التصنيفات
السياحة الجزائرية

الحظيرة الوطنية للمداد بثنية الحد تيسمسيلت

الحظيرة الوطنية للمداد بثنية الحد تيسمسيلت


الونشريس

الونشريس صور الحظيرة الوطنية للمداد بثنية الحد تيسمسيلت
المناظر الطبيعية الخلابة التي تعبر بحق عن الثراء الطبيعي لبلادنا كثيرة فتنوع التضاريس من جبال وسهول ضيقة تعانقها تلال وهضاب تتخللها أشجار شامخة تربعت على بساط تكسوه أعشاب برية مختلفة الأنواع والأحجام.


الونشريس

الطريق الى الحظيرة كان ممتعا خصوصا عبر منعرجات الطريق التي فرضتها طوبوغرافية المنطقة وما تشكله الجبال من عوائق حالت دون استقامة الطريق. بعد مسافة طويلة قطعناها دامت 3 ساعات وصلنا مشارف المحمية الطبيعية التي تبعد عن مقر دائرة ثنية الحد بحوالي 8,1 كلم اغلبها نحو جنوب غرب المدينة، تتربع على مساحة 3425 هكتارا، ثلاثة ارباعها مكسوة بغطاء نباتي وهي تربط بين سلسلة جبال الونشريس وهضاب السرسو، تجولنا فيها رفقة احد المهندسين، حيث لفت انتباهنا الكثير من المظاهر الطبيعية والثروات التي تتمتع بها الحظيرة والتي تميزها عن باقي الحظائر الوطنية.

الونشريس

الحظيرة الارزية الوحيدة على مستوى الغرب الجزائري
تعد الحظيرة الوطنية لثنية الحد اول محمية طبيعية على المستوى الوطني، انشئت في 23 جويلية 1983 وصنفت كمحمية طبيعية سنة 1923 من طرف المستعمر، كما انها تعد الحظيرة الارزية الوحيدة على مستوى الغرب الجزائري. ولدى حديثنا مع رئيس قسم النشاط والتوجيه بالحظيرة المهندس واعر جلول اكد انها من المناطق النادرة التي ينمو فيها بلوط الفلين على ازيد من 1600 كونها منطقة رطبة الى شبه رطبة، حيث تبلغ اعلى قمة بها 1787م وتسمى راس البراريط، اهم ما يميز الحظيرة، حسب المتحدث، ذاته هو انها تشكل الحد الجنوبي لمناخ البحر الابيض المتوسط، تحوي 450 صنفا نباتيا والعديد منها مستوطن وكذا 289 صنفا حيوانيا كثير منها محمي، اضافة الى انها تتضمن مواقع اثرية يزيد عمرها عن 8 الاف سنة .
السعي لتطوير البحث العلمي
في الشان ذاته، اشار محدثنا المهندس واعر ان الحظيرة هي مؤسسة عمومية ذات طابع اداري تابعة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية تسعى بامكانياتها الطبيعية الضخمة والبشرية والمادية البسيطة الى تطوير البحث العلمي وذلك في اطار مشاريع ابحاث علمية مع معاهد البحث والجامعات، كما تسطر ايضا مخططات بحث علمية بالتنسيق مع المكاتب التقنية والعلمية المختصة في هذا المجال ويقوم الفريق الساهر على تحقيق هذه الاهداف باستقبال اساتذة وطلاب سواء تعلق الامر بمذكرات نهاية الدراسة او مشاريع ما بعد التخرج، مضيفا ان النقل والاقامة والتأطير البشري ووسائل البحث العلمية متوفرة مشيرا الى ان الحظيرة الوطنية لا تستقبل الا الطلبة الذين يدرسون ما له علاقة بعلوم الاعلام والاتصال ويتم ايضا استقبال الباحثين والزوار الاجانب.
حماية التراث وتطويره من أولويات الحظيرة

يقوم الطاقم الساهر على الحظيرة الوطنية لثنية الحد بتطوير التراث وحمايته، حسب المهندس جلول بعد تصنيفه الى ثلاثة انواع. التراث الطبيعي والثقافي والتاريخي وتتم المحافظة عليه عن طريق البحث وذلك باجراء بحوث معمقة عن مكوناته من حيوانات ونباتات عن طريق جردها أي احصائها ومعرفة الظروف التي تعيش من خلالها وتاتي عملية التطوير والتي تمر عبر تحسين مواطن تواجد الاصناف الحيوانية والنباتية وحمايتها من اسباب الانقراض ويشير محدثنا انه اذا تم ملاحظة صنف معين في طريق الانقراض، تؤخذ جميع التدابير اللازمة لاعمارها وذلك بمعرفة السبب الحقيقي لهذه المشكلة والتي عادة ما تتعلق بالمناخ والتربة او الانسان وتتم عملية الاعمار بجلب نفس الصنف.
من جهة اخرى، القيام بعدها بعملية التزاوج قصد الحفاظ على السلالة .اما الماء فيقول محدثنا انه اذا كان في خطر فان المحمية ايضا تكون في خطر لان سلامة الحظيرة مرتبطة بسلامة مقوماتها الطبيعية والتي من بينها الماء كعنصر حيوي ويتم المحافظة عليه عن طريق توجيه استعماله وفق المسار السليم كما تخصص نقاط مائية لاجل الحيوانات، اضافة الى تهيئة احواض مائية وصيانتها وهذا حفاظا على هذه الثروة التي لا تقدر بثمن.
التربية البيئية من اهتمامات الحظيرة
يقوم الشركاء والمهتمون بالقطاع في المدارس والاكماليات وحتى الجامعات، بوضع مشاريع بيداغوجية تتناول مواضيع ذات صلة بكيفية حماية البيئة والتعرف على تراث الحظيرة الوطنية لثنية الحد، ولا يتم ذلك الا عن طريق الاتفاقيات التي تبرم مع الهيئات والمصالح المختصة والتي نقصد بها المؤسسات سابقة الذكر والتي لها علاقة تكاملية مع البرنامج الدراسي الرسمي. وكمثال على هذا الاجراء، الاتفاق المحلي المبرم مع مديرية التربية قصد تخصيص دروس واعمال تطبيقية وكذا خرجات ميدانية، الى جانب القيام بمسابقات تحفيزية، وحسب المتحدث المهندس جلول، فان مصالحهم تقوم بإصدار ملصقات ومنشورات تتطرق الى اهمية البيئة وضرورة المحافظة عليها والتي تندرج حسبه ضمن التربية البيئية. واشار ايضا الى انه قد تم في سنة 2022 تنظيم اول ملتقى وطني للتربية البيئية وتحسيس الراي العام باهمية التركيز على التربية البيئية لانها تمثل خطوة لابد منها في المجتمع، وقد شارك في هذا الملتقى مختصون في البيئة وممثلون عن المجتمع المدني، وكذا المصالح المعنية بالفلاحة وخرجوا بتوصيات كانت بمثابة استراتيجية وطنية اعتمدت في ميدان التربية البيئية، كما نظمت ايضا ايام اعلامية ودراسية وحملات تحسيسية تتعلق اساسا بمواضيع حساسة والتي تشكل محور اهتمام الكل، وهو كل ما يتعلق بالبيئة ويكون ذلك مرتبطا بمناسبة وطنية واعلامية او حتى مشكل يهدد الحظيرة مما يستدعي اجراء ايام دراسية وحملات للتحسيس بالخطر المحدق بها. وهذا طبعا بالتنسيق مع المجموعات المحلية والجامعات وحتى الجمعيات. اين يوضع التاطير التنظيمي بعد ان يتم اختيار الموضوع المناسب.
فتح مركز للتربية البيئية قريبا
كشف رئيس قسم النشاط والتوجيه المهندس واعر جلول انه سيتم فتح مركز للتربية البيئية، يستقبل التلاميذ والمهتمين بهذا المجال، لانجاز مشاريع مختلفة في هذا الاطار ويحتوي هذا المركز على متحف وقاعة للمطالعة والعرض، قاعة للاعمال اليدوية، مخبر، قاعة للاعلام الالي، مكتبة وكذا قاعة للمحاضرات تتسع لـ220 شخصا.
غياب مرافق الترفيه بالمنطقة أدرج تطوير السياحة والاستجمام ضمن أهداف الحظيرة

الونشريس

في ظل غياب مرافق سياحية بحتة في بلدية ثنية الحد من فندقة ومراكز الترفيه، افاد المهندس ان الحظيرة تستقبل السياح، حيث يقوم الطاقم العامل بها بتوجيههم وشرح ما تحتويه هذه المحمية وكذا توفير المرافق البسيطة والتعريف بالمناطق الشمالية والاماكن الطبيعية. وفي هذا الشان، تم احصاء 47 الف سائح او زائر منهم اجانب في مدة 4 اشهر فقط، وفي سنة 2022 قامت فئة من الجالية بانشاء مدونة للمقارنة بين ثنية الحد كيف كانت سابقا وما هي عليه الان وذلك عن طريق ألبومات وصور، والجدير بالذكر ان الحظيرة بدات تمارس مهامها على احسن حال مع انتهاء العشرية السوداء باعتبار ان السكان بدأوا في الاهتمام بالجانب الترفيهي والسياحي، خاصة مع عودة الامن في المنطقة والاستقرار النفسي للسكان، حيث اصبحوا يخرجون للتنزه والاستجمام قاصدين بذلك الحظيرة ليتمتعوا بمناظرها الطبيعية الخلابة واكتشاف اسرار جمالها الذي لا يقاوم.
وبالرغم من الامكانيات المتواجدة البسيطة بداخلها الا ان موظفيها يعملون على ترسيخ الثقافة البيئية في منطقة ثنية الحد، خاصة وانها منطقة نوعا ما نائية وهو ما يدخل في اطار الاهداف التي تم رسمها لبلوغ الاهداف المرجوة.
وعن المشاركات في الصالونات، اشار ذات المصدر، انهم شاركوا مرتين في الصالون الدولي للسياحة والاسفار.
إختلاف الاهداف يرجع الى اختلاف الحظائر الوطنية

الونشريس

ذكر المتحدث ان المهام المحددة تشارك فيها جميع الحظائر الوطنية على المستوى الوطني، غير ان كل هدف على حدا وتتفرع عنها عدة اهداف خاصة، واستدل بذلك بالبحث العلمي الذي يختلف من حظيرة الى اخرى باختلاف الوسائل والامكانيات المتاحة وهو شيء طبيعي اذا ما نظرنا الى الموقع وقارناه ببعضها.
اما الوسائل المستغلة في تحقيق الاهداف داخل الحظيرة الوطنية لثنية الحد فيقول محدثنا انها تنحصر في وسائل بشرية منها ما هو متعلق بالجانب التقني والمتمثل في قسم حماية وترقية الموارد الطبيعية والممارس ميدانيا. اما القسم الثاني، فهو قسم النشاط والتوجيه، حيث يقوم طاقمه بالحملات والاعلام والاتصال، وكل ما يتعلق بالعلاقات العامة. الجانب الثاني من الوسائل البشرية، يتمثل في الجانب الاداري الذي يتكفل بالموظفين والادارة، حيث تتضمن الحظيرة 37 موظفا منهم 5 مهندسين مدرجين في اطار عقود الادماج المهني و5 مهندسين وموظف في علوم الاعلام والاتصال. وتمتلك الحظيرة وسائل مادية بسيطة تتمثل في الجرارات والشاحنات والات التنظيف وغيرها.
خلية أزمة للتصدي للمخاطر
وعند سؤالنا عن الاجراءات التي يجب اتخادها في حال وقوع مخاطر او ازمات، قال المسؤول، تتخذ اجراءات احتياطية كالتهيئة في حالة اشتعال حرائق والتي عادة ما يكون سببها الشعلات الكهربائية، فاذا كان الخطر صغيرا يتم التدخل على مستوى الحظيرة اما اذا كانت كارثة طبيعية، هنا تتدخل مديرية الغابات لتضع الاجراءات اللازمة ويكون بذلك عمل تنسيقي بين الوالي ورئيس البلدية ورئيس الدائرة حيث يلتقون كل سنة لتسيير المخاطر من خلال ما يسمى بانشاء خلية ازمة.
أشجار الحظيرة تهدّدها الدودة الجرارة و9% منها ماتت بسبب مرض الضنى

الونشريس

الضنى مرض يصيب شجرة الارز ويشكل خطرا عاما يهدد الحظيرة وحسب الاخصائيين في علم البيئة، فان اسبابه الحقيقية مجهولة وافاد المهندس جلول ان 9% من اشجار الحظيرة ماتت بسببه. وللوقاية منه تقوم المصالح المعنية باسئصال ماهو غير صالح على مساحات مدروسة وقليلة.
من جهة اخرى، الدودة الجرارة ماتزال تهدد هذه الثروة الطبيعية، هذه الدودة تاكل اوراق الاشجار وتبني عشها فوقها لتؤدي بذلك الى اضعافها وتنتشر على مساحة كبيرة من الحظيرة ويضيف ان معالجتها لاتتم بصورة مباشرة، حيث كثيرا ما يستدعي الامر تدخل وزارة الفلاحة ومديرية الغابات التي تقوم بمكافحتها عن طريق المبيدات التي ترش عن طريق طائرة مروحية. ففي سنة 2022 قامت الوزارة بهذه العملية وهي مركزية، مست العديد من مناطق الوطن وكان ذلك بالتنسيق مع شركة فرنسية مختصة مست 500 هكتار، وبصفة عامة، فان العلاج يكون حسب درجة المرض وحسب المختصين، فان المرض لدليل على صحة صاحبه باعتبار ان الاشياء تعرف بضدها وهو ما ينطبق على اشجار الحظيرة الوطنية لثنية الحد.
الرعي العشوائي واللاعقلاني يمس بالثروة النباتية ويقضي عليها

الونشريس

من المشاكل البشرية التي تتعرض لها المحمية الطبيعية لثنية الحد هي الرعي العشوائي واللاعقلاني من طرف السكان القاطنين على حد الغابة، ليس ذلك فقط، بل تعدى الامر الى القطع للحصول على سائل القطران اضافة الى الاعتداء على مساحات الحظيرة والذين يتم تحويلهم على العدالة مباشرة بتهمة الاعتداء على الطبيعة. اما الاعتداء على تراثها، فيتمثل في سوء استغلال الموارد المائية في حين تطرق السيد جلول الى جملة من المشاكل الموضوعية والتي حصرها في نقص الامكانيات البشرية من اطارات وموارد بشرية وهنا
يشير الى وجود تمييز وتحيز في ابراز بعض المناطق دون غيرها، أي لا توجد موضوعية قائلا ”رغم هذه العراقيل الا اننا نسعى الى تحدي الطبيعة والبشر غير الواعين بالثقافة البيئية كما ان تهميش المنطقة ادى الى تهميش الحظيرة التي لم تبرز لحد الان امتيازاتها في مجال البيئة ” فما هو معروف اليوم ان أي محمية طبيعية على شكل حظيرة وطنية لابد ان تكون ضمن التراث العلمي وتتيح بذلك للباحثين من مختلف الجنسيات في الخارج الاطلاع على ثرواتها لذلك تطمح المصالح المعنية في الحظيرة الى وضع المحمية الطبيعية لثنية الحد ضمن لائحة المحميات العالمية للتكفل بها بصفة احسن. ومن المطالب ايضا، تحويل الحظيرة الى قطب سياحي يساهم في تحسين ظروف المعيشة لثنية الحد باعتبارها لا تملك شيئا بالمقارنة مع المناطق الاخرى.
إستكشاف الثروة النباتية والطبيعية للحظيرة

الونشريس

بعد الانتهاء من حديثنا مع المهندس جلول واعر اقترح علينا التجول داخل الحظيرة للوقوف على كل ماقيل، وخلال جولتنا لاحظنا المعالم الطبيعية المتميزة، حيث تبلغ اعلى قمة بها 1786م والتي تسمى راس البراريط والمناطق الاكثر جمالا داخل الحظيرة منطقة ورتان وبرداس ومن منطقة ملتقى الطرق وفرسيوان وتورسوت وجاج الما ومن المعالم يوجد باراسول او المظلة ومسعود ومسعودة وسلطان المداد، في حين تتمثل المعالم الاثرية في قصرية وكتابات ليبية.





رد: الحظيرة الوطنية للمداد بثنية الحد تيسمسيلت

رائعة جداً هذه الحظيرة

هل فعلاً في ونشريسنا توجد مثل هذه المناظر؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الحمد لله مناطقنا تحظى بأماكن سياحية خلابة تجعلنا في غناً عن البحث عن السياحة في غيرها

بارك الله فيك أستاذ هيدر على المعلومات الجديدة – عني أنا شخصياً – و نحن في انتظار المزيد و المزيد لتجود به علينا بخصوص ونشريسنا الأشم




رد: الحظيرة الوطنية للمداد بثنية الحد تيسمسيلت

انها جميلة جدا شكرا لك