التصنيفات
القضايا الإسلامية

هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟


الونشريس

الجواب :

الحمد لله

"لا نعلم حرجاً في ذلك ، فلا نعلم حرجاً في أن يتكلم المسلم وهو يقرأ القرآن ، لكن كونه يستمر في قراءته ولا ينشغل بالكلام أولى ، حتى يحضر بقلبه للتدبر والتعقل ، فهذا أفضل إذا لم تدع الحاجة إلى الكلام .

أما إذا دعت الحاجة إلى الكلام فلا حرج إن شاء الله أن يتكلم ثم يرجع إلى قراءته ، مثل أن يرد السلام على من سلم عليه ، مثل أن يجيب المؤذن إذا سمع الأذان وينصت له ؛ لأن هذه سنن ينبغي للمؤمن أن يأخذ بها ولا يتساهل فيها ، فإذا سمع الأذان أنصت للأذان وأجاب المؤذن ثم عاد إلى قراءته ، وهذا هو الأفضل .

كذا إذا سلم عليه إنسان فيرد عليه السلام ، أو سمع عاطساً حمد الله يشمته ، أو جاءه إنسان يسأله حاجة فيعطيه ، فكل هذا لا بأس به .

أما إذا كان كلاماً ليس له حاجة فالأولى له تركه حتى يشتغل بالقراءة وحتى يتدبر ويتعقل ؛ لأن هذا هو المطلوب ، فالله سبحانه وتعالى يقول : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) ص/29 ، ومعلوم أن الكلام الذي ليس له حاجة يكون فيه شغل للقلب ، وفيه أيضاً إضعاف للتدبر ، فالأولى تركه" انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله




رد: هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

جزاك الله خيرا على الموضوع اختي هبة الرحمـــ***9829;ــــان




رد: هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

بارك الله فيك اختي
تحيـــــــــــــــــــــــــــــــاتي




رد: هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

جزاك الله خيرا على الموضوع اختي هبة الرحمـــ***9829;ــــان




رد: هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

الونشريس

ومبارك عليك الشهر الفضيل




رد: هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

شكرا جزيل انت كذلك على الطرح المميز .
جزاك الله جنات تجري من تحتها انهار خالدة




رد: هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انيوشا
جزاك الله خيرا على الموضوع اختي هبة الرحمـــ***9829;ــــان
الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة الربيع
بارك الله فيك اختي
تحيـــــــــــــــــــــــــــــــاتي
الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salimo960
جزاك الله خيرا على الموضوع اختي هبة الرحمـــ***9829;ــــان

و فيكم بارك الرحمان شكرا لكم على المرور و الرد الجميل

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farouk27
الونشريس

ومبارك عليك الشهر الفضيل

و لك خير جزاء اخي على الطلة المميزة
بارك الله فيك

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحات43
شكرا جزيل انت كذلك على الطرح المميز .
جزاك الله جنات تجري من تحتها انهار خالدة

لا شكر على واجب اخي هدا عملي
ان شاء الله تكونو استفدتم

بيض الله وجهكم و اثابكم الجنة
شكرا لكم




رد: هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

شكرا جزيلا لك على المعلومات القيمة اختي إيمان
جزاك الله خيرا




رد: هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

جزاكي الله خيــــــرا




رد: هل يجوز التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن ؟

و شكرا لكما اخوتي رانيا و كمال
بارك الله فيكما
و تقبل الله صيامكم و قيامكم




التصنيفات
قضايا المرأة و الأسرة و الطفل

وسائل تعليم الطفل مهارة الأتصال والتخاطب مع الآخرين

وسائل تعليم الطفل مهارة الأتصال والتخاطب مع الآخرين


الونشريس

وسائل تعليم الطفل مهارة الأتصال والتخاطب مع الآخرين

الونشريس

قد يظهر عند الطفل تأخر في نمو القدرة على التعبير،
فيتوقف عن المناغاة بسبب عدم قدرته على سماع الأصوات.
ويشكل ظهور خلل أو انحراف من هذا النوع في عملية تعلم الاتصال والتخاطب عند الطفل،
ظاهرة سلبية حرجة تعيق اتصاله بفاعلية، كما يحدث بسبب ضعف السمع مثلا.
ومن المهم أن يتم اكتشاف ذلك في وقت مبكر،
إذ يمكن الاستدلال عليه عندما نلاحظ عدم استطاعة الطفل أن ينتبه إلى الأصوات،
وفي مثل هذه الحالة يجب إخبار طبيب الأطفال بذلك،
واختصاصي السمع قادر على فحص سمع الطفل أثناء الأشهر الأولى من عمره،
وأن الطبيب والتربوي قادران على تحديد المراكز المختصة بإجراء فحص السمع المطلوب،
وهما اللذان يمكن التعاون معهما عن طريق تزويدهما المستمر بالمعلومات عن
استجابة الطفل للأصوات من حوله، لحين إجراء عملية فحص السمع.
وسائل اتصال الطفل
أن الطفل يتعلم الاتصال بالآخرين ومخاطبتهم عن طريق مجموعة من الوسائل،
وذكر منها ما يلي:
– استخدام الحواس:
فالطفل يتعلم من الأشخاص والأدوات، بالاستماع للأصوات التي تصدر عنهم،
وذلك بالنظر إلى أشكالهم، وباستكشافهم عن طريق اللمس والشم والتذوق،
أما إذا كانت هذه الحواس ضعيفة، فإن قدرات الاتصال ومهارات التفاعل مع الآخرين قد يتأخر أداؤها.
– تركيز الانتباه:
فالطفل يحتاج للنظر إلى الأشخاص والأدوات والاستماع للأصوات،
إلى تركيز النظر والانتباه إلى مصدر الصوت بالتحديد،
من دون أن يشرد انتباهه إلى مناظر أو أصوات أخرى،
وتعتبر المحافظة على مثل هذا النوع من الانتباه المركز،
أمرا مهما لتعليم الطفل معنى اللغة والتفاعل مع الآخرين.
– ربط المعاني مع الكلمات:
فلاكتساب مهارة الاتصال الفاعلة، فإن الطفل بحاجة إلى حاسة السمع والقدرة على الإصغاء،
وحاسة البصر والقدرة على النظر، وحاسة اللمس والقدرة على الإحساس.
إن الطفل بحاجة، على وجه الخصوص، لتعلم الكلمات المنطوقة،
وهي عبارة عن رموز لما يسمع أو يرى أو يشعر، وأن الكلمات لها معان،
وأن من الضروري أن يتعلمها، وأن يستوعبها.
– تذكر المعلومات:

إن ذاكرة الطفل مهمة لتخزين المعلومات، التي يتعلمها من العالم المحيط عن طريق حواسه،
وتعد القدرة على تذكر المعلومات مهمة لاستقبالها والتعبير عنها.
– تقليد الآخرين ومحاكاتهم:
إن الطفل الصغير يراقب الآخرين، فيتعلم التعبير اللغوي بتقليد الأفعال والأصوات والكلمات،
ويعد هذا النوع من المحاكاة مهما للطفل كي يتعلم مهارات جديدة،
وبالتالي يعبر عن نفسه وأفكاره معتمدا على قدراته.
– استخدام تركيبة من تعبيرات الوجه والإشارات والكلمات:
فمثلما يتعلم الطفل من العالم المحيط به، عن طريق مجموعة الحواس،
فإنه يتصل ويتفاعل مع هذا العالم من خلال تركيبة من تعبيرات وحركات الجسم
ونغمات الصوت والكلمات.
وتصبح هذه التركيبة من التعبيرات، التي تدعى التعبير اللغوي،
وسيلته الخاصة للوصول إلى الآخرين وللتعبير عن مشاعر أو أحاسيس معينة.
لغة التخاطب :
ويجب أن نعرف أن بعض الأطفال ذوي الإصابات الشديدة،
قد لا يمتلكون قدرات التحكم الفمية اللازمة للنطق بوضوح،
وبخاصة عند استخدام الجملة اللغوية، لذلك فإن تخاطبهم مع الآخرين (باللغة المنطوقة)
لا يكون فعالا، وفي هذه الحالة يقوم الأهل والمختصون باستنباط طرق جديدة للاتصال والتخاطب
مع الأطفال لمساعدتهم على تحقيق رغبتهم في التخاطب، عندما يصبح الكلام متعذرا أو مستحيلا.
ومن الضروري أن يتهيأ الأهل في مثل هذه الأحوال للبحث عن أنظمة وأدوات تساعدهم
على تحقيق التخاطب مع الأطفال مثل لوحة الاتصال، لوحة الإشارة، والأجهزة الإلكترونية،
لأن مثل هذه الوسائل والأدوات تساعد الطفل على التعبير عن حاجاته ومشاعره وأفكاره،
مستعملا حاسة اللمس (لمس الصورة والكلمات المكتوبة على اللوحات)
أو الإشارة التي تعبر عن كلمات منطوقة.
و
أخيرا، أوضح د. الدكروري أن الاكتشاف المبكر لأي صعوبة تتصل بأعضاء الفم كالتحكم في حركة الفكين أو اللسان أو الشفتين،
يعتبر أمرا مهما، لأن ذلك يشكل إعاقة لقدرات الطفل على التخاطب بفاعلية،
فإذا كان لدى الطفل صعوبة في إغلاق شفتيه، أو تحريك لسانه أو مضغ الطعام وبلعه،
أو في تنسيق حركات الفك والشفتين واللسان (وهي ضرورية للنطق)
فإن عمليات تقليد الأصوات، والمناغاة قد لا تظهر في العمر المتوقع.

إن التعاون مع المختصين في هذا الشأن له قيمة كبيرة لمعرفة وسائل التحكم في حركة الفكين وعملية إطعام الطفل، وستساعد هذه الوسائل الطفل على تحكم أفضل بحركات الفم، من أجل تقليد الأصوات والكلمات.
خطوات لمساعدة الطفل
– أولا:
تهيئة الجو المناسب للتخاطب الفعال مع الطفل،
لأن الطفل بحاجة لهذا التخاطب، ويتم ذلك عن طريق اتباع نمط ثابت من النظم والروتين والحدود
في حياته، ومن الضروري أن يشعر الطفل بأنك تشجعه على استخدام كلمات حقيقية
للتعبير عن نفسه عندما يحاول ذلك، ولا بد من خلق جو إيجابي فعال عندما يعبر الطفل
عن حاجاته، وذلك بالاستجابة لهذه الحاجات، ومن المفيد إثارة الطفل على الاستكشاف
والتعلم من غير ضغط عليه حتى لا يؤدي إلى التوتر، وبخاصة عندما يحاول المخاطبة.
– ثانيا:
جذب انتباه طفلك، وذلك قبل أن تعطيه توجيهات أو تفسيرات،
وتأكد أنه ينظر إليك، ومستعد لاستقبال رسالتك، واستخدم كلمات بسيطة،
مع التأكيد الخاص على بعض المفردات
مثل
: أن تناديه باسمه أو استخدام الكلمات: انتبه، اسمع، انظر.
– ثالثا:
مساعدة الطفل على فهم الكلام، حاول عند الكلام أن يكون وجهك عند مستوى نظر الطفل،
واستخدم لغة واضحة جملها مفيدة وبسيطة تناسب عمره،
وحدد بدقة الأسماء والأشياء وكرر ما تقول،
واستخدم الحركات والإشارات التي تساعد على توضيح دلالات الكلام،
عندما تشعر بأن الطفل لم يقدر على ربط اللفظ بالمعنى.
واعلم وتأكد من نجاح الطفل على إنجاز المطلوب بمساعدته وتوجيهه خطوة خطوة،
وبخاصة إذا فشل فشلا محبطا بعد سماعه ما طلب منه، واعمل على تحقيق هذا النجاح.
– رابعا:
الحرص على أن يكون الكلام مناسبا للموقف.
تكلم عن الأشياء الواضحة التي تشارك الطفل بها،
كالسماع والمشاهدة والشم والتذوق في لحظة وقوعها،
إذ إن من طبع الأطفال أن يصغوا باهتمام إلى اللغة الواضحة المعاني التي تشد انتباههم.
– خامسا:
إعطاء الطفل الوقت الكافي ليستجيب،
فالأطفال المتأخرون لغويا يحتاجون، أحيانا، إلى وقت أطول ليستوعبوا ويتذكروا المعلومات.
لذلك يجب أن يمنحوا وقتا أطول ليعبروا عن أفكارهم، وإن هذا الوقت الطويل يثير الأبوين،
لأنهما شغوفان بسماع رد طفلهما.
– سادسا:
الاستماع لما يريد طفلك نقله إليك،
انظر إلى الطفل أثناء محاولته التخاطب معك،
ودع ملامح وجهك ونغمات صوتك تساعدك على إظهار اهتمامك به،
استمع لنغمة صوته وراقب وجهه وجسمه وحركات يديه،
إن مجموعة هذه السلوكيات تساعد على فهم الرسالة،
التي يود الطفل توجيهها إليك.
– سابعا:
توفير النموذج اللغوي للطفل ليقلده ويوسع قدراته اللغوية،
فعندما يصبح الطفل قادرا على التعبير عن أفكاره بكلمات منطوقة،
لكون الكلمات وضعها في جمل قصيرة لتوسيع الاستجابة،
وقدم له نموذج تراكيب جديدة أو جملا تزيد على ما قاله،
إن هذا يقدم لابنك أفكارا جديدة وواضحة وتراكيب لغوية جديدة.
– ثامنا:
مكافأة الطفل لمحاولته المشاركة في التخاطب،
إن رغبة الطفل بالاتصال والتخاطب الكلامي تعتمد جزئيا على نوع التشجيع الذي يلقاه،
وإن ابتسامتك التشجيعية، ومعانقته، وكلمات المديح الصادق،
كلها أمور تستطيع تشجيع الطفل على التفاعل، وتعلمه أن التعبير الكلامي إيجابي.
– تاسعا:
كن مراقبا جيدا لمحاولات طفلك الاتصال،
راقب كيف يعبر طفلك عن حاجته، واعرف الأوقات التي يتفاعل فيها مع الآخرين،
صف له الجلسة أو النشاطات التي يظهر أنها تثيره على الاتصال،
اكتب كلمة أو جملة استخدمها، بالطريقة التي استخدمها بها تماما،
استند إلى الملاحظات لتعرف مستوى نموه اللغوي/الاتصالي بدقة،
وإن مساعدته ستكسبه مهارات جديدة، تتناسب مع قدراته،
ويجعلك تعرف الأشياء التي يجب تقديمها إليه،
وهذا بحد ذاته نجاح وفائدة للطرفين.




رد: وسائل تعليم الطفل مهارة الأتصال والتخاطب مع الآخرين

بارك الله فيك اختي

موضوع هادف

شكراااااا




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

قواعد التخاطب في تحليل التراكيب التداولية

قواعد التخاطب في تحليل التراكيب التداولية


الونشريس

قواعد التخاطب في تحليل التراكيب التَداوليّة
1- التعاون
أ‌- قاعدة الكم
ب‌- قاعدة الكيف
ج- قاعة علاقة الخبر
د- قاعدة جهة الخبر
2- التأدب
أ- قاعدة التشكيك
ب- قاعدة التودد

3- القصد
العبارات الدالة على القصد

4- الإفادة
أ‌- الإفادة وظاهرة التعيين
ب- الإفادة ومسألتا الذكر والحذف
ج- الإفادة والتقديم والتأخير
د- الإفادة والبدل

* قواعد التخاطب في تحليل التراكيب التَداوليّة
يقوم التخاطب على عدة مبادئ تَداوليّة، كل مبدأ منها يضم مجموعة من القواعد التي تضبط العمليّة التخاطبية، ومن هذه المبادئ* "مبدأ التعاون" المعروف بـ "الجانب التبليغي"، والمبدأ الثاني مبدأ التأدب" المعروف بـ "الجانب التهذيبي". والثالث "مبدأ القصد"، والرابع "مبدأ الإفادة". ستتناول الدراسة قواعد التخاطب من ناحية نظرية، وأخرى تطبيقية.

————————
* لا بدّ من الإشارة إلى أن المبادئ الأخرى تقوم على جوانب ليست بالأهمية التي يقوم عليه الجانبان "التبليغي والتهذيبي" والمبادئ الثلاثة، هي: "مبدأ التواجه واعتبار العمل" ، و" مبدأ التأدب الأقصى واعتبار التّقرُّب"، و "مبدأ التصديق واعتبار الصدق والإخلاص" .
فـ "مبدأ التواجه واعتبار العمل" قائم على مفهومين أساسيين، أحدهما مفهوم "الوجه"، والثاني مفهوم " التهديد".
فالوجه هو عبارة عن الذات التي يدعيها المرء لنفسه والتي لا يريد أن تتحد بها قيمته الاجتماعية، وهو على ضربين وجه دافع سلبي يريد المرء به أن لا يعترض الغيرُ سبيل أفعاله، ووجه جالب إيجابي يريد المرء به أن يعترف الغير بأفعاله، فتكون المخاطبة هي المجال الكلامي الذي يسعى فيه كل من المتكلم والمخاطب إلى حفظ ماء وجهه و وجه مخاطِبه. أمّا التهديد فهو الأقوال التي تعوق بطبيعتها إرادات المستمع المتكلم في دفع الاعتراض وجلب الاعتراف.
أمّا "مبدأ التأدب الأقصى واعتبار التّقرُّب" فإنّه مكمل لـ"مبدأ التعاون" فلا داعي لذكره هنا بشكل مفصل، ويصوغ مبدأه في صورتين اثنتين: إحداهما سلبية هي: "قلِّل من الكلام غير المؤدب"، والثانيّة إيجابيّة هي: "أكثِر من الكلام المؤدب.
أمّا مبدأ "التصديق واعتبار الصدق والإخلاص" فيصاغ هذا المبدأ على النحو الآتي "لا تقل لغيرك قولا لا يصدِّقه فعلك"؛ إذ ينبني هذا المبدأ على عنصرين اثنين: أحدهما، نقل القول الذي يتعلق بالجانب التبليغي، والثاني، تطبيق القول الذي يتعلق بالجانب التهذيبي "
انظر عبد الرحمن، طه.اللسان والميزان أو التكوثر العقلي.ط1.المركز الثقافي العربيّ، 1998.ص243-246.

أولا – مبدأ التعاون
ورد نصّ هذا المبدأ في اللّسانيات الحديثة عند الفيلسوف الأمريكي (بول غرايس) ذكره أوّل مرّة في دروسه المعروفة في "محاضرات في التخاطب"، ثم ذكره في مقالته الثانية "المنطق والتخاطب" وصيغة هذا المبدأ هي(1) "ليكن انتهاضك للتخاطب على الوجه الذي يقتضيه الغرض منه*.
وقد نقل لنا طه عبد الرحمن(2) عن (غرايس) "أن هذا المبدأ يوجب أن يتعاون المتكلم والمخاطب على تحقيق الهدف المرسوم من الحديث الذي دخلا فيه، وقد يكون هذا الهدف محدّدا
قبل دخولهما في الكلام أو يحصل تحديده أثناء هذا الكلام".
ويرى شاهر الحسن(3) أنّ المعنى المقصود من العبارة يبنى على الاستنتاج، فإذا كان المعنى المستنتج معلومًا للمتكلم والمخاطب فإن هذا الاستنتاج يدخل في إطار الافتراض المسبق، أما إذا كان المعنى المستنتج غير معروف للمخاطب مسبقًا فإن الاستنتاج يدخل في إطار تضمن المحادثة الذي ربطه (غرايس) بمبدأ التعاون.

————————
1- عبدالرحمن، طه.اللسان والميزان أو التكوثر العقلي.ط1. المركز الثقافي العربيّ،1998، ص243-246.
وترجمته فرانسواز بـ "قم بمساهمتك في التواصل، بالطريقة التي يتخذها الهدف التواصلي، المخوض في الفترة اللازمة، انظر أرمينكو، المقاربة التَداوليّة ، ص 53 و ترجمه عادل فاخوري بـ "اجعل مشاركتك على النحو الذي يتطلبه، في مرحلة حصولها، الغرض أو المآل المُسلم به من التخاطب المعقود" انظر فاخوري ، عادل. الاقتضاء في التداول اللّساني، ص 146 ، وترجمه صلاح إسماعيل بـ "اجعل إسهامك التخاطبي كما يتطلبه- عند المرحلة التي يحدث فيها – الغرض أو الاتجاه المقبول لتبادل الكلام الذي تشارك فيه".انظر إسماعيل، صلاح. النظرية القصدية. ص 87، وفي الموسوعة اللغوية ورد بصيغة "اجعل إسهامك بقدر ما هو مطلوب، في المرحلة التي يحدث فيها، من خلال الغاية المقبولة للمناقشة التي تجريها" انظر جيغري ليش، و جيني توماس الموسوعة اللغوية، المجلد الأول. ( االلغة والمعنى والسياق، البراغماتية المعنى في السياق). ص180.
2- عبد الرحمن، طه. اللسان والميزان، ص238.
3-الحسن، شاهر. علم الدلالة السمانتيكية والبراجماتية في اللغة العربيّة ، ص 168-169.
ويرفض (جيفري ليش)(1) ما يعتقده العديد من المعلقين أن مبدأ التعاون عند (غرايس) مبني على نزعة إنسانية تعاونية. ويرى أن مبدأ التعاون هو ببساطة وسيلة لشرح كيفية وصول الناس للمعاني.
لقد استعمل (غرايس) مصطلح "المعنى الضمني"(2) للحديث عما يمكن أن يوحي به المتكلم فوق ما يصرح به ظاهر كلامه، والمعنى الضمني يعتمد أساسا على مبدأ عام يسمى مبدأ التعاون.
إن الهدف من مبدأ التعاون الذي وضعه (غرايس) أنّه أراد أن يضع ضوابط يحقق بها المتكلم فائدة للمخاطب، أو يقيس بها المحلل مدى تحققها اعتمادًا على تمسك المرسل بها.
وبما أن مبدأ التعاون يهدف إلى غاية تبليغية نقصدها من وراء خطابنا وترتكز بشكل أساسي على دور المتكلم، وما يقدمه من معلومات تساعد مخاطبه على إدراك ما ينوي قوله، أو ما تقوله كلماته .
فلا شكّ أن العمليّة التواصليّة تحتاج إلى شيء من البحث الدقيق الجاد، فمن المعروف أن مبدأ التعاون هو ما أسماه (غرايس) بـ "حكم المحادثة"، الذي يفترض أن يكون هناك متكلم ومخاطب و عناصر أخرى- قد تكون استدلالية – تساهم في إتمام العمليّة التواصليّة.

————————————-
1- انظر الموسوعة اللغوية، المجلد الأول. ( االلغة والمعنى والسياق، البراغماتية المعنى في السياق) جيغري ليش و جيني توماس. ص179-181.
2- بروان، ويول. تحليل الخطاب. ترجمة محمد الزليطي، ومنير التريكي، جامعة الملك سعود. ط1. 1997م. ص 40.

و أدرك (غرايس)(1) أن هناك حالات كثيرة يخفق فيها الناس في مراعاة القواعد واحترامها، وقد ينشأ هذا الإخفاق عن تعمد الكذب وخداع الآخرين أو عدم القدرة على التعبير عن المقاصد من وراء الكلام تعبيرًا واضحًا. ولكنه صبّ جلّ جهده على الحالات التي يعجز فيها المتكلم عجزًا بينًا عن ملاحظة القواعد رغبة منه في حثِّ السامع على أن يلحظ معنى إضافيًا يختلف عن المعنى الذي تعبر عنه كلماته. هذا ويتحقق الاقتضاء التخاطبي بطريقتين: الطريقة الأولى هي الامتثال لقواعد التخاطب ومراعاتها، أمّا الطريّقة الثانيّة فهي الخروج على قواعد التخاطب وكسرها.
1 – قاعدة الكم
تعدّ "قاعدة الكم" القاعدة الأولى من قواعد التخاطب التي وضع أسسها (غرايس)؛ إذ تنص هذه القاعدة على أن تكون المساهمة إخباريّة دون زيادة أو نقصان، أي تقديم المتكلم المعلومة لمخاطبه بالقدر المطلوب. وإذا تعدّى ذلك بالزيادة أو النقصان أدى تعديه إلى خرق هذه القاعدة. هذا وقد وجدت هذه القاعدة صدى لها واستعمالا لدى الدارسين، ومن هؤلاء:
(شاهر الحسن) في كتابه "علم الدلالة السمانتكية والبراجماتية في اللغة العربيّة" وقد جاء ذكرها عنده كما يأتي(2) : "أن تكون مساهمة المتخاطبين بالقدر الكافي دون زيادة أو نقصان*"
———————
1- إسماعيل، صلاح. النظرية القصدية في المعنى عند بول جرايس.حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية، الحولية الخامسة والعشرون، الرسالة الثلاثون بعد المئتين.200م، ص 89.
2- شاهر الحسن، علم الدلالة السمانتكية والبراجماتية في اللغة العربيّة، ص 169.
* (جيفري ليش) في " اللغة والمعنى والسياق" وجاء ذكرها كما يأتي(2): "اجعل إسهامك إخباريًا بقدر ما هو مطلوب لغرض المحادثة الجارية، ولا تجعل إسهامك أكثر مما هو مطلوب" جيفري ليش، اللغة والمعنى والسياق، ص 180. ( فيليب بلانشيه) في كتابه "التَداوليّة من أوستن إلى غوفمان"، الذي ذكرها على النحو الآتي(3): "تقول ما هو ضروري بالضبط ولا تزيد أكثر مما هو ضروري" انظر فيليب بلانشيه، التَداوليّة من أوستن إلى غوفمان، ص84. ( دومينيك) في كتابه "المصطلحات المفاتيح"، وقد أطلق عليها " الحكم الحديثية" ومن تلك الحكم "التحلي بالصدق(4)" انظر دومنيك، المصطلحات المفاتيح، ص33( صلاح إسماعيل) في كتابه ( النظرية القصدية في المعنى عند "جرايس")، إذ ترتبط مقولة الكم لديه بكمية المعلومات التي يجب تقديمها في التخاطب وتتحقق بقاعدتين "الأولى – اجعل إسهامك التخاطبي بالقدر المطلوب بغية تحقيق الأغراض الحالية للتخاطب"، والثانية –" لا تجعل إسهامك التخاطبي إخباريًا أكثر مما هو مطلوب(5)" انظر صلاح إسماعيل، النظريةالقصدية في المعنى عند جرايس، ص 88.

وتتضح كمية المعلومات التي يقدمها الرضيّ لمخاطبه لاستمرار العملية التواصلية في قوله(1):"..وقد تعطف مضارعا على مضارع، وهو قليل نحو: أقوم، لا أقعد، والمجوّز: مضارعته للاسم، فكأنك قلت: أنا قائم لا قاعد".
فسر الرضيّ قلة هذا (أي عطف المضارع على المضارع بلا النافية) ومخالفته على أساس أن التبليغ بالجملة الاسمية، التي تفيد الإثبات ساعة التكلم، غير التبليغ بالمضارع الذي من شأنه أن يفيد تزجية الحدث شيئا فشيئًا، أو أن الحدث مما هو نعت، ووقوعه على نحو متكرر يمكن أن يحمل هذا على "مبدأ التعاون".
وفي موطن آخر يقول الرضيّ(2): "فلا تقول: جاءني العبد كله، وذهب زيد كله، فإن أجزاء العبد لا تفترق بالنسبة إلى المجيء، بأن يجيء بعض منه، ولا يجيء الباقي. فعلى هذا القياس: لا يقال: اختصم الزيدان كلاهما، لأن (الزيدان) لا يصح افتراقهما بالنظر إلى الاختصام، إذ هو لا يكون إلا بين اثنين أو أكثر، فلا يصح أن يقال اختصم زيد وحده".
فسر الرضيّ عدم جواز التركيب (جاءني العبد كله، وذهب زيد كله)- من حيث تضمنه التوكيد بـ ( كل)- بالاستناد إلى ما هو متعارف عليه بين أبناء البيئة اللغوية بأن أجزاء العبد لا تفترق بالنسبة إلى المجيء والذهاب وهذا أمر يفترض- تداوليًا – أن كلاً من المرسل والمتلقي في البيئة الواحدة يعلمه ويبني على أساسه كلامه التبليغي.

—————————————-
1- شرح الرضيّ على كافية ابن الحاجب 6 /187.
2- السابق 3/10.
وفسر عدم جواز (اختصم الزيدان كلاهما)- من حيث التوكيد بـ (كلا)- بأن فعل الاختصام يحدث بين اثنين، وزيادة (كلاهما) على التركيب تعطي معنى مخالفا للمعنى المتضمن في (اختصم)، فالتبليغ بإضافة (كلاهما) أو (وحده) في (اختصم زيد وحده) مخالف للعرف اللغوي، و مخالف لقواعد التخاطب؛ لأن المخاطب على معرفة تامة بما يفيده فعل الاختصام.
من هنا كانت إضافة ألفاظ مثل (كله) و (كلاهما) و (وحده) تتعارض مع ما يعرفه كل من طرفي الخطاب عن الكيفية التي يجب أن يَرِدَ عليها التركيب بالاستناد إلى طبيعة معناه، ذلك المعنى المقتضي لوجود طرفين لتحققه.

* بيان مواضع دخول الفاء في جواب الشرط
وفي سياق حديثه عن (بيان مواضع دخول الفاء في جواب الشرط)، يقول الرضيّ(1): "ولا يصدّر الماضي شرطًا بلا ، فلا يجوز؛ (إن لا ضرب ولا شتم)، لقلة دخولها في الماضي.
فعلى هذا لا تقول: إن ستفعل، وإن لن تفعل، وإن ما تفعل، وإن قد فعلت وإن قد تفعل، وإن ما فعلت".
تفسيره يستند إلى أن معلومات مشتركة يفترض بطرفي الخطاب أن يكونا على علم بها على نحو ييسر التواصل بينهما تيسيرًا يقوم على "مبدأ التعاون" الذي يقضي بعدم احتواء التركيب على معلومة تتعارض مع ما استقر لدى أبناء البيئة اللغوية من كيفيات التراكيب والمعاني التي يفترض أن تؤديها.

——————
1- شرح الرضيّ على كافية ابن الحاجب 5/12.

* تأنيث ألفاظ العدد باعتبار المعدود
وفي سياق حديثه عن ( تأنيث ألفاظ العدد باعتبار المعدود)، يقول الرضيّ(1): "أمّا جمع المذكر السالم فلا يقع مُمَيِّزًا للعدد عند سيبويه، إن كان وصفًا، إلا نادرًا، فلا يقال: ثلاثة مسلمين، ولا ثلاث مسلمات، إذ المطلوب من التمييز تعيين الجنس، والصفات قاصرةٌ في هذه الفائدة، إذ أكثرها للعموم، فلذا لا نقول في الجمع المكسَّر وصفًا: ثلاثة ظرفاء".
فسر ندرة وقوع جمع المذكر السالم مميزًا للعدد في حال كونه وصفًا على أن التبليغ بالتمييز يعتمد على تعيين الجنس، وأن الصفات تخلو من هذه الفائدة (تعيين الجنس) بالإضافة إلى أن أكثرها يعتمد على العموم؛ لذلك لم يجز أيضا في الجمع المكسرَّ (ثلاثة ظرفاء) لعدم تحقق الفائدة المرجوة من الجمع (جمع المذكر السالم وجمع التكسير). وهذا يعني ضرورة تجنب طرفي الكلام لما يقلل من فائدة الكلام كالتمييز بالوصف الذي لا يعتني عادة بتعيين الجنس الذي يفتقر إليه العدد.

2 – قاعدة الكيف
تعدّ قاعدة الكيف القاعدة الثانية من قواعد التعاون التي وضع أسسها (غرايس)؛ إذ تنص هذه القاعدة على "لا تقل ما تعلم كذبه، ولا تقل ما ليس لك عليه بينة(2)". وهناك من ترجمه بالنوعية من مثل شاهر الحسن، إذ يقول(3): "قاعدة النوعيّة: (Maxim Of Quality)، وتنص على أن تتصف مساهمة المتخاطبين بالصحة، فلا تحتوي أفكارًا أو شيئًًا لا تعززه الشواهد".