الآلاف منهم يتخلون عن تخصصات الطب والصيدلة ويلتحقون بالجيش
الناجحون في البكالوريا يفضلون "الكاسكيطا" على "المئزر الأبيض"
2200 طالب تسابقوا أمس في خمسة تخصصات للظفر بمنصب ضابط مهندس
..أغلبهم من أبناء الجزائر العميقة، تعرفهم من ملامح وجوههم الخجولة، من بساطتهم وتواضعهم، وهم من تحصلوا على معدلات فاقت 16 من 20.. شباب تخلوا عن دراسة الطب وحلم ارتداء المئزر الأبيض، على أمل ارتداء "الكاسكيطا العسكرية" لأنهم ببساطة يرون فيها وجهين لعملة واحدة الهروب من البطالة وضمان المستقبل.
..هم شباب في مقتبل العمر، تم استدعاؤهم في مختلف تخصصات الجيش الوطني الشعبي، ومن بينها مدرسة المهندسين بالرويبة، التي نظمت أمس امتحان الظفر برتبة ضابط في الهندسة وسجل بها أزيد من 2200 طالب تسابقوا أمس في خمسة امتحانات أساسية تتعلق بكل من الرياضيات والفيزياء والكيمياء إضافة إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية.
حلم "الكاسكيطا" يجتاح الجميع
تفاجأنا بهم وهم ينتظرون أدوارهم بالساعات لاجتياز اختبار الفحص الطبي. كان من بينهم فتيات "ليندة وزهرة" من ولاية تيزي وزو، فاق معدلهما 14 من 20، ترغب ليندة في الظفر بلقب ضابط مهندس، تقول: ".. سجلت في الجامعة ومنح لي تخصص أستاذ تعليم ثانوي، لكني فضلت التسجيل في تخصصات الجيش الوطني الشعبي، فهنا المستقبل مضمون كما أن والدي يرغب في ذلك".
أما زهرة ابنة منطقة "بوغني"، فأحبت الهندسة منذ صغرها لكنها ترغب في ولوج مدرسة المهندسين بالرويبة بالنظر إلى مستوى التعليم العالي الذي تضمنه.
أما عمي مولود من منطقة بسكرة فكان في صحبة ابنه علي، الذي تحصل على البكالوريا بمعدل 15 من 20 في شعبة الرياضيات، فقال: ".. سجل ابني في الجامعة تخصص طبيب أسنان لكني آمل أن ينجح في مسابقة المهندسين ليكمل دراسته بين أسوار المؤسسة العسكرية".
ما يثير استغرابك وأنت بين الحائزين على شهادة البكالوريا الراغبين في ولوج تخصصات قوات جيشنا الشعبي، وعيهم المبكر بأهمية المستقبل، يقول مراد من ولاية البيض، صاحب 17 عاما، قطع مسافات بعيدة متنقلا من حافلة إلى أخرى، فهو يأتي للعاصمة لأول مرة للتسجيل ضمن صفوف ضباط المهندسين يتحدث قائلا: " ..مُعدلي في البكالوريا 12 من 20، منذ صغري وأنا أحلم بأن ألتحق بصفوف الجيش لكني أرغب في أن أكون واحدا من إطاراته، أومن بأن المستقبل يبدأ من هنا…".
هذا، وكانت قد نظمت مدرسة التحضير لدراسات مهندس، أمس الخميس، مُسابقة وطنية لانتقاء ضباط مهندسين حيث تقدم إلى المدرسة نحو 2200 طالب، حيث وفرت المبيت والإيواء للطلبة القادمين من لايات بعيدة مع ضمان وجبات العشاء لهم، أول أمس الأربعاء، وهو ما استحسنه أولياء التلاميذ، حيث لم تتخلّ مؤسسات الجيش عنهم، عكس ما يعانيه طلبة الجامعات ممن يحرمون من اجتياز المسابقات بضمان المبيت.
وسهرت المدرسة على توفير كل الإمكانيات لإنجاح المسابقة، وهو ما استحسنه الطلبة وأولياؤهم، حيث سيدرس الناجحون في المسابقة بعد إعلان النتائج عنها نهاية الشهر الحالي، 03 سنوات كنظام داخلي لتعلم مختلف التخصصات في الهندسة.
جدير بالذكر أن مدة التكوين في مختلف التخصصات تقدر بخمس سنوات، تتوزع كما يلي، سنة واحدة للتكوين العسكري القاعدي المشترك بالأكاديمية العسكرية، لمختلف الأسلحة بشرشال، وثلاث سنوات تكوينا تخصصيا في الطيران بالمدرسة العليا للطيران بوهران، على أن يتوج بعدها المكوّنون بشهادة ليسانس في العمليات الجوية، تليها بعدها سنة واحدة تكوينا تخصصيا بإحدى المدارس المتخصصة للطيران.
المصدرالشروق أون لاين
سبحان الله وبحمده.
بحث مختصر حول البحر الأبيض المتوسط