العربدة الصهيونية لا تقف عند حدٍّ، والتطرف الأعمى لا يبالِي بأرواح الأبرياء، ومتى تعوَّدنا من هؤلاء المغتصبين إلا الاستخفاف بالدم، والاستهانة بالحياة البشرية والاحتكام إلى منطق البطش والقوة.
إنّ العدوان السافر على أسطول الحرية الذي يحمل راية المساعدة الإنسانية، وينتظم العديد من الأحرار في العالم بمختلف بلدانهم ودياناتهم، لهو عدوان على الإنسانية ذاتها واستهتار بالقيم التي عاش الناس وماتوا من أجلها.
وإسرائيل تعبر بذلك عن الهلع والخوف من مستقبلها والإحساس المتزايد بالهزيمة؛ فالذئب أعدى ما يكون جريحًا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
لقد وجدوا أن الهجوم على غزة زادهم عزلة عالمية ووسع دائرة الكراهية لهم، وإن اغتيالهم للمبحوح فضح أساليبهم الدنيئة واستهانتهم بالأنظمة وعدم إقامتهم وزنًا لأي اعتبار، وها هم يقدمون على هذا العمل الحقير غير آبِهين بقيمة إنسانية ولا خائفين من أحد، والله لهم بالمرصاد.
لا نتوقع أن يتنادى حكامنا لغضبة إسلامية تعيد الحق إلى نصابه، ولم نتعود هذا خلال فترات التعسف والظلم والعدوان الطويلة، خاصة مع الانحياز الرسمي الأمريكي لصالح أمن إسرائيل مهما كانت جرائمها.
كلّ ما نتمناه من حكامنا أن تتضامن مع شعوبها، وأن تسمح لغضبتها أن تصل إلى أسماع الغافلين، وأن تعبر عن رفضها للظلم الذي يحيق بإخوانها وأبنائها وبناتها في فلسطين، وأن تتجاوب مع نزيف الدماء، وأنَّات الثكالَى ودموع اليتامى.
وكل ما نتمناه أن يجدوا جرأة ليعلنوا وقف المفاوضات مع العدو الغاشم وسحب جميع المشاريع التصالحية وسدّ طرق التواصل السياسي والتجاري مع دولة الاحتلال.. ولندع لأجيال المستقبل أن تنجح فيما فشلنا نحن فيه.
إنّ العجز عن هذا القدر من الاجتماع لهو مدعاة للتساؤل!
إنّ إقدام الحكومة اليمينية الصهيونية على استخدام السلاح في مواجهة هبة إنسانية لهو دليل على الضعف والتراجع والهلع الذي يرسم سياسة الكيان الصهيوني، والخوف كثيرًا ما يعمي الإنسان عن مخاطر ما يفعل، وسنن الله ماضية في هؤلاء المجرمين، فإذا لم يجدوا من يحاربهم بالسلاح فسيجدون من سنن الله الكونية وحكمته في أعدائه المجرمين ما ينخر فيهم من داخلهم، ويلحق بهم الهزيمة من حيث لم يحتسبوا كما ذكر ذلك في كتابه الكريم.
وها هو "الرعب" الموعود يظهر جليًا بغير مواربة { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ } إنها الهزيمة النفسية؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار.
نعم لتتحدث وسائل الإعلام وليصرخ القادرون ولتعرض المواقع الإلكترونية الحدث ساعة فساعة، وأدعو العلماء والدعاة والإعلاميين إلى مواكبة الحدث والتغطية الإعلامية الناجحة التي تفضح القرصنة الصهيونية.
وليكتب الأدباء والشعراء والكاتبون مقالات الاحتجاج، وليرفع الصبية والشيوخ والعباد أكُفَّ ضراعتهم لرب السماوات والأرض؛ استنزالاً للرحمة لأولئك الشهداء الأبرار، واستنزالاً للخزي والعقاب الرادع الأليم على القوم الظالمين ومن ساندهم ووقف معهم سرًّا أو علانية، أو سكت وهو قادر على الرفض والإدانة وإنها لحلقة في سلسلة متصلة من الصراع بين الحق والباطل { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
سلمان بن فهد العودة
كفى سكوتاً على الظلم .. أوقفوا المفاوضات أيها الحاكمون!
شكرا جزيلا اختي كريمة على الموضوع الرائع
إن مما ينبغي علمه من كليات وأصول الدين أن اليهود من أعظم أعداء الإسلام وأهله: قال الله سبحانه عنهم:" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [82] "[سورة المائدة] .
وقد وصفهم الله سبحانه في كتابه: بأنهم يقتلون الأنبياء، والذين يأمرون بالقسط من الناس، وأنهم سمّاعون للكذب، أكالون للسحت، يأخذون الربا وقد نهوا عنه، ينقضون المواثيق، ويحكمون بالطواغيت، ويصفون الله تعالى بالنقائص، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، وغيرِ هذا مما هو مشهور عنهم .
وتاريخ اليهود مليء بالمؤمرات والدسائس: فقد أرادوا قتل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فشُبه لهم ورفعه الله، وأرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم مراراً؛ فأنجاه الله منهم، وأرادوا أن يوقعوا الفتنة بين الصحابة فسلمهم الله، وأول فتنة فرّقت بين المسلمين كانت فتنة ابن سبأ اليهودي، واستمر كيدهم طوال التاريخ، فأثاروا فتناً، وأسقطوا دولاً، حتى تمكنوا أخيراً من اغتصاب أراضي المسلمين .
ومطامع اليهود ليس لها حد: فهم لا يقيمون وزناً لعهد ولا لميثاق، فقد قال الله تعالى عنهم إنهم يقولون:"لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ [75] "[سورة آل عمران] . وقال تعالى:" أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ [100] "[سورة البقرة] . وقال:" الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ[56] " [سورة الأنفال].
وأرض إسرائيل الكبرى: التي يحلمون بها والتي وضعوا رايتهم على أساسها من النيل غرباً حتى الفرات شرقاً، ومن شمال الجزيرة جنوباً حتى جنوب تركيا شمالاً، وقد علموا جيداً أنه لا بقاء لهم ما دام للعقيدة الإسلامية القائمة على الولاء والبراء، والجهاد في سبيل الله وجود بين الشعوب، حتى لو طال مقامهم، فإن قاعدة الدين، وملة إبراهيم، وأصل دين الإسلام، ومقتضى شهادة التوحيد؛ موالاة الإسلام وأهله ومحبتهم، والبراءة من الكفر وأهله ومعاداتهم، كما قال تعالى:" قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [4]" [سورة الممتحنة].
مشكوووووووووورة اختي على الموضوع الرائع لا اظن ان العرب سينهظون ينهض الحجر وهم لا لا لا