بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن سقط أسيرا و طائفة ممن معه من المجاهدين في قبضة الجيش الفرنسي ، و بعد أن خيره الفرنسيون بين جملة من البقاع ليختار منها منفى له و لأصحابه مقحمين في ثنايا عرضهم أشكالا من الإغراءات ليكون اختياره فرنسا ، أصر الأمير المجاهد أن يكون منفاه إلى الشام و تحديدا إلى سوريا ، فكان له ما أراد بعد شد و جذب …
فما راعه و هو في منفاه إلا حنينا ملك عليه كل أمره لزوجته التي حيل بينه و بين مضيها معه ، فكتب هذه الأبيات يشكو إليها ما يعانيه من جمر الشوق و لوعة البعاد ..
قال رحمه الله :
أقول لمحبوب تخلف من بعـــــــــــدي — عليلا بأوجاع الفراق و البعـــــــــــــد
أما أنت حقا لو رأيت صبابتــــــــــي — لهان عليك الأمر من شدة الوجـــــــــد
و أرى المسكين عذبــــــه النـــــــوى — و أنهاه حقا إلى منتهى الحــــــــــــد
و إني و حقِ الله دائـــــم لوعـــــــــــة — و نار الجوى بين الجوانح في وقــْـــد
ومـن عجب صبري لكل كريهــــــــــة — وحملـيَ أثـقـالاً تـجـلّ عن العـــــــــد
و لست أهاب البيض كلا و لا القنــــا — بيوم تصير الهام للبيض كالغمـــــــــد
وأرجاؤه أضحـت ظـلاما وبرقــــــــه — سيـوفـا وأصـوات الـمدافع كالرعد
ولا هالني زحف الصفوف وصوتهــــا — بيوم يشيب الطفل فيه، مع المــــــرد
وقد هالني بل قد أفاض مدامعـــــي — وأضنى فؤادي بـل تعدى عن الحـــد
فـراق الذي أهـواه كهـلا ويافعــــــا — وقلبـي خـليٌّ من سعادٍ، ومن هــــند
* * *
ألا هل يجود الدهر بعد فراقنــــــــــا — فيجمعنا و الدهر يجري إلى الضــــد
و أشكوك ما نلت من تعب و مــــــــا — تحمله ضعفي و عالجه جهــــــــــدي
كي تعلمي أمّ البنينَ بأنـــــــــــــــــه — فراقك نار و اقترابك من الخلـــــــــد
——————————————————————————–
لنا في كل مكرمة مجال – عبد القادر الجزائري
لنا في كل مكرمـة مجـال ……… ومن فوق السماك لنا رجالُ
ركبنا للمكـارم كـل هـول …………..وخضنا أبحراً ولها زجـال
إذا عنها توانى الغير عجـزاً …… فنحن الراحلون لها العجـال
سوانا ليس بالمقصـود لمـا …….. ينادي المستغيث ألا تعالـوا
ولفظُ الناسِ ليس له مسمّـى ……… سوانا والمنـى منّـا ينـال
لنا الفخر العميم بكل عصـرٍ ………. ومصر هل بهذا مـا يقـال
رفعنا ثوبنا عن كـل لـؤمٍ ………… وأقوالـي تصدّقهـا الفعـال
ولو ندري بماء المزن يزري ….. لكان لنا على الظمإ احتمـال
ذُرا ذا المجد حقا قد تعالـت ………. وصدقا قد تطاول لا يطـال
فلا جزعٌ ولا هلـعٌ مشيـنٌ ………. ومنّا الغدرُ أو كذبٌ محـال
ونحلم إن جنى السفهاء يوماً …… ومن قبل السؤال لنـا نـوال
ورثنا سؤددا للعـرب يبقـى …….. وما تبقى السماء ولا الجبال
فبالجدّ القديم علـت قريـش ………… ومنا فوق ذا طابـت فعـال
وكان لنا دوام الدهـر ذكـرٌ ………… بذا نطق الكتاب ولا يـزال
ومنّا لم يزل في كل عصـرٍ ………….. رجالٌ للرجال هـمُ الرجـال
لقد شادوا المؤسّس من قديـم …… بهم ترقى المكارم والخصال
لهم هممٌ سمت فـوقَ الثريـا ………… حماة الدين دأبهـم النضـال
لهم لسنُ العلوم لها احتجـاج ………. وبيضٌ ما يثّلمهـا النـزال
سلوا تخبركم عنـا فرنسـا ………. ويصدق إن حكت منها المقال
فكم لي فيهم من يوم حـربٍ ……….. به افتخر الزمان ولا يـزال
دمتم بخير
شكرا لك اختي على المساهمة
باااارك الله فيك
بارك الله فيك
وفيكم وبرك ا
[IMG]file:///E:/DOCUME%7E1/hamdadou/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot-1.jpg[/IMG]حياته(اصوله و تعليمه):
ولد عبد القادر بالقطنة قرب معسكر عام 1808م، تلقى تربيته بالزاوية التي كان يتكفل بها أبوه محي الدين ثم تابع دراسته بأرزيو و وهران على يد علماء أجلاء حيث أخذ منهم أصول العلوم الدينية، الأدب العربي، الفلسفة، التاريخ، الرياضيات، علم الفلك و الطب. وكان على علم و دراية تامين بعلماء أمثال أفلاطون، أرسطو،
الغزالي، ابن رشد كما تبينه كتاباته. وقد تفانى طوال حياته في تجديد علمه و إثراء ثقافته.
من أهم ما قام به:
عام 1826، في عمر لم يتعد الثامنة عشر، يقوم بمعية والده برحلة نحو البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج ليتجه بعدها لبغداد قصد زيارة ضريح الولي عبد القادر الجيلاني، مؤسس جمعية القادرية التي تضم زاوية القطنة. مما يسمح لهما بالابتعاد عن سيطرة باي وهران الذي كان متخوفا من النفوذ العقائدي الذي كان يتسم به كل من محي الدين و ابنه عبد القادر.
بداية مشواره الحربي والبطولي
بعد الاستيلاء على مدينة الجزائر عام 1830 م من طرف الفرنسيين، شارك محي الدين و ابنه عبد القادر المقاومة الشعبية التي خاضها الأهالي الجزائريون. و قد أثبت خلالها عبد القادر شجاعة وحنكة نادرتين.
مبايعته:
تجتمع بعدها قبائل المناطق الغربية لاختيار قائد لها يدافع و إياهم على البلاد حيث يقع اختيارهم على محي الدين. غير أن هذا الأخير يعتذر بسبب سنه المتقدمة و يقترح، بدلا منه، ابنه عبد القادر الذي و بإقبال كبير يبايع أميرا عليهم في تجمع ضخم بتاريخ 21 نوفمبر 1832.
الترتيبات:
بعد الاستيلاء على مدينة الجزائر عام 1830 م من طرف الفرنسيين، شارك محي الدين و ابنه عبد القادر المقاومة الشعبية التي خاضها الأهالي الجزائريون. و قد أثبت خلالها عبد القادر شجاعة
و حنكة نادرتين. تجتمع بعدها قبائل المناطق الغربية لاختيار قائد لها يدافع و إياهم على البلاد حيث يقع اختيارهم على محي الدين. غير أن هذا الأخير يعتذر بسبب سنه المتقدمة و يقترح، بدلا منه، ابنه عبد القادر الذي و بإقبال كبير يبايع أميرا عليهم في تجمع ضخم بتاريخ 21 نوفمبر 1832.
ساكمل في المرة القادمة انشاء الله