رغم أن غالبية الأحرار الذين بلغ تعدادهم 175072 مترشح من الطلبة الجامعيين ومن المتفوقين في النسخ السابقة، طمعا في الحصول على شهادة البكالوريا بمعدل يسمح لهم بدخول المعاهد التي حُرموا منها في السنوات الماضية، إلا أن المجتمع أفرز مجموعة من الأفراد الذين تحدوا الزمن، وحتى العمر والظروف، وصار مطلبهم الأول هو بلوغ الجامعة بحثا عن شهادة جامعية تفكّ عقدتهم.
وعلمنا أمس الأحد، أن برلمانية من ولاية شرقية تمكنت بطرقها الخاصة من تحويل مركز امتحانها إلى عاصمة الشرق الجزائري قسنطينة، حيث اجتازت منذ صباح أمس، شهادة البكالوريا في شعبة آداب وفلسفة وخرجت فرحة في الفترة الصباحية بأسئلة الأدب العربي، بعيدا عن ولايتها وبلديتها الصغيرة أيضا، وكانت هذه البرلمانية ضمن الناجحين في الامتحانات التشريعية رغم أنها من ذوات المستوى النهائي فقط.
ولكن السؤال عن مستواها عقّدها فباشرت التحضير وفضّلت الامتحان بعيدا عن أنظار معارفها، وعندما تُحقق النجاح قد تنتسب لمعهد دون أن تحضر الدروس، وسيكون لقب جامعية رتبة أخرى تضاف إلى امتيازات التواجد في المجلس الشعبي الوطني، البكالوريا بالرغم من العواصف التي هبّت عليها في السنوات الأخيرة مازالت شهادة محترمة من كل الجزائريين، بدليل أن كهولا جاوزوا سنّ الخمسين شاركوا مع طلبة في أعمار أبنائهم، ومن بين هؤلاء رجال أعمال صار تنقلهم إلى الخارج وتقديم سيرهم الذاتية ضروريا، وهو ما جعلهم يصرّون على النجاح لأن كلمة جامعي أو كلمة حاصل على ليسانس في أي علم كان مهمة جدا، كبريستيج عاجل في بلدان لا تعترف سوى بالعلم.
وللأسف فإن غالبية رجال الأعمال عندنا لا يتقنون اللغات الأجنبية ولا يملكون من الشهادات سوى شهادات الميلاد وكشف النقاط الذي أرسله إلى الحياة العملية، وامتحان الأحرار صار لوحده امتحانا قائما بذاته بعد أن كان عدد الأحرار لا يزيد عن العشرات في القرن الماضي، ليصل الآن إلى 175000 مترشح ومترشحة منهم من يريد الشهادة بمعدل منتفخ حتى يتمكن من تحقيق أمنيته في دراسة التخصص الذي يحلم به، ومنهم من يحاول دخول الجامعة أو أن يعيش فرحة التفوّق بعد أن حرمته أيام الدراسة من ذلك. ويختار غالبية الأحرار المغامرة ضمن المراكز الجهوية للتعليم والتكوين عن بعد، التي يبلغ تعدادها 22 عبر الوطن توفّر لهم الدروس والدعم الإداري من استدعاءات وغيرها، وتوفر هذه المراكز الأجواء التي تسمح للأم بمشاركة ابنتها في الامتحان، حيث تمضيان العام كله في المطالعة سويّا والسهر سويا، وتفتح أبواب المغامرة في السر والكتمان للكثير من كبار السن، وكما قال أحدهم: "بدأت حياتي المهنية بدون شهادة جامعية وأريد أن أنهيها بشهادة جامعية".
ويبقى حال نبيل خضور، من مدينة سطيف يستحق التوقف عنده وأخذ العبرة منه، حيث دخل السجن في (لامبيز) بمدينة باتنة لمدة فاقت العشر سنوات بعد ارتكابه زلّة العمر في قتله لآنسة، ولكنه بين الأسوار حطّم كل الأرقام القياسية في الحصول على البكالوريا فنال 11 مرة شهادة البكالوريا، وكان آخرها في الدورة السابقة 2022 داخل المؤسسة العقابية، السيد نبيل ينعم الآن بالحرية وبرقم يوازي فريق الكرة في البكالوريا وأيضا بختمه لكتاب الله، أحلام الأحرار تكاد تكون أكبر من أحلام النظاميين الذين اختصر غالبيتهم هدفهم في بلوغ الجامعة، بينما يريد بعض الأحرار فكّ عقدهم وتحدّي العمر المتقدم.
بابا أحمد: سننظر في إمكانية العودة إلى تطبيق معدل 9 . 99 للنجاح في البكالوريا
أعطى وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد، أمس، من ولاية ور***1700;لة إشارة انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا.
وصرح الوزير أن المرسوم التنفيذي الخاص بمنحة الجنوب لفائدة موظفي وعمال قطاع التربية، سيتم الإمضاء عليه في غضون الأيام القليلة القادمة، مؤكدا أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا على مستوى ولايات الجنوب في "تحسن مستمر"، وذلك بفضل المجهودات المبذولة من طرف الأساتذة والتلاميذ وأوليائهم.
منعوا من اجتياز امتحان العمر 5 سنوات كاملة
"غشّاشون" يصابون بانهيار عصبي كلما عادت البكالوريا
.. حالة من الحسرة والندم ممزوجتين بالقنوط، تلك التي تلوّن حياة كثير من التلاميذ هذه الأيام، الذين ضبطوا متلبسين بالغش في امتحانات البكالوريا الماضية، حيث سلّطت عليهم عقوبة المنع من اجتياز هذه الامتحانات لمدة 5 سنوات كاملة، ما ولّد لديهم عقدا نفسية جعلتهم ينطوون على أنفسهم، ويحاولون تجنب كل من يذكّرهم بـ"امتحان العمر" الذي فرّطوا فيه، عندما سلكوا "طريق الغش" من أجل النجاح.
"كان عليّ أن أجتهد وأراجع دروسي.. الامتحان كان سهلا.. ما كان ينبغي أن أغش.. لقد فشلت ومرّغت سمعة عائلتي في الوحل"، هي عبارات امتزجت فيها الحسرة بتأنيب الضمير، يلوم فيها أولئك الذين غشّوا في امتحان البكالوريا بالأعوام الماضية أنفسهم، حيث وقفت "الشروق" على حالات بغرب البلاد، لتلاميذ سقطوا في فخ الغش فكانت النتيجة منعهم من اجتياز البكالوريا 5 سنوات كاملة. هذه العقوبة صنعت مأساة حقيقية لدى كثير من العائلات التي تعرض أبناؤها إلى صدمات نفسية، في حين أنها لدى الفتيات أشدّ وطأة، حيث يتكرر هذا المشهد الدراماتيكي مع كل موعد للبكالوريا، في غياب تكفل نفسي بهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا للتوتر والخوف الذي انتابهم يوم الامتحان، خاصة وأن بعضا منهم حقق نتائج جد مرضية في امتحانات الفصول الدراسية، وكان بإمكانهم الظفر بشهادة العمر دون اللجوء إلى الأساليب غير المشروعة.
آية الكرسي لتبديد "رعب" الامتحانات في سعيدة
لعل أبرز ما سجلته "الشروق" أمس، من خلال استجوابها لعدد كبير من الممتحنين، عبر عدة مراكز لامتحانات شهادة البكالوريا في سعيدة، هو الارتجاف الظاهر للعيان على ملامح الممتحنين والخوف الذي انتاب البعض الأخر، خاصة منهم الممتحنون الجدد، وما شد انتباهنا هو ما سجلناه صباحا قبل انطلاق الامتحانات عند مدخل ثانوية عبد المومن لدى فئة الممتحنين كانوا يرددون آية الكرسي لمواجهة الخوف.
أساتذة تلقوا استدعاءات ثم أعفوا من الحراسة بسور الغزلان
عرفت متقنة سور الغزلان، عمليات إعفاء أساتذة من الحراسة بطريقة لا تتماشى والقانون المعمول به، حيث ورغم حصول بعض الأساتذة على استدعاءات حراسة إلا أنهم تفاجؤوا في نهاية الأمر بإعفائهم بحجّة وجود قرابة بينهم وبين بعض الممتحنين في المركز، وهذا بمجرد وجود تشابه في اللقب، على الرغم أن القانون يعفي الأستاذ من الحراسة في حال إمتحن الأخ، الأخت، الإبن، الأبنة، الزوج أو الزوجة في نفس المركز، ليكون بهذا قرار متقنة سور الغزلان الممارس على بعض الأساتذة بمثابة قرارات إنفرادية، مما جعل بعض الأساتذة الذين طبّق عليهم هذا القانون يناشدون الجهات المعنية لإنصافهم.
سمّاعات من تلمسان إلى الأغواط
زار مترشحان من ولاية تلمسان مدينة الأغواط، لأجل اقتناء سماعة أذن لا سلكيه لا يمكن رؤيتها داخل الأذن لصغر حجمها وملاءمة لونها للبشرة، وهي تستخدم بشكل واسع في عدة مجالات للتواصل غير المرئي، من أبرز مواصفاتها استقبال جميع الأجهزة التي تحتوي خاصية البلوتوث.
وأما غير العادي في المسألة أن أصحابنا ـ حسب ناقلي الخبرـ لم تثنهم مسافة الطريق ولا صعوبتها ولا حتى الثمن الذي زاد عن 70 ألف دينار، ببساطة لأن الجهاز بات مطية آمنة لاجتياز عقبة البكالوريا، وعلى ما يبدو فإن السمّاعة المقصودة لم تعد متوفرة بالشكل الكافي في مناطق الغرب، ما جعل الاثنين ينزلان إلى بوابة الصحراء التي ما زالت ـ على ما يبدو ـ بمنأى من مثل هذه الممارسات العصرية إلى أن يثبت العكس.. "وعيش تشوف".
الأولياء لا يتركون أبناءهم بالبويرة
رافق صباح اليوم الأول، من امتحان البكالوريا العشرات من الأولياء أبناءهم المترشحين لذات الشهادة التي هي أملهم في الحصول على تأشيرة نهاية المرحلة الثانوية ودخول الجامعة، وقد اصطف العشرات منهم أمام مداخل مراكز الامتحان في كل من ثانوية كريم بلقا سم وعبد الرحمان ميرة والحسن بين العلوي، لتوديع فلذات أكبادهم سيما منهم المترشحات وتشجيعهم على العمل والصبر والمثابرة، "الشروق" وخلال جولتها الميدانية استرقت السمع من الأولياء، الذين ظلوا يرددون "حظا سعيدا" و"إن شاء الله ستنجحون" وبلغة فولتير،"courage" ولم يغادر الأولياء المراكز حتى دق جرس انطلاق الامتحان، ومعه زادت دقّات قلوبهم خوفا من الأسئلة، وأملا في الاجابة الصحيحة والنجاح بعد سنة من الكد والعمل.
تتحجّب من أجل الغش بعين تموشنت
تفاجأ زملاء إحدى التلميذات المرشحات لاجتياز شهادة البكالوريا بثانوية مغني صنديد محمد بعين تموشنت، بارتداء زميلتهم للحجاب وهي التي لم تعرفه سنوات الدراسة كاملة، ما أثار الكثير من التساؤلات حول التلميذة، خاصة وأنها كانت تحمل "كيتمان" للغش في الامتحان.
طوابير لاستنساخ وريقات الغش أو الزوم
كانت الساعة السابعة صباحا من يوم أمس، توجهنا لاقتناء جريدة "الشروق" بالصدفة وجدنا أكثر من 10 مترشحين في طابور غير عادي في أحد محلات بيع الجرائد والاستنساخ طبق الأصل، فإذا به يخرج بعض التلاميذ كراريس في الأدب لاستنساخ بعض المقالات وتراجم الشعراء والكتاب، وبدون مقدمة سألنا أحدهم فقال "الحروز يا الشيخ وبالك ربي يجيبها في الصواب".
سبحان الله وبحمده