التصنيفات
علم النفس وعلوم التربية

احذر الصرع عند الطفل

احذر الصرع عند الطفل


الونشريس

الصرع

لا شك في أن الوالدين يبدآن في التساؤل عن السبب في اصابة طفلهم بالصرع والي معرفة الطريق الأمثل لمساعدته في مرضه، وقد تنتاب الولدان مشاعر مختلفة من القلق والخوف وهي ردود فعل طبيعية…،ويبدأ بعض الآباء في التساؤل عن الفحوصات الطبية المطلوبة وطريقة العلاج وكيف يجيبون علي تساؤلات أبنائهم المصابين بالصرع ماهو؟ .. ولماذا يحدث؟ وكيف يتصرف الوالدان عند حدوث نوبة صرعية هل يصارح الآباء المدرسة بحدوث نوبات الصرع لطفلهم؟.. وهل هناك نوع من الانشطة يمنع عنها مريض الصرع..؟

هذا المقال وضع للاجابة علي هذه الاسئلة باسلوب مبسط والهدف منه أن يتمكن الآباء من مساعدة أطفالهم للتغلب علي هذه المشكلة بطريقة أفضل.. ذلك أن للآباء دورا هاما في علاج الطفل بما يقدمونه من حب وتفهم وقدرة علي استيعاب المشكلة.

فليتشجع الآباء .. فهم ليسو بمفردهم علي الطريق. ففي الازمات، وخاصة أثناء المرض نجيش النفوس بالعواطف الزاخرة بالمودة والحب ويكون الطفل هو أول المستفيدين منها. وقد ينتاب أحد الوالدين أو كلاهما احساس بالذنب بمرض الطفلبل أن بعض الأمهات يذهبن الي لوم أنفسهن علي تسرفاتهن أثناء الحمل، والتي يعتقدن أنها أحد مسببات مرض أطفالهن ولذا فانه من الضروري أن يتصدي الأبوان لمناقشة هذه الأحاسيس بصراحة حتي يواجها الموقف بموضوعية ويشد كل منهما أزر الآخر..

ولا تنسي دور الطبيب. تكلم معه لأنه سيتفهم مخاوفك وشكواك. فكم من الآباء تحدثو اليه من قبلك، وشكو اليه ما أنت تعاني منه الآن.

ان الاحساس بالذنب الذي يراود اي من الآباء في هذا الموقف لابد أن ينتهي. فالصرع يمكن علاجه بل أنه في كثير من الحالات يتم التحكم فيه تماما ..وليطمئن الآباء – ففرص طفلهم المريض في أن ينعم بحياه آمنة، وأن يتمكن من ممارسة نشاطه كبيرة والحمد لله..

ماهو الصرع:

اذا أردنا أن نعرف ماهو الصرع فعلينا أن نتصور أن المخ هو المقابل الحيوي للكمبيوتر مع الفارق طبعا وأن خلايا المخ مرتبطة: كل منها بالأخري وتتصل ببعضها عن طريق شحنات كهربية بسيطة وفي بعض الأحيان يحدث نشاط غير طبيعي في الشحنات الكهربائية في خلايا المخ ينتج عنها اضطراب الوعي أو اضطراب نفسي أو حركات عضلية ارتجافية فاذا ما تكررت هذه الظواهر يقال أن هذا الشخس يعاني من مرض الصرع أو النوبة.ومن هنا يتضح أن النوبة أو الصرع هو حدث وقتي يحدث لفترات قصيرة ويكون فيها المخ تحت تأثير نشاط كهربائي غير طبيعي متكرر.

فاذا حدثت هذه الأنشطة الكهربائية في جزء محدود من المخ يحدث ما يسمي بالنوبة الصرعية الجزئية أو بالنوبة الصرعية البؤرية. فمثلا اذا حدث الاضطراب الكهربائي في الخلايا المخية المسئولة عن المراكز الحركية للجسم بالفص الجبهي من المخ ويترتب علي ذلك حركات ارتجاجية في طرف أو جزء من طرف أو نصف الوجه أو في شق كامل من الجسم وعادة لاتكون مصحوب باضطراب أو فقد الوعي وتسمي بالنوبات الصرعية البؤرية الحركية. أما اذا اختلت الشحنات الكهربائية في خلايا المخ بالمراكز الحسية المسئولة عن الاحساسات بالجسم والممثلة في الفص المخي الجداري فيشعربالخدر أو النمل أو الوخذ أو الكهرباء أو برودة أو سخونة تنتشر في طرف او جزء من طرف أو في الوجه أو الشق كله وقد يصاحب هذه الاحساسات شعور بتغير في حجم الطرف المصاب.

أما الاضرابات الكهربائية في الفص الصدغي فتؤدي الي نوبات اضطراب الوعي مع شحوب وجه المريض وشخوص العينين وفقد التعبير والانتباه مع هلاوس بصرية مرئية مخفية تكون علي شكل شيطان أو حيوان مخيف مفترس وقد يسمع المريض رنينا أو طنينا لا يستطيع تفسيره،كما يشعر المربض كأنه في حلم وقد يصاحب ذلك حركات تبدو كأنها ذات قصد حيث يقوم الشخص بأعمال معقدة تبدو كأنها ذات هدف ولكن يبدو علي المريض عدم الوضوح الفكري، وفي بعض الأحيان يثور المريض ويقوم بأعمال اندفاعية ذات عنف ووحشية وتستمر هذه النوبات عدة دقائق يعود بعدها لوعيه ولكنه لا يتذكر شيئا مما حدث أثناء النوبة.

أما اذا شمل النشاط الكهربائي المخ كله فيحدث ما يسمي بالنوبة الصرعية المتعممة أو الصرع الكبير حيث يفقد المريض وعيه ويعاني من حركات وتقلصات توترية تصيب عضلات الجسم كله والوجه ويصبح وجه المريض أزرق نتيجة تشنج عضلات التنفس وكذلك يتراكم اللعاب في الفم والبلعوم ويختلط بالهواء فيظهر من الفم بشكل زبد وقد يبرز اللسان بين الاسنان فيعضه المريض ويدميه كم تفرغ المثانة ونادرا يفرغ المستقيم نتيجة التشنج ويعقب هذا النوع من التشنجات صدا وقتي مع اختلاط التفكير ولا يذكر المريض شيئا مما حدث اثناء النوبة.

واذا أصابت الاضرابات الكهربائية خلايا مراكز الانتباه يحدث اضطراب الوعي وشحوب الوجه المريض وشخوص العينين مع فقد التعبير والانتباه وقد يصاحب ذلك حركات في الجفنين أو الحاجبين يعود بعدها المريض الي حالته الطبيعية لمتابعة عمله وتسمي هذه النوبات بالنوبة الصغبرة أو الغيبة وهذا النوع من الصرع كثير الحدوث في الأطفال ويتكرر كثيرا في اليوم الواحد حتي مئة أو مئتين مرة.

لماذا أصيب طفلي بالصرع ؟

انه السؤال الطبيعي الذي يسأله الآباء لأنفسهم؟لماذا أصيب طفلي بالذات؟ والرد علي هذا السؤال ليس بالسهل ففي حالة الصرع تقوم بعض خلايا المخ باصدار اشارة كهربائية في الوقت الذي يجب عليها الا تفعل ذلك والسبب غير معروف في غالبية الحالات وان كان التقدم العلمي الحديث قد أظهر بعض التغيرات الكيميائية الحيوية مثل نقص المركب جاما امينو بيوتريك اسيد الذي ينظم الطاقة الكهربائية المخية،

ومن المعروف ايضا أن الصرع قد يكون نتيجة:نقص خلقي في تكوين المخ أثناء الولادة العسرة أو نتيجة اصابات الرأس المغلقة أو المفتوحة أو عن مشاكل صحية تصيب الأم أثناء الحمل او أن يكون أثر لمرض أثناء الطفولة كالحصبة أو السعال الديكي أو الحمة المخية كما أن نقص الأغذية ونقص السكر بالدم وتسمم الدم وأورام المخ(نادرا) قد يكون من المسببات ولكن في كثير من الحالات يصعب تحديد سبب واضح للنوبات أو الصرع.. لهذا يسمي الصرع بالمرض الغامش أي أن مسببات المرض غير واضحة أو معروفة وليس لهذا المرض أي صلة بما يسمي بالخبل أو الجنون.

هل ورث الطفل الصرع .. ؟ وهل يتعرض أطفال الآخرين الي الاصابة به.. ؟

والاجابة في كلتا الحالتين هي أن ذلك غير محتمل الا اذا كان كلا الأبوين من عائلات لها تاريخ مع مرض النوبة أو الصرع ففي هذه الحالة يكون لعامل الوراثة دخل كبير. وبينما يكون صحيحا احصائيا أن نقول أن اخوة وأخوات الطفل المصاب بالصرع معرضين الي حد ما للاصابة بالصرع، فان فرصهم في عدم الاصابة به وأن يكونوا أشخاصا أصحاء أكبر .

ماذا أقول لطفلي عن مرضه؟

لاشك أن سن الطفل هو الذي سيحدد لك ما تقول له عن مرضه، وعن الصعوبات التي يواجهها.. لأنه من الضروري أن يعرف الطفل أنه يعاني من حالة مرضية ينتج عنها ما يسمي بالنوبة أو الصرع. وعلي الآباء أن يقدمولأطفالهم كلا حسب سنه تفسيرا معقولا لأسباب الصرع وبالقدر الذي يستطيع استيعابة ويمكن شرح ذلك حتي للأطفال الذين يبلغون ثلاث أو أربع سنوات من العمر. فباستطاعة كل طفل أن يستوعب ما يعني أن المخ يرسل اشارات أو أوامر الي الجسم ليؤدي عملا أو أنه يحدث في بعض الأحيان أن يخطيء المخ فيرسل اشارات لا يريدها الجسم ولكنه مرغم علي اطاعتها ولذلك تحدث النوبة،وفي جميع الأحوال علي الآباء أن يعدو أنفسهم لمواجهة العواقب السلبية التي يشعر بها الابن حين يدرك طبيعة المرض الذي يعانيه وسيسأل الطفل أبويه عن سبب مرضه وعلي الآباء أن يجيبوا بصراحة بأنهم لا يعرفون وان الذي يعرفونه وهو الأهم أن هذا المرض ليس نتيجة لأي فعل سيء أتي به الطفل نفسه.
وكما ذكرنا من قبل – أن استعداد الأبوين في تقبل هذا الموقف وارتضاؤه هو أهم عمل يساعد الطفل علي الشفاء ويخفف من رد فعله تجاه حالته المرضية.

هل يشفي الصرع؟

في كثير من الأحيان يتغلب الأطفال علي مرضهم، وفي العديد من الحالات يتغلبون علي هذا المرض حين يصلون سن البلوغ ، ولكن في بعض الحالات تستمر النوبة أو الصرع مدي الحياة. ولاتوجد أية وسيلة للتنبؤ بما يحدث في كل حالة فردية. واذا كانت النوبة لاتعاود الطفل لعدة سنوات فمن المحتمل أن يقرر الطبيب ايقاف الدواء ليري أثر ذلك. فاذا حدث أن عاودت الطفل النوبة فلا داعي للقلق والخوف لأنه في كل الأحوال يمكن التحكم في المرض مرة أخري بالعقاقير الطبية.

هل يجب عرض الطفل علي الطبيب؟

من السهل أن تخطلط أعراض النوبة أو الصرع مع بعض الأعراض الأخري التي لاعلاقة لها بالصرع. لذلك فانه من الضروري للطبيب أن يتاكد من نوع المرض قبل بدء العلاج وأول ما يعتمد عليه الطبيب هو ما يقوله الطفل نفسه وما يقوله الآباء عن الاعراض التي يلاحظونها علي الطفل وعن الأعراض التي أصابته سابقا.وبالاضافة الي ذلك يقوم الطبيب باجراء كشف كامل واذا ماشك في وجود شيء غير طبيعي بالجهاز العصبي أو المخ فانه عادة يجري اختبارا للأعصاب يقوم به طبيب متخصص في علاج المخ وأمراض الجهاز العصبي.

والكشف علي الأعصاب يتضمن عددا من الاختبارات بعضا منها يتطلب أجهزة معقدة مثل الذي يسجل النشاط الكهربي للمخ أو الذي يرسم تخطيطا خريطيا للنشاط الكهربي بالمخ وعادة مايسجل وجود اضطرابات كهربية في حالة الاصابة بالصرع. وهذه الأجهزة لا تسبب أي ألم للطفل. وفي بعض الحالات يطلب الطبيب اجراء اشعة علي الجمجمة وتوجد أجهزة تشخيص حديثة لاجراء مثل هذا الكشف مثل تصوير المخ بالأشعة المقطعية بالحاسب الآلي أو تصوير المخ بالمجال المغناطيسي . وكثيرا ما يساعد وجود الآباء الطفل أثناء عمل هذه الفحوص ولكن الأطباء والمختصون أنفسهم كثيرا ما يهدئون من روع الطفل بطريقو أسرع وذلك لخبرتهم في التعامل مع المرضي في مثل هذه الظروف.

اذا اثبتت الكشوفات أن الطفل يعاني من الصرع فستكون هناك حاجة لأخذ عينة من دمه لتحليلها بانتظام حتي يمكن للطبيب أن يحدد كمية الدواء في الدم، وأن يعرف كمية الدواء التي يجب اعطاؤها ليصل الي اقرب الطرق للتحكم في النوبة. ومن الافضل للطبيب ان يعرف ماذا كان الطفل يفعل قبل اصابته بالنوبة وكيف تصرف بعد انتهائها. هذه المعلومات تمكن الطبيب من تقرير اذا كان الدواء الذي يتناوله الطفل يأتي بالفائدة المطلوبة.

ماهو دور الآباء في حياة الطفل اليومية؟

دواء الطفل:
عندما يقرر الطبيب العلاج وجرعات الدواء المناسبة لسنه وحالته البدنية ونوع النوبة المصاب بها فمن الضروري أن يتناول الطفل الدواء بانتظام وطبقا للجدول الزمني المحدد.
وتذكر دائما أن الدواء الضاد للتشنجات الذي يتناوله الطفل لا يؤدي بالضرورة الي الشفاء التام الي أنه يؤدي الي التقليل من عدد ومدة النوبات في كثير من الحالات وفي البعض الآخر يؤدي الي التحكم في النوبات كلية ولذلك لا توقف الدواء أو تقلل الكمية المحددة حتي وان لم تعاوده النوبة لمدة طويلة. ان الطبيب فقط هو الذي يقرر ايقاف الدواء او تغيير نوعية وجرعات وأوقات استعماله.. ولا تنزعج كثيرا اذا نسيت اعطاء ابنك جرعة من الدواء لأنه لا يضار مادام سيعاود تناوله بانتظام ولا تندهش اذا أبدي طفلك استباءه من الدواء بعد فترة، أو اذا تظاهر بأنه تناول الدواء رغم أنه لم يفعل. في هذه الحالة لاتواجهه بعنف، واعلم أن الطريق الأفضل للتغلب علي هذه المشكلة هو أن تكون انت بشخصك أو أي فرد مسئول آخر متواجدا أثناء تناول طفلك للدواء.

وقد يكون ميعاد الدواء وتذكره مشكلة للبعض واعداد جرعات الدواء لليوم بأكمله مقدما يحل المشكلة. وينصح بوضع الدواء في أكواب من الورق مثلا وتوضع شارة علي كل كوب تحمل ميعاد الدواء واحرص علي ابعاد هذه الاكواب عن متناول الطفل.
من الأفضل أن تحرص علي أن يكون معك بعض الدواء الاضافي وهو سيفيد عند الحاجة، وحين يكبر الطفل ويصبح بامكانه الاعتماد علي نفسه في تناول الدواء بامكانك أن تعطيه جرعة اضافية يحملها معه دائماوعليك ا فقط أن تخبر طبيبه بذلك .

هل يجب اخطار المدرسة؟

من الضروري اخطار المدرسة ومدرسي الطفل بأنه مصاب بالنوبة، حتي وان كان الطفل لم يصب بها لمدة شهورفهذا المرض لا يمكن ابقاؤه سرا .. ومدرس الطفل يجب أن يكون علي معرفة بما يجب أن يفعله اذا حدثت النوبة للطفل وهو بالفصل الدراسي. ومن المفيد أن تمضي بعض الوقت في شرح معني الصرع بوجه عام، وحالة الطفل بوجه خاص للمدرس، والأفضل أن يقوم طبيب الطفل بالتحدث مع مدرسه لتخفيف قلقه أو انزعاجه. ويجب أن نؤكد أهمية تجاوب المدرس وتفهمه – فمدرس الطفل ينوب دائما عن أبويه حين يكون الطفل بين يديه.

هل للرعاية الزائدة مشاكل؟

ان المبالغة في رعاية الطفل تؤدي الي أن يكون كثير الطلبات، صعب المراص ،شديد الانفعال وخاصة حين يكتشف أن المجتمع ليس علي استعداد لتلبية رغباته كما يفعل والديه. وليس هناك مايدعو للرعاية والحماية الزائدة للطفل المصاب بالصرع فالنوبة لن تصيبه لأنه لم يحصل علي ما يريد وقد يكون للمبالغة في العناية أثرا عكسيااذ أن الطفل سيعرف سريعا أنه لا يسمح له بممارسة أشياء يسمح بها لمن في مثل عمره. وهذا بالتالي يدفع الطفل لأن يطبق هذا المبدأ كوسيلة لعدم المشاركة في الدراسة أو النشاط المدرسي الرياضي.

والعناية الزائدة لاتضر الطفل فقط بل تؤثر علي البنبان الهبكلي للأسرة حين يستاء اخوته وأخواته من فارق المعاملة بينهم وبين الطفل، وكلمة أخيرة – لا تخف من أن تخرج زوجتك وتترك الطفل مع مربيته، فهذا مفيد لكل منكما ولطفلكما. ومن المعروف انه لايسهل تواجد مربية أطفال علي استعداد لرعاية طفل يعاني من النوبةأو الصرع فاذا ما تعذر وجودها يمكنك الخروج لقضاء شئونك أو للنزهة والاستعانة بالأقارب أو الأصدقاء للقيام بهذه المهمة. والشيء الواجب عمله هو أن تتأكد من أن الشخص الذي ستتركه مع طفلك يعلم عن حالته ويعرف كيفية الاتصال بالطبيب اذا ما أصابته النوبة.

ماهو النشاط المسموح به للطفل؟

يستطيع الطفل الذي يعاني من الصرع أو النوبة أن يشارك في النشاط الرياضي أو الأنشطة الأخري الملائمة لسنه فالطفل يتصرف بطبيعته في فترة ما بين النوبات.ومن الواجب ألا نسمح للطفل باستخدام حالته المرضية في التأثير عاطفيا علي من حوله، أو في الامتناع عن ممارسة نوع من النشاط بمقدوره القيام به، فوجوده مع من يماثلون سنه يؤدي ما بقومون به من أعمال يساعده أن يصبح مستقلا ومعتمدا علي نفسه. ان واجب الآباء هنا هو تحديد نوع النشاط الذي يمارسه الطفل آخذين في الاعتبار اختلاف أنواع النشاط عن بعضها واختلاف درجات خطورتها، ولذلك بفضل استشارة الطبيب واتباع نصيحته.

ونجد أ غالبية الأطباء المعالجين للصرع يوافقون علي ان يمارس الطفل المريض بالصرع السباحة بالقرب من الشاطيء علي ان يكون متواجدا بالقرب منه من يجيد السباحة. والرياضة مثل التنس وكرة القدم لا تشكل خطرا علي الطفل،ويفضل تجنب أي نشاط يتطلب استخدام السلالم. كالمشاركة في دهان الغرفة مثلا..

ومن الضروري أن يعلم المشرف الرياضي بحالة الطفل المرضية ومن الضروري أيضا تمضية بعض الوقت معه لشرح مفهوم الصرع بوجه عام وحالة الطفل الذي يشرف عليه بوجه خاص حتي يعرف ما يفعله اذا أصيب الطفل بالنوبة فجأة أثناء ممارسة نشاطه الرياضي المرغوب.

ما الذي يجب عمله أثناء اصابة الطفل بالنوبة؟

قد تكون لحظات فقدان الوعي اثناء النوبة قصيرة جدا وبالتالي هناك القليل الذي يمكن عمله للطفل أثناءها ومع هذا فان مشاهدة حالة الصرع تجربة قاصية لكل شخص يتواجد حول الطفل الا الطفل نفسه الذي يكون فاقدا للوعي تماما لما يدور حوله .

وفيما يلي نقدم لك بعض الارشادات البسيطة حول ما يجب وما لايجب عمله أثناء اصابة الطفل بالنوبة:

0 لاتحاول أن تتحكم في حركات الطفل
0 امنع الطفل من ايزاء نفسه مد جسمه علي الأرض أو في الفراش وابعد أي أدوات حادة أو قطع أثاث عن متناول يده .
0ضع الطفل في رقدته علي جانبه، واجعل الرأس مائلا قليلا الي الخلف للسماح للعاب بالخروج ولتمكينه من التنفس.
0 فك ملابس الطفل- اخلع نظارته اذا كان يستخدم نظارة- ضع بحذر طرف ملعقة أو ما يشابهها ملفوفةفي منديل بين أسنانه حتي لا يعض لسانه.
0 لاتحاول اعطاؤه أي دواء أثناء النوبةولا تحاول ايقاظه منها.
0 تذكر دائما أن الطفل بعد النوبة يكون متعبا أو خائفا، حاول أن تهديء من روعه قدر استطاعتك .
0 تذكر أن تسجيلك لحالة الطفل أثناء النوبة ومدة النوبة نفسها مفيد للطبيب المعالج .

الإسعافات الأولية لنوبة الصرع:

1) – ساعد المصاب علي الاستلقاء علي الأرض مع وضع وسادة أو أي شيء لين تحت الرأس.
2) – ارخاء الملابس الضيقة حول الرقبة.
3) – حاول أن تبعد أي شيء صلب أو حاد أو ساخن من الممكن أن يؤذي المصاب .
4) – تجنب وضع أي شيء في فم المصاب .
5) – عندما يبدأ في استعادة وعيه ضعه علي أحد جانبيه مع التأكدأن المصاب لا يعاني أي صعوبة في التنفس
6) – بعد انتهاء النوبة اذا لم يكن الشخص بمنزله وما زال يبدو مترنحا أو ضعيف فمن الأفضل مصاحبته الي المنزل
7) – اذا استمرت النوبة لأكثر من عشر دقائق يجب عليك الاستعانة بمساعدة طبيبه في الحال

كيفية التعايش مع مرض الصرع:

صديقي, صديقتي، النوبة هو حدث وقتي يحدث لفترات قصيرة يكون فيها المخ تحت تأثير نشاط كهربي زائد فحاول أن تعيش حياتك طبيعية:

1 – أنت أهم عنصر من عناصر العلاج فواظب علي أخذ الدواء في مواعيده.
2 – لاتميل للعزلة ومارس نشاطك الاجتماعي طبيعي وكون صداقات جديدة.
3 – احمل كارت في جيبك به كيفية التعامل مع النوبة حتي يعرف الآخرون ما يفعلونه اذا فاجئتك النوبة
4 – حاول أن تتناول غذاء مفيد متوازن
5 – الحياه توازن بين العمل والراحة والمتعة.
6 – هناك أنشطة رياضية مختلفة اختر لنفسك ما يناسبك منهاوابتعد عن الرياضات العنيفة.
7 – ابتعد عن ممارسات ألعاب الفيديو جيم والكمبيوتر واستشر طبيبك عن امكانية قيادة السيارة.
8 – احرص علي أن تحمل معك بعض الدواء الاضافي( خاصة عند السفر) فهو سيفيد عند الحاجة.
9 – احرص علي المتابعة الدقيقة مع طبيبك لضبط جرعات الدواء.

أمين العلم :نقلا عن موقع طبيب نفسي