الأجوبة الهادية في درء شبهة عن الصحابي معاوية
– رضي الله عنه –
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ والصَّلاةُ والسلامُ على أشرفِ المرسلينَ نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه أجمعينَ ,أمَّا بعدُ:
فإنَّ أعداءَ الدِّينِ يَسلُكونَ طُرُقًا كثيرةً قذِرَة، وأساليبَ متنوعةً فاجِرَة فِي مُحاربتِه ومحاولةِ طمسِه والقضاءِ عليه، ومن أشهرِ طرقهِم وأسهلِها –عندهم- الطَّعنُ في رموزِه ونقلتِه، فإنَّ الطعنَ فيهِم يقتضِي الطَّعنَ في جميعِ ما نقلُوه وقالُوه، إضافةً إلى ما يحملُه هذا الطَّعنُ من تشويهٍ لأعلامِ المسلمين وخيرتِهم.
ولا بدَّ أن يُعلم أنَّ الطَّعنَ فِي المسلمين عموما-بغير الحق- جرمٌ عظيم، ومنكرٌ كبير، ويعظُم هذا الْمُنكر ويقبُح كلَّما عظُمتْ مرتبةُ الْمَطعونِ وارتفعَتْ، لذلك كان الطَّعنُ في الصّحابةِ من أعظمِ الطُّعونِ وأفحشِها، وأسوئِها عند الله وأقبحِها، كيفَ وربُّنا -سبحانَه وتعالَى- يقول في الْحَديثِ القُدسي: ((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ،…))[البخاري(6502)], والصحابة-رضوان الله عليهم- خِيرَةُ الأولياء، وصفْوةُ الأصفياء.
ومن الصَّحابة الذين كثُر فيهم طعنُ الطَّاعنين، وظهر فيهم كَلَبُ الجاهلين: كاتبُ وحي النَّبي الكريم-صلَّى الله عليه وسلَّم- معاويةُ بنُ أبي سفيان-رضي الله عنه- فإنَّه لا تزال رماح الغَدر والفُجر تنهال عليه لَيْلَ نَهَار، سواء من الْمُستشرقين الذِين أظهَرُوا الكُفْرَ ولم يُخْفُوه، أو من الرَّوافض الْخُبثَاء الذين يتكَلَّمُونَ باسمِ الدِّينِ وهو منهم برِيء.
ولئن كان الطَّعن من هذين الصِّنفَيْنِ أمرٌ مألوفٌ معرُوف، فإنَّ الذي يحزُّ في النَّفس أن ترى بعضَ المستغفَلِين من الْمُسلمين بقول الطاعنين يقولُون، وعلى خُطَاهم يسيرُون، وهؤلاء لُبِّس عليهم الْحَقُّ فما عرفُوه، وزُيِّن لهم الباطل فرأوه حسَنًا واتَّبعُوه. والله المستعان.
ولقد تنوَّعت الطُّعون في هذا الصَّحابي الكريم وتعدّدت- وهذا يدلُّ على مِقْدَار الْحِقد الذي يكنُّه بل ويظهرُه هؤلاء لأسيادهم الفضلاء- فمرةً يضعُون الأحاديثَ على نبيِّنا بأنَّه قد لعنه، وأمر بقتله، أو بأنه يموت على غير السُّنَّة، وغير هذا، وتارة يضعون الآثار عليه بأنَّه قرَّب الأشرار، أو قتل فلانا وفلانا من الصَّحابة والأخيار.
ومن التُّهم والشُّبه التي أردت -من خلال هذا الجمع- كشفَها وبيانَ وجه الحقِّ فيها هي:
اتهامُ الصحابي الكريم معاوية بن أبي سفيان بأنَّه :
1. قتَلَ الصَّحابيَّ حُجْرَ بنَ عَدِي.
2. بسَبَبِ تشيُّعِه وولائِه لعلي بن أبي طالب ليس غيرُ.
3. مع أنَّ النَّبي-صلَّى الله عليه وسلَّم- قد شهِد – في زعمهم – لِحُجْر بنِ عدي ومن قُتِل معه بالْخَيْرِ وبظلمِ قاتِلِهم.
4. وإنكارُ الصَّحابة على معاوية-رضي الله عن الصَّحابة أجمعين-، وبكاؤُهم على فقد حُجْر بن عدي.
وسيكون الردُّ على هذه الشُّبهة-بإذن الله- من خلال التَّعرض للمسائل الأربع المذكورة بالتَّرتيب، وقبل الشروع في المقصود لا بدَّ من التَّذكير بأمرين:
الأول: أنَّ سبَبَ كتابتِي في هذه الجزئية بالذَّات هو طلبُ أحدِ إخواني الأعزّاء مني ذلك لحسن ظنِّه بي-غفر الله لي وله- وما كنت لأردَّ له طلبا خاصَّةً في مثل هذه الْمَواضيع التي أتشرَّف بالكتابة فيها.
والثاني: أنَّ هناك من طلبة العلم من أجاب على هذه الشُّبهة، فلذلك الأجوبة في الْمُجمل لن تخرج عمَّا ذكروه، ولكن الاختلاف سيكون في الأسلوب، وطريقة العرض والطرح، فلهذا أنا لست أدعي أنِّي لم أسبق إلى هذا، وإنَّما أرجو أن يكتب الله لنا الأجر جميعا. و الله الموفق.
الردُّ على الشُّبهة الأُولى
قتل معاوية بن أبي سفيان للصَّحابي حُجْر بنِ عَدِي
أولا : من هو حُجْر بن عدي؟
هو أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حُجْرُ بنُ عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ رَبِيْعَةَ الكِنْدِيُّ بْنِ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِيْنَ بنِ الحَارِثِ بنِ مُعَاوِيَةَ الكِنْدِيُّ الكُوْفِيُّ، وَهُوَ حُجْرُ الخَيْرِ، وَأَبُوْهُ عَدِيُّ الأَدْبَرُ, وَكَانَ قَدْ طُعِنَ مُوَلِّياً، فَسُمِّيَ الأَدْبَرَ.
وهو مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ,والأكثرُون على أنه من التَّابعين
فقد نقل الْحَافظُ ابنُ حجر رحمه الله في الإصابةِ عن ابن سعد وغيره أنهم أثبتوا له الصُّحبة ثم قال أمَّا البخاريّ وابنُ أبي حاتم عن أبيه وخليفةُ بنُ خياط وابنُ حبان فذكروه في التَّابعين,وكذا ذكره ابنُ سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة،فإمَّا أن يكون ظنَّه آخروإما أن يكون ذهل) [الإصابة(2/32-33)].
وهذا يدلُّك على تدليسِ الطَّاعنين ومكرِهم، فقد جزمُوا بصحبةِ حجر بنِ عدي ولم يشيروا إلى الخلاف، والصَّواب أنَّ فيه خلافاً، بل الأقرب أنَّه من ثقاتِ التابعين.
وسبب هذا الجزم هو حرصُهم على إظهار عِظَمِ صنيعِ معاويةَ من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى يريدون أن يُظهروا أنَّ الصَّحابة ما كانوا على اتفاقٍ، بل كان بينَهم من العداءِ ما جعلهم يقتُل بعضُهم بعضاً بغيرِ سببٍ ولا تأويل.
وعلى فرض إثبات الصُّحبة له-كما قالوا- لماذا لم يسعهم قول نبي الأمة-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ( إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا…) [الطبراني في الكبير(1427)، وهو في الصحيحة(34)].
ولماذا لم يقيموا لإجماع الأمَّة على عدالتِهم وعدمِ الخوضِ فيما شجر بينهم وزنا.
قال النَّووي-رحمه الله-[التَّقريب والتَّيسير لمعرفة سنن البشير النذير(92)] : (الصَّحابة كلُّهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم، بإجماع من يعتدُّ به )
وقال ابنُ كثير-رحمه الله-: ( والصَّحابة كلهم عدول عند أهل السُّنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السُّنة النَّبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -رغبة فيما عند الله، من الثَّواب الجزيل، والجزاء الجميل)[الباعث الحثيث (181)].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- وَأَمَّا ما شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ فقَدْ ثَبَتَ بِالنُّصُوصِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَائِشَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، بَلْ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» .
وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَعَمْرُو بْنُ العاص وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ هُمْ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَهُمْ فَضَائِلُ وَمَحَاسِنُ.
وَمَا يُحْكَى عَنْهُمْ فكَثِيرٌ مِنْهُ كَذِبٌ، وَالصِّدْقُ مِنْهُ – إنْ كَانُوا فِيهِ مُجْتَهِدِينَ، فَالْمُجْتَهِدُ إذَا أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِن أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ، وَخَطَؤُهُ مغفور لَهُ.
وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّ لَهُمْ ذُنُوبًا فَالذُّنُوبُ لَا تُوجِبُ دُخُولَ النَّارِ مُطْلَقًا إلَّا إذَا انْتَفَتْ الْأَسْبَابُ الْمَانِعَةُ مِنْ ذَلِكَ، وَهِيَ عَشْرَةٌ: مِنْهَا التَّوْبَةُ، وَمِنْهَا الِاسْتِغْفَارُ، وَمِنْهَا الْحَسَنَاتُ الْمَاحِيَةُ، وَمِنْهَا الْمَصَائِبُ الْمُكَفِّرَةُ، وَمِنْهَا شَفَاعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهَا شَفَاعَةُ غَيْرِهِ، وَمِنْهَا دُعَاءُ الْمُؤْمِنِينَ، وَمِنْهَا مَا يُهْدَى لِلْمَيِّتِ مِنْ الثَّوَابِ كَالصَّدَقَةِ وَالْعِتْقِ عنهم، وَمِنْهَا فِتْنَةُ الْقَبْرِ، وَمِنْهَا أَهْوَالُ الْقِيَامَةِ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ«خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْت فِيهِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»وَحِينَئِذٍ فَمَنْ جَزَمَ فِي وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ أَنَّ لَهُ ذنوبًا يَدْخُلُ بِها النَّارَ قَطْعًا فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ، فَإِنَّهُ لَوْ قَالَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ لَكَانَ مُبْطِلًا، فَكَيْفَ إذَا قَالَ مَا دَلَّتْ الدَّلَائِلُ الْكَثِيرَةُ عَلَى نَقِيضِهِ،فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ بما نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ ذَمِّهِمْ أَوْ التَّعَصُّبِ لِبَعْضِهِمْ بِالْبَاطِلِ فَهُوَ ظَالِمٌ مُعْتَدٍ)[مجموع الفتاوى(4/431-432)].
الردُّ على الشُّبهة الثَّانية
أنّه قتله بسبب تشيعه وولائه لعلي بن أبي طالب ليس غيرُ
هذه هي النُّقطة التي كثُرتْ فيها الأقوال، وسالتْ فيها الأقلام، وهي قولُهم وادِّعاؤُهم أنَّ جُرمَ وجنايةَ حجرِ بنِ عدِيّ الوحيدةَ هي ولايتُه وحبُّه الكبيرُ لعلي بنِ أبي طالب-رضي الله عنه-، حتى إنَّهم لقَّبوه بـ (شهيد الولاء).
وممَّا ينبغي أن يعلم ولا ينكر هو أن حجر بن عدي كان من المقربين من علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وأمراءه، وهذا أمرٌ محمود، وشرفٌ مرغوب، ولكنَّ الْمَفتونين استغلُّوا هذه الجزئية، مع ما جرى بين علي ومعاوية -رضي الله عن الجميع- ليدَّعُوا ما ادَّعَوْه، وحشدوا -كعادتهم- الأحاديث والآثار الباطلة والقصص الواهية ليثبتوا التهمة الشنيعة لمعاوية-رضي الله عنه وأرضاه-.
أمَّا ما يخصُّ سبب القتل فإن الذي يذكره أهل التَّاريخ والسِّيَر في سبب مقتل حجر بن عدي هو أنَّه –رحمه الله- كان شديد الإنكار على الولاة أمام النَّاس، بل كان يجمع النَّاس على ذلك، حتى أنَّه خرج مرَّة مع جماعةٍ بالسِّلاح ثم رجع.
والقطرةُ التِّي أفاضت الكأس أنَّ زيادَ بنَ أبِيه- أميرَ الكوفة من قِبَل معاوية- خطب خطبةً أطال فيها، فقام حُجْر بنُ عدي في المسجد مناديا بالصَّلاة، فمضى زياد في الخطبة، فما كان من حجر إلاَّ أن حَصَبَهُ هو وأصحابُه بالْحَصا، فكتب زيادٌ إلى معاويةَ ما كان من حُجر، وقد كان حجرٌ يفعل مثل ذلك مع المغيرةَ بنِ شعبةَ والي الكوفة قَبْلَ زياد، فلمَّا أُخِذ إلى معاوية رأى-رضي الله عنه- أنَّ من المصلحة قتلَه.
وسبب تشدُّد معاويةَ في قتل حجر هو محاولة حُجر البغي على الجماعة، وشقّ عصا المسلمين، وذلك يعتبر من السَّعي بالفساد في الأرض، وخصوصاً في الكوفة التِّي خرج منها جزء من أصحاب الفتنة على عثمانَ-رضي الله عنه- فأراد معاويةُ استئْصالَ الفتنةِ بقتلِ حجر، وهذا يعدُّ من السِّياسة الشرعية، خاصَّة من رجلٍ يُوصف بأنَّه من دُهاة العرب([1]).
ومعلوم أنَّ التَّعزير من الإمام قد يصل إلى القتل إذا كانت المصلحة في ذلك، وهذا هو مذهبُ واختيارُ جمعٍ من أهل العلم, يقول ابن القيم-رحمه الله- مبينا مذاهب العلماء في التَّعزير بالقتل: (وَأَبْعَدُ الْأَئِمَّةِ مِنْ التَّعْزِيرِ بِالْقَتْلِ: أَبُو حَنِيفَةَ، وَمَعَ ذَلِكَ فَيُجَوِّزُ التَّعْزِيرَ بِهِ لِلْمَصْلَحَةِ، كَقَتْلِ الْمُكْثِرِ مِنْ اللِّوَاطِ، وَقَتْلِ الْقَاتِلِ بِالْمُثْقَلِ.
وَمَالِكٌ: يَرَى تَعْزِيرَ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ بِالْقَتْلِ، وَوَافَقَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ أَحْمَدَ، وَيَرَى أَيْضًا هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَالشَّافِعِيِّ: قَتْلَ الدَّاعِيَةِ إلَى الْبِدْعَةِ )[الطرق الحكمية(224)].
ويقول ابنُ فرحون المالكي-رحمه الله-: ( وَإِذَا قُلْنَا: إنَّهُ يَجُوزُ لِلْحَاكِمِ أَنْ يُجَاوِزَ الْحُدُودَ فِي التَّعْزِيرِ، فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يَبْلُغَ بِالتَّعْزِيرِ الْقَتْلَ أَوْ لَا؟ فِيهِ خِلَافٌ، وَعِنْدَنَا يَجُوزُ قَتْلُ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ إذَا كَانَ يَتَجَسَّسُ بِالْعَدُوِّ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ بَعْضُ الْحَنَابِلَةِ، وَأَمَّا الدَّاعِيَةُ إلَى الْبِدْعَةِ الْمُفَرِّقُ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ. وَقَالَ بِذَلِكَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ فِي قَتْلِ الدَّاعِيَةِ كَالْجَهْمِيَّةِ وَالرَّوَافِضِ وَالْقَدَرِيَّةِ، وَصَرَّحَ الْحَنَفِيَّةُ بِقَتْلِ مَنْ لَا يَزُولُ فَسَادُهُ إلَّا بِالْقَتْلِ)[تبصرة الحكام(2/297)].
ويقول ابنُ عابدين الحنفي-رحمه الله-[حاشية ابن عابدين(4/243)].: ( وَالْمُبْتَدِعُ لَوْ لَهُ دَلَالَةٌ وَدَعْوَةٌ لِلنَّاسِ إلَى بِدْعَتِهِ وَيَتَوَهَّمُ مِنْهُ أَنْ يَنْشُرَ الْبِدْعَةَ – وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِكُفْرِهِ – جَازَ لِلسُّلْطَانِ قَتْلُهُ سِيَاسَةً وَزَجْرًا، لِأَنَّ فَسَادَهُ أَعْلَى وَأَعَمُّ حَيْثُ يُؤَثِّرُ فِي الدِّينِ. وَالْبِدْعَةُ لَوْ كَانَتْ كُفْرًا يُبَاحُ قَتْلُ أَصْحَابِهَا عَامًا، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ كُفْرًا يُقْتَلُ مُعَلِّمُهُمْ وَرَئِيسُهُمْ زَجْرًا وَامْتِنَاعًا)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: (وَمَنْ لَمْ يَنْدَفِعْ فَسَادُهُ فِي الْأَرْضِ إلَّا بِالْقَتْلِ قُتِلَ، مِثْلَ الْمُفَرِّقِ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَالدَّاعِي إلَى الْبِدَعِ فِي الدِّينِ، قَالَ تَعَالَى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: ((إذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا)) وَقَالَ: ((مَنْ جَاءَكُمْ وَأَمْرُكُمْ عَلَى رَجُلٍ وَأَحَدٍ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ)). ((وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ رَجُلٍ تَعَمَّدَ عَلَيْهِ الْكَذِبَ))، ((وَسَأَلَهُ ابْنُ الديلمي عَمَّنْ لَمْ يَنْتَهِ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ؟ فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَنْتَهِ عَنْهَا فَاقْتُلُوهُ))، فَلِهَذَا ذَهَبَ مَالِكٌ وَطَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد إلَى جَوَازِ قَتْلِ الْجَاسُوسِ، وَذَهَبَ مَالِكٌ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ إلَى قَتْلِ الدَّاعِيَةِ إلَى الْبِدَعِ)[مجموع الفتاوى(28/108-109)].
قال الذَّهبي-رحمه الله- [سير أعلام النبلاء(3/463)] في ترجمة حجر بن عدي: (كَانَ شَرِيفاً، أَمِيْراً مُطَاعاً، أَمَّاراً بِالمَعْرُوفِ، مُقْدِماً عَلَى الإِنْكَارِ؛ مِنْ شِيْعَةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – شَهِدَ صِفِّيْنَ أَمِيْراً، وَكَانَ ذَا صَلاَحٍ وَتَعَبُّدٍ.
قِيْلَ: كَذَّبَ زِيَادَ بنَ أَبِيْهِ مُتَوَلِّي العِرَاقِ وَهُوَ يَخْطُبُ، وَحَصَبَهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَكَتَبَ فِيْهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
فَعَسْكَرَ حُجْرٌ فِي ثَلاَثَةِ آلاَفٍ بِالسِّلاَحِ، وَخَرَجَ عَنِ الكُوْفَةِ، ثُمَّ بَدَا لَهُ، وَقَعَدَ، فَخَافَ زِيَادٌ مِنْ ثَوْرَتِهِ ثَانِياً، فَبَعَثَ بِهِ فِي جَمَاعَةٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ) .
وقال محبُّ الدِّين الْخَطِيب-رحمه الله-[العواصم من القواصم(212)]. ملخصًا الكلامَ حول هذِه الْمَسألة: (حجر بن عدي الكندي عدَّه البخاري وآخرون من التابعين. وعده البعض الآخر من الصحابة. وكان من شيعة علي في الجمل وصفين. وروى ابن سيرين أن زيادا – وهو أمير الكوفة – خطب خطبة أطال فيها، فنادى حجر بن عدي " الصلاة! " فمضى زياد في خطبته، فحصبه حجر وحصبه آخرون معه. فكتب زياد إلى معاوية يشكو بغي حجر على أميره في بيت الله، وعد ذلك من الفساد في الأرض. فكتب معاوية إلى زياد أن سرح به إلي… فلما جيء به إلى معاوية أمر بقتله.
فالذين يريدون أنَّ معاوية قتله بحق يقولون: ما من حكومة في الدُّنيا تعاقب بأقلَّ من ذلك من يحصب أميره وهو قائم يخطب على المنبر في المسجد الجامع، مندفعا بعاطفة الحزبية والتشيع. والذين يعارضونهم يذكرون فضائل حجر ويقولون: كان ينبغي لمعاوية أن لا يخرج عن سجيته من الحلم وسعة الصدر لمخالفيه. ويجيبهم الآخرون بأن معاوية يملك الحلم وسعة الصدر عند البغي عليه في شخصه، فأما البغي على الجماعة في شخص حاكمها وهو على منبر المسجد فهو ما لا يملك معاوية أن يتسامح فيه، ولا سيما في مثل الكوفة التي أخرجت العدد الأكبر من أهل الفتنة الذين بغوا على عثمان بسبب مثل هذا التسامح، فكبدوا الأمة من دمائها وسمعتها وسلامة قلوبها ومواقف جهادها تضحيات غالية كانت في غنى عنها لو أن هيبة الدولة حفظت بتأديب عدد قليل من أهل الرعونة والطيش في الوقت المناسب. وكما كانت عائشة تود لو أن معاوية شمل حجرا بسعة صدره، فإن عبد الله بن عمر كان يتمنى مثل ذلك. والواقع أن معاوية كان فيه من حلم عثمان وسجاياه، إلا أنه في مواقف الحكم كان يتبصر في عاقبة عثمان وما جر إليه تمادي الذين اجترأوا عليه)
ومن عجيب صنيعهم وصريح كذبهم ادعاؤُهم أنَّ سبب حصب حجر وأصحابه لزياد أثناء خطبته هو شتمه لعلي وسبّه في خطبته، وهم كعادتهم يستدلون بآثار أسانيدها واهية أو لا أسانيد لها أصلا.
والأقبح من هذا قولهم بأن معاوية-رضي الله عنه- كان يأمر ولاته بسب علي وآله ولعنهم فوق المنابر، ودون إثبات هذا خرط القتاد، بل الثابت عنه-رضي الله عنه- التصريح بفضلهم ومنزلتهم.
أما ما يذكره بعض المؤرخين من الروايات فلا يلتفت إليه لأنهم أوردوها بأسانيد واهية وأغلبها من روايات الشيعة الرَّوافض، وعذرهم أنهم أوردوها بأسانيدها، ومن أبرز هؤلاء المؤرخين الطبري –رحمه الله- الذي يقول في مقدمة تاريخه:
( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا)[تاريخ الطبري(1/8)].
وقد عقد الآجري-رحمه الله- في كتابه العظيم الشريعة بابا بعنوان: (بَابُ ذِكْرِ تَعْظِيمِ مُعَاوِيَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِكْرَامِهِ إِيَّاهُمْ) وأورد تحته عدة أحاديث تدل على حسن صنيع معاوية-رضي الله عنه- مع أهل البيت، ومما أورده فيه:
-ما أخرجه بسنده الصحيح(1959) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- إِذَا لَقِيَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: مَرْحَبًا بِابْنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَهْلًا, وَيَأْمُرُ لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفٍ، وَيَلْقَى ابْنَ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِابْنِ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنِ حَوَارِيِّهِ وَيَأْمُرُ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ.
– وما أخرجه بسنده الحسن(1961)عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ فَضْلٌ عَلَى يَزِيدَ إِلَّا أَنَّ أُمَّكَ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَأُمَّهُ امْرَأَةٌ مِنْ كَلْبٍ لَكَانَ لَكَ عَلَيْهِ فَضْلٌ, فَكَيْفَ وَأُمُّكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟.
الردّ على الشبهة الثالثة
أنَّ النَّبي-صلّى الله عليه وسلّم- قد شهد لحجر بن عدي ومن قُتِل معه بالخير وبظلم قاتلهم
والجواب أن هذا الحديث المستشهد به لذلك ضعيف لا يصح، وهو ما رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ(3/320)، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة(6/457) وابن عساكر في تاريخ دمشق(12/226) قال: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: مَا حَمَلَكَ عَلَى قَتْلِ أَهْلِ عَذْرَاءَ: حُجْرٍ وَأَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي رَأَيْتُ قَتْلَهُمْ صَلَاحًا لِلْأُمَّةِ، وَإِنَّ بَقَاءَهُمْ فَسَادٌ لِلْأُمَّةِ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:
(سَيُقْتَلُ بِعَذْرَاءَ نَاسٌ يَغْضَبُ اللهُ لَهُمْ، وَأَهْلُ السَّمَاءِ).
قال الألباني-رحمه الله- مخرجا هذا الحديث: (وهذا إسناد ضعيف. رجاله كلهم ثقات، لكنه معضل، فإن أبا الأسود هذا – واسمه: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل – من أتباع التابعين، ولذلك قال ابن كثير عقبه في "البداية" (6/55): "وهذا إسناد ضعيف منقطع". وبالانقطاع أعله الحافظ أيضاً في ترجمة حجر من "الإصابة". وأعله الحافظ ابن عساكر بعلة أخرى وهي الوقف، فقال عقبه: "ورواه ابن المبارك عن ابن لهيعة فلم يرفعه". ثم ساق إسناده إليه عن ابن لهيعة: حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال: أن معاوية حج فدخل على عائشة -رضي الله تعالى عنها- فقالت يا معاوية! قتلت حجر بن الأدبر وأصحابه؟! أما والله! لقد بلغني أنه سيقتل بـ (عذراء) سبعة رجال يغضب الله تعالى لهم وأهل السماء. قلت وهذا منقطع أيضاً سعيد بن أبي هلال من أتباع التابعين أيضاً، على أن أحمد وغيره رماه بالاختلاط)[سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة(13/712)(6324)].
وأوردوا كذلك أثرا عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- أخرجه كذلك سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ(3/320)، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة(6/456)، و ابن عساكر في تاريخ دمشق(12/227) قال: حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: (يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ, سَيُقْتَلُ مِنْكُمْ سَبْعَةُ نَفَرٍ بِعَذْرَاءَ, مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ فَقُتِلَ حُجْرٌ وَأَصْحَابُهُ).
قال ابن كثير بعد إيراد هذا الأثر في البداية والنهاية(8/55): (ابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ).
الردّ على الشبهة الرابعة
أنَّ الصحابة-رضوان الله عليهم- أنكرُوا على معاوية-رضي الله عنه- وبكوا على فقد حُجْر بن عدي
أغلب ما يذكره الفتّانون في هذا الباب لا يصلح، غاية ما في الأمر أن عائشة-رضي الله عنها- تمنت لو أن معاوية عفا وصفح عن حجر وعامله بحلمه، فأجابها معاوية بأنه رأى المصلحة في قتله حقنا للدماء وإخمادا للفتنة.
فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق(12/239) بسنده من طريق الإمام أحمد عن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: (أَقَتَلْتَ حُجْرًا؟) فَقَالَ: (يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي وَجَدْتُ قَتْلَ رَجُلٍ فِي صَلَاحِ النَّاسِ خَيْرًا مِنِ اسْتِحْيَائِهِ فِي فَسَادِهِمْ).
فهذا الأثر يبين لك أن معاوية لم يقتل حجرا لهوى أو حبا للقتل, كما يحلو لبعض الجهلة أن يصوره، وإنما قتله حفاظا على مصلحة المسلمين من الفتنة والفساد.
وأما ما أوردوه من بكاء ابن عمر-رضي الله عنهما- لما سمع بموت حجر بن عدي[2]، فليس فيه ما يقتضي تجريم معاوية بل إنما بكى –رحمه الله- لما يقع في الأمة من الفتن وقد كان-رضي الله عنه- من أشد الصحابة نفورا عنها حتى إنه لم يدخل فيما جرى بين علي ومعاوية –رضي الله عن الجميع-.
كما أنه بكى من حبه لحجر بن عدي، فقتل معاوية لحجر من باب التعزير والمصلحة لا يقتضي أنه رجل سوء، فهناك من أقيم عليهم الحد من الصحابة ومع ذلك نترضى عنهم ونعتقد محبتهم.
وفي الأخير أختم بكلام قيّم لأبي بكر ابن العربي – رحمه الله – وهو يبين هذه القضية أتم التوضيح، حيث قال-رحمه الله-: ( فإن قيل: قتل حجر بن عدي – وهو من الصَّحابة مشهور بالخير-صبرًا أسيرًا، يقول زياد: وبعثت إليه عائشة في أمره فوجدته قد فات بقتله، قلنا: علمنا قتل حجر كلنا، واختلفنا: فقائل يقول قتله ظلمًا، وقائليقول قتله حقًا .
فإن قيل: الأصل قتله ظلمًا إلا إذا ثبت عليه ما يوجب قتله: قلنا:الأصل أن قتل الإمام بالحق، فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل. ولو كان ظلمًا محضًا لما بقي بيت إلا لعن فيه معاوية. وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العباس – وبينهم وبين بني أمية ما لا يخفى على النَّاس – مكتوب على أبواب مساجدها: "خير الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم".
ولكن حجرًا – فيما يقال – رأى من زياد أمورا منكرة فحصبه، وخلعه، وأراد أن يقيم الخلق للفتنة، فجعله معاوية ممن سعى في الأرض فسادًا.
وقد كلمته عائشة في أمره حين حج، فقال لها: دعيني وحجرًا حتى نلتقي عند الله. وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين، وما أنتم ودخولكم حيث لا تشعرون، فما لكم لا تسمعون؟).
فو الله إن كلامه الأخير منهج سار عليه أهل السُّنة فنجَوا، وضلَّ عنه المبدِّلون فهلكوا
قال الأوزاعي-رحمه الله-[شرح اعتقاد أصول أهل السنة والجماعة(1/174)] : ( اصْبِرْ نَفْسَكَ عَلَى السُّنَّةِ, وَقِفْ حَيْثُ وَقَفَ الْقَوْمُ, وَقُلْ بِمَا قَالُوا, وَكُفَّ عَمَّا كَفُّوا عَنْهُ, وَاسْلُكْ سَبِيلَ سَلَفِكَ الصَّالِحِ, فَإِنَّهُ يَسَعُكَ مَا وَسِعَهُمْ,… وَلَوْ كَانَ هَذَا خَيْرًا مَا خُصِصْتُمْ بِهِ دُونَ أَسْلَافِكُمْ, فَإِنَّهُ لَمْ يُدَّخَرْ عَنْهُمْ خَيْرٌ خُبِّئَ لَكُمْ دُونَهُمْ لِفَضْلٍ عِنْدَكُمْ, وَهُمْ أَصْحَابُ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ وَبَعْثَهُ فِيهِمْ, وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ, فَقَالَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح: 29])
وفي الأخير لا بدَّ أن نتنبه لمسألة مهمة جدا وهي أنَّ معاوية-رضي الله عنه وأرضاه- عالم من علماء المسلمين، له-كما لهم- حقُّ الاجتهاد
وهو في ذلك إمَّا: مصيبٌ له أجران، أو مخطئ له أجر الاجتهاد، وعليه فلو سلَّمنا أنَّ معاوية-رضي الله عنه- أخطأ في اجتهاده هذا لما جاز لأحد كائنا من كان أن يتكلم عليه بسوء، أو يجعل ذلك سببا للقدح فيه، ومن عجيب صنيع القوم أنَّهم يبيحون لغير الصَّحابة الاجتهاد في مسائل الدِّين الكبار، ولا ينكرون عليهم اختلافهم، في حين أنَّهم ينكرون على أعلم النَّاس بكلام الله وكلام رسوله-صلى الله عليه وسلم- ذلك.
قال ابن حزم-رحمه الله- وهو يتكلم عن معاوية-رضي الله عنه- واجتهاده : (فَلهُ أجر الِاجْتِهَاد فِي ذَلِك وَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِيمَا حُرِم من الْإِصَابَة كَسَائِر المخطئين فِي اجتهادهم الَّذين أخبر رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- أَن لَهُم أجرا وَاحِدًا وللمصيب أَجْرَيْنِ.
وَلَا عجبَ أعجبُ مِمَّن يُجِيز الِاجْتِهَاد فِي الدِّمَاء وَفِي الْفروج والأنساب وَالْأَمْوَال والشَّرائع الَّتِي يدان الله بهَا من تَحْرِيم وَإِيجَاب، ويعذر المخطئين فِي ذَلِك، وَيرى ذلك مُبَاحا لليث، وأبي حنيفَة، وَالثَّوْري، وَمَالك، وَالشَّافِعِيّ، وَأحمد، وَدَاوُد، وَإِسْحَاق، وَأبي ثَوْر، وَغَيرهم كزفر، وَأبي يُوسُف، وَمُحَمّد بن الْحسن، وَالْحسن بن زِيَاد، وَابْن الْقَاسِم، وَأَشْهَب، وَابْن الْمَاجشون، والمزني، وَغَيرهم، فواحد من هَؤُلَاءِ يُبِيح دم هَذَا الْإِنْسَان، وَآخر مِنْهُم يحرمه، كمن حَارب وَلم يقتل أَو عمل عمل قوم لوط وَغير هَذَا كثير، وَوَاحِد مِنْهُم يُبِيح هَذَا الْفرج، وَآخر مِنْهُم يحرمه، كبكر نَكَحَهَا أَبوهَا وَهِي بَالِغَة عَاقِلَة بِغَيْر إِذْنهَا وَلَا رِضَاهَا وَغير هَذَا كثير، وَكَذَلِكَ فِي الشَّرَائِع والأوامر والأنساب، وَهَكَذَا فعلت الْمُعْتَزلَة بشيوخهم كواصل وَعَمْرو وَسَائِر شيوخهم وفقهائهم، وَهَكَذَا فعلت الْخَوَارِج بفقهائهم ومفتيهم، ثمَّ يضيقون ذَلِك على من لَهُ الصُّحْبَة وَالْفضل وَالْعلم والتقدم وَالِاجْتِهَاد كمعاوية وعمروا وَمن مَعَهُمَا من الصَّحَابَة -رَضِي الله عَنهُم- وَإِنَّمَا اجْتهد فِي مسَائِل دِمَاء كَالَّتِي اجْتهد فِيهَا الْمفْتُون، وَفِي الْمُفْتِينَ من يرى قتل السَّاحر وَفِيهِمْ من لَا يرَاهُ، وَفِيهِمْ من يرى قتل الْحر بِالْعَبدِ، وَفِيهِمْ من يرى قتل الْمُؤمن بالكافر، وَفِيهِمْ من لَا يرَاهُ، فَأَي فرق بَين هَذِه الاجتهادات، واجتهاد مُعَاوِيَة وَعَمْرو وَغَيرهمَا لَوْلَا الْجَهْل والعمى والتخليط بِغَيْر علم)[الفصل في الملل والأهواء والنحل(4/124)].
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
كان اثنان من أصحاب رسول الله خرجا مع الرسول في سفرة مع أصحابه ، اثنان خرجا أحدهما تجرد من ثيابه أي مما سوى العورة ، تجرد ليغتسل فرفيقه هذا مؤمن من أصحاب رسول الله لما نظر إلى بياض جسمه وحسن منظره قال والله ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء أي بنتا عذراء ، ما رأيت مثل هذا الجسد في الحلاوة والحسن ، نطق ، لو لم ينطق ما أصابه ، لكن الشخص لما يعجب بشئ بجمال شخص ، بجمال عينيه أو يده أو نشاطه في المشي فيتكلم يقول ما هذا ، هذا شئ حلو ، لما يتكلم الله تعالى يخلق الضرر في الشخص المنظور ، إن لم يتكلم لا يحصل ، مهما أعجبه ذلك الشئ إن لم يتكلم لا يحصل الضرر للمنظور ، أما لو قال الشخص اللهم بارك فيه ولا تضره ، لا يحصل بعينيه ضرر للشخص . فهذين الشخصين اللذين كانا مع الرسول في سفره انفردا إلى مكان فيه ماء ، إلى صخور تحمل ماء من ماء المطر ، أحدهما رفع الثوب عن جسمه فنظر إليه الآخر فأعجب به فقال تلك الكلمة فوقع في الحال مرتميا ، صُرع في الحال ، فأُخبر الرسول قيل له فلان وفلان ذهبا إلى مكان كذا فحصل لفلان أنه وقع فغضب الرسول قال " لأي شئ أحدكم يضر أخاه لماذا لم يبرك عليه " أي لماذا لم يقل اللهم بارك فيه ولا تضره ، ثم الرسول دعا له فتعافى قام كأنه لم يكن به شئ .
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة الصحابي غسيل الملائكة ، وهو الصحابي الجليل :
حنظلة بن أبي عامر .
في ليلة من الليالي المباركة تزوج هذا الصحابي الجليل وكان شاباً من شباب
المسلمين ، قوي الإيمان بالله تعالى ، ويحب الجهاد في سبيل الله ، ويتمنى
الإستشهاد في سبيل إعلاء كلمة الله ، وفي صبيحة اليوم الثاني لزواجه
نادى منادي الرسول صلى الله عليه وسلم : أن إلى الجهاد في سبيل الله .
وكان هذا الصحابي الجليل لا يزال على ( جنابه ) وغير طاهر ، فلما نادى
المنادي للجهاد خاف إن يتوضأ أن تفوته الغزوه ، فحمل سلاحه وركب راحلته
وخرجاً مسرعاً طلباً للشهادة ، فقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قتالاً عظيماً حتى استشهد في هذه الغزوة رضي الله عنه ، فلما انتهت
بحثوا بين القتلى وكانوا يعلمون أنه خرج وهو غير طاهراً ، فوجدوه مضرجاً بدمائه
وقد وجدوا جسمه ينضح بالماء وكأن أحداً يصب عليه الماء صباً ، فنادوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فلما أتى ورأى ما رأوا قال عليه الصلاة والسلام : هذه
الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر ، لأنه خرج وهو غير طاهر .
فلقب بعدها بغسيل الملائكة .
جزاك الله خيرا ….. بوركت اخي مادريد
مسابقة من هوا الصحابي ؟
نطرح هذه المسابقة التي نسأل الله أن تعم فيها الفائدة للجميع
وذلك للتعرف على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قدموا أرواحهم رخيصة لأجل هذا الدين فينبغي علينا التعرف عليهم وعلى سيرتهم العطرة عن قرب ونأمل أن يتم ذلك من خلال هذا الموضوع .
طريقة المسابقة:
أولاً أن يأتي العضو الأول بصحابي ومن ثم يذكر منقبة عنه ،،، أو يذكر منقبة أو صفة من صفات الصحابي ويسأل عن صاحب هذه المنقبة أو الصفة من الصحابة وهكذا..؟
ثانيا:
يكون طرح الأولوية في طرح السؤال الثاني لمن أجاب عن السؤال الأولى إجابة صحيحة. فإن لم تكن لديه أسئلة فليؤثر من يحب.
ثالثاً:
لا ينبغي لأي عضو أن يطرح سؤال قبل الإجابة عن السؤال السابق وأي مخالفة ستحذف.
رابعاً: أتمنى التفاعل من جميع الأخوة
لن أطيل عليكم سؤالي هو
(صحابي مستجاب الدعوة من هو؟)
والذي يعرف يضع الجواب ويضع سؤال ثاني لتعم الفائدة
اين ردودكم اخوتي
انا قمت بوضع هذا الموضوع للاستفادة
ايييين انتم
مستجاب الدعوة هو سيدنا سعد بن ابي وقاص وذلك عندما سأل النبي صلي الله علية وسلم وقال :يارسول الله ادع الله لي ان اكون مستجاب الدعوة فقال ياسعد اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة
ومن هو الصحابي الذي توفي و لم يسجد ولا سجدة لله ؟
هو عمرو بن ثابت الملقب بالأصيرم استشهد في غزوة أحد بعد اسلامه مباشرة ولم يسجد لله أي سجدة
سؤالي: من الصحابي الذي غسلته الملائكة " غسيل الملائكة"؟
الصحابي الجليل العريس غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه
… عندما نودي للجهاد قام من على زوجته ولبّى النداء رضي الله عنه وأستشهد وغسّلته الملائكة
من الصحابي الذي كانت تصافحه الملائكة وتزوره ؟
الصحابي الذي كانت الملائكة تصافحه وتزوره هو: إنه الصحابي الجليل أبو نُجيد عمران بن حصين رضي الله عنه
صاحب راية خزاعة يوم الفتح. أسلم عام خيبر، وبايع الرسول علىالإسلام والجهاد،
وكان صادقًا مع الله ومع نفسه، ورعًا زاهدًا مجاب الدعوة،يتفانى في حب الله وطاعته،
كثير البكاء والخوف من الله، لا يكف عن البكاء ويقول: يا ليتني كنت رمادًا تذروه الرياح. [ابن سعد].
س/ من هو الصحابي الذي كانت الشياطين تسلك فجا غير الذي يسلكه؟
هو عمر بن الخطا ب سؤال صاحبي كان اول المهاجرين وفاته كانت با المدينه وكان اول المسلمين دفنا با البقيع؟
أبو بكر الصديق
ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه
كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !
وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
من هو الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن؟
سعد بن معاذ رضي الله عنه
بارك الله فيكم
والله اسعدتني مشاركاتكم
من هو الصحابي الباحث عن الحقيقة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصحابي الذي أطلق عليه "الباحث عن الحقيقة"، هو سلمان الفارسي ، رضي الله عنه،
من هو صحابي جليل احد المبشرين بالجنة ومتزوج باسماء بنت ابي بكر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الصحابي عبد الله ذو البجادين
الصحابي ذو البجادين هل تعرفه ؟؟؟
أريد أن أحكي نموذج لإنسان كانت ظروفه صعبة جداً لكنه استطاع أن يستقيم علىطاعة الله تبارك وتعالى .. هذا النموذج لصحابي اسمه: عبدالله ذي البجادينلكن هذا ليس اسمه الحقيقي .. اسمه الحقيقي هو عبدالعزى المزاني من قبيلةاسمها المزايية تقع بين مكة والمدينة..
مات أبوه وأمه وهو طفل فرباه عمه، وكان غنياً جداً فصرف عليه أموال كثيرةجداً.. كبر عبدالعزى المزني حتى وصل ستة عشر سنة ـ سن المراهقة ـ وجد نفسهمعه أموال كثيرة جداً ومدللاً جداً لدرجة أنه لا يرضى أن يرتدي الملابسالتي تصنع في بلده وتأتي له من الخارج وكان عنده فرسان يبدل عليهما.. وكانتبلدته تعبد الأصنام.. وفي هذا الوسط الذي كله مادية وكله إغراق فيالرفاهية.. وفي هذا الوقت الذي كانت الهجرة من مكة الى المدينة فالصحابةذاهبين من مكة الى المدينة ويشاء ربنا أنهم يقابلون عبدالعزى المزني ويسمعالكلام ويتأثر به فيعلن إسلامه وتتغير حياته مائة وثمانين درجة ويبدأعبدالعزى كل يوم يجري وراء الصحابة المهاجرون من مكة الى المدينة يقول لهمانتظروا حتى أسمع منكم القرآن أريد أن أحفظ منكم آية جديدة من القرآن.. تخيلوا كيف تعلم القرآن الكريم وهم خائفون أن ينتظروا معه حتى لا تلحق بهمقريش .. ولم يبق في دماغ عبدالعزى المادة ولا في دماغه المال والرفاهية.. لكنه يريد أن يقترب من ربنا حتى قال له واحد من الصحابة يقول له: لماذاتنتظر في بلدك؟ هاجر الى المدينة يقول له: وأترك عمي ؟! لا أهاجر حتى آخذبيد عمي فيظل في قبيلته ثلاث سنوات.. ثلاث سنوات البلدة كلها بعيدة عن طاعةربنا.. البلد كلها تعبد الأصنام ليس فيه صاحب يلجأ له.. ثلاث سنوات وهومصر على طاعة ربنا على الاستقامة.. إذا أراد أن يعبد ربنا يخرج خارج البلدوسط الصحراء كي لا يراه أحد لأنه يخفي إسلامه ويقف يصلي لله.. يذهب لعمهكليوم يقول له يا عمي أنا سمعت أن واحد اسمه محمداً يقول كذا وكذا ويتلوعليه القرآن فيشتم عمه هذا الكلام … ثلاث سنوات في وسط بيئة من أصعب مايمكن .. إذن من يريد أن يقاوم يستطيع أن يفعل.. وعبدالعزى المزاني صابرثابت حتى لم يجد فائدة فذهب لعمه وقال له يا عمي لقد أخرتني عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم ما عدت أطيق فراقه وإني أعلمك أني أشهد أن لا إله إلاالله وأنه رسول الله وإني مهاجر إليه فإن شئت أن تأتي معي أكون أسعد مايكون الإنسان، فقال له عمه: إن أبيت إلا الإسلام جردتك من كل ما تملك هاتالفرسين.. قال: أفعل إن شئت فما أنا بالذي يختار على الله وعلى رسول الله.. إصرار واستقامة وثبات.. فيقوم عمه غير مصدق يقول له إن أصررت على ما تفعلجردتك حتى من ثيابك التي عليك!! وقام فقطعها له فوجد نفسه شبه عاري لكنهأصر على الخروج فوجد بجادين، أي قطعتين من الصوف على الأرض ما يشبه الجوالفيقسمه نصفين ويلبسه كلبس الإحرام مثلا ويهاجر ويدخل على النبي، فالنبييقول له من أنت؟ فهذه أول مرة يقابل النبي …. تخيلوا الثبات حتى لا يقولأحد أصلهم تربوا على يد النبي فهذا لم ير النبي قبل الآن ، قال أنا عبدالعزى قال ولم تلبس هكذا ؟ قال فعل بي عمي كذا وكذا فاخترتك يا رسول اللهوصبرت ثلاث سنوات حتى أتيتك مستقيماً على طاعة الله عز وجل، فقال له النبيأوفعلت؟! قال: نعم يا رسول الله قال له النبي من اليوم أنت لست عبدالعزىأنت عبدالله ذي البجادين.. أبدلك الله بهذين البجادين داراً ورداء في الجنةتلبس منها حيث تشاء وتأكل منها حيث تشاء …….. ويظل مع النبي صلى اللهعليه وسلم إلى أن يموت وعمره ثلاثة وعشرين سنة أثناء غزوة تبوك..
ويحكي قصة وفاته سيدنا عبدالله بن مسعود : .. وأنا نائم من شدة البرد وخائفمن ظلام الدنيا.. سمعت صوت حفر في الأرض فعجبت من يحفر في هذا الليل وفيهذا البرد فنظرت في فراش النبي فلم أجده فنظرت في فراش عمر فلم أجده فنظرتفي فراش أبي بكرفلم أجده فخرجت من خيمتي فإذا أبو بكر وعمر يمسكان سراجوالنبي يحفر في الأرض فذهبت إليه فقلت: ما تفعل يا رسول الله ? فرفع إليّرأسه فإذا عيناه تذرفان بالدمع يقول لي مات أخوك ذي البجادين …. (تأمل حبالنبي للشاب المستقيم) …. فنظرت الى أبي بكر وعمر وقلت لهما: تتركانالنبي يحفر وتقفان أنتما ? فقال لي أبو بكر: أبى رسول الله إلا أن يحفر لهقبره بنفسه…. ثم مد النبي يده الى أبو بكر وعمر وقال لهما: أدنيا الىأخاكما.. فأخذ أبو بكر وعمر يعطون جسده للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: رفقا بأخيكم.. رفقا بأخيكم إنه كان يحب الله ورسوله فوضعه النبي بين يديهوتسقط دموع النبي صلى الله عليه وسلم على كفن عبدالله ذي البجادين ويضعه فيقبره ويرفع النبي يده الى السماء ويقول له:"اللهم إني أشهدك أني أمسيتراضٍ عن ذي البجادين فارض عنه".
النبي صلى الله عليه وسلم يدفن عبدالله ذي البجادين ويقول النبي صلى اللهعليه وسلم:اللهم ارحمه فإنه كان قارئا للقرآن محبا لرسول الله.. فهذا نموذجلشاب استقام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( سبعة يظلهم الله في ظلهيوم لا ظل إلا ظله منهم شاب نشأ في طاعة الله) البخاري عن أبي هريرة.
يا لهناك أيها الشاب… ويا بشراك…
أطع ربك حتى لو كنت عصيته من قبل.. فربك يغفر ويسامح.. أكمل طائعا لربك تضمن أنك في يوم القيامة وحرّها ستقف في ظل
عرش ربنا.. يوم لا ظل إلا ظله تبارك وتعالى
..
لا لا اعرفه لكن انت عرفتني عنه شكرا جزيلا لك
شكرااااااا جزيلا
شكرا جزيلا
من هو الصحابي .؟
و تكون على النحو التالي :
1- تكتشف من هو الصحابي ….أي تجيب على السؤال.
2- تطرح أنت سؤال متعلق بأحد الصحابة …..
3- يجب التأكد من اجابة و كذا السؤال المطروح …وهذا حفاظا على ايصال المعلومة الصحيحة و الدقيقة للزوار و المشاركين
نرجو التعامل بجدية ………………………………….و شكرا
—————————————————————————————————————————————————————————-
—————————————————————————————————————————————————————————
و قال له الرسول صلى الله عليه و سلم:ً و الذي نفسي بيده لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سموات
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عن
أنس – رضي الله عنه -: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخذ سيفاً يَومَ أُحد، فَقَالَ: «مَن يَأخذ مني هَذَا؟» فَبَسطوا أيدِيهم كل إنسَانٍ منهم يقُولُ: أَنَا أَنَا. قَالَ: «فَمَن يَأخذه بحَقه؟» فَأَحجَمَ القَوم فَقَالَ هذا الصحابي – رضي الله عنه -: أنا آخذه بحَقه، فأخذه فَفَلقَ به هَامَ المشرِكينَ، رواه مسلم.
و أخذ عصابة حمراء فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار: أخرج عصابة الموت. فخرج وهو يقول:
أنا الذي عاهدني خليلي … … ونحن بالسفح لدى النخيل …
أَلا أقوم الدهر في الكيول … … أضرب بسيف الله والرسول …
فجعل لا يلقى أحدًا إلا قتله.
من هو الصحابي صاحب هذه القصة ؟؟
عن أنس – رضي الله عنه -: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخذ سيفاً يَومَ أُحد، فَقَالَ: «مَن يَأخذ مني هَذَا؟» فَبَسطوا أيدِيهم كل إنسَانٍ منهم يقُولُ: أَنَا أَنَا. قَالَ: «فَمَن يَأخذه بحَقه؟» فَأَحجَمَ القَوم فَقَالَ هذا الصحابي – رضي الله عنه -: أنا آخذه بحَقه، فأخذه فَفَلقَ به هَامَ المشرِكينَ، رواه مسلم.
و أخذ عصابة حمراء فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار: أخرج عصابة الموت. فخرج وهو يقول: أَلا أقوم الدهر في الكيول … … أضرب بسيف الله والرسول … فجعل لا يلقى أحدًا إلا قتله. |
الموضوع اعجبني انشاء الله تزيدي اكتروتكوني صديقتي
والله يا الغالية كثير حلو صراحة عجبني كثير شكراااااااااااا
شكرا……..موضوع رائع…….
لدي سؤال من هو الصحابي الذي قال : احرص على الموت توهب لك الحياة .
الصحابي الذي سماه الرسول عليه الصلاة والسلام بغسيل الملائكة هو حنظلة رضي الله عنه لانه لبى نداء الجهاد و هو على جنابةة فغسلته الملائكة عندما استشهاده…
اقدم بحث حول الصحابي ابو بكر الصديق
أحد العشرة المبشرينبالجنة
(* لا تحزن ان الله معنا
قرآن كريم
سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخرالتيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة ومـن
أغنياء مكـة المعروفين ، وكانأنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من
خير وشـر وكان ذا خلقومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو
أول من أسلم منالرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من
بينهم عثمـانبن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم
ابن أبيالأرقـم000
إسلامه
لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلىالله عليه و سلم- فقال أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهكعقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟!)000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إني رسول اللهيا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحقأدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، و الموالاة علىطاعته أهل طاعته )000وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد، و أقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق000يقول الرسول -صلى الله عليهوسلم- ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكرما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه )000
أول خطيب
عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ،ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول يا أبا بكرإنّا قليل )000فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون فينواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس ، وكان أول خطيبدعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
وثار المشركونعلى أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسقعتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرفأنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكرفي ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا والله لئن مات أبوبكـر لنقتلـن عُتبة )000ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخرالنهار فقال ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000فنالوه بألسنتهموقاموا000
أم الخير
ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) بهجعـل يقول ما فعل رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم-؟)000قالت والله ما لي علمبصاحبك )000قال فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه )000فخرجت حتى جاءتأم جميل ، فقالت إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟)000قالت ما أعرف أبابكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟)000قالت نعم )000فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت إنّقوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك )000
قالفما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000 قالت هذه أمك تسمع ؟)000قالفلا عين عليك منها )000قالت سالم صالح )000قال فأين هو ؟)000قالت في دارلأرقم )000قال فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- )000فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا بهيتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّعليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نالالفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادعالله لها عسى أن يستنقذها بك من النار )000فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم– ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً ، وكانحمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم000
جهاده بماله
أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم منالعبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركيقريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس
فنزل فيه قوله تعالى :"( وسيجنبها الأتقى الذييؤتي ماله يتزكى ")000
منزلتهمن الرسول
كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلبرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه ان من أمَنِّالناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكرخليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبيبكر )000
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ،وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما إنك ياأبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )000وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول –صلى الله عليه وسلم- أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )000
كما أنأبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسولالله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول والذي نفسي بيـده لقرابةرسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي )000
الإسراء والمعراج
وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم– من مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له هل لك يا أبا بكر فيصاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة !)000فقاللهم أبو بكر إنكم تكذبون عليه )000فقالوا بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث بهالناس ) فقال أبو بكر والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم من ذلك ! فواللهإنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهارفأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه )000
ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلىالله عليه وسلم- فقال يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذهالليلة ؟)000قال نعم )000قال يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )000فقالرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرفع لي حتى نظرت إليه)000فجعل الرسول الكريميصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر صدقت ، أشهد أنك رسول الله )000حتى إذا انتهى قالالرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر وأنت يا أبا بكر الصديق )000فيومئذ سماهالصديق000
الصحبة
ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسولالله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة
فقال تعالى :"( ثاني اثنين اذ هما في الغار ،اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"000
كان أبو بكر رجلاذا مال ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له الرسول لاتعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )000فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم– إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادالذلك ، وفي يوم الهجرة ، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة فيساعة كان لا يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله -صلى الله عليهوسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث )000
فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ،فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقالالرسول أخرج عني من عندك )000فقال أبو بكر يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ،وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي !)000فقال إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )000فقال أبو بكر الصُّحبة يا رسول الله ؟)000قال الصُّحبة )000تقول السيدةعائشة فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكريبكي يومئذ )000ثم قال أبو بكر يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهمالهذا )000فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ، فدفعاإليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما000
أبواب الجنـة
عن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله -صلىالله عليه وسلم- يقول من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي منأبواب -يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من بابالصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعيمن باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان )000فقال أبوبكر ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة )000وقال هل يدعى منهاكلها أحد يا رسول الله )000قال نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر )000
مناقبه وكراماته
مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددةفمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب ما سبقتأبا بكر الى خير إلاّ سبقني )000وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول -صلى اللهعليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ماعنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك أيضافتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإقراره على ذلك000
وهو أول خليفةفي الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول من أقام للناس حجّهـم في حياةرسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده000وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شربالخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر000كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهدمع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000وقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- أنتعتيق الله من النار ) ، فسمّي عتيقاً000
وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساًيفضلونه على أبي بكر فقال كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)000
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : كنت جالسا عند النبي -صلى اللهعليه وسلم- إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- أما صاحبكم فقد غامر )000فسلم وقال إني كان بينيوبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى عليفأقبلت إليك )000فقال يغفر الله لك يا أبا بكر )000ثلاثا ، ثم إن عمر ندم ،فأتى منزل أبي بكر ، فسأل أثم أبو بكر )000 فقالوا لا )000فأتى إلىالنبي -صلى الله عليه وسلم- فسلم ، فجعل وجه النبي -صلى الله عليه وسلم– يتمعر ، حتى أشفق أبو بكر ، فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله ، واللهأنا كنت أظلم مرتين )000فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- إن الله بعثني إليكمفقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا ليصاحبي )000مرتين فما أوذي بعدها000
خلافته
وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم– أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفةبني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له يا عمر لا حاجة لي في امارتكم !!)000 فرد عليه عمر أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك) 0000
جيش أسامة
وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامةبن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة منالمدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمعإليه أصحاب رسول الله فقالوا يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروموقد ارتدت العرب حول المدينة ؟!)000فقال والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاببأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولاحللت عقدَهُ رسول الله )000فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلاقالوا لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقواالروم )000فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام000
حروب الردة
بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدتالعرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمربن الخطاب كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُمرتُ أنأقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهمإلا بحقها ، وحسابهم على الله )؟!)000فقال أبو بكر الزكاة حقُّ المال )000وقالوالله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوايُؤدّونها الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها )000ونصب أبو بكرالصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقامالدين ، وانتهى أمر المرتدين000
جيوشالعراق والشام
ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتالالمرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد فيحروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتاعلى الإسلام000
استخلاف عمر
لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاببعث إليه وقال إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ،وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ،وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلابالله )000
وفاته
ولد أبو بكر في مكة عام ( 51 قبل الهجرة ) ومات بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة ( 13 هـ )000ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء ، ودهشالناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعاوهو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة)000حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكرمسجّىً فقال رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ،وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ، وأفضلهممناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم– به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً
انتظر الردود المشجعة فارجوكم لا تبخلو علي كلمة شكر