إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شُرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مُضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ ألاَّ إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم.
أمَّا بعد:
فلقد ظهر في الآونة الأخيرة بين المسلمينَ بعضُ الجهَّال، الذين يُثيرون الشُّكوك والشُبه الباطلة حول العقيدة الإسلاميَّة، بحجَّة أنَّ تعلُّمَها ليس من الأمور المهمَّة، ويقولون: "يكفي المسلمَ أن يتعلم الإيمان فقط، بدون دراسة العقيدة وتعلمها وفهمها"، ويحتجُّون على ذلك بأنَّ لفظ العقيدة لم يرد في الكتاب ولا في السنة.
وهذا القول في الحقيقة تناقضٌ ناتج عن عِدَّة أمور:
أولاها: جهلٌ مُركَّب من قِبَل هؤلاء القوم؛ حيثُ ظنُّوا أنَّه يُمكن الحصول على الإيمان بدون عقيدة صحيحة؛ إذ كيف يتعلم المسلمُ الإيمانَ، أو يصل إلى الإيمان بدون عقيدة، وبدون تعلُّم العقيدة على مِنْهاج أهل السنة والجماعة والتربية عليها؟!
ثانيها: الجهل بمعنى الإيمان عند أهل السُّنَّة، فنشأ عن ذلك أن ظنُّوا أنَّ العقيدة شيء دخيلٌ على الإيمان ولا عَلاقةَ لها بالإيمان.
ثالثها: ضعف التدبُّر للقرآن الكريم والسُّنة النَّبوية، وما فيهما من تركيزٍ على أقوال وأعمال القلب، من مثل قوله – تعالى -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2]، وقوله – تعالى – {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: 10]، وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صَلَحَت صَلَحَ الجسد كلُّه، وإذا فَسَدت فَسَدَ الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلب))؛ رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب "فضل من استبرأ لدينه وعرضه"، (رقم: 52)، ومسلم كتاب المساقاة، باب "أخذ الحلال وترك الشُّبهات"، (107/1599).
فلم يعطوا قولَ القلب وعمله نفسَ العناية التي أعطاها كتابُ الله وسنةُ رسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم – لهما، وظنُّوا أن معنى العقيدة لا وجودَ له في الكتاب والسنة، مستدلين بعدم وجود اللفظ.
ولذلك اقتضى الأمرُ توضيح أهمية العقيدة الإسلامية الصحيحة، عقيدة أهل السنة والجماعة، وذكر الفَرْق بينها وبين الإيمان، والرَّد على هؤلاء المشاغبين، من باب الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وتوضيح الحق وردِّ الشبهات؛ حمايةً للشريعة من تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، وحرصًا على عدم الإطالة؛ سيكون هذا البيان في نقاط واضحة؛ طلبًا للاختصار.
فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: هناك فرق بين العقيدة والإيمان في اللُّغة والاصطلاح.
فالعقيدة لغةً: تأتي بمعنى الشَّدِّ والتوثيق والرَّبط والتأكيد؛ ينظر: "معجم مقاييس اللغة"، لابن فارس، (4/86-87)، و"لسان العرب"، لابن منظور، (9/309)، و"القاموس المحيط"، للفيروزآبادي، (ص: 383-384)، و"الصحاح"، للجوهري، (ص: 186-187).
والعقيدة اصطلاحًا: هي ما يعقد ويوثق الإنسان عليه قلبه وضميره، ويجزم به؛ حتَّى يكون من الأُمور التي لا تقبل نفسُه الشَّكَّ فيها.
والعقيدة الصَّحيحة "عقيدة أهل السنة والجماعة": هي ما يعقد ويُوثق المؤمنون المتَّبعون للنبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قلوبَهم وضمائرَهم عليه، من الأمور التي ذكرها الله في كتابه، وذكرها النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في سنته.
أمَّا الإيمان لغةً: التصديق؛ ينظر: "لسان العرب"، لابن منظور، مادة: "أ م ن"، و"معجم مقاييس اللغة"، لابن فارس، مادة: "أ م ن".
الإيمان اصطلاحًا: "اعتقاد بالجنان، وإقرار باللِّسان، وعمل بالأركان"؛ ينظر: "شرح الطحاوية"، لابن أبي العز، (ص: 332).
أو هو "قول وعمل يزيد وينقص: قول القلب، وعمل القلب، وقول اللسان، وعمل اللسان والجوارح"؛ ينظر "التمهيد"، لابن عبدالبر، (9/248)، و"الفتاوى"، لشيخ الإسلام ابن تيمية، (7/308).
فتبين من هذا أنَّ الإيمان أوسع معنًى من العقيدة، فهو يشمل الاعتقاد والقول والعمل.
ثانيًا: العقيدة أصل الإيمان وأساسه، وبدون العقيدة فلا يوجد إيمان؛ لأنَّ الأساس إذا انهدم انهدم الجدار، فالعقيدة تمثِّل اعتقاد القلب، وهو قولُ القلب وعمله، وهذا هو أصلُ وأساسُ الإيمانِ، فهذا يدُلُّ على أهمية العقيدة بالنسبة للإيمان.
ثالثًا: بزيادة قُوَّة العقيدة في القلب يزيد ويقوى الإيمان، وبنقص قُوَّة العقيدة من القلب ينقص الإيمان وتنقص أعمال الإيمان، فقُوَّة الإيمان وضَعْفه مُرتَّب على قوة العقيدة وضعفها؛ قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صَلَحَت صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه، ألاَ وهي القلب))؛ رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب "فضل مَن استبرأ لدينه وعرضه"، (رقم: 52)، ومسلم، كتاب المساقاة، باب "أخذ الحلال وترك الشبهات، (107/1599).
وهذا هو الذي قرره العلماء سلفًا وخلفًا.
رابعًا: العقيدة الصحيحة تورث إيمانًا صحيحًا على اللسان والجوارح، والعقيدة المنحرفة في القلوب تورث إيمانًا منحرفًا على اللسان والجوارح، فالصحابة – رضي الله عنهم – والتابعون، ومن اقتدى بهم لمَّا كان الاعتقاد في قلوبهم صحيحًا، موافقًا للكتاب والسنة، كان إيمانُهم صحيحًا، فكانوا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخرجت للناس، ورضي الله عنهم ورضوا عنه، ولننظر إلى فِرقَة مُنحرفة – كالمرجئة مثلاً – لما انحرفت العقيدة في قلوبهم عن الكتاب والسنة، واعتقدوا أنَّ الإيمانَ هو المعرفة في القلب فقط، وأخرجوا العمل من مُسمَّى الإيمان، انحرف إيمانُهم، فصار عندهم مرتكب كبائر الذُّنوب والمعاصي، مثل المؤمن المطيع لله – عزَّ وجلَّ – المجتنب لمعصيته.
والخوارج لمَّا انحرفت العقيدة في قلوبهم عن الكتاب والسنة، واعتقدوا أنَّ الإيمان شيءٌ واحدٌ إذا ذهب بعضُه، ذهب كله – انحرفَ إيمانهم فكفَّروا مرتكب الكبيرة، واستحلوا دَمَه، وهذا كله بسبب الانحراف في العقيدة، فانحراف العقيدة يؤدِّي إلى انحراف أعمال الإيمان والعكس بالعكس.
خامسًا: الذنب المتعلِّق بالعقيدة خطير جدًّا، لا يغفره الله إذا مات الإنسان مُصرًّا عليه ولم يَتُبْ؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، [النساء: 116]، والشِّرك ذنب كبير مُتعلق بالعقيدة.
أمَّا الذنب الذي لا يتعلَّق بالعقيدة كبعض الأقوال والأفعال، فإذا مات صاحبُها مُصرًّا عليها ولم يتُبْ، فهو في مشيئة الله، إن شاء غَفَرَ له وإن شاء عذَّبه؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، [النساء: 116].
سادسًا: الإيمان عند إطلاقه يشمل الدِّينَ بأكمله، أمَّا العقيدةُ فتشمل أهمَّ شيء في الدِّين، وهو قول القلب وعمله.
سابعًا: العقيدةُ الصحيحةُ – عقيدة أهل السنة والجماعة – تنجي صاحِبَها من النَّار، ولو بعد حين، والدَّليلُ على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه، (رقم: 6480): أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أخبر عن قِصَّة ذاك الرَّجل، الذي لم يعمل خيرًا قطُّ، فأمر أولادَه إذا مات أن يحرقوه ويذْرُوه في الرِّيح؛ خوفًا من الله أن يُعذبه، وظن أنَّه بهذا العمل ينجو ويهرب من الله، فجَمَعَهُ الله – عزَّ وجلَّ – بقول: "كُنْ"، وسأله عن سبب فعله لهذا العمل، ثمَّ أدخله الجنَّة؛ لخوفه من الله، وتيقُّنه بقُدرة الله.
وكذلك حديث صاحب البطاقة، الذي رواه الترمذي وغيره، (رقم: 2639)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"، (رقم: 1776): "أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أَخْبَر عن رجلٍ ليس له حَسَنة واحدة، إلاَّ بطاقة مكتوب فيها: لاَ إلهَ إلاَّ الله، وأنَّ هذه البطاقة رجحت بالميزان، وطاشت جميعُ سجلاَّت الذُّنوب، ودخل الرَّجُلُ الجنَّة بكلمة التوحيد والعقيدة".
وكذلك ما رواه مسلم في صحيحه، (رقم: 304): أنَّه يخرج من النَّار مَن في قلبه مِثْقال ذَرَّة من خير، والمقصود أنَّ أهل العقيدة الصحيحة يدخلون الجنَّة، ولو بعد حين، ولا يُخلَّدون في النار أبدًا.
ثامنًا: أعمال الإيمان – الأعمال الصَّالحة – بدون عقيدة صحيحة لا تُنجي صاحِبَها من النَّار، والدليل على ذلك أنَّ المنافقين الذين يظهرون الإيمان والعمل الصالح، ويعتقدون الكُفْر في قلوبهم، لم تنفعْهُم أعمالُهم الصَّالحة الظاهرة بدون عقيدة سليمة، فهم في الدَّرك الأسفل من النار؛ قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145].
وكذلك الكفار إذا عملوا أعمالاً صالحة لا تنفعهم يوم القيامة؛ لأنَّ عقيدتهم غير صحيحة؛ قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]، وغير ذلك، والمقصود أنَّ أعمال الإيمان بدون عقيدة وإخلاص، فإنَّها لا تنفع صاحِبَها يوم القيامة.
تاسعًا: العقيدة الصحيحة، وهي توحيدُ الله، دعوة جميع الرُّسل من أوَّلِهم إلى آخرهم بخلاف أعمال الإيمان والشَّرائع، فالرُّسُلُ مُختلفون فيها؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، فهذه هي دعوة الرُّسل جميعًا عبادة الله وحْدَه، وهو التوحيد، وأساسه العقيدة واجتناب الطاغوت، وهو كلُّ ما عُبِدَ من دون الله، وأساسُ ذلك الاجتنابِ العقيدةُ، وقال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]؛ أي: إنَّ الرسلَ مختلفون في الشَّرائع والأحكام وأعمال الإيمان، وهذا واضحٌ ولله الحمد، وهو يَدُلُّ على أهمية العقيدة الصحيحة، عقيدة الكتاب والسنة التي التزم بها السلف الصالح ومَن سار على نهجهم.
عاشرًا: السؤال في القبر إنَّما يكون على العقيدة، مَن ربُّك؟ مَن نبيُّك؟ ما دينُك؟ وليس على أعمال الإيمان، وهذا يَدُلُّ على أهمية العقيدة في الدُّنيا والآخرة.
أحد عشر: كلمة الإسلام "لا إلهَ إلا الله، محمد رسول الله"، يشترط لقبولها عند الله ممن نطق بها بلسانه عقيدة صحيحة، وإلاَّ فإنَّها غير مقبولة، فيشترط لقبولها:
1- العلم بمعناها.
2- الإخلاص في قولها.
3- المحبة لها ولأهلها.
4- الصدق فيها.
5- الانقياد لها ولما تقتضيه من توحيد الله، والأصلُ في الانقياد القلبُ.
6- القبول لها ولمقتضياتِها.
7- اليقين بها.
8- الكفر بما سواها، وأساسُ ذلك يكونُ في القلب، وهذه كلُّها شروط اعتقاديَّة نابعة من القلب؛ مما يدلُّ على أنَّ الاعتقاد الصحيح أساسُ وأصلُ الدخول في الإسلام.
والمقصودُ: أنَّ هذه الكلمة كلمة التوحيد والعقيدة، وإذا قيلت من غير عقيدة صحيحة، فإنَّها لا تكون مقبولة عند الله – عزَّ وجلَّ – وهذا بإجماع العلماء.
اثني عشر: أنَّ الحبَّ والبُغضَ والمولاة والمعاداة إنَّما هي بحسب العقيدة، فالكافر المُنافق نبغضه ونعاديه بغضًا مطلقًا؛ لكفره وفساد عقيدته، والمؤمن نحبُّه حبًّا مطلقًا؛ لإيمانه وصلاح عقيدته، والمسلم العاصي يُحبُّ ويُوالى بحسب ما عنده من عقيدة صحيحة.
فهذا رجلٌ كان يشربُ الخمر، وكان يُؤتَى به كثيرًا عند النَّبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فيقيم عليه الحد، فأُتي به ذات مَرَّة، فقال بعضُ الصَّحابة: اللهم الْعَنْهُ؛ ما أكثرَ ما يُؤتى به! فقال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تلعنه؛ فإنَّه يُحبُّ اللهَ ورسوله))؛ رواه البزار، (رقم: 269)، إسنادُه صحيح، ورجاله رجال الصحيح، فنهى النَّبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن لعنه؛ لأنَّ لديه عقيدةً صحيحة عقيدة الكتاب والسنة، وهي حبُّ الله ورسوله.
ثلاثة عشر: ومما يدُلُّ على أهمية العقيدة، خصوصًا في هذا الزَّمان: جَهْلُ المسلمين بالعقيدة الصَّحيحة، ومن ثَمَّ وقوعهم في أخطاءٍ شنيعة، فبعضُ المسلمين يُقدِّس القُبُور، ويرتكب الشِّرْكِيَّات والمُخالفات في التوحيد، والبعضُ الآخر ظَلَّ مُدَّة غير قصيرة يذكر للنَّاس موعد ظهور الدجَّال، ونزول عيسى – عليه السلام – وظهور المهدي، بل لدرجة أنَّه يزعم أنَّه رأى المسيح الدجَّال يَمشي في بعضِ الشَّوارع… إلى آخر مِثْلِ هذا الكلام.
ونَحْنُ – المسلمين – مأمورون بالعمل للدين؛ حتَّى يظهر المهدي، الذي وعدنا به النَّبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – ولسنا مأمورين بالانتظار والقُعود، حتى يظهر المخلِّص، كما يفعلُ اليهودُ والشِّيعة، وهذا من الانحراف في العقيدة.
وبعض المسلمين راحَ يقدِّم العقل على النُّصوص الشرعيَّة، فوقع في مُخالفات خطيرة، فأنكر بعضُ هؤلاء العصريين المادِّيِّين السِّحر وتلبُّس الجن بالإنس، ووجوب الحكم بالشَّريعة، ووجوبَ معاداة أعداء الله، وغير ذلك من أمور العقيدة التي جاءت الشَّريعة بإثباتها؛ مما يدُلُّ على أهمية تعلُّم ونشر ودراسة العقيدة الصَّحيحة، عقيدة أهل السنَّة والجماعة.
أربعة عشر: ومما يدلُّ على أهمية العقيدة الصحيحة أيضًا: سَعْيُ أهل العقائد المنحرفة من الكفار – كالنصارى مثلاً – ومن أهل البدع، إلى نشر عقائدهم بكُلِّ الوسائل؛ مما يُوجب على المسلمين دَفْع هذا المنكر، عن طريق نشر عقيدة أهل السنَّة والجماعة، عقيدة السَّلف الصالح، وإنقاذ الناس من هذه العقائد المنحرفة، وعلى كل حال، فالتهوينُ من شأن العقيدة الصَّحيحة – عقيدة أهل السنة والجماعة – فِكْرة خاطئة تضُرُّ بالإسلام والمسلمين، وهي فكرة عقلانيَّة مادِّية جاءت من الفِكْر الغربي ممن لا يريدون الخير للإسلام والمسلمين، فلْيتَّقِ الله الذين يروِّجون لمثل هذا الفِكْر المنحرف، ولْيتفقَّهوا في دين الله؛ فمن يُرِدِ الله به خيرًا، يفقهه في الدِّين.
ختامًا:
العقيدة هي أساس الدين، وجميع الأعمال لا قيمةَ لها إذا لم تكن نابعة عن عقيدة صحيحة، فالعبادات ومكارم الأخلاق، والسياسة الشرعيَّة وجميع أعمال الخير – لا قيمةَ لها إذا لم تكُن خالصة لوجه الله، نابعة من اعتقاد القلب بعبودية الله وحدَه، وهذا الذي ذكرته إنَّما هو بيانٌ مختصر جدًّا لم أقصد فيه استقصاءَ كلِّ شيء؛ إذ إنَّ الكلام عن أهمية العقيدة طويل جدًّا، وكيف لا، والعقيدة أساس الدين وأصله؟!
وإنَّما قصدتُ بهذا البيان المختصر لَفْتَ النَّظَر إلى أهميتها، وردَّ شُبَه الجُهَّال والمتعصبين والزائغين، ونُصرة الدِّين الذي جاء به الرَّسول الأمين – صلَّى الله عليه وسلَّم – والتفصيل له موضعٌ غير هذا.
فأسأله – تبارك وتعالى – النَّفع بهذه الكلمات لجميع المسلمين، والقَبُول والإخلاص.
والحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
رابط الموضوع: :clap:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله لا شريك له، هو يتولى الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة وسلاما دائمين متلازمين على يوم الدين – أما بعد:
فالآن ننظر في بعض الأكاذيب التي افتراها باب الفاتيكان على نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ومن تلك الافتراءات تهمة اقتراف الخطايا والآثام.
ونقول أولاً: إن من صلب عقيدتنا الإسلامية احترام المسيح عليه السلام، وأمه مريم الطاهرة البتول واحترام جميع الأنبياء والمرسلين مع روح من التسامح والمحبة والمودة والألفة لا تزال كنيستك تنكرها ولا تقرها ولا تدنو منها ولو خطوة واحدة، { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [البقرة:285].
هذا جزء يسير من عقيدة المسلم، ولا يمكن أن يصح له إسلام بدونه لا نفرق بين أحد من رسله، وأما أنتم فإن البابا إينوشانيوس الثالث يقول عن محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنه المسيح الدجال.
ويقول الإكلينوس لرعاياه ( كان محمد يدعو الناس لعبادته في صورة وثن من ذهب كان يصنع من أنفس الحجار والمعادن في أحكم صنع وأدق إتقان ).
وفي معاجمهم اللغوية يسمون محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، مهد هذا يعني كما في معجم كسل النبي المزيف محمد والروح الشريرة والإله المزيف والشيطان وهي في الفرنسية أيضا مهو وتعني المعاني القميئة السابقة.
وبلغ بهم الحقد أن أشاعوا في كتاب قصص محمد إن الإسلام يجيز اشتراك جملة رجال في زوجة واحدة، متناسين سؤال يخطر على بال قارئ هذه العبارة فوراً من أكلة لحم الخنزير نحن المسلمين أم الأوربيون ؟
ومعلوم أن الخنزير وحده دون الحيوانات يرضى أن يشاركه غيره في أنثاه وهم لكثرة ما أكلوا من الخنازير، وصلت بهم تلك الصفات الوراثية على أن صارت الخنزيرية في تعاملهم مع زوجاتهم حقيقة واقعة يشهد بها الواقع ولا يمتري فيها اثنان.
لقد كتب محرر دائرة المعارف الفرنسية لاروس بين أيد الناس عن محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يلي:
( بقي محمد مع ذلك ساحرا ممعنا في فساد الخلق لص نياق كاردينالا ما هذا العبث كاردينالا لم ينجح في الوصول على كرسي الباباوية فاخترع دينا جديداً لينتقم من زملائه عن أي شيء يتكلم هذا الأحمق المأفون ).
انظر يا بندكت أدبنا وأدبكم في التعامل مع أنبياء الله جل وعلا.
وثانياً يسلم عليك توماس كارلل ويقول لك خطايا وآثام يا أحمق يا مسكين.
هل اقترف محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيئا من الخطايا والآثام يحط من شأنه ويجعله غير جدير بعظمة وعصمة الأنبياء والمرسلين، أمن الضروري أن أقول إن أعظم الخطايا هذا كلام كارلل في كتابه الأبطال 61 يهديه على ذلك الذئب العجوز الجالس على كرسي قد اقتبسه عنوة وعنوة وحازه بغير استحقاق، يقول ( إن أعظم الخطايا والآثام إنما يتمثل في عدم الدراية وعدم القدرة على تحديد معنى الخطيئة أو معنى الإفك والعمل الأثيم ).
يقول توماس كارلل ( أعتقد أن أولئك الذين أتيحت لهم فرصة قراءة العهد القديم تأمل هذا جيدا، فإن ذلك الذئب العجوز، لا شك أنه قرأ العهد القديم والجديد وقرأ الشعور فيقول أولئك الذين أتيحت لهم فرصة قراءة العهد القديم والعهد الجديد من الإنجيل كان الأحرى بهم أن يعرفوا من قراءة كتابهم المقدس من مِن الأنبياء قد ارتكب الخطايا والآثام في حق الرب إن داود النبي الملك العبراني وفقا لما يرويه عنه الكتاب المقدس وهو إفك وكذب وباطل وزور ولكن كلامهم نلزمهم بما في كتبهم.
وكذلك يفعل كارلل يقول كان قد أقترف ما يكفي من الخطايا والآثام ليكون أكبر الخطاة الآثمين، ولم يرتكب محمد يقول كارلل ولم يرتكب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي خطيئة أو أي عمل أثيم ويحاول منتقدوه بغير حق أن يسخروا منه قائلين هل هذا هو نبي الإسلام لقد كان يتبع شهواته الجنسية إتباعاً لفحولته لتمكن الشهوة الجنسية منه، وهذه سخرية لا مسوغ لها أبدا، يقول كارلل ( إنها تهمة ضحلة لا أساس لها من الصحة ).
ومن الأكاذيب التي افتراها الباباوات للغرب المسكين المخدوع المضلل أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استقدم الدجل والشعوذة للاحتيال على عقول العرب السذج.
وفي نقض هذا الاتهام يقول توماس كارلل أيضا ( منهم وعلى ملتهم وتتصادم وتتناقض مع نظرية الاتهام بالدجل والشعوذة والاحتيال على عقول العرب المتخلفين السذج حقيقة أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قد عاش طوال حياته الفريدة المثال حياة هادئة وادعة كل الهدوء والوداعة حتى آخر عمره إذ توفاه الله وفاة طبيعية وانتقل بكل هدوء ووداعة وصفاء ونقاء على الرفيق الأعلى كلامه، ولقد كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الأربعين من عمره قبل أن يتكلم بكلمة واحدة عن رسالة الله إليه وكان كل طموحه فيما يبدو ينحصر في أن يعيش حياة فاضلة وكانت سمعته بين قومه تنحصر في أنه كان يحظى بالسمعة الطيبة بين كل الناس الذين عاشوا بالقرب منه وعرفوه عن كثب ). كتاب الأبطال ص 70.
يقول أيضا : ( هل هو الطموح وماذا كانت تعني شبه الجزيرة كلها من أدناها إلى أقصاها بالنسبة على هذا الرجل صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟
إنها كم مهمل لا يكاد يذكر بالنسبة على تاج الإمبراطور الروماني هرقل أو بالنسبة لعرش كسرى الفارسي بل هي ما قيمة كل تيجان الملوك على وجه الأرض بالنسبة إلي مجال عظمة هذا الرجل صلى الله عليه وعلى آله وسلم ).
ماذا كانت كل تيجان الأرض تجديه وهو يشيد مجد عظمته، عظمة هذا الرجل كانت مستمدة من خالق السموات والأرض، وكانت هذه التيجان تتلألأ فوق جحيم الأرض، وأين ستكون هذه التيجان ؟
وأين سيكون من يضعونها فوق رؤوسهم بعد قليل من السنوات ؟
وما هي قيمة أن يكون ملكا في مدينة مكة أو أن يكون ملكا فوق عرش شبه الجزيرة العربية كلها يمسك بيده صولجانه لا يزيد على أن يكون قطعة من الخشب هل يتمثل ذلك خلاص النفوس من الخطايا والآثام البشرية ؟
يقول ( إني أعتقد بكل حسم، أن مثل هذا الصولجان لا يحقق أي خلاص للنفوس من الخطايا والآثام البشرية إننا سنترك وراءنا الصولجان وكل ما يمثله الصولجان من مظاهر السلطة الدنيوية وزخارفها سنترك ذلك وراءنا وقد تجردنا بعد الوفاة منها كلها دفعة واحدة.
إن اتهام محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنه كان رجل يحاول تحقيق طموح دنيوي شخصي، على أساس من رغبة جامحة في الحصول على سلطات الملك الدنيوي إنما هو اتهام عار من الصحة لدرجة أنه لا يحتاج لمجرد البحث والمناقشة بشأنه من جانبنا )توماس كارلين الأبطال ص 72-73.
ومن الأكاذيب التي يرددها بندكت عن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهن دين الإسلام أن الإسلام يحارب العقل، وهذا الزعم من الكذب الأصلع، لأن الإسلام هو العقل بدليل أن التكليف يرفع عن المجنون والنائم والصبي، فحيث لا عقل لا يوجد تكليف، فأي فرية هذه إذا لم تستح فاصنع ما شئت، حيث لا عقل لا يوجد تكليف، وفي قواعد الفقهاء العقل مناط التكليف.
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق وع الصبي حتى يحتلم » وهو حديث صحيح مروي من طرق كثيرة عن على وعمر وعائشة رضي الله عنهم.
فكيف يقال إن الإسلام يحارب العقل ؟
إن أوربا لم تتقدم إلا بعد أن طلق العلم النصرانية وكفر بالباباوية، وأما المسلمون فإنهم لم يتخلفوا إلا بعد أن فصلوا العلم عن الدين، والدنيا عن الآخرة.
إن أوربا لم تتقدم إلا بعد أن طلق العلم النصرانية وكفر بالباباوية وأما المسلمون فإنهم لم يتخلفوا إلا بعد أن فصلوا العلم عن الدين والدنيا عن الآخرة.
إن ذلك الذئب العجوز يعلم أنه ورجال دينه يأمرون أتباعهم بأن يتخلوا عن عقولهم عند دخول الكنائس، يأمرون الأتباع بأن يجعلوا عقولهم خارجاً، وأن يدخلوا بالقلوب وحدها، هذه حقيقة فهذا الذئب العجوز، وكذلك رجال دينه، قسوسهم ورهبانهم، يأمرون أتباعهم بأن يتخلوا عن عقولهم عند دخول كنائسهم يأمرون الأتباع بأن يجعلوا عقولهم خارجاً، وأن يدخلوا بالقلوب وحدها، وأما نحن المسلمين فنجعل أحذيتنا ونعالنا فقط خارج مساجدنا وندخل بعقولنا وقلوبنا معا فالذي يوازي العقل عندهم هو الحذاء والنعل عندنا، هم يتركون عقولهم ونحن نحافظ على عقولنا ونترك فقط نعالنا.
لقد احترم الإسلام العقل وجعله من الضروريات الخمس التي يجب المحافظة عليها، ولذلك حرم الله رب العالمين المسكرات والمخدرات والمفترات وكل ما من شأنه أن يغيب العقل أو يؤثر فيه، وأنت يا بندكت توهم الأتباع المساكين أن الخمر تستحيل في العشاء الرباني على دم المسيح فاشرب لا هنيئا واسكر ما شئت يا مسكين.
أما الإسلام دين التوحيد الخالص فقد أسس حضارة عالمية ولم يترك الإسلام آسيا الوثنية وأوربا البيزنطية وإفريقية الساذجة على ما كانت عليه مثلما فعل سقوط روما بأوربا بل نقل الإسلام هذه القارات الثلاث إلى حضارة جديدة فتية قوية في الدين واللغة والسياسة والعلو ومع ذلك صحيح تماما أن العصور الوسطى هي عصور ظلام وحرق للعلماء ومحاربة للمعرفة هذا حق لا ريب فيه، لكنه لا ينطبق إلا على أوربا، إنه ينطبق هناك ولا ينطبق هنا، عندما عاشت أوربا قرونا طويلة من القرن الخامس الميلادي وحتى القرن الرابع عشر الميلادي تحت رحمة المثلين القائلين الجهل رأس العبادة والقذارة من الإيمان، هذه حقيقة عاشت طوال تلك القرون تحت رحمة هذين المثل الجهل رأس العبادة والقذارة من الإيمان، كانوا يعتبرون أن الماء مسكون بالشياطين فكانوا لا يغتسلون ألوف من النافورات كانت هنالك في الأندلس، وأوربا تعتبر أن التطهر بالماء رجس من عمل الشيطان.
وطرفة وهي حقيقة كان الواحد منهم إذا أراد أن يخرج مهاجراً مجاهداً في سبيل الصليب واستنقاذ قبر المسيح، يخشى على زوجته الخنى والزنا فيذهب إلى حداد ليصنع لها على قدها بمقاسها حزام العفة وهو حزام من حديد يغطي موطن العفة منها ودبرها ويجعل له مفتاحاً على قفل هنالك مرصود كأنما رصدته الشياطين، وكانت المرأة الحاذقة تغافله ثم تأتي بشمع مسيح وتجعل المفتاح عليه فتطبع صورة المفتاح على الشمع وتعيد المفتاح إلى رجلها إلى بعلها يغط في نومه حتى إذا خرج مجاهداً في سبيل الصليب ذهبت هي إلى صانع المفاتيح فصنع لها مفتاحاً تصنع ما شئت فإذا ما هبت ريح بعلها قادماً أعادت القفل موضعه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يا أصحاب أحزمة العفة!! أفيقوا، الجهل رأس العبادة والقذارة من الإيمان، هناك عندما رسمت في عصورهم الوسطى خريطة الجنة والنار، وعندما استدل السيركوناندويز بتجاربه الشخصية على وجود الجنة والنار، إنني أعرف أنه توجد الآن آلاف من الأرواح تحوم حولنا، هلاوس سمعية وبصرية صار بها كأنه النبي الملهم المحنك.
وفي مجال الطب استمرت الكنسية حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي تروج للشفاء بالمعجزات التدخل المعجز في الشفاء وصرح القديس أبروزوا أن قواعد الطب مخالفة للعلم الإلهي وللتهجد والصلاة ولقد حضر اندروديكسون وايت صاحب كتاب تاريخ الصراع بين اللاهوت والعلم في المسيحية حفلا أقيم في كاتدرائية نابولى 1856 حضرة كبار رجال البلاط وكبار الشخصيات لما ؟
لتسييل دم القديس ياريانوس حامي المدينة فكانوا يعمدون إلى تسييل دمه كلما حل بالمدينة وباء إيماناً منهم بأنه إذا سال دمه أنقذت المدينة، أما هذه الدماء فعبارة عن مادة كيماوية في قارورتين محفوظتين بين جدران الكاتدرائية في مكان بارد من شأنه أن يجمدها، فإذا ما تناولها القسيس واخذ يقلبها بين يديه بعض الوقت سالت المادة وهذا أمر علمي يسير جداً، ولكن كان الناس وعلية القوم في نابولي يعتقدون حتى ذلك الوقت أن المادة التي تحتوي عليها القارورتين هي فعلا دم القديس الذي يسيل إذا ما أراد القديس حماية المدينة.
أما هنا في العصور الوسطى فلم تشهد بلادنا وحضارتنا صراعا بين العلم والدين لأن الإسلام يحض على العلم في شتى ميادينه وفروعه ولقد كانت كل من بغداد وقرطبة حاضرتي العالم العلميتين بما فيهما من جامعات ومكتبات وعلماء وطلبة علم، وأما هناك حيث محاربة العلم ومحاكمة العلماء ورجال الفكر حتى إنهم حرقوا بالنيران كثيرا من العلماء الذين وصلوا إلى كثير من المخترعات واكتشفوا كثيرا من المكتشفات ولم يصلوا إلى شيء حتى طلق العلم النصرانية طلاقا لا رجعة فيه ولا حتى بمحلل فشتان بين أدعائك يا بندكت شتان بين ادعائك وبين الحقيقة التي تصفعك وما أبعد الفارق بيننا وبينكم وهذا هو تريبر يصفعهم بالحقيقة عندما قال في كتابه المنازعة بين العلم والدين إن جامعات المسلمين مفتوحة للطلبة الأوربيين الذين نزحوا إليها من بلادهم لطلب العلم وكان ملوك أوربا وأمراؤها يغدون على بلاد المسلمين ليعالجوا فيها فقد كانت بلادنا مصدر إشعاع فكري وعلمي وحضاري تخطى إلى أوربا فأيقظها من السبات وبعثها من العدم.
إن جيربت الفرنسي درس في مدارس إشبيلية وقرطبة وتزود بالعلوم العربية الإسلامية ثم نصب بابا في روما باسم سلفستر الثاني بابا روما ما بين 999 – 1003 وترجم إلى اللاتينية كتب عربية كثيرة لأنه درس في مدارس إشبيلية وقرطبة وأدخل في معارف عرب الشرق والغرب على أوربا والمنصف منهم يعلم لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوربا الحديثة عدة قرون.
إن شمس الإسلام سطعت على الغرب في العصور الوسطى ولم تبدأ النهضة الأوربية الحديثة إلا بعد اطلاع الأوربيون على الحضارة الإسلامية كما ان الترجمات عن العربية كانت المصدر الوحيد للتدريس في جامعات أوربا نحو ستة قرون ويمكن القول إن تأثير المسلمين في بعض العلوم كعلم الطب مثلاً دام إلى زمن متأخر جداً بقيت كتب ابن سينا تدرس في جامعة مونبليي في فرنسا إلى أواخر القرن التاسع عشر كتب ابن سينا تدرس في جامعة مونبليي في فرنسا إلى أواخر القرن التاسع عشر وماذا بعد شهادة ؟؟
الذي تمنى لو أن العرب استولوا على فرنسا لتغدوا باريس مثل قرطبة في أسبانيا مركزاً للحضارة والعلم حيث كان رجل الشارع في قرطبة يكتب ويقرا ويقرض الشعر أحيانا في الوقت الذي كان فيه كما يقول لوبوا كان فيه ملوك أوربا لا يعرفون كتابة أسمائهم ويبصمون بأختامهم ويضيف لوبو ساخراً ممن يقارن العرب المسلمين في العصور الوسطى بالأوربيون في الوقت ذاته قد كان الوضع على عكس الوقت الحاضر تماماً العرب هم المتحضرون والأوربيون هم المتأخرون ولا أدل على ذلك من أننا نسمي تاريخ أوربا في ذلك الوقت العصور المظلمة هذا كلامه إن عصور أوربا الوسطى عصور مظلمة يقينا حيث حاربت الكنيسة أسلاف بندكت من الباباوات العلم وأحرقوا العلم وجعلوا منهجهم قروناً الجهل رأس العبادة والقذارة من الإيمان وأما ما يتعلق بما ادعاه هذا الذئب العجوز والأحمق المطاع من أن الإسلام إنما انتشر بالسيف وأن الإسلام دين العنف فله ساعة ما حان ولا حان بعد حينها، ونسأل الله أن يقربنا منها على خير إنه على كل شيء قدير و صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم اسأل الله رب العالمين أن يمسكنا الإسلام حتى نلقاه اللهم مسكنا الإسلام حتى نلقى وجهك الكريم اللهم مسكنا الإسلام العظيم حتى ملقى وجهك الكريم اللهم ثبت أقدامنا واهد قلوبنا وبيض وجوهنا وثبت أقدامنا واشرح صدورنا وأصلح ببالنا اللهم فهمنا حقيقة الدين فهمنا حقيقة الدين واجمع شمل المسلمين واكبت أعداءك أعداء الدين يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين وذا القوة المتين وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
________________________________________
هده المحاضرة مقتبسة من خطبة الشيخ الدكتور محمد رسلان حفظه الله ورعاه بتصرفhttp://www.rslan.com/tafre31/nag.php
شكراااااااااااااجزيلا وبارك الله فيك
هذا شرح أصول الايمان للعلامة عبدالله الغنيمان
شرح رائع و ذو فوائدة قد يعجر الواحد عن شكر الشيخ عليها من هؤلاء يؤخذ العلم و يستقى الفهم و يعرف الطريق
الى الحق
شرح كتاب أصول الإيمان-الشريط الثانى
وقد وضح صاحب الرسالة أن الإيمان القوي يلد الخلق القوي حتما، وأن انهيار الأخلاق مرده إلى ضعف الإيمان ، أو فقدانه، بحسب تفاقم الشر أو تفاهته.
فالرجل الصفيق الوجه، المعوج السلوك، الذي يقترف الرذائل غير آبه لأحد.. يقول رسول الإسلام في وصفه حاله( الحياء و الإيمان قرناء جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر!)).
والرجل الذي ينكب جيرانه ويرميهم بالسوء، يحكم الدين عليه حكما قاسيا، فيقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم( و الله لايؤمن، و الله لايؤمن، و الله لايؤمن. قيل : من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه !! )) .
وتجد الرسول صلى الله عليه وسلم – عندما يعلم أتباعه الإعراض عن اللغو ،ومجانبة الثرثرة والهذر- يقول : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )).
وهكذا يمضي في غرس الفضائل وتعهدها حتى تؤتي ثمارها، معتمدا على صدق الإيمان وكماله.
إن نبي الإسلام توعد هؤلاء الخالطين، وحذر أمته منهم.
ذلك أن التقليد في أشكال العبادات يستطيعه من لم يشرب روحها، أو يرتفع لمستواها.
ربما قدر الطفل على محاكاة أفعال الصلاة وترديد كلماتها ..
ربما تمكن الممثل من إظهار الخضوع وتصنع أهم المناسك ..
لكن هذا وذاك لا يغنيان شيئا عن سلامة اليقين ، ونبالة المقصد .
والحكم على مقدار الفضل وروعة السلوك يرجع إلى مسبار لا يخطىء، و هو الخلق العالي !
وفي هذا ورد عن النبي أن رجلا قال له : يا رسول الله، إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال ( هي في النار )) ثم قال : يا رسول الله فلانة من قلة صلاتها وصيامها ، وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط – بالقطع من الجبن- ولا تؤذي جيرانها .قال : (( هي في الجنة )) .
وفي هذه الإجابة تقدير لقيمة الخلق العالي وفيها – كذلك – تنويه بأن الصدقة عبادة اجتماعية، يتعدى نفعها إلى الغير، ولذلك لم يفترض التقلل منها كما افترض التقلل من الصلاة و الصيام، وهي عبادات شخصية في ظاهرها .
إن رسول الإسلام لم يكتفي بإجابة على سؤال عارض، في الإبانة عن ارتباط الخلق بالإيمان الحق، وارتباطه بالعبادة الصحيحة، وجعله أساس الصلاح في الدنيا و النجاة في الأخرى .
أن أمر الخلق أهم من ذلك، ولا بد من إرشاد متصل، ونصائح متتابعة ليرسخ في الأفئدة والأفكار ، أن الإيمان والصلاح و الأخلاق، عناصر متلازمة متماسكة، لا يستطيع أحد تمزيق عراها.
لقد سأل أصحابه يوما: (( أتدرون من المفلس ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ،فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار))
ذلك هو المفلس : إنه كتاجر يملك في محله بضائع بألف ، وعليه ديون قدرها ألفان، وكيف يعد هذا المسكين غنيا .
والمتدين الذي يباشر بعض العبادات ، ويبقى بعدها بادي الشر، كالح الوجه، قريب العدوان، كيف يحسب امرأ تقيا ؟.
وقد روي أن النبي ضرب لهذه الحالات مثلا قريبا ، قال ( الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد ، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل )).
فإذا نمت الرذائل في النفس ، وفشا ضررها ، وتفاقم خطرها، انسلخ المرء من دينه كما ينسلخ العريان من ثيابه، وأصبح إدعاؤه للإيمان زورا، فما قيمة دين بلا خلق؟ وما معنى الإفساد مع الانتساب لله؟ .
وتقريرا لهذه المبادئ الواضحة في صلة الإيمان بالخلق القويم، يقول النبي الكريم ( ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صام وصلى وحج واعتمر، وقال إني مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان )) .
وقال في رواية أخرى ( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر ، وإن صام وزعم أنه مسلم )).
وقال كذلك ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر )) .
في العدد القادم- دائرة الأخلاق تشمل الجمبع-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
الموت باب وكل الناس داخـــــله ياليت شعري بعد الموتما الدار
الدار دار نعيم ان عـــــملت بمـا يرضي الاله وان خالفتفالنــــار
هما طريقان ما للمرء غيرهما فاختر لنفسك اي الدار تختــــــــار
ماللعباد سوى الفردوس منزلة وان هفوا هفوا فالرب غفـــــــار …………………….
بارك الله فيك
مظاهر ضعف الإيمان
وكثرتها يؤدي إلى جعلها عادة مألوفة، فيزال قبحها من القلب ويغيب تانيب النفس، مما يجعل فاعلها يجاهر بها بعد أن كان يسر بها، يقول صلى الله عليه وسلم:<< كل أمتي معافة إلا المجاهرين ومن المجاهرة أن يعمل الرجل أو المرأة عملا في الليل ثم يستره الله بستره ثم يصبح فيكشف الله ستره عليه>>.
2* الشعور بقسوة القلب وخشونته.
3* عدم اتقان العبادات:
كشرود الذهن في الصلاة- قراءة الدعاء دون التدبر فيه
4* التكاسل في أداء الطاعات والعبادات:
فيؤدي عبادة جوفاء وفارغة.
5* ضيق الصدر وتغير المزاج.
6* لا يرفع يديه للدعاء وإذا رفعهما يتكاسل في ذلك.
7* عدم الغضب عند انتهاك محارم الله.
8* حب الظهور وحب الرآسة في المجالس.
9* الشح والبخل.
10* السرور والغبطة فيما أصاب إخوانه.
11* إحتقار المعروف وعدم الإهتمام بالحسنات الصغيرة.
12* عدم الإهتمام بقضايا المسلمين ويكتفي بسلامة نفسه.
13* إنفصام عرى المحبة بين الاخوة.
14* الفزع والخوف عند وقوع المصيبة ونزول المشكلة.
15* كثرة الجدال والمراء.
16* التعلق الشديد بالدنيا.
17* الاهتمام المبالغ به بالنفس.
18* الابتعاد عن الأجواء الدينية.
19* الابتعاد عن القدوة الصالحة.
20* الابتعاد عن طلب العلم الشرعي.
21* عدم الاهتمام بقراءة القرآن وكتب السنة وكتب الرقائق.
22*طول الأمد وطول الأمل.
ان شاء الله يقوي إيماننا به
شكرا جزيلا أخي على الموضوع القيم
جزاك الله خيرا ونفع بك
شكرا جزيلا على الموضوع القيم
شكررررررررررررررررررررررررر
علينا ان نحيي قلوبنا بقول " لا اله الا الله….اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دين التوحيد و على طاعة الله تعالى و رسوله الكريم الذي لا ينطق عن الهوى …امييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين
بارك لله فيك
في ميزان حسناتك ان شاء الله
شكرا جزيلا على الموضوع القيم
بارك الله فيك
اللهم ثبت قلوبنا على دين التوحيد
جزيل الشكر على الموضوع القيم
جزاك الله ألف خير ونفع بك وجعل مثواك الجنة
اجل هذه المظار تدل علي ضعف الامان
اللهم اجعلنا ممن يقوي ايمانهم
بن يحكم
بارك الله فيك
نواقض الإيمان
نواقض الإيمان
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، القائل سبحانه: ***64831;وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ***64830; [العنكبوت: 8], والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه الشرفاء، القائل: "رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد
أوجب الله- سبحانه وتعالى- طاعة الوالدين في كتابه العزيز، وحث النبي- صلى الله عليه وسلم- على ذلك الخلق الكريم، وقرن الله حقهما بحقه-سبحانه وتعالى- كما قرن شكرهما بشكرهفقال الله تعالى: ***64831;وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً***64830;[ الإسراء:24-23], وقال تعالى: ***64831;أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ***64830;[لقمان:14].
وأمر بصحبتهما والإحسان إليهما ولو كانا كافرين، قال تعالى: ***64831;ِوَإن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ***64830; [لقمان:15].
وعن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله –
وقال تعالى: ***64831; وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ***64830; [العنكبوت: 8]
بل حقهما أولى على الابن من حقوق جميع المخلوقين، في حدود الشرع الذي شرعه الله رب العالمين، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: "أمك". قال: ثم من ؟ قال: "ثم أمك" قال: ثم من ؟ قال: "ثم أمك" قال: ثم من ؟ قال: "ثم أبوكصلى الله عليه وسلم- فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلُ أمي؟ قال: "نعم صلي أمك
المقصود ببر الوالدين:
البِرُّ: الصِّدْقُ والطاعةُ, وفي التنزيل: ***64831;لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ ***64830; [البقرة:177] أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله وقال شمر في تفسير قوله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ
وقد اختلف العلماء في تفسير البر فقال بعضهم: البر الصلاح، وقال بعضهم: البر: الخير، قال: ولا أَعلم تفسيراً أَجمع منه؛ لأَنه يحيط بجميع ما قالوا، قال وجعل لبيدٌ البِرَّ التُّقى حيث يقول:
وبَرَّ يَبَرُّ: إِذا صَلَحَ، وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ إِذا صدقه ولم يَحْنَثْ، وبَرَّ رَحِمَهُ يَبَرُّ: إِذا وصله، ويقال فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ: أَي يطيعه، ورجلٌ بَرٌّ بذي قرابته وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ، والمصدر البِرُّ، وتَبارُّوا تفاعلوا من البِرّ، وبَرَّةُ اسْمٌ عَلَمٌ بمعنى البِر مَعْرِفَةٌ فلذلك لم يصرف لأَنه اجتمع فيه التعريف والتأْنيث، وقد بَرَّ رَبَّه وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً وبُرُوراً صَدَقَتْ، وأَبَرَّها أَمضاها على الصِّدْقِ، والبَرُّ الصادقُ وفي التنزيل العزيز: ***64831;إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ***64830; [الطور:28].
والبَرُّ: من صفات الله قال ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى: البَرُّ دون البارِّ، وهو العَطُوف على عباده بِبِرَّهِ ولطفه والبَرُّ والبارُّ بمعنًى وإِنما جاء في أَسماء الله تعالى البَرُّ دون البارّ، وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه الله قال الفراء: بُرَّ حَجُّه فإِذا قالوا أَبَرَّ الله حَجَّك قالوه بالأَلف الجوهري وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة في بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي قَبِلَه قال والبِرُّ في اليمين مثلُه وقالوا في الدعاء مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً تميمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ وأَهلُ الحجاز ينصبون على اذْهَبْ مَبْرُوراً شمر الحج المَبْرُورُ الذي لا يخالطه شيء من المآثم والبيعُ المبرورُ الذي لا شُبهة فيه ولا كذب ولا، وجمعُ البَرّ الأَبْرارُ وجمعُ البارّ البَرَرَةُ وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ: أَي يطيعه، وامرأَة بَرةٌ بولدها وبارّةٌ: ضِد العُقوق، وهو الإِساءةُ إِليهم والتضييع لحقهم، وجمع البَرِّ: أَبْرارٌ وهو كثيراً ما يُخَصُّ بالأَولياء والزُّهَّاد والعُبَّدِ، ومن كلام العرب السائر: فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ معناه: ما يعرف من يَهُرِه أَي من يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه، وقال الفزاري: البِرُّ اللطف والهِرُّ العُقُوق، وقال ابن الأَعرابي: البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان والبِرُّ دُعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ والبِرُّ الإِكرامُ والهِرُّ الخصومةُ، والبِرُّ الفؤاد يقال هو مُطمئَنِنُّ البِرِّ وأَنشد ابن الأَعرابي:
وأما المقصود ببر الوالدين شرعاً:
قال النووي-رحمه الله-:«وأما بر الوالدين فهو الإحسان إليهما، وفعل الجميل معهما، وفعل ما يسرهما ويدخل فيه الإحسان إلى صديقهما
وقال المناوي: «أي: طاعتهما والإحسان إليهما فيما لا يخالف الشرع قال العراقي: أخبر أن أفضل حقوق الله الصلاة لوقتها، وأفضل حقوق العباد بعضهم على بعض بر الوالدين، فهما أحق بالبر من جميع الأقارب
بر الوالدين وزيادة الإيمان:
الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعصية، ومن أعظم الطاعات بر الوالدين، قال ابن حجر- رحمه الله-: «فذهب السلف إلى أن الإيمان يزيد وينقص، وأنكر ذلك أكثر المتكلمين وقالوا: متى قبل ذلك كان شكاً، قال الشيخ محيي الدين: وإلا ظهر المختار أن التصديق يزيد وينقص بكثرة النظر ووضوح الأدلة؛ ولهذا كان إيمان الصديق أقوى من إيمان غيره بحيث لا يعتريه الشبهه ويؤيده أن كل أحد يعلم أن ما في قلبه يتفاضل حتى أنه يكون في بعض الأحيان الإيمان أعظم يقيناً وإخلاصاً وتوكلاً منه في بعضها وكذلك في التصديق والمعرفة بحسب ظهور البراهين وكثرتها، وقد نقل محمد بن نصر المروزي في كتابه: تعظيم قدر الصلاة عن جماعة من الأئمة نحو ذلك وما نقل عن السلف صرح به عبد الرزاق في مصنفه عن سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وبن جريج ومعمر وغيرهم، وهؤلاء فقهاء الأمصار في عصرهم وكذا نقله أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة عن الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم من الأئمة وروى بسنده الصحيح عن البخاري قال: لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص، وأطنب بن أبي حاتم واللالكائي في نقل ذلك بالأسانيد عن جمعٍ كثيرٍ من الصحابة والتابعين، وكل من يدور عليه الإجماع من الصحابة والتابعين، وحكاه فضيل بن عياض ووكيع عن أهل السنة والجماعة
ويذكر الشوكاني- رحمه الله- المراد بزيادة الإيمان فيقول: «قيل: والمراد بزيادة الإيمان هو زيادة انشراح الصدر وطمأنينة القلب وانثلاج الخاطر عند تلاوة الآيات وقيل: المراد بزيادة الإيمان زيادة العمل؛ لأن الإيمان شيءٌ واحدٌ لا يزيد ولا ينقص والآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة ترد ذلك وتدفعه
والآيات في كتاب الله عز وجل تؤيد وتدل على أن الإيمان يزيد وينقص، قال تعالى: ***64831;الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ***64830; [آل عمران:173].
قال الشوكاني: «والمعنى: أنهم لم يفشلوا لما سمعوا ذلك ولا التفتوا إليه بل أخلصوا لله وازدادوا طمأنينة ويقينا وفيه دليل على أن الإيمان يزيد وينقص
وقال تعالى: ***64831;إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ***64830; [الأنفال:2].
قال القرطبي: «أي تصديقاً فإن إيمان هذه الساعة زيادة على إيمان أمس فمن صدق ثانياً وثالثاً فهو زيادة تصديق بالنسبة إلى ما تقدم وقيل: هو زيادة انشراح الصدر بكثرة الآيات والأدلة وانشراح الصدر دليل على زيادة الإيمان
وقال تعالى: ***64831;وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ***64830; [التوبة:124], قال البغوي: «يقينا وتصديقا
وقال ابن كثيرٍ- رحمه الله-: «وهذه الآية من أكبر الدلائل على أن الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أكثر السلف والخلف من أئمة العلماء بل قد حكى غير واحدٍ الإجماع على ذلك
وقال تعالى: ***64831;وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً***64830; [مريم:76]
***64831;وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً***64830; [الأحزاب:22]
وقال تعالى: ***64831; إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى***64830; [الكهف:13]
قال ابن كثيرٍ- رحمه الله-:«استدل بهذه الآية وأمثالها غير واحد من الأئمة كالبخاري وغيره ممن ذهب إلى زيادة الإيمان وتفاضله وأنه يزيد وينقص
وقال: ***64831;هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً***64830; [الفتح:4]
وقال تعالى: ***64831;وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً***64830; [المدثر:31] فهذه الآيات الكريمة تدل على أن الإيمان يزداد وزيادته تكون بالطاعات ونقصه يكون بالمعاصي، ولذلك فإن أعمال البر والطاعات والقربات، يسميها الله ورسوله إيماناً، قال الله تعالى عن الصلاة: ***64831;وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ***64830;[البقرة:143]
قال ابن القيم: «وفيه قولان: أحدهما ما كان ليضيع صلاتكم إلى بيت المقدس بل يجازيكم عليها لأنها كانت بأمره ورضاه.
والثاني: ما كان ليضيع إيمانكم بالقبلة الأولى وتصديقكم بأن الله شرعها ورضيها وأكثر السلف والخلف على القول الأول وهو مستلزم للقول الآخر
والقول الأول هو الراجح كما أوضح ابن تيمية- رحمه الله- فقال: «يعني صلاتكم إلى بيت المقدس، لأن الصلاة تصدق عمله و قوله و تحصل طمأنينة القلب و استقراره إلى الحق، و لا يصح إن يكون المراد به مجرد تصديقهم بفرض الصلاة؛ لأن هذه الآية نزلت فيمن صلى إلى بيت المقدس ومات ولم يدرك الصلاة إلى الكعبة ولو كان مجرد التصديق لشركهم في ذلك كل الناس وفي يوم القيامة فإنهم مصدقون بأن الصلاة إلى بيت المقدس
وقال ابن كثير- رحمه الله-: «أي صلاتكم إلى بيت المقدس قبل ذلك ما كان يضيع ثوابها عند الله فالمقصود من الإيمان في الآية الكريمة: الصلاة