"لماذا يكذب الرجال وتبكي النساء" هذا عنوان لكتاب صدرت طبعته الأولى في بريطانيا عام 2022 عن دار أوريون. ألفه الزوجان ألان وباربرا بيز. الزوجان بيز لهما شهرة عالمية كخبراء في العلاقات الإنسانية ولغة الجسد. هذا الكتاب يحاول أن يردم الفجوة الموجودة بين الرجل والمرأة ويحقق لهما السعادة في حياتهما وذلك بمحاولة توضيح الفروق بين الجنسين ومحاولة التقريب بينهما بلغة منطقية ومرحة في نفس الوقت. يقول هذا الكتاب إذا أردت أن تنجح في علاقتك بالجنس الآخر فعليك أن تتعلم أن تتكلم بلغتين مختلفتين (لغة الرجل) و(لغة المرأة) فالفرق بين اللغتين كالفرق بين الإنجليزية والفرنسية. يدلل الكتاب على ذلك بمثال في منتهى الطرافة فيقول: عندما يتشاجر زوجان حول قضية ما فيعلو صوت المرأة إلى أن يصل الحال لحد المطالبة بالطلاق فهي في الحقيقة لا تعني ما تقول, لأن المرأة لا تأخذ الكلام بحرفية, كل الذي يعنيه كلامها ذاك هو أنها غاضبة منه في تلك اللحظة ولا تريد أن تراه, بينما يأخذ الرجل الكلام على محمل الجد ويأخذ كل حرف يسمعه بحرفية. ليس المطلوب أن يفكر الإنسان ويتحدث ويتصرف كما يتصرف الجنس الآخر وإنما المطلوب هو أن يتصرف كما لو اشترى هاتفاً جوالاً فهو بحاجة إلى أن يخرج كتيب التعليمات المرفق مع الجهاز ويقضي بعض الوقت في قراءته ليكون بعد ذلك الخبير به الذي لا يحتاج مساعدة أحد.
من هو الذي يكذب؟ الكل يكذب وخصوصاً في بداية العلاقة الزوجية عندما يريد كل واحد أن يظهر كاملاً أمام شريكه على كافة الأصعدة وفي كل الاتجاهات. لكن هذا مبرر خصوصاً في البدايات ولو أنك قلت الحقيقة المجردة كما تستطيع أن تفكر بها في ذهنك لكل شخص تلقاه لربما كنت الآن في المستشفى أو السجن. ثم إن الحقيقة ليست الفضيلة الوحيدة. فقط الأعداء هم الذين يقولون لنا الحقيقة المجردة بلا حدود لأنهم لا يبالون بمشاعرنا, أما الأصدقاء والأقارب فقد يضطرون أحياناً للكذب لكي لا يجرحونا.
يفرق الكتاب بين أربعة أنواع من الكذبات فهناك الكذبة البيضاء والكذبة المفيدة والكذبة الماكرة وكذبة الخديعة. الكذبة البيضاء هي جزء من علاقاتنا الاجتماعية وهي تمنعنا من إهانة أو جرح مشاعر بعضنا بالحقيقة المؤلمة الباردة. الكذبة المفيدة كأن تكذب لكي تنقذ حياة بريء. أخطر أنواع الكذب هو كذب الخديعة لأن الكاذب ينوي أذية الضحية والاستفادة على حسابه.
من يكذب أكثر؟
بالتأكيد ستجيب النساء بكل حماسة إن الرجال يكذبون أكثر من النساء بدون أي شك. غير أن الدراسات العلمية أثبتت ومن خلال التجارب أن الرجال والنساء يكذبون بنفس الدرجة تقريباً. الفرق بينهما أن المرأة أكثر مهارة في اكتشاف الكذب من الرجل وذلك أن الرجل عندما يكذب يصحب هذا بعض الانفعالات التي تبدو على وجهه وكلما كبرت الكذبة احمر وجهه أكثر. لذا ينصح الرجل إن أراد أن يكذب أن يجعلها من خلال التلفون, أو أن يرسل إيميلاً, وعليه أن يتذكر دائماً أن ذاكرة المرأة تسجل كل كلمة يقولها لها لجدل مستقبلي.
بنية عقل المرأة تمنحها القدرة على المتابعة المتعددة مما يجعلها قادرة على متابعة أكثر من محادثة وأكثر من مصدر للمعلومة في نفس الوقت. هذا يعطيها فرصة أكبر لمتابعة لغة الجسد بينما هي تتحدث. بينما الرجل لا يستطيع أن يتابع إلا مصدراً واحداً بسبب بنيته العقلية, فيتابع محادثة واحدة ويفوته الكثير من لغة الجسد.
من الذي يبالغ في حديثه؟
كلاهما الرجل والمرأة يبالغان لكن لدوافع مختلفة, فالرجل يبالغ في وصف الحقائق والمعلومات بينما تبالغ المرأة في وصف العواطف والأحاسيس, فهو قد يبالغ في الكلام عن أهمية عمله, ودخله السنوي, وجمال النساء اللواتي وقعن في حبه. بينما تبالغ المرأة في وصف شعورها أمام موقف حدث لها أو كلمة غير مهذبة قيلت لها. هذه المبالغات من الطرفين تجعل الحياة أكثر إثارة من الحقائق الباردة. لكن ينصح الرجل بأن يتفهم حاجة المرأة للمبالغة العاطفية في حديثها وعليه ألا يأخذ الكلام بحرفية. لا تقل لها (يا ملكة الدراما) ولا تصححها أمام أحد. فقط اجلس واستمع إلى مشاعرها ولا تفكر أبداً أن تنصحها وتخبرها ما هو الصواب وما هو الشيء الذي يفترض فيها أن تصنعه أو تقوله لأن هذا هو أكثر ما تكرهه فيك.
منقووووول
وان شاء الله سأبحث عن الكتاب لموافاتكم به
الشكر الجزيل تمنياتي للجميع بالتوفيق
صدقت الرجل يكدب والمرأة تبكي لما تكون العكس الرجل لايبكي
في رجال تبكي وما تكذب