الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
الخيل في اللغة
وقيل: الخيل هو اسم جمع لا واحد له من لفظه، واحده فرس، وسمي الفرس فرساً لأنه يفترس مسافات الجو افتراس الأسد.وسميت الخيل خيلاً لاختيالها في المشـية.(1)
1- في قوله تعالى: ***64831; زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ***64830; [ آل عمران:14 ].
2- وقوله تعالى:***64831;وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ***64830;[ الأنفال: 60] .
3– وقوله تعالى***64831; وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ***64830;[ النحل: 8].
4- وقوله تعالى: ***64831;وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً***64830;[ الإسراء: 64].
5- وقوله تعالى: ***64831;وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ***64830;[ الحشر: 6] .
6- وفى قوله تعالى:***64831; وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً{1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً{2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً{3} ***64830;[ العاديات: 1-3].
– ففي الآية الأولى: ورد ذكر الخيل في سياق الأشياء المزينة للناس, ومنها الخيل, فقد جعل الله حب الخيل في النفوس مثل المال والبنون.
قال ابن كثير (( رحمه الله ))( وحب الخيل على ثلاثة أقسام: تارة يكون ربطها أصحابها معدة لسبيل الله متى احتاجوا إليها غزوا عليها فهؤلاء يثابون، وتارة تربط فخراً ونواءً لأهل الإسلام فهذه على صاحبها وزر, وتارة للتعفف واقتناء نسلها ولم ينس حق الله في رقابها فهذه لصاحبها ستر))(2).
والزينة في الخيل: لما فيه من جمال، حتى قيل عنه إنه من أجمل المخلوقات، وهو أشبه المخلوقات في صفاته بالإنسان، وذلك لما يوجد فيه من الكرم وشرف النفس، وعلو الهمة.
– وفى الآية الثانية: فقد وردت في سياق نبذ عهد من تُخشى خيانته، قال تعالى:***64831;وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ***64830;[ الأنفال: 58].
وهؤلاء كانوا بني قريظة وبني النضير، والمقصود برباط الخيل: يعنى ارتباط الخيل للجهاد في سبيل الله (3).
– أما الآية الثالثة: فقد وردت في معرض المنة على الإنسان، وتذكيره بنعم الله عليه، وقد ذكرها على سبيل التخصيص بعد أن قدّم ذكر الأنعام ليشير إلى فضل الخيل.
– أما الآية الرابعة: فتشير إلي توعد الشيطان لآدم وذريته فقد قال كماحكى عنه القرآن:***64831; قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً***64830;[ الإسراء:64].
أي: لأستو لين عليهم إلا قليلاً منهم، وهم الذين عصمتهم منى فقال الله تعالى له: ***64831; قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً***64830; [الإسراء: 63].
واستفزز: أي استخف واستزل منهم من تستطيع، وأجلب عـليهم بخـيلك: أي استعمل كل ما تستطيعه من قوى، وأعلن عليهم حربك.
– أما الآية الخامسة: فقد جاءت بصدد غزوة بنى النضير الـذين حـوصـروا واستسلموا بدون قتال، فجعل الله فيئهم خالصاً لرسول الله يضعه حيث شاء.
– أما الآية السادسة: فقد أقسم الله بالخيل وصهيلها، وغبارها وقـدح حوافـرهاالنار، لأنها عُدة المحارب، وخيلاء المنتصر، فالأمة التي تعرف صهوات الخيول لن تعرف طعم الهزيمة (4).
2- الموريات: قال تعالى: ***64831;فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً***64830;[ العاديات: 2].
3- الصافنات قال تعالى***64831;إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ***64830;[ ص: 31].
4- الجياد: قال تعالى***64831;الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ***64830;[ ص: من الآية 31].
5- الخير: قال تعالى ***64831;فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ***64830; [ ص: 32] .
" فقد آثر العربي الجياد من الخيل على أولاده وزوجاته، كان يغطيه بـردائه، ويسقيه الماء السلسبيل واللبن.وكان الجاهليون يُعلقون عـليها التمائم كما يفعلون بأولادهم، ويضعون العين الزرقاء لتحميها من الحاسدين.
ومن مظاهر اعتزاز العربي بها, أنه أطلق عليها أسماءً من أسمائه، وجعل لها مشجرات مطولة بأنسابها حتى يبقى دمها نقيـاً.
ومن أسمائها بعد انهيار سد مأرب:
– أم عرقوب: لالتواء عـرقوبها.
– شويمة: لشامات كانت بها.
– عيينة: لأنها سقطت على ذيلها فظلت ترفعه إلي أن شُفيت .
– الصقلاوي: يتصف بجماله الذي يتخذ الطابع الأنثوي.(5)
ولقد وصف الشعراء العرب الخيل في الشعر .. قال الشاعر امرؤ القـيس في وصف حركتها.
يَـدعونَ عَنتَرَ وَالرِمـاحُ كَأَنَّها أَشطـانُ بِئـرٍ في لَبـانِ الأَدهَمِ
ما زِلتُ أَرميهِم بِثُغـرَةِ نَحـرِهِ وَلَبـانِـهِ حَتّى تَسَربَـلَ بِالـدَمِ
فَاِزوَرَّ مِن وَقـعِ القَنـا بِلَبانِـهِ وَشَكا إِلَيَّ بِعَبرَةٍ وَتَـحَمـحُـمِ
لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى وَ لَكانَ لَو عَلِمَ الكَـلامَ مُكَلِّمي
وَلَقَد شَفى نَفسي وَأَذهَبَ سُقمَها قيلُ الفَوارِسِ وَ يكَ عَنتَرَ أَقـدِمِ
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبـارَ عَـوابِساً مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَـرَ شَيظَـمِ
وقالوا في الحث على حب الخيل: ـ
إذا مـا الخيل ضيّـعها أنـاس ربطناهـا فأشـركـت العيـالا
نقـاسمهـا المعيـشة كـل يوم وتُكسبنـا الأبـاعـر والجمـالا
الخـيـل فـي الإسـلام
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالنَّيْلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَادْعُوا لَهَا بِالْبَرَكَةِ… )(7).
وعن أبى هريرة رضي الله عنهقال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ.فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنْ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ ، كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ ، وَهِيَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ.وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا ، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً فَهِيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ))(8).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الْخَيْلُ: ثَلَاثَةٌ فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ ، وَفَرَسٌ لِلْإِنْسَانِ ، وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ.فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ فَالَّذِي يُرْبَطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،فَعَلَفُهُ وَرَوْثُهُ وَبَوْلُهُ.. وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَأَمَّا فَرَسُ الشَّيْطَانِ فَالَّذِي يُقَامَرُ أَوْ يُرَاهَنُ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا فَرَسُ الْإِنْسَانِ فَالْفَرَسُ يَرْتَبِطُهَا الْإِنْسَانُ يَلْتَمِسُ بَطْنَهَا فَهِيَ تَسْتُرُ مِنْ فَقْرٍ ))(9).
وكان لعروة البارقي سبعون فرساً مُعدة للجهاد.
قال الأمام القرطبي رحمه الله (( والمستحب منها الأنثى, قاله عكرمة وجماعة، فإن الأنثى بطنها كنز ، وظهرها عز، وفرس جبريل عليه السلامكان أنثى" (10).
وهذا عمر رضي الله عنه يقول: " علموا أولادكم العوم والرماية ومروهم فليثبوا على الخيل وثباً " (11).
هذا: ولقد كان للخيل أثر واضح ساعد في نـشر الـدين الإسلامي فـي صدر الإسلام.فـقد قـامت الخيول بدور واضح ومهم في كل الحروب التي خاضها المسلمون، لسرعتها في الكر والفر، وقوة تحملها أثناء القتال.
فمن بداية الفتح الإسلامي انطلق فرسان المسلمين على ظهور خيولهم الـعربـية فاتـحين بلاد العراق والشام وفارس ومصر وشمالي أفـريقيا، ودخـل الحصان العربي إلي أسبانيا، واجتاز الهند ونهر الهندوس بعد أن اجتاح الإمبراطورية الرومانية.وكان هذا بداية انتقال الحصان العربي الأصيل من بيئته العربية إلي تلك الأرجاء.( 12)
أما عن صفاته: فهو حـاد الذكاء يعرف صاحبه حيثما يكون، ويمكـنه تمييز صاحبه من بين عشرات الأشخاص .
يصف " بالجرافه " ذكاء الجواد العربي من خـلال تجربته في ركوب أحـدها فيقول: " يتميز الجواد العربي برقة إحساسه بـركبة الخيال وفخذه، وإذا أمـره صاحبه بفعل شيء أو مارس ضغطاً خفيفاً تجاوب معه بمهارة قلما نعهد هـا في جيادنا التي تُدرب وتُروض بدقة متناهية، وكم من مرة استجبت لدعوة أحد البدو فركبت جواده دون سرج أو لجام أو ركاب، تقلبت ذات اليمين وذات الشمال في أثناء ركوب الجواد، وأخذت في التأرجح عندما انطلق راكضاً ثم أجبرته عـلى الوقوف دفـعة واحـدة بعدما كنت قد أطلقت له العنان، ولم أشعر في ذلك بأي صعـوبات أو نقص في تجاوب حركاته مع إرادتي، وإن الخيال عنـدما يركب مثل هذه الجياد يشعر بنفسه وكأنه التصق لأعلى كأنه جزء لا يتجزأ من كـائن واحد، والفضل في ذلك يرجع بالأخص إلي تفوق الفـروسية عند العـرب على مناهج الترويض والتدريب المتبعة في أوروبا.
ويقول " براون ": " يُعدُ الجواد العربي من أذكى الخيول على الإطلاق، وإن صفاته الرائعة من: الذاكرة القوية، وسعـة الصدر، والوداعـة تجـعله أجدر المخلوقات وأنسبها لخدمة الإنسان، كما ترفع قدرته على القيام بوظائف ذهنـية أخرى إلي مرتبة الصديق الذي يستحق كل عناية واهتمام(15).
صورة لخيل عربية بيضاء
تقول " ليدي آن بلنت ": " لا شك أن الجواد العربي يتمتع بقدرة جبارة على تحمل المتاعب والمشقات، وهذا يمكن لصاحبه أن يركبه يوماً بعد يوم خلال رحلاتـه الطويلة مكتفياً بأن يُقدم له الكلأ.ورغم ذلك فإنه لا يفقد شجاعته أو حماسه بأن يبقى دائماً على أتم استعداد للركض إلي أن تنتهي الرحلة، وهذا أمر لم نعهده في خيلنا ولم نطالبها به في أي وقت مضى ( 16).
ومن صفاته السرعة وقطع المسافات:
وهذه صفة عرفها العالم في الجـواد العربي, وتحدث المختصون عنها في العديد من مؤلفاتهم، من ذلك مـا يـرويه " شبلة " في كتاب " خيل الجزيرة العربية " قائلاً: " لم يسبق للعرب أ ن علَّقـوا أهمية كبيرة على سباق الخيل بالنسبة للمسافات القصيرة.بل إنهم كانوا ينظمـون في العشرينات من القرن الماضي سباق على مسافة بين 16 و32 كيلو متراً.ولم يكن يهمهم شيء غير صلابة خيولهم، وطول نفسها، واستشهاداً بذلك نذكر عـلى سبيل المثال الحقيقة التالية:
كان " النُجيمة " وهو فرس كميت يبلغ الثالثة عشرة من عمره قـد حمل جنـديـاً مقتولاً إلي الكويت قاطعاً به مسافة 285 كيلو متراً في ظرف ثلاثة أيام دون أكل أو شرب.وقد حدث ذلك في صيف 1929م، حـيث بلغت درجة الحرارة 52 درجة مئوية في الظل.واهتم القنصل الإنجليزي آنذاك العقيد " دكسون " برعاية النجيمة لبضعة أشهر حتى استرد قواه."
وتروى كلنيسترا قصة السباقات التي نُظمت لـقياس قـدرات الحصان الـعربي بالمقارنة مع غيره من الخـيول في قطع المسافات الطويلة.فتقول: (( أظهرت مسابقات المسافات الـطويلة الصعبة جـداً التي نظمتها الولايـات المتحدة فـي العشرينات مـن القرن الماضي أن الخـيول الـعربية الأصيلة شاركت في تلك المسابقات احتاجت فقط إلى 60 % من الوجبات اليومية التي تقدم لبقية الخـيول المشاركة لتفوز بالسباق (17 ).
هذا .. وباستطاعة الحصان العربي أن يقطع مساحة كيلو مترين في دقيقة ونصف الدقيقة، حين تقطعها الخيول الأخرى في ثلاث دقائق أو أكثر ( 18).
كما يمكن الحصان العربي تجاوز 30 كـيلو متراً في الجري ، بينما الأوروبي لا يتجاوز مسافة ثلاثة كيلو مترات.( 19)
ومن صفاته أيضاً: الصحة: ـ
وهذه ميزة من مميزات الجواد العربي، يـفوق فيها سلالات الخـيول الأخرى.الصحة التي تمكنه من بـذل مجهود كبير دون تعب.والتي تمكـنه مـن الشفاء السريع مـن الجروح، تقول " كلينسترا ": (( إن الحيـوانات التي تـقطع مسافات طويلة دون أن يظهر عليها التعب والإجهاد تتمتع عـادة بصحة جيـدة، وجهاز تنفسي سليم، والجواد العربي الأصيل يتمتع بقصبة هوائية واسعة مما يساعد على تنفسه بطريقة أسهل وأسـرع.وبفضل القفص الصدري الضخم يـتوافر لـدى الجواد العربي مكان لرئتيه الكبيرتين وهذا يساعد على إدخال كمية كبيرة مـن الأُكسجين إلى الرئتين، وذلك دفعة واحدة.
ويقول " بيلكه " : (( هناك ارتباط وثيق بين الـبساطة في التغذية والصحة الجـيدة والصلابة والصبر والثبات.وكل هذه المزايا تتطلب بيئة جسمانية متينة ومتكاملة, وقد أثبت الجواد العربي أكثر من مرة أن له مـقومات تساعده عـلى اكتمال بنيته الجسمانية على نحو يندر أن نجده لدى الخيول الأخرى ".
ويقول " زيدل ": (( إن ما يبعث على الدهشة هو قدرة الجـواد العربي المتمثلة في الشفاء العاجل من الجروح سواء أكانت خفيفة أو خطيرة، وتُـجبر عظامه بـعد انكسارها، ولـعل ذلك يرجع إلى تكيف هذا الحيوان الأمين مع الطبيعة منذ أقدم العصور.( 20)
ومن مزايا وصفات الخيل: الخصوبة.
يتمتع الجواد العربي بقدرة عالية على الإخصاب تفوق سائـر سلالات الخـيل، وهو ما لفت أ نظار المهتمين بالخيل فكـتبوا يصفون خصوبـة الجواد العربي، ويضربون عديداً من الأمثلة على هذه الخاصية.
يقول" زيدل ": (( ما أخصب الجواد العربي الأصيل.إن حالات العقم سواء لدى الحصان أو الفرس نادرة جداً، والثابت أن الجواد العربي لا يفقد قدرته التناسلية حتى لو تقدم به السن ؛ فكثيراً ما نجد أفراساً قد أنتجت عشرين مهراً، وأحصنة استُخدمت لغرض التناسل رغم بلوغها الثلاثين من عمرها.ولم يحدث هـذا عند البدو فحسب، بـل وكذلك في محطات تربية الخيل في أوروبا وأمريكا.
ويقول أيضاً: (( لقد ظل الجواد المشهور: بيرقدار ، متمتعاً بكامل قدرته التناسلية حتى سن الـرابعة والعشرين، أما ظريف فقد نـزا وهو في سن السادسـة والعشرين (21 ).
و للإشارة، فليس هناك من ينزو على غير جنسه إلا الحمار والفرس .
ومن صفات الخيل الشجاعة: ـ
لقد لفتت شجاعة الحصان العربي أنظار هواة الخيل في الـعالم، خاصة بـعد أن شاهدوه يتحلى بهذه الصفة في المعارك الحربية، وفى رحلات صيد الـوحـوش المفترسة، ويصف " أفنبورت " الجواد العربي بأنه: يتحلى بشجاعة وحماسة لا مثيل لها.ويقول " براون " في خيل الصحراء: " ويتميز الجواد العربي الأصيل عن باقي أنواع الخـيول بشجاعته المنقطعة النـظير،فهو لا يخشي الأسد والنمر، بل إنه يُستخدم في الهند لصيد هذه الحيوانات الوحشية (22 ).
ومن صفـاته أيضاً الـوفـاء: ـ
فالحصان العربي إذا انطلق بعيداً عن مربطه فهو لا يُـخطئ طريق عودته مهما بعُدت المسافات، وذلك يرجع إلى انتمائه ووفائه الذي يـؤكده موقفه النبيل عندما يسقط الفارس من فوق ظهره، فهو يظل إلى جانبه يـحرسه ويحاول إفـاقته من غيبوبته وإنهاضه من رقدته.
صورة لخيل وهي تقفز فوق
أحد الحواجز في ميدان السباق
ولعل أبلغ قصص وفاء الحصان العربي حـادث آخر وقـع في مصر منذ عـدة سنوات أبرزته الصحف في حـينه، وخلاصتـه: أن أحـد أصحاب مزارع إنتاج الخيول كان شغوفاً بجواد معين في مزرعته، يرعاه بنفسه، ويعتني كثيراً بنظافته وإطعامه وتدريبه، وفى صباح أحد الأيام فـيما كان الرجل يتفقد خيول مزرعته كعادته، أُصيب بنوبة قلبية سقط على إثرها فاقد الحياة على مشهد مـن جواده المحبب، فأضرب الجواد عن الطعام والشراب منذ ذلك اليوم، وتملكته حالة عصبية مصحوبة باضطراب وهياج كلما حاول إنسان الاقتراب منه، وفشل الطب البيطري فـي عـلاجه، ولما يئس من الانتظار تحرر من مربطه وانطلق نـحو مرتفع في المزرعة فسقط ونفق على الفور، وفارق الحـياة التي رحـل عنها صاحبه !! ( 23).
ومن صفاته أيضاً الأصالة: ـ
تقول الليدي " روث " والتي تخصصت في أصل الجواد العربي وصفاته: (( إنك لا تستطيع أن تجد بلداً في العالم تـرتع فيه الأحصنة دون أن تتذكـر أن أصل هذه الأحصنة لا بد و أن يكون فيها دم حصان عربي .. إنه من أقدم السلالات .. وهو كستنائي اللون في العموم، يميل إلى الاحمرار، ويـكسوه جـلد أسود، وتـدل ملامحه وممارسته في الميدان والمزرعة والسباق أنه قـوى الاحتمال بخبب فـلا تسمع لخطواته جعجعة مزعجة، حسن الشكل بتناسق، نبيل ذكى، متنبه الحواس، يدرك فوراً طبيعة الشخص المـقترب منه فلا يسلـس قـياداً إلا لمن يـعرف شئونه.( 24)
و أخيـراً من مواصفات الخيل العربي:
ثمة علامات ملازمة للحصان العربي وهى: قصبة الأنف المقعرة، وابتعاد الذنب عن الجسم، كما يتميز ذنب الحصان العربي بأنه يرتفع بشكل جميل إذ يأخذ شكل ريشة نعام، ورأسه مخروطي الشكل، ومنخراه واسعان، وعيناه واسعتان ذوات نظرات ذكية، وأهدابهما طويلة سـوداء، وأذنـاه صغيرتان موجهتان دوماً إلى الأمام، وجلده رقيق تشف من خلالـه عـروقه، وشعر جلده قصير، وعـنق أنثاه مقوسة، وعند الذكر مثلثة قوية عريضة القاعدة، وبين محور الجسم الأفقي ومحور العنق زاوية منفرجة إلى أعلى, صهوته عريضة وجبهته عـريضة، وعُرفه طويل ناعم حريري، وكذلك شعر ذؤبته. كما يتميز بالخطو الراقص، واللفتة السريعة.( 25)
الخـبب:وهـى حركة قفز قـطرية مع الارتكاز المتتـابع للقـوائم المتعارضة ( الأمامية اليسري مع الخلفية اليمنى ) وتفصل بـين الحركتين فترة زمنية للتقدم ( جميع أعضاء الجواد في حالة رفع ) والسرعة في هذه الحركة هي في المتوسط 13 كم في الساعة أو ما يعادل 240 متر في الدقيقة.
الـرمح: وهى حركة تجمع بين الارتكاز والتأرجح مع الارتكاز بالتتابع: قائمة خلفية .. وقائمة أمامية عكسية، ثم الأمامية قـطرياً مع الخلفية بعد أن تكون قـد لمست الأرض، وكل خطوة من خطوات الرمح يفصلها عن الأخرى زمن اندفاع للأمام ( القوائم الأربعة في حالة رفع ) ويختلف هذا الزمن باختلاف طول الخطوة وسرعة الرمح، وفى حالة الرمح العادي يستطيع الجواد أن يقـطع حوالي 340 متراً فى الدقيقة، وان كانت مثل هذه السرعة الكبيرة لا تُؤدى فى العادة.(26 )
أولها: الحجازي، وهو أشرفها.الثاني: النجدي وهو أيمنها ، الثالث: اليماني: وهو أصبرها، الرابع: الشامي: وهو ألـونها، الخامس: الجـزيري: وهـو أحسنها, السادس البرقي ( ليبيا ) وهو أخشنها, السابع: المصري: وهو أفرهها، الثامن الخفاجي: ( بين الكويت والعـراق ) وهـو أيصلها.التاسع المغربي: وهو أنسلها، العاشر: الأفرنجي وهو أفشلها( 27).
وتأكل الخيول الدريس والشوفان والنخالة، وتختلف الكميات التي تُقدم لها حسب حـجم الحصان، ويشرب الحصان يومياً من الماء من 5 إلى 15 جـالوناً مـن الماء ( 29).
الغطاء الأسود: ـ
تـُعرف الخـيول عـادة بألـوان أغطيتها، فالسـوداء لها أغـطية ومعارف وحوافر سوداء.
الغطاء الكستنائي: ـ
الخيول الكستنائية لها أغطية صفراء .. ذات درجات كثافة متفاوتة.
الكميت: ـ
والكميت ذو ألوان قاتمة مع مزيد مـن اللون البني، أو الماهوجني، والأرجـل والمعرفة والذيل سوداء.
الرمادي: ـ
ظلال مختلفة بين الأسود والأبيض .. والأبقع ذو بقع بيضاء وبنية.
الأشهب:ـوهو ذو أطراف سوداء.(30)
– هشام بن عمرو الكلبي الذي ألف كتاباً أ سماه: " نسب الخيل فى الجاهلية والإسلام ".
– والهيثمي: " كتاب الخيل ".
– والإمام شمس الدين الزرعي: " الفروسية ".
– وابن الأعرابي: " أسماء خيل العرب وفرسانها ".
– وابن هذيل: " حلية الفرسان وشعار الشجعان ".
وغيـرهم من المراجع.
كان الأحنف بن قيس جالساً يوما فجال في خاطره قوله تعالى
(لـقد انزلنـا إليكـم كتاباً فيـه ذكركـم)
فقال:
عليَّ بالمصحف
لألتمس ذكري
حتي أعلم من أنا ومن أشبه؟
فمر بقول
(كانوا قليلاُ من الليل ما يهجعون)
(وبالأسحار هم يستغفرون)
(وفي أموالهم حقٌ للسائل والمحروم)
ومرَّ بقول:
(ينفقون في السرَّاء والضرَّاء)
و(الكاظمين الغيظ)
(والعافين عن الناس)
فمرَّ بقول:
(يؤثرون على أنفسهم)
(ولوكان بهم خصاصة)
(ومن يوق شُحَّ نفسه)
(فأولئك هم المفلحون)
ومرَّ بقول:
(يجتنبون كبائر الإثم والفواحش)
و(إذا ما غضبوا هم يغفرون)
فقال تواضعاُ منه….
اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء
ثم أخذ يقرأ…
ومر بقول:
(إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)
ومرَّ بقول : (يقال لهم
ما سلككم في سقر
قالوا لم نك من المصلين
ولم نك نطعم المسكين)
فقال:
اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء
حتى وقع علي قوله تعالي
(وآخرون اعترفوا بذنوبهم
خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً
عسى الله أن يتوب عليهم
إن الله غفور رحيم)
فقال:
اللهم أنا من هؤلاء
والآن جاء دورك اعرض نفسك علي القرآن
إذا قال تعالى
قد أفلح المؤمنون …………..
أكمل لترى أأنت منهم أم لا
إذا قال تعالى
أقـم الصـلاة ……………..
أكمل لترى أتفعل أم لا
إذا قال تعالى
أولياء الله لا خوف عليهم ….
أكمل واسأل نفسك متى ستكون منهم
إذا قال تعالى
وعباد الرحمن …………..
أكمل لترى أي صفة تنطبق عليك منهم
إذا قال تعالى
استغفروا ربكم ……………….
أكمل لترى أين أنت من الاستغفار
إذا قال تعالى
أدعوني أستجب لكم …………….
أكمل لترى أين أنت من الدعاء
إذا قال تعالى
إن الله مع الذين اتقوا …………..
أكمل لترى أأنت منهم أم لا
إذا قال تعالى
فاذكروني أذكركم ………….
أكمل أين أنت من ذكر الله
إذا قال تعالى
وسبح بحمد ربك …………….
أكمل لترى أين أنت من التسبيح
إذا قال تعالى
استعينوا بالصبر والصلاة ………
أكمل لترى أتستعين بهما أم بالناس؟؟!
إذا قال تعالى
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم …
أكمل لترى مع من تصبر
إذا قال تعالى
نسوا الله فأنساهم أنفسهم
……………. ؟؟؟
أتعلم كم مره ذكر لفظ
يا أيها الذين آمنوا؟؟؟
أأنت ممن اتبع ما بعدها ؟؟؟
هيا بنا نقرأ القرآن بتدبر وخشوع
ولنعلم أنها مخاطبة الرحمن
وأن كل أمر علينا تنفيذه
وكل نهي علينا اجتنابه
لنحظى برضى الرحمن
والفوز بالجنان
ونمتِّع أعيننا بلذة النظر في كتاب الله تعالى
لنفوز بلذة النظر إلى وجهه يوم القيامة
وحتى لا نكون ممن قيل فيهم
لهم قلوب لا يفقهون بها
ولهم أعين لا يبصرون بها
ولهم آذان لا يسمعون بها
أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون
وأعوذ بالله أن أذكركم بهذا وأنساه
الموضوع منقول من كتاب ، للسيد فضل الله حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إبليس في القرآن
لقد تحدث القرآن عن إبليس، كقوة مادية مخلوقة من النار، وصوره لنا ككائن متمرد، يعيش في داخله زهو العظمة بالعنصر الذي خلق منه، بإزاء الإنسان الذي ينتمي إلى عنصر التراب. فإن النار تفني التراب وتحرقه، ولذا فإنها أعظم منه، مما يجعل لما يتولد منها سر العظمة بالنسبة لما يتولد من الآخر.وهذا ما دفعه إلى التمرد على الله في موضوع الجو التكريمي الذي أحاط الله خلق آدم، ودوره في الأرض عندما أمر الملائكة بالسجود له- وكان إبليس ماحقاً بالجو الملائكي في ما يوحيه لنا القرآن – وتتتالى الصور القرآنية في أسلوب الحوار ، لتجسد لنا العقدة المرضية التي عاشها هذا الكائن ضد الإنسان . فقد أراد من الله أن يمنحه الخلود في الدنيا ، ليتفرغ للإنسان ،ليهبط به عن الدرجة العليا التي وضعه الله فيها ، و ليثير في داخله الصراع بين الخير و الشر ويحبب له الشر في أسلوب شيطانية دقيق خادع ، ليلبي في داخله العقيدة الحاقدة التي تريد أن تحطم في الإنسان روحه و موقعه من الله .
ويصور لنا القرآن الكريم – من خلال الحوار – ان، الله أعطاه هذا الطلب لحكمة يعلمها- سبحانه- ولكنه شرح له و لنا أن سلطته لا تتعدى دور الوسوسة التي تزين للإنسان المعصية و تحسن له الجريمة. أما السلطة المباشرة التي تمثل الإكراه و القهر و الإلجاء، فهذا ما لم يجعله الله له، ولكن الإنسان الكافر و الفاسق الذي لا يستثير إيمانه ولا يعيش الإحساس بعداوة الشيطان، هو الذي يسلطه على نفسه ويعطيه، نظرا زمام قيادته. أما الإنسان المؤمن، فلا يعطي الشيطان فرصة السيطرة عليه، نظراً للقوة الروحية التي تهز كيانه و تثير فيه روح الصراع الحق، ولذا فإن الشيطان لا يملك أمر ليصور لنا الملاح العامة لإبليس في إطار ذلك كله.
إبليس في قصة خلق آدم
لقد خلق الله سبحانه آدم، وكرمه وفضله على الكثير ممن خلقه. وكانت بداية التكريم الإلهي لهن أن أمر الله ملائكته و إبليس معهم أن يسجدوا له في جو احتفالي عظيم ، كتدليل على عظمة هذا المخلوق الجديد لخصائصه الذاتية ، و للدور الكبير الذي أعد له في خلافة الله في الأرض ،ولتسخير المخلوقات الطبيعية العظيمة له، ليستطيع القيام بدوره أعظم قيام.
وقد حدثنا الله سبحانه في القرآن الكريم في أكثرمن أية عن ذلك ، وأفاض في حديثه عن الملامح الذاتية لإبليس التي يبدو فيها شخصاً تافهاً لا ينسجم في المواقف الكبيرة ، مع إرادة الله، بل ينحدر في مشاعر الكبرياء العنصرية التي تربط قيمة الكائن ودوره بالعنصر الذي يتكون منه ، ولا تلتفت إلى الخصائص الروحية و الفكرية و العملية التي تتميز فيها الموجودات وتحرك حياتها من أجل الوصول إلى أسمى المراتب وأرفع الدرجات ، حيث تتحول الحياة إلى صراع في سبيل بلوغ الغد الأفضل والفكر الأفضل و العمل الأفضل. وتتنوع الآيات القرآنية الكريمة لتسجد لنا الصورة في أجواء نابضة بالحياة، المليئة بالحركة في أسلوب زاخر بالحيوية و الشعور، يستهدف تعميق الهوة بين الشيطان و الإنسان من جهة ، وتركيز الإحساس بفظاعة الكبر و التفكير العنصري و مدى تأثيره على المصير الحياتي والأبدي للكائن الحي ، كما حدث لإبليس.
وهذه بعض الآيات القرآنية التي توضح لنا الصورة:
***64831;وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ***64830;
(البقرة؛ 34)
***64831;وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ***64830; (الأعراف؛11-13)
***64831;وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً***64830;
(الإسراء؛ 61-62)
و هناك آيات أخرى تشبه هذا الموضوع .
وقد لا نحتاج إلى جهد كبير، لنعرف شخصية إبليس من خلال هذه الصورة القرآنية، فهي شخصية متكبر يعتز بعنصره فيتحدى إرادة الله، عند تعارضها مع نزعة ذاته. وتتعاظم العقدة في نفسه، إلى درجة أن يكون مستعداً لمواجهة أسوأ النتائج، في قضية مصيره، للمحافظة على كبرياء الذاتي.
مأساة إبليس قضية وهمية
وقد حاول بعض المتفلسفين، منح موقف إبليس وجه المأساة في قضية إيمانه، فصوروه بصورة الموحد الخالص في توحيده، المؤمن العميق في إيمانه الذي رفض السجود لآدم انطلاقاً من رغبته في توحيد العبادة لله ، فلا يشرك أحداً في السجود لله- حتى إذا كان ذلك بأمر منه – فهو مستعد لتقبل عذاب الله في سبيل الإخلاص لمحبته له و إيمانه به، ولكن هذه المحاولة لاتخضع لأي أساس ديني أو منطقي لأمرين:
إن فكرة إبليس كموجود حي، ليست من الأفكار التي تخضع للتجربة لنملك أمر التصرف في تفاصيلها من خلال تجاربنا الذاتية ،بل هي من الغيب الذي عرفنا الله إياه، في ماعرفه لأنبيائه من أمور الغيب. وفي هذا الإطار لابد لنا من أن نأخذ ملامحها وتفاصيلها من النصوص الدينية عبر ما أوحاه الله في الكتب السماوية. وقد رأينا في هذه الآيات التي قدمناها مع هذا الحديث، أن امتناع إبليس من السجود لآدم كان بفعل الكبرياء لا بفعل التوحيد و المحبة لله و سنجد في ما يأتي من الحديث- في شخصيته صفة الحاقد الذي يدفعه حقده إلى أن يمارس كل ما يستطيع من الأعمال في سبيل تحطيم هذا الكائن في ذاته وفي ذريته، كسبيل من سبل التنفيس عن حقده المكبوت في أعماقه. ولذا فإنه يطلب الخلود من أجل تحقيق هذه الغاية الشريرة في نفسه وإذا كانت الصورة القرآنية هي هذه الصورة، فمن أين أتى لنا بصورة الموحد المحب لله الفاني في ذاته، الذي يريد أن يحرق نفسه في سبيل الاحتفاظ بصفاء حبه وإيمانه؟ هل نستطيع أن نضع ذلك في غير أجواء الخيال الشعري، يعيشه الشعراء الحالمون، الذين يحاولون إضفاء جو المأساة على المجرمين، انطلاقا من الاستغراق الذاتي في مشاعر المجرم أمام مصيرهن بعيدا عن دوافع الجريمة ونتائجها الشريرة في تأثيرها على البلاد والعباد؟ تماما، ككثير ممن يشجبون قانون القصاص للقاتل،على أساس المشاعر العاطفية الساذجة، بعيدا عن التخطيط الواعي للتشريع في حياة الإنسان . وقد نجد في بعض الأحاديث المأثورة عن أئمة أهل البيت –عليهم السلام- بعضا من الملامح التفصيلية للصورة ولكن في اتجاه أخر.
فقد ورد في البحار، عن قصص الأنبياء، عن (الإمام جعفر) الصادق – عليه السلام – قال: أمر إبليس بالسجود لآدم فقال: يا رب وعزتك إن أعفيتني من السجود لأدم لأ عبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها، قال الله جل جلاله: إني أحب أن أطاع من حيث أريد.
فقد نجد في هذا الحديث بعضاً من ملامح الفكرة التي نقلناها، ولكنها لا تسير في الاتجاه الذي يحاوله هذا البعض بل تسير في جو المساومة الساذج الذي يريد إبليس أن يرضي كبرياءه بالامتناع عن السجود لآدم ، وذلك بالطلب إلى الله أن يقبل تعويضاً عنه بعبادة لم يعبده مثلها أحد ، ولكن الواجب يضع القضية في إطارها الصحيح لأن موضوع عبادة الله ليس عملية شكلية تتمثل في أوضاع معينة من أعمال الإنسان بل هي الخضوع لله في كل مايريده بالطريقة التي يريدها بعيداً عن كل النوازع النفس ودوافعها الذاتية. ولعل من أوضح مظاهر ذلك أن يكبت الإنسان رغباته الشخصية أمام إدارة الله.
2- إن قضية السجود لآدم لا تمثل شكلاً من أشكال عبادة آدم، ليتعارض مع الإيمان بالله وتوحيده وعبادته، وكيف يأمر الله عباده بالإشراك به، وهو لا يغفر أن يشرك به؟ ولكنها تحية و تكرمة لآدم من جهة كما حدث من يعقوب لولده يوسف في قوله تعالى:
***64831;وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ***64830;
(يوسف؛ 100)
وهي من جهة أخرى طاعة لله في امتثال أمره وفي تعظيم خلقه كمظهر من مظاهر عظمته.
و هناك نقطة أساسية في هذا المجال، وهي أن اعتبار أي عمل من أعمال الإنسان عبادة لأي شخص، يخضع للنية الدافعة له نحو العمل. فإذا كان السجود خضوعاً للإنسان أو للصنم كان عبادة لهما. وأما إذا كان خضوعاً لله كما لو كان بأمر الله، فهو عبادة الله وإن كان موجهاً لإنسان أو لشيء آخر.وبهذا لا يعتبر تقبيل الحجر الأسود عبادة له لأن ذلك لايتصل بالعظمة الذاتية له بل للأمر الإلهي الذي اعتبره رمزاً من رموز القداسة و شعيرة من شعائر العبادة. إنه أسلوب من أساليب عبادة الله التي حدد لنا شعائرها التي لا نملك أمر تغييرها و لكنها مهما اختلفت فهي موجهة إليه وحده.
وقد أكدت هذا المعنى بعض الأحاديث المأثورة عن أئمة أهل البيت- عليهم السلام –
فقد ورد في تحف العقول عن الصادق (ع): عن السجود من الملائكة لآدم، إنما كان ذلك طاعة لله و محبة منهم لآدم.
وفي قصص الأنبياء عب أبي بصير قال لأبي عبدالله (جعفر الصادق(ع ): سجدت الملائكة ووضعوا جباههم على الأرض قال: نعم تكرمة لله تعالى.
وفي حديث الاحتجاج عن الإمام علي(ع) ضمن حوار مع أحد اليهود: إن سجودهم لم يكن سجود طاعة، إنهم عبدوا آدم من دون الله عزوجل ولكن اعترافاً لآدم بالفضيلة و رحمة له.
إبليس في دوره مع الإنسان
ما هو دور إبليس أمام الإنسان؟
هل يمثل القوة الطاغية التي تشل إرادة الإنسان و تحيط به من بين يديه ومن خلفه، حتى لا تترك له مجالاً للسير في خط الطاعة والانسجام مع إرادة الإنسان..؟
و إذا كان الأمر كذلك، فكيف نفهم تسليط الله له على الإنسان، وكيف ينسجم ذلك مع عدالة الله الذي يتوعد الإنسان على الإنسان على المعصية بالعذاب في الوقت الذي يسلط عليه الشيطان الذي يجبره على المعصية..؟
قد تكون هذه الصورة المألوفة لدى الكثير من أفراد الطبقات الشعبية التي تحاول في كثير من أوضاعها المنحرف إلقاء المسؤولية على الشيطان وتبريء نفسها من مسؤولية الانحراف باعتبار خضوعها الطبيعي لأساليب الشيطان و خطواته، ولكن الصورة القرآنية هي غير ذلك، فليس للشيطان إلا أن يحاول الإضلال بالوسوسة تارة و بإثارة الوعود الكاذبة و التمنيات المعسولة و خلق الأجواء المغرية أخرى.
أما الإنسان فإنه يملك أمام ذلك ، العقل الواعي الذي يميز بين الخير و الشر و الصلاح و الفساد ، و الرسالات السماوية التي تفتح للإنسان سبل معرفة ما يسلكه من طرق تؤدي إلى الله ،وإرادة القوية التي تساعده على تحديد المواقف واستقامة الخطى على الصراط المستقيم. وهذا ما يجعل الصراع بين الإنسان و الشيطان صراعاً متكافئاً يملك فيه الإنسان الاختيار بين أن يريد أو لا يريد ،فيلتقي فيه بكل النوازع الشريرة وبكل الأجواء المغرية و بكل الوسوسات الشيطانية…. فيصارعها بعقله وإيمانه وإرادته، ليقف منها موقف القوي القادر الذي لا يستسلم و لا ينهار أمام كل عوامل الضعف و الانهيار.
وقد أثار القرآن أمامنا – في تصويره لشخصية الشيطان ودوره في إضلال الإنسان – الشعور بقوة الإنسان المؤمن على مواجهة كل قوى في عملية الصراع. أما الذين يخضعون له فليس بسبب ضعف ذاتي بل بسبب تجميد القوى التي يملكونه وتعطيلها عن الحركة و الامتداد و مواجهتهم له دون سلاح، فيقعون صرعى أحابيله و مخططاته.
وعلى ضوء ذلك كله، نعرف كف يكون خلود الشيطان مع الإنسان – الذي يملك كل الأسلحة القوية في الصراع – علامة على الثقة بالإنسان؟ ليختار مصيره على أساس من إرادته وقدرته، لا على أساس من الجبرية ولقهر الذي يجعله ريشة، تتقاذفها الأقدار مع الرياح، إلى مكان سحيق. إنه الفرق بين ينفعل بالأحداث ويخضع لها، وبين الذي يصنع قدره ويخضع الأحداث لإدارته واختياره.
ونقف مع هذه النماذج القرآنية التي توحي لنا بهذا الدور المميز للإنسان مع الشيطان في أكثر ن صورة:
***64831; إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا***64830;
(النساء؛ 117-120)
***64831; قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً***64830;
(الإسراء؛ 62-65)
***64831; قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ***64830; (الحجر؛36-42)
***64831;قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شمائلهم وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ***64830; (الأعراف؛16-18)
***64831;وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ***64830;
(إبرهيم؛22)
حدود السلطة الشيطانية
إننا نلاحظ من خلال هذه الآيات في حوار الشيطان مع الله، أنه يعلن عن عزمه الانحراف بهم عن الخط المستقيم، وذلك بالإحاطة بهم من كل جانب، وتمنيتهم بالوعود المعسولة الكاذبة، في ما ينتظرهم م خير إذا انحرفوا عن الله،. ويمنحه الله ما يريد ن ذلك، ولكنه يحذره من الاستغراق في أوهامه وأحلامه، فهو يملك السلطة المباشرة على الإضلال، فلا يستطيع إضلال من يريد الهدى و يعمل في سبيله ولا يقدر على إغواء من يريد الرشد و يسير على هداه ، بل كل ما يستطيعه أن يمني و يغري و يضغط و يوسوس فيتبعه كل من للأماني والإغراءات وينحني أمام الضغوط المتنوعة من دون مقاومة. وهذا ما يعترف به الشيطان أمام الناس الذين ضلوا بسببه، عندما يقف في يوم القيامة ليواجه حساب المسؤولية، فيتخلص مما يريدون أن يحملوه منها بالإعلان لهم بأن دوره هو الإيحاء و الدعوة و الوسوسة دون يكون له سبيل إلى الإرادة التي تصنع الأعمال بشكل المباشر. و بهذا نعرف كيف تبتعد القضية عن أن تكون انحرافاً عن خط العدالة في تكوين الإنسان وتحريكه وتبقى في إطارها الطبيعي الذي أراده الله، وهي أن تكون سبيلاً من سبل إثارة الصراع داخل الإنسان ، ليختار طريقه من موقع الإرادة، لا من موقع القهر و الإجبار. وهذا ما توحي به الآية الكريمة في قوله تعالى:
***64831;وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ***64830;
(سبأ؛ 20-21)
ولعل الصورة تتضح أكثر إذا تابعنا الآيات الكثيرة التي تعمل على إثارة الإنسان و دعوته إلى أن يتخذ من الشيطان موقف العداوة،الذي لا مهادنة منه و لا مجاملة و توجيهه إلى امتلاك تقرير مصيره بعيداً عن تسويلات الشيطان و تهويلاته.
***64831;فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ***64830; (النحل؛ 98-100)
***64831;إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ***64830;
(فاطر؛ 6)
***64831;وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ***64830; ( الأعراف؛ 200-202)
وقد لاحظنا – و نحن نتابع أجواء الحوار الذي نقله لنا القرآن، في حوار الشيطان مع الله كيف يقف هذا المخلوق من الإنسان موقف الحاقد الذي يريد أن ينتقم و يدمر الإنسان و يعمل على الإساءة إلى المكانة الرفيعة التي وضعه الله فيها، كرد فعل على إبعاد الله له عن ساحة رحمته؛مما يجعلنا لا نجد أي ظل للفكرة المزعومة التي تتحدث عن عنصر المأساة في ذاته الموحدة ، التي لا ترضى بديلاً عن عبادة الله بل نجد مكانها صورة الكائن الذي يخضع لأنانيته المرضية سواء في رفضه لأوامر الله ، أو مواقفه الخاضعة لردود الفعل الذاتية ، دون نظر إلى نتائجها السيئة على مصيره في الدنيا و الآخرة.
اللهمَّ أنكَ سلطتَ علينا عدُواً عليماً بعيوبنا يرانا هو وقبيلهِ من حيثُ لا نراهم .. اللهمَّ أيسهُ منا كما أيستهُ من رحمتكَ وأقنطه منا كما أقنطتهُ من عفوكَ وباعد بيننا وبينهِ كما باعدتَ بينهِ وبين رحمتكَ وجنتك .
***اميييييييييييييييييييييييين
من العسير أن نلمَّ بكلِّ مواضيع علوم القرآن الكثيرة والمتشعِّبة، فخصَّصنا المقال الأوَّل لعلم القراءات والأحكام والتَّفسير، ومدى اهتمام علماء تلمسان بهذه الفروع من علوم القرآن، أمَّا الثَّاني فالاهتِمام ينصبُّ على أعْلام القُرآن وهم على كثرتِهم ينقسِمون إلى قسمين: أساتِذة مدرِّسين، ويندرج فيهم بدرجةٍ أقلَّ محفِّظون للأطفال، وهؤُلاء لَم يعْتنوا بالتَّأْليف في مجال عِلْم القِراءات والضَّبط ورسْم القُرآن، ثمَّ أساتِذة أو علماء مدرِّسين ومؤلفين في هذا التَّخصُّص.
وهذه قائمةٌ بأسْماء العلماء الذين تفرَّغوا للقُرآن الكريم في كلِّ حياتِهم، أوْ أوْلَوه اهتِمامَهم تدريسًا وتفسيرًا وتأليفًا:
• أبو جعفر أحمد بن نصر الدَّاودي المالكي التلمساني:
من أعلام المالكيَّة، أصله من الشَّرق الجزائري، ودرس في طرابلس ثمَّ هاجر إلى تلمسان واستقرَّ بها، لم يتَتَلْمذ على أحدٍ من علماء عصره، وله تلاميذ منهم: أبو عبدالملك مروان بن علي الأسدي القطَّان البوني، المتوفى سنة440، وأبو بكر أحمد بن أبي عُمر محمَّد بن أبي زيد المتوفى سنة 460، وأبو علي بن الوفاء السَّبتي.
توُفّي الدَّاودي بتلمسان سنة 402، وله عدَّة مؤلَّفات، منها: "النصيحة في شرح صحيح البخاري"، قيل: إنَّه أوَّل شرح للبخاري، و "النَّامي في شرح الموطأ"، و "الواعي في الفقه"، و "الإيضاح في الرَّدّ على القدريَّة"، ويُعْتبر من علماء الحديث والتَّفسير، له تفسير بغير عنوان، وسمَّاه أكثر مَن ترجم له باسم "تفسير الداودي"[1].
• أبو علي الحسن بن عبدالله بن حسن الكاتب الأشيري:
أديب كاتب شاعر عارف بالقراءات واللغة والغريب، قال ابن الأبار: ولد بتلمسان ونشأ بها ثمَّ انتقل إلى الأندلس قبل سنة 540، فأخذ بالمرية عن ابن يسعون وغيره، له مجموع في غريب الموطَّأ، ونظم الآلي مختصر في التَّاريخ، وقصيدة في غزو السبطاط[2].
• أبو الحسن علي بن عبدالكريم التلمساني:
مقرئ من أهل تلمسان، قال عنه ابن الجزري: أستاذ مصدَّر أخذ القراءات عن فتح بن عبدالله المرادي صاحب ابن هذيل، وقرأ عليه الحافظ أبو الحسن علي بن محمَّد التلمساني المعروف بابن الخضار الَّذي تلي ترجمته[3].
• أبو الحسن علي بن الخضار التلمساني:
إمام مقرئ، قرأ بها على علي بن عبدالكريم التلمساني وانتقل إلى سبتة فأقرأ بها، وتوفِّي سنة 677، وصفه الذهبي بإحكام القراءات وحفظها[4].
• أبو الحسن علي بن عبدالله بن ويحيان الراشدي التلمساني:
من كبار المقْرئين في عصْره، وأعلمهم بمواضع الوقْف من الآيات، ولد بتلمسان ونشأ بها ثمَّ رحل إلى مصر وتوفِّي بها، قال ابن الجزري: إمام محقّق عارف، كان عارفًا بالقصيد بصيرًا بالأسانيد، وقال الذَّهبي: كان ثقة مأمونًا[5].
• محمد بن عبد الحق بن سليمان اليعفري الكومي:
ترجم له يحيى بن خلدون في "البغية": أبو عبدالله محمد بن عبدالحق بن سليمان اليعفري، ويقال: البطيوي … كان راوية فقيهًا متكلما، متفنِّنًا في علوم جمَّة، بارع الخط، وله مصنَّفات كثيرة أجلُّها "المختار في الجمع بين المنْتقى والاستِذْكار" … مولِده سنة ستّ أو سبع وثلاثين وخمسمائة، وتوفّي بتلمسان سنة خمس وعشرين وستمائة ابنَ تسع وثمانين سنة"[6]، وعدَّ له نويهض في معجمه كتبًا أُخرى، منها كتاب في غريب الموطَّأ، "التسلّي عن الرزيَّة والتحلّي برضا باري البريَّة"، "نظم العقود في رقم الحلل والبرود"، "الفيصل الجازم في فضيلة العلم والعالم"، وله في علوم القرآن كتابان هما: "الإقناع في كيفية الإسماع"، و "فرقان الفرقان وميزان القرآن"[7].
• أبو يوسف الصنهاجي:
الشيخ الصالح الولي أبو يوسف بن علي الصنهاجي، من بني علا النَّاس بن حماد صاحب القلعة[8]، قانِت ورِع زاهد صاحب كرامات، شيخ أهل تلمسان في علم القراءات، مستجاب الدعاء، قبرُه ما بين الأسوار بالمرج خارج باب الجياد قرب الحفير[9].
وقال ابن مريم: "وكان مبرِّزًا في القراءة والتَّعليم، قرأ عليه كثير من أهل تلمسان"[10]، وفي ترجمة أحمد أبي العباس بن مرزوق قال ابن مريم: "أخذ القرآن على الوليّ الشَّيخ يوسف بن يعقوب بن علي الصنهاجي"[11].
• أبو العباس بن الخياط[12]:
قال يحيى بن خلدون: الصَّالح أبو العباس أحمد من الصلحاء الأعلام، تالٍ لكتاب الله على علمٍ به، ثقَّفه السلطان أبو يعقوب المريني فلمَّا كبل تكسَّرت عنه القيود، وألفى بالسجن أزيد من سبعمائة رجل، فأخذهم بالقِراءة والصَّلاة، فكان أمرهم في ذلك عجبًا، وكان النَّاس يقصدونه بالسجن لتجويد القرآن.
• أبو عبدالله محمد بن محمد بن أحمد المقري التلمساني[13]:
القاضي الفقيه، قاضي الجماعة أبو عبدالله محمد بن محمَّد بن أحمد القرشي التلمساني الشهير بالمقري، أخذ عن أكابر علماء تلمسان وتونس وفاس، منهم: البلوي والإبلي والحضرمي، وابن هدية القرشي وعبدالمهيمن الحضرمي وابن عبدالسلام، وابن هارون والمشدالي والمجاصي.
له عدَّة مؤلَّفات، كما أخذ عنه علماء أجلَّة، منهم: الإمام الشاطبي وابن الخطيب وابن خلدون وابن عباد وابن جزي والقيجاطي.
تولَّى القضاء عدَّة سنوات لسلطان بني مرين، توفي سنة 756، له مؤلَّفات وأبحاث، منها: "القواعد في الفقه"، "الطرف والتحف في الوعظ والرقائق"، "الحقائق والرقائق"، "رحلة المتبتّل"، "اختصار المحصل"، "شرح جمل الخونجي" لم يكمل، وغيرها، ومنها في الأحكام والتفسير كتاب بعنوان "الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمَّنته من معالي السنن وآي القرآن"[14]، وله "المسائل التفسيرية" باحثه فيها أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الإمام في أبحاثه التَّفسيريَّة[15].
• سعيد بن محمد بن محمد العقباني التلمساني:
إمام تلمسان وعالمها وأحد قضاتها، تولى القضاء أربعين سنة، وله عدَّة مؤلَّفات، أخذ عن ابني الإمام الفقه، والأصول عن الإبلي وغيره، وأخذ عنه ابنُه قاسم وأبو الفضل بن الإمام وابن مرزوق الحفيد وإبراهيم المصمودي وابن زاغو وأبو يحيى الشريف وابن عقاب الجذامي، توفي سنة 811، له عدَّة مؤلَّفات، منها "شرح الحوفي"، شرح جمل الخونجي، "التلخيص لابن البنا"، قصيدة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة، و "العقيدة البرهانية في أصول الدين"[16]، وله باع في التَّفسير وألف فيه كتبًا، منها ما قاله ابن مريم في "البستان": "تفسير سورة الفاتحة"، قال: أتى فيه بفوائد جليلة، وفي "البستان" أيضًا نقلا عن ابن صعد: "وله تفسير سورة الأنعام والفتح أتى فيهما بفوائد جليلة"[17].
• أبو عبدالله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني:
هو الإمام الحافظ المحدّث المسند أبو عبدالله محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن محمَّد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي التلمساني، عرف بالحفيد، ولد سنة 766 ومات سنة 842 بتلمسان، قال عنْه تلميذُه الثَّعالبي: أجمع النَّاس من المغرب إلى الدّيار المصرية على فضله، لا أعلم نظيرَه في وقته، ووصفه تلميذه التنسي برئيس علماء المغرب على الإطلاق.
أخذ عن أبيه وعمّه وجدّه وسعيد العقباني، وبتونس عن ابن عرفة وأبي العباس القصَّار، وبفاس عن ابن حياتي والمكودي، وبمصر عن الزين العراقي والسّراج ابن الملقّن وابن خلدون وغيرهم.
وأخذ عنه: السنوسي وابن زكري والثَّعالبي والقلصادي وغيرهم، له عدَّة مؤلَّفات في الحديث واللغة والأدب والفقه، منها ثلاثة شروح على البردة، "المفاتيح المرزوقية في حلّ أقفال واستخراج خبايا الخزرجيَّة"، "المعراج في استمطار فوائد ابن السّراج"، "أرجوزة نظم تلخيص المفتاح"، "الحديقة" ومختصره وهي نظم في علوم الحديث، وغيرها كثير[18]، وله باع في علوم القرآن منها: تفسير مذكور في كتب التَّراجم بعنوان "تفسير سورة الإخلاص"، قال ابن مريم: على أنَّه على طريقة الحكماء[19]، ونظم في علم القِراءات بعنوان "أرجوزة ألفيَّة في محاذاة حرز الأماني"[20].
• عبدالرحمن بن محمد بن علي بن يحيى ابن الشريف التلمساني:
أحد أقران الحفيد ابن مرزوق، قال القلصادي في رحلته: حضرت مجلسه وكان فقيهًا صدرًا عالمًا بالمعقول، وقال الحافظ التنسي: شيخنا صدر البُلغاء وتاج العارفين وأظروفة الزمان أبو الفضل.
أخذ عنه ابن مرزوق الكفيف والتقي الشمني والقلصادي، وتوفي سنة845، له أبحاث في التفسير تكلَّم فيها مع المقري[21]، قال نويهض: عالم بالتفسير، وقال ابن العبَّاس وغيرُه: هو شريف العُلماء وعالم الشرفاء، آخر المفسرين في وقته من علماء الظَّاهر والباطن، له تفسير سورة الفتح على غاية من التَّحقيق[22].
• أحمد بن عبدالرحمن الشهير بابن زاغو المغراوي التلمساني[23]:
الإمام العالم الفاضل القدوة النَّاسك المفسر المصنّف العلامة المحقق، أخذ عن إمام المغرب سعيد العقباني والعارف المفسّر أبي يحيى الشَّريف وغيرهما، وأخذ عنه يحيى بن بدير وأبو زكريا يحيى المازوني والحافظ التنسي وابن زكري، والعالم أبو الحسن القلصادي وذكره في رحلته، ولد سنة 782 وتوفي سنة 845.
له قدر كبير واسم مدوٍّ في علم التفسير وعدَّة مؤلفات في هذا العلم الجليل، منها: "التَّذييل على تفسير الفاتحة في ختم التفسير"[24] و "تفسير الفاتحة"، قال ابن مريم: في غاية الحسن كثير الفوائد، وهو كلام التنبكتي أحمد بابا في "نيل الابتهاج"[25]، وكتاب "مقدمة في التفسير"[26].
• أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الإمام التلمساني[27]:
من أهل تلمسان، عالم بالتَّفسير والفقه، ولد ونشأ وتعلَّم في تلمسان، ورحل إلى المشرق ولقي علماء أجلَّة وأخذ عنهم، ومدحه علماء تلمسان وأثنوْا عليه، له أبحاث في التفسير، قال عادل نويهض: تكلَّم فيها مع الإمام المقري في مسائله التَّفسيريَّة[28].
• محمد بن يوسف السنوسي:
محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب الحسني عالم تلمسان صاحب العقائد المشْهورة وحواشي الصحيح، أخذ عن الثعالبي والقلصادي وابن مرزوق الحفيد وغيرهم، وأخذ عنه ابن الحاج والملالي وابن أبي مدين وغيرهم، ولد سنة 832 وتوفي سنة 895، ودفن بتلمسان، له مؤلفات كثيرة منها: "العقائد المشهورة الكبرى والصغرى" وشروح عليها، "شرح عقيدة الحوضي"، و "شرح الأسماء الحسنى"، و "شرح على قصيدة الجزائري"، وكتب في المنطق منها في الإسطرلاب وشرح إيساغوجي، وشرح كتاب البقاعي ومختصره، وفي التَّصوّف شرح الإمام الألبيري، وله في علم الحديث شروح على بعض المسائل في الصّحاح[29].
أمَّا علوم القرآن فلم يفُتْه أن يسجّل حضورَه فيها، فوضع فترك مؤلَّفات في هذا العلم منها: "تفسير القرآن الكريم" ويبدو أنه لم يكمله كما قال أغلب مَن ترجم له، وقال ابن مريم: "كتب منه ثلاثة كراريس في القالب الكبير، إلى قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} وأراد التفرُّغ له فما تمكَّن"[30]، وله أيضًا كتاب آخر في التفسير بعنوان: "تفسير سورة ص وما بعدها"[31]، أمَّا القراءات والضَّبط فله "شرح الشَّاطبية الكبرى"، وكتاب آخر في القراءات "مختصر في القراءات السَّبع"[32].
• محمد بن أحمد المصمودي:
ذكره أبو القاسم سعد الله، وأشار إلى كتابه في فنّ القراءات المعنون: "المنحة المحكيَّة للمبتدئ القراءة المكّيَّة"[33].
• محمد بن عبدالله بن عبدالجليل التنسي:
هو الإمام المحدث الحافظ أبو عبدالله محمد بن عبدالجليل التنسي التلمساني، أخذ عن ابن مرزوق الحفيد والولي أبي إسحاق إبراهيم التازي، وأبي الفضل بن الإمام وقاسم العقباني وغيرهم، وصفه أحمد ابن داود البلوي الأندلسي بـ "بقية الحفَّاظ"، ووصفه بالحافظ أيضًا الونشريسي في "المعيار"، وذكر البلوي أنَّه لمَّا خرج من تلمسان سُئِل عن عُلمائها فقال: العلم مع التنسي، والصلاح مع السنوسي، والرياسة مع ابن زكري، وهو صاحب نظم "الدر والعقيان في دولة بني زيان"، وكتاب في الأدب حول شعر السلطان أبي حمو وما قيل فيه من الأمداح أيضًا، توفي سنة 899[34]، من فقهاء تلمسان له عدَّة مؤلَّفات، ومن اهتِمامه علوم القرآن وخاصَّة علم القراءات، ترك كتابًا في هذا التخصّص بعنوان "الطراز في ضبط الخراز"[35].
• محمد بن عبدالكريم بن محمد المغيلي التلمساني:
هو الإمام محمَّد بن عبدالكريم المغيلي التّلمساني، أخذ عن الثَّعالبي ويَحيى بن بدير وغيرهما، وأخذ عنه الفقيه أيد أحمد والعاقب الانصمني وعبدالجبار الفجيجي، سافر إلى بلدان الصحراء وأحيا بها الدعوة الإسلاميَّة، وله أخبار طويلة مع يهود توات، توفي سنة 909، وهو غزير التَّأليف، من مؤلَّفاته مختصر تلخيص المفتاح وشرحه، و "مفتاح النظر" في علم الحديث، وشرح جمل الخونجي في المنطق، "منح الوهاب ثلاثة شروح عليها" وهي في المنطق، وبحوث فقهية منها في بيوع الآجال، و "مفتاح الكنوز" أيضًا في نفس الموضوع، وغيرها في أحكام أهل الذّمَّة والسياسة الشرعيَّة[36].
كما لم يفتْه الاشتِغال بعلوم القُرآن فوضع عدَّة مؤلَّفات، منها مؤلَّف عبارة عن مبادئ في علم التَّفسير بعنوان "البدر المنير في علوم التفسير"[37]، وله أيضًا: "تفسير سورة الفاتحة"، قال ابن مريم: إنَّه في ورقة[38].
• أبو عبدالله محمد بن شقرون بن أحمد بن أبي جمعة المغراوي الوهراني:
ويسمَّى الفاسي لوفاته بها حين هجرته إليها لطلب العلم عن ابن غازي والدقون، وهما من أساتذة فاس، وهو تلمساني استقْرارًا وهراني أصلاً كما عرَّف نفسه في بداية منظومته: "يقول عبد الله – سبحانه وتعالى – محمد بن شقرون بن أحمد بن أبي جمعة المغراوي النَّسب الوهراني المولِد والنشأة، لطف الله به آمين"[39].
وقد تتلْمذ عليه طلبة تلمسان، منهم المقرئ شيخ القراءات من بعده: علي بن يحيى السلكسيني الجادري، وأخذ هو عن بعض علمائها أيضًا، توفي سنة 929.
وله آثار؛ منها قصيدة رثاء شيخه ابن غازي، ورسالة في المأكولات والمشروبات، والجيش الكمين لقتال مَن يكفِّر عامَّة المسلمين، وله في رسْم القرآن "تقْييد على مورد الظمآن"[40]، أو طرر منتقاة من شيوخ مدينة فاس، وفي القراءات "تقريب النَّافع في الطرُق العشر لنافع"[41].
• أحمد بن الحاج المانوي[42] اليبدري الورنيدي[43] التلمساني:
أحد تلامذة السنوسي وابن زكري، من مشاهير علماء تلمسان، أخذ عنهما علومًا جمَّة، وأخذ عنه ابن جلال الوعزاني وشقرون بن هبة الله الوجديجي وأحمد بن موسى الشَّريف الإدريسي.
وله منظومات كثيرة في بيوع الأجَل، وشروح على عقائد السنوسي، وشرح البردة لم يكمل، ومؤلَّف شهير هو "شرح السينية لابن باديس في تراجم أقطاب التصوّف"، وكان عالمًا فقيهًا، قال التنبكتي: "كان علامة تلمسان بلا مدافع، إمامًا فاضلا علاَّمة متفنِّنًا، له تآليف ومسائل وتعاليق في فنون وكلام محقَّق على الرسالة".
وصفه ابن مريم بالمهارة في العربيَّة وتدريس علوم القرآن، حيث قال: "وقرأ على سيدي أحمد بن محمَّد بن زكري التلمساني، أخذ عنْه الأصول والمنطق والمعاني والبيان والعربيَّة، وكان ماهرًا فيها، وتخرج عنه جماعة؛ كسيدي الحاج بن سعيد ولد أخته وابن عمه، وخرج عنه سيدي محمَّد بن بلال المديوني، أخذ عنْه القراءات السَّبع والعربيَّة والتصوّف".
وقد اشتغل بتدريس أحكام القرآن والعربيَّة وهو لا يزال شابًّا يافعًا، ممَّا أثار دهشة مشايخ علماء تلمسان، وله قصة طريفة في ذلك ذكرها ابن مريم في "البستان" ننقلها لأهميَّتها: "وحدَّثني مَن يوثق به أنَّه حدَّثه الشَّيخ محمد بن العبَّاس أنَّه قال: دخلت مدرسة سيدي الحسن لأتوضَّأ، فوجدت غلامًا يقرأُ ويلحن في قراءته، فسألتُ: من أين هو؟ فقال لي بعض مَن حضر: هو ولد سيّدي الحاج اليبدري واسمه أحمد، فبقِيت مدَّة نحو عام فدخلتُ المدرسة المذكورة لأتوضَّأ؛ لأنَّه وافاني حال الوضوء بها، فوجدت الغلام المذكور يُقرئ الطَّلبة في أحكام القرآن والآجروميَّة ونحوهما، فسألتُ مَن حضرني فأخبرَني أنَّه الغلام المذكور ولد الشيخ سيدي الحاج، فاشتدَّ تعجُّبي مِن كونه وصل إلى هذه العلوم والمعارف كلّها في عام، فسبحان المدبِّر الحكيم!"، توفي سنة 930.
• أحمد بن موسى الشريف الإدريسي:
أحد علماء تلمسان، وتلميذ أحمد بن الحاج، أصله من مدشر بني إدريس الَّذي في يبدر[44]، رحل أسلافه إلى فجيج وهم من الأدارسة الأشراف[45]، توفي بعد الخمسين وتسعمائة.
قال ابن مريم: "كان يدرّس الرسالة والعقائد وابن الحاجب الفرعي، ويُقْرِئ الطَّلبة القرآن والخراز والضَّبط وابن بري"[46].
• أحمد بن أطاع الله:
أحد تلامذة الشَّيخ أبي العباس أحمد بن زكري التّلمساني[47]، وشيخ محمَّد بن عبدالرحمن الوهراني أخذ عنه القرآن والفقه[48]، وأخذ عنْه القرآن أيضًا محمَّد بن أحمد الكناني المعروف ببوزوبع[49]، وأخذ عنه ابن جلال الوعزاني وأبو عبدالله محمد بن عبدالله شقرون بن هبة الله الوجديجي.
• محمد المدعو الحاج بن سعيد الكفيف المانوي:
أحد علماء بيت بني الحاج المانوي اليبدري – الورنيدي – التلمساني، ابن أخت أحمد بن الحاج شارح السينيَّة وابن عمّه، وهو ابن سعيد المانوي الكفيف[50]، كان متخصِّصًا في تدريس علم القراءات، عالمًا في العربية مبرِّزًا فيها، وهو القائل: "ألفيَّة ابن مالك عندنا كخُبز الشَّعير، …. هذا الذي نُملي عليكم مطالعة أربعين سنة"[51]، وقد قال ابن مريم في ترْجمته عن تخصُّصه وتدريسه حيث وصفه بالإمامة والتخصُّص – أي: الريادة والتفوّق -: "كان حافظًا للمذهب، … مفتيًا أستاذًا في القراءات"[52]، وفي موضع آخَر عند ترجمة تلميذه زيَّان العطافي: "وأخذ عن سيدي الحاج اليبدري إمام القِراءات والعربيَّة وأحكام القرآن"[53].
• علي بن يحيى السلكسيني الجادري:
الفقيه الخطيب العالم العلاَّمة المحقّق المتفنّن، هكذا وصفه ابن مريم في "البستان"، وقال: "كان محققًا في العلوم وأكثر التَّحقيق في الحساب والفرائض ومختصر ابن الحاجب الفرعي، والرسالة ومختصر خليل وعقائد السنوسي، وأحكام القرآن في الحذف والثبت والإعراب، … وكان – رضي الله عنْه – حريصًا على تدريس العلم"[54].
وقال – أي: ابن مريم – إنَّ محمد بن محمد بن عبدالرحمن الأدغم السويدي أخذ عنْه التفسير[55]، وقال نويهض في معجمه: "نحوي فرضي عارف بالتَّفسير والحساب"[56]، أخذ العلم عن شقرون بن أحمد بن أبي جمعة المغراوي الوهراني، شيخ القراءات، وأخذ عنه العِلْم أستاذ القراءات والمتخصّص فيها أحمد بن الحاج اليبدري، وأحمد أعراب بن سهلة الرَّاشدي، ومحمد بن العباس العبادي، وسعيد المقري، وعلي العطافي ,أحمد أبركان الزكوطي وغيرهم، وتوفي سنة 973[57].
• علي بن عيسى الراشدي التلمساني:
أستاذ القراءات وقواعد اللغة والأدَب من أهل تلمسان، سكن مدينة فاس وعمِل فيها مدرِّسًا المنظومات الخاصَّة بعلم القراءات والضَّبط والرَّسم والتَّجويد، ثمَّ أسند إليه كرسي الشَّاطبيَّة الكبرى بمسجد الشّرفاء فدرسها وختمها، وقرأها عليه المنجور رفقة جماعة من الطلبة[58].
• حدو[59] بن الحاج بن سعيد المانوئي:
هو أحمد بن الحاج، ويلقَّب حدو على عادة أهل المنطقة في تخفيف الأسماء، كان عالمًا وبارعًا يَمتاز بالمهارة في العربيَّة وعلوم القرآن، قال ابن مريم في "البستان" في ترجمته واصفًا إيَّاه بالتخصُّص والأستاذيَّة في مختلف العلوم، ومنها العربيَّة وأحكام القِراءات وممارسة التَّدريس في هذا الفرْع من العلوم الإسلاميَّة: "كان فقيهًا عالمًا أستاذًا في القراءات السَّبع، يحفظ الشَّاطبيتَين[60] الكبرى والصغرى، عارفًا بأحْكام القرآن والعربيَّة والرّسالة ومختصر ابن الحاجب الفرعي، وألفيَّة ابن مالك والحساب والفرائض، ويدرس الخراز والضَّبظ وابن بري، والآجروميَّة وألفيَّة ابن مالك والرسالة[61].
• محمد بن عبدالرحمن الوهراني التلمساني[62]:
يدرس الرسالة بالجامع الأعظم بتلمسان شروحها، ويوم الخميس والجمعة يدرس الخراز والضَّبط وابن بري، أخذ عن الشَّيخ أحمد بن أطاع الله القرآن والفقه[63].
• محمد بن محمد بن العباس التلمساني:
من فقهاء المالكيَّة، مشارك في بعض العلوم، أخذ العلم عن ابن زكري التّلمساني، ووالده محمد بن العبَّاس، وهاجر إلى فاس رفقة الونشريسي، وأخذا عن ابن غازي وطبقته من علماء فاس، له شرح في المسائل المشكلات في مورد الظمآن[64].
• أحمد المقري التلمساني:
الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبدالرحمن بن أبي العيش بن محمد بن العباس المقري التلمساني المولد المالكي المذهب، نزيل فاس ثمَّ القاهرة حافظ المغرب، وترجم له الكتّاني بما يستحقُّه كما يلي: "هو الإمام الحافظ المؤرّخ المسند أبو العباس أحمد بن محمَّد المقري التلمساني الفاسي، دفين مصر بعد وفاته بها سنة 1041 تحقيقًا، وما في "المنح البادية" و "الصفوة" وغيرهما من أنَّه توفّي بالشَّام غلط واضح؛ لنصِّ كثيرٍ من مؤرّخي الشَّام ومصر على وفاته ودفنه بمصر، منهم المحبّي الدمشقي في "خلاصة الأثر" وهو الَّذي جزَم به تلميذُه ميارة في شرحه الكبير على المرشد، والشيخ المسناوي في "جهد المقل القاصر"، ورجَّحه ابن الطيب القادري في "نشر المثاني" ونحوه للحافظ الزبيدي في شرحه على ألفيَّة السند له، وقال تلميذه الشَّيخ عبدالباقي الحنبلي الدّمشقي في ثبته: عزم على سكنى الشَّام وذهب ليأتي بأهلِه من مصر، ولم يبْق إلاَّ أن يخرج منها فاخترمتْه المنيَّة بمصر، ودفن بتربة المجاورين سنة إحدى وأربعين". اهـ.
وبذلك تعْلم مقدار غلط اليفراني في رسالة "الوشي العبقري" حيث قال: "وتوفِّي بالشَّام لا بمصر كما وهم فيه ميَّارة".
قال الحنبلي المذكور: دخلت مصر سنة 28 فوجدتُه في صحْن الجامع الأزهر يقرأ العقائد، وله مجلس عظيم، فلم يستنكر عليْه ما كان يُوردُه من الأعاجيب؛ لأنَّ العقائد فنّ أهل المغرب، فلمَّا دخل رجب افتتح البُخاري فأتى بما هو أعْجَب، وكان حافظًا أديبًا". اهـ.
ثم ذكر أنَّه أحال في إجازته له على فهرسته المتضمّنة لأسانيده، وله في هذا الباب "الجنابذ وروض الآس العاطر الأنفاس في ذكر مَن لقيته من علماء مراكش وفاس"[65]، وقد ترجم له الحفناوي بما يشبهه فقال: "وفي "صفوة من انتشر" ما نصّه: أحمد بن محمد المقَّري التلمساني بفتح القاف المشدودة من ذرّية القاضي أبي عبدالله المقَّري التلمساني، ولد بتلمسان وقرأ بها على عمّه سعيد المقَّري، ثم رحل إلى فاس سنة 1009، وأخذ بها عن القصَّار، وابن أبي النعيم, وأبي العبَّاس باب السوداني، وأحمد بن القاضي، وابن عمران وغيرهم، ثمَّ رحل لمراكش عام 1010 فأقام بها سنتَين، ثمَّ رجع إلى فاس فتولَّى بها الفتوى والخطابة بجامع القرويّين عام 1022، فلم يزل كذلك إلى أن خرج للحجّ عام 1027"[66].
له عدَّة مؤلفات، منها: "إضاءة الدجنَّة في عقيدة أهل السنَّة" درسها بالشَّام ومصر والحجاز، وكتبت منها أكثر من ألفي نسخة، وكتب خطَّه على أكثرها، وله "نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب"، و "أزهار الكمامة في العمامة – عمامة النَّبي"، و "فتح المتعال في النعال"، و "زهرة الآس فيمن حلَّ من الأعلام بمراكش وفاس" ومؤلفات كثيرة غيرها.
أمَّا بخصوص اهتِمامه بعلوم القرآن، فله "إعراب القرآن" نسبه له عادل نويهض في معجمه.
معاشو بووشمة(محمد البوخاري)/باحث اكاديمي جزائري
ـــــــــــــــــــ
[1] معجم أعلام الجزائر 141، تعريف الخلف برجال السلف (2 /431)، شجرة النور الزكية، ترجمة رقم293، ص 110.
[2] عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر، ص72.
[3] المرجع نفسه: 72.
[4] المرجع نفسه، ص73.
[5] المرجع نفسه: 145.
[6] بغية الرواد، يحيى بن خلدون، ص 113.
[7] معجم أعلام الجزائر، مرجع سابق، ص 77.
[8] مؤسس الدَّولة الحمادية الفاطميَّة الشيعيَّة، وعاصمتها القعلة في أحواز بجاية.
[9] بغية الرواد، مرجع سابق.
[10] البستان، ابن مريم الشريف المليتي، ص 27.
[11] المرجع نفسه، ص27.
[12] بغية الرواد، يحيى بن خلدون، ص 117.
[13] انظر ترجمته في البستان، ص 154، شجرة النور الزكيَّة: (232 / 832) وتعريف الخلف برجال السلف: (2 /190).
[14] البغدادي، هدية العارفين: (2/160).
[15] عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر، ص 75.
[16] البستان، ص (106 – 107)، شجرة النور الزكيَّة (ترجمة 250، ص904).
[17] البستان، ص 106.
[18] انظر ترجمته في: فهرس الفهارس للكتاني: (1 /523) وشجرة النور الزَّكيَّة في طبقات المالكيَّة: (918 ص 252) والبستان في ذكر العلماء والأولياء بتلمسان لابن مريم، ص 201، وتعريف الخلف برجال السلف للحفناوي: (1 /145).
[19] ابن مريم، البستان، ص210.
[20] حرز الأماني ووجه التَّهاني، وهي المسماة الشَّاطبيَّة، نظمها أبو القاسم الرعيني الشَّاطبي المتوفى سنة 590 هجريَّة، وهي في الأصْل نظم لكتاب "التيسير في القراءات السبع" لأبي عمرو الدَّاني المتوفَّى سنة 444 هجريَّة، ويسمَّى ابن الصيرفي أيضًا.
[21] ترجمته في: تعريف الخلف برجال السلف: (2 /164)، البستان، ص 220، وشجرة النور الزكيَّة: (254 / 922).
[22] عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر، ص70.
[23] تعريف الخلف برجال السَّلف (1 /48) وفي البستان ص 41، وشجرة النور الزَّكيَّة في طبقات المالكيَّة (921 / ص254).
[24] رحلة القلصادي محمد أبو الأجفان ص 103، البستان مرجع سابق ص42، وهو نقل لما في رحلة القلصادي المذكورة.
[25] البستان، المرجع نفسه ص 42، ونيل الابتهاج للتنبكتي، ص63.
[26] رحلة القلصادي، مرجع سابق، ص103.
[27] محمد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن الإمام، أبو الفضل التلمساني، أحد أقران الحفيد ابن مرزوق، قال القلصادي في رحلته: حضرت مجلسه وكان فقيهًا صدرًا عالمًا بالمعقول، وقال الحافظ التنسي: شيخنا صدر البُلغاء وتاج العارفين وأظروفة الزمان أبو الفضل، له أبحاث في التفسير تكلَّم فيها مع المقري، أخذ عنه ابن مرزوق الكفيف والتقي الشمني والقلصادي، وتوفي سنة845، انظُر ترجمته في: تعريف الخلف برجال السلف: (2 /164)، البستان، ص 220، وشجرة النور الزكيَّة: (254 / 922).
[28] عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر، ص75.
[29] ترجمته في فهرس الفهارس (2 /999) وشجرة النور الزَّكيَّة في طبقات المالكيَّة: (984 / 266)، وتعريف الخلف برجال السلف: (1 /207)، البستان ص245.
[30] البستان، مرجع سابق، ص247.
[31] البستان، مرجع سابق، ص247.
[32] الشاطبيَّة، وهو عنوان مختصر لحرز الأماني ووجْه التهاني الَّذي نظمه الشاطبي.
[33] أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، ج1 ص115.
[34] ترجمته في البستان: 248، وفي فهرس الفهارس: (1 /267)، تعريف الخلف برجال السَّلف: (1 /190)، وشجرة النور الزَّكيَّة: (986 / 267).
[35] الخراز محمد بن محمد الأموي الشريشي المعروف بالخراز، والكتاب عنوانه "مورد الظمآن في رسم أحْرُف القرآن" وشهر باسم الخراز، وجزء منه خاصّ بالضَّبط يسمى ضبط الخرَّاز، وهي منظومة أو أرجوزة من 154 بيتًا نظمها سنة 703 هجريَّة، واقتصر النَّاس عليها فاشتهرت، وهو الجزء الَّذي شرحه التنسي بعنوان الطراز في ضبط الخراز.
[36] ترجمته في البستان، ص 254 وفي فهرس الفهارس: (2 /573) وتعريف الخلف برجال السلف: (1 /196) شجرة النّور الزَّكيَّة: (1017 / 274).
[37] البستان، مرجع سابق، ص 255، شجرة النور ص 274.
[38] البستان، المرجع نفسه، ص255.
[39] المنظومة كاملة في آخر الكتاب.
[40] معجم أعلام الجزائر، ص189، وفيه أنَّه مخطوط ضمن كتاب "اللآلي الفريدة" رقمه 213 في الخزانة التيمورية. ويبدو أنَّ محمد الوهراني قد شرح هذه القصيدة بعد ذلك في رسالة مبتورة، لا تزال مخطوطة بالمكتبة الوطنية بباريس إلى يومنا هذا؛ (أبو القاسم سعد الله ج1، ص: 115).
[41] ترجمته في معجم أعلام الجزائر، ص 79، البستان: 115 و 146.
[42] المانوئي أو المانوي كما في شرح السينية لابن الحاج، وقد وقع الكثير في الخطأ عندما كتبوها المنوي والمانوي، وهي نسبة إلى المنية بظاهر تلمسان، نزلها جدهم الأول عبدالله المانوئي قادمًا من جبل العلم مقرّ أسلافِه، وكان اسمهم مختلفًا.
[43] نسبة إلى منطقة يبدر في جبال بني ورنيد ومسكن قبائل بني ورنيد.
[44] انظر ترجمته في: البستان، مرجع سابق، ص27.
[45] من بني إدريس بن إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب صاحب دولة الأدارسة، وكانت عاصمتها فاس.
[46] البستان، مرجع سابق، ص 27.
[47] تعريف الخلف برجال السلف، أبو القاسم الحفناوي، ص 46.
[48] البستان، مرجع سابق، ص 262.
[49] البستان، مرجع سابق، ص 286.
[50] الكفيف هو أحد شيوخ ابن جلال، وهو من تلامذة السنوسي وابن زكري، توفِّي قريبًا من 929، لَم يترجم له إلاَّ ابن عسكر في "دوحة الناشر" ترجمة موجزة.
[51] أبو القاسم الحفناوي، مرجع سابق، ج2، ص 258.
[52] البستان، ص 266.
[53] البستان، مرجع سابق، ص 102.
[54] البستان، مرجع سابق، ص 145.
[55] المرجع نفسه: 289.
[56] معجم أعلام الجزائر، مرجع سابق، ص 73.
[57] البستان، مرجع سابق، ص 146.
[58] معجم أعلام الجزائر، مرجع سابق، ص 72.
[59] هو أحمد بن الحاج (الصغير للتفرقة) – حسبما اكتشفه نسَّابة تلمسان المرحوم أحمد بن صفية رحمه الله – جدّ كلّ بني الحاج الحاليّين، ويسميه أبو راس النَّاصري عالم المذاهب الأربعة، انظر: فتح الإله ومنَّته، ص 29.
[60] أبو القاسم الحفناوي، مرجع سابق، ج2، ص 258.
[61] معجم أعلام الجزائر، مرجع سابق، ص 72.
[62] أبو القاسم الحفناوي، مرجع سابق، ج2، ص 258.
[63] أبو القاسم الحفناوي، مرجع سابق، ج2، ص 258.
[64] ابن مريم، البستان، ص 258.
[65] فهرس الفهارس، الكتاني عبدالحي، ج2 ص 580.
[66] أبو القاسم الحفناوي، مرجع سابق، ج1ص 51.
لمسابقة القرآن الكريم العالمية الثانية للأطفال
الطفل عبدالباسط الوراش من المغرب
وهنا نماذج مبهرة
من المسابقة
لبعض الغير ناطقين بالعربية
شكرااااااااااااااااااااااا جزيلاااااااااااااااااااااااااااااا
ماشاء الله عليهم الله يحفظهم من كل مكروووه
شكرا على المرور اخوتي جزاكم الله خيرا
شكرااااااااااااااااااااا
ما حكم قراءة القرآن على الميت، سواء من ولده أو من رجل آخر قريب أو غير قريب بمقابل أو بدون مقابل؟
قراءة القرآن على الموتى لا أصل لها، بل هي من البدع، هذا هو الصواب، فلا يجوز أن يغتر المسلم بمن أجاز ذلك بغير حجة ولا دليل، لا يقرأ على الموتى لا في المقابر ولا بعد الموت قبل الدفن، ولا يثوب لهم القرآن لعدم الدليل على ذلك، فالقراءة على القبور كالصلاة عند القبور، لا تجوز لأنها من وسائل الشرك، فلا يصلي عند القبر، ولا يقرأ عنده، ولا يجلس عنده للدعاء، ولكن إذا زار القبور يسلم عليهم، ويدعو لهم ثم ينصرف، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، وكان -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، وكان إذا زار القبور -عليه الصلاة والسلام- يقول: (السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غداً مؤجلون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)، ومر ذات يومٍ على قبور أهل المدينة فقال: (السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر)، هذه سنته -عليه الصلاة والسلام-، أما أن يدعوا الميت أو يستغيث به، أو يطلبه المدد هذا من الشرك الأكبر لا يجوز، وهكذا كونه يقرأ عند القبر، أو يقرأ على الميت في البيت قبل أن ينقل إلى القبر، أو يقرأ له القرآن يثوبه لهم، للأموات، هذا ليس عليه دليل، ولكن المشروع أن يدعو لهم، يستغفر لهم، يترحم عليهم، يتصدق عنهم، يحج عنهم، يعتمر، يقضي ديونهم، كل هذا مطلوب وينفع الميت، أما كونه يقرأ له أو يصلي له هذا لا دليل عليه، والله المستعان. جزاكم الله خيراً.
شكرا لك اخى لكن مامعنى ولد صالح يدعو له، اليست قراءة القران دعاء يثاب عليه مثل ما جاء فى الحديث الشريف
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم
شكرا على الافادة
و بارك الله فيك على الموضوع
بارك الله فيك
مشكوووووووووور
جميع سور القرآن الكريم بصيغة mp3
الفاتحة
البقرة
ال عمران
النساء
المائدة
الانعام
الاعراف
الانفال
التوبة
يونس
هود
يوسف
الرعد
ابراهيم
الحجر
النحل
الاسراء
الكهف
مريم
طه
الانبياء
الحج
المؤمنون
النور
الفرقان
الشعراء
النمل
القصص
العنكبوت
الروم
لقمان
السجدة
الاحزاب
سبأ
فاطر
يس
الصافات
ص
الزمر
غافر
فصلت
الشورى
الزخرف
الدخان
الجاثية
الاحقاف
محمد
الفتح
الحجرات
ق
الذاريات
الطور
النجم
القمر
الرحمن
الواقعة
الحديد
المجادلة
الحشر
الممتحنة
الصف
الجمعة
المنافقون
التغابن
الطلاق
التحريم
الملك
القلم
الحاقه
المعارج
نوح
الجن
المزمل
المدثر
القيامة
الانسان
المراسلات
النبأ
النازعات
عبس
التكوير
الانفطار
المطففين
الانشقاق
البروج
الطارق
الاعلى
الغاشية
الفجر
البلد
الشمس
الليل
الضحى
الانشراح
التين
العلق
القدر
البينة
الزلزلة
العاديات
القارعة
التكاثر
العصر
الهمزه
الفيل
قريش
الماعون
الكوثر
الكافرون
النصر
المسد
الاخلاص
الفلق
الناس
ملاحظة:
ارجو من الاخوة المشرفين تثبيت هذا الموضوع لتعم الفائدة على الجميع
جزاك الله خيرا والله كنتم محتاجتهم
بارك الله فيك لن انساك في دعائي
شكرا لك ارجو تثبيت هذا الموضوع
جزاكـ اللـه خيـــــــرا.
جزاك الله خيرا وجعل مقامك جنة الفردوس
جزاك الله خيرا والله كنتم محتاجتهم
بارك الله فيك لن انساك في دعائي
|
وفيكي بركة اختي
شكرا لك جميعا اخواني محبة الوطن وتقي وزينة الاحلام على المشاركة نورتم موضوعي
merci mon amis nabila 13
انت في رمضان اوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار اذا لا تضيع وقت بالمنتدى
ولكننا نحب وجودك معنا بالمنتدى لذلك شاركنا بالمنتدى واستفد من فائدة رمضان علينا وخيره من خلال تشغيل راديو القرآن الكريم مباشرة من رابط واحد ومباشر ارساله صافي جدا استمع لاحلى الحصص الدينية واستمع الى افضل القراء للقرآن الكريم وخلي رمضانك احلى من خلال بوابة الونشريس
تفضل الى الاذاعة من هنا
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ررررررا
شكرا ماميينا العزيزة مرورك الرائع جدا يزيدني فرحة
شكرا لك أختي نجمة
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
عفوا سهى اهلا بك في الموضوع وارجو ان تداومي على الاستماع الاذاعة
قم السورة اسم السورة للاستماع لتحميل ملف mp3
1 الفاتحة اضغط هنا للتحميل
2 البقرة اضغط هنا للتحميل
3 آل عمران اضغط هنا للتحميل
4 النساء اضغط هنا للتحميل
5 المائدة اضغط هنا للتحميل
6 الأنعام اضغط هنا للتحميل
7 الأعراف اضغط هنا للتحميل
8 الأنفال اضغط هنا للتحميل
9 التوبة اضغط هنا للتحميل
10 يونس اضغط هنا للتحميل
11 هود اضغط هنا للتحميل
12 يوسف اضغط هنا للتحميل
13 الرعد اضغط هنا للتحميل
14 إبراهيم اضغط هنا للتحميل
15 الحجر اضغط هنا للتحميل
16 النحل اضغط هنا للتحميل
17 الإسراء اضغط هنا للتحميل
18 الكهف اضغط هنا للتحميل
19 مريم اضغط هنا للتحميل
20 طه اضغط هنا للتحميل
21 الأنبياء اضغط هنا للتحميل
22 الحج اضغط هنا للتحميل
23 المؤمنون اضغط هنا للتحميل
24 النّور اضغط هنا للتحميل
25 الفرقان اضغط هنا للتحميل
26 الشعراء اضغط هنا للتحميل
27 النّمل اضغط هنا للتحميل
28 القصص اضغط هنا للتحميل
29 العنكبوت اضغط هنا للتحميل
30 الرّوم اضغط هنا للتحميل
31 لقمان اضغط هنا للتحميل
32 السجدة اضغط هنا للتحميل
33 الأحزاب اضغط هنا للتحميل
34 سبأ اضغط هنا للتحميل
35 فاطر اضغط هنا للتحميل
36 يس اضغط هنا للتحميل
37 الصافات اضغط هنا للتحميل
38 ص اضغط هنا للتحميل
39 الزمر اضغط هنا للتحميل
40 غافر اضغط هنا للتحميل
41 فصّلت اضغط هنا للتحميل
42 الشورى اضغط هنا للتحميل
43 الزخرف اضغط هنا للتحميل
44 الدّخان اضغط هنا للتحميل
45 الجاثية اضغط هنا للتحميل
46 الأحقاف اضغط هنا للتحميل
47 محمد اضغط هنا للتحميل
48 الفتح اضغط هنا للتحميل
49 الحجرات اضغط هنا للتحميل
50 ق اضغط هنا للتحميل
51 الذاريات اضغط هنا للتحميل
52 الطور اضغط هنا للتحميل
53 النجم اضغط هنا للتحميل
54 القمر اضغط هنا للتحميل
55 الرحمن اضغط هنا للتحميل
56 الواقعة اضغط هنا للتحميل
57 الحديد اضغط هنا للتحميل
58 المجادلة اضغط هنا للتحميل
59 الحشر اضغط هنا للتحميل
60 الممتحنة اضغط هنا للتحميل
61 الصف اضغط هنا للتحميل
62 الجمعة اضغط هنا للتحميل
63 المنافقون اضغط هنا للتحميل
64 التغابن اضغط هنا للتحميل
65 الطلاق اضغط هنا للتحميل
66 التحريم اضغط هنا للتحميل
67 الملك اضغط هنا للتحميل
68 القلم اضغط هنا للتحميل
69 الحاقة اضغط هنا للتحميل
70 المعارج اضغط هنا للتحميل
71 نوح اضغط هنا للتحميل
72 الجن اضغط هنا للتحميل
73 المزّمّل اضغط هنا للتحميل
74 المدّثر اضغط هنا للتحميل
75 القيامة اضغط هنا للتحميل
76 الإنسان اضغط هنا للتحميل
77 المرسلات اضغط هنا للتحميل
78 النبأ اضغط هنا للتحميل
79 النازعات اضغط هنا للتحميل
80 عبس اضغط هنا للتحميل
81 التكوير اضغط هنا للتحميل
82 الإنفطار اضغط هنا للتحميل
83 المطفّفين اضغط هنا للتحميل
84 الإنشقاق اضغط هنا للتحميل
85 البروج اضغط هنا للتحميل
86 الطارق اضغط هنا للتحميل
87 الأعلى اضغط هنا للتحميل
88 الغاشية اضغط هنا للتحميل
89 الفجر اضغط هنا للتحميل
90 البلد اضغط هنا للتحميل
91 الشمس اضغط هنا للتحميل
92 الليل اضغط هنا للتحميل
93 الضحى اضغط هنا للتحميل
94 الشرح اضغط هنا للتحميل
95 التين اضغط هنا للتحميل
96 العلق اضغط هنا للتحميل
97 القدر اضغط هنا للتحميل
98 البينة اضغط هنا للتحميل
99 الزلزلة اضغط هنا للتحميل
100 العاديات اضغط هنا للتحميل
101 القارعة اضغط هنا للتحميل
102 التكاثر اضغط هنا للتحميل
103 العصر اضغط هنا للتحميل
104 الهمزة اضغط هنا للتحميل
105 الفيل اضغط هنا للتحميل
106 قريش اضغط هنا للتحميل
107 الماعون اضغط هنا للتحميل
108 الكوثر اضغط هنا للتحميل
109 الكافرون اضغط هنا للتحميل
110 النصر اضغط هنا للتحميل
111 المسد اضغط هنا للتحميل
112 الإخلاص اضغط هنا للتحميل
113 الفلق اضغط هنا للتحميل
114 النّاس اضغط هنا للتحميل
جزاك الله خيرا………….
يبدوا ان الروابط غير موجودة……………؟؟؟؟
كيف يمكنني تحميلها
السؤال:
ما حكم من تقرأ على شيخ من أجل تصحيح التلاوة على الهواء مباشرة ،كبرنامج تصحيح التلاوة على قناة المجد ؟ وما حكم من تقرأ القرآن على شيخ أمام النساء في مسجد مثلا ؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد…
فإجابة عن سؤالك نقول:
قراءة المرأة على رجل أجنبي إذا دعت إليها الحاجة ،ولم يكن خلوة أو فتنة ،فالذي يظهر أنها جائزة ،وقد ذكر ذلك جماعة من الفقهاء :
-
فمنهم من اشترط عدم الخلوة فقط – كما هو أحد قولي الحنابلة –
-
ومنهم من أضاف إلى ذلك عدم وجود من يعلمها من رجال محارمها أو من النساء – كما هو قول فقهاء الشافعية –
-
ومنهم من أطلق القول بالجواز،كما فعل ابن حزم ،حيث قال في المحلى (9/99) في تنصيف المهر بالطلاق قبل الدخول إذا كان مهر المرأة تعليم شيء من القرآن:" وهذا لا يُحرَّمُ على أحد ـ يعني تعليم امرأة أجنبية ـ وقد كلَّم أمهاتُ المؤمنين الناس"
هذا الموضوع منقول للافادة