في يوم ما كنت بإحدى الاماكن العامة المليئة بالناس , و في اثناء تواجدي هناك حدث سوء تصرف من احد الاشخاص مما جعل الاخرين يشعرون بالاستياء منه .
حينها صرح احدهم قائلاً .. تبقاو عرب !!
هذا المشهد يتكرر كثيراً , نراه و نسمعه في كل مكان في المجتمعات العربية !
في المؤسسات و الشركات .. المدارس و الجامعات .. المطاعم و اماكن الترفيه … الخ
في كل مكان يُشار الى العروبة و العرب بـ " استخفاف " و " اشمئزاز " !!
بالمقابل .. يُشار الى الغرب و الى حضارته بـ " الفخر " و" الانبهار " !!
في بلاد العرب .. صارت الحضارة الغربية و الغربيين هم الافضل في كل شيء
في العلم , الفكر , العادات , السلوكيات و حتى في التقاليع !
لينظر كل واحد منكم حوله , سيجد ان الجميع يفضل العيش في الغرب على وطنه !
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا ..
لماذا .. ؟!
لا يستطيع أحد أن ينكر مدى التقدم و التطور في شتى المجالات الذي حققته الحضارة الغربية
و لكنها مع ذلك .. ليست خيراً محضاً كما انها ليست شراً محضاً .
بالرغم من ذلك .. أثرت فينا بشكل كبير حتى صارت تهدد الهوية العربية و ثقافتها !
ما يجب علينا ادراكه ..
هل كل عالم او طبيب او مهندس " غربي " او اي شخصية اخرى وضعت بصمة لها في احدى المجالات , هي شخصية تستحق الاحترام ؟
او تستحق الغاء شخصيتنا و لبس ثوب ليس بثوبنا من خلال " تقليده " ؟؟
هل الرجل الغربي يعني أو يمثل " الاحترام " , " سمو الاخلاق "و " رقي التعامل " ؟؟
و الكثير من هؤلاء يشرب الخمر , يزني و يخون , يكشف جسمه و عورته , يتصرف بطريقة غير اخلاقية … الخ
الى متى سنبقى نعاني من صدمة حضارية في اخلاقنا و سلوكياتنا و في جميع تفاصيل حياتنا ؟
و لماذا هذا الانهزام الذي يشعر به كل " عربي " حتى تلاشت هويته ؟!
ألا يوجد في العرب ما يحُمد ؟ و يدعو للانبهار ؟!
الحديث في هذا الموضوع يطول , و لن نستطيع تغطية جميع الجوانب منه .
لكن كلي أمل أن تضيفو انتم شيئاً من هذه الجوانب !
انها انعدام الثقة التي تجعلنا نقلد الاجانب ولا نقبل هويتنا
موضوع متميز لا ياتي به الا المتميزون
شكرا كيندا
في انتضار المزيد عزيزتي
مآثر كتامة الحضارية على القاهرة المعزّية
د.زعيم خنشلاوي *
تستحضرني اليوم حقائق تاريخية من شأنها أن تذكر من خانته الذاكرة بدور الجزائر المحوري في هيكلة الدولة الفاطمية بمصر التي قامت على أكتاف قبائل كتامة البربرية التي ندين لها بمآثر حضارية وفكرية لا تحصى منها جامع الأزهر الشريف بالقاهرة الذي باشرت تأسيسه عقول وسواعد جزائرية منتصف القرن الرابع الهجري. ففي هذه القلعة الفكرية انعقدت مجالس الحكمة التي أرست الدعائم الفلسفية للتصوف الإسلامي الذي تشرفت الجزائر بتبنيه ورعايته.
*
*
يذكر شيخ المؤرخين المصريين المقريزي بوفود أكثر من مائة ألف من فتيان كتامة وفرسانها إلى أرض الكنانة أعقبها سيل من الهجرات المتعددة بعد حملة هي أشبه بالنزهة العسكرية كما يصفها الأستاذ المرحوم موسى لقبال في كتابه عن "دور كتامة في تاريخ الدولة الفاطمية". قطع الكتاميون النيل سباحة بإشارة القائد جوهر الصقلي الذي خاطب صنوه الكتامي في قيادة الحملة الفاطمية أبي الفضل جعفر بن فلاح: "لهذا اليوم أرادك المعز لدين الله" إلى أن دخلت جيوش كتامة الفسطاط يوم السبت 17 شعبان 358هـ حيث وضعت أسس الدولة المصرية الجديدة.
*
وكان المعز قد تنبأ بهذا النصر المبين أمام جند كتامة مخاطبا قائدهم: "والله لو خرج هذا وحده لفتح مصر، وليدخلن بالإرادة من دون حرب، ولينزلن في خرابات ابن طولون، ويبني مدينة تسمى القاهرة.. " وكان الأمر كما قال إذ دخل المعز لدين الله القاهرة ظافرا يوم الثلاثاء سابع رمضان 362 هـ مصطحبا معه أهله وحاشيته ورفات آبائه من الأئمة الفاطميين الذين قضوا بإفريقية.
*
وترتب على انتقال المعز انقلاب مصر من مجرد عمالة إخشيدية تافهة يحكمها عبد أسود يعرف بكافور يدين بالولاء لبغداد إلى دار خلافة ومستقر الإمامة، فصارت القاهرة دارا للهجرة جديدة بعد أن كانت إقجان بمنطقة بني عزيز بأعالي سطيف دارا لهجرة خلفاء دور الستر. كما ساهمت كتامة في الدفاع عن مصر حيال مخاطر الروم التي كانت تحدق بها في ظل تخاذل العباسيين فصاروا بمثابة قادة للنظام الجديد الذي استصفاهم لعصابته واعتمد عليهم اعتمادا كليا في تسيير سياسة الدولة الجديدة والإشراف على شؤونها العسكرية والإدارية فكان منهم عمال الخراج والشرطة وولاة بعض الأقاليم والمحتسبون وقضاة المظالم، بل من الكتاميين من بلغ مرتبة "نائب الغيبة" لدى مغادرة الخليفة الفاطمي مصر لمباشرة الحرب وأنعم على بعضهم بأسمى الألقاب كأمين الدولة ووزير الوزراء وقطب الدولة.
*
ولم يتوقف دور كتامة عند هذا الحد بل تعداه ليشمل الجوانب الاجتماعية والثقافية بقيادة توبة بن ميسرة الكتامي الذي تزعم مدرسة فنية راقية كان من بينها رسامون ومنشدون مشهورون. فكل ما نشاهده اليوم في القاهرة من مشاهد ومزارات وجوامع ومساجد وسائر التقاليد الاحتفالية من موالد ومواسم وقراء الحضرة ومرتلين وشعائر وحتى الأكلات والأهازيج والمصابيح وغيرها من مخلفات الفاطميين هي من مآثر الكتاميين.
*
هذه الهجرة الجماعية للجزائريين لتأسيس مصر الفاطمية وإنقاذها من التهديدات البيزنطية فريدة من نوعها في تاريخنا الوطني ترتب عنها اندثار شبه كامل لهذه السلالة البربرية في بلادنا وذوبانها في كيان الشعب المصري ـ أين صاروا يعرفون تحت تسمية المغربيين أو البلديين ـ ما يعد أكبر تضحية للجزائريين في سبيل تحقيق نهضة مصر واستقلالها وهيكلة إدارتها وتحديد ملامح كيانها المادي والمعنوي كما تشهد عليه عديد المعالم الأثرية والحضارية التي تزخر بها القاهرة والتي تذكر بعصر كتامة المجيد وقوتها وسيادتها.
خالد زيادة 60 سنة سفير للبنان لدى مصر، ومندوب له لدى جامعة الدول العربية. شغل مناصب دبلوماسية عدة في العاصمة الصينية بكين. و كاتب عربي معروف تابعة دراساته العليا في بيروت ثم في باريس.
له الثلاثية الشهيرة: «يوم الجمعة يوم الأحد» (تُرجم إلى 5 لغات أوروبية)، «حارات الأهل، جادّات اللهو»، «بوابات المدينة والسور الوهمي» وكلها تتحدث عن مسقط رأسه مدينة طرابلس الساحلية في لبنان عاصمة الشمال اللبناني
اكتشاف معطيات النص
*تجلى التفاعل بين الحضارتين بالتفاعل مع الغرب فكرا وعلوما وتقنيات
*يقترح العودة إلى مفهوم الصدمة الحضارية وما خلفته داخل كل حضارة من تجاذبات
*وجه متناقض يخالف الشعارات التي دعت إليها كالحرية والمساواة ..بما في ذلك الوجه الاستعماري…
مناقشة معطيات النص
*الصدمة الحضارية: (Culture Shock) عام 1954م بواسطة عالم الإنسانيات كالفيرو أوبيرغ وعرفها: كإحساس نفسي وجسدي بالتوتر والقلق والشعور بالضياع لمن يرحل من المنطقة التي عاش فيها طوال عمره إلى منطقة أو دولة تتميز بعادات وتقاليد وجو مختلف أو مغاير تماما لتلك التي تعود عليها. مصطلح في علم النفس يستخدم لوصف الشعور بالقلق و عدم الارتياح و التشوش و الحيرة التي يصاب بها الناس عندما يتوجب عليهم التعايش في بيئة اجتماعية مختلفة تماما , كالانتقال للعيش في دولة أخرى أو ولاية أخرى أو مدينة أخرى "
فهي من اسمها صدمة، والصدمة عندما يتلاقى شيء مع شيء آخر على نفس الطريق بشكل معاكس أو متعارض، كما نقول ، صدمت سيارة سيارة أخرى، ولكن عندما نطبق هذا المثال على مجال نقاشنا، فهي تكون متمحورة في الحضارة، وكما نعلم أن الحضارة تتكون من مزيج من المحيط الاجتماعي والثقافي وفي الغالب تأخذ طابع ديني، ومثال على ذلك انعكاس الحضارة على العمران، فـعمران دولة ما وآثارها السابقة تدل على تاريخها.. الخ.
ومن الحالة الفردية عمم المصطلح إلى المجتمعات التي تختلف في كل شيء لذا هل يجب قبول الآخر بكل ما فيه أم يتوجب رفض وإعلان الطيعة أم التوافق معه بالقدر الذي لا يتعارض مع مفاهيمنا
*لعل أهم وجه ايجابي هو ما أكسبه التفاعل الحضاري للشعوب من عدم وقوع في التغريب وإكساب هذه الشعوب نوعا من الأبعاد الحديثة
*رواد النهضة نادوا بالقطيعة مع الغرب وهذا خطأ فادح بحكم أننا لا زلنا تابعين لهذا الكيان في كل شيء والتنصل عنة تماما ربما هو حكم على أنفسنا بالإعدام لكن بتحفظ إذ نقبل على ما ينفعل ونتجنب ما يعارض حضارتنا في ظل هذه الوضع المعقد والمركب، يظل السؤال مطروحاً وبحدة عن إمكان العرب في خوض معركة مزدوجة قومها الإفادة من الغرب ومكتسباته إلى أقصى حد، ومواجهة حملته الاستعمارية في الوقت نفسه تحت عنوان معركة الاستقلال والسيادة.
يحتاج العرب إلى التخلص عن ميل لديهم إلى اعتبار أنفسهم ضحايا مؤامرات محاكة دائماً ضدهم، وأن يتجاوزوا بشكل نهائي مقولة: "الغرب غرب والشرق شرق، ولن يلتقيا". وهو قول لا يزال يمسك بتلابيب الحاضر العربي على رغم مرور أكثر من قرن على إعلانه.
استثمار معطيات النص:
* هو مقال اجتماعي
*النمط التفسيري
*قيمة اجتماعية / قيمة فنية