُّ إليّ من أن اعتكف في هذا المسجد –
يعني مسجد المدينة – شهرا . . . ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى
يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام ) حسنه الألباني في
الترغيب والترهيب (2623)

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ
كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ
كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ
اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا
سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ
الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) رواه مسلم (2699) .

4- المسن له مكانته عند الله إذا استقام على شرع الله

قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ
الْمَوْتَ وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ إِنَّهُ إِذَا
مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ
عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا ) رواه مسلم (2682) .

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (ألا أنبئكم بخياركم ؟ خياركم
أطولكم أعمارا إذا سددوا) قال الألباني في السلسلة الصحيحة (2498) : حسن
لغيره اهـ .

( سددوا ) أي استقاموا وعملوا بالصالحات

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خياركم أطولكم أعمارا ، وأحسنكم أعمالا) صححه الألباني في صحيح الجامع (3263) .

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ
عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ لِتَسْبِيحِهِ
وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ ) رواه أحمد (1404) وقال الألباني في السلسة
الصحيحة (654) : إسناده حسن اهـ .

وروى الترمذي (2329) أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
مَنْ خَيْرُ النَّاسِ ؟ قَالَ : مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ .
وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1899) .

5- توقير الكبير وإكرامه من سمات المجتمع المسلم

قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ
إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ . . . ) رواه أبو داود (4843)
وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4053) .

وجَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَبْطَأَ الْقَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ
صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا . رواه الترمذي (1919) وحسنه الألباني
في صحيح الترمذي (1565) .

6- أوجه رعاية الإسلام للمسنين ..

1- الأمر ببر الوالدين ..

وهذا مظهر من مظاهر رعاية المسنين في الإسلام إذ الغالب أن الوالدين يكونان من كبار السن .

وقد اقترن الأمر ببر الوالدين بالأمر بتوحيد الله والنهي عن الشرك به في آيات كثيرة منها :

قال الله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) النساء /36 .

وقال : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) الإسراء /23 .

وعن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ
الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا . قَالَ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ بِرُّ
الْوَالِدَيْنِ قَالَ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي . رواه البخاري
(527) .

2- الأمر برعاية صديق الوالدين ولو بعد موتهما واعتبار ذلك من بر الوالدين .

قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (من البر أن تصل صديق
أبيك) . قال الألباني في السلسلة الصحيحة (2303) : صحيح بمجموع طرقه اهـ

روى مسلم (2552) . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ
الأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ
اللَّهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً
كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ فَقُلْنَا لَهُ أَصْلَحَكَ
اللَّهُ إِنَّهُمْ الأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ
وُدِّ أَبِيهِ ) .

وبلغ الأمر ببعض السلف أنه كان يسافر ليصل صديق أبيه . روى أحمد (26998)
عن يُوسُف بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا
الدَّرْدَاءِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالَ لِي يَا ابْنَ
أَخِي مَا أَعْمَدَكَ إِلَى هَذَا الْبَلَدِ أَوْ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ
قُلْتُ لا إِلا صِلَةُ مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَالِدِي عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَلامٍ .

فهذه إحدى صور رعاية المسنين في الإسلام ، فحين يزور أفراد المجتمع أصدقاء
آبائهم فإنهم يساعدون على دمج المسن في المجتمع والقضاء على العزلة التي
يشعر بها ، وبالتالي التخفيف من التغيرات الاجتماعية والنفسية التي يمر
بها المسن .

بخلاف ما يحدث في المجتمعات غير الإسلامية . فتطالعنا الأخبار بين حين
وآخر عما يحدث لبعض المسنين هناك ، ومدى العزلة التي يعيشون فيها .

فهذا مسن يبقى متوفياً داخل شقته أربع سنوات ولم تكتشف جثته إلا صدفة . صحيفة الجزيرة عدد (7751) . تاريخ /7/1414 هـ .

وفي تقرير من وزارة الأسرة والشبيبة والكهولة في ألمانيا عام 1993 م جاء
فيه أن هناك 440 ألف مسن تعرضوا للإيذاء الجسدي والمعاملة السيئة من
أقاربهم وأفراد أسرهم مرة واحدة على الأقل في العام .

وهذه عجوز عاجزة عن الحركة تموت جوعاً في شقتها بسبب ابنها الذي قطع عنها
الماء والكهرباء والغاز ، حتى اكتشف الجيران أمرها .. ولكن بعد فوات
الأوان .

ومات رجل مسن في لندن في شقته وله خمسة أولاد ولم يعلم أحد بموته إلا بعد ستة أشهر .

وهذه امرأة عجوز في ألمانيا لمنزلها حديقة لا تُصدق ، لروعة جمالها ،
وإنها تُعدها ليوم واحد في العام ، حينما يأتي أولادها إليها ، من شدة
محبتها لهم وهم معرضون عنها ، زينت لهم هذه الحديقة ذات يوم وصنعت لهم
طعاماً نفيساً ، ثم فوجئت أنهم اعتذروا عن المجيء ، فبكت بكاء ، كادت تموت
من البكاء .

وفي حي من الأحياء الراقية في طوكيو عُثر على مسن في شقته قد مَرَّ على موته سنة ونصف .

وهذه مسنة عُثر عليها وقد ماتت جوعاً في شقتها .

وأغرب من ذلك هذا المسن الذي تجاوز التسعين عاماً ولم يدر أحد بموته إلا
بعد خمسة أيام . ووجه الغرابة أنه مات في دار خاصة بالمسنين في مدينة
سابور بجزيرة هوكايدو ولم يشعر أحد من العاملين في الدار بوفاته حتى جاء
بعض أقاربه لزيارته فاكتشفوا الأمر .

فالحمد لله على نعمة الإسلام .

والله أعلم .




رد: ملف عن الكبار في السن

في
السن قد غزا الشيب رأسه ..اتخذ لنفسه مقعدا تحت ظل شجره وكان يضع بين يديه
كتابايتصفحه ويطالع بعض ما ورد فيه..وقد ارتدى نظارة سميكه تمكنه من قراءة
ما بين السطور..تعب من المطالعه وأسند رأسه إلى الخلف وغاص في بحر
الذكريات فترقرقت الدموع في مقلتيه وهو يعود بذاكرته إلى الوراء.. فتذكر
زوجته الراحله وابنيه التوأم اللذين أفنى زهرة شبابه في تربيتهما بمفرده
بعد أن أعيا المرض زوجته وأقعدها عن الحركه ولم تكد تمضي بعض الشهور حتى
رحلت عن الدنيا وفارقتها دون رجعه..فنذر الأب المكلوم حياته لتربية ابنيه
ولم يرضَ بإحضار زوجة أبٍ لهما ..فتولى تربيتهما بمفرده فكان بالنسبه لهما
الأب و الأم في آنٍ معا ..وعندما اشتد عودهما وتخرجا في الجامعه و حصلا
على أرقى المراكز وفكرا في إكمال نصف دينهما فتقدما لإحدى العوائل
المعروفه بوجاهتها وثروتها ليخطبا ابنتين من بناتها فكان أحد شروط العائله
أن لا تعيش ابنتهما مع والد التوأم ففكرا في مصلحتهما الشخصيه وقادهما
تفكيرهما الشيطاني في إيداع والدهما دار المسنين فما لبثا ان نفذا الفكره
واقتاداه إلى إحدى الدور القريبه وأتما زفافهما ..وقد مضى على فعلتهما عدة
شهور لم يكلفا نفسيهما العنت ويسألا عن والدهما أو أن يقوما بزيارته..
وتناسيا تضحياته التي قام بها من أجلهما..فماذا يمكن أن نقول إزاء هذا
العقوق الواضح في حق الأب المضحي الذي لم يتمنَ من إبنيه الا التواجد
بقربهما والتنعم بوجودهما وتمضية ما بقى له من عمر بجانبهما …فمن ينصف
هذا الأب المكلوم !!!!




رد: ملف عن الكبار في السن

هذا فلاش يحكي قصص الاباء في دار المسنين( اين ابنائي)

رابط الفلاش

أين أبنائي




رد: ملف عن الكبار في السن

امنحوا كبار السن لمسة حنان تجدد شبابهم

وسيلة محمود الحلبي

عدد الزيارات:445

كبار السن يحتاجون لعناية خاصة!

"كبر السن بداية أم نهاية".. كانت محاضرة رائعة للدكتورة أسماء الخميس من
قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود حثت فيها على ضرورة إعطاء لمسة
وفاء لأهل الوفاء (الأجداد والآباء).

وأكدت أن الإنسان كان يعيش فقط 25-30 عاماً بسبب انتشار الفقر والمجاعات
وانعدام الرعاية الصحية وكثرة الأمراض، لذا لم يكن الناس يهتمون كثيراً
لكلمة (مسن).. وبعد التطور الصحي والتقدم العلمي وتحسن الغذاء والقضاء على
المجاعات والأمراض وتغير الاتجاهات والأفكار والاهتمامات بمفهوم السلوكيات
وخاصة أثناء المرض بدأ بإذن الله تعالى عمر الإنسان يطول عن ذي قبل..

"الأسرة".. وأكدت أسماء الخميس: كان في الماضي نظام الأسرة الممتدة التي
تحتوي الأب والأم والأحفاد والأسباط والأجداد والجدات.. وكان كبير السن هو
القائد وله الكلمة في كل شيء.. والآن في عصر التقدم والانفتاح بدأت تتقلص
تلك الأسرة في المجتمع السعودي.. وزاد على ذلك خروج المرأة للعمل حيث
أصبحت منشغلة بنفسها وعملها وأولادها ولا تستطيع العناية بكبار السن
فأصبحوا عبئاً على مسؤولياتها فبذلك بدأ كبار السن يتغيرون.

كذلك فقد كثرت الهجرة من الريف إلى المدينة لطلب العلم والرزق والعمل
وأصبحت الهجرة كبيرة جداً ولذلك حصل هوة بين الأبناء وآبائهم فالهوة تحدث
الوحدة لكبار السن.

وأكدت أن هناك تغيرات ديموغرافية أثرت على كبار السن.

النواحي الصحية:

وأكدت الخميس أن عمر الإنسان يمر بمراحل من 20-40-60-80 وهذه الثمانون
مرحلة الخرف حيث يظهر المرض الزهايمر رغم أن الخرف لا يصيب جميع كبار
السن، لذلك لابد أن نراعي النواحي الصحية لكبار السن.. حيث يبدأ بالظهور
الضعف في بعض أجهزة الجسم، لذلك لابد أن نهتم بغذائهم ونبعد عنهم السكريات
والمواد الدهنية، والملح والسهر ولا بد أن ننوه أن مرض كبير السن لا يدعو
للتشاؤم لأن هذه القضية قضية فروق فردية وقضية من الشخص نفسه ومن الأسرة
نفسها والمجتمع بشكل عام.

وأبانت أن هناك أموراً صحية وأموراً وراثية وأخرى بيئية تتدخل في الأمور الصحية.. وأكدت أن هناك ثلاثة أسس لابد منها وهي:

· أساس علاجي: وهو أن نعالج كبار السن من أمراضهم.

· أساس وقائي: أن نعودهم على بعض العادات الغذائية المناسبة وممارسة الرياضة والكشف الدوري على صحتهم.

· النواحي النفسية: مهمة جداً لذلك لابد أن نعمل المستحيل لإدخال
السعادة والسرور على كبير السن وعدم شعوره بأن الزمن يأكله بقسوة، ولابد
من الاستماع لهم وتلبية رغباتهم ومشاركتهم في قضاء حاجاتهم، والمشاركة في
بعض الأعمال المنزلية والتحدث عن الماضي وذكرياته الجميلة، والتواصل مع
الأصدقاء والاستفادة من الجيران وتجاربهم في الحياة في تربية الأبناء
وترشيد الاستهلاك، والطبخ وفنون الحياة بأكملها.

· حب قاتل:

وأوضحت أسماء الخميس أننا نقتل كبار السن أحياناً لحبنا لهم، وذلك من طريق
تقديم وجبات الطعام الدسم لهم، والحلويات وحثهم على الأكل.. واعتبرت أن
هذا خطأ كبير.. ولابد أن نقف عنده، ونعمل على تغيير هذه العادة بما
يفيدهم، ولابد من تقديم الهدايا لهم في المناسبات وأن نقبلهم لأن هذه
العادات تسعدهم كثيراً.

ولابد أن يعيش كبير السن حياته ويستمتع فيها، ويهتم بالثقافة والرياضة والترفيه والصداقات.

* بر الوالدين:

وهنا عرجت على بر الوالدين وأكدت أن عقوقهما خطر كبير وخطأ فادح واستشهدت
بالأحاديث الشريفة منها: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "دخلت الجنة فسمعت فيها قرارة فقلت: ما هذا؟
قالوا: حارثة بن النعمان، كذلكم البر، كذلكم البر، وكان أبر الناس بأمه".

وعن ابن عوم المزني أن أمه نادته فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين،
وقيل لعمر بن ذر: كيف كان بر ابنيك بك؟ فقال: ما مشيت نهاراً قط إلا مشى
خلفي، وليلاً إلا مشى أمامي ولا فوق سطحاً وأنا تحته.

وقال عامر بن عبدالله بن الزبير "مات أبي فما سألت الله حولا كاملاً إلا العفو عنه".

أسباب العقوق:

ووضحت الدكتورة أسماء الخميس أن عقوق الوالدين أسبابا كثيرة منها:

الجهل: فالجهل داء قاتل والجاهل عدو نفسه، فإذا جهل عواقب العقوق العاجلة
والآجلة وجهل ثمرات البر؛ قاده ذلك إلى العقوق وصرفه عن البر.

سوء التربية: فالوالدان إذا لم يربيا أولادهما على التقوى والبر فإن ذلك
سيقودهم إلى التمرد والعقوق والصحبة السيئة للأبناء، فهي ما يجرئ الأبناء
على عقوق الوالدين لوالديهم، فإذا كان الوالدان عاقين لوالديهما عوقبا
بعقوق أولادهما، وذلك من جهتين:

أولادهما: أن الأولاد يقتدون بآبائهم بالعقوق.

الجزاء الثاني من جنس العمل: إضافة إلى التفرقة بين الأبناء، فهذا العمل
يورث لدى الأبناء البغضاء فتسود بينهم الكراهية ويقودهما ذلك إلى بغض
الوالدين.

إيثار الراحة: فبعض الناس إذا كان لديه والدان كبيران أو مريضان رغب في
التخلص منهما، إما بإيداعمها دور العجزة أو بترك المنزل أو السكن، وذلك
إيثاراً للراحة.

قلة الإعانة على البر: فبعض الوالدين لا يعين أولادهما على البر ولا
يشجعهما على الإحسان، فحق الوالدين عظيم وهو واجب ولكن الأبناء إذا لم
يجدوا التشجيع والدعاء والإعانة من الوالدين لربما تركوا بر الوالدين
وقعدوا عنه.

سوء خلق الزوجة: فغالباً ما تغري الزوج على أن يتمرد على والديه والعياذ
بالله، وتعمل المستحيل لإخراجهما من المنزل أو إيداعهما دار المسنين.

إبكاؤهما أو تحزينهما: وهذا أيضاً من عقوق الوالدين حيث يقوم بعض الأبناء
هداهم الله إلى إبكاء والديه أو تحزينهما بالقول أو الفعل أو التسبب في
ذلك، كذلك نهرهما وزجرهما وذلك برفع الصوت والإغلاظ عليهما بالقول مثل
التأفف والتضجر من أوامرهما، والعبوس وتقطيب الجبين، إمالة النظر إلى
الوالدين شراً، ممارسة سلطات الأمر عليهما كمن يأمر والدته بكنس المنزل،
وانتقاد الطعام الذي تعده الأم، وترك مساعدتهما في عمل المنزل، وإلاشاحة
بالوجه عنهما إذا تحدثا، وقلة الاعتداد برأيهما فبعض الأبناء لا يستشير
والديه، وترك الاستئذان حال الدخول عليهما، إثارة المشكلات أمامهما، ذم
الوالدين عند الناس وذكر معايبهما، شتمهما إما مباشرة أو التسبب في ذلك.

كذلك إدخال المنكرات للمنزل، مزاملة المنكرات أمامهما كشرب الدخان، تشويه
سمعة الوالدين وذلك باقتراف الأعمال السيئة، إيقاعهما في الحرج كحال من
يستدين أموالاً ثم لا يسددها، المكث طويلاً خارج المنزل وهذا يسبب القلق
للوالدين، الإثقال عليهما بكثرة الطلبات، تقديم طاعة الزوجة على طاعة
الوالدين، التخلي عنهما وقت الحاجة كالكبر، التبرؤ منهما، التعدي عليهما
بالضرب، إيداعهما دور العجزة والملاحظة، هجرهما وترك برهما ونصحهما، البخل
عليهما، المنة وتعداد الأيادي على الوالدين، السرقة منهما، الأنين وإظهار
التوجع أمامهما، تمني زوالهما.

بركة العمر وسعة الرزق:

أكدت الدكتورة أسماء الخميس أن عقوق الوالدين ذنب عظيم، وكبيرة من
الكبائر، فهو قرين الشرك وموجب العقوبة في الدنيا، وسبب لرد العمل ودخول
النار في الآخرة والعياذ بالله وهو جحود للفضل ونكران للجميل، ودليل على
الجهل.

لذا لابد من برهما لأنه من أفضل القربات والأعمال وأحبها إلى الله، وهو
قرين التوحيد وسبب لدخول الجنة، بل هو أوسط أبوابها، وهو خلق الأنبياء
ودأب الصالحين وهو سبب في زيادة العمر، وسعة الرزق وتفريج الكربات وإجابة
الدعوات. وهو من أسباب بر الأبناء وصلاحهم ودليل على صدق الإيمان وحسن
الوفاء.

وأكدت أن الله سبحانه وتعالى أكثر من ذكر الوالدين في كتابه العزيز، وأمر
ببرهما، والإحسان إليهما، ونهى عن عقوقهما، والتقصير في حقهما، قال تعالى
{واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا}. وقال أيضا {وقضى
ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما
أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما، واخفض لهما
جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا}. سورة الإسراء.

كذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على بر الوالدين ونهى عن عقوقهما في
أحاديث كثيرة، منها: ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه: قال سألت الرسول صلى
الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم
أي؟ قال: بر الوالدين، قلت ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.