وتلعب التواشي دورا هاما في التعريف بالنوبة , فهي تعلم بالطبع الموسيقى الذي تقوم عليه , مثلها كمثل ا لمطالع الغزلية التي كانت تستهل بها القصائد ,أو هي »كبراعة الاستهلال في علم البيان التي تخبر أول التأليف بمقصوده ). ويبلغ بعضها درجة قصوى من الروعة والجمال, ناهيك بالتواشي السبع التي تصدر بها نوبة الحجازالمشرقي. وهي مقطوعات رشيقة تعزف على التوالي في حركة تجنح بالمستمع إلى الرقص ا الموقع ,وغالبا ما تؤدي في حصة مستقلة بذاتها تستغرق زهاء نصف الساعة.وتتحكم البنية اللحنية للتوشية الأولى في تركيب باقي التواشي. فتأتي هذه الأخيرة وكأنها توليد لألحان الأولى. وتنتمي التواشي إلى ثلاثة أنواع هي:
التوشية أو التواشي:
من أثمن النفائس في الموسيقى الأندلسية، و تنقسم إلى ثلاثة أقسام و هي
1. توشية النوبة:
هي قطعة موسيقية آلية بدون كلمات، و تعزف قبل ميزان البسيط، و يمكن أن تعزف قبل أي ميزان آخر، و هي من أجمل ما تحتوي عليه الآلة. و تأتي التوشية بعد البغية و تليهما ميازين النوبة، مع العلم بأن توشية النوبة ليس لها ميزان خاص، و إن كان بعض أهل هذا الفن يزعمون أن تواشي النوبة خاضعة لميزان البسيط.
2. توشية الميزان:
هي كذلك قطعة موسيقية آلية بدون كلمات، تعزف قبل البدء في الميزان و تتبعه في الإيقاع، و هي موجودة في ميازين القائم و نصف، و ميازين القدام، و كذلك ميازين الدرج، و في توشية واحدة بميزان بطايحي الرصد.
3. توشية الصنعة:
أثبت المؤرخون و الباحثون المختصون في التراث، أن تواشي الصنعة كانت تستعمل قديما في المقدمة، إلا أن الخوف من تعرضها لخطر الضياع دفع بهم إلى إقحامها داخل الصنعات، و هو المتداول عند الاحترافيين و الهواة إلى يومنا هذا بحيث ينشد البيت الأول من الصنعة ثم تليه التوشية، و بعد ذلك باقي أبيات الصنعة. و هذا الوضع قد ينقص من قيمتها الفنية بحيث تصبح و كأنها مجرد جواب بالآلات الموسيقية، إلى أن قام الفنان المرحوم أحمد الوكيلي بالخروج عن هذا المألوف و بادر بإعادة عزف توشية الصنعة في المقدمة قبل الدخول إلى الصنعة، فأعطاها بذلك استقلالا ذاتيا بجميع مقوماته إن صح التعبير، كأنها توشية ميزان، و كون لها شخصية متميزة عن غيرها بارزة المعالم فزاد من روعة جمالها، و بهذا العمل الجريء رد الاعتبار لتوشيات الصنعة و أضفى عليها روحا جديدة.