بسم الله الرحمن الرحيم
سوف احدثكم عن الاعجاز العلمي في هذه الآية الكريمة"مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان"
هل تعلمون معناها؟؟؟
إنها تحدثنا عن مياه البحر عندما تخالطها مياه النهر وتصب فيها
وتخبرنا عن الحاجز الذي يظل يبعد مياه النهر الحلوة عن أن تفسدها ملوحة البحر
فكلمة برزخ تعني الفاصل
ومرج تعني نوعا المياه
و في هذه الآيه اعجاز علمي واضح يظهر بأن هذه المعلومة لم يسمع بها العرب في القدم
ورسول الله محمد (عليه الصلاة والسلام) لم يزر البحر يوما
ولم يبحر فيه بسفينة أو قارب قط
ومحال أن يكون أحد أخبره بها
لأنها مما اكتشفه علماء العصر الحديث بعد بحث وتدقيق
فسبحان الله العظيم "وفي الأرض آيات للموقنين"
إنها آية عظيمة من آيات اعجاز القرآن الكريم
تدلنا على عظمته جل وعلا
سبحانك يارب
:wub:
أنواع الحديث باعتبار القبول والرد 1-4
تتعدد الاعتبارات التي يمكن تقسيم الحديث النبوي بالنظر إليها، ورغم تأخر ظهور تلك التقاسيم والأنواع أو بالأحرى: مسمياتها وألقابها، إلا أن معرفتها صارت ضرورية لكل مشتغل بالحديث النبوي الشريف أو محبٍّ له، وحسبنا أن نقف هذه المرة مع أنواع الحديث باعتبار القبول والرد؛ إذ هو بهذا الاعتبار ينقسم إلى نوعين: مقبول ومردود، وتتفاوت درجة القبول والرد تبعا لضوابط وشروط نبينها عند تفصيل القول في كلا النوعين.
أولا: الحديث المقبول
الحديث المقبول هو الحديث الذي اجتمعت فيه الشروط والصفات التي وُضعت للقبول، وهو نوعان: الصحيح، والحسن، وكلاهما ينقسم إلى قسمين: صحيح لذاته، وصحيح لغيره، وحسن لذاته، وحسن لغيره، وسوف نوضحها جميعا تباعا.
ثانيا: الحديث المردود
الحديث المردود هو الحديث الذي لم يستجمع صفات وشروط القبول، وهو الحديث الضعيف بجميع أنواعه كالمرسل والمعضل والشاذ والمضطرب وغيرها، وسيأتي بيانها جميعا.
النوع الأول من المقبول: الحديث الصحيح
الحديث الصحيح: هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله، من أوله إلى منتهاه، من غير شذوذ ولا علّة، أي لا بد أن يجمع شروطا أربعة: اتصال السند، وعدالة الرواة، وضبط الرواة، والسلامة من العلل المؤثرة.
وقد جرى المتأخرون على جعل نفي الشذوذ شرطاً مستقلاً غير نفي العلة، والتحقيق: أنه صورة من صور العلل المؤثرة، وأئمة النقاد في هذا الفن أعلوا بالشذوذ في معنى التعليل بسائر العلل غير الظاهرة.
شروط صحة الحديث
الشرط الأول: اتصال السند: المراد به أن يكون كل راو من رواة الإسناد أخذ الحديث ممن فوقه مباشرة، وذلك بصيغة من صيغ التحمل الصريحة بالسماع كأن يقول: (سمعت فلاناً)، أو الصريحة بالاتصال دون سماع كالمكاتبة من الشيخ للتلميذ بخط موثوق به، أو المحتملة للسماع احتمالاً راجحاً كالعنعنة ممن انتفت عن روايته عن شيخه شبهة الانقطاع بتدليس أو إرسال.
فيخرج بذلك المنقطع في جميع صوره، وألقابه المعروفة في هذا العلم هي: المنقطع، والمرسل، والمعضل، والمدلس، والمعلق.
الشرط الثاني: عدالة الرواة: العدالة استقامة الراوي في الظاهر على طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وطريق تمييز الطاعة: الكتاب والسنة، وذلك فيما لا يحتمل خلافاً من نصوصهما.
فخرج به: رواية الفاسق بالكذب في الحديث، أو في لسانه في غير الحديث، ومن يدعي سماع ما لم يسمع، أو الفاسق بالمعصية التي لا يدخلها تأويل كشرب الخمر المتفق على حرمته، ورواية الكافر.
الشرط الثالث: ضبط الرواة: المعتبر في الضبط أن يكون الراوي حافظاً لحديثه، إما عن ظهر قلب، وإما في كتاب متقن صحيح، بحيث يقدر على أداء الحديث كما سمعه، لفظاً أو معنى، واعتبار الحفظ شرط لا يختلف فيه لصحة الحديث.
وأما فقه الراوي فوجوده ليس علامة على كونه ضابطاً؛ فإن من الفقهاء من كان همه الاستدلال للمسألة، فلا يبالي كيف ساق متن الحديث، فربما تصرف في لفظه وحدث به على ما فهم، وهذا كثير شائع في كتب الفقه، ولا ريب أن الفقه إذا انضم إلى الحفظ فهو مزية للتقديم، ولكنه ليس بشرط يطلب لصحة الحديث، وقد كان أئمة السلف يعتبرون فقه الراوي مع حفظه مرجحاً على مجرد الحفظ.
الشرط الرابع: السلامة من العلل المؤثرة: العلة سبب قادح في الحديث يظهر بالتتبع، فإن كانت في المتن فإنها تظهر من خلال مقارنة ذلك المتن بنظائره بعد صحة الإسناد، فتبدو فيه مخالفة لما هو مسلّم أو أصح منه، كحكاية خلق الأرض دون السماوات في ستة أيام، وكمجيئه على غير ما رواه من هو أقوى.
وإذا كانت في الإسناد فإنها تظهر من خلال مقارنة ذلك الإسناد بسائر أسانيد الحديث، كالحديث يرويه الثقة مرفوعاً، فإذا بك تجده موقوفاً أو مقطوعاً، أو يرويه متصلاً فإذا بك تجده منقطعاً أو مرسلاً.
ومن العلل المؤثرة في الإسناد "الشذوذ"، وهو: مخالفة الثقة في روايته لمن هو أقوى منه، والعلة المؤثرة هنا هي رواية الثقة المرجوحة، وفي هذا ما يدل على أن وصف الراوي بالثقة وإن كانت القاعدة أن يصحح حديثه، لكن ذلك مشروط بسلامة رواياته من القوادح، ولا يتم إلا بجمع طرق حديثه المعين للتأكد من حفظه له، وهذا على خلاف ما يظنه كثير من الناس أن ثقة الراوي مجردة كافية وحدها للحكم لحديثه بالصحة دون تحقيق هذا الشرط.
الصحيح لذاته والصحيح لغيره
كل ما سبق التفصيل فيه هو الحديث الصحيح لذاته، وأما الحديث الصحيح لغيره فهو: الحديث الحسن الذي ارتقى بمتابع أو شاهد، أو: هو الحسن لذاته إذا روي من طريق آخر مثله أو أقوى منه فيعتضدان.
قال الإمام النووي: "إذا كان راوي الحديث متأخرا عن درجة الحافظ الضابط، مشهورا بالصدق والستر، فروي حديثه من غير وجه، قوي وارتفع من الحسن إلى الصحيح"، وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر تعريف الحديث الصحيح: "فإن خف الضبط فالحسن لذاته، وبكثرة طرقه يصحح"، وقال السيوطي: "إن الحسن إذا روي من غير وجه ارتقى من درجة الحسن إلى منزلة الصحة"، أي: يرتقي الحسن لذاته بالمتابعة إلى الصحة؛ فيتقوى ويصبح صحيحا لغيره.
اخوانــــي اعضاء المنتدى الكرام أضع بين أيديكم كتابا بعنوان
الحجامة علم طبي في منظوره الجديدللعلامة محمد امين شيخو قدس الله سره
فهرس الكتاب
تعريف بمكتشف القوانين العلميّة الدقيقة لعملية الحجامة ***9679;
الفصل الأوّل
الدواء العجيب (الحجامة) الذي طار صيته في الخافقين.. وبلغ ما بلغه الليل والنھار
الصدى الإعلامي العالمي ***9679;
الفصل الثاني
الحق ما شھدت به الأطباء، تطبيقاً عملياً مخبرياً وطبي اً
أعضاء الفريق الطبّي المصري ***9679;
أعضاء الفريق الطبي السوري السريري والمخبري ***9679;
مقدّمة فضيلة الشيخ أحمد عادل خورشيد الملقّب بأبي النور ***9679;
مقدّمة فضيلة الشيخ محمّد محمود الحسواني ***9679;
مقدّمة الباحث والمف ّ كر الأستاذ عبد القادر يحيى الشهير بالديراني ***9679;
الحجامة في الإسلام ***9679;
الفصل الثالث
ماھيّة عمليّة الحجامة ووصفھا
تعريف الحجامة ***9679;
تاريخ الحجامة ***9679;
وصف الكأس المستخدم في عمليّة الحجامة ***9679;
آليّة عمل كأس الحجامة ***9679;
الفصل الرابع
القوانين العلميّة الدقيقة الناظمة لعمليّة الحجامة
أوّ ً لا : الحجامة على الكاهل ***9679;
التعليل العلمي لإجراء عمليّة الحجامة ***9679;
مصير الخثرات والكريّات الهرمة في الدورة الدموية ***9679;
دور الكبد والطحال في تنقيّة الدم من الشوائب ***9679;
مقارنات مخبريّة بين الدم الوريدي ودم الحجامة ***9679;
أخطاء المكان الشائعة التي لم تبنَ على أسس طبية صحيحة ***9679;
ثانيًا : السنّ المناسبة للحجامة ***9679;
السنّ المناسبة لحجامة الرجال ***9679;
السنّ المناسبة لحجامة النساء ***9679;
ثالثًا : الحجامة …وقتها ***9679;
الموعد السنوي ***9679;
الموعد الفصلي ***9679;
التعليل العلمي لوجوب تطبيق عملية الحجامة في الربيع ***9679;
التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في الصيف ***9679;
التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في الخريف ***9679;
التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في الشتاء ***9679;
أخطاء التوقيت الشائعة التي لم تبنَ على أسس طبية صحيحة ***9679;
الموعد الشهري ***9679;
الموعد اليومي ***9679;
تجرى الحجامة في الصباح الباكر ***9679;
الحجامة على الريق ***9679;
الفصل الخامس
المحظورات بعد إجراء عملية الحجامة
ماذا ينبغي على المحجوم في يوم حجامته ***9679;
الفصل السادس
الأحاديث المدسوسة على عمليّة الحجامة
أحاديث غير صحيحة ***9679;
لنا وقفة ***9679;
الفصل السابع
كيف تصبح حجّام اً
أدوات الحجامة ***9679;
طريقة تطبيق عملية الحجامة ***9679;
ضرورة وجود حجّام في ك ّ ل أسرة ***9679;
الفصل الثامن
علاقة الحجامة بالناحيّة النفسيّة
أثر الناحية النفسية على عملية الحجامة ***9679;
الفصل التاسع
سبب ھجر الناس لعملية الحجامة
لم هجر الناس الحجامة والتي فيها شفاء ***9679;
الفصل العاشر
الحجامة والأمراض وشفاؤھا
أثر الحجامة على تضخمات الطحال ***9679;
أثر الحجامة على وظائف الكبد أثر الحجامة على المعدة ***9679;
أثر الحجامة على الجملة العصبية ***9679;
أثر الحجامة على الصداع والشقيقة ***9679;
أثر الحجامة على الكليتين ***9679;
أثر الحجامة على ارتفاع الضغط والجملة الوعائية ***9679;
أثر الحجامة على أمراض القلب ***9679;
أثر الحجامة على مرضى السكري أثر الحجامة على الاستقلاب الخلوي ***9679;
أثر الحجامة على الأنسجة المريضة والآلام العضليّة ***9679;
أثر الحجامة على أمراض الدم ***9679;
أثر الحجامة على الجهاز المناعي ***9679;
أثر الحجامة على الخلل الوظيفي الجنسي وحالات العقم ***9679;
أثر الحجامة على العين ***9679;
أثر الحجامة على أمراض الأذن والأنف والحنجرة ***9679;
أثر الحجامة على أمراض الجهاز التنفسي ***9679;
أثر الحجامة على الروماتيزم أو الحمى الروماتيزميّة ***9679;
الحجامة تتصدّى لمرض الفتّاك .. الحجامة والسرطان ***9679;
علاج الإيدز ا***65247;***65252;***65184;دي ***9679;
الفصل الحادي عشر
النتائج المخبريّة للدراسة المنھجيّة لعملية الحجامة
التقرير المخبري العام للدراسة المنهجية لعملية الحجامة ***9679;
اختبارات الشروط المخالفة للقوانين العلمية لعملية الحجامة ***9679;
مقارنات مخبريّة بين دم الحجامة والدم الوريدي ***9679;
نماذج عن جدول التحاليل المخبرية ***9679;
الفصل الثاني عشر
دراسات سريريّة ومخبريّة نوعيّة لبعض حالات الشفاء بعمليّة الحجامة ***9679;
تقارير طبيّة سريريّة ومخبريّة نوعيّة.
الكتاب ملف pdf يحتاج الى قارئ الكتب الكترونية
والكتاب مضغوط يحتاج الى برنامج فك الضغط
وهو بحجم 13.8 MB
للتحميل من هنااااااااااااااااااااااااا
مع احترامي …
الشعر العربي الحديث
تحميل كتاب الشعر العربي الحديث ومدارسه الفنية من المرفقات
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الشعر العربي ومدارسه في العصر الحديث.pdf | 324.8 كيلوبايت | المشاهدات 187 |
شكرا على الموضوع المميز ……جزاك الله خيرا على المبادرة
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الشعر العربي ومدارسه في العصر الحديث.pdf | 324.8 كيلوبايت | المشاهدات 187 |
العفو طالبة العلى سرني وجود بصمتك في الموضوع لك كل التقدير
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الشعر العربي ومدارسه في العصر الحديث.pdf | 324.8 كيلوبايت | المشاهدات 187 |
ميرسييي ربي يحققلك امنياتكــ
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الشعر العربي ومدارسه في العصر الحديث.pdf | 324.8 كيلوبايت | المشاهدات 187 |
بارك الله فيك ونفع بك
مجهود طيب تشكر عليه
بالتوفيق ان شاء الله
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
الشعر العربي ومدارسه في العصر الحديث.pdf | 324.8 كيلوبايت | المشاهدات 187 |
الأمراض عن طريق العسل والحبة السوداء
— رغم أنه عصر العلم والتكنولوجيا —
ولكن الله – سبحانه وتعالى – يود دائما نصرة
نبيه وبيان الحق والصدق الذى جاء به من لدنه
ويوضح حتى لأعدائه مدى الإعجاز العلمى فى
أقواله وأفعاله – صلى الله عليه وسلم – رغم
مرور أربعة عشر قرنا من الزمان عليها
ومن أمثلة هذا الإعجاز قوله – صلى الله عليه
وسلم – " فى الحبة السوداء شفاء من كل داء إلاالسآم " وفى رواية أخرى "
مامن داء إلا فى الحبة السوداء منه
شفاء " وهى حبة البركة –
وإن اختلفت مسمياتها من بلد إلى أخرى –
إلا أن العلم الحديث قد اكتشف تأثيرها العظيم
على جهاز المناعة فى الإنسان حيث تزيد نسبة
الخلايا اللمفاوية النائية المساعدة وتحدث تحسن
فى نشاط الخلايا القاتلة للأمراض
ويكمن الإعجاز فى كلمة الرسول -صلى الله عليه
وسلم – "داء" و" شفاء " فكلتاهما جاءت نكرة
مما يؤكد أن للحبة السوداء نسبة من الشفاء
من كل داء 0000ويفضل إضافة عسل النحل
إلى حبة البركة حيث من إعجازه – صلى الله عليه
وسلم – فى ذلك قوله أيضا :
" عليكم بالشفائين العسل والقرآن "
وأثبت العلم الحديث فائدة عسل النحل العظيمة
فى علاج أمراض التيفود والنزلات المعوية
والمعدية والدوسنتاريا 000
وصدق الله تعالى " وماينطق عن الهوى إن هو إلا
وحى يوحى " – صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا —
موضوع رائع جدا
الله يزيدك علم
ويحفضك ان شاء الله
اللهم صل و سلم على سيدي و حبيبي محمد افضل الصلوات و التسليم
اللهم صلي وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد
بارك الله فيك
الحديث الضعيف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الضعيف
اخوتي واخواتي في الله حتى تعم الفائدة اردت ان اتوسع في معرفة الحديث الضعيف لنكون على معرفة تامة بهذه الاحاديث
تعريفه:
هو الحديث الذي لم تجتمع فيه صفات الصحيح ولاصفات الحسن
انواعه:
الحديث الضعيف تحته انواع كثيرة ذكر ابن الصلاح ان الامام ابن حبان اطنب في تقسيمه فبلغ به خمسين قسما ..وسنقتصر على ذكر عشرة انواع من الحديث الضعيف وهم (المرسل -المنقطع -المعضل -المدلس -المعلل -المضطرب -المقلوب -الشاذ-المنكر -المتروك)وسنشرح واحدا فقط من الانواع المذكورة وهو:
المرسل ..هو ماسقط منه الصحابي اي مارفعه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر الصحابي يقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه (السنة ومكانتها في التشريع الاسلامي )(وفي حجيته خلاف بين الفقهاء اما المحدثون فقد اتفقت اراؤهم على ألا يعمل به قال الامام مسلم في مقدمة صحيحة ..ان المرسل في اصل قولنا وقول اهل العلم بالاخبار ليس بحجة ..وقال ابن الصلاح (وما ذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل والحكم بضعفه هو الذي استقر عليه جماعة حفاظ الحديث ونقاد الاثر وتداولوه في تصانيفهم ..انتهى كلام السباعي …وقال النووي (المرسل حديث ضعيف عند جماهير المحدثين والشافعي وكثير من الفقهاء واصحاب الاصول ..وقال ابن حزم (الموقوف والمرسل لاتقوم بهما حجة )
وذهب بعض العلماء الى اعتبار المرسل حجة ومن هؤلاء متاخري الحنفية وروي هذا القول عن مالك وهو احدى الروايتين عن احمد وان كان ابو داود في( رسالته الى اهل مكة )ذكر ان احمد بن حنبل تابع الشافعي على رد الحديث المرسل
حجية الحديث الضعيف:
1-لايحتج به في الاحكام
2-ان من العلماء قديما وحديثا من سوى بين احاديث الترغيب والترهيب والزهد وغيرها من احاديث الاحكام فلم يقبل من الحديث الا الصحيج والحسن وقد شنع الامام مسلم في مقدمة صحيحه على رواة الاحاديث الضعيفة والروايات المنكرة …والظاهر انه مذهب الامام البخاري ايضا وكذلك امام الجرح والتعديل يحيى بن معين وذهب اليه المتاخرين ..ابن حزم والقاضي ابن العربي وابو شامة ومن المعاصرين …الشيخ احمد محمد شاكر والشيخ الالباني يقول احمد شاكر في كتابه (الباعث الحثيث )لابن كثير (والذي اراه ان بيان الضعف في الحديث الضعيف واجب على كل حال لان ترك البيان يوهم المطلع عليه انه حديث صحيح خصوصا اذا كان الناقل من علماء الحديث الذين يرجع الى قولهم في ذلك وانه لافرق بين الاحكام وبين فضائل الاعمال ونحوها في عدم الاخذ بالرواية الضعيفة بل لاحجة لأحد إلا بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيح او حسن واما ما قاله ابن حنبل وابن المبارك اذا روينا في الفضائل تساهلنا فانما يريدون به والله أعلم الأخذ بالحديث الحسن الذي لم يصل الى درجة الصحة فان الاصطلاح في التفرقة بين الصحيح والحسن لم يكن في عصرهم مستقرا واضحا بل كان اكثر المتقدمين لايصف الحديث الا بالصحة او الضعف فقط )
3-ان العلماء ذكروا ألا يقول في الحديث الضعيف ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيغة الجزم والقطع وانما نقول روى عن رسول صلى الله عليه وسلم او بلغنا عنه كذا او ورد عنه
4-يقول الشيخ الالباني رحمه الله في كتاب (تمام المنة في التعليق على فقه السنة )..ان الحديث الضعيف انما يفيد الظن المرجوح ولايجوز العمل به اتفاقا فمن اخرج من ذلك العمل بالحديث الضعيف في الفضائل لابد ان يأتي بدليل وهيهات ويتابع الشيخ الالباني قائلا ..(وخلاصة القول ان العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال لايجوز القول به على التفسير المرجوح هو خلاف الأصل ولادليل عليه
5-ويقول الشيخ الالباني في كتاب (صحيح الجامع الصفير )في مقدمته ..(أننا ننصح اخواننا المسلمين في مشارق الارض ومغربها ان يتركوا العمل بالاحاديث الضعيفة مطلقا وان يوجهوا أهمتهم الى العمل بما ثبت منها عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيها مايغني عن الضعيفة وفي ذلك منجاة من الوقوع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لاننا نعرف بالتجربة ان الذين يخالفون في هذا قد وقعوا فيما ذكرنا من الكذب لانهم يعملون بكل ماهب ودب من الحديث وقد اشار صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ماسمع )
اخوتي واخواتي في الله اننا عندما نريد ان نطرح العمل بالحديث الضعيف لان كثيرا من المفاهيم المغلوطة والبدع المنتشرة بين جماهير المسلمين ترجع الى احاديث ضعيفة راجت في عصور التخلف بينهم وتمكنت من عقولهم وقلوبهم وطاردت الاحاديث الصحاح التي يجب ان تكون بجوار القرآن الكريم اساس الفهم والسلوك كما بين ذلك الامام الشاطبي ..ان مما يحزن ويؤسف ماعمَّ وانتشر عند كثير من العلماء وطلبة العلم والخطباء من التساهل في رواية الحديث وعدم التثبت في صحته وكثيرا مانسمع من كثير من الخطباء والوعاظ من الأحاديث الضعيفة ومع ذلك يجزمون بنسبتها الى الرسول صلى الله عليه وسلم بقولهم وقد قال رسول الله وهذه شهادة على رسول الله بغير علم ولا برهان والبعض الآخر يذكر الحديث وينسبه للنبي ولايعلم من خرجه ولا درجة صحته فاذا اردت ان تستفهم منه او تسأله ..من رواه ..وما صحته ..اجابك مبادرا رافعا راسه ..لايضر جهالة صحته هذا من فضائل الاعمال يقول تعالى (الله اذن لكم ام على الله تفترون ) فبسبب هذا التساهل توصل أهل البدع الى بث بدعهم ونشرها بين الناس بحجة انها احاديث فضائل لابأس بالعمل بها متناسين انهم بذلك يشرعون للناس بها لأنهم سيعملون بها ويبلغونها غيرهم فيجب على كل عالم وخطيب ووعاظ وغيرهم ان لايحدثوا الناس الا بما عرف مخرجه وصحته والا فلهم حظ وافر من احاديث الوعيد الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم الكذب عليه
وصلى الله على رسولنا الكريم وسلم تسليما مباركا فيه
منقوووووووووووووووووول للفائدة
جازاك الله كل الخير أختي الغالية.
وفيك بارك أخي الكريم
هذه روابط تحميل كتاب
كتاب "تاريخ الجزائر في القديم والحديث" للشيخ مبارك بن محمد إبراهيمي الميلي
بارك الله فيك و جعلك ذخرا للاسلام و المسلمين
شكراااااااااااااااااااااا على المرور الطيب و الجميل
انى لم اجد الكتاب الروابط غير فعالة
الادب الجزائري الحديث
ما في البداوة من عيب تذم به
إلا المروءة والإحسان بالبدر
أمير، إذا ما كان جيشي مُقبِلا
وموقد نار الحرب إذ لم يكن صالي
وإلى جانب الشعر الفصيح، انتشر الشعر الشعبي للتعبير عن مقاومة الجزائريين للاستعمار الفرنسي، فكانت قصائد محمد بلخير، الشاعر الذي ناضل إلى جانب المقاوم الشرس بوعمامة، تصدح بذلك الرفض القاطع لأي استعباد لهذا الشعب الأبي الذي قاوم جميع الغزاة الذين طمعوا في خيراته عبر التاريخ. وما أنْ انتهت الحرب العالمية الأولى حتى تبلور وعي وطني عبر أولى مؤسّسات الحركة الوطنية مع الأمير خالد ونجم شمال إفريقيا، وارتفع الصوت الموحّد بضرورة التخلص من الاستعمار ونيل الاستقلال مهما كلّف من الثمن في الأرواح.
على المستوى الثقافي والفكري، بدأت أولى ملامح الإصلاح مع تأسيس جمعية العلماء المسلمين التي عملت على إعادة الاعتبار للغة العربية بفتح مدارس خاصة، وتنقية الإسلام من شوائب الشعوذة التي انتشرت عبر الزوايا من جراء الإفقار الفكري والجهل والظلم المنتشر في المجتمع نتيجة استبداد المعمرين واستيلائهم على ثروات الجزائريين. ولم يكن للنخب الصاعدة إلا أن تواكب هذه اليقظة الوطنية، وتعبّر عنها بالوسائل المتاحة. فكان الشعر أفضل السبل لتحقيق هذا المبتغى. فظهر الشعراء أمثال رمضان حمود وأبي اليقضان، وبالأخص مُفدي زكريا الذي جمع بين قرض الشعر والنضال الوطني، فكان حقا المعبّر الفاعل عن نمو الحركة الوطنية، ابتداءً من نشيده المدوي ”فدائيو الجزائر” في 1936، والذي اعتُمِد نشيدا رسميا لحزب الشعب، إلى غاية نشيد ”قسما” الذي أضحى النشيد الوطني الرسمي للجزائر.
وإلى جانبه، ارتفعت أصوات الشعراء تعيد الاعتبار لهذه الأمّة، على لسان الأمين العمودي، عبد الكريم العقون، الربيع بوشامة الذين اغتالتهم السلطة الاستعمارية، وكذا محمد العيد آل خليفة الذي سجن بدوره وخضع للإقامة الجبرية طوال فترة الثورة .
موازاة مع النخب المعرّبة، برزت نخب تعلمّت في المدارس الفرنسية، فأدركت مبكّرا أنها ليست فرنسية وأن فرنسا ما هي إلا استعمار ينبغي التخلص منه. فكانت الروايات الأولى في العشرينيات والثلاثينيات ”زهرة امرأة المنجمي” لعبد القادر حاج حمّو، ”مامون أو مشروع مثل أعلى” لشكري خوجة، ”بولنوار الفتى الجزائري” لرابح زناتي، ”مريم بين النخيل” لمحمد ولد الشيخ، ”ليلى فتاة جزائرية” لجميلة دباش، وهي نصوص أدبية تعلي من شأن الفرد الجزائري وتظهره في صورة إنسانية نبيلة برغم الفقر والاستعباد، بخلاف الرواية الاستعمارية التي لا تقرنه إلا بالبلادة والتوحش والتخلف.
فكان الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية في فترة ما بين الحربين ردّا ذكيّا، ولكنه مسالم، للأدب الكولونيالي الذي انتشر في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ولكن هذا الأدب لم يتبلور في شكله الأدبي المكتمل إلا بعد الحرب الثانية وما جرى من أحداث دامية في مجازر ماي 1945.
أوّل هذه النصوص، ”ابن الفقير” لمولود فرعون، الرواية التي طبعها على حسابه في 1950، قبل أن تنال ”جائزة مدينة الجزائر” وتشتهَر ويُعاد طبعها في باريس في 1954، فكانت الرواية صرخة لفتى جزائري من منطقة القبائل يقول ”ها أنذا” أتعلم في المدارس الفرنسية وأنال أكبر الشهادات الممكنة برغم الفقر والتمييز العنصري والعوائق المتعدّدة التي تحول دون أن يتعلّم أطفال الجزائر، ولا ننسى أننا في العشرينيات من القرن العشرين، أي في أوج توهم ”ازدهار” الاستعمار الذي أقيمت له احتفالية ضخمة في 1930.
كتب مولود فرعون عن الطفل الجزائري الناجح في دروسه، بخلاف الصورة التي يحبذها المستعمر وهي صورة الطفل الحمّال في السوق أو الماسح لأحذية المعمرين. ومباشرة بعد مولود فرعون، ينشر محمد ديب رواية ”الدار الكبيرة” في 1952، مندّدا بواقع الجزائريين الذين يتخبطون في ثلاثي الذل والمهانة: الفقر والجهل والظلم. فينمو الوعي بحتمية التمرّد على الاستعمار. ثمّ نشر ”الحريق” الجزء الثاني من ثلاثيته، وقد تزامَن ظهور هذه الرواية مع انطلاق ثورة نوفمبر 54. كانت الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية في الخمسينيات معبّرة حقا عن الهم الوطني، فصوّرت واقع وأحلام الجزائريين وصفا مشحونا بالدلالات الموحية التي لا تقبل نقضا ولا تشكيكا. فمن خلال هذه النصوص الأدبية، عرف العالم معاناة الجزائريين تَحت نير الاستعمار.
ومِمّا زاد من إعجاب الأوساط الأدبية بها، أنها ليسَت شهادات فجّة عن واقع قاس وإنما هي أيضا تُحف أدبية لا تقل جمالا ولا ثراءً عن نصوص كبار الكتاب العالميين. فكانت نصوص محمد ديب ومولود معمري ومولود فرعون تُقارَن بالكلاسيكيات الواقعية الكبرى. أمّا كاتب ياسين، الحداثي بامتياز، فربطته الدوائر النقدية الباريسية مباشرة بوليام فولكنر الأمريكي الذي أحدث ثورة في استثمار السرد في تعقّده الأقصى. وكان مالك حدّاد شاعرا، فطعّم رواياته بجمال الصور الشعرية، إلى حدّ أربك النقاد في كيفية تصنيف نصوصه: أهي سرد بالمعنى المكرّس أم شعر في ثوب متجدّد؟ وإن دلّ هذا على شيء، إنما يدل على عبقرية الكاتب الجزائري الذي استطاع استثمار اللغة الفرنسية أحسن استثمار واعتبرها ”غنيمة حرب” يستخدمها ليقول للفرنسيين بأنه ليس فرنسيا، وإنما جزائري غيور على استقلال بلاده، واللغة الفرنسية عنده ما هي في نهاية المطاف إلا وسيلة يحقق بها غاية تتناقض مع غاية الاستعمار. وما أنْ نالت الجزائر استقلالها حتى وجد هؤلاء الكتاب أنفسَهم أمام واقع جديد واختيارات جديدة، فتعامل كل واحد منهم بطريقته الخاصة. اتّجه كاتب ياسين إلى المسرح والعربية الدارجة، ليعبّر عن هموم المجتمع الجديدة، فألّف مسرحية عن الهجرة في ”محمد خُذ حقيبتك”، والتاريخ في ”حرب الألفي سنة” والتراث الشعبي وعبقرية الفقراء في ”مسحوق الذكاء” (غبرة الفهامة)، والقضية الفلسطينية في ”فلسطين مخدوعة”، والمشاكل المغاربية في ”ملك الغرب”.
أما مالك حدّاد، فقرّر التوقف عن الإبداع بالفرنسية، والتحق بالمؤسسات الثقافية (الصحافة، وزارة الثقافة، اتحاد الكتاب) ليساهم في تنشيط الحياة الثقافية (المهرجان الإفريقي 1969) وإنشاء المجلات (آمال بالعربية والفرنسية).
فيما اختار مولود معمري الاهتمام بالتراث الشعبي الأمازيغي، فجمع الأشعار والأناشيد وترجمها إلى الفرنسية، ودوّن قواعد اللغة الأمازيغية ليسهل تدريسها وتعليمها، فطاف مناطق الجزائر وخاصة منطقة الهقار والطاسيلي، ليجمع تراثها الغنائي وتدوينه. فكان رائد جمع وتدوين التراث الشفهي الأمازيغي قبل أن يندثر، والذي مكّن الأجيال الجديدة من التعامل مع هذا التراث لإرساء اللغة الأمازيغية لغة وطنية. فأما عبقرية محمد ديب، فواصلت في نفس المضمار، أي الكتابة الأدبية، فكرّس جل حياته في إنتاج نصوص سردية وشعرية ومسرحية ليعبّر عن الإنسان المعاصر المنقسم بين حضارتين، الغربية الشمالية، والشرقية الجنوبية، في مسارات فردية عاطفية عميقة الدلالة، فكانت ثلاثية الشمال (سطوح أرسول، غفوة حواء، ثلوج من رخام) ليقول لنا الإنسان في بعده الثقافي والوجداني والروحي، سواء كان شرقيا أو غربيا. كما عبّر عن قساوة اغتراب المهاجرين في بلدان الشمال وصعوبة الاندماج وتوحش العزلة المدمّرة للروح والإنسان. فجاءت نصوصه في غاية الجمال الأدبي والشعري، مما جعل أكاديمية جائزة نوبل تدرج اسمه ضمن الفائزين المحتملين لسنوات عديدة.
أما الرواية المكتوبة بالعربية، فقد تأخّر ظهورها إلى ما بعد الاستقلال بسنوات لظروف موضوعية. فكانت القصة متربعة على عرش النثر الأدبي لسنوات عديدة. جمع رضا حوحو بين القصة والمسرحية، وقد اقتبس من موليير مسرحية ”البخيل” ومن مارسيل بانيول مسرحية ”توباز” تحت عنوان ”سي عاشور”، كما أخذ من توفيق الحكيم فكرة ”حمار الحكيم” وألّف حكايات طريفة على لسان حماره الحكيم، ولم تنجُ قصصه من ظاهرة السخرية التي منحتها نكهة خاصة، بل راح يؤلف المواقف المثيرة للضحك حول شخصه مثلما كان يفعل الجاحظ الذي يكون بلا شك مصدرا من مصادر إلهامه. ولكن الاستعمار الغاشم قام باغتياله في عمر لم يتجاوز السادسة والأربعين، ولم تكتمل تجربته الإبداعية بعد.
أما الرواية، فلم تظهر إلا في السبعينيات من القرن الماضي تحت قلم عبد الحميد بن هدّوقة أولا مع روايته ”ريح الجنوب )1971(”، وبعد ذلك تحت قلم الطاهر وطار مع ”اللاز” )1974( كانت الروايتان ثمرة تجربة في الكتابة القصصية، حيث بدأ كلاهما نشر القصة أثناء الثورة التحريرية خلال إقامتهما بتونس. لم تأتِ الرواية إلا بعد خوض غمار القصة القصيرة، حيث نشر كلاهما أكثر من مجموعة قصصية. فكان واقع المجتمع الجزائري الجديد موضوع روايات عبد الحميد بن هدوقة، الإصلاح الزراعي وترسبات الحرب في ”ريح الجنوب” والتجربة الاشتراكية في ”نهاية الأمس” و”بان الصبح”، عبر أسلوب الكتابة الواقعية الموغلة في وصف تفاصيل الحياة اليومية والشخصيات المستمدّة من الواقع المعاش بحيث تبدو عند القارئ كما لو أنها شخصيات حقيقية. أما الطاهر وطار، فولج عالم الرواية بالعودة، عن طريق الذاكرة، إلى سنوات الثورة، مركزا على الصراعات الداخلية وبالأخص ما كان معروفا بين التيار الوطني والشيوعي. ولكنه عاد مباشرة في الرواية الثانية ”الزلزال” إلى موضوع الثورة الزراعية. فجاءت رواية واقعية بفضائها الذي تماهى مع مدينة قسنطينة وجسورها المعلّقة، بهدف إيهام القارئ بأنها قصة وقعت فعلا. ولكن الطاهر وطار لم يلبث أن غادر الواقعية المباشرة إلى الواقعية المطعمة بالأسطورة والتاريخ والتجليات الوجودية الصوفية خاصة مع ”الحوات والقصر” و”عرس بغل” و”الشهداء يعودون هذا الأسبوع” و”الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي” ليجمع بين الحاضر والماضي، بين الحقيقة والخيال، بين السرد الروائي والخطاب الفكري. ويعتبر أبو العيد دودو منفردا بتجربة قصصية لم تنتقل إلى الرواية، برغم ترجمته لرائعة أبوليوس ”الحمار الذهبي” ورواية ”القط والفأر” لصاحب جائزة نوبل 1999 غونتر غراس. ألّف دودو القصة مثل وطار وبن هدوقة وأصدر مجموعة ”بحيرة الزيتون” في 1967، ومع ذلك بقي وفيا للنصوص القصيرة خاصة من ”صور سلوكية” في أجزائها العديدة، حيث عمد إلى تأمل سلوك مواطنيه وانتقاء ما يمكن أن يكون ”حدثا قصصيا”. فنتعرّف على نماذج إنسانية واجتماعية قد تصادفنا يوميا ولا نعير لها اهتماما كما فعل المبدع أبو العيد دودو الذي لا يخلو هو أيضا من البعد السخري الذي يكون قد استمده من الكوميديا الإغريقية، هو الباحث المولع بالعهد الذهبي للأدب اليوناني القديم.
يعتبر النقد الأدبي عبد الحميد بن هدوقة والطاهر وطار المؤسسين الفعليين للرواية الجزائرية المكتوبة باللسان العربي، والملهمين الحقيقيين لجيل كامل أبدع في الرواية والقصة القصيرة، من أمثال بقطاش مرزاق وجيلالي خلاص وعمار بلحسن وواسيني الأعرج والحبيب السائح ومحمد ساري·· وغيرهم.
وأما المؤسّسون للرواية الجزائرية باللغة الفرنسية، فقد ألهموا جيلا كاملا أبدع على منوالهم، مستلهما منهم سبل الإبداع الأدبي وكيفية التعبير عن قضايا البلد المصيرية. فظهر رشيد بوجدرة الذي لم يخف تأثره بكاتب ياسين، والطاهر جاووت الذي كثيرا ما اقترن اسمه بمولود معمري، ورشيد ميموني التي كانت روايته ”النهر المحوَّل” متناصة مع قصة الطاهر وطار ”الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، وإن كانت ثقافة ميموني الفرنسية قد فتحت له أكثر من مصدر من الأدب العالمي.
أردنا من هذه المقالة المختصرة أن نتحدّث عن المؤسّسين الأوائل للأدب الجزائري الحديث، سواء ذلك المكتوب بالعربية أو الفرنسية، وأن نبيّن مدى ارتباطه بالقضايا الكبرى للأمة الجزائرية، ما تعلّق منها بالفترة الاستعمارية أو بالمجتمع الجديد في عهد الاستقلال. ولنقول أيضا أنّ هؤلاء المؤسّسين قد تركوا بصمات أدبية وفكرية نهلت منها الأجيال اللاحقة ولا تزال.