التصنيفات
شخصيات تاريخية

أسطورة الجزائر فخامة الرئيس عبد العزيز بو تفليقة

أسطورة الجزائر فخامة الرئيس عبد العزيز بو تفليقة


الونشريس

الونشريس
نبذة رسمية
ولد عبد العزيز بوتفليقة بتاريخ 2 مارس 1937 و دخل مبكرا الخضم النضالي من أجل القضية الوطنية. ثم التحق، في نهاية دراسته الثانوية، بصفوف جيش التحرير الوطني و هو في التاسعة عشرة من عمره في 1956.

و كان له أن أنيط بمهمتين، بصفة مراقب عام للولاية الخامسة، أولاهما سنة 1957، و الثانية سنة 1958، وبعدئذ مارس مأمورياته، ضابطا في المنطقتين الرابعة و السابعة بالولاية الخامسة. ألحق، على التوالي، بهيئة قيادة العمليات العسكرية بالغرب، و بعدها، بهيئة قيادة الأركان بالغرب ثم لدى هيئة قيادة الأركان العامة، و ذلك قبل أن يوفد، عام 1960، إلى حدود البلاد الجنوبية لقيادة " جبهة المالي" التي جاء إنشاؤها لإحباط مساعي النظام الاستعماري الذي كان مرامه أن يسوم البلاد بالتقسيم. و من ثمة أصبح الرائد عبد العزيز بوتفليقة يعرف باسم "عبد القادر المالي".

الونشريس

و في عام 1961، انتقل عبد العزيز بوتفليقة سريا إلى فرنسا ، و ذلك في إطار مهمة الاتصال بزعماء الثورة التاريخيين المعتقلين بمدينة (أولنوا).

الونشريس

في 1962، تقلد عبد العزيز بوتفليقة العضوية في أول مجلس تأسيسي وطني، ثم ولي، وهو في الخامسة و العشرين من عمره، وزيرا للشباب و السياحة في أول حكومة جزائرية بعد الإستقلال. وفي سنة 1963، تقلد العضوية في المجلس التشريعي قبل أنيعين وزيرا للخارجية في نفس السنة.

في عام 1964، انتخب عبد العزيز بوتفليقةمن طرف مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني ، عضوا للجنة المركزية و المكتب السياسي. شارك بصفة فعالة في التصحيح الثوري ليونيو 1965 ثم أصبحعضوا في مجلس الثورة تحت رئاسة هواري بومدين.

الونشريس

جعل عبد العزيز بوتفليقة من منصب وزير الخارجية ، إلى غاية 1979، نشاطا دبلوماسيا أضفى على بلاده إشعاعا و نفوذا جعلا من الجزائر دولة رائدة في العالم الثالث و من ثم متحدثا تصغي إليه القوى العضمى. هكذا حدد عبد العزيز بوتفليقة مسار الدبلوماسية الجزائرية التي لم تحد عنه إلى يومنا هذا و الذي يقوم على احترام القانون الدولي و مناصرة القضايا العادلة في العالم.
و قد أعطىعبد العزيز بوتفليقة، الدبلوماسي المحنك و المعترف باقتداره و تضلعه، السياسة الخارجية دفعا خلال أزيد من عقد من الزمن أدى إلى نجاحات عظيمة بما في ذلك توطيد الصفوف العربية خلال قمة الخرطوم سنة 1967 ، ثم إبان حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل، و الاعتراف الدولي للحدود الجزائرية و إقامة علاقاتحسن الجوار و الإخوةمع البلدان المجاورة و كذلك إفشال الحصار الذي فرض على الجزائر بعد تأميم المحروقات.

كما قام بدور ريادي فيتقوية تأثير منظمات العالم الثالث و تعزيز عملها الموحدخاصة بمناسبة انعقاد قمتي منظمة أل77 و منظمة الوحدة الإفريقية في الجزائر في 1967 و 1968 على التوالي.كما جعل من بلاده أحد رواد حركة عدم الانحياز و دافع باستمرار عن حركات التحرر في العالم. هكذا أصبحت الجزائر الناطق ياسم العالم الثالث و لاسيما في ندائها بنظام اقتصادي دولي جديد.

الونشريس

انتخب عبد العزيز بوتفليقة بالإجماع رئيسا للدورة التاسعة و العشرين لجمعية الأمم المتحدة سنة 1974 و نجح خلال عهدته في إقصاء إفريقيا الجنوبية بسبب سياسة التمييز العنصري التي كان ينتهجها النظام آنذاك، و مكن، رغم مختلف المعارضات، الفقيد ياسر عرفات، زعيم حركة التحرير الفلسطينية من إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما ترأسالدورة الاستثنائية السابعة المخصصة للطاقة و المواد الأولية التي كانت الجزائر من بين المنادين لانعقادها.

بعد وفاة الرئيس هواري بومدين في 1978، و بحكم العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه به ، ألقى كلمة وداع بقيت راسخة في الاذهان.لكنه أصبح في ذات السنة الهدف الرئيسي لسياسة "محو آثار الرئيس هواري بومدين"حيث أرغم على الابتعاد عن الجزائر لمدة ست سنوات.
عاد بوتفليقة إلى الجزائر سنة 1987 حيث كان من موقعي "وثيقة أل18" التي تلت وقائع 05 أكتوبر 1988. كماشارك في مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني في 1989 حيثانتخب عضوا للجنة المركزية.
بعد ذلك اقترح عليهمنصب وزير-مستشار لدى المجلس الأعلى للدولة و هو هيئة رئاسية انتقالية تم وضعها من 1992 إلى 1994 ثم منصبممثل دائم للجزائر بالأمم المتحدة لكنه قابل الاقتراحين بالرفض. كما رفض سنة 1994 منصب رئيس الدولة في إطارآليات المرحلة الانتقالية.

في ديسمبر 1998 أعلن عن نية الدخول في المنافسة الانتخابية الرئاسية بصفته مرشحا حرا. و انتخب في 15 أبريل 1999 رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.

الونشريس

جدد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حال توليه مهامه، تأكيد عزمه على إخماد نار الفتنة و إعادة الآمن و السلم و الاستقرار. و باشر في سبيل ذلك مسارا تشريعيا للوئام المدني حرص على تكريسه و تزكيته عن طريق استفتاء شعبي نال فيه مشروع الوئام أزيد من 98 % من الأصوات.
و لما اخذ الأمن يستتب تدريجيا، تأتى للرئيس بوتفليقة الشروع، على المستوى الداخلي، في برنامج واسع لتعزيز دعائم الدولة الجزائرية من خلال إصلاح كل من هياكل الدولة و مهامها، و المنظومة القضائية و المنظومة التربوية، واتخاذ جملة من الإجراءات الاقتصادية الجريئة شملت، على وجه الخصوص، إصلاح المنظومة المصرفية قصد تحسين أداء الاقتصاد الجزائري ؛ مما مكن الجزائر من دخول اقتصاد السوق و استعادة النمو و رفع نسبة النمو الاقتصادي . كما قرر رئيس الجمهورية خلال عهدته الاولى ترسيم الاعتراف بتمازيغت كلغة وطنية.

على الصعيد الدولي، استعادت الجزائر تحت إشراف الرئيس بوتفليقة و بدفع منه دورها القيادي، حيث يشهد على ذلك دورها الفعال الذي ما انفك يتعاظم على الساحة القارية في إطار الإتحاد الإفريقي و الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد) التي كان الرئيس الجزائري أحد المبادرين بها.

و على المستوى المتوسطي، أبرمت الجزائر اتفاق شراكة مع الإتحاد الاوروبي في 22 افريل 2001 .

كما تشارك الجزائر التي أصبحت شريكا مرموقا لدى مجموعة الثمانية، في قمم هذه المجموعة بانتضام منذ سنة 2000.

و موازاة لذلك، لا يدخر الرئيس بوتفليقة جهدا من أجل مواصلة بناء اتحاد المغرب العربي.
وفي 22 فبراير 2022، أعلن عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه لعهدة ثانية. فقاد حملته الانتخابية مشجعا بالنتائج الايجابية التي حققتها عهدته الأولى و مدافعا عن الأفكار و الآراء الكامنة في مشروع المجتمع الذي يؤمن به و لاسيما المصالحة الوطنية، و مراجعة قانون الأسرة ، و محاربة الفساد، و مواصلة الإصلاحات. أعيد انتخاب الرئيس بوتفليقة يوم 8 ابريل 2022 بما يقارب 85 % من الأصوات.

الونشريس




التصنيفات
السنة الأولى ثانوي

تحضير درس اللغة العربية محمد الرئيس

تحضير درس اللغة العربية محمد الرئيس


الونشريس

تحضير درس المطالعة الموجهة اللغة العربية محمد الرئيس

أتعرف على صاحب النص
في مدينة أسوان بصعيد مصر، وُلِدَ عباس محمود العقاد في 1889 ونشأ في أسرة كريمة، وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة أسوان الأميرية، وحصل منها على الشهادة الابتدائية سنة وهو في الرابعة عشرة من عمره. ولم يكمل العقاد بل عمل موظفًا في الحكومة توفي أبوه، فانتقل إلى القاهرة واستقر بها. عمل في جريدة الدستور اليومية وكتب العقاد عشرات الكتب في موضوعات مختلفة، فكتب في الأدب والتاريخ والاجتماع مثل: مطالعات في الكتب والحياة، ومراجعات في الأدب والفنون ، وساعات بين الكتب، … و في الدراسات النقدية مؤلفات كثيرة، أشهرها كتاب "الديوان في النقد والأدب" بالاشتراك مع المازني، وأصبح اسم الكتاب عنوانًا على مدرسة شعرية عُرفت بمدرسة الديوان، وكتاب "ابن الرومي حياته من شعره ، ورجعة أبي العلاء، وأبو نواس … تجاوزت مؤلفات العقاد الإسلامية أربعين كتابًا، ، فتناول أعلام الإسلام في كتب ذائعة، عرف كثير منها باسم العبقريات، استهلها بعبقرية محمد، ثم عبقرية الصديق، وعبقرية عمر، وعبقرية علي، وعبقرية خالد، وداعي السماء بلال، وذو النورين عثمان، والصديقة بنت الصديق، وأبو الشهداء وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وفاطمة الزهراء والفاطميون. لقي الله 1964م

أكتشف معطيات النص
**اختار الصداقة فهو الصديق الأكبر لأصحابه.
**الحكم بسلطان الدنيا: كان بقدوره ان يعيش في رغد الملوك والأمراء/سلطان الآخرة : فهو نبي الأمة القريب من الله المنزه عن الزلل/الكفاءة والمهابة:هو الصادق الأمين المخلص في عمله صاحب الأصل الشريف.
**الشورى / وحب أصحابه له / وعدم رفع شأنه الكريم عن شأن أصحابه له مالهم وعليه ما عليهم
** التواضع وعدم الترفع على أصحابه
**الحديث فيه مَسَائِلُ: فيه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَعْلَمُ الغيْبَ وَالأمورَ الباطنةَ إلَّا بتعليمِ اللهِ له، ونبَّهَ عَلَى ذلكَ بقولِهِ :[إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ]/ أنَّهُ يجوزُ عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أمورِ الأحكامِ، ما يجوزُ عَلَى غيرِهِ . فإنَّهُ إنَّما يَحْكُمُ بينَ الناسِ بالظاهرِ، وَاللهُ يتولَّى السرائرَ، فَهُوَ يَحْكُمُ بالبيِّنَةِ وَاليمينِ ونحوِ ذلكَ من أحكامِ الظاهِرِ، مَعَ إمكانِ كونِهِ فِي الباطنِ خلافَ ذلكَ …
فإنَّهُ إذا كَانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ يظنُّ غيرَ الصوابِ لقُوَّةِ حُجَّةِ الخصمِ فَيَحْكُمُ لهُ، فإنَّ غيرَهُ من بابِ أَوْلَى وَأَحْرَى قولُهُ : [فليحملْها أَوْ ليذرْها] فيه تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ عَلَى منْ أَخَذَ أموالَ الناسِ بالدعاوي الكاذبةِ وَالحِيَلِ المحرَّمَةِ، فهَذَا التعبيرُ شبيهٌ بقولِهِ تعالى : (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ) .
**الحرية في التفكير
** قال النووي في (الأذكار): الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه. وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. قال العلماء: المراد به الخواطر التي لا تستقر. قالوا: وسواء كان ذلك الخاطر غيبة أو كفرا أو غيره، فمن خطر له الكفر مجرد خطران من غير تعمد لتحصيله ثم صرفه في الحال فليس بكافر ولا شيء عليه.
** قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه فهو موضوع عنده ‏ ‏إن رحمتي تغلب غضبي ‏”
قال رسول الله فيما يرويه عن رب العزة: إني و الإنس و الجن في نبأ عظيم، أخلق و يعبد غيري، أرزق و يشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل، و شرهم إلى صاعد، أتودد إليهم برحمتي و أنا الغنى عنهم، و يتبغضون إلى بالمعاصي و هم أفقر ما يكونوا إلى. أهل ذكرى أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فليذكرني، أهل طاعتي أهل محبتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إلى فانا حبيبهم ، و إن أبوا فانا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعائب. من أتانى منهم تائبا تلقيته من بعيد و من أعرض عنى ناديته من قريب أقول له أين تذهب ألك رب سوى. الحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيد. و السيئة عندي بمثلها و أعفو. و عزتي و جلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم
إن الله تعالى لا يُخيِّب أحدًا رجاه ولا يطرد أحدًا من رحمته .. بل إن بعض الناس هم الذين يطردون أنفسهم من رحمة الله، بأن يرى طريق الرحمة فيتركه ويرى طريق العذاب فيسلكه فرحمة الله بعباده يوم القيامة كبيرة جدًا، وسيرون منها ما لم يخطر لهم على بال من العفو والصفح والمغفرة والتجاوز والتغاضي عن بعض الهفوات والزلات.

أناقش معطيات النص
**الكفاءة والمهابة
** للشورى فوائد واضحة وإلا لما دعى إليها الإسلام، ومن فوائدها : من شاور ذوي العقول استضاء بأنوار العقول. من شاور الرجال شاركها في عقولها باكروا فالبركة في المباكرة، وشاوروا فالنجح في المشاورة من استشار العاقل ملك المشورة تجلب لك صواب غيرك المشاورة راحة لك وتعبٌ لغيرك من لزم المشاورة لم يعدم عند الصواب مادحاً ما استنبط الصواب بمثل المشاورة خوافي الآراء تكشفها المشاورة الوصول إلى الرأي الأصوب.
**المبتلى بالريبة والشك لا يزال في اضطراب، يحسب كل صيحة عليه، وهو يظن أن من الذكاء والفطنة أن يحاصر الآخرين بالأسئلة والحق أنه يحاصر نفسه، ولا يزال الشك يفتك بنفسه حتى يشك بأقرب الناس اليه، فلا يبقى له صديق. فالظن السيئ مدعاة للتجسس، والتجسس مدعاة للغيبة. خذ من الناس ما ظهر.. ودع الأمر الذي استتر واشتغل بالعيب في نفسك عن عيوب البشر رب أمرٍ أنت كبرته.. ولو أنت صغرته لصغر. كان المتنبي يقول
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِـن تــَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّـيـهِ بِقَولِ عُداتِه وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
**النّفس طُبِِِعَت على فعل الخير و فعل الشَّر، و زوَّدها الخالِق عزَّ و جَلْ بالقُدرة على مراقبة ذاتِها بذاتِها…
فغالبا ما نشعر بالذَّنب والخطأْ وهذا دليلْ على وُجودِ قوةٍ نفسيةٍ داخلنا تُراقب أفعالنا ألا و هي الضمير، تلك القوة الروحية التي تدركُ القُبحَ و الحُسنَ في أفعالنا فهي النفس اللَّوامة للإنسان تُثيبنا على الحسنَ و تأمرنا به و تدرُ القُبحَ و الخُبثَ و تنهانا عنهما.
… وإذا ما تأملنا سلوكاتنا نجد أنَّ الإحساس بالذَّنب يتعلَّق بالماضي الذِّي لا يمكن أن نحياه من جديد و لا يمكن تغييره، و لهذا نسعى غالبا لتغيير الحاضر حتى نولج الماضي في الحاضر و بذلك نتخلص من عقاب الضمير والشُّعور بالتأنيب.
ولقد عرَّف الفيلسوف سبينوزا تأنيب الضمير فقال : "من يندم على ما فعلَ يُعدُ شقيًا وعاجزًا مرتين ."
لكن بالمقابل رأى الفيلسوف ماكس شيلر العكس إذْ قال : " النَّدَمْ شَكْلٌ مِنْ أشكال علاج النَّفس لذاتها ."
** يقوم الإسلام على الرفق واللين، والرقة والرحمة، ولا يقوم على العنف والشدة، والغلظة والنقمة. ولقد رسم القرآن منهج الدعوة، بقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (سورة النحل، الآية: 125) والدعوة بالحكمة تعني: الخطاب الذي يقنع العقول بالحجة والبرهان. والموعظة الحسنة تعني: الخطاب الذي يستميل العواطف، ويؤثر في القلوب رغباً ورهباً. والجدال بالتي هي أحسن، يعني: الحوار مع المخالفين بأحسن الطرق، وأرق الأساليب التي تقربهم ولا تبعدهم
**إن الذى يقع فى المعصية ويفعل السيئة فى بنى إسرائيل كانت توبته أن يقتل نفسه أما فى الإسلام فيكفى للمذنب أن يندم على ما فعل ويعزم على ألا يعود ويقلع عن الذنب ويرد الحقوق لأصحابها .وكان الإسلام دين اليسر مع المسافر الذى سُمح له بجمع الصلوات وقصرها الرباعية منها فيصلى الظهر مع العصر ويصلى الظهر ركعتين وكذلك العصر بل أذن له ألا يصوم فى سفره .وكان الإسلام دين اليسر مع المريض والعجوز والمرأة والمرضع والحامل فى السماح لهم بعدم الصيام تقديراً لحالتهم .وكان الإسلام دين اليسر عندما أذن للمريض وذى العاهة فى عدم الاشتراك فى قتال الأعداء .ونذكر من مظاهر يسر الإسلام :قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الله تجاوز عن أمتى الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه " قال رسول الله:" إن الله تجاوز لأمتى عما توسوس به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم به قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :" إذا نسى فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :" ليس من البر الصيام فى السفر عليكم برخصة الله عز وجل فاقبلوها " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول ألا صلوا فى الرحال ""عن عمران بن حصين قال كان بى الناصور فسألت النبى – صلى الله عليه وسلم – عن الصلاة فقال صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ""قال رسول الله :"إن الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين " دخل النبى – صلى الله عليه وسلم – على عائشة وعندها امرأة فقال من هذه قالت فلانة لا تنام تذكر من صلاتها فقال لهم عليكم من العمل ما تطيقون فوالله لا يمل الله عز وجل حتى تملوا وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه "رواه النسائى" أخبر ابن عباس أن رجلا أصابه جرح فى عهد النبى – صلى الله عليه وسلم – ثم أصابه احتلام فأمر بالاغتسال فمات فبلغ ذلك النبى – صلى الله عليه وسلم – فقال قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العليل السؤال وقال عطاء بلغنى أن النبى – صلى الله عليه وسلم – سئل بعد ذلك فقال لو غسل جسده وترك رأسه حيث أصابه الجرح "" كل ذلك وغيره يجمعه قول الله تعالى للمسلمين :" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " وقول النبى – صلى الله عليه وسلم – إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" "رواه النسائى"

استثمر المعطيات :
**أن يحتج بكل حجة من حجج الحكم والسلطة / نعمل بدلا منك / واليوم يكثر الثرثارون …
**اسم التفضيل : أكثر… تعريفـه : اسم مشتق من الفعل على وزن " أفعل " للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة معينة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة .مثل : أكرم ، أحسن ، أفضل ، أجمل .تقول : علي أكرم من محمد ، والعصير أفضل من القهوة .ومنه قوله تعالى : { إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا } 8 يوسف .
صوغ اسم التفضيل يصاغ اسم التفضيل بالشروط التي يصاغ بها أفعل التعجب وهي كالتالي :
ـ أن يكون الفعل ثلاثياً ، مثل : كرم ، ضرب ، علم ، كفر ، سمع .نحو : أخوك أعلم منك .ومنه قوله تعالى : { هو أفصح مني لساناً } 34 القصص .وقوله تعالى : { ذلك أقسط عند الله وأقوم للشهادة } 282 البقرة .
ـ أن يكون تاماً غير ناقص ، فلا يكون من أخوات كان أو كاد وما يقوم مقامهما .
ـ أن يكون مثبتاً غير منفي ، فلا يكون مثل : ما علم ، ولا ينسى .
ـ أن يكون مبنياً للمعلوم ، فلا يكون مبنياً للمجهول ، مثل : يُقال ، ويُعلم .
ـ أن يكون تام التصرف غير جامد ، فلا يكون مثل : عسى ، ونعم ، وبئس ، وليس ، ونحوها .
ـ أن يكون قابلاً للتفاوت ، بمعنى أن يصلح الفعل للمفاضلة بالزيادة أو النقصان ، فلا يكون مثل : ملت ، وغرق ، وعمي ، وفني ، وما في مقامها .
ـ ألا يكون الوصف منه على وزن أفعل التي مؤنثها على وزن فعلاء ، مثل : عرج ، وعور ، وحول ، وحمر ، فالوصف منها على وزن أفعل : أعرج ومؤنثه عرجاء ، وأعور ومؤنثه عوراء ، وأحول ومؤنثه حولاء ، وأحمر ومؤنثه حمراء .
— فإذا استوفي الفعل الشروط السابقة صغنا اسم التفضيل منه على وزن " أفعل " مباشرة .نحو : أنت أصدق من أخيك .ومنه قوله تعالى : { والفتنة أكبر من القتل } 217 البقرة .
أما إذا افتقد الفعل شرطاً من الشروط السابقة فلا يصاغ اسم التفضيل منه مباشرة ، وإنما يتوصل إلى التفضيل منه بذكر مصدره الصريح مع اسم تفضيل مساعد .مثل : أكثر ، وأكبر ، وأفضل ، وأجمل ، وأحسن ، وأشد ، وأولى ، ونظائرها ، ويعرب المصدر بعدها تمييزاً .نحو : المملكة أكثر إنتاجاً للبترول من غيرها .والطائف ألطف هواءً من جدة .والبلح أشد حمرةً من التفاح .ومنه قوله تعالى : { والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً } 84 النساء .
** أنت أكثر من اختبرناهم صدقا وأمانة / هو أشد الناس احتراما للناس




التصنيفات
شخصيات تاريخية

في ذكرى رحيل الرئيس هواري بومدين

في ذكرى رحيل الرئيس هواري بومدين


الونشريس

محمد إبراهيم بوخروبة (23 اغسطس 1932 – 27 ديسمبر 1978) والمعروف بإسم هواري بومدين هو زعيم ورئيس الجزائر . شغل منصب رئيس الجزائر من 19 يونيو 1965 إلى 27 ديسمبر 1978. وهو من أبرز رجالات السياسة بالجزائر والعالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، أصبح أحد رموز حركة عدم الانحياز ولعب دورا هاما على الساحة الإفريقية والعربية وكان أول رئيس من العالم الثالث تحدث في الامم المتحدة عن نظام دولي جديد.

التسمية والمولد والنشأة
ابن فلاح بسيط من عائلة كبيرة العدد ومتواضعة ماديا، ولد في 23 أب –أوت سنة 1932 وبالضبط في دوّار بني عدي ( العرعرة )مقابل جبل هوارة على بعد بضعة كيلوميترات غرب مدينة قالمة وبالضبط في بلدية مجاز عمار، وسجّل في سجلات الميلاد ببلدية عين أحساينية (كلوزال سابقا). دخل الكتّاب (المدرسة القرآنية) في القرية التي ولد فيها وكان عمره آنذاك 4 سنوات، وعندما بلغ سن السادسة دخل مدرسة ألمابير سنة 1938 في مدينة قالمة (وتحمل المدرسة اليوم اسم مدرسة محمد عبده)، يدرس في المدرسة الفرنسية وفي نفس الوقت يلازم الكتّاب. ختم القرآن الكريم وأصبح يدرّس أبناء قريته القرأن الكريم واللغة العربية. توجه إلى المدرسة الكتانية في مدينة قسنطينة حيث درس على يد الشيخ الطيب بن لحنش

التحق بمدارس قسنطينة معقل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. رفض هواري بومدين خـدمة العلم الفرنسي، حيث كانت السلطات الفرنسية تعتبر الجزائريين فرنسيين ولذلك كانت تفرض عليهم الإلتحاق بالثكنات الفرنسية لدى بلوغهم السن الثامنة عشرة. فرّ إلى تونس سنة 1949 والتحق في تلك الحقبة بجامع الزيتونة الذي كان يقصده العديد من الطلبة الجزائريين، ومن تونس انتقل إلى القاهرة سنة 1950 حيث التحق بجامع الأزهر الشريف حيث درس هناك وتفوق في دراسته.

اندلاع الثورة الجزائرية

مع اندلاع الثورة الجزائرية في 01 تشرين الثاني –نوفمبر 1954 انضم إلى جيش التحرير الوطني في المنطقة الغربية وتطورت حياته العسكرية كالتالي:

1956 : أشرف على تدريب وتشكيل خلايا عسكرية، وقد تلقى في مصر التدريب حيت اختير هو وعددا من رفاقه لمهمة حمل الاسلحة.
1957 : أصبح منذ هذه السنة مشهورا باسمه العسكري "هواري بومدين" تاركا اسمه الأصلي بوخروبة محمد إبراهيم كما تولى مسؤولية الولاية الخامسة.
1958 : أصبح قائد الأركان الغربية.
1960 : أشرف على تنظيم جبهة التحرير الوطني عسكريا ليصبح قائد الأركان.
1962 : وزيرا للدفاع في حكومة الاستقلال.
1963 : نائب رئيس المجلس الثوري.
وكان مسؤولا عسكريّا هذا الرصيد العلمي الذي كان له جعله يحتل موقعا متقدما في جيش التحرير الوطني وتدرجّ في رتب الجيش إلى أن أصبح قائدا للمنطقة الغرب الجزائري، وتولى قيادة وهران من سنة 1957 وإلى سنة 1960 ثمّ تولى رئاسة الأركان من 1960 والى تاريخ الاستقلال في 05 تموز –يوليو 1962، وعيّن بعد الاستقلال وزيرا للدفاع ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء سنة 1963 دون أن يتخلى عن منصبه كوزير للدفاع.

وفي 19 حزيران –جوان 1965 قام هواري بومدين بانقلاب عسكري أطاح بالرئيس أحمد بن بلة.

حكمه :
تولى بومدين الحكم في الجزائر بعد انقلاب عسكري من 19 يونيو/جوان 1965 إلى غاية ديسمبر . وأقام أيضا قواعد صناعية كبرى مازالت تعمل إلى حد الساعة. وكان في أول الأمر رئيسا لمجلس التصحيح الثوري تم انتخابه رئيسا للجمهورية الجزائرية عام 1975.

سياسته الداخلية :
بعد أن تمكن هواري بومدين من ترتيب البيت الداخلي، شرع في تقوية الدولة على المستوى الداخلي وكانت أمامه ثلاث تحديات وهي الزراعة والصناعة والثقافة، فعلى مستوى الزراعة قام بومدين بتوزيع آلاف الهكتارات على الفلاحين الذين كان قد وفر لهم المساكن من خلال مشروع ألف قرية سكنية للفلاحين وأجهز على معظم البيوت القصديرية والأكواخ التي كان يقطنها الفلاحون، وأمدّ الفلاحين بكل الوسائل والإمكانات التي كانوا يحتاجون اليها.

الثورة الزراعية
وقد ازدهر القطاع الزراعي في عهد هواري بومدين واسترجع حيويته التي كانت عليها أيام الاستعمار الفرنسي عندما كانت الجزائر المحتلة تصدّر ثمانين بالمائة من الحبوب إلى كل أوروبا. وكانت ثورة بومدين الزراعية خاضعة لإستراتيجية دقيقة بدأت بالحفاظ على الأراضي الزراعية المتوفرة وذلك بوقف التصحر وإقامة حواجز كثيفة من الأشجار الخضراء السد الأخضر بين المناطق الصحراوية والمناطق الصالحة للزراعة وقد أوكلت هذه المهمة إلى الشباب الجزائريين الذين كانوا يقومون بالخدمة الوطنية.

الثورة الصناعية
وعلى صعيد الصناعات الثقيلة قام هواري بومدين بإنشاء مئات المصانع الثقيلة والتي كان خبراء من دول المحور الاشتراكي والرأسمالي يساهمون في بنائها، ومن القطاعات التي حظيت باهتمامه قطاع الطاقة، ومعروف أن فرنسا كانت تحتكر إنتاج النفط الجزائري وتسويقه إلى أن قام هواري بومدين بتأميمه الأمر الذي انتهى بتوتير العلاقات الفرنسية –الجزائرية، وقد أدى تأميم المحروقات إلى توفير سيولة نادرة للجزائر ساهمت في دعم بقية القطاعات الصناعية والزراعية. وفي سنة 1972 كان هواري بومدين يقول أن الجزائر ستخرج بشكل كامل من دائرة التخلف وستصبح يابان العالم العربي.

السياسة الخارجية
إجمالا كانت علاقة الجزائر بكل الدول وخصوصا دول المحور الاشتراكي حسنة للغاية عدا العلاقة بفرنسا وكون تأميم البترول يعد من جهة مثالا لباقي الدول المنتجة يتحدى به العالم الرأسمالي جعل من الجزائر ركن للصمود والمواجهة من الدول الصغيرة كما كانت الثورة الجزائرية درسا للشعوب المستضعفة ومن جهة أخرى وخاصة بعد مؤتمر الأفروأسيوي في يوم 3 أيلول – سبتمبر 1973 يستقبل في الجزائر العالم الثالث كزعيم وقائد واثق من نفسه و بمطالبته بنظام دولي جديد أصبح يشكل تهديدا واضحا للدول المتقدمة.

وفاته
أصيب هواري بومدين صاحب شعار "بناء دولة لا تزول بزوال الرجال" بمرض استعصى علاجه وقلّ شبيهه. في بداية الأمر ظن الأطباء أنّه مصاب بسرطان المثانة، غير أن التحاليل الطبية فندّت هذا الإدعّاء وذهب طبيب سويدي إلى القول أن هواري بومدين أصيب بمرض "والدن ستروم" وكان هذا الطبيب هو نفسه مكتشف المرض وجاء إلى الجزائر خصيصا لمعالجة بومدين، وتأكدّ أنّ بومدين ليس مصابا بهذا الداء.

مات هواري بومدين في صباح الأربعاء 27 ديسمبر 1978 على الساعة الثالثة وثلاثون دقيقة فجراً.

ويعتبر هواري بومدين أعظم شخصية سياسية في الجزائر ومن أبرز الشخصيات والرؤساء العرب عبر تاريخهم, لذا فهو نموذج مرجعي ومفخرة كل جزائري.

***
المصدر : ويكيبيديا الموسوعة الحرّة

رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنّاته




التصنيفات
شخصيات تاريخية

الرئيس هواري بومدين

الرئيس هواري بومدين


الونشريس

الرئيس هواري بومدين
بسم الله الرحمن الرحيم
بومدين الأسطورة أقول هذه الكلمة مقتنعا وأحن إلى عهد الرئيس بومدين إلى درجة يساورني البكاء من شدة الحنين
إلى تلك الأيام الخاليات لست أدري….أهذا حنين إلى أسعد أيام حياتي ، أم حنين إلى عهد العزة والكرامة والأنفة
العربية حيث يعتبر بومدين رمز لهذه العزة بجدارة ليس من وجهة نظري فحسب بل هذا مايشهد به العدو قبل الصديق
بناءا على ماسبق أجدني مظطرا إلى بدء بحثي هذا بسيادة الزعيم الأسطوري هواري بومدين تغمده الله برحمته وأسكنه مع
والدي وجميع المسلمين جنات النعيم
الإسم واللقب : محمد إبراهيم بوخروبة (والمعروف بالإسم الثوري هواري بومدين)ر
تاريخ الميلاد : 23 /08/ 1932
مكان الميلاد : بني عدي ولاية قالمة
تاريخ ومكان الوفاة : 27/12/1978 الجزائر
الوظيفة : رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
ابتداءا من 19 جويلية 1965 حتى وفاته
ـ أول رئيس من العالم الثالث تحدث في الأمم المتحدة عن نظام دولي جديد
ـ أول من تكلم بالعربية في هيئة الأمم المتحدة
ـ أحد الرموز المؤسسين لحركة عدم الإنحياز
ـ من أبرز القادة على الساحة العربية والإفريقية
صور من تاليخ بومدين : أتمنى ألا تفوت فرصة مشاهدة الفلمين
آخر لحظات بومدين وبوتفليقة ينعيه اللغة العربية في منظور بومدين

هواري بومدين : رجل الثورة والدولة .
في مساء يوم 28 أيلول –سبتمبر 1962 و عند الساعة الثامنة وخمس دقائق عقد المجلس الوطني التأسيسي – هيئة البرلمان – دورته الثالثة لمنح الثقة لحكومة أحمد بن بلّة رئيس الحكومة , وقد افتتح الجلسة رئيس المجلس الوطني التأسيسي فرحات عبّاس وبعد اجراءات الافتتاح تقدمّ أحمد بن بلة الى المنصة وألقى خطابا , هذه مقدمته :
سيداتي سادتي , بعد فترة سيطرة الاستعمار التي هيمنت على البلاد طيلة 132 سنة , وبعد حرب تحريرية دامت سبع سنوات , أصبح الشعب الجزائري مستقلا وأصبحت الأمة الجزائرية حرّة , و أعلنت الجمهورية الديموقراطية الشعبية . فكل موتانا الذين قدموا أنفسهم فداء للحرية أحياء , وكل من تعذبّ وأتلفت أرزاقه وكل من يحمل على جلده جروح تعذيب المستبدين وكل الضحايا المجهولين أبطال التحرير الوطني وكل من ساعد الشعب الجزائري على الصمود والانتصار كلهم يستحقون اليوم اعتراف الوطن الذي تمكنّ بفضلهم من نيل حقوقه وكرامته .
سيداتي سادتي
انّ هذا الاعتراف بالجميل لا يمكن أن يأخذ عبرته منّا الاّ اذا اتعظنا بما سبق لنا من الدروس في كفاح شعبنا البطل , خصوصا وأنّ ذلك الكفاح قد أعطانا بشائر الأمل الدائم, وجهودنا في سبيل التحرير كانت تتسم بالأخوة والحماس الخالص ويجب علينا اليوم أن نتممّ تلك الجهود بنفس تلك الروح لبناء الوطن وتشييده .
وبعد هذا الخطاب الطويل تمّ الاعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة والتي جاءت كالتالي:
رئيس الحكومة : أحمد بن بلة .
نائب رئيس الحكومة : رابح بيطاط .
وزير العدل : عمّار بن تومي .
وزير الداخلية : أحمد مدغري .
وزير الدفاع الوطني : هواري بومدين .
وزير الخارجية : أحمد خميستي .
وزير المالية : أحمد فرنسيس .
وزير الزراعة: عمّار أوزقان .
وزير الاقتصاد : محمد خبزي .
وزير الطاقة : عروسي خليفة .
وزير البناء : أحمد بومنجل .
وزير العمل : بشير بومعزة .
وزير التربية الوطنية : عبد الرحمان بن حميدة .
وزير الصحة : محمد الصغير نقاش .
وزير البريد : موسى حساني .
وزير المجاهدين : محمدي السعيد .
وزير الشباب : عبد العزيز بوتفليقة .
وزير الأوقاف : توفيق مدني .
وزير الأخبار : محمد حاج حمو .
وكما برز هواري بومدين كقائد عسكري محترف ايّام الثورة الجزائرية , برز أيضا كوزير للدفاع في حكومة أحمد بن بلة , ولقد أمسك بذلك بأهم حقيبة وزارية بعد الاستقلال وسوف يكون لهواري بومدين مستقبلا دورا مركزيا في تاريخ الجزائر المعاصر .
لكن من هو هواري بومدين !

هواري بومدين :

هواري بومدين أو محمد بوخروبة كما هو اسمه الصريح لعب دورا كبيرا في تاريخ الجزائر ايّام ثورتها ضدّ الاستعمار الفرنسي , وبعد الاستقلال عندما تولى الاشراف على المؤسسة العسكرية التي تعرف في الجزائر بالمؤسسة السيدة بدون منازع وبفضل هذا المنصب تمكنّ من الاطاحة بالرئيس أحمد بن بلة في 19 حزيران- جوان 1965 .
ولد هواري بومدين في مدينة قالمة الواقعة في الشرق الجزائري وتعلم في مدارسها ثمّ التحق بمدارس قسنطينة معقل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين , ومعقل دعاة العروبة والاسلام .
رفض هواري بومدين خدمة العلم الفرنسي – كانت السلطات الفرنسية تعتبر الجزائريين فرنسيين ولذلك كانت تفرض عليهم الالتحاق بالثكنات الفرنسية لدى بلوغهم السن الثامنة عشر – وفرّ الى تونس سنة 1949 والتحق في تلك الحقبة بجامع الزيتونة الذي كان يقصده العديد من الطلبة الجزائريين , ومن تونس انتقل الى القاهرة سنة 1950 حيث التحق بجامع الأزهر الشريف .
وعندما اندلعت الثورة الجزائرية في 01 تشرين الثاني –نوفمبر 1954 التحق بجيش التحرير الوطني وكان مسؤولا عسكريّا في منطقة الغرب الجزائري , وتولى قيادة وهران من سنة 1957 والى سنة 1960 ثمّ تولى رئاسة الأركان من 1960 والى تاريخ الاستقلال في 05 تموز –يوليو 1962 , وعيّن بعد الاستقلال وزيرا للدفاع ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء سسنة 1963 دون أن يتخلى عن منصبه كوزير للدفاع .
و في 19 حزيران –جوان 1965 قام هواري بومدين بانقلاب عسكري أطاح بالرئيس أحمد بن بلة ,وأصبح بذلك أول رئيس يصل الى السلطة في الجزائر عن طريق انقلاب عسكري .

علي بوهزيلة ابن خال هواري بومدين عندما طلب منه الحديث عن هواري بومدين قال:
ماذا تريدون معرفته بالضبط ! هناك أمور عديدة لم تذكر عن بومدين !
بومدين كان رجلا عظيما , قضى عمره كاملا من أجل القضية الوطنية , لكن بعد وفاته دفنوا تاريخه و ألغوا اسمه ولولا المطار في الجزائر العاصمة الذي يحمل اسمه لنسيّ الناس من يكون هواري بومدين , والفوضى التي شهدتها الجزائر تعود الى الفراغ الذي خلفّه موت هواري بومدين .
حياة هواري بومدين كطفل وشاب أحفظها عن ظهر قلب , وكنت من أقرب أبناء عمومته اليه و كنا نحكي كل كبيرة وصغيرة , وكان لنا صديق ثالث هو ابن خالته مصطفى صالح الذي استشهد أثناء ثورة التحرير . بومدين ابن فلاح بسيط من عائلة كبيرة العدد ومتواضعة ماديا , ولد سنة 1932 وبالضبط في 23 أب –أوت في دوّار بني عدي مقابل جبل هوارة على بعد بضعة كيلوميترات غرب مدينة قالمة , وسجّل في سجلات الميلاد ببلدية عين أحساينية – كلوزال سابقا -.
في صغره كان والده يحبه كثيرا ويدلّله رغم ظروفه المادية الصعبة قررّ تعليمه و لهذا دخل الكتّاب – المدرسة القرأنية – في القرية التي ولد فيها , وكان عمره أنذاك 4 سنوات , وعندما بلغ سن السادسة دخل مدرسة ألمابير سنة 1938 في مدينة قالمة – وتحمل المدرسة اليوم اسم مدرسة محمد عبده -, وكان والده يقيم في بني عديّ ولهذا أوكل أمره الى عائلة بني اسماعيل وذلك مقابل الفحم أو القمح أو الحطب وهي الأشياء التي كان يحتاجها سكان المدن في ذلك الوقت .
وبعد سنتين قضاهما في دار ابن اسماعيل أوكله والده من جديد لعائلة بامسعود بدار سعيد بن خلوف في حي مقادور والذي كان حياّ لليهود في ذلك الوقت – شارع ديابي حاليا-
وبعد ثماني سنوات من الدراسة بقالمة عاد الى قريته في بني عدي , وطيلة هذه السنوات كان بومدين مشغول البال شارد الفكر لا يفعل ما يفعله الأطفال , لكنّه كان دائما يبادرك بالابتسامة وخفة الروح رغم المحن التي قاساها منذ صغره .
لقد كان بومدين يدرس في المدرسة الفرنسية وفي نفس الوقت يلازم الكتّاب من طلوع الفجر الى الساعة السابعة والنصف صباحا , ثمّ يذهب في الساعة الثامنة الى المدرسة الفرنسية الى غاية الساعة الرابعة وبعدها يتوجّه الى الكتّاب مجددا .
وفي سنة 1948 ختم القرأن الكريم وأصبح يدرّس أبناء قريته القرأن الكريم واللغة العربية , وفي سنة 1949 ترك محمد بوخروبة – هواري بومدين – أهله مجددا وتوجه الى المدرسة الكتانية في مدينة قسنطينة الواقعة في الشرق الجزائري , وكان نظام المدرسة داخليّا وكان الطلبة يقومون بأعباء الطبخ والتنظيف . وفي تلك الأونة كان عمه الحاج الطيب بوخروبة قد عاد من أداء فريضة الحجّ مشيا على الأقدام , وبعد عودته ذهب اليه محمد –هواري بومدين – ليقدمّ له التهاني , وكان هواري يسأل عمه عن كل صغيرة وكبيرة عن سفره الى الديار المقدسة , وكان عمه يخبره عن كل التفاصيل ودقائق الأمور وكيف كان الحجاج يتهربون من الجمارك والشرطة في الحدود وحدثّه عن الطرق التي كان يسلكها الحجّاج , وكان بومدين يسجّل كل صغيرة وكبيرة , وكان بومدين يخطط للسفر حيث أطلع ثلاثة من زملائه في المدرسة الكتانية على نيته في السفر وعرض عليهم مرافقته فرفضوا ذلك لأنهم لا يملكون جواز سفر , فأطلعهم على خريطة الهروب وقال : هذا هو جواز السفر .
وقبل تنفيذ الخطة تمّ استدعاؤه للالتحاق بالجيش الفرنسي لكنّه كان مؤمنا في قرارة نفسه بأنه لا يمكن الالتحاق بجيش العدو ولذلك رأى أنّ المخرج هو في الفرار والسفر,
وعندما تمكن من اقناع رفاقه بالسفر باعوا ثيابهم للسفر برا باتجاه تونس .
ومن تونس توجه بومدين الى مصر عبر الأراضي الليبية ,وفي مصر التحق وصديقه بن شيروف بالأزهر الشريف , وقسّم وقته بين الدراسة والنضال السياسي حيث كان منخرطا في حزب الشعب الجزائري , كما كان يعمل ضمن مكتب المغرب العربي الكبير سنة 1950 , وهذا المكتب أسسّه زعماء جزائريون ومغاربة وتونسيون تعاهدوا فيما بينهم على محاربة فرنسا وأن لا يضعوا السلاح حتى تحرير الشمال الافريقي , ومن مؤسسي هذا المكتب علال الفاسي من المغرب وصالح بن يوسف من تونس وأحمد بن بلة وأية أحمد من الجزائر وكان هذا المكتب يهيكل طلبة المغرب العربي الذين يدرسون في الخارج . وقد أرسل مكتب المغرب العربي هواري بومدين الى بغداد ليدرس في الكلية الحربية وكان الأول في دفعته , وطيلة هذه الفترة كان يراسل والده الذي كان بدوره يبعث لولده ماتيسّر من النقود وذلك عن طريق صديق بومدين عجّابي عبد الله .
وعندما تبيّن للسلطات الفرنسية أن المدعو محمد بوخروبة –هواري بومدين – فرّ من خدمة العلم قامت بحملة بحث عنه ,وأنهكت والده بالبحث والتفتيش والاستدعاءات وتحت وطأة الضغط اعترف والد بومدين بالأمر وأعترف أن ابنه سافر للدراسة في مصر وحصلت السلطات الفرنسية على عنوان بومدين من أبيه وقامت السلطات الفرنسية بارسال مذكرة بهذا الخصوص الى السفارة الفرنسية في القاهرة , وكان الملك فاروق هو صاحب السلطة أنذاك في مصر وتقرر طرد بومدين من مصر واعادته الى الجزائر , لكن ثورة الضباط الأحرار أنقذت هواري بومدين و انتصارها جعل بومدين يبقى في مصر .
وعندما عاد صديق هواري بومدين عبد الله العجابي الى الجزائر ليلتحق بالثورة الجزائرية سنة 1955 ألقيّ عليه القبض في مدينة تبسة الجزائرية وهنا فتح ملف هواري بومدين مجددا , وأدركت السلطات الفرنسية أن محمد بوخروبة أو هواري بومدين كما هو اسمه الحركي خطر على الأمن القومي الفرنسي .

هذا الرصيد الذي كان لهواري بومدين خولّه أن يحتل موقعا متقدما في جيش التحرير الوطني وتدرجّ في رتب الجيش الى أن أصبح قائدا للأركان ثمّ وزيرا للدفاع في حكومة أحمد بن بلّة .
ومثلما أوصل هواري بومدين بن بلّة الى السلطة فقد أطاح به عند أول منعطف ,وقد بررّ بومدين انقلابه بأنّه للحفاظ على الثورة الجزائرية وخطها السياسي والثوري .
وبعد الاطاحة بحكم الرئيس أحمد بن بلة في 19 حزيران – جوان 1965 تولى هواري بومدين رئاسة الدولة الجزائرية بمساعدة رجل المخابرات القوي أنذاك قاصدي مرباح الذي كان يطلق عليه بومدين لقب المستبّد المتنوّر .
وقد شرع هواري بومدين في اعادة بناء الدولة من خلال ثلاثية الثورة الزراعية والثورة الثقافية والثورة الصناعية على غرار بعض التجارب في المحور الاشتراكي التي كان هواري بومدين معجبا بها .
وغداة استلامه السلطة لم يقلّص هواري بومدين من حجم نفوذ حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بل استمرّ هذا الحزب في التحكم في مفاصل الدولة , وكان الأساس الذي بموجبه يعيّن الشخص في أي منصب سياسي أو عسكري هو انتماؤه الى حزب جبهة التحرير الوطني , وبالاضافة الى سيطرة الحزب الواحد قام هواري بومدين بتأسيس مجلس الثورة وهو عبارة عن قيادة جماعية تتخذ قرارات في الاختيارات الكبرى للجزائر الداخلية منها والخارجية ,وفي داخل هذا المجلس أتخذت القرارات المصيرية من قبيل تأميم النفط والمحروقات واسترجاع الثروات الطبيعية والباطنية , ومن قبيل تعميم نظام الثورة الزراعية و انتهاج الاقتصاد الموجه واشراف الدولة على كل القطاعات الانتاجية .
لقد عمل هواري بومدين بعد استلامه الحكم على تكريس هيبة الدولة الجزائرية داخليا وخارجيا , وفي بداية السبعينيات توهجّت صورة الجزائر أقليميا ودوليا وباتت تساند بقوة القضية الفلسيطينية وبقية حركات التحرر في العالم , ولعبت الجزائر في ذلك الوقت أدوارا كبيرة من خلال منظمة الوحدة الافريقية و منظمة دول عدم الانحياز .
وعن مشروع بومدين قال مدير جهاز الاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت قاصدي مرباح -الذي قتل أثناء الأحداث الدامية التي عرفتها الجزائر في بداية التسعينيات – :
انّ هواري بومدين كان يهدف الى بناء دولة عصريّة تسعد فيها الشريحة الواسعة من هذا الشعب .
و من الصحافيين الفرنسيين الذين كتبوا عن هواري بومدين بكثير من الموضوعية الصحافي الفرنسي جاك لاكوتور الذي أشتهر خاصة بكتبه عن سيّر عظماء هذا القرن من أمثال
الزعيم الفيتنامي هوشي مينه والزعيم الصيني ماوتسي تونغ والجنرال شارل ديغول .
وقد كتب لاكوتور في جريدة لوموند الفرنسية مقالا عن هواري بومدين يوم 28 كانون الأول –ديسمبر 1978 جاء فيه مايلي :
انّ السلطة لتنحت الأفراد بالتقعير والتحديب , فهناك من تنصب لهم التماثيل وهناك من تنفخهم الريح وهناك من تنثرهم غبارا . ومحمد بوخروبة المدعو هواري بومدين لم يكن من أولئك الذين جعلتهم السلطة يتفسخون وكل من عرفه في ذلك الوقت الذي برز فيه من الجبل – يقصد الجبال التي كان يلوذ بها مفجرو الثورة الجزائرية – فلا شكّ أنّه قد انطبع في ذاكرته بصورة ذئب ضامر ذي نظرة هاربة وهو متدثر معطفه الشبيه بمعاطف المخبرين السريين , نصف مطارد ونصف صائد , منغلقا على صمته العدائ الذي لا تقطعه سوى انفجارات الغضب , شخصية هامشية لاذعة كلها ذؤابات وزوايا حادة ومستويات بين – بين , شخصية نمطية للتمرد والرفض .
بعد احدى عشرة سنة من ذلك وفي يوم 3 أيلول – سبتمبر 1973 كان الرئيس بومدين يستقبل في الجزائر العالم الثالث كزعيم وقائد واثق من نفسه وقوته وفصاحته . التقاطيع بقيت حادة , والذؤابات متمردة والصوت أبّح , لكنّ الرجل كان قد تكثف وأستوى عضلا ويقينا , لقد أصبح من القوة بحيث لم يعد في امكانه أن يخاطر بأن يسير في طريق الاعتدال , لقد اكتشف في غضون ذلك البدلات الأنيقة وربطات العنق وتعلمّ اللغة الفرنسية التي صار مذ ذاك يستعملها بفعالية مثيرة للدهشة بالنسبة لأولئك الذين كانوا يجهدون أنفسهم كثيرا لفهم كلام ذلك العقيد المتمرد في الجبال أثناء الحرب .
وعندما استقبل فاليري جيسكار ديستان في نيسان –أفريل – 1975 لم يكن هواري بومدين كريفي خشن من وراء البحار وانما كجار فخور باظهار ثمراته للاعجاب , وفي تلك الأثناء كانت الجزائر قد انتقلت من وضعيتها كطلل من الأطلال في أمبراطورية خربانة الى دولة كلها ورشات ثمّ الى أمة نموذجية للتنمية السلطوية تحت هيمنة وسلطة ابن الفلاّح ذاك الذي فضّل المنفى عن الاستعمار ثمّ فضلّ المعركة الشرسة و عندما أهلّ الاستقلال في الجزائر كان هواري بومدين أول قائد مقاومة يوقّع على النصوص الانعتاقية باللغة العربية ..وهذه الشهادة لهذا الصحافي الفرنسي لا تختلف عن غيرها من الشهادات لكتاب عرب وغربيين .

في سنة 1964 وجّه صحافي مصري سؤالا الى بن بلة حول ماذا يفكر في بومدين الذي كان حاضرا معهما فأجابه الرئيس بن بلة وهو يقهقه ضاحكا :أنت تعلم أنّه الرجل الذي يقوم باحاكة كل المؤمرات والدسائس ضدّي !
ولم يكن في وسع تلك الدعابة أن تقف في وجه المقدور , فبعد سنة من ذلك اليوم وفي 19 حزيران –جوان – 1965 أختطف أحمد بن بلة ووضع في مكان سري من طرف رجال بومدين نفسه .
وفي مجلس الثورة الذي تشكل مباشرة بعد الانقلاب الذي قاده بومدين ضدّ أحمد بن بلة لم يكن أي عضو يملك القدرة على مزاحمة هواري بومدين .
بدأ بومدين ينتقل شيئا فشيئا من منطق الثورة الى منطق الدولة وأصبح يحيط بكل تفاصيل الدولة وأجهزتها , وحاول بومدين أن يمزج بين كل الأفكار التي سبق له وأن اطلعّ عليها في محاولة لايجاد ايديولوجيا للدولة التي بات سيدها بدون منازع فمزج بين الاشتراكية والاسلام وبين فرانتز فانون وأبوذر الغفاري وكانت النتيجة بومدين الذي عرفه العالم في السبيعينيات ببرنسه الأسود وسيجاره الكوبي وكأن في ذلك اشارة الى قدرة بومدين على الجمع بين الثنائيات وحتى المتناقضات .وفي ايار –مايو- من عام 1972 استقبل هواري بومدين الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وبدا واضحا أنّ الجزائر خلقت لها مكانة في محور الجنوب الذي كان ولا يزال يعيش تراكمات وتداعيات الحقبة الاستعمارية .
وفي أيلول –سبتمبر –من سنة 1973 وبمناسبة مؤتمر دول عدم الانحياز , استقبل هواري بومدين أزيد من سبعين من رؤساء الدول وكان جمعا لم يسبق له مثيل في التارييخ من ذلك المستوى .
و في سنة 1974 ترأسّ هواري بومدين في مقر الأمم المتحدة الجمعية الاستثنائية التي انعقدت بطلب منه والتي كرست للعلاقات بين الدول المصنعة وتلك التي تعيل نفسها من خلال بيع مواردها الأولية . وهذه الأدوار الدولية التي اضطلع بها ترافقت مع محاولات حثيثة في الداخل لبناء الدولة الجزائرية التي أرادها أن تكون ذات امتداد جماهيري وحيث تنعم الجماهير بما تقدمه الدولة من خدمات في كل المجالات وفي عهد بومدين تمّ العمل بما يعرف في الجزائر بديموقراطية التعليم والصحة , حيث أصبح في متناول كل الجزائريين أن يبعثوا أولادهم الى المدارس وللأبناء أن يكملوا التعليم الى نهايته دون يتحملوا عبء شيئ على الاطلاق , وكل المستشفيات والمستوصفات كانت في خدمة الجزائريين لتطبيب أنفسهم دون أن يدفعوا شيئا . وهذا ما جعل بومدين يحظى بالتفاف شعبي لامتحفظ ويستهوي القلوب , وهذا لا يعني أن بومدين كان ديموقراطيا منفتحا على معارضيه , بل كان متسلطا الى أبعد الحدود ومادامت الأمة معه ومادام هو مع الأمة العاملة والفلاحة فهذه هي الديموقراطية ,ليس بالضرورة أن تكون الديموقراطية على السياق الغربي في نظره.
وهواري بومدين الذي تزوج متأخرا سنة 1973 من محامية جزائرية السيدة أنيسة كان منهمكا من قبل ذلك في تأسيس الدولة الجزائرية حتى قال البعض أنه كان متزوجا الدولة.
ولا شك على الاطلاق أن الدولة الجزائرية الحديثة فيها الكثير الكثير من لمسات محمد بوخروبة المدعو هواري بومدين .

سياسة بومدين الداخلية :

بعد أن تمكن هواري بومدين من ترتيب البيت الداخلي , شرع في تقوية الدولة على المستوى الداخلي وكانت أمامه ثلاث تحديات وهي الزراعة والصناعة والثقافة , فعلى مستوى الزراعة قام بومدين بتوزيع ألاف الهكتارات على الفلاحين الذين كان قد وفر لهم المساكن من خلال مشروع ألف قرية سكنية للفلاحين وأجهز على معظم البيوت القصديرية والأكواخ التي كان يقطنها الفلاحون , وأمدّ الفلاحين بكل الوسائل والامكانات التي كانوا يحتاجون اليها .
وقد ازدهر القطاع الزراعي في عهد هواري بومدين واسترجعت حيويتها التي كانت عليها اياّم الاستعمار الفرنسي عندما كانت الجزائر المحتلة تصدّر ثمانين بالمائة من الحبوب الى كل أوروبا . وكانت ثورة بومدين الزراعية خاضعة لاستراتيجية دقيقة بدأت بالحفاظ على الأراضي الزراعية المتوفرة وذلك بوقف التصحر واقامة حواجز كثيفة من الأشجار الخضراء بين المناطق الصحراوية والمناطق الصالحة للزراعة وقد أوكلت هذه المهمة الى الشباب الجزائريين الذين كانوا يقومون بخدمة العلم الجزائري .
وعلى صعيد الصناعات الثقيلة قام هواري بومدين بانشاء مئات المصانع الثقيلة والتي كان خبراء من دول المحور الاشتراكي يساهمون في بنائها , ومن القطاعات التي حظيت باهتمامه قطاع الطاقة , ومعروف أن فرنسا كانت تحتكر انتاج النفط الجزائري وتسويقه الى أن قام هواري بومدين بتأميم المحروقات الأمر الذي انتهى بتوتير العلاقات الفرنسية –الجزائرية , وقد أدى تأميم المحوقات الى توفير سيولة نادرة للجزائر ساهمت في دعم بقية القطاعات الصناعية والزراعية . وفي سنة 1972 كان هواري بومدين يقول أن الجزائر ستخرج بشكل كامل من دائرة التخلف وستصبح يابان العالم العربي .
وبالتوازي مع سياسة التنمية قام هواري بومدين بوضع ركائز الدولة الجزائرية وذلك من خلال وضع دستور وميثاق للدولة وساهمت القواعد الجماهيرية في اثراء الدستور والميثاق اللذين جاء ليكرسّا الخطاب الأحادي الديماغوجي للسلطة الجزائرية .

معركة التعريب :
أعتبرت فرنسا الجزائر مقاطعة فرنسية وراء البحر اعتبارا من عام 1884 طبقا لقرار الجمعية الوطنية الفرنسية –البرلمان – وعليه فانّ سكان الجزائر اعتبروا فرنسيين منذ ذلك التاريخ , ولكن الصحيح أن فرنسا أعتبرت الجزائر فرنسية منذ 1830 تاريخ وصول قواتها الى الشواطئ الجزائرية واحتلالها الجزائر .
وقد قامت السلطة الفرنسية بعملية احصاء واسعة لسكان الجزائر وسجلت أسماءهم وأوجدت للجزائريين أسماء جديدة , وهو ما أعتبر ذروة العمل على مسخ الشخصية الجزائرية ذلك أن بعض الأسماء المحذوفة كانت عربية والجديدة غريبة النكهة والكثير منها مشتق من أسماء الحيوانات وهذا ما يفسّر غرابة بعض الأسماء في الجزائر وكانت فرنسا تختار ماهبّ ودبّ من الألقاب والتي كانت مستهجنة من قبيل التيس والعتروس وغيرها من أسماء الأنعام . وقامت فرنسا بمنح الجزائريين بطاقات هوية تصفهم كفرنسيين مسلمين وذلك تمييزا لهم عن باقي الأوروبيين الذين حصلوا على الجنسية الفرنسية , كما منحت السلطات الفرنسية جنسيتها لليهود الجزائريين الذين كانوا يتعاونون مع السلطات الاستعمارية وكوفئوا بنقلهم الى فرنسا غداة الاستقلال الجزائري .
وبالتوازي مع فرنسة الهوية قامت السلطات الفرنسية بالغاء التعليم الأصلي العربي وفرضت اللغة الفرنسية في المعاهد التعليمية والادارة اتماما لدمج الشعب الجزائري في المنظومة الفرنسية .
ولولا المجهودات التي بذلها الاصلاحيون في الجزائر وبعدهم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في استرجاع الهوية وتكريس عروبة واسلامية الجزائر لأستكملت فرنسا كل خطوات المسخ .
وقد أدركت القيادة الفتية التي تولت زمام الأمور في الجزائر بعد الاستقلال فظاعة تغييب اللغة العربية فتقدم مجموعة من أعضاء المجلس التأسيسي –البرلمان –بمشروع لفرض التعريب و جاء في مذكرتهم مايلي :
منذ تأسيس الحكومة الفتية واجتماع المجلس الوطني التأسيسي وقع الكلام كثيرا عن التعريب , ومع أنّه قد مرّ على ذلك نحو ستة أشهر فاننا لم نشاهد أي أثر للتعريب سوى شيئ ضئيل .
انّ الأغلبية الساحقة من الشعب الجزائري تريد التعريب , لأنّ اللغة العربية هي اللغة القومية ومع ذلك ما تزال تعيش على الهامش كلغة أجنبية في وطنها والشواهد على ذلك كثيرة لا تحصى . فالادارات الحكومية لا تعترف ولا تقبل ما يقدم لها باللغة العربية من طلبات وشكاوى ووثائق , وتجبر المواطنين على تقديمها باللغة الفرنسية ومن الأمثلة على ذلك أن بعض عوائل الشهداء قدموا من شمال قسنطينة للسكن في الجزائر العاصمة وقدموا شهادات مكتوبة باللغة العربية الى بعض الدوائر الرسمية تثبت أنهم من عوائل الشهداء بحق ليتمكنوا من حقهم فما كان من هذه الادارة الاّ أن رفضت معاملتهم ولم تعترف بها, لا لسبب الاّ أنّها مكتوبة باللغة العربية وعليهم أن يقدموها باللغة الفرنسية . وقد كان من واجب البلدية وغيرها من الادارات الرسمية أن توظف من يحسن اللغة العربية لمثل هذه المهمة ليسهل على الشعب قضاء مأربه وتقديم شكاويه بلغته الوطنية والطبيعية , ولا تكلفه مالا يطيق . وحتى لا يشعر الشعب الذي ضحّى من أجل عزته القوية بالنفس والنفيس أنّ لغته ماتزال كشأنها من قبل غريبة وحتى لا يشعر هذا الشعب – من بقاء سيطرة اللغة الفرنسية – أنّ الهيمنة ماتزال ممثلة في سيطرة لغة المستعمر وأن الاعتذار بالصعوبات التي تحول دون تعريب الادارات أو ادخال اللغة العربية اليها غير مقبول .
أولا : لأنّ المسألة قومية ولا يمكن التساهل فيها .
ثانيا : لأننا في عهد الثورة – رغم الظروف الحربية القاسية ورغم فقدان الوسائل من ألات كاتبة ومن كتّاب يحسنون اللغة العربية – كنّا نشاهد أن قادة الثورة يقبلون كل التقارير الواردة اليهم باللغة العربية والفرنسية وتغلبوا على كل الصعوبات التي اعترضتهم بفضل العزيمة الصادقة والارادة الثورية الجبارة , فكيف نعجز في السلم تحقيق ما حققناه وقت الحرب ومن أجل هذا ونظرا لكون الجزائر اليوم دولة مستقلة ذات سيادة , ونظرا لكون الشعب الجزائري شعبا عربيا والوطن الجزائري وطنا عربيا حاول الاستعمار طيلة فترة وجوده بأرضنا مسخ الشعب وفرنسة الوطن تنفيذا لقوانين الحكومة الفرنسية الزاعمة بأن الجزائر ولاية فرنسية , فلم تستطع فرنسا فعل ذلك .
وتنفيذا لارادة الشعب الصارمة التي صارعت الادارة الاستعمارية بالمقاومة السلبية والايجابية وتماشيّا مع تصريحات رئيس الحكومة أحمد بن بلة الذي قال : نحن عرب , نحن عرب , نحن عرب ثلاث مرات ,ونظرا للتصريحات الصادرة عن مختلف الشخصيات الرسمية المسؤولة في الحزب والحكومة واستجابة للرغبات الصادرة عن الشعب كل يوم وبمختلف طبقاته نقترح :
أولا : المبادرة بالاعلان الرسمي من المجلس الوطني بأنّ اللغة العربية هي اللغة القومية الرسمية ذات الدرجة الأولى في الجزائر المستقلة , ويجب أن تحتل مكانها الصحيح وتتمتع بجميع حقوقها وامتيازاتها .
ثانيا : يجب أن يعم تعليمها بأسرع ما يمكن جميع دواليب الدولة الجزائرية التنفيذية والتشريعية والادارية
ثالثا : يجب المبادرة بتعريب كوادر وزارة التربية الوطنية ووضع برنامج سريع لتعريب التعليم وتعميمه , لأنّ التعليم عليه المعوّل في تكوين كوادر المستقبل وعلى وزير التربية أن يقوم بما يلي :
-تأسيس معهد وطني للتعريب في الحال ويقوم هذا المعهد بمايلي :
– وضع مجموع قواعد عملية تستخدمها الادارات .
– وضع كتب مدرسية أساسية لتعليم اللغة العربية في مختلف المراحل التربوبية من التعليم الابتدائ والى الجامعة .
– الحرص على تزكية التعليم التربوي للغة العربية , ونتيجة لذلك يجب أن تصدر الجريدة الرسمية باللغة العربية ويجب تحسين حالة الترجمة وتعميمها ويجب تعريب البريد وكل الوزارات .
وفوق هذا وذاك يجب تعريب الشوارع والأزقّة , اذ مازالت الشوارع تحمل أسماء : بيجو , سانت أرنو , كلوزيل وأورليان وكافينياك ودارمون وغيرها .
توقيع السادة النواب التالية أسماؤهم : عمار قليل , مسعود خليلي , عبد الرحمان زياري , محمد الشريف بوقادوم , عمار رمضان , يوسف بن خروف , بلقاسم بناني , بشير براعي , محمد الصغير قارة , بوعلام بن حمودة , زهرة بيطاط , محمد بونعامة , علي علية , سعيد حشاش , محمد بلاشية , اسماعيل مخناشة , عمار أوعمران , محمد خير الدين , محمد عزيل , عبد الرحمان بن سالم , رابح بلوصيف , عبد الرحمان فارس , أحمد زمرلين , صالح مبروكين , مصطفى قرطاس , الصادق باتل , دراجي رقاعي , محمد عمادة , أحسن محيوز , سليمان بركات , مختار بوبيزم ,ونوّاب أخرون .
وبصراحة فان مطالبة هؤلاء النواب بالتعريب انتهت بالفشل الذريع لأنّ الحكومة الفتية كانت تتذرع بالصعوبات التي تلاقيها في هذا المجال , وابطاء القيمّين على صناعة القرار في عهد أحمد بن بلة في اقرار قانون التعريب ولدّ بداية التصدع في الجزائر بين التيار الفرانكفوني والتيار العروبي .
وقد أدرك هواري بومدين أهمية التعريب فقرر جعله على رأس الثورة الثقافية التي راح يبشر بها بالتوازي مع الثورة الزراعية والصناعية , وقد سمحت له خلفيته العروبية وعداؤه لفرنسا التي كان يقول عنها بيننا وبين فرنسا جبال من الجماجم وأنهار من الدماء , تفهم أهمية التعريب وضرورته خصوصا وقد كان من المتحمسين لعروبة الجزائر .
وشرع قطاع التربية في عهده بمحو الأمية باللغة العربية في مختلف مؤسسات الدولة وقطاعاتها , كما تقررّ تعريب العلوم الانسانية في الجامعة الجزائرية .
لكن عندما بدأ التعريب يأخذ مجراه شيئا فشيئا كانت الجامعة الجزائرية قد خرجت أفواجا من الطلبة الذين درسوا باللغة الفرنسية فقط والذين أصبحوا أساتذة في الجامعات أو تولوا مهمات أخرى في دوائر الدولة وعمل الكثير من هؤلاء على عرقلة التعريب , وكثيرا ماكانت الجامعات الجزائرية تشهد صراعات حادة بين دعاة التعريب ودعاة الفرنسة .
ومازالت قضية التعريب في الجزائر من أهم المسائل الشائكة التي لم يحسم أمرها وكانت نتيجة غضّ النظر عن التعريب لأسباب يطول شرحها أن أنقسم المجتمع الجزائري الى معسكرين معسكر الأغلبية الذي يقف مع التعريب وصيانة الهوية ومعسكر الأقلية الفرانكفوني .

علاقات الجزائر الدولية :

اجمالا كانت علاقة الجزائر بكل الدول وخصوصا دول المحور الاشتراكي حسنة للغاية عدا العلاقة بفرنسا والجار المغربي الذي كان مستاءا من تبنيّ هواري بومدين لجبهة
البوليساريو .
فاقدام هواري بومدين على تأميم قطاع المحروقات أدىّ الى توتر العلاقات الجزائرية –الفرنسية , حيث قاطعت فرنسا شراء النفط الجزائري وكانت تسميه :البترول الأحمر .
والمغرب كان يرى أن الجزائر وبحكم طبيعتها الايديولوجية الثورية وتحالفها مع عبد الناصر قد تشكل خطرا على المغرب وقد تمد يدها للمعارضة الوطنية المغربية وبالتالي قد تهدد العرش العلوي في الرباط , كما أن الثوار الجزائريين كانوا يعتبرون المغرب محسوبا على المحور الغربي , وكان بن بلة يتهم دوائر في الرباط بأنها كانت وراء الوشاية به عندما غادر المغرب متوجها الى تونس عبر طائرة مغربية مدنية وأجبرت الطائرات الحربية الفرنسية الطائرة التي كانت تقله بالهبوط في مطار الجزائر العاصمة وفي عهد بن بلة وهواري بومدين كانت الجزائر في واد والمغرب في واد أخر كما كان يقول العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني .
وأهم ماميزّ العلاقات الجزائرية –المغربية في عهد هواري بومدين هو ظهور جبهة البوليساريو كمنظمة ثورية تريد تحرير الصحراء الغربية من أطماع الحسن الثاني , ومعروف أن الجزائر ساهمت في انشاء جبهة البوليساريو وأمدتها بالسلاح والمال وظلت العلاقات الجزائرية –المغربية متوترة الى أن قام الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد باعادة العلاقة مع المغرب بعد وساطة قام بها العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز في سنة 1986 .

بداية الانهيار :

أصيب هواري بومدين صاحب شعار " بناء دولة لا تزول بزوال الرجال " بمرض استعصى علاجه وقلّ شبيهه , وفي بداية الأمر ظن الأطباء أنّه مصاب بسرطان المثانة

الونشريس

, غير أن التحاليل الطبية فندّت هذا الادعّاء وذهب طبيب سويدي الى القول أن هواري بومدين أصيب بمرض " والدن ستروم " وكان هذا الطبيب هو نفسه مكتشف المرض وجاء الى الجزائر خصيصا لمعالجة بومدين , وتأكدّ أنّ بومدين ليس مصابا بهذا الداء الذي من أعراضه تجلط الدم في المخ .
أستمرّ بومدين يهزل ويهزل وتوجه الى الاتحاد السوفياتي سابقا لتلقّي العلاج فعجز الأطباء عن مداوته فعاد الى الجزائر .وقد ذكر مهندس التصنيع في الجزائر في عهد هواري بومدين بلعيد عبد السلام أن هواري بومدين تلقى رسالة من ملك المغرب الحسن الثاني جاء فيها اذا لم نلتق مطلع العام فاننا لن نلتقيّ أبدا , وقد سئل مدير الاستخبارات العسكرية قاصدي مرباح عن هذه الرسالة فأجاب : أنّه يجهل وصولها أساسا باعتباره
-كما قال – كنت أنا الذي يضمن الاتصالات مع المغرب باستثناء مرة واحدة ذهب فيها الدكتور أحمد طالب الابراهيمي الى المغرب في اطار قضية الصحراء الغربية وقد يكون هو الذي جاء بهذه الرسالة .
وقد انتشرت في الجزائر شائعات كثيرة حول موت هواري بومدين وسط غياب الرواية الحقيقية وصمت الذين عاصروا هواري بومدين وكانوا من أقرب الناس اليه , علما أن هواري بومدين لم يعرف له صديق حميم ومقرب عدا صديقه شابو الذي توفي في وقت سابق وبقي بومدين بدون صديق .
ومن الشائعات التي راجت في الجزائر أن هواري بومدين شرب لبنا مسموما , حيث كان يدمن شرب اللبن وهذا السم أستقدم من تل أبيب . وقيل أيضا أنّ العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني كان على علم باختفائه قريبا عن المشهد الدنيوي وقيل أن المخابرات الأمريكية كانت مستاءة منه جملة وتفصيلا وقد ساهمت في اغتياله , وقيل أيضا أنه أصيب برصاصة في رأسه في محاولة اغتيال في ثكنة عسكرية .
و كانت مجلة العالم السياسي الجزائرية والتي توقفت عن الصدور قد نشرت ملفا كاملا بعنوان : الرواية الكاملة لاغتيال هواري بومدين , وقد أفادت هذه الرواية أنه تمّت تصفيته من قبل الموساد عن طريق التسميم , لكن الرواية لم تكشف هوية من أوصل السمّ الى مائدة هواري بومدين في مقر سكنه الرئاسي !!
ومهما كثرت الروايات حول وفاة هواري بومدين فانّ الجزائر خسرت الكثير الكثير بغياب هذا الرجل المفاجئ الذي كان يحلم أن يجعل الجزائر يابان العالم العربي .
وقد مات هواري بومدين في صباح الأربعاء 27 كانون الأول – ديسمبر – 1978 على الساعة الثالثة وثلاثون دقيقة فجرا .
وكانت الفاجعة كبيرة على الجزائريين الذين خرجوا في حشود جماهيرية وهم يرددون:
انّا لله واناّ اليه راجعون , وبموت هواري بومدين كانت الجزائر تتهيأ لدخول مرحلة جديدة تختلف جملة وتفصيلا عن الحقبة البومدينية , وسوف يفتقد الجزائريون في عهد الشاذلي بن جديد الى الكرامة والعزة التي تمتعوا بها في عهد هواري بومدين .
مات الرجل الفلاح ابن الفلاح ولم يترك أي ثروة , فحسابه في البنك كان شاغرا , كما أنّ أقرباءه ظلوا على حالهم يقطنون في نفس بيوتهم في مدينة قالمة .
مات هواري بومدين وماتت معه أحلام الجزائر , وبموته بدأت السفينة الجزائرية تنعطف في غير المسار الذي رسمه للجزائر هواري بومدين .
لقد كان هواري بومدين يقول : الذي يرغب في الثورة عليه أن يترك الثروة , وفي عهد الشاذلي بن جديد العقيد الخجول القادم من مدينة وهران أنتصر أهل الثروة على أهل الثورة فتاهت الجزائر
ملاحظة : المصدر الأساسي الذي تم الإعتماد عليه في هذا البحث موقع عرب تايمز

الونشريس

الونشريس

وفي النهاية لاننسى أن نذكر بأن :ـ
لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة




رد: الرئيس هواري بومدين

شكرا لك على الموضوع..
نتمنى لك دوام التألق والابداع..
في إنتظار جديدك…




رد: الرئيس هواري بومدين

شكرررررررراااااااااااااااااااااااا




رد: الرئيس هواري بومدين

شكرا اختى على موضوعك الرائع والمعلومات المفيدة




التصنيفات
شخصيات تاريخية

الرئيس الاْسبق الجزائري اْحمد بن بلة في ذمة الله ان لله و ان اليه راجعون رحمه الله

الرئيس الاْسبق الجزائري اْحمد بن بلة في ذمة الله ان لله و ان اليه راجعون رحمه الله


الونشريس

سيدفن الى جانب بومدين في مربع الشهداء
توفي،
الأربعاء، أول رئيس للجزائر المستقلة، أحمد بن بلة، بمقر سكناه عن عمر
يناهز 96 سنة، وعلم لدى أقارب الرئيس الراحل أن الحالة الصحية للفقيد
تدهورت في الآونة الأخيرة، حيث أدخل المستشفي العسكري "محمد الصغير نقاش"
بعين النعجة، قبل أسبوعين، فيما سجلت وفاته طبيا – إكلينيكيا -، منذ قرابة
10 أيام، حسبما علم لدى مصادر مقربة من محيط الرئيس الراحل.
[/b]
الفقيد
أحمد بن بلة الذي قاد الجزائر المستقلة من الفترة الممتدة من 1962 إلى
1965، أدخل، أواخر شهر فيفري الماضي، المستشفى العسكري مرتين على التوالي،
وخضع للعلاج قبل أن يغادره ويستقر به الأمر في مسكنه بأعالي حيدرة
بالعاصمة.

وكانت عدد من الصحف الوطنية قد أعلنت، الأسبوع الأخير من شهر
فيفري الماضي، عن تدهور صحة أول رئيس جزائري أحمد بن بلة، وذهبت لحد نشر
خبر وفاته، بينما أكدت صحف أخرى أنه كان لا يزال على قيد الحياة، فيما
تراجعت تلك الصحف التي أعلنت وفاته، وأوضحت أن غموضا كبيرا يشوب حالته الصحية، ونفت، حينها، وكالة الأنباء الرسمية والقنوات الإذاعية الخبر، وقالت إن الحالة الصحية لأحمد بن بلة مستقرة، وأنه تحت الرقابة الطبية.

وأكدت ابنة الفقيد، حورية بن بلة المقيمة في القاهرة، وفي اتصال هاتفي معها، خبر الوفاة، خلال الساعات الأولى، من عصر أمس، فيما رفضت الخوض في تفاصيل أخرى عن ظروف الوفاة.

ويعتبر أحمد بن بلة من الشخصيات الوطنية البارزة على المستوى
الوطني والإفريقي والدولي، في الآونة الأخيرة، بعدما استنجد به الرئيس عبد
العزيز بوتفليقة، في تمثيله في عدة محافل دولية، وبرز دور بن بلة، بمجرد
عودته للجزائر من منفاه الاختياري بسويسرا، في 29 سبتمبر 1990، حيث استقر
بالجزائر، وتولى رئاسة اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان،
واعتبر من عقلاء قارة إفريقيا للإسهام في حل النزاعات التي تنشب في القارة
السمراء، حيث أسندت له رئاسة مجموعة عقلاء الاتحاد الإفريقي، منذ سنة 2022 .
ويعد الرئيس الراحل أحمد بن بلة من بين أهم رايات الزعيم الراحل جمال عبد
الناصر، حيث كان بن بلة رفيق درب عبد الناصر وأحد أبرز الزعماء العرب تأثرا بمشروعه القومي، وينتظر أن يوارى جثمان الرئيس الراحل، اليوم، بمقبرة العالية بالعاصمة.

لم يقل شيئا في حصة "شاهد على العصر"

متى تصدر مذكرات بن بلة "الخطيرة"؟
كانت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي من أكثر المهووسات بكتابة
قصة حياة الرئيس أحمد بن بلة، وكانت منذ أن أطلق الشاذلي بن جديد سراحه في
بداية الثمانينات تتبعه مثل ظله على أمل أن تنال شرف موافقته بأن تروي
حياته، خاصة أنها كما تقول تابعت وهي صغيرة من شرفة منزلها رفقة والدتها
خطابا لبن بلة عندما كان رئيسا، ولكنه رفض عرضها، وقال لها في عام 2001 أنه
كتب فعلا مذكراته، ولكنه لن ينشرها، لأنها خطيرة جدا، وتعني أناسا لا
يمكنه أن يلتقي بهم بعد نشره هذه المذكرات، ووعد بأن ينشرها بعد رحيله دون
ان يذكر الكيفية ولا مكان وجود هذه المذكرات. وبقي السؤال الكبير عن خطورة
هذه المذكرات إلى أن أطل الراحل أحمد بن بلة على قناة الجزيرة عام 2022
كضيف على الصحفي أحمد منصور من خلال حلقات مطولة في حصة شاهد على العصر،
ورغم أن المرحوم أحمد بن بلة فتح ملفات كانت ضبابية عن عبان رمضان وعن
هواري بومدين من الثورة إلى الاستقلال، ورغم أن بن بلة أبكى في الحصة أحمد
منصور الذي أجهش بالبكاء في عدة حلقات خاصة عندما كان يتحدث بن بلة عن
أيامه العصيبة في السجن وكيف ماتت أمه بعد زكام أصابها، لأنهم كانوا
يجردونها في عملية التفتيش قبل زيارتها لابنها في حجزه المنفرد، إلا أن
الواضح أن الرجل الذي قارب سنه القرن وتعرف على كل زعماء الجزائر والعالم
العربي من عبد الناصر إلى صدام حسين إلى معمر القذافي، ومن الثوريين
الجزائريين ومفجري ثورة التحرير إلى الرؤساء في زمن الاستقلال، ظل يخفي
الكثير من الأسرار حتى وإن كان بن بلة هو في حد ذاته تاريخا.

من آراء الراحل

ـ عندما سئل بن بلة بعد خروجه من السجن وتوجهه إلى فرنسا ومنها
إلى سويسرا هل أنت لائكي – علماني – أجاب بأنّه ليس لائكيا وليس من دعاة
اللائكية، وهي نتاج غربي محض وجاءت لتحلّ محل الكنيسة وقال أنّه مجرد مواطن
جزائري ومناضل في حزب الشعب ثمّ حركة انتصار الحريات الديمقراطية ثمّ مجاهد في أول نوفمبر





رد: الرئيس الاْسبق الجزائري اْحمد بن بلة في ذمة الله ان لله و ان اليه راجعون رحمه الله

ان لله وان اليه راجعون……..




رد: الرئيس الاْسبق الجزائري اْحمد بن بلة في ذمة الله ان لله و ان اليه راجعون رحمه الله

ان لله وان اليه راجعون




رد: الرئيس الاْسبق الجزائري اْحمد بن بلة في ذمة الله ان لله و ان اليه راجعون رحمه الله

ان لله وان اليه راجعون




رد: الرئيس الاْسبق الجزائري اْحمد بن بلة في ذمة الله ان لله و ان اليه راجعون رحمه الله

ان الى الله وانا اليه راجعووون …رحمة الله عليه ..