التصنيفات
الالتحضيري

بالفيديو طريقة بسيطة لتقديم أركان الإسلام وأركان الإيمان للأطفال

بالفيديو طريقة بسيطة لتقديم أركان الإسلام وأركان الإيمان للأطفال


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو على اليوتيوب يظهر فيه معلمة عربية وهي تشرح أركان الإسلام وأركان الإيمان ونوره لمجموعة من الأطفال داخل الفصل الدراسي في إحدى المدارس بطريقة ذكية ومبتكرة.

وكانت الوسائل التربوية التي استخدمتها المعلمة عبارة عن مجموعة من الشمع المشتعل وقفازات طبية (كل اصبع من الأصابع الخمسة في القفازات يحمل اسم ركن من أركان الإسلام) ومجموعة من الأكواب. ثم قامت أولا بتمرير القفازات الممتلئة بالهواء على الشمع المشتعل فاحترقت.

بعد ذلك طلبت المعلمة من الأطفال أن يقوموا بملء القفازات بالماء الموجود في الأكواب بعد أن أطلقت على كل كوب إسم ركن من أركان الإيمان وبعد ذلك مررت القفازات على الشمع المشتعل فلم يحترق.

وقال نشطاء عبر موقع يوتيوب أنّ الطريقة البسيطة التي انتهجتها المعلمة حببت الأطفال في نور الإيمان، واستيعاب قيمة أركان الدين الإسلامي الحنيف.

منقول بتصرف


يمكنكم تحميل الفيديو من هنــــــا

أو من الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
طريقة عرض أركان الإسلام وأركان الإيمان.rar‏  7.60 ميجابايت المشاهدات 109


التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

محاضرة: المساجد بيوت الرحمن وعمارتها من الإيمان

محاضرة: المساجد بيوت الرحمن وعمارتها من الإيمان


الونشريس

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المخلوقين سيِّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد r، وخير الأمور ما كان سُنّة، وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار.
أيُّها الإخوة الحضور : مرحبا بكم في بيت من بيوت الله الّتي خصّها الله بعبادته، وأضافها لنفسه، وجعل زُوَّارها في ضيافته، وشهد لهم بالإيمان، وأمرنا رسوله صلّى الله عليه وسلّم أن نشهد لهم بالإيمان، والكلمة التي سألقيها على مسامعكم، عنوانها: (المساجد بيوت الرحمن، وعمارتها من الإيمان).
لقد أدرك الرسول الكريم، عليه أفضل الصّلوات، وأزكى التّسليم، أنّ أصحابه ومن دخل في دينه يحتاجون إلى تربية وتعليم، وتوجيه وإرشاد، وذلك يتطلب مكاناً يجتمعون فيه. فكان أولَ عمل بدأ به عليه الصّلاة والسّلام لمّا هاجر إلى المدينة المنوّرة أن شرع هو وصحابته الكرام في بناء المسجد.
ومنذ تلك اللحظة صار المسجد منارة تشعُّ في أرجاء دولة الإسلام، حيث أصبح مكان أداء العبادة من الصلوات والاعتكاف، كما أصبح ملتقىً للمسلمين ومُنْتَدىً لحواراتهم، وهو المكان الذي يبثّ من خلاله الرّسول الكريم صلى الله عليه وسلم أحاديثه النُّورانية فيصلح ويُوجِّه ويرشد، كما أنّه كان أيضاً بداية الانطلاقة لجيوش الإسلام التي فتحت مشارق الأرض ومغاربها، في عهده وعهد من جاء بعده من خلفاء المسلمين.
أيها المسلمون: إنّ المساجد هي بيوت الله، وهي خير بقاع الأرض وأحبُّها إلىالمولى جلّ وعلا. جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحبُّ البلاد إلى الله مساجدهاوأبغض البلاد إلى الله أسواقها،وقال تعالى: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لله فلا تدعوا مع الله أحداّ}، والمعنى: وأُوحيّ إِلَيَّ أن المساجد وبيوت العبادة هي مختصّة بالله فلا تعبدوا فيها غيره، وأخلِصوا له العبادة فيها، قال قتادة: كان اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسَهم وبِيَعَهُم أشركوا بالله فيها، فأمر الله عزّ وجلّ نبيَّهُ والمؤمنين أن يخلصوا الدّعوة لله إذا دخلوا المساجد كلّها.
ومن أجَلِّالأعمال وأعظمِها منزلة عند الله، عمارة المساجد، وعمارة المساجد علىنوعين:
الأوّل: عمارة معنوية: ويُعنى بها عمارتهابروّادها، بالمصلين أهلِ الإيمان، أهلِ الله، وهذه هي الأساس والهدف من وجودالمساجد، إذْ ما فائدة وجود مساجد بلا مُصلين؟فالعمارةالمعنويةهي الأصل، وتحصل بأداء الصلاة فيها والاعتكافُ وقراءة القرآن وذكر الله، وحلقات الذكر، واتّخاذها منطلقاً للعلم والتّوجيه والتّربية وما إلى ذلك من أعمال ترضيالله عزّ وجلّ، رغبةً منّا في أن يتحقّق فينا قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسيالجليل:[وعزّتيوجلالي إنّي لأهيم بأهل الأرض عذاباً، فإذا نظرتُ إلى عُمّارَ بيوتي، وإلى المتحابّينفيَّ، وإلى المستغفرين بالأسحار، صرفتُ ذلكعنهم]. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) رواه مسلم.
الثّاني: العمارة الحسِّية:ويُعنى بها:بناء مكان يأويإليه الناس ليُصَلُّوا فيه ويعبدوا ربّهم تحت جدرانه،والعناية بشؤونه وحفظه من الأوساخ والأدران، قال صلى الله عليه وسلم: (من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى اللهله بيتاً في الجنة). مَفْحَصُ القطاة: حيث تُفَرِّخ فيه من الأَرض. وروى أحمد في مسنده: (مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِداً وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ). فقوله صلّى الله عليه وسلّم: (قدر مفحص قطاة) يدلّ على أنّ من ساعد في بنيان مسجد، ولو بشيء قليل، بحيثتكون حصّته من المسجد هذا المقدار وهو مفحص القطاة، استحقّ هذا الثّواب الجزيل.
وقد ربط الباري جلّ وعلا بين العمارة والإيمان، قال ابن كثير رحمه الله : فَشَهِدَ تَعَالَى بِالْإِيمَانِ لِعُمَّار الْمَسَاجِد كَمَا قَالَ الْإِمَام أَحْمَد …عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُل يَعْتَاد الْمَسْجِد فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ)، قَالَ تَعَالَى {إِنَّمَا يَعْمُر مَسَاجِد اللَّه مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر}.
وعلينا الاهتمام ببنائها والمحافظة عليها، وتعليم أولادنا ذلك، وأن لا يكونوا ممن يُخَرِّبها، كذلك علينا الاهتمام بنظافتها والتجمُّل عند الذهاب إلى المسجد قال الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ)، قال ابن كثير رحمه الله : مِنْ السُّنَّة يُسْتَحَبّ التَّجَمُّل عِنْد الصَّلَاة وَلَا سِيَّمَا يَوْم الْجُمْعَة وَيَوْم الْعِيد وَالطِّيب لِأَنَّهُ مِنْ الزِّينَة وَالسِّوَاك لِأَنَّهُ مِنْ تَمَام ذَلِكَ وَمِنْ أَفْضَل اللِّبَاس الْبَيَاض.
يقول المولى تبارك وتعالى:{فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} أي: فعسى أن يكونوا في زمرة المهتدين يوم القيامة، قال ابن عبّاس: كلّ عسى في القرآن واجبة، قال الله لنَبِيِّه: {عسى أن يبعثك ربُّك مقاما محمودا} يقول: إنّ ربَّك سيبعثك مقاما محمودا وهي الشّفاعة، قال أبو حيان: وعسى من الله تعالى واجبة حيثما وقعت في القرآن، وفي التّعبير بعَسى قطع لأطماع المشركين أن يكونوا مهتدين، إذ مَنْ جَمَع هذه الخصال الأربعة جعل حاله حال من تُرجى له الهداية، فكيف بمَن هو عارٍ منها ؟ وفيه ترجيح الخشية على الرّجاء، ورفض الاغترار بالأعمال الصّالحة.
ويقول في سورة النور: {فيبيوتٍ أذِنَ الله أن تُرفعَ ويُذكرَ فيها اسمه، يُسبِّحُ لهُ فيها بالغدُّوِّوالآصال رجالٌ لا تُلهيهِم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاءالزكاة يخافون يوماً تتقلّبُ فيه القلوبُوالأبصار}.
فعمارةالمساجد كالمِرآة الصافية لعكس أحوال الناس، وبيان مدى رغبتهم في الخير، وبزيارةالمسلمين لها في اليوم والليلة خمس مرّات؛ يتَّضِح المؤمن من المنافق، يقول رسول الله: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان)، ويقول عبد الله بن مسعود:(ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض).
ومن المساجدتصعد الأعمال الصالحة، وفيها تنزل الرحمات، كيف لا ! والمساجد مدارسٌ لتعليمِالدّين، وتهذيبِ النّفوس، وتقويمِ الأخلاق، وصقلِ العقائد وإنارتِها، مدارسٌ لتلاوةِ كتابِالله، ومِصَحّاتٌ لأمراضِ القلوبِ التي هي أخطر من أمراض الأجسام.
وبناؤهامن أبرز أعمال البرّ، الذي يخلدبعد صاحبه، ويبقى له الذكر الحسن، والثناء الجميل،والأجر العظيم، وأحد السّبعة الذين يُظِلُّهم الله في ظِلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه: رجلقلبه معلَّق بالمساجد.
والمؤمنون بالله واليوم الآخر أعطوا المساجد حقَّها من العنايةبها، وعمروها وتعلّقت بها قلوبهم، وذلك لفضلها، وعظيم شأنها عند الله، ثمّ عندالمسلمين الذين ما كانت لهم معاهد ولا مدارس ولا أندية إلاّ المساجد، وفيها يقومونواقفين بين يدي الله، مذعنين له بالعبودية كلّ يوم وليلة خمس مرات.
وقد كانللمساجد عند أهلها من التقدير ما نشاهد آثاره اليوم باقيةً فينا، فكم أكثروا منها،وزيّنوها، وحبسوا عليها من الأوقاف العظيمة، ما يقوم بشأن الأئمة والمؤذّنين فيها،وفرشها، ومطاهرها، وسرجها، ومجامرها، ومكاتبها المُعَدَّة للمعلمين والمتعلمين.
ولكنّبعض الناس اليوم وللأسف الشّديد، أهملوا المساجد وتركوها، وظنّوا أنها لا تبنىإلا للضّعفاء، والمرضى، والشيوخ، والعميان، ومن لا حاجة له بالدنيا، ناسين أنّ آباءهمالأولين، وسلفَهم الصّالحين، ما كانوا يبايعون الأئمة إلاّ فيها، ولا يخرجون الجيوشالفاتحين إلا منها، ولا يطلبون العلم إلا بين جدرانها، فكانوا إذا حزَبَهم الأمر،اجتمعوا له في المسجد، وتشاوروا فيه.
وللعلماء في المساجدِ المجالسُ العامرةبمختلف العلوم، وفي مُقدِّمَتِها القرآن وتفسيره والسُّنّة المطهّرة، وبسبب ذلك تنزلالسكينة، وتغشى الرّحمة، وتحفّ الملائكة، ويذكر اللهُ القارئين والذاكرين فيمن عنده.فلو رجع لبيوت الله ما كانت عليه من إقامة الشّعائر، واجتماع المسلمين فيها، لتعلّقتبها قلوب كثير من الذين أعرضوا عنها واستخفُّوا بشأنها.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r (صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلاّ الصلاة لم يَخْطُ خُطوة إلا رفعت له بها درجة، وحُطّ بها عنه خطيئة، فإذا صلّى لم تزل الملائكة تصلّي عليه ما دام في مُصَلاَّه، اللَّهُمَّ صلّ عليه، اللَّهُمَّ اغفر له، اللَّهُمَّ ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة). متفّق عليه وهذا لفظ البخاري.وفي حديث: (فإِذا دخل المسجد كان في صلاةٍ ما كانت الصّلاة هي تحبسه).
قال الإمام القرطبي رحمه الله: الحاصلبالخطوة الواحدة ثلاثة أشياء كتب الله له بكلِّ خطوة حسنة ويرفعه بها درجة ويحطُّ بهاعنه سيئة.
وقال ابن رجَب: وإنّما كان ملازمة المسجد مُكَفِّراللذنوب لأنّ فيه مجاهدةَ النّفس، وكفًّا لها عن أهوائها فإنّها تميل إلى الانتشار فيالأرض لابتغاء الكسب، أو لمجالسة الناس ومحادثتهم، أو للتنزُّه ونحو ذلك، فمن حبس نفسه في المساجد على الطّاعة فهومرابط لها في سبيل الله، مخالف لهواها وذلك من أفضل أنواع الصّبر والجهاد.
وجاء أيضا في فضل المشي إلى المسجد: ما روى البخاري عن أبي موسى الأشعري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم).
وفي مسلم عن أبيِّ بن كعب قال: (كان رجل لا أعلم رجلاً أبعدَ إلى المسجد منه وكان لا تخطئه صلاةً، فقيل له: لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفي الرّمضاء. قال: ما يسرُّني أنّ منزلي إلى جنب المسجد، إنِّي أريد أن يكتب لي مَمْشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي). فأُخْبِر النّبيُّ عليه السلام بذلك فقال: (قد جمع الله لك ذلك كلَّه).
وقال صلّى الله عليه وسلّم لبني سلمه حين أرادوا القرب من المسجد لبعد بيوتهم: (يا بني سلمة: ديارَكم تكتب أثارُكم). وعن أنس: (يا بني سلمة، ألا تحتسبون آثاركم). قال مجاهد: آثارهم، أن يمشى في الأرض بأرجلهم.وقال مجاهد في قوله: {ونكتب ما قدّموا وآثارهم}. قال: خطاهم. وقال صلى الله عليه وسلم: (بشِّر المشَّائين في الظُلَم إلى المساجد بالنُّور التّام يوم القيامة).
وتختصّ بعض المساجد والجماعات بخصائص ليست لغيرها ، كما يختص الحرم النّبوي بأنّ الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاّ المسجد الحرام.
وحديث أبي هريرة مرفوعاً: من توضّأ فأحسن الوضوء، ثم خرج عامداً إلى المسجد فوجد الناس قد صلَّوْا كتب الله له مثل أجر من حضرها، ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. هذا في المعذور، لا في المتكاسل المتهاون.
ـ وفي عمارة المساجد بيان قوة المسلمين وضعفهم في إيمانهم، إذ لا يتردّد على المساجد إلاّ من رسخ في قلبه الإيمان. ـ وفيها: التعبُّد لله تعالى بهذا الاجتماع؛ طلباً للثّواب وخوفاً من عقاب الله ورغبة فيما عنده، ولأنّ ملاقاة الناس بعضهم لبعض توجب المحبّة، والألفة والتّعارف؛ لأجل معرفة أحوال بعضهم لبعض، فيقومون بتفقُّد أحوال الفقراء، والمرضى، والمتهاونين بالصلاة، وتشجيع المتخلِّف عن الجماعة وإرشاده وتوجيهه، فيحصل التّعاون على البرِّ والتّقوى، والتّواصي بالحقّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ـ وفيها يزيد نشاط المسلم فيزيد عمله عندما يشاهد أهل النشاط في العبادة، وهذا فيه فائدة عظيمة: الدّعوة إلى الله بالقول والعمل، ـ إظهار شعيرة من أعظم شعائر الإسلام؛ لأنّ الناس لو صلّوا كلُّهم في بيوتهم ما عُرف أن هنالك صلاة. ـ إظهار عزّة المسلمين، وهذا فيه إغاظة لأهل النفاق والكافرين، لأن المسلمين لا يزالون في قُوّة وفي منعة ماداموا محافظين على هذه الصّلاة في المساجد، ـ تعليم الجاهل؛ لأن كثيراً من الناس يستفيد ممّا شرع في الصّلاة بواسطة صلاة الجماعة، ويسمع القراءة في الجهرية فيستفيد ويتعلم، ويسمع أذكار الصلوات فيحفظها، ويقتدي بالإمام فيتعلّم أحكام صلاته، ـ تعويد الأمّة الإسلامية على الاجتماع وعدم التّفرق؛ استشعار المسلم وقوفه في صفّ الجهاد، فلا يتقدّمون ولا يتأخّرون عن أوامره، وبتسوية الصّفوف تحصل الألفة؛ ولهذا أمر النبي r بمساواتها حتّى قال: ”ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم“. ـ استشعار آخر هذه الأمّة بما كان عليه أوّلُها؛ وهذا يعطي الأمّة الحرص على الاقتداء بالنبي r وأصحابه. ـ اجتماع المسلمين في المسجد راغبين فيما عند الله من أسباب نزول البركات. ـ إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة.
وحتّى النّساء جاز لهنّ حضور المسجد بشروط: ففي أبي دود: (لاتمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه، ولكن ليخرجن وهنَّ تَفِلاتٌ). وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه r: (لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهنَّ خيرٌ لهنَّ).
وعن عائشة رضي اللّه عنها زوج النبي r قالت: (لو أدرك رسول اللّه r ما أحدث النّساء لمنعهن المسجد كما مُنِعَهُ نساء بني إسرائيل).
ومعنى تفلات: أي غير متطيِّبات. (فأيّما امرأة خرجت وهي متعطِّرة فهي زانية). وأيضًا في حديث مسلم (إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمسّ طيبا) ويلحق بذلك الحلي والملابس التي فيها شهرة، فتمنع المرأة من أجل ذلك.
-بشارات لعُمّار المساجد:
– معلّق القلب في المسجد: فان الله تبارك وتعالى سَيُظلُّه في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبي r أنه قال: (سبعة يظلّهم الله تعالى في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه: الإمام العادل، وشابّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلّق في المساجد،…الحديث). وفي لفظ لمسلم: (ورجل معلّق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه). قال الإمام النّووي رحمه الله: (ورجل قلبه معلّق في المساجد) ومعناه شديد الحبِّ لها، والملازمة للجماعة فيها، وليس معناه دوام القعود في المسجد. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وظاهره أنّه من التّعليق، كأنّه شبَّهَهُ بالشّيء المعلَّق في المسجد، كالقنديل مثلاً، إشارة إلى طول الملازمة بقلبه وإن كان جسده خارجاً عنه، ويدلُّ عليه رواية: (كأنّما قلبه معلّق في المسجد)، ويحتمل أن يكون من العلاقة: وهي شدّة الحبّ. ويدلّ عليه رواية أحمد: (معلّق بالمساجد).
وقال غيره: لمّا آثر طاعة اللهتعالى، وغلب عليه حبُّه، صار قلبه مُعَلّقا بالمساجد، ملتفتا إليها يحبُّها ويألفها، لأنّهيجد فيها حلاوة القربة، ولذّة العبادة، وأُنس الطاعة، ينشرح فيها صدره، وتطيب نفسه،وتقرّ عينه. فهو لا يحبّ الخروج منها، وإذا خرج تعلّق بها حتّى يعود إليها.وهذا إنّما يحصل لمن ملك نفسه وقادها إلى طاعة الله جل وعلا فانقادت له.
أمّا من غلبته نفسه الأمَّارة بالسُّوء فقلبه مُعَلَّق بالجلوس في الطُّرقات،والمشي في الأسواق، مُحِبّ لمواضع اللّهو واللّعب، وأماكن التّجارة واكتساب الأموال.
ـعُمَّار المساجد هم أهل الهدى: قال تعالى: فعسى {أولئك أن يكونوا من المهتدين}،والهدى من أعظم مفاتيح العمل الصالح.
– محبّة الله.السّكينة وطمأنينةالنّفس، وانشراحالصدر وهدوء البال.
– كثرة الخُطا سبباً لمحو الخطايا ورفع الدرجات.
إكرام الله تعالى لزائر المسجد؛ لحديث سلمان عن النبي r قال: (من توضّأ في بيته ثم أتى المسجد فهو زائر لله، وحقٌ على المزُور أن يكرم الزائر).
_ فرح الله تعالى بقدوم العبد إلى المسجد لأداء الصّلاة فيه.
– الجلوس في المسجد سبب لصلاة الملائكة على العبد.
_ الصّلاة في الجماعة تَعْصِم العبد من الشّيطان. روى الإمام أحمد أن النبي r قال: (إنّ الشّيطان ذئب للإنسان كذئب الغنم يأخذ الشّاة القاصية والنّاحية وإياكم والشِّعاب وعليكم بالجماعة والعامّة).
-ما رواه البزّار عن أنس مرفوعًا: " إنما عُمّار المساجد هم أهل الله.
ـ إعداد النُّزل في الجنّة: عن أبي هريرة عنه صلّى الله عليه وسلّم: (من غدا إلى المسجد وراح، أعدّ الله له نزلاً من الجنة كُلَّما غدا أو راح). رواه الشّيخان وأحمد.
ـ حفظ الله عزّ وجلّ.
ـ البشارة بالنُّور التَّامّ يوم القيامة.
ـالبشارة بالجواز علي الصّراط إلى الجنّة.
ـوروى الطّبراني: (المسجد بيتكلّ تَقِيّ، وتكفّل الله لمن كان المسجد بيتَه بالرّوح والرّحمة والجواز علي الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة).
بعض آداب المسجد:
-المحافظة على دعاء الذهاب إلى المسجد (اللَّهُمَّ اجعل في قلبي نورا..)، ودعاء الدّخول والخروج.
– البعد عن اللّغو في الكلام.
– أداء التّحية عند الدخول وهي سنة مؤكّدة.
– الحرص على نظافة المسجد والبعد عن كل ما يجلب له الأوساخ والنّجاسات، وتجنُّب البصاق فيه. قال عليه الصّلاة والسّلام: (البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها)، وقال: (عُرضت عليّ أعمال أمتي حسنها وسيِّئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريقووجدت في مساوي أعمالها النّخامة تكون في المسجد لا تدفن).
-الحرص على الصّلاة إلى السّترة، والحذر من المرور أمام المصلّي، ومنع من مرّ بين يديه، لقوله صلّى الله عليه وسلّم : (فإن أراد أحد أن يمرَّ بين يديه فليمنعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان).
– الإقبال بتؤدة وهدوء وسكينة ووقار، لحديث: (إذا سمعتم الإقامة فلا تأتوا إلى الصّلاة وأنتم تسعون، وامشوا وعليكم السّكينة، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتِمّوا).
– عدم أكل أو شرب ما له رائحة كريهة ومنها الثّوم والبصل والدّخان وكلّ ما كان مؤذيا للمصلِّين.
وأن لا يشتري فيه ولايبيع، ولا يسلّ فيه سيفًا ولا سهمًا، ولا يطلب فيه ضالّة، ولا يرفع فيه صوتًا بغيرذكر الله، ولا يتكلّم فيه بأحاديث الدنيا، ولا يتخطّى رقاب الناس، ولا ينازع فيالمكان ولا يضيّق على أحد في الصّفّ، ولا يبصق ولا يتنخم ولايمتخط فيه، وأن ينزّه من النّجاسات والصّبيانوالمجانين وإقامة الحدود، وأن يكثر ذكر الله تعالى ولا يغفل عنه.
-التوقف عن أداء صلاة السنة متى أقيمت الصلاة المكتوبة.
تسوية الصّفوف: عن جابر بن سَمُرة قال: خرج علينا رسول الله فقال: (ألا تصفّون كما تصفّ الملائكة عند ربِّها)؟ فقلنا: يا رسول الله وكيف تصفّ الملائكة عند ربّها؟ قال: (يتمّون الصّفّ الأوّل، ويتراصّون في الصّفّ) رواه مسلم.
– ينبغي عدم التَّأَخُّر عن أوّل الصّلاة وتكبيرة الإحرام، وتجنب الاستعجال في الخروج من المسجد بعد انقضاء الجماعة، لئلاّ يؤدي إلى مزاحمة المصلّين ومدافعتهم.
فإذا فعل هذهالخصال فقد أدّى حقّ المسجد وكان المسجد حرزًا له من الشيطان الرجيم.
ومن عمارة المساجد:صَوْنُها عمّا لا يليق بها من الأقوال، والأفعال، والنّجاسات، والرّوائح الكريهة،والأوساخ المؤذية، وذلك من تعظيمها، وقال تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}. وفي حديث جابر بن عبد الله عن النبيقال: (منأكل البصل والثوم والكراث فلا يقربنّ مسجدنا فإن الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه بنوآدم).
وقال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: (لقد رأيت رسول اللهإذا وجد ريحهما من رجل في المسجد أمر به فأُخْرِج إلى البقيع فمن أكلهما فَلْيُمِتْهُمَاطبخًا).
وقال صلّى الله عليه وسلّم للذي بال في المسجد: (إنّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هيلذكر الله والصلاة وقراءة القرآن) متّفق عليه.
وقال لمعاوية بن الحكم السّلمي: (إنّهذه المساجد لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنّما هو التّسبيح والتّكبير وقراءةالقرآن).
وقد ثبت جملة من النّصوص الشرعية تحثّ على بناء المساجد والعناية بشؤونها وحفظها، ومنع السّفهاء والغوغاء من الإضرار بها والتّحذير من إفسادها. فمن ذلك: قوله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ مّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَنيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىَ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَـَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْأَن يَدْخُلُوهَآ إِلاّ خَآئِفِينَ لّهُمْ فِي الدّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِيالاَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، وهو وعيد شديد لمن يسعى في خراب المساجد من المصلّين الذّاكرين لله. والمراد بمنع المساجد أن يذكر فيها اسم الله منع من يأتي إليها للصّلاةوالتّلاوة والذكر وتعليمه. والمراد بالسّعي في خرابها: هو السّعي في هدمها، ويجوز أن يراد بالخراب تعطيلها عن الطّاعات التي وُضعت لها فيكون أعمَّ منقوله: (أن يذكر فيها اسمه) فيشمل جميع ما يمنع من الأمور التي بنيت لها المساجدكتعلُّم العلم وتعليمه، والقعود للاعتكاف، وانتظار الصلاة.
أمّا مُجرّد عمارة المسجد وزخرفتِه والتّباهي بحسن بنائه وتصميمه مع خُلُوِّه من العُبَّاد والمصلين فليس مراداً في الشرع كما قيل:
منائركم علت في كل حيٍّ *** ومسجدكم من العبّاد خالي
وجلجلة الأذان بكل فجٍّ *** ولكن أين صوتٌ من بلالِ ؟!
قال أبو سعيد: كان سقف المسجد من جريد النخل. وأمر عمر ببناء المسجد، وقال: أكِنَّ النّاس من المطر، وإيّاك أن تحمِّر أو تصفِّر، فتفتن الناس. وقال أنس: يتباهون بها، ثم لا يعمرونها إلاّ قليلا. وقال ابن عباس: لتزخرفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى.
إنّ العمارة الحقيقية للمسجد هي إحياء ذكر الله فيه وإقام الصّلاة، لحديث مسلم: (ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدّرجات ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، فذلكم الرّباط فذلكم الرّباط فذلكم الرّباط)، فالمحافظة على الصّلوات في الجماعات هي العنوان على صِحّة الإيمان.
المساجد هي المدارس الحقيقية التي تتربّى فيها الأجيال ولن يكون للمسلمين عزّة ولا قوّة ولا هيبة إلاّ حين يعودون إلى المساجد فينطلقون منها كما انطلق منها أسلافنا الأوّلون، لينشروا الهدى والحقّ والنّور في كلّ مكان. ولن يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلح به أوّلها.
ورُوَّاد المساجد في مجموعهم هم بقية أهل الخير، وهم الرّصيد لأصحاب الدعوات، وهم أقرب إلى الاستجابة من غيرهم. والصّلاة هي آخر العُرَى الباقية لهذا الدّين كما جاء في الحديث: ( لتنقضنّ عُرى الإسلام عُرْوَة عُرْوَة، فأولها نقضًا: الحكم وآخرها الصّلاة).
-التّحذير من التّخلف عن عمارة المساجد وهجرانها:
ـ قال تعالى: (يوم يُكشف عن ساق ويدعون إلى السّجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذِلّة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون).
قال كعب الأحبار: ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلّفون عن الجماعات.
وقال سعيد بن المسيّبِ رحمه اللهكانوا يسمعون (حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح) فلا يجيبون وهم سالمون أصِحَّاء).
-وروى الحاكم في مستدركه عن النبي r أنه قال: (لعن اللهُ ثلاثةً: من تقدّم قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عنها ساخط، ورجل سمع حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح ثم لم يجب).
– وقال أبو هريرة لَأَن تمتلئ أُذن ابن آدم رصاصا مُذابا خير من أن يسمع حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح ثم لا يجيب.
– وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد قيل: من جار المسجد ؟ قال: من يسمع الأذان.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: (من سمع النّداء بالصّلاة فلم يجب، ولم يأت المسجد ويصلّي فيه فلا صلاة له، وقد عصى الله ورسوله).
وما أخرجه أبو داود عن ابن عباس: قال رسول اللّهr: (من سمع المنادي فلم يمنعه من اتِّباعه عذرٌ، قالوا: وما العذر؟ قال: خوفٌ أو مرضٌ، لم تقبل منه الصَّلاة الَّتي صلّى).
وفي الصحيحين: ((ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرِّق عليهم بيوتهم بالنّار).
وعن أبي هريرة: (أتى النّبيَ r رجلٌ أعمى، فقال يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسولَ الله rأن يرخّص له فيصلّي في بيته فرخّص له فلمّا ولَّى دعاه فقال له: هل تسمع النّداء بالصلاة ؟ قال نعم فال فأجب) رواه مسلم.
أيُّها المسلمون: إنّ التَّخَلُّفَ عنها وهجرانَها دليل على ضعف الإيمان وفراغ القلب من تعظيم الله وتوقيره، وإلاّ فكيف يليق بمسلم صحيح آمِن يسمع منادي الله كلّ يوم خمس مرّات وهو يناديه: (حيّ على الصّلاة) ثم لا يجيبه، ويسمعه يقول: (الله أكبر)، ثمّ يكون اللّعب عنده أكبر، ومشاهدة الأفلام والمباريات أكبر، والبيع والشِّراء أكبر، ومشاغل الدّنيا الفانية أكبر، ويسمعه يقول: (الصّلاة خير من النّوم) ثم يكون النّوم عنده خيرا من الصّلاة.
إنّ اعتزال المساجد والصلاة في البيوت تضييع لفرائض كثيرة، وتفويت لِخير كبير.
وكان الصّحابة رضوان الله عليهم يرون التّارك للصّلاة في الجماعة منافقاً، كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: (من سرّه أن يلقى الله عزّ وجلّ غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصّلوات الخمس حيث ينادى بِهِنّ، فإنّهن من سنن الهدى، وإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، فلو صلّيتم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلِّف في بيته لتركتم سنّةَ نَبِيِّكُم، ولو تركتم سنّةَ نَبِيِّكُم ضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلا منافق معلوم النّفاق ولقد كان الرّجل يؤتى به يهادى بين الرّجلين حتّى يدخل في الصّفّ).
لأنّ من صفة المنافقين ما أخبر الله عنهم بقوله: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتّخذوها هزؤاً ولعباً ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون}، فنفى الله عنهم العقل الصّحيح من أجل عدم إجابتهم لنداء الصّلاة الذي هو نداء بالفلاح والفوز والنّجاح. لأنّه إنّما سُمِّي العقل عقلا من أجل أنّه يعقل عن الله أمره ونهيه، أو من أجل أنّه يعقل صاحبه على المحافظة على والفضائل ويردعه عن منكرات الأخلاق والرذائل. فإنه لو كان عند هؤلاء التّاركين للصّلاة في الجماعة عقل صحيح لما أهملوا حظّهم من هذا الفلاح.
سيَّما إذا كان هذا التّارك للصّلاة في المسجد من المنتسبين للعلم أو من الأساتذة المعلّمين فيسمع النداء ثمّ لا يجيب، فإنه يكون فتنة للعامّة لأن تخلُّفَه بمثابة الدّعاية والتّعليم منه بهجران المساجد، لأنّ النّاس يُقلِّد بعضهم بعضاً في الخير والشرّ ..
كما أنّ عمارة المساجد بالصّلاة وذكر الله من أعظم الأسباب الجالبة للرِّزق قال تعالى عن عُمّارها: {…. ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب}، وإنّ العبد ليحرم الرِّزقَ بالذّنب يصيبه، وأيُّ ذنب أعظم من الاستهانة بأوامر الله وحقوقه وتقديم أوامر غيره على أوامره وحقوق غيره على حقوقه؟
إنّ أعظمَ النّاس بركة وأشرفَهم مَزِيّةً ومنزلةً الرّجلُ يكون في المجلس وعنده جلساؤُه وأصحابُه وأولادُه، فيسمع النداء بالصّلاة فيقوم إليها، ويأمر من عنده بالقيام إلى الصّلاة معه، فيقصدون مسجداً من مساجد الله لأداء فريضة من فرائض الله .. يعلوهم النور والوقار على وجوههم، كلُّ من رآهم ذكر الله عند رؤيتهم .. أولئك الميامين على أنفسهم وعلى جلسائهم وأولادهم " أولئك الذين هداهم الله.
وبضدّ هؤلاء قوم يجلسون في المجالس وفي المقاهي وفي النوادي وفي ملاعب الكرة، فيسمعون النّداء بالصلاة ثم لا يجيبون، ألسنتهم لاغية، وقلوبهم لاهية، قد استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، فهؤلاء هم المشائيم على أنفسهم وعلى جلسائهم وأولادهم.
كذلك لابدّ أن نتنبّه أيها المسلمون إلى عدم رفع الأصوات في المسجد لأنّ هناك من النّاس من يدخل المسجد وكأنّه في سوق فيرفع صوته، ويطلق رنين هاتفه، فيشوّش على المصلِّي والقارئ والذّاكر، أخرج الإمام مالك في موطّئه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم خَرَجَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَقَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ: (إِنَّ الْمُصَلِّىَ يُنَاجِى رَبَّهُ فَلْيَنْظُرْ بِمَا يُنَاجِيهِ بِهِ وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ).
فإذا كان صلّى الله عليه وسلّم قد نهانا أن نرفع أصواتنا على بعضنا ونحن نقرأ القرآن فكيف بغيره ؟.
وفي الختام: نسأل الله تعالى ونتضرّع إليه أن يرحم مؤسّسَ ومنشئ هذه الحلقات شيخَنا وأستاذَنا الشيخ محمد باي بلعالم، وأن يسكنه الدّرجات العُلى من الجنّة رفقة النبيئين والصدّيقين والشهداء والصّالحين، وأن يتم له إجابة دعائه الذي لم يتركه في أيّ مجلس من مجالسه: ( اللَّهُمَّ إنّا نسألك السّتر والسّعادة، والموت على الشّهادة، وفي الآخرة الحسنى وزيادة)، فاللَّهُمَّ يا ربّنا يا مولانا كما رزقته السّتر والسّعادة في الدّنيا، والموتَ على الشّهادة عند الخروج من الدّنيا، فاللَّهُمَّ ارزقه في الآخرة الحسنى وزيادة، اللَّهُمَّ إنّك تقول وقولك الحقّ ووعدُك الصِّدق: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، اللَّهُمَّ جازه عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، اللهم اجعل ثواب هذه الحلقات في ميزان حسناته، وبارك في ذُرِّيَتِه وطلبته ومُحبِّيه، وفي من حضر مجلسنا هذا، آمين، آمين، آمين. سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

بقلم: عمر بن مَحمد بن باب الزين بن مالك
كتب يوم الجمعة:‏‏04‏/09‏/2009‏ م، الموافق لـ:‏14‏/09‏/1430‏ هـ.




رد: محاضرة: المساجد بيوت الرحمن وعمارتها من الإيمان

الونشريس




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

مظـــاهر ضعف الإيمان .

مظـــاهر ضعف الإيمان…..


الونشريس

مظـــاهر ضعف الإيمان:
1) الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات .
2) الشعور بقسوة القلب وخشونته : قال تعالى :{ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة }.
3) عدم إتقان العبادات : ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها ،
4) التكاسل عن الطاعات والعبادات : قال الله تعالى { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى } .
5) ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع حتى كأن على الإنسان ثقلاً كبيراً ينوء به ،
6) عدم التأثر بآيات القرآن لا بوعده ولا بوعيده ولا بأمره ولا نهيه …
7) الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه : وقد وصف الله المنافقين بقوله : { ولا يذكرون الله إلا قليلا }
8) عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله :
كما أخبر عليه الصلاة والسلام في الحديث : (( أسود مربادا ( بياض يسير يخالطه السواد ) كالكوز مجخيا ( مائلا منكوسا ) لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه )). رواه مسلم
9) حب الظهور:
وهذا له صور منها :
أ : محبة تصدر المجالس : وقد حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقوله :
(( ا اتقوا هذه المذابح – يعني المحاريب -)) رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع 120
ب : محبة أن يقوم له الناس : قال صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن يمثل له عباد الله قياما فليتبوأ بيتا من النار )) رواه البخاري
10) الشح والبخل :
فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، بقوله : (( إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح ، أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأ مرهم بالفجور ففجروا )) . رواه النسائي وهو في صحيح الجامع 2678
11) أن يقول الإنسان مالا يفعل قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون } .
12) احتقار المعروف ،وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة :
قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك من في إناء المستسقي ، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط )) .مسند الإمام أحمد وهو في السلسلة الصحيحة 1352
13) عدم الاهتمام بقضايا المسلمين :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس )) . مسند الإمام أحمد وهو في السلسلة الصحيحة 1137
14) انفصام عرى الأخوة بين المتآخيين .
قال صلى الله عليه وسلم (( ما تواد اثنان في – الله جل وعز – أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب ( وفي رواية : ففرق بينهما إلا بذنب ) يحدثه أحدهما )) . رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد وهو في السلسلة الصحيحة 637
15) الفزع والخوف عند نزول المصيبة .
16) كثرة الجدال والمراء المقسي للقلب :
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل )). أحمد وهو في السلسلة الصحيحة 5633
17) التعلق بالدنيا ، والشغف بها ,
13) المغالاة في الاهتمام بالنفس مأكلا ومشربا وملبسا ومسكنا ومركبا .
ثانيا : من أسباب ضعف الإيمان .

1. الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة وهذا مدعاة لضعف الإيمان في النفس يقول الله عز وجل :
{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون } .
2. الابتعاد عن ا لقدوة الصالحة .
3. الابتعاد عن طلب العلم الشرعي .
4. وجود الإنسان المسلم في وسط يعج بالمعاصي .
5. الإغراق في الاشتغال بالدنيا .
يقول عليه الصلاة والسلام : ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم )) رواه البخاري
6. الانشغال بالمال والزوجة والأولاد ،
يقول الله –عز وجل- { واعلموا أ نما أموالكم وأولادكم فتنة } سورة الأنفال آية 28
7. طول الأمل :
قال الله تعالى : { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون } .
8. الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة ، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :
(( لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )) . رواه ابن ماجة وهو في صحيح الجامع 7435
ثالثا : علاج ضعف الإيمان
(1) تدبير القرآن العظيم . قال الله _ عز وجل _ { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } .
(2) استشعار عظمة الله عز وجل، ومعرفة أسمائه وصفاته والتدبر فيها وعقل معانيها واستقرار هذا الشعور في القلب وسريانه إلى الجوارح لتنطق عن طريق العمل بما وعاه القلب فهو ملكها وسيدها وهي بمثابة جنوده وأتباعه فإذا صلح صلحت وإذا فسد فسدت .
(3) طلب العلم الشرعي : قال الله تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء }.
(4) لزوم حلق الذكر وهو يؤدي إلى زيادة الأيمان :
قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يقعدن قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده )) . رواه مسلم
(5) الاستكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها وهذا من أعظم أسباب العلاج .
وينبغي أن يراعي المسلم في مسألة الأعمال الصالحة أمورا منها :
أ. المسارعة إليها :
لقوله تعالى { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض } .
و قال الله تعالى :{ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض }.
ب. الاستمرار عليها :
يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عن ربه في الحديث القدسي : (( وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه )) البخاري
ت. المداومة على الأعمال الصالحة :
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال ( أدومها وإن قل ) رواه البخاري
ث. الاجتهاد فيها :
قال تعالى : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم }.
(6) تنويع العبادات :
أتى النبي ، صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم : (( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ، أرحم اليتيم وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، يلين قلبك وتدرك حاجتك )) .رواه الطبراني وله شواهد
(7) الإكثار من ذكر الموت :
يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم (( أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت )) رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع 1210
(8) ومن الأمور التي تجدد الإيمان في القلب تذكر منازل الآخرة .
(9) التفاعل مع الآيات الكونية :
روى البخاري ومسلم وغيرهما (( أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه )
(10) ومن الأمور بالغة الأهمية في علاج ضعف الإيمان ذكر الله تعالى وهو جلاء القلوب وشفاؤها عند اعتلالها ، وهو روح الأعمال الصالحة وقد أمر الله به فقال : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكر كثيرا }.
(11) ومن الأمور التي تجدد الإيمان مناجاة الله والانكسار بين يديه عز وجل :
قال صلى الله عليه وسلم : (( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء )) .رواه مسلم
(12) قصر الأمل : فال تعالى { كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } .
(13) التفكير في حقارة الدنيا : قال الله تعالى { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }
(14) تعظيم حرمات الله : يقول الله تعالى : { ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه } .
(15) الولاء والبراء أي موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين .
(16) محاسبة النفس يقول جل وعلا : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد } .
(17) وختاما ، فإن دعاء الله عز وجل من أقوى الأسباب التي ينبغي على العبد أن يبذلها كما قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : (( إن لإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ))
بتصرف من كتاب ظاهرة ضعف الإيمان
لفضيلة الشيخ /محمد المنجد
منقوووووووووووووووووووول للأهميه




رد: مظـــاهر ضعف الإيمان…..

اكثر من رائع

شكرا لك




رد: مظـــاهر ضعف الإيمان…..

الله الله الله على الموضوع الرائع بارك الله فيك




رد: مظـــاهر ضعف الإيمان…..

موضوع في غاية الاهمية




رد: مظـــاهر ضعف الإيمان…..

العفو إخوتي و فيكم بركة الله
الله لا يحرمني من تواجدكم و مروركم على مواضيعي




رد: مظـــاهر ضعف الإيمان…..

اسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك . وينفع بك هده الامة الاسلامية .ويرزقنا بامثالك لمحاربة مكائد الشيطان اللهم اااامممممميييييننننن




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

معنى الإيمان بالقدر

معنى الإيمان بالقدر


الونشريس

الونشريس

القدر
معنى الإيمان بالقدر:

الإيمان بالقدر: هو الإيمان بتقدم علم الله سبحانه وتعالى بما يكون وبما سيكون من أعمال المخلوقات كلها، وصدور جميعها عن تقدير منه وخلقٍ لها خيرها وشرها.
– فقد شاء الله أن يخلق الخلائق، وقضى أن تكون بأقدار وأوصاف محددة، وهو العالم بما كان ويكون وما سيكون، وكل ما في الوجود من حركات وسكنات إنما هو كائن بمشيئة الله سبحانه وتعالى، ولا يحدث شيء، إلا بقدرة الله ومشيئته، فما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن.
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70].
وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2].
وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
وقال تعالى: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54].
وقال تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف:23-24].
وقال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الإنسان: 30].
الونشريس

2- وجوب الإيمان بالقدر:
الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
3- أثر الإيمان بالقدر في نفوس المؤمنين:
إن من يدعي أن الإيمان بالقدر مدعاة للتواكل والكسل والخمول فهذه دعوى فاسدة باطلة وسبها عدم الفهم لمعنى الإيمان بالقدر لأن من آمن أن الله تعالى خلق كل شيء بقدر فهو حريص على معرفة أقدار الخير ليدفع بها أقدار الشرِّ، فهو يدفع قدر الجوع بقدر الطعام، وقدر المرض بقدر الدواء، وقدر الفقر بقدر السعي في طلب الرزق.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرُّقى والأدوية: هل تَرُدُّ من قَدَر الله شيئاً؟
قال: "هي من قدر الله" رواه أحمد.
ومن آمن بقدر الله تعالى لا يصيبه اليأس ولا القنوط بسبب كثرة المصائب، ولا يحزن على ما فاته، ولا يفخر ولا يتكبر مهما أوتي من مال وجاهٍ ومنصب وغير ذلك من حظوظ الدنيا.
قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا(1) عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا(2) بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ(3) فَخُورٍ} [الحديد: 22-23].
ومن آمن بقدر الله وقدرته ومشيئته، وأدرك عجزهُ، وحاجته إلى خالقه تعالى، فهو يصدق في توكلِّه على ربَّه ويأخذ بالأسباب التي خلقها الله، ويطلب من ربه العون والسداد.
والمؤمن يردد في يقين قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51].
ويوقن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".

الونشريس

4- اختيار الإنسان وكسبه:
الإنسان مختار في عمله وكسبه، غير مجبر وهو مفطور على حركة الاختيار، ويمثل هذه الحركة ويطبقها في حياته اليومية، ويقرر بعمله وسلوكه الاختيار وينكر الجبر، فلا يعاقب الجمادَ ولا يغضب على الحجر والخشب والماء والنار والريح مهما لحقه الأذى والعنت من هذه الأشياء، أما إذا تعرض إنسان لإهانتك أو هتك عرضك ثُرتَ عليه ثوراناً عجيباً وعاقبته عقاباً شديداً.
أفلا يدل ذلك على أن الإنسان يميز بين المجبور والمختار، وأن الإنسان صاحب اختيار وإرادة يحاسب ويعاتب ويعاقب ويلام ولا يقبل منه عذر فيما تعمده فهو مخير ليس بمجبور.
– شبهة وردُّها:
الشبهة: قد يتساءل البعض كيف لا يكون ما قد كتب في اللوح المحفوظ مجبراً للإنسان على العمل مع أنه قد كتب قبل وجود الإنسان؟
__________
(1) تحزنوا.
(2) فرح بطر واختيال.
(3) متكبر متباه.

ردُّها: سنضرب مثالاً لكشف هذه الشبهة:
ألا ترى أن الأستاذ الذكي الخبير بأحوال طلابه الذي يضع أسئلة الامتحان، لو أنه كتب في ورقة أسماء من هو متأكد أنهم سيرسبون في الامتحان في أخرى أسماء من هو متأكد من نجاحهم، ثم جاء الامتحان وظهرت النتيجة، ثم جاء الذين رسبوا محتجين بقولهم: إن ما كتبه الأستاذ علينا في الورقة بأننا سنرسب هو السبب في رسوبنا! فهل سيُقبل عذرهم؟ أم أنه سيقال لهم: إن ما كتبه الأستاذ في الورقة أمر متعلق بعلمه وخبرته السابقة بأحوالكم، ورسوبُكم متعلق بإهمالكم، فلا تعتذروا لإهمالكم بعلم الأستاذ وخبرته. (ولله المثل الأعلى) فهو سبحانه وتعالى خالق الخلق وهو العليم بأحوالهم قال تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
ولقد خلقنا الله سبحانه لقضاء فترة الامتحان في هذه الحياة الدنيا وهو جلَّ شأنه يعلم نتيجة الامتحان فكتب الشقاء على الأشقياء وكتب السعادة للسعداء حسب علمه المحيط بما كان وما يكون وما سيكون.
وربما أخطأ الأستاذ في تقديره لنتائج طلابه لكنَّ قدرَ الله لا يخطئ في تقديره لأعمال خلقه.
والكتابة في اللوح المحفوظ أمر متعلق بعلم الله السابق، فترك الصلاة مثلاً أمر متعلق بتمرد وإهمال ومعصيةِ تارك الصلاة، وقد أراد الجاحدون أن يعتذروا ويتحججوا للمعصية والضلال بعلم الله تعالى، وهذا مرفوض لأن علم الله سابق لا سائق، فما أخبر الله مما هو كائن إلى يوم القيامة من أفعال العباد الاختيارية ليس فيه أي إجبار ولا فيها سوق للإنسان دون إرادته.
الونشريس




رد: معنى الإيمان بالقدر

موضــــــــــــــــــــــــــوع رائع عن القدر خيره وشره




رد: معنى الإيمان بالقدر

موضوع في القمة جازاك الله أحسن الجزاء أخي .




رد: معنى الإيمان بالقدر

الونشريس




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

مختصر شعب الإيمان

مختصر شعب الإيمان


الونشريس

مختصر شعب الإيمان من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مختصر شعب الايمان للبيهقي الاول من شعب الايمان الايمان بالله تعالى لقوله تعالى والمؤمنون كل آمن بالله البقرة 285 ولقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله النساء 136 ثم ساق فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه في الصحيحين أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله الا بحقه وحسابه على الله تعالى وحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه في صحيح مسلم من مات وهو يعلم أن لا اله الا الله دخل الجنة

الثاني من شعب الايمان الايمان برسل الله تعالى صلى الله عليهم أجمعين وسلم لقوله تعالى والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله البقرة 285 ولحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصحيحين في سؤال جبريل عليه السلام الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله الحديث

الثالث من شعب الايمان الايمان بالملائكة للآية والحديث المذكورين

الرابع من شعب الايمان الايمان بالقرآن وجميع الكتب المنزلة قبله لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل النساء 136 وللآية والحديث المذكورين ايضا

الخامس من شعب الإيمان الإيمان بأن القدر خيره وشره من الله تعالى لقوله تعالى قل كل من عند الله النساء 78 ولحديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم انت ابونا خيبتنا واخرجتنا من الجنة فقال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده أتلومني على امر قدره الله علي قبل ان يخلقني بأربعين سنة قال فحج آدم موسى

وبالإسناد المذكور انشدنا الإمام ابو بكر البيهقي قال انشدني ابو الفوارس جنيد بن احمد الطبري … العبد ذو ضجر والرب ذو قدر … والدهر ذو دول والرزق مقسوم … والخير اجمع فيما اختار خالقنا … وفي اختيار سواه اللوم والشوم … السادس من شعب الايمان الايمان باليوم الآخر لقول الله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر التوبة 29 قال الحليمي ومعناه التصديق بأن لايام الدنيا آخرا وأنها منقضية وهذا العالم منقض يوما ما ففي الاعتراف بانتفائه اعتراف بابتدائه اذ القديم لا يعني ولا يتغير وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه والذي نفس محمد بيده لتقومن الساعة وثوبهما بينهما لا يتبايعانه ولا يطويانه

ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته من تحتها وقد رفع أكلته الى فيه لا يطعمها الحديث السابع من شعب الايمان الايمان بالبعث بعد الموت لقوله تعالى زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن التغابن 7 ولقوله تعالى قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم الى يوم القيامة لا ريب فيه الجاثية 26 ولحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصحيح في حديث الايمان الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث من بعد الموت وبالقدر كله

وم الثامن من شعب الايمان الايمان بحشر الناس بعدما يبعثون من قبورهم الى الموقف لقوله تعالى ألا يظن أولئك هم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين المطففين 4 6 ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب احدهم في رشحه الى أنصاف أذنيه التاسع من شعب الايمان الايمان بأن دار المؤمنين ومأواهم الجنة ودار الكافرين ومأواهم النار لقوله تعالى بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك

اصحاب النار هم فيها خالدون والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون البقرة 81 82 ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ان كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وان كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله تعالى اليه يوم القيامة العاشر من شعب الايمان الايمان بوجوب محبة الله تعالى لقوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله البقرة 165 ولحديث انس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين

ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه الا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن توقد له نار فيقذف فيها وبه أنبأنا البيهقي قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أبا نضر الطوسي يقول سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت الجنيد يقول قال رجل لسري السقطي كيف أنت فأنشأ يقول

من لم يبت والحب حشو فؤاده … لم يدر كيف تفتت الاكباد … وبه أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا نصر محمد بن محمد بن اسماعيل قال سمعت أبا القاسم الرازي الواعظ قال سمعت أبا دجانة يقول كانت رابعة اذا غلب عليها حال الحب تقول … تعصي الاله وأنت تظهر حبه … هذا محال في الفعال بديع … لو كان حبك صادقا لاطعته … ان المحب لمن أحب مطيع … الحادي عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب الخوف من الله تعالى لقوله تعالى فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين آل عمران 175 وقوله تعالى فلا تخشوا الناس واخشون المائدة 44 وقوله تعالى واياي فارهبون البقرة 40

وقوله تعالى وهم من خشيته مشفقون الانبياء 28 وقوله تعالى ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين الانبياء 90 وقوله تعالى ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب الرعد 21 وقوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان الرحمن 46 وقوله تعالى ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ابراهيم 14 ولحديث عدي بن حاتم رضي الله عنه في الصحيحين اتقوا النار ولو بشق تمرة ولحديث انس رضي الله عنه فيهما لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا

وعاتب رجل بعض اخوانه على طول بكائه فبكى ثم قال … بكيت على الذنوب لعظم جرمي … وحق لكل من يعصي البكاء … فلو كان البكاء يرد همي … لاسعدت الدموع معا دماء … وكان عمر بن عبد العزيز لا يجف فوه من هذا البيت … ولا خير في عيش امرىء لم يكن له … من الله في دار القرار نصيب … وسمع أبو الفتح البغدادي هاتفا يهتف بالشونيزية … وكيف تنام العين وهي قريرة … ولم تدر في أي المحلين تنزل … فذهب عنه الن

الثاني عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب الرجاء من الله تعالى لقوله تعالى يرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محذورا الاسراء 57 وقول الله تعالى وادعوه خوفا وطمعا ان رحمت الله قريب من المحسنين الاعراف 56 وقول الله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميها انه هو الغفور الرحيم الزمر 53 وقول الله تعالى ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء النساء 48 و 116 ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد

ولحديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم لا يموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله تعالى وحديث أبي هريرة في الصحيحين يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني وذكر الحديث وأنشد أبو عثمان سعيد بن اسماعيل … ما بال دينك ترضى أن تدنسه … وان ثوبك مغسول من الدنس … ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها … ان السفينة لا تجري على اليبس

الثالث عشر من شعب الايمان الايمان يوجب التوكل على الله تعالى لقوله تعالى وعلى الله فليتوكل المؤمنون التغابن 13 وقوله تعالى حسبنا الله ونعم الوكيل آل عمران 173 وقوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين المائدة 23 وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره الطلاق 3 ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين في سؤال أصحابه له عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب في حديث طويل فقال رسول الله هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن الاسدي رضي الله عنه فقال أنا منهم يا رسول الله فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال أنا منهم

يا رسول الله فقال سبقك بها عكاشة وجملة التوكل تفويض الامر الى الله تعالى والثقة به مع ما قدر له من التسبب ففي الصحيحين ايضا من حديث الزبير رضي الله عنه لان يأخذ احدكم حبلة ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيستغني بها خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه وفي صحيح البخاري من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ما أكل احد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل

يديه قال وكان داود لا يأكل الا من عمل يديه وبه أنبأنا البيهقي قال أنبأنا ابوعبدالله الحافظ قال اخبرني جعفر بن محمد بن نصير قال حدثني الجنيد قال سمعت السري يذم الجلوس في المسجد الجامع ويقول جعلوا المسجد الجامع حوانيت ليس لها ابواب وبه أنبأنا البيهقي بإسناده عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال دينك لمعادك ودرهمك لمعاشك ولا خير في امرئ بلا درهم وبه أنبأنا البيهقي قال أنبأنا ابو عبدالله الحافظ قال اخبرني جعفر بن محمد الخواص قال انبأنا ابراهيم بن نصر المنصوري قال سمعت ابراهيم بن بشار خادم ابراهيم بن أدهم قال سمعت ابا علي الفضيل بن عياض يقول لابن المبارك انت تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان الى البلد الحرام كيف ذا وأنت بخلاف ذا فقال ابن المبارك يا أبا علي أنا أفعل ذا لأصون بها وجهي واكرم بها عرضي وأستعين بها على طاعة ربي لا أرى الله حقا إلا سارعت اليه حتى أقوم به فقال له الفضيل يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا

الرابع عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب محبة النبي لحديث انس رضي الله عنه المتفق على صحته لا يؤمن احدكم حتى أكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين ولحديث انس رضي الله عنه في الصحيحين ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما الحديث ولحديثه فيهما ايضا قال جاء رجل الى النبي فقال يا رسول الله متى الساعة فقال ما أعددت لها فقال يا رسول الله ما اعددت لها كثير صيام ولا صدقة إلا أني احب الله ورسوله قال انت مع من أحببت

الخامس عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب تعظيم النبي وتجبيله وتوقيره لقوله تعالى وتعزروه وتوقروه الفتح 9 وقوله تعالى فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه الاعراف 157 والتعزير ها هنا التعظيم بلا خلاف وقوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا النور 63 أي لا تقولوا له يا محمد يا أبا القاسم بل يا رسول الله يا نبي الله ولقوله تعالى لا تقدموا بين يدي الله ورسوله الحجرات 1 وقوله تعالى لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي الايات الحجرات 2 5

وبه أنبأنا البيهقي قال وهذه منزلة فوق منزلة المحبة إذ ليس كل محب معظما كمحبة الاب لولده والسيد لعبده من غير تعظيم بخلاف العكس السادس عشر من شعب الايمان شح المرء بدينه حتى يكون القذف في النار احب إليه من الكفر لحديث انس المتفق عليه ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ثم قال وان يلقى في النار احب اليه من ان يرجع الى الكفر بعد ان انقذه الله منه ولحديثه أيضا في صحيح مسلم أن رجلا سأل النبي فأعطاه غنما بين جبلين فأتى قومه فقال أسلموا فوالله إن محمدا ليعطي عطاء رجل لا يخاف الفاقة فقال انس وإن كان الرجل يجئ الى النبي ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون دينه احب اليه واعز من الدنيا بما فيها السابع عشر من شعب الايمان طلب العلم وهو معرفة الباري تعالى وما جاء من عند الله وعلم النبوة وما

يميز به النبي عن غيره وعلم احكام الله تعالى وأقضيته ومعرفة ما تطلب الاحكام منه كالكتاب والسنة والقياس وشروط الاجتهاد والقران والحديث مشحونان بفضيلة العلم والعلماء قال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء 6 فاطر 28 وقال تعالى شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط ال عمران 18 وقال تعالى وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما النساء 113 وقال تعالى يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات المجادلة 11 وقال تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولوا الالباب الزمر 9 وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ

الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه

الثامن عشر من شعب الايمان نشر العلم لقوله تعالى لتبيننه للناس ولا تكتمونه ال عمران 178 وقوله تعالى ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم التوبة 122 ولحديث ابي بكرة رضي الله عنه في الصحيحين ان النبي قال في خطبته بمنى ألا ليبلغن الشاهد منكم الغائب فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه وحديث أبي هريرة في سنن أبي داود من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من النار يوم القيامة

وروى البيهقي بإسناده عن الامام عمر بن عبد العزيز الاموي رحمه الله عليه انه قال من لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه ومن عمل بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح وعن الحارث المحاسبي العلم يورث الخشية والزهد يورث الراحة والمعرفة تورث الانابة وعن ابن سعد أن من عمل بعلم الرواية ورث علم الدراية ومن عمل بعلم الدراية ورث علم الرعاية ومن عمل بعلم الرعاية هدي الى سبيل الحق وعن مالك بن دينار إذا طلب العبد العلم ليعمل به كسره علمه وإذا طلبه لغير العمل زاده كبرا وعن معروف الكرخي إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عليه باب

العمل وأغلق عليه باب الجدل وإذا أراد الله بعبد شرا اغلق عليه باب العمل وفتح عليه باب الجدل وعن ابي بكر الوراق من اكتفى بالكلام من العلم دون الزهد والفقه تزندق ومن اكتفى بالزهد دون الفقه والكلام ابتدع ومن اكتفى بالفقه دون الزهد والورع تفسق ومن تفنن في الامور كلها تخلص وعن الحسن البصري رحمه الله انه مر عليه رجل فقيل هذا فقيه فقال أو تدرون من الفقيه إنما الفقيه العالم في دينه الزاهد في دنياه القائم على عبادة ربه وعن مالك بن دينار قال قرأت في التوارة إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته من القلوب كما يزل القطر عن الصفا وانشد عن ابي بكر بن ابي داود لنفسه … من غص داوى بشرب الماء غصته … فكيف يصنع من قد غص بالماء … وعن ابي عثمان الحيري الزاهد … وغير تقي يأمر الناس بالتقى … طبيب يداوي والطبيب مريض

نسأل الله التوفيق للعلم والعمل ونعوذ بجلال وجهه من الخذلان والحرص والامل التاسع عشر من شعب الايمان تعظيم القران المجيد بتعلمه وتعليمه وحفظ حدوده واحكامه وعلم حلاله وحرامه وتبجيل اهله وحفاظه واستشعارها يهيج الى البكاء من مواعيد الله تعالى ووعيده قال الله تعالى لو انزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله الحشر 21 وقال تعالى إنه لقران كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين الواقعة 77 80 وقال تعالى ولو أن قرانا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا الرعد 31 وقال النبي رواه البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أفضلكم أو خيركم من تعلم القرآن وعلمه

وقال فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه تعاهدوا القران فوالذي نفس محمد بيده لهو اشد تفلتا من الابل في عقلها وقال فيما روياه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله هذا الكتاب فقام به آناء الليل والنهار ورجل آتاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار وقال فيما رواه مسلم عن عمر رضي الله عنه إن الله يرفع بهذا

الكتاب أقواما ويضع به آخرين العشرون من شعب الايمان الطهارات لقوله تعالى إذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق الاية المائدة 6 ولحديث ابي مالك الاشعري رضي الله عنه في صحيح مسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والله اكبر تملان او تملا ما بين السماء والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها

ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم ايضا لا يقبل الله تعالى صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ولحديث حسن عن ابي كبشة السلولي عن ثوبان رضي الله عنه استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن

روى الحليمي عن يحيى بن آدم في قوله الطهور شطر الايمان لان الله تعالى سمى الصلاة إيمانا فقال وما كان الله ليضيع إيمانكم البقرة 143 أي صلاتكم الى بيت المقدس ولا تجوز الصلاة إلا بالوضوء فهما شيئان كل واحد منهما واحد منهما نصف الاخر الحادي والعشرون من شعب الايمان الصلوات الخمس لقوله تعالى وما كان الله ليضيع إيمانكم البقرة 143 أي صلاتكم وقوله تعالى وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة البقرة 43 وقوله تعالى إن الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا النساء 103 ولحديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة

وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين قال سألت النبي أي الاعمال احب الى الله تعالى قال الصلاة لوقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال وحدثني بهن ولو استزدته لزادني وحديث ابن عمر رضي الله عنهما فيهما صلاة الجماعة افضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة وحديث عثمان رضي الله عنه في صحيح مسلم ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها

الا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله وبه أنبأنا البيهقي قال وليس في العبادات بعد الايمان بالله الرافع للكفر عبادة سماها جل وعلا ايمانا وسمى رسول الله تركها كفرا الا الصلاة الثاني والعشرون من شعب الايمان الزكاة لقوله تعالى وما أمروا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة البينة 5 وقوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون التوبة 34 35

وقوله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة آل عمران 180 ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين ان رسول الله لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم الى شهادة أن لا اله الا الله وأني رسول الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم اجابوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة في اموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم فإن هم اجابوك لذلك فإياك وكرائم اموالهم واياك ودعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب وحديث أبي هريرة في صحيح البخاري من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه ثم

يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول انا مالك انا كنزك ثم تلا هذه الاية ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة آل عمران الثالث والعشرون من شعب الايمان الصيام لقوله تعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم البقرة 183 ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وحديث أبي هريرة رضي الله عنه فيهما كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف قال الله تعالى

الا الصوم فإنه لي وانا اجزي به يدع طعامه وشهوته من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك الصوم جنة الرابع والعشرون من شعب الايمان الاعتكاف لقوله تعالى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود البقرة 125 ولحديث عائشة في الصحيحين ان النبي كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف ازواجه من بعده

ولما روى عن النبي قال من اعتكاف فواق ناقة فكأنما أعتق نسمة أو رقبة الخامس والعشرون من شعب الايمان الحج لقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا آل عمران 97 وقوله تعالى وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق الحج 27 وقوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله البقرة 196 ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده

ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وحديث عمر رضي الله عنه في صحيح مسلم قال بينما نحن جلوس عند رسول الله إذ جاء رجل فقال يا محمد ما الاسلام قال أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتعتمر وتغتسل من الجنابة وتتم الوضوء وتصوم رمضان قال فإن فعلت فأنا مسلم قال نعم قال صدقت فذكر الحديث وروي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ان النبي قال من لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا

السادس والعشرون من شعب الايمان الجهاد لقوله تعالى وجاهدوا في الله حق جهاده الحج 78 وقوله تعالى يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم المائدة 54 وقوله تعالى قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة التوبة 123 وقوله تعالى يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال الانفال 65 ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين سئل رسول الله أي الاعمال أفضل قال الايمان بالله ورسوله فقيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور وحديث عبدالله بن ابي أوفى رضي الله عنهما في صحيح

البخاري لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف السابع والعشرون من شعب الايمان المرابط في سبيل الله تعالى لقوله تعالى يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابوا وصابروا واتقوا الله ال عمران 200 ولحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه في صحيح البخاري رباط يوم في سبيل الله تعالى خير من الدنيا وما فيها

وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والمرابطة تنزل من الجهاد والقتال منزلة الاعتكاف في المساجد من الصلاة لان المرابط يقيم في وجه العدو مثل قيامه متأهبا مستعدا له الثامن والعشرون من شعب الايمان الثبات للعدو وترك الفرار من الزحف لقوله تعالى إذا لقيتم فئة فاثبتوا الانفال 45 وقوله تعالى إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يولهم يؤمئذ دبره إلا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير الانفال 15 16 وقوله تعالى يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين الايتين الانفال 65 66 ولحديث عبدالله بن ابي أوفى رضي الله عنهما في صحيح

البخاري لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف التاسع والعشرون من شعب الايمان الخمس من المغنم الى الامام وعماله على الغانمين لقوله تعالى وأعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما انزلنا الاية الانفال 41 وقوله تعالى وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ال عمران 161 ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين عن وفد عبد القيس أمركم بأربع وأنهاكم عن اربع امركم بالايمان بالله وحده أتدرون ما الايمان بالله وحده قالوا الله ورسوله اعلم قال شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس وأنهاكم عن الحنتم

والدباء والنقير والمزفت قال احفظوهن واخبروا بهن من وراءكم الثلاثون من شعب الايمان العتق بوجه التقرب الى الله تعالى لقوله تعالى فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة البلد 11 13 ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا من أعضائه من النار حتى فرجه بفرجه

الحادي والثلاثون من شعب الايمان الكفارات الواجبات بالجنايات وهي بالكتاب والسنة أربع كفارات كفارة القتل وكفارة الظهار وكفارة اليمين وكفارة المسيس في صوم رمضان ومما يقرب منها ما يجب باسم الفدية لانها إما عن ذنب سبق أو يراد به التقرب الى الله تعالى بشئ يعني إثر امر قد وقع ذنبا كان أو غير ذنب الثاني والثلاثون من شعب الايمان الايفاء بالعقود لقوله تعالى أو فوا بالعقود المائدة 1 وقال ابن عباس رضي الله عنهما يعني ما أحل الله وما حرم وما فرض وما حد في القرآن كله وقوله تعالى يوفون بالنذر الانسان 7 وقوله تعالى وليرفوا نذورهم الحج 29 وقوله تعالى ومنهم من عاهد الله التوبة 75 وقوله تعالى وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها الاية النحل 91

ولحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في صحيح البخاري ولكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان وحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما في الصحيحين أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد اخلف وإذا خاصم فجر وحديث عقبة بن عامر الجهني في صحيح مسلم إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج

الثالث والثلاثون من شعب الايمان تعديد نعم الله عزوجل وما يجب من شكرها لقوله تعالى قل الحمد لله الاسراء 111 وقوله تعالى وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها النحل 18 وقوله تعالى واما بنعمة ربك فحدث الضحى 11 وقوله تعالى فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون البقرة 152 وغير ذلك مما من الله تعالى على عباده وذكرهم بها في كتابه ولحديث ابي ذر رضي الله عنه في صحيح البخاري قال كان رسول الله إذا أخذ مضجعه من الليل قال باسمك أموت وأحيا وإذا استيقظ قال الحمد الله الذي أحياني بعدما اماتني واليه النشور

وحديث صهيب رضي الله عنه في صحيح مسلم وعجبا لامر المؤمن إن امره كله خير وليس ذاك لاحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وبه قال البيهقي قال أنا الحافظ ابو عبدالله قال انشدني ابو عبدالله بن ابي ذهل قال انشد ابو الحسن الكندي القاضي … إذا كنت في نعمة فارعها … فإن المعاصي تزيل النعم … قال اخبرنا ابو عبدالرحمن السلمي قال سمعت الحسين بن يوسف القزويني قال سمعت أبا بكر أحمد بن اسحاق قال سمعت الجنيد قال سمعت السري يقول الشكر نعمة والشكر على النعم نعمة الى ان لا يتناهى الشكر الى قرار وقد قال الامام الشافعي رحمه الله في أول كتاب الرسالة

الحمد لله الذي لا يؤدي شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه توجب على مؤدي ذلك الشكر وبه أنا البيهقي قال أنبانا ابو القاسم أنبأ احمد بن سلمان أنا ابن ابي الدنيا إلخ قال فأنشدنا محمود الوراق … لئن كان شكري نعمة الله نعمة … علي له في مثلها يجب الشكر … فكيف يصح الشكر إلا بفضله … وإن طالت الايام واتصل العمر … إذا مس بالسراء عم سرورها … وإن مس بالضراء أعقبها الاجر … وما منهما إلا له فيه منه … تضيق بها الاوهام والبر والبحر … وأخبرنا من غير رواية البيهقي جماعة بيتين فقط

إذا كان شكري نعمة الله نعمة … علي له في مثلها يجب الشكر … فما لي عذر أني مقصر … وعذري إقراري بأن ليس لي عذر … الرابع والثلاثون من شعب الايمان حفظ اللسان عما لا يحتاج اليه ويدخل فيه الكذب والغيبة والنميمة والفحش إذ القرآن والسنة مشحونان بذلك كقوله تعالى والصادقين والصادقات الاحزاب 35 وقوله تعالى يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة 119 وقوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم الاسراء 36

وقوله تعالى فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه الزمر 32 وقوله تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون الزمر 32 وقوله تعالى إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون النحل 116 ولحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين إن الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي الى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي الى الفجور وإن الفجور يهدي الى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا وحديث سهل بن سعد رضي الله عنه في صحيح مسلم من يضمن

لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة وحديث ابي شريح الخزاعي فيه ايضا من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت الخامس والثلاثون من شعب الايمان الامانات وما يجب فيها من ادائها الى اهلها لقوله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الى أهلها النساء 58 وقوله تعالى فليؤد الذي ائتمن امانتة البقرة 283

ولحديث ابي هريرة اد الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك ولحديثه في الصحيحين ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم انه مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا ائتمن خان

السادس والثلاثون من شعب الايمان تحريم قتل النفوس والجنايات عليها لقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه الاية السناء 93 ولقوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم الايات النساء 29 32 ولحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين قتال المسلم كفر وسبابه فسوق

وحديثه في صحيح البخاري اول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين لا يزال المسلم في فسحه من دينه ما لم يصب دما حراما

السابع والثلاثون من شعب الايمان تحريم الفروج وما يجب فيها من التعفف لقوله تعالى ويحفظوا فروجهم النور 31 وقوله تعالى ويحفظن فروجهن النور 32 وقوله تعالى والذين هم لفروجهم حافظون المؤمنون 5 والمعارج 29 وقوله تعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ولحديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن لا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع المؤمنون اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن

الثامن والثلاثون من شعب الايمان قبض اليد عن الاموال ويدخل فيها تحريم السرقة وقطع الطريق واكل الرشا واكل مالا يستحقه شرعا لقوله تعالى ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل البقرة 188 وقوله تعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل النساء 160 161 وقوله تعالى ويل للمطففين 1 وقوله تعالى واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم الاسراء 35 ولحديث عبد الرحمن بن ابي بكرة في الصحيحين عن ابيه رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله بمنى فقال ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام الحديث

التاسع والثلاثون من شعب الايمان وجوب التورع في المطاعم والمشارب والاجتناب عما لا يحل منها لقوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة الآية المائدة 3 وقوله تعالى قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فإنه رجس او فسقا اهل لغير الله به الانعام 145 وقوله تعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه الآيات المائدة 90 92

وقوله تعالى يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير الآية البقرة 219 فأثبت فيها الاثم وقال في آية اخرى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغيي بغير الحق الاعراف 33 فحرم الاثم نصا ويقال ان الاثم اسم من أسماء الخمر وينشده … شربت الاثم حتى ضل عقلي … كذاك الاثم يذهب بالعقول … ولحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين سئل رسول الله عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام وحديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم كل مسكر خمر وكل خمر حرام

وحديثه في الصحيحين من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الاخرة وحديث أبي هريرة رضي الله عنه فيهما أتي رسول الله ليلة اسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن فنظر اليهما ثم اخذ اللبن فقال له جبريل عليه السلام الحمد لله الذي هداك للفطرة لو اخذت الخمر لغوت امتك ولحديثه فيهما ولا يشرب الخمر الشارب حين يشربها وهو مؤمن الحديث وبه انا البيهقي بإسناده عن الحسن قال جاء رجل بنبيذ الى

احب خلق الله إليه افسده يعني العقل وقيل لبعض العرب لم لا تشرب النبيذ فقال والله ما ارضى عقلي صحيحا فكيف أدخل اليه ما يفسده وعن الحكم بن هشام انه قال لابن له يا بني إياك والنبيذ فإنه قيء في شدقك وسلح على عقبك وحد في ظهرك وتكون ضحكة للصبيان وأسيرا للديان وعن بعض الحكماء أنه قال لابنه يا بني ما يدعوك الى النبيذ قال يهضم طعامي قال والله يا بني هو لدينك اهضم وعن عبدالله بن إدريس … كل شراب مسكر كثيره … من تمرة او عنب عصيره … فإنه محرم يسيره … إني لكم من شره نذيره … وعن ابي بكر بن ابي الدنيا أنه انشده ابوه … وإذا النبيذ على النبيذ شربته … أزرى بدينك مع ذهاب الدرهم … وأنشدنا الحسين بن عبد الرحمن

أرى كل قوم يحفظون حريمهم … وليس لاصحاب النبيذ حريم … إذا جئتهم حيوك ألفا ورحبوا … وإن غبت عنهم ساعة فذميم … أخاهم إذا ما دارت الكأس بينهم … وكلهم رث الوصال سؤوم … فهذا ثنائي لم أقل بجهالة … ولكن بحال الفاسقين عليم … وفي صحيح مسلم وغيره من حديث ابي هريرة رضي الله عنه أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله تعالى امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنى بما تعملون عليم المؤمنون 51 وقال يا أيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون البقرة 172 ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمة حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له

وفي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه إن الحلال بين وإن الحرام بين وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى وحمى الله في الارض محارمه وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة إني لانقلب الى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي أو في بيتي فأرفعها لاكلها ثم اخشى أن تكون من الصدفة فألقيها

وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت كان لابي بكر غلام يخرج له الخراج وكان ابو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه ابو بكر فقال له الغلام أتدري ما هذا فقال ابو بكر رضي الله عنه وما هو قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه قالت فأدخل ابو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه وعن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرب لبنا فأعجبه فقال للذي سقاه من أين لك هذا اللبن فأخبره انه ورد على ماء قد سماه فإذا نعم من نعم الصدقة وهم يسقون فحلبوه لي من ألبانها فجعلته في سقائي وهو هذا فأدخل عمر يده فاستقاءه وعن علي رضي الله عنه في طيب مطعمه انه كان يجاء بخبزه في جراب من المدينة أنبأنا البيهقي بإسناده عن بشر بن الحارث قال قال يوسف

ابن اسباط إذا تعبد الشاب يقول إبليس انظروا من اين مطعمه فإن كان مطعمه مطعم سوء قال دعوه لا تشتغلوا به دعوه يجتهد وينصب فقد كفاكم نفسه وعن حذيفة المرعشي انه نظر الى الناس يتبادرون الى الصف الاول فقال ينبغي ان يتبادروا الى أكل خبز الحلال وعن الفضيل بن عياض قال سئل سفيان الثوري عن فضل الصف الاول فقال انظر كسرتك التي تاكل من اين تأكلها وصل في الصف الاخير وعنه أيضا انظر درهمك من أين هو وصل في الصف الاخير وعن سري السقطي انه كان لا يأكل من بقل السواد ولا من ثمره ولا من شيء يعلم انه منه ويشدد في ذلك وكان غاية في الورع

ومع ذلك قال كنت بطرسوس وكان معي في الدار فتيان يتعبدون وكان في الدار تنور يخبزون فيه فانكسر التنور مضملت بدله من مالي فتورعوا أن يخبزوا فيه وعنه قال كان أبو يوسف الغسولي يلزم الثغر ويغزو فكان إذا غزا مع الناس ودخلوا بلاد الروم أكل اصحابه من ذبائحهم وفواكههم وهو لا يأكل فيقال له يا أبا يوسف أتشك انه حلال فيقول لا فيقال له فكل من الحلال فيقول إنما الزهد في الحلال وعن السري قال رجعت من بعض المغازي فرأيت في طريقي ماء صافيا وحوله عشب من حشيش قد نبت فقلت في نفسي يا سري إن كنت يوما أكلت أكله حلال وشربت شربة حلال فاليوم فنزلت عن دابتي فأكلت من ذلك الحشيش وشربت من ذلك الماء فهتف بي هاتف سمعت الصوت ولم أر الشخص يا سري بن المغلس فالنفقة التي بلغتك الى ها هنا من أين هي فقصر إلي نفسي وروي عن بعضهم أنه كان يطلب الحلال فاستدل عليه فدل على الحسن البصري بالبصرة فسافر اليه من بلاده البعيدة فقال له

الحسن إنني رجل واعظ أكل من هدايا الناس وضيافاتهم لكنني أدلك على رجل ببلاد سجستان تراه في مزرعته له بقرة قد جعل لها في احد طريقيها تبنا وشعيرا وفي الاخر ماء فإذا وصلت الى التبن والشعير عرضهما عليها وإذا وصلت الى الماء عرضه عليها فقال فتوجه الرجل اليه فوجده كذلك فسلم عليه وقص عليه حاله فبكى الرجل وقال قد صدقك الامام ابو سعيد لكن زال ذلك عني بسبب ان البقرة عبرت ذات يوم أرض جاري وقد اشتفلت عنها بعلاتي فعادت الى أرضي وقوائمها ملطخة بطينها واختلط ذلك بطين أرضي فصارت شبهة عد اليه ليدلك على غيري وبكى وعن ابي عبدالله بن الجلاء قال اعرف من اقام بمكة ثلاثين سنة لم يشرب من ماء زمزم غلا ما استقاه بركوته ورشائه ولم يتناول من طعام جلب من مصر شيئا وعن بشر بن الحارث الحافي بن عبد الرحمن قال سمعت المعافى عمران يقول كان عشرة فيمن مضى من أهل العلم ينظرون الحلال الشديد لا يدخلون بطونهم إلا ما يعرفون أنه من الحلال وإلا استفوا التراب ثم عد بشر إبراهيم بن أدهم وسليمان الخواص وعلي بن فضيل بن عياض وأبا معاوية الاسود ويوسف بن أسباط

ووهيب بن الورد وحذيفة شيخا من أهل حران وداود الطائي وعد بشر عشرة وعن يحيى بن معين المحدث … المال يذهب حلة وحرامة … يوما وتبقى في غد آثامه … ليس التقي بمتق لإلهه … حتى يطيب شرابه وطعامه … ويطيب ما تحوي وتكسب كفه … ويكون في حسن الحديث كلامه … نطق النبي لنا به عن ربه … فعلى النبي صلاته وسلامه … وسئل سفيان الثوري عن الورع فأنشد … إني وجدت فلا تظنوا غيره … هذا التورع عند هذا الدرهم

فإذا قدرت عليه ثم تركته … فاعلم بأن هناك تقوى المسلم … وعن محمد بن عبدالكريم المروزي لما ولي يحيى بن اكثم القضاء كتب اليه اخوه عبدالله بن اكثم من مرو وكان من الزهاد … ولقمة بجريش الملح تأكلها … الذ من تمرة تحشى بزنبور … وأكله قربت للهلك صاحبها … كحبة الفخ دقت عنق عصفور … وعن ابراهيم بن هشيم انه استوصاه صاحب له عند وداعه فقال اوصيك ان يكون عملك صالحا وتأكل طيبا الاربعون من شعب الايمان تحريم الملابس والزي والاواني وما يكره منها لحديث اسن بن مالك في الصحيحين من لبس الحرير في الدنيا فلن يلبسه في الاخرة

وحديث حذيفة رضي الله عنه لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا وهي لكم في الاخرة وحديث ابن مسعود رضي الله عنه في صحيح مسلم إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس وحديث ابي بردة رضي الله عنه في الصحيحين قال أخرجت الينا عائشة كساء ملبدا وإزارا غليظا فقالت قبض رسول الله في هذين

وحديث عبدالله بن عمر فيهما لا ينظر الله تعالى يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء الحادي والاربعون من شعب الايمان تحريم الملاعب والملاهي المخالفة للشريعة لقوله تعالى قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة الجمعة 11 ولحديث سليمان بن بريدة في صحيح مسلم عن ابيه بريدة بن الحصيب رضي الله عنه من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه

الثاني والاربعون من شعب الايمان الاقتصاد في النفقة وتحريم أكل المال بالباطل لقوله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا الاسراء 29 ولقوله تعالى والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما الفرقان 67 ولحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في صحيح مسلم ونهى عن ثلاث قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال

الثالث والاربعون من شعب الايمان ترك الغل والحسد ونحوهما لقوله تعالى من شر حاسد إذا حسد الفلق 5 ولقوله تعالى أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله النساء 54 ولحديث انس رضي الله عنه في صحيح مسلم ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا وحديث انس بن مالك رضي الله عنه في صحيح البخاري لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان يصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام

وبه أنبأنا البيهقي بإسناده عن الحسن في قوله تعالى ومن شر حاسد إذا حسد الفلق 5 قال هو اول ذنب كان في السماء وعن الاحنف بن قيس خمس هن كما اقول لا راحة لحسود ولا مروءة لكذوب ولا وفاء لملوك ولا حيلة لبخيل ولا سؤدد لسيء الخلق وعن الخليل بن احمد ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد له نفس دائم وعقل هائم وحزن لازم وعن بشر بن الحارث الحافي العداوة في القرابة والحسد في

الجيران والمنفعة في الاخوان وعن المبرد انه انشد … عين الحسود عليك الدهر حارسة … تبدي المساوئ والاحسان تخفيه … يلقاك بالبشر يبديه مكاشرة … والقلب منكتم فيه الذي فيه … إن الحسود بلا جرم عداوته … وليس يقبل عذرا في تجنيه … الرابع والاربعون من شعب الايمان تحريم اعراض الناس وما يجب من ترك الوقيعة فيها لقوله تعالى إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة النور 19 وقوله تعالى إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة النور 23 وغير ذلك من الايات والاخبار الكثيرة وكحديث أبي هريرة في صحيح مسلم المسلم اخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث

مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم عى المسلم حرام دمه وماله وعرضه وحديث ابي ذر رضي الله عنه في الصحيح لا يرمي رجل رجلا بالفسق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك

الخامس والاربعون من شعب الايمان إخلاص العمل لله عزوجل وترك الرياء ولقوله تعالى وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء البينة 5 وقوله تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب الشورى 20 وقوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون هود 15 16 وقوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا الكهف 110 ولحديث ابي هريرة في صحيح مسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لي عملا اشرك فيه معي غيري فأنا منه بريء وهو للذي اشرك

ولحديث جندب رضي الله عنه في الصحيحين من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به أنبأني البيهقي بإسناده ان ابا حمزة سئل عن الاخلاص فقال ما لا يحب ان يحمده عليه الا الله تعالى وعن سهل بن عبد الله لا يعرف الرياء الا مخلص ولا النفاق الا مؤمن ولا الجهل الا عالم ولا المعصية الا مطيع وعن الربيع بن خثيم كل ما لا يبتغي به وجه الله يضمحل

وعن الجنيد لو ان عبدا اتى بافتقار آدم وزهد عيسى وجهد ايوب وطاعة يحيى واستقامة ادريس وود الخليل وخلق الحبيب وكان في قلبه ذرة لغير الله فليس لله فيه حاجة وعن زبيد بن الحارث اليامي يسرني ان يكون لي في كل شيء نية حتى في الاكل والشرب والنوم وعن سفيان كل شيء هالك الا وجهه القصص 88 قال ما اريد به وجهه وعن هلال بن يساف قال عيسى بن مريم صلوات الله عليه اذا كان يوم صوم احدكم فليدهن لحيته وليمسح شفتيه ويخرج إلى الناس حتى كأنه ليس بصائم واذا اعطى بيمينه فليخفه عن شماله واذا صلى احدكم فليسدل ستر بابه فإن الله تعالى يقسم الثناء كما يقسم الرزق

وعن ذي النون المصري قال بعض العلماء ما اخلص العبد لله الا احب ان يكون في جب لا يعرف وعن بشر بن الحارث عن الفضيل بن عياض لان آكل الدنيا بالطبل والمزمار احب الي من ان اكلها بدين وعن مالك بن انس قال لي استاذي ربيعة الرأي يا مالك من السفلة قلت من أكل بدينه فقال من سفلة السفلة قال من أصلح دينا غيره بفساد دينه قال فصدقني وعن ابن الاعرابي اخسر الخاسرين من ابدى للناس صالح اعماله وبارز بالقبيح من هو اقرب اليه من حبل الوريد وعن سفيان يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم لا تزيدوا الخشوع على ما في القلب فقد وضح الطريق فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا تكونوا عيالا على المسلمين وعن بعض العلماء خوفوا المؤمنين بالله والمنافقين بالسلطان والمرائين بالناس

السادس والاربعون من شعب الايمان السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة لحديث جابر بن سمرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنن أبي داود ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن

السابع والاربعون من شعب الايمان معالجة كل ذنب بالتوبة لقوله تعالى وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون النور 31 وقوله تعالى توبوا الى الله توبة نصوحا التحريم 8 وقوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له الآيات الزمر 54 الى 58 ولحديث ابي بردة بن أبي موسى الاشعري عن الاغر المزني في صحيح مسلم وسنن أبي داود وغيرهما انه ليغان على قلبي

واني لاستغفر الله في اليوم مئة مرة الثامن والاربعون من شعب الايمان القرابين وجملتها الهدي والاضحية والعقيقة لقوله تعالى فصل لربك وانحر الكوثر 2 وقوله تعالى والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير الحج 36 وقوله تعالى ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب الحج 32 الى 37 الآيات ولحديث انس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين ان رسول الله كان يضحي بكبشين اقرنين املحين ولقد رأيته يضع رجله في صفاحهما ويسمي ويكبر وفي رواية ولقد رأيته يذبحهما بيده

التاسع والأربعون من شعب الإيمان طاعة الأمر لقوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم النساء 59 قيل هم امراء السرايا وقيل هم العلماء ويحتمل ان يكون عاما لهما فإن كان خاصا فبأمر السرايا اشبه ولحديث ابي هريرة في الصحيحين من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الامير فقد اطاعني ومن يعص الامير فقد عصاني ولحديث ابي ذر فيهما يا ابا ذر اسمع واطع ولو عبدا حبشيا مجدع الاطراف

الخمسون من شعب الايمان التمسك بما عليه الجماعة لقوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا آل عمران 103 ولحديث ابي هريرة في صحيح مسلم من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية وحديث عرفجة بن شريح الاشجعي رضي الله عنه في صحيح مسلم ايضا ستكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه يفرق أمر

أمة محمد وهي جميع فاقتلوه كائنا من كان من الناس الحادي والخمسون من شعب الايمان الحكم بين الناس بالعدل لقوله تعالى واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل النساء 58 وقوله تعالى : ولا تكن للخائنين خصيما النساء 105 وقوله تعالى وأقسطوا ان الله يحب المقسطين الآيات الحجرات 9 الى 13 ولحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين لا حسد الا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق وآخر آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها

الثاني والخمسون من شعب الايمان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون آل عمران 104 وقوله تعالى كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله آل عمران 110 وقوله تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة الى قوله الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر الآيات التوبة 111 الى 113 وقوله تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود

وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون المائدة 78 الى 79 والقران مشحون بهما ولحديث ابي سعيد رضي الله عنه في صحيح مسلم من راى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيه ايضا ما من نبي

بعثه الله في أمته قبلى الا كان له في امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل وفي الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن زينب بنت ابي سلمة عن حبيبة عن امها ام حبيبة عن زينب زوج النبي قالت استيقظ النبي من نوم محمرا وجهه وهو يقول لا اله الا الله ثلاث مرات ويل

للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق حلقه بأصبعيه الابهام والتي تليها قالت زينب فقلت يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث وبه أنبأنا البيهقي بإسناده عن مالك بن دينار انه قرا هذه الآية وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون النمل 48 فأما اليوم ففي كل قبيلة وحي من الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون وعنه ايضا ان الله تعالى امر بقرية ان تعذب فضجت الملائكة وقالت ان فيهم عبدك فلانا قال اسمعوني منه صيحة فإن وجهه لم يتمعر غضبا لمحارمي وروي ذلك مرفوعا الى النبي بإسناد ضعيف

وعنه ايضا اصطلحنا على حب الدنيا فلا يأمر بعضنا بعضا ولا ينهي بعضنا بعضا ولا يذرنا الله تعالى على هذا فليت شعري أي عذاب ينزل وعن عمر بن عبد العزيز قال كان يقال ان الله تعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة ولكن اذا عمل المنكر جهارا فلم ينكروه استحقوا العقوبة كلهم الثالث والخمسون من شعب الايمان التعاون على البر والتقوى لقوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان المائدة 2 ولحديث انس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين انصر اخاك ظالما او مظلوما فقال رجل يا رسول الله انصره مظلوما فكيف

أنصره ظالما فقال تمنعه من الظلم فذلك نصرك اياه الرابع والخمسون من شعب الايمان الحياء لحديث سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين عن أبيه عن النبي انه سمع رجلا يعظ اخاه في الحياء فقال دعه فإن الحياء من الايمان

ولحديث عمران بن حصين رضي الله عنه فيهما ان الحياء لا يأتي الا بخير ولحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه فيهما ايضا قال كان رسول الله اشد حياء من العذراء في خدرها وكان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه وحديث ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه في صحيح

البخاري ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت الخامس والخمسون من شعب الايمان بر الوالدين لقوله تعالى ووصينا الانسان بوالديه احسانا الاحقاف 15 وقوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا الآيات الاسراء 23 الى 25 ولحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين قال

سألت النبي أي العمل احب الى الله تعالى قال الصلاة لوقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني السادس والخمسون من شعب الايمان صلة الارحام لقوله تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم واعمى ابصارهم محمد 22 الى 23 وقوله تعالى والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار الرعد 25 ولحديث انس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره

فليصل رحمه وحديث محمد بن جبير بن مطعم رضي الله عنه فيهما ايضا عن ابيه لا يدخل الجنة قاطع يعني قطع رحم قلت ولا فرق بين أن يكون برا أو فاجرا السابع والخمسون من شعب الايمان حسن الخلق ويدخل فيه كظم الغيظ ولين الجانب والتواضع

لقوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم القلم 4 وقوله تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين آل عمران 134 ولحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في الصحيحين ان رسول الله لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال ان من خياركم احسنكم اخلاقا وفي رواية ان من احبكم الي احسنكم اخلاقا ولحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين ايضا انها قالت ما خير رسول الله بين امرين الا اخذ ايسرهما ما لم يكن اثما فإن كان اثما كان ابعد الناس منه وما انتقم رسول الله لنفسه الا ان

تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها وبه انبأنا ابو بكر البيهقي قال ومعنى حسن الخلق سلامة النفس نحو الأرفق الأحمد من الأفعال وقد يكون ذلك في ذات الله تعالى وقد يكون فيما بين الناس وهو في ذات الله تعالى ان يكون العبد منشرح الصدر بأوامر الله ونواهيه بفعل بفعل ما فرض عليه طيب النفس به سلسا نحوه وينتهي عما حرم عليه راضيا به غير متضجر منه ويرغب في نوافل الخير ويترك كثيرا من المباح لوجهه تعالى وتقدس اذا راى ان تركه اقرب الى العبودية من فعله مستبشرا لذلك غير ضجر منه ولا متعسر به وهو في المعاملات بين الناس ان يكون سمحا لحقوقه لا يطالب غيره بها ويوفي ما يجب لغيره عليه منها فإن مرض ولم يعد او قدم من سفر فلم يزر او سلم فلم يرد عليه او ضاف فلم يكرم او شفع فلم يجب او احسن فلم يشكر او دخل على قوم فلم يمكن او تكلم فلم ينصت له او استأذن على صديق فلم يؤذن له او خطب فلم يزوج او استمهل الدين فلم يمهل او استنقص منه فلم ينقص وما اشبه ذلك ولم يغضب ولم يعاقب ولم يتنكر من حاله حال ولم

يستشعر في نفسه انه قد جفي واوحش وانه لا يقابل كل ذلك اذا وجد السبيل اليه بمثله بل يضمر انه لا يعتد بشيء من ذلك ويقابل كلا منه بما هو احسن وافضل واقرب الى البر والتقوى واشبه بما يحمد ويرضى ثم يكون في ايفاء ما يكون عليه كهو في حفظ ما يكون له فإذا مرض اخوه المسلم عاده وان جاء في شفاعة شفعه وان استمهله في قضاء دين امهله وان احتاج منه الى معونته اعانه وان استسمحه في بيع سمح له ولا ينظر الى ان الذي يعامله كيف كانت معاملته اياه فيما خلا وكيف يعامل الناس انما يتخذ الاحسن اماما لنفسه فينحو نحوه ولا يخالفه والخلق الحسن قد يكون غريزة وقد يكون مكتسبا وانما يصح اكتسابه ممن كان في غريزته امثل منه فهو يضم باكتسابه اليه ما يتممه ومعلوم في العادات ان ذا الراي يزداد بمجالسة أولى الاحلام

والنهي رايا وان العالم يزداد بمخالطة العلماء علما وكذلك الصالح والعاقل بمجالسة الصلحاء والعقلاء فلا ينكر ان يكون ذو الخلق الجميل يزداد حسن الخلق بمجالسة اولي الاخلاق الحسنة وبالله التوفيق الثامن والخمسون من شعب الايمان الاحسان الى المماليك لقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربي واليتامى والمساكين والجار ذي القربي والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم النساء 36 ولحديث المعرور بن سويد رضي الله عنه في الصحيحين قال رايت ابا ذر الغفاري رضي الله عنه وعليه حلة وعلى غلامه حلة مثلها فسألناه عن ذلك فقال اني ساببت رجلا فشكاني الى رسول الله فقال لي رسول الله اعيرته بأمه انك امرؤ فيك جاهلية ثم قال ان اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم عليه

التاسع والخمسون من شعب الايمان حق السادة على المماليك وهو لزوم العبد سيده واقامته حيث يراه له ويأمره به وطاعته له فيما يطيقه وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله قال أن العبد اذا نصح لسيده واحسن عبادة ربه فله اجره مرتين وفي صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه ايما عبد ابق فقد برئت منه الذمة

وفي سنن ابي داود من حديثه ايضا العبد الابق لا يقبل الله منه صلاته حتى يرجع الى مواليه الستون من شعب الايمان حقوق الاولاد والاهلين وهي قيام الرجل على ولده واهله وتعليمه اياهم من امور دينهم ما يحتاجون اليه لقوله تعالى قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة التحريم 6 قال الحسن أي مروهم بطاعة الله وعلموهم الخير وقال علي رضي الله عنه علموهم ادبوهم ولحديث انس في صحيح مسلم من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة انا وهو هكذا وضم اصبعيه الحادي والستون من شعب الايمان مقاربة اهل الدين ومودتهم وافشاء السلام بينهم والمصافحة لهم ونحو ذلك من اسباب تأكيد المودة

لقوله تعالى لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها النور 27 ولحديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم وحديث قتادة في صحيح البخاري قال قلت لانس رضي الله عنه اكانت المصافحة في اصحاب النبي فقال نعم وحديث ابي هريرة في صحيح مسلم ان الله تعالى يقول يوم القيامة اين المتحابون بجلالي اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي

الثاني والستون من شعب الايمان رد السلام لقوله تعالى واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها النساء 86 ولحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه اياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها فقال رسول الله اذا ابيتم الا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق قال غض البصر وكف الاذى ورد السلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر الثالث والستون من شعب الإيمان عيادة المريض لحديث ابن عازب رضي الله عنه في الصحيحين وسنن

أبي داود وغيرها امرنا رسول الله بسبع ونهانا عن سبع امرنا بعيادة المرضى واتباع الجنائز ورد السلام وتشميت العاطس وابرار القسم ونصر المظلوم واجابة الداعي ونهانا عن حلقة الذهب او قال خاتم الذهب وآنية الذهب والفضة والميثرة والقسي والاستبراق والحرير والديباج

وحديث ثوبان رضي الله عنه في صحيح مسلم عائد المريض في خرفة الجنة حتى يرجع قلت ولا فرق بين ان يكون برا او فاجرا لكن ينبسط الى البر وينقبض عن الفاجر الرابع والستون من شعب الايمان الصلاة على من مات من اهل القبلة لحديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين حق

المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المرضى وتشميت العاطس واتباع الجنائز واجابة الدعوة وحديث ثوبان في صحيح مسلم من صلى على جنازة فله قيراط ومن شهد دفنها فله قيراطان القيراط مثل احد الخامس والستون من شعب الايمان تشميت العاطس لحديث ابي بردة في صحيح مسلم عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول اذا عطس احدكم فحمده الله فشمتوه واذا لم يحمد الله فلا تشمتوه

السادس والستون من شعب الايمان في مباعدة الكفار والمفسدين والغلظة عليهم لقوله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة آل عمران 28 وقوله تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم التوبة 73 وقوله تعالى قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة التوبة 123 وقوله تعالى يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون اليهم بالمودة الممتحنة 1 وقوله تعالى يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون التوبة 23 الى آخر الاية التي بعدها وغيرها من الايات ولحديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم قال رسول الله اذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤهم بالسلام واضطروهم الى اضيقها

وحديث ابي سعيد رضي الله عنه في سنن ابي داود لا تصاحب الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي ولهجرة الثلاثة الذي خلفوا خمسين يوما الى ان تاب الله عليهم فتابوا وهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن امية رضي الله عنهم السابع والستون من شعب الايمان اكرام الجار لقوله تعالى وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى

والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب النساء 36 قيل في تفسير ذي القربى الجار الملاصق والجار الجنب البعيد غير الملاصق والصاحب بالجنب الرفيق في السفر وعن ابن عباس ومجاهد وقتادة والكلبي ومقاتل بن حيان ومقاتل بن سليمان والجار ذي القربى الذي بينك وبينه قرابة والجار الجنب الاجنبي عنك والصاحب بالجنب الرفيق في السفر وزاد مقاتل بن سليمان فقال في الصاحب بالجنب انه الرفيق في السفر والحضر وعن علي وعبد الله بن مسعود وابراهيم وغيرهم رضي الله عنهم في الصاحب بالجنب انها المرأة وعن سعيد بن جبير في رواية كذلك وفي رواية عنه انه الرفيق الصالح ولحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين انها سمعت رسول الله يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه

وبه أنبأنا البيهقي قال اخبرنا ابو عبد الله الحافظ في مراعاة حق الرفيق ثنا ابو العباس الاصم ثنا شعبة عن عثمان التنوخي ثنا محمد بن شمال ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ثلاثة لا يكافئهم عني الا رب العالمين رجل فسح له في مجلسه ورجل تخطى الحلق والمجالس حتى جلس الي ورجل ذكر في الليل حاجته فرآني اهلا فكذلك لا يكافئه عني الا رب العالمين الثامن والستون من شعب الايمان اكرام الضيف لحديث ابي شريح العدوي رضي الله عنه في الصحيحين

قال سمعت اذناي وابصرت عيناي حين تكلم رسول الله فقال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه جائزته قالوا وما جائزته قال يومه وليلته والضيافة ثلاثة ايام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه وقال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت وزاد في رواية في اوله من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره التاسع والستون من شعب الايمان الستر على اصحاب القروف أي الذنوب لقوله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة النور 19 ولحديث سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين عن ابيه المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مؤمن كربه

فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة السبعون من شعب الايمان الصبر على المصائب وعما تنزع النفس اليه من لذه وشهوة لقوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين البقرة 45 عن مجاهد وغيره انه اراد بالصبر الصوم وقوله تعالى وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا

انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون البقرة 155 الى 157 وقوله تعالى انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب الزمر 10 وغيرها من الآيات ولحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في الصحيحين قال جاء اناس من الانصار فسألوا رسول الله فأعطاهم قال فجعل لا يسأله احد منهم الا اعطاه حتى نفد ما عنده ثم قال لهم حين انفق كل شيء عنده ما يكون عندنا من خير فلن ندخره عنكم فإنه من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله ولن تعطوا عطاء خيرا واوسع من الصبر وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيهما ايضا قال دخلت على رسول الله وهو يوعك وعكا شديدا فقلت انك لتوعك وعك الرجلين فقال اجل اوعك كما يوعك رجلان منكم قال فقلت ذلك بأن لك أجرين قال اجل وما

من مسلم يصيبه اذى من مرض فما سواه الا حط الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها الحادي والسبعون من شعب الايمان الزهد وقصر الامل لقوله تعالى فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها محمد 18

ولحديث انس بن مالك وسهل بن سعد رضي الله عنهما في الصحيحين بعثت انا والساعة كهاتين واشار بأصبعيه السبابة والوسطى وحديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح البخاري نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ وبه أنبأنا البيهقي قال انشدني ابو عصمة محمد بن احمد السجستاني بالبصرة لنفسه في هذا المعنى … أنبأنا خير بني آدم … وما على احمد الا البلاغ … الناس مغبونون في نعمتي … صحة أبدانهم والفراغ وحديث ابي سعيد رضي الله عنه في صحيح مسلم ان الدنيا حلوة خضرة وان الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن اول فتنة اسرائيل كانت في النساء

الثاني والسبعون من شعب الايمان الغيرة وترك المذاء لقوله تعالى قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة التحريم 6 وقوله تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن النور 31 ولحديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري ان الله تعالى يغار وان المؤمن يغار وغيرة الله ان يأتي المؤمن ما حرم الله تعالى عليه وحديث ام سلمة رضي الله عنها في الصحيحين ان

رسول الله كان عندها وفي البيت مخنث فقال لعبد الله بن ابي امية اخي ام سلمة يا عبد الله ان فتح الله لكم الطائف غدا فإني ادلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال رسول الله لا يدخل هؤلاء عليكم وروي عن ابي سعيد الخدري عن النبي انه قال الغيرة من الايمان وان المذاء من النفاق قال الحليمي هو ان يجمع بين الرجال والنساء ثم يخليهم يماذي بعضهم بعضا واخذ من المذي وقيل هو ارسال الرجال مع النساء من قوله مذيت الفرس اذا ارسلتها ترعى

الثالث والسبعون من شعب الايمان الاعراض عن اللغو لقوله تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين عن اللغو معرضون المؤمنون ا الى 3 وقوله تعالى والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما الفرقان 72 وقوله تعالى واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه القصص 55 واللغو الباطل الذي لا يعنيه ولا يتصل بقصد صحيح ولا يكون لقائله فيه فائدة وربما كان وبالا عليه وفي حديث ابي سلمة عن ابي هريرة وعلي بن الحسين عن ابيه عن علي رضي الله عنهم ان رسول الله قال من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه

وبه أنبأنا البيهقي أنبأنا ابو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن محمد بن اسحاق قال سمعت ابا عثمان الحناط قال سمعت ذا النون يقول من حب الله عاش ومن مال إلى غيره طاش والاحمق يغدو ويروح في لاش والعاقل عن خواطر نفسه فتاش الرابع والسبعون من شعب الايمان الجود والسخاء لقوله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السرآء

والضراء آل عمران 133 الى 134 وغيرها من الايات وقوله تعالى في عكسه الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله واعتدنا للكافرين عذابا مهينا النساء 37 وقوله تعالى ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه محمد 38 وقوله تعالى ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون الحشر 9 وغيرها من الايات ولحديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان فيقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم اعط ممسكا تلفا الخامس والسبعون من شعب الايمان رحم الصغير وتوقير الكبير لحديث جرير بن عبد الله في صحيح مسلم من لا يرحم

الناس لا يc تعالى وحديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في سنن ابي داود ومسلم من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف حق كبيرنا فليس منا وروينا في الصحاح في حديث القسامة كبر الكبر او الكبر الكبر أي يتكلم اكبركم

وفي حديث الامامة وليؤمكم اكبركم السادس والسبعون من شعب الايمان اصلاح ذات البين لقوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما النساء 114 وقوله تعالى انما المؤمنون اخوة فأصلحو بين اخويكم الحجرات 10 أي بين كل اثنين منكم ولحديث ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط رضي الله عنها في

الصحيحين ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا وينمي خيرا قالت ولم اسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس كذبا الا في ثلاث الحرب والاصلاح بين الناس وحديث الرجل امراته وحديث المراة زوجها

السابع والسبعون من شعب الايمان ان يحب الرجل لاخيه المسلم ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه ويدخل فيه اماطة الاذى عن الطريق المشار اليه في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين الايمان بضع وستون او بضع وسبعون شعبة افضلها قول لا اله الا الله وأدناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان وحديث انس في صحيح البخاري لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه

وحديث جرير بن عبد الله في الصحيحين بايعت رسول الله على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم




رد: مختصر شعب الإيمان

بارك الله فيك شكرا




رد: مختصر شعب الإيمان

العقو نورتنا بمرورك




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

قوة الإيمان

قوة الإيمان


الونشريس

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام الصادق الأمين .

أما بعد ..

يكبر الإنسان ويمرّ بهِ العمر وكلما مرَّ يومٌ في حياتهِ زادتْ همومه وكبرت …واتسعت خبرته أكثر في الحياة…

ولــكــن …!!

هل فَكَرْنَا يَومًا لماذا نرى الكثيرَ منَ الأشخاصَ يوَاجهونَ همومهم بكلِ قوّة ؟ …
ونَجِدُ ابتسامتهم البرّاقةُ دائمةً على شِفاههِم …!!
رغم ثُقْل الهموم وتراكمها في قلوبهم ..!

الأب يكافح ليلًا ونهارًا منْ أجلِ قوتِ عياله ..!!( ما سرّ هذه التضحية )؟؟؟

الأم تتألّم وتسهر وتتعب وتنذر عمرها وشبابها في تربية أطفالها( ما سرّ هذا العطاء؟) ..!!

رجلٌ يحملُ السلاح على كتفه معلنًا الجهاد في سبيل الله ولا يخاف لومة لائم ولا يخاف الباطل مادام هو على حق .!( ما سرّ هذه القوة ؟)

أطفال صغار يقفون أمام الدبابات العدوانية يحملون على راحاتهم حجارة صغيرة يرهبون بها عدوّ الله وعدوّهم ..!! ( ماسرّ هذه القوة مع ضعفهم كأطفال )؟؟

عالِم يحمل القلم سلاحًا يخترق به عقول الناس وقلوبهم …ينقل أفكاره إلى فكرهم وقد يغير ثقافات وعادات سلوكيات..!!( فما سرّ هذه القدرة !!مع أنه مجرد كلام يكتب ؟؟)))

••

بإعتقادي أنها قوّة إيمانية …تدفع الإنسان الى فعل ما يؤمن به .. ولا اعتقد أنّ هناك قوة أقوى من قوة [URL=الإيمان [/URL] في القلب .!!

الونشريس

الأب.. مؤمن بأنّ له دور في حياته لابد أن يؤديه من خلال تربية أولاده وسعادتهم ..!

الأم…مؤمنة بعواطفها الجياشة بأن تمنحها لأولادها وبلا مقابل فقط لأنها خلقت من أجل ذلك .!

الرجل المجاهد مؤمن أن الجهاد في سبيل الله فرض وشرف شرّف الله به المؤمنين وهو مؤمن بأنّ له حياة أخرى فلن يموت إن مات شهيدًا ومؤمن بأن النصر لمن ينصر الله!

الطفل يرمي حجارته إيمانًا بأن الطرف المقابل ضعيف وإنْ حمل أسلحة فتّاكة فلن تفتك قوته وارادته ولن تكون أقوى من غضبه !!!

العالِم مؤمن بأنّ الكلمة مفتاح القلوب وهداية العقول فهي أسهل وسيلة لإختراق الفكر وتغيير الثقافات وتوعية الناس فهو مؤمن بأفكاره ومؤمن أنّ كلمته ستبقى وإنْ أَبى البعض سماعها !!

••

!! والكل بإيمآنه يسعى !!

منّ الله علينا بنعمة الإيمان فلولا الإيمان لما شعرنا بوجود الله تعالى .!
ولولآ الإيمان ما أدينا الصلوات .. ورفعنا الدعوات .. ونحن على يقين باستجابتها ..!
وعلى قدر الإيمان تستجاب الدعوّة .!
ولولا الإيمان ما عملنا خيرًا وتزودنا لدار الآخرة ..
ولولآ الإيمان ما صبرنا على فراق الأحباب حين يأخذهم الموت منا وما صبرنا إلا إيمانًا بأننا سنلحقهم وأننا جميعًا على هذا الطريق سائرون ..!
ولولآ الإيمان ما اتقيّنا الله تعالى وآمنّا بأنه يرانا ولا نراه ويسمعنا ولا نسمعه .!!

••

إنّ الإيمان شعور يعطي للإنسان طاقة وهمّة للإقدام على أيّ خطوة ..
حين نؤمن بأننا سننجح في عمل ما .. حتمًا سنحقق ذلك النجاح ..
حين نسير في طريق طويل ونؤمن بأننا سنصل حتمًا سنصل فالإيمان يولد الإرادة ..

وعلى قدر قوة الإيمآن تقوى الإرآدة





رد: قوة الإيمان

بارك الله فيك




رد: قوة الإيمان

بارك الله فيك جزاك الله الجنة




رد: قوة الإيمان

اللهم اني اسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه و آله وسلم واستعيذ بك من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه و آله وسلم

اللهم ارزق مرسل و قارىء الرسالة مغفرتك بلا عذاب وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا حجاب

اللهم زهو جنانك ، وشربة من حوض نبيك واسكنا دار تضيء بنور وجهك

اللهم لا تجعل لنا في هذه الدنيا همًا إلا فرجته ولا دينًا إلاقضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا يسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين

اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان .. امين

اختي : لكي يعم الخير انشر هذه الرسالة للاستفادة ، انشرها لله وفي الله ابتغاء في رضى الله ومغفرته




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

بعد انتهاء الشهر الفضيل ثوابت الإيمان بعد رمضان

بعد انتهاء الشهر الفضيل ثوابت الإيمان بعد رمضان


الونشريس

الونشريس

ثوابت الإيمان بعد رمضان كتاب لمؤلفه الدكتور صلاح سلطان، يتناول فيه حال المسلمين في رمضان حيث الأمل وحالهم بعده حيث الألم، كما يذكر عدة تساؤلات بعنوان بل الإنسان على نفسه بصيرة، ويتناول كذلك الدنيا والآخرة في القرآن والسنة، كما يذكر ثوابت الإيمان للمسلم والمسلمة، ويختم الكتاب بالخطوات العملية لزيادة ثوابت الإيمان

أسأل الله لي ولكم الثبآت و السدآد

كمآ أسأله أن يجعلنـآ ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحســنه ،

التحميل
الونشريس

ثوابت الإيمان بعد رمضان .zip – 173 KB

الونشريس

الونشريس