الصدق يهدي إلى البر
المصدر/المؤلف: جيل لن يتكرر – عائض القرني
أتى شابّان إلى عمر وكان في المجلس، وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمام عمر بن الخطاب قال عمر: ما هذا، قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا، قال: أقتلت أباهم؟ قال: نعم قتلته، قال كيف قتلتَه؟
قال دخل بجمله في أرضي، فزجرته، فلم ينزجر، فارسلت عليه حجراً، وقع على رأسه فمات.
قال عمر: القصاص.. الإعدام.. قرار لم يكتب. وحكم سديد لا يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة شريفة؟ هل هو من أسرة قوية؟ ما مركزه في المجتمع؟ كل هذا لا يهم عمر لأنه لا يحابي أحداً في دين الله، ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله، ولو كان ابنه القاتل، لاقتص منه، وقد جلد ابناً له في بعض الأمور.
قال الرجل: يا أمير المؤمنين: أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض، أن تتركني ليلة؛ لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني، ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا، قال عمر: من يكفلك أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ، فسكت الناس جميعاً، إنهم لا يعرفون اسمه، ولا خيمته، ولا داره، ولا قبيلته، ولا منزله، فكيف يكفلونه، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض، ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف.
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله؟ ومن يشفع عنده؟ ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه؟ فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه وقع في حيرة، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً هناك، أو يتركه فيذهب بلا كفالة، فيضيع دم المقتول، وسكت الناس، ونكّس عمر رأسه، والتفت إلى الشابين، أتعفوان عنه؟ قالا: لا، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين، قال عمر: من يكفل هذا أيها الناس، فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده، وصدقه، قال: يا أمير المؤمنين، أنا أكفله، قال عمر: هو قَتْل، قال: ولو كان قتلاً، قال: أتعرفه؟ قال: ما أعرفه، قال: كيف تكفله؟ قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لم يكذب، وسيأتي إن شاء الله، قال عمر: يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك ! قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين، فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث ليالٍ؛ يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل.
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد، يَعُدّ الأيام عداً، وفي العصر نادى في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابان، واجتمع الناس، وأتى أبو ذر، وجلس أمام عمر، قال عمر: أين الرجل؟ قال: ما أدري يا أمير المؤمنين، وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت الصحابة واجمين، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد، لكن هذه شريعة، لكن هذا منهج، لكن هذه أحكام ربانية، لا يلعب بها اللاعبون، ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف، وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان.
وقبل الغروب بلحظات، وإذا بالرجل يأتي، فكبّر عمر، وكبّر المسلمون معه، فقال عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك، ما شعرنا بك، وما عرفنا مكانك، قال يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى!!
ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ الطير، لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل، فوقف عمر وقال للشابين: ماذا تريان؟ قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه، قال عمر: الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته.
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك، وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك.
لا تحرموني بصدق الدعاء
بارك الله فيك
السلام عليكم
اللهم ارزقنا الصدق في القول و العمل قولوا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآمين
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ((التوبة :119)) وقال تعالى : {والصادقين والصادقات} ((الأحزاب: 35)). وقال تعالى : {فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم} ((محمد : 21)).
وأما الأحاديث:
1/54- فالأول عن ابن مسعود رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً" ((متفق عليه)) .
2/55- الثانى: عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما ، قال : حفظت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم : "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبةٌ" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح)) .
3/56- الثالث: عن أبي سفيان صخر بن حرب ، رضي الله عنه، في حديثه الطويل في قصة هرقل، قال هرقل: فماذا يأمركم -يعنى النبي صلى الله عليه وسلم- قال أبو سفيان: قلت :يقول : " اعبدوا الله وحده لا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة" ((متفق عليه)) .
4/57- الرابع: عن أبي ثابت، وقيل أبي سعيد، وقيل أبي الوليد، سهل بن حنيف ، وهو بدري، رضي الله عنه، أن النبي ، صلى الله عليه وسلم، قال: "من سأل الله، تعالى، الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه" ((رواه مسلم)) .
5/58- الخامس: عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "غزا نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة. وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتا لم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر أولادها. فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريباً من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم، فجائت -يعني النار- لتأكلها فلم تطعمها، فقال : إن فيكم غلولاً، فليبايعني من كل قبيلةٍ رجل، فلزقت يد رجل بيده فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال: فيكم الغلول: فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب، فوضعها فجاءت النار فأكلتها، فلم تحل الغنائم لأحد قبلنا، ثم أحل الله لنا الغنائم لما رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا" ((متفق عليه)) .
حول الصدق
قال الحارث المحاسبي:
* ابن القيم-مدارج السالكين
__________
كلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته
ابن تيمية
____________
ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق .
ابن رجب
___________
اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد ، فإنه لا يوصل إلى الله سواه ، واحرصوا على القيام بحقوقه ، فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه .
ابن رجب
__________
فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله كان من أولياء الله المتقين.
ابن تيمية
________
إذا حسنت السرائر أصلح الله الظواهر .
ابن تيمية
__________
الصادق مطلوبه رضى ربه ، وتنفيذ أوامره وتتبع محابه فهو متقلب فيها يسير معها أينما توجهت ركائبها ، ويستقل معها أينما استقلت مضاربها فبينا هو في صلاة إذ رأيته في ذكر ثم في غزو ثم في حج ثم في إحسان للخلق بالتعليم وغيره من أنواع المنافع.
ابن القيم – مدارج السالكين
____________
فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه فالله الله في إصلاح السرائر فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر
ابن الجوزي – صيد الخاطر
____________
فلا إله إلا الله كم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون خالصة لله وأن تصل إليه ، وإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر ألبته وهو غير خالص ، ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقا ًوهو خالص لله ، ولا يميز هذا إلا أهل البصائر وأطباء القلوب العالمون بأدوائها وعللها
ابن القيم – مدارج السالكين
____________
فإياك ثم إياك أن تطلع من باسطته على سرك مع الله ، ولكن اجذبه وشوقه واحفظ وديعة الله عندك .
ابن القيم – تهذيب المدارج
___________
والصادق حقيقة : هو الذي قد أنجذبت قوى روحه كلها إلى إرادة الله وطلبه والسير إليه والاستعداد للقاءه ومن تكون هذه حاله لا يحتمل سبباً يدعوه إلى نقض عهده مع الله بوجه .
ابن القيم
_____________
وكمال التوحيد هو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلاً ، بل يبقى العبد موالياً لربه في كل شيء يحب من أحب وما أحب ، ويبغض من أبغض وما أبغض ، ويوالي من يوالي ، ويعادي من يعادي ويأمر بما يأمر به ، وينهى عما نهى عنه
ابن القيم
_____________
وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له وإعانته ، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم
___________
إن الرجل ليتكلم بالكلام ينوي فيه الخير فيلقي الله في قلوب العباد حتى يقولوا ما أراد بكلامه إلا الخير .
ابن حبان : روضة العقلاء
_____________
فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله .
ابن تيمية
_____________
فإن المخلص ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره إذ ليس عند القلب أحلى ولا أنعم من حلاوة الإيمان بالله رب العالمين .
ابن تيمية
______________
لن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له .
ابن تيمية
_____________
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار .
ابن القيم
_____________
والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك .
ابن القيم
____________
العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه .
ابن القيم
_____________
أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص .
ابن القيم : الفوائد
____________
والمقصود أن العبد يقوى إخلاصه لله وصدق معاملته ، حتى لا يحب أن يطلع أحد من الخلق على حاله مع الله ومقامه معه فهو يخفي أحواله غيرة عليها من أن تشوبها شائبة الأغيار ويخفي أنفاسه خوفاً عليها من الداخلة ، وكان بعضهم إذا غلبه البكاء وعجز عن دفعه يقول : لا إله إلا الله ما أمر الزكام
ابن القيم
____________
لو أبصرت طلائع الصديقين في أوائل الركب ، أو سمعت استغاثة المحبين في وسط الركب ، أو شاهدت ساقة المستغفرين في آخر الركب لعلمت أنك قد انقطعت تحت شجر أم غيلان . ( شجرة السمر ) .
ابن القيم
___________
ومن علامات الصادقين : التحبب إلى الله بالنوافل والإخلاص في نصيحة الأمة ، والأنس بالخلوة والصبر على مقاساة الأحكام ، والإيثار لأمر الله ، والحياء من نظره ، والتعرض لكل سبب يوصل إليه والقناعة بالخمول ، وأن يكون نومه غلبه ، وأكله فاقه وكلامه ضرورة، وإذا سمع شيئاً من علوم القوم فعمل به : صار حكمة في قلبه إلى آخر عمره ينتفع به ، وإذا تكلم انتفع به من سمعه .
ابن القيم
____________
وفي القلب فاقه عظيمة وضرورة تامة وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغنى بحب الله الذي إن حصل للعبد حصل له كل شئ وإن فاته فاته كل شيء فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غنى سواه ، فالغنى به وبحبه هو الغنى في الحقيقة ولا غنى بغيره ألبته ، فمن لم يستغن به عما سواه تقطعت نفسه حسرات ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة وحضره كل سرور وفرح والله المستعان .
ابن القيم
____________
فإن حقيقة العبد روحه وقلبه ولا صلاح لها إلا بإلاهها الذي لا إله إلا هو فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره ، ولا صلاح لها إلا بمحبته سبحانه ، ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك بل ينتقل من نوع إلى نوع ومن شخص إلى شخص ، و.. والمقصود أن إله العبد الذي لا بد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين هو الإله الحق وهو الله الذي كل ما سواه باطل والذي أينما كان فهو معه ، وضرورته وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة .
ابن القيم
____________
نسأل الله أن يرزقنا نية سليمة خالصة صادقة
لاتحرمونا صادق دعائكم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا)
جعلنا الله واياكم من الصادقين الاطهار .
بارك الله فيــــــــــــــــــــــــــــك على الموضوع القيم ، وجعله ربي في ميزان حسناتك إن شاء الله لا يحرمنا من مواضيعك
ومن علامات الصادقين :
التحبب إلى الله بالنوافل
والإخلاص في نصيحة الأمة
والأنس بالخلوة
والصبر على مقاساة الأحكام
والإيثار لأمر الله
والحياء من نظره
والتعرض لكل سبب يوصل إليه
والقناعة بالخمول
وأن يكون نومه غلبه
وأكله فاقه وكلامه ضرورة
وإذا سمع شيئاً من علوم القوم فعمل به : صار حكمة في قلبه إلى آخر عمره ينتفع به
وإذا تكلم انتفع به من سمعه .
ابن القيم
بارك الله فيــــــــــــــــــــــــــــك وجعله في ميزان حسناتك
الصادق هو رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام
في القمة مروان كما عهدناك دوما
أشكرك أختي نور اليقين وهديدو
و نجمة انتم دوما الأروع
بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا رك الله فيك اخي موضوع في القمة
بوركت ولك ألف شكر
في إنتظار الجديد منك
مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا( (الاحزاب/23)
إن الصدق هو علامة وفضيلة المؤمن البارزة، إذ تراه يصدق مع نفسه،
ويصدق مع ربه، ويصدق مع الناس.. والصدق بالنسبة إليه جزءٌ لا يتجزّأ من
صميم وجوده وكيانه، فلا يعيش الازدواجية والنفاق والثنائية
"صُنْ لِسَانَكَ عَنِ الشَّرِّ، وَشَفَتَيْكَ عَنِ التَّكَلُّمِ بِالْغِشِّ"
"اَلصِّدِّيقُ يُبْغِضُ كَلاَمَ كَذِبٍ، وَالشِّرِّيرُ يُخْزِي وَيُخْجِلُ"
"لا تفتر الكذب على أخيك، ولا تختلقه على صديقك"
شكرا على الموضوع و دمتم سالمين
قال رسولنا الكريم: في معنى الحديث
(…ومازال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا … وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا..)
إن الصدق هو علامة وفضيلة المؤمن البارزة…………..
شكرا على الموضوع …..
تقبل مروري…
دمت بـــ ود….
( يا أيها الذين آمنوا اتقو الله ، وكونوا مع الصادقين ). (التوبة: 119).
كيف لا يكون الصدق ذا أهمية ؟ وهو بالطبع منجاة رغم مايسببه من مشاكل وخصوصا حين تكون صادقا مع نفسك ومع غيرك وليس بالضرورة الصدق أن أجامل صديقي فذلك قمة الكذب ولكن الصدق كذلك حين أنصحه واعاتبه وأكشف أخطاءه بلا مزايدة ولا غلو والطامة حين يعتقد أني أكذب عليه أو أنقده لأجل أن انقده فلا يعترف ..
شكرا هديدو موضوع هام
تعريف الصدق
تعريف الصدق
تعريف الصدق :
وهو:مطابقة القول للواقع وهو اشرف الفضائل النفسية ,والمزايا الخلقية ,لخصائصه الجبليلة ,اثاره الهامة في حياة الفرد والمجتمع .
فهو زينة الحديث ورواؤه , ورمز الاستقامة و الصلاح ,وسببالنجاح والنجاة , لذلك مجدته الشريعة الاسلامية , وحرضت عليه , قرانا وسنة .
فقد كثر فيه المخادعين والمنافقين نسأل الله العافية
يا اللــــــه كم تشتاق نفوسنا للحظة من الصــــدق
استوقفتنى كثيرا عبارة قرأتها آنفا وهي
" أن الصدق قارة لم تكتشف بعد..!!!"
ألهذا الحد ندرت عملة الصدق فى حياتنا حتى اختفت عن أعين البعض فلم يكد يراها..؟؟؟
ألهذه الدرجة غابت عنا تلك القيمة التي مدحها الله عزوجل فى كتابه
بقوله: ***64831; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ***64830; [التوبة:119
بل وأقرها الحبيب صلى الله عليه وسلم في قوله
" ان الصدق يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ "مسلم
بل وذم نقيضها أيضا في قوله صلى الله عليه وسلم
( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا ) [حسنه الألباني في صحيح أبي داود (4800)
نحتاج كلنا للحظات صدق نستعيد فيها ما مضى ونجدد فيها العهود….
لحظات صدق مع الله تستشعر فيها تقصيرك ومراقبتك….
لحظات صدق مع نفسك تكبح بها جماح الغفلة والتهاون….
لحظات صدق مع من حولك تحت راية الأخوة والحب فى الله….
ما أحوجنا الى لحظات صدق مع الله….مع النفس…مع الأهل والأصحاب….مع الإخوة والأحباب
فهل بحثنا فى قلوبنا وفتشنا في صدورنا عن قيمة الصدق كي تعم وتنتشر قبل أن تموت وتنقرض
وتخلو من حياتنا…..
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «أربع مَن كنَّ فيه فقد ربح:
الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر».
بارك الله فيك هديدو على كلامك الصادق
الصدق في حياتنا المجاملة والنفاق
توقفت كثيرا عند هذه الأسطر للأديب يوسف السباعي في رائعته .. "ارض النفاق " حيث كان يتحدث عن قصة خياليه يقابل فيها رجلا مسّنا يبيع " الاخلاق " في زجاجات وعلب وقد حاول ذلك الرجل ان يبيعه مسحوقا للشجاعة او للتواضع ، او .. او ..
إلا ان الكاتب اصرّ على ان يشتري مسحوق الصدق رغم معارضة البائع ورفضه التام !!!
مما جعله يخطف هذه الزجاجة من البائع المسّن الذي عجز عن منعه من سكب محتويات هذه الزجاجة في النهر .
وعندما دخل الكاتب المدينة ليرى آثار فعلته .. رأى اضطرابا شاملا وفوضى عارمة، بعد ان سقطت اقنعة النفاق والرياء والمجاملات الكاذبة، وظهرت المشاعر والعواطف على حقيقتها وبدأ كل انسان يعامل من حوله بصدق وصراحة، مما اوقع البلد في دوامة عاصفة ..
وقد جعله ذلك يندم على القائه مسحوق الصدق في النهر الذي يشرب منه جميع الناس ..
و يعود الى البائع معتذرا نادما يلتمس منه الحل لهذه المصيبة الكبرى …
وكان سبب توقفي عند هذه الأسطر هو سؤال حيرني كثيرا ..
تخرج منه عدة أسئلة لا تقل في حيرتها عن اساسها
هل هذا صحيح ؟
هل نحن لا نستطيع ان نتعايش إلا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق تغطي مشاعرنا الحقيقية اتجاه هذا او ذاك من الناس؟
وما قيمة هكذا حياة نقضيها في خداع بعضنا ؟
وما المانع من مصارحة الاخرين بآرائنا فيهم ؟
اننا نقدم اعذارا واهية وتبريرات ضعيفة لأكاذيبنا وخداعنا ..
نحن لا نريد ان نكسر قلب فلان .. ولا نريد ان نجرح علان ..
وكأننا اناس صالحون لا نريد ان نسئ الى احد ..
وكأن الصدق هو فقط ان نقول للأعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللأبله انت ابله ..
وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا .
والحقيقة يا سادة هي غير ذلك مع الاسف….الحقيقة هي ان مصالحنا الصغيرة وأنانيتنا الضيقة هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك خوفا من اثارة عدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا التي بنينا عليها حياة الاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها، متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الارض .. ألا وهو احترامنا لأنفسنا.
احسنت النقل أخي فاروق
وفي الحقيقة الحياة التي نعيشها كلها كذبة كبيرة
لم يعد للصدق فيها مكان …إلا من رحم ربي .
شكرا على الموضوع الجميل ..ننتظر مزيدا من هكذا مواضيع
بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك أختي كريمة على الاهتمام، ردودك فعلا مشجعة، تقبّلي احترامي!
وحتى تغرسى هذه الشجرة المباركة فى نفوس أبنائك.. إليك بعض النصائح والأفكار:
1 – خصصى يومًا أو جزءًا من يوم تجتمعين فيه مع أولادك ، تسمينه اليوم السعيد وحاولى تخصيص حوالى ساعة من هذه الفترة لجلسة ربانية تجمعكم تعقبها نزهة أو فترة ترفيهية، إن هذه الساعة الربانية التى تجمعكم كأسرة سيكون لها من الأثر المبارك على أخلاق أولادك الكثير، أما إن استطعت أن تجعلى هذه الساعة يومية فقد أنجزت إنجازًا كبيرًا.
2 – لا تتركى فرصة مائدة الطعام تفوتك ، إذ يمكنك استغلالها فى الحوار حول موضوع تطرحينه أو إجراء المسابقات الترفيهية على أن يكون فيها سؤال عن الخلق الذى تريدينه.
3 – استغلى فترات الانتظار لتحكى لأولادك قصة أو لتوصلى لهم معلومة ولو بسيطة.
4 – عند زيارتك لبيت الجد والجدة اتفقى معهما على أن يحكيا شيئًا من السيرة يخدم الخلق، فالأولاد يتأثرون بهما كثيرًا، وكلما تعددت مصادر دعم الخلق كان أثبت فى نفوس أولادنا ، وأتذكر أن الداعية الأستاذ عمرو خالد قال: إن جده كان يحكى له الكثير من قصص السيرة فيفرح لإسلام عمر ويحزن لاستشهاد حمزة.
ولنتذكر أن العملية التربوية لا تقتصر على وقت معين ، بل هى وظيفة العمر يمكن أن تؤدى فى أى وقت من أوقات اليوم، فلنحاول أن نستغل أوقات أولادنا، وألا نضيع عليهم أيامهم، وذلك بمحاولة استغلال كل الفرص والأوقات التى تسنح لنا خلال اليوم لتعليمهم أى معلومة ولو بسيطة، وليس معنى ذلك أن نظل نصدر لهم الأوامر ليل نهار، فالتربية والتعليم ليسا فقط بالموعظة المباشرة، بل قد يكونان بلقطة تلفاز تعلقين عليها أو بدعوات تتلفظين بها وأنت تطهين طعامك فيلتقطها منك أولادك.
ما المنهج وكيف نطبقه ؟
علمنا الأستاذ/ عبد الله ناصح علوان فى كتابه «تربية الأولاد فى الإسلام» أن وسائل تربية الأولاد خمسة:
1 – التربية بالموعظة.
2 – التربية بالقدوة.
3 – التربية بالعادة.
4 – التربية بالملاحظة.
5 – التربية بالعقوبة.
التربية بالموعظة
1 – لا مانع من الاتفاق مع أولادك على شعار للشهر، وفى خلق الصدق يمكن أن يكون الشعار (الصدق طمأنينة، والكذب ريبة)، ويمكنك كتابته وتعليقه فى مكان بارز فى المنزل.
2 – عمل مسابقة بين الأولاد فى حفظ بعض الآيات التى تحض على الصدق مع شرح الآيات المختارة فى الجلسة التربوية، وقد تكون المسابقة فى الحفظ والشرح مع تخصيص هدية بسيطة للفائزين ، والآيات التى يمكن حفظها لخلق الصدق (المائدة: 119 – البقرة: 177، وفيها معنى عملى لصفة الصدق).
3 – إجراء مسابقة كذلك فى حفظ بعض الأحاديث التى تحض على الخلق، ويمكنك إدخال الابتكار على المسابقة بأن تكتبى كلمة الحديث على أوراق منفصلة وتخلطى الورق، وتعملى منه عدة نسخ بحسب عدد أولادك ، وأيهم يرتبها أولاً يفوز، وقد يتم الخلط بين أكثر من حديث، ويمكنك كتابة الأحاديث بخط جميل، أو بواسطة الكمبيوتر وتعليقها فى مكان بارز فى المنزل بجوار الشعار، بحيث تكون أمامهم لمدة شهر مثلاً فيسهل حفظها وتستطيعين أخذ الأحاديث من كتاب رياض الصالحين، أو خلق المسلم للغزالى ، ويمكنك استغلال المناسبات كنجاح الأولاد وغيرها لعمل حفل وتوزعين فيه جوائز الحفظ، ويتلون ما يحفظون من أناشيد وأحاديث كفقرات فى الحفل.
4 – استغلال حكاية قبل النوم فى سرد الحكايات عن الخلق مع استخدام أسلوب الإثارة والتشويق كأن تتركيهم يتوقعون نهايتها، وإذا كانوا يعرفون معظم القصص التى تعرفينها عن الخلق، فخصصى جائزة لمن يأتيك بقصة لا تعرفينها، فهذا يشجعهم على البحث والقراءة، وبالنسبة للصدق يمكنك حكى قصة الصحابى أنس بن النضر الذى نزلت فيه آية {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه…}، أو قصة الصحابى كعب بن مالك فى قصة الثلاثة الذين خُلّفوا فى سورة التوبة، وكذلك قصة العالم عبد القادر الكيلانى عندما عاهد أمه على عدم الكذب فتابت على يديه عصابة من اللصوص.
5 – عمل برنامج لتطبيق هذا الخلق وحتى تشجعى أولادك على الالتزام به أخبريهم أنك ستلتزمين به معهم، وبالفعل تعمدى أن يروك، وأنت تجيبين عن أسئلة البرنامج :
– هل تحريت الصدق فى كل أقوالك وأفعالك اليوم ؟
– هل تحريت الصدق فى المزاح ؟
– هل ضبطت نفسك تكذب فسارعت بقول الصدق ؟
– هل قلت الصدق ولو على نفسك ؟
– هل دعوت الله أن يرزقك الصدق ؟
التربية بالقدوة
احرصى على ربط أولادك بالصحابة وجعلهم قدوة لهم بكثرة حكاياتك وتوفير الكتب التى تتحدث عنهم.
احرصى أن تكونى قدوة لهم فى الخلق الذى تربينهم عليه.
يمكنك تعويد نفسك وأولادك على صيام يوم من أيام النافلة وقبل المغرب اجمعيهم للدعاء وتضرعوا إلى الله أن يرزقكم خلق الصدق، ويا ليت زوجك يشارككم الدعاء ، ويمكنك أن تدربى أولادك على الدعاء وتؤمنين وراءهم أنت ووالدهم.
وهناك بعض السلوكيات التى قد تصدر منا دون أن ندرى وهى منافية لخلق الصدق:
– كأن تعدينهم بشيء معين أو هدية ، ثم لا تفين بوعدك، وإذا اضطرتك الظروف لعدم الوفاء فتحاورى معهم واشرحى لهم الأسباب.
– اعتذارك للمدرسة عن سبب غياب ابنتك بمرضها ، وتكون هى قد قامت متأخرة من النوم.
– تمثلين أنك تضربين أحدهم لترضية آخر اشتكى منه.
– اعتذارك عن تناول شيء من الطعام عند من تزورينها بصحبة أطفالك بدعوى أنك لا تشتهيه أو أنك تناولت وجبتك وتكون الحقيقة خلاف ذلك.
– إنكار الأب أو إنكار نفسك عندما يسأل أحد عنكما.
التربية بالملاحظة
يمكنك الاتفاق مع إحدى صديقاتك اللاتى تثقين بهن ممن يكون لها أولاد فى مثل سن أولادك أن يقضى أولادك عندها يومًا من أيام إجازتهم، وكذلك يفعل أولادها، فصديقتك تستطيع أن تنقل لك صورة عن سلوكيات أولادك ومدى ما وصل إليه منهجك التربوى معهم، وكذلك تفعلين مع أولادها.
قد تسنح لك الفرصة لأن تعرفى الأحداث الحقيقية لموقف حدث مع أولادك ، استفسرى عنه منهم لتقيسى مدى صدقهم معك.
التربية بالعقوبة
عودى أولادك دائمًا أن الصدق منجاة أى أنهم إذا قالوا الصدق، فإنك لن تعاقبيهم، أو إذا كان الأمر يستدعى العقوبة فإن قولهم الصدق سيجعلك تخففينها، أما إن كذبوا فستكون العقوبة مضاعفة ؛ لأنهم جمعوا عصيانًا وكذبًا ، واحرصى على أن تفى بوعدك لهم.
التربية بالعادة
عوّدى أولادك على أن يكون بينكم وقت معين يوميًا ولو 10 دقائق يحكون لك ما مر بهم فى يومهم ، فإن الحوار بينك وبينهم له فوائد كثيرة منها أنه يساعدهم على الانفتاح عليك وفتح قلبهم لك فتأتيهم الشجاعة لقول الصدق وإن أخطأوا.
وأخيرًا لا تنسى الدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء والتضرع إى الله أن يهدى أولادك ويصلحهم ويبعد عنهم رفقة السوء ويرزقهم الصحبة الصالحة التى تدلهم على الخير وتعينهم عليه