السلام أخترت لكم من كتاب (( المقال الفلسفي : مناهج ونماذج )) للأستاذ : أوبليل . ح هذا المقال
***61514; المشكلة الأولى: في الإحساس والإدراك
***61656; الـمــوضــوع: إذا كنت أمام موقف، يقول: « نحسّ الأشياء، ثم ندركها »، ويدفعك القرار إلى أن تختبر الموقف وتفصل في الأمر، فتصف طبيعة العلاقة بين الإحساس والإدراك، فما عساك أن تصنع ؟
أولا: قبل الشروع في تحرير المقال : 1/ تحديد معاني الكلمات المفتاحية: ***61514; الإحساس: Sensation: جميل صليبا : « الإحساس حادثة نفسية أولية وهو إما أن يكون انفعاليا ، أو عنصرا من الحياة العقلية […]، فكل انفعال نفسي ينتج عن تبدل عضوي […] أو هو صدى التبادلات الجسدية وانعكاس آثارها على الشعور » . إن علاقة الإنسان بالعالم الخارجي، تبدأ على شكل إحساسات، فنحن دوما نرى أشياء ونسمع أصواتا، ونشم روائح، ونلمس أجساما، ونذوق طعوما، كما نحس بالضغط والحرارة والبرودة، كل هذه الظواهر هي إحساسات، أي أنها عبارة عن الأثر النفسي، أو الحالة الذهنية أو الشعورية التي يحدثها فينا تأثير منبه خارجي (أو داخلي كحركات المعدة والأمعاء مثلا) في عضو من أعضائنا الحاسة. ***61514; الإدراك Perception: انطوان مقدسي : «الإدراك هو العملية النفسية التي يتمّ بواسطتها الاتصال بيننا وبين العالم الخارجي ومعرفة الأشياء في هذا العالم. وهو تابع لاهتمامنا ولقدراتنا العقلية » . والإدراك ظاهرة نفسية مركبة: إن الأشياء التي نراها والأصوات التي نسمعها، إنها لا تشكل إحساسات خالصة مجردة محضة، بل إنها إدراك. نحن لا نحس الأشياء مجردة ومنعزلة، بل ندركها، نتعرف عليها في المكان كما نتعرف على علاقاتها بالأشياء الأخرى وبذواتنا ذاتها، علاوة على ما نعطيه إياها من معان ودلالات نتيجة خبراتنا وتجاربنا الماضية. 2/ فهم السؤال: واضح أن الموضوع هنا يتناول العلاقة بين الإحساس والإدراك. هل يمكن القول بوجود إحساس خالص مجرد منفصل عن الإدراك (متى ؟ وبالنسبة لمن ؟) أم أن كل إحساس هو إدراك ؟ نجد موقفين متعارضين هما: النظرية الكلاسيكية (الذهنية والترابطية) التي تؤكد على وجود الإحساسات الخالصة، والتمييز بين الإحساس والإدراك. – النظرية الجشطالتية والنظرية الظواهرية التي تؤكد على عدم إمكانية التمييز بين الإحساس والإدراك. 3/ تحديد المطلوب : محاولة الإجابة عن الأسئلة التالية: هل يوجد إحساس خالص ؟ أليس كل إحساس إدراك ؟ أو هل يمكن أن نحس دون أن ندرك ؟ 4/ تحديد طريقة المعالجة : إن طبيعة الموضوع تقتضي استعمال الطريقة الجدلية.