تصنيف الناس بين الظن واليقين
للشيخ العلامة : بكر بن عبد الله أبو زيد
ألف فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد كتاباً قيماً عن هذه الظاهرة " التصنيف والطعن في العلماء " وسماه : ( تصنيف الناس بين الظن واليقين ) ولعله من أحسن ما ألِّف في بابه فقد جمع هذا الكتاب بين رصانة العرض وبلاغة الأسلوب وسمو اللغة – كما هي عادة الشيخ حفظه الله في كتاباته – وبين المنهجية العلمية في الطرح وضمنه كثيراً من أقوال أئمة السلف . ولأهمية هذا الكتاب رأينا أن ننقل منه بعض المختارات
بدأ الشيخ الكتاب بالحديث عن حرمة العلماء وفضلهم ، ثم تـحدث عن خطر اللسان ، ثم عن بلية الأمة بهؤلاء الجراحين الذين يتخذون تجريـحهم قربة يتقربون بها إلى الله ، وعن طرقهم في التصنيف ، والدوافع التي دعتهم إلى ذلك ، ثم ذكر الانشقاق الذي حصل بظاهرة التصنيف ، والآثار السيئة لها ، ثم عقب ذلك بثلاث رسائل : الأولى : إلى محترف التصنيف ، والثانية : إلى من رُمِي بالتصنيف ظلماً ، والثالثة : إلى كل مسلم.
قال الشيخ حفظه الله بعد أن أثنى على العالم العامل بعلمه :
[ …. فأنتصر له حسبة لله، لا دفاعاً عن شخصه فحسب ، بل وعن حرمات علماء المسلمين ومنهم دعاتهم ورجال الحسبة فيهم ؛ إذ بدا لقاء ما يـحملونه من الهدى والخير والبيان : اختراق ( ظاهرة التجريـح ) لأعراضهم بالوقيعة فيهم ، وفرْي الجراحين في أعراضهم ، وفي دعوتهم ، ولِمَا صنعه ( سعاة الفتنة ) من وقائع الافتراء ، وإلصاق التهم ، وألوان الأذى ، ورمي الفتيل هنا وهناك ، مما لا يخفى في كل مكان وصلته أصواتهم البغيضة . ولعظم الجناية على العلماء صار من المعقود في أصول الاعتقاد : ( ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل ) …. ] (التصنيف ص 5 – 6 )
وقال : ( … لهذا كله صار من الواجب على إخوانهم الذب عن حرماتهم وأعراضهم بكلمات تجلو صدأ ما ألصقه ( المنشقون ) بهم من الثرثرة ، وتكتم صدى صياحهم في وجه الحق ، وإيضاح السبيل الآمن الرشد العدل الوسط ) [ ص 7 ]
وقال عن التصنيف : (…حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف، فألقوا جلباب الحياء، وشغلوا به أغراراً التبس عليهم الأمر فضلوا، وأضلوا، فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل، وتدثروا بشهوة التجريـح ، ونسج الأحاديث ، والتعلق بخيوط الأوهام ، فبهذه الوسائل ركبوا ثَبَجَ تصنيف الآخرين للتشهير والتنفير والصد عن سواء السبيل ) [ ص 9 ]
وقال : ( … وقد جرَّت هذه الظاهرة إلى الهلكة في ظاهرة أخرى من كثرة التساؤلات المتجنية – مع بسمة خبيثة – عن فلان وعلان ، والإيغال بالدخول في نيته وقصده ، فإذا رأوا شيخاً ثنى ركبتيه للدرس ولم يـجدوا عليه أي ملحظ دخلوا في نيته ، وكيَّفوا حاله : [ ليبني نفسه ، لسان حاله يقول : أنا ابن من فاعرفوني ، ليتقمص شخصية الكبار ، يترصد الزعامة … ] وإن ترفقوا وغلبهم الورع قالوا : [ محترف بالعلم ] وإن تورع الجراح عن الجرح بالعبارة ، أو استنفدها ، أو أراد ما هو أكثر إيغالاً بالجرح – سلك طريق الجرح بالإشارة
، أو الحركة بما يكون أخبث وأكثر إقذاعاً مثل : تـحريك الرأس، وتعويـج الفم ، وصرفه ، والتفاته ، وتـحميض الوجه ، وتجعيد الجبين وتكليـح الوجه والتغير والتضجر ، أو يُسأل عنه فيشير إلى فمه أو لسانه معبراً عن أنه كذاب أو بذيء ، ومثل تقليب اليد أو نفضها ، إلى غير ذلك من أساليب التوهين بالإشارة أو التـحريك .ألا شُلَّت تلك اليمين عند حركة التوهين ظلماً ، وصُدِعت تلك الجبين عند تجعيدها للتوهين ظلماً ، وياليت بِنِسْعَةٍ مِن جِلد تربط بها تلك الشفة عند تعويـجها للتوهين ظلماً .
ولله در أبي العباس النميري ، شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ وضع النصال على النصال في كشف مكنونات تصرفات الجراحين ظلماً فقال(2) : " فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون ، أو فيه بعض ما يقولون ، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه ، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم .
ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى : تارة في قالب ديانة وصلاح ، فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير ، ولا أحب الغيبة والكذب ، وإنما أخبركم بأحواله . ويقول : والله إنه مسكين . أو: رجل جيد لكن فيه كيت وكيت . وربما يقول : دعونا منه ، الله يغفر لنا وله . وإنما قصده استنقاصه وهضماً لجنابه . ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة ، يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقاً وقد رأينا منهم ألواناً كثيرة من هذا وأشباهه .
ومنهم من يرفع غيره رياءً فيرفع نفسه
، فيقول : لو دعوتُ البارحة في صلاتي لفلان ؛ لِمَا بلغني عنه كيت وكيت ، ليرفع نفسه ، ويضعه عند من يعتقده . أو يقول : فلان بليد الذهن ، قليل الفهم ، وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه ، ومنهم من يـحمله الحسد على الغيبة فيـجمع بين أمرين قبيـحين ، الغيبة والحسد ، وإذا أثنى على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح ، أو في قالب حسد وفجور وقدح ؛ ليسقط ذلك عنه . ومنهم من يـخـرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ، ليضحك
غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به.
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب ، فيقول : تعجبتُ من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت؟!! ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ؟! وكيف فعل كيت وكيت ؟! فيخرج اسمه في معرض تعجبه . ومنهم من يخرج الاغتمام ، فيقول : مسكين فلان ، غمني ما جرى له وما تم له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقبله منطوٍ على التشفي به ولو قدر لزاد على ما به وربما يذكره عند أعدائه ليتشفوا به وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه
ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر
ثم قال الشيخ بكر أبو زيد : ( ومن ألأم المسالك ما تسرب إلى بعض ديار الإسلام من بلاد الكفر ، من نصب مشانق التجريـح للشخص الذي يراد تـحطيمه والإحباط به بما يلوث وجه كرامته ويـجري ذلك بواسطة سفيه يسافه عن غيره ، متلاعب بدينه، قاعد مزجر الكلب النابح ، سافل في خلقه ، ممسوخ الخاطر ، صفيق الوجه ، مغبون في أدبه وخلقه ودينه ) [ ص 14 ] .
و قال : ( وإذا علمت فشوّ ظاهرة التصنيف الغلابة، وأنإطفاءها واجب، فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقاً منها:
أنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم (ذبيـحاً) فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في الطريق ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق فإن ذلك من شعب الإيمان!! وترى دأبه التربص والترصد : عين للترقب وأذن للتجسس، كل هذا للتـحريش وإشعال نار الفتن بالصالحين وغيرهم. وترى هذا "الرمز البغيض" مهموماً بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويلٌ ذرعها، رديءٌ متنها، تجر أثقالا من الألقاب المنفرة والتهم الفاجرة، ليسلكهم في قطار أهل الأهواء، وضُلاَّل أهل القبلة، وجعلهم وقود بلبلة وحطب اضطراب!! وبالجملة فهذا (القطيع) هم أسوأ غزاة الأعراض بالأمراض ، والعضِّ بالباطل في غوارب العباد، والتفكه بها، فهم مقرنون بأصفاد: الغل، والبغضاء ،والحسد ، والغيبة ، والنميمة ، والكذب ، والبهت ، والإفك ، والهمز ، واللمز ، جميعها فينفاذٍ واحد .
إنهم بحق ( رمز الإرادة السيئة ) يرتعون بها بشهوة جامحة ، نعوذ بالله من حالهم لا رُعُوا ) [ص22/23] .
و قال : ( فيالله كم لهذه "الوظيفة الإبليسية" من آثار موجعة للجراح نفسه ؛ إذ سلك غير سبيل المؤمنين ، فهو لقىً منبوذ ، آثم جانٍ على نفسه وخلقه ودينه وأمته . من كل أبواب سوء القول قد أخذ بنصيب ، فهو يقاسم القاذف ، ويقاسم البهَّات والقتات والنمام والمغتاب ويتصدر الكذابين الوضاعين في أعز شيء يملكه المسلم " عقيدته وعرضه " قال الله تعالى :
{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} ) [ ص 23 ].
و قال عن آثارها كذلك : ( منها سقوط الجراح من احترام الآخرين ، وتقويمه بأنه خفيف طيّاش ، رقيق الديانة ، صاحب هوى ، جره هواه وقصور نـظره عـن تـمييز الحق من الباطل – إلى مخاصمة المحق والهجوم عليه بغير حق .
فإلى قائمة الممقوتين في سجل التاريخ غيرَ مأسوف عليهم :
إن الشقي بالشقاء مولع *** لا يملك الرد له إذا أتى
وكم أورثت هذه التهم الباطلة من أذى للمكلوم بها من خفقة في الصدر ، ودمعة في العين ، وزفرات تظلم يرتجف منها بين يدي ربه في جوف الليل ، لَهِجاً بكشفها ماداً يديه إلى مغيث المظلومين، كاسر الظالمين …، وكم جرت هذه المكيدة منقارعة في الديار بتشويه وجه الحق، والوقوف في سبيله، وضرب للدعوة من ( حدثاء الأسنان )في ( عظماء الرجال ) باحتقارهم وازدرائهم، والاستخفاف بهم وبعلومهم، وإطفاء مواهبهم،وإثارة الشحناء والبغضاء بينهم، ثم هضم لحقوق المسلمين في دينهم، وعرضهم، وتـحجيم لانتشار الدعوة بينهم بل صناعة توابيت، تقبر فيها أنفاس الدعاة ونفائسدعوتهم. انظر كيف يتهافتون على إطفاء نورها فالله حسبهم وهو حسيبهم ) [ ص 24 / 26 ]
و قال: ( أطبق العلماء رحمهم الله تعالى على أن من أسباب الإلحاد : "القدح في العلماء" ) [ص27]
و قال: ( وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته فيمسالخ من المنتسبين إلى السنة، متلفعين بمرطٍ ( ينسبونه إلى السلفية ) – ظلما لها -فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتهم الفاجرة المبنية على الحجج الواهية، واشتغلوا بضلالة التصنيف وصدق الأئمة الهداة : إن رمي العلماء بالنقائص وتصنيفهم البائس من البينات فتـح باب زندقة مكشوفة . ويا لله
كم صدت هذه الفتنة العمياء عن الوقوف في وجه المد الإلحادي، والمد الطرقي، والعبث الأخلاقي، وإعطاء الفرصة لهم في استباحة أخلاقيات العباد، وتأجيـج سبل الفساد والإفساد إلى آخر ما تجره هذه المكيدة المهينةمن جنايات على الدين، وعلى علمائه، وعلى الأمة وعلى ولاة أمرها، وبالجملة فهي فتنة مضلة، والقائم بها (مفتون) و (منشق) عن جماعة المسلمين ) [ ص 28 / 29 ] .و قال : ( وبعد الإشارة إلى آثار (المنشقين) وغوائل تصنيفهم فإنك لو سألت الجراح عن مستنده وبينته على هذا التصنيف الذي يصك به العباد صك الجندل ، لأفلت يديه يقلب كفيه ، متلعثماً اليوم بما برع به لسانه بالأمس ، ولوجدت نهاية ما لديه من بينات هي : وساوس غامضة ، وانفعالات متوترة ، وحسد قاطع ، وتوظيف لسوء الظن والظن أكذب الحديث، وبناء على الزعم ، وبئس مطية الرجل زعموا . فالمنشق يشيد الأحكام على هذه الأوهام المنهارة والظنون المرجوحة ، ومتى كانت أساساً تبنى عليه الأحكام؟
ومن آحادهم السخيفة التي يأتمرون ويلتقون عليها للتصنيف :
* فلان يترحم على فلان وهو من الفرقة الفلانية ؟!!
فانظر كيف يتـحجرون رحمة الله ، ويقعون في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة ، إضافة إلى التصنيف بالإثم .
* إنه يذكر فلاناً في الدرس وينقل عنه !!
والذي تـحرر لي أن العلماء لا ينقلون عن أهل الأهواء المغلظة ، والبدع الكبرى – المكفرة – ولا عن صاحب هوى أو بدعة في بدعته ، ولا متظاهر ببدعة متسافه بها ، داعية إليها . وما دون ذلك ينقلون عنهم على الجادة أي:على سبيل الاعتبار، كالشأن في سياق الشواهد والمتابعات في المرويات .
ومن مستندات ( المنشقين ) الجراحين :
تتبع العثرات وتلمس الزلات والهفوات ، فيـجرح بالخطأ ويُتبع العالم بالزلة ، ولا تُغفَر له هفوة ،
وهذا منهج مُرْدٍ ، فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟ وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات ، لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير الكثير .من ذا الذي ما ساء قط ؟ ***** ومن له الحسنى فقط ؟
ولو أُخِذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ، ولصرنا مثل دودة القز تطوي بنفسها على نفسها حتى تموت !!
وانظر ما ثبت في الصحيـحين عن جابر رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يلتمس عثراتهم " ، هذا وهم أهل بيت الرجل وخاصته فكيف بغيرهم ؟ وما شُرِع أدب الاستئذان وما يتبعه من تـحسيس أهل البيت بدخول الداخل إلا للبعد عن الوقوع على العثرات فكيف بتتبعها ؟!!ومن طرائقهم :
ترتيب سوء الظن وحمل التصرفات قولاً وفعلاً على محامل السوء والشكوك ، ومنه التناوش من مكان بعيد لحمل الكلام على محامل السوء بعد بذل الهم القاطع للترصد والتربص ،
والفرح العظيم بأنه وجد على فلان كذا وعلى فلان كذا ، ومتى صار من دين الله فرح المسلم بمقارفة أخيه المسلم للآثام ؟! ألا إن هذا التصيد داء خبيث ، متى ما تمكن من نفس أطفأ ما فيها من نور الإيمان وصيَّر القلب خراباً يباباً ، يستقبل الأهواء والشهوات ويفرزها نعوذ بالله من الخذلانو قال :
( ومن هذا العرض يتبين أن ظاهرة التصنيف تسري بدون مقومات مقبولة شرعاً فهي مبنية على دعوى مجردة من الدليل …حينئذ يأتي السؤال : ما هي الأسباب الداعية إلى شهوة التجريـح بلا دليل ؟ والجواب : أن الدافع لا يخلو : إما أن يكون الدافع ( عداوة عقدية في حسبانه ) فهذا لأرباب التوجهات الفكرية والعقدية المخالفة للإسلام الصحيـح في إطار السلف ، وهؤلاء هم الذين ألقوا بذور هذه الظاهرة في ناشئتنا …. ولهذا كثرت أسئلتهم عن فلان وفلان ثم تنزلت بهم الحال إلى الوقوع فيهم . وكأن ابن القيم رحمه الله تعالى شاهد عيان لما يـجري في عصرنا إذ يقول : " ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التـحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التـحفظ من حركة لسانه حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ! وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول" انتهى .
أو يكون الدافع ( داء الحسد والبغي والغيرة ) وهي أشد ما تكون بين المنتسبين إلى الخير والعلم ، فإذا رأى المغبون في حظه من هبوط منزلته الاعتبارية في قلوب الناس وجفولهم عنه بجانب ما كتب الله لأحد أقرانه من نعمة – هو منها محروم – من القبول في الأرض ، وانتشار الذكر ، والتفاف الطلاب حوله، أخذ بتوهين حاله ، وذمِّه بما يشبه المدح : فلان كذا إلا أنه ….!
ومن هنا تبتهج النفس بدقة نظر النُّقَّد ؛ إذ صرفوا النظر عما سبيله كذلك من تقادح الأقران ، ولهذا تتابعت كلمات السلف كما روى بعضاً منها ابن عبد البر رحمه الله تعالى بأسانيده في جامعه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ومالك بن دينار ، وأبي حازم رحمهم الله تعالى ، ومنها : " خذوا العلم حيث وجدتم ، ولا تـقـبلوا قول الفقـهاء بعـضهم على بعـض ، فإنـهم يتغـايرون تغـاير التيوس في الزريبة !!
و قال : ( وإذا كانت هذه الظاهرة مع شيوعها وانتشارها واهية السند ، فمن هو الذي تولى كبرها، ونفخ في كيرها ، وسعى في الأرض فساداً بنشرها ، وتـحريك الفتن بها ، والتـحريش بواسطتها ؟؟! والجواب : هم أرباب تلك الدوافع ، ولا تبتعد فتبتئس ، وخلِّ عنك التـحذلق والفجور ، نعوذ بالله من أمراض القلوب . والنفس لا تتقطع حسرات هنا ، فإن من في قلبه نوع هوى وبدعة ، قد عُرِفَت هذه الفعلات من جادتهم التي يتوارثونها على مدى التاريخ ، وتوالي العُصُر ، وقد نبه على مكايدهم العلماء، وحذَّروا الأغرار من الاغترار )
و قال :
( ولكن بلية لا لعاً لها، وفتنة وقى الله شرها حين سرت فيعصرنا ظاهرة الشغب هذه إلى من شاء الله من المنتسبين إلى السنة ودعوى نصرتها، فاتخذوا (التصنيف بالتجريـح) ديناً وديدناً فصاروا إلباً على أقرانهم من أهل السنة ، وحرباً على رؤوسهم وعظمائهم، يُلحِقونهم الأوصاف المرذولة، وينبزونهم بالألقاب المستشنعة المهزولة ،
وهنا ومن هذا الانشقاق تشفى المخالف بواسطة ( المنشقين ) ، ووصل العدو من طريقهم ، وجندوهم للتفريق من حيث يعلمون أو لا يعلمون ، وانفضَّ بعضٌ عن العلماء ، والالتفاف حولهم ، ووهنوا حالهم ، وزهدوا الناس في علمهم .
وبهؤلاء (المنشقين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها إلى أوزاع وأشتات ، وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهج ، والقدوة ، وما نــجا من غمرتها إلا من صحِبه التوفيق ، وعمر الإيمان قلبه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذا الانشقاق في صف أهل السنة لأول مرة حسبما نعلم يوجد في المنتسبين إليهم ممن يشاقهم، ويـجند نفسه لمثافنتهم، ويتوسد ذراع الهم لإطفاء جذوتهم، والوقوف في طريق دعوتهم، وإطلاق العنان للسانيفري في أعراض الدعاة ويلقي في طريقهم العوائق في ( عصبية طائشة ) .
فلو رأيتهم مساكين يرثى لحالهم وضياعهم لأدركتَ فيهم الخفة والطيش في أحلام طير ، وهذا شأن من يخفق على غير قاعدة ، ولو حاججتَ الواحد منهم لما رأيتَ عنده إلا قطعة من الحماس يتدثر بها على غير بصيرة ، فيصل إلى عقول السذج من باب هذه الظاهرة : الغيرة . نصرة السنة . وحدة الأمة.. وهم أول من يضع رأس المعول لهدمها ، وتمزيق شملها .
و قال في رسالته إلى محترف التصنيف
. ثم ذكر عدداً من الأحاديث في الظلم وعاقبة الظالم يوم القيامة ثم قال : ( فيا محترف الوقيعة في أعراض العلماء اعلم أنك بهذه المشاقة قد خرقت حرمة الاعتقاد الواجب في موالاة علماء الإسلام
و قال في رسالته إلى من رُمِـيَ بالتصنيف ظلماً : ( اتل ما أوحى إليك نبيك صلى الله عليه وسلم : [ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ] … وهذه سنة من الله ماضية لكل من سلك سبيلهم واقتفى أثرهم ، ألم تَرَ سير الصحابة والتابعين وأتباعهم في كل عصر ومصر إلى عصرنا الحزين كيف يقاومهم المبطلون ، ويشنع عليهم المبَطَّنون ؟!
ثم ذكر الشيخ حفظه الله عدداً من العلماء الذين ألصِقَت فيهم تهم هم منها براء كالتشيع والنصب والتجهم والخروج ومعاداة الأولياء والتنطع في الدين والاعتزال والإرجاء وغير ذلك ، ثم قال في وصيته لمن طعن فيه الناس ورموه بالتصنيف ظلماً :
( .. وعليه فألقِ سمعك للنصائح الآتية :
استمسك بما أنت عليه من الحق المبين ، من أنوار الوحيين الشريفين ، وسلوك جادة السلف الصالحين ، ولا يـحركك تهيـج ( المرجفين ) وتباين أقوالهم فيك عن موقفك فتضل …
لا تبتئس بما يقولون ، ولا تـحزن بما يفعـلون ، وخذ بوصية الله سبحانه لعبده ولنبيه نـوح عليه السلام : [ وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ] …
3. ولا يثنك هذا (الإرجاف) عن موقفك الحق ، وأنتداعٍ إلى الله على بصيرة ، فالثبات الثبات متوكلاً على مولاك ، والله يتولى الصالحين ، قال الله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل } .
4. ليكن في سيرتك وسريرتك من النقاء والصفاء والشفقة على الخلق ما يـحملك على استيعاب الآخرين ، وكظم الغيظ ، والإعراض عن عِرض من وقع فيك ، ولا تُشغِل نفسك بذكره واستعمل " العزلة الشعورية " ، فهذا غاية في نبل النفس وصفاء المعدن ، وخلق المسلم . وأنت
بهذا كأنما تُسِفُّ الظالم الملّ، والأمور مرهونة بحقائقها ، أما الزبد فيذهب جفاءً ) [ص 70 – 72].
شكرررررررررررررررررررررررررر
بارك الله فيك
لا يسعني الا ان ابارك للأختين ‘نور اليقين’ و ‘يسرى’ على الى ترقيتها الى مشرفتين في مدونة بوابة الونشريس و اتمنى لها دوام الصحة و مزيدا من التألق ان شاء الله
سيكون لي موضوع عن الاعمال التي يكلف بها المشرف بالصورة
الف الف الف مبرووووووووووووووووووووووك
عليكم الاشراف
*-*نور اليقين-*-* و -*-يسرى-*- انتم تستاهلوا
كل خير مزيدا من التألق بعون الله
ألــــــــــــــــــــــــف
مبــــــــــــــروك الإشــــــــــــــــراف للأخوات العزيزات علينا **حيزية ** أم كلتوم ** الغالية ** يسرى ** بحصولهم على الإشراف وانظمامهم لإدارة المنتدىوأتقدم لهم بالشكر الجزيل على تواجدهم الدائم ونشاطهم المستمر رفقتنا منذ بداية المشوار,كما أتمنى أن يكونو عند حسن ظن الإدارة في تسيير أعمالهم على أكمل وجه,وأتمنى لهم التوفيق والنجاح في حياتهم .
الف مبروك العاقبة لنا نحن الامهات
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
بمناسبة ترقية الأختين " نور اليقين " و
" يسرى "
كل منهما إلى مشرف
باسمي و باسم كل الأعضاء أتقدم إليهما بأحر التهاني و أطيب الأماني و بكل التوفيق في مهامهما الموكلة إليهما، و أهلا و سهلا بكما معنا في سلك الإدارة ( هههههههههههههه رغم أني حتى للآن ماشفت حتى إدارة و مديرين )
اشكركم جميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــعا ربي يخليكم ليا يا رب
وان شاء الله عند حسن ظنكم
وفقكم الله جميعا
والله إنه لشرف عظيم لي أن أحظى بهذه الثقة من طرف إدارة المنتدى
أتمنى أن أكون في مستوى هذه الثقة، و أن أكون عند حسن ظن من رشحني لهذا المنصب
بارك الله فيكم و جزاكم عنا خير الجزاء
الف الف مبروك و ان شاء الله سترقيان لمنصب اكبر.
و الله تستاهلوها يا يسرى و يا الغالية و يا جميع المشرفين الاعزاء
نور اليقين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البارح دخلت ع المنتدى لانو لفت انتباهي وعجبني وحبيتو
ولي لفت انتباهي اكثر المشرفة نور اليقين الله يحفظها
كنت اريد ان اسالها هل هي من سطيف اذا هي ارجو اجابة يا غالية
ارجو ان اكون عضوة مفيدة معكم
تحياتي
انتظر مواضيعك
اهلا بك ننتظر مواضيعك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البارح دخلت ع المنتدى لانو لفت انتباهي وعجبني وحبيتو ولي لفت انتباهي اكثر المشرفة نور اليقين الله يحفظها كنت اريد ان اسالها هل هي من سطيف اذا هي ارجو اجابة يا غالية ارجو ان اكون عضوة مفيدة معكم تحياتي |
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بيك أخت رقية
ربي يخليك ويحفظك يا أختي
وبالمناسبة لست من ولاية السطيف لكن مادام أني جزائرية فأنا من كل الولايات
شكرا أختي على موضوعك هذا تقبلي احترامي وان شاء الله نراك عن قريب هنا بالمنتدى تفيدين وتستفيدين معنا
اتمــــــــــــــــــــــــــنى لك المتعة والاستفادة اخت رقية
شكرا لكم جميعا على ترحيبكم الاكثر من رائع
اتمنى ان اكون عند حسن ظنكم
تحياتي لكم
اختكم رقية
اليوم قمت بزيارة خاطفة للمشرفة الميمزة نور اليقين بمناسبة عيد ميلادها في بيتها
هي تقطن في منطقة رااااااائعة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني
هي أول مرة لي أتشرف بزيارة المنطقة لكن والله قبل أن أغادرها تمنيت أن أكررها إن شاء الله
وحتى أعرفكم على جمال بلادي وإحدى بلديات الشلف العريقة "تاوقريت" قمت بالتقاط صور عديدة طوال الطريق
ولأن الطريق طويييييييييييييييلة كذلك كانت الصورة طويلة … أقصد كثيرة
هذه أول مجموعة من الصور التقطتها في طريق الذهاب
الآن نحن نقترب من "تاوقريت"
نحن نقترب أكثر
وأخيراً وصلت ولله الحمد وهذه محطة النقل العمومي
وسوف تأتي الغالية لاسطحابي بعد قليل
إنتظروني بعد قليل في صور طريق العودة
ههههه جميل والله صور رائعة منك كلثومة
هههههههههههههه هكذا يا نور اليقين عرضتها غير هي ؟ (ولا جات بلا عرضة ؟ ههه)
صورة رائعة
شكرا كلثومة
وخاصة بمناسبة عيد ميلادها وكون قلتينا كنا نبعثولها
الكادوووووووو معاك وإلا نقوموا كامل بزيارتها وتكون
المفاجأة كبيرة جدا لها.
إن شاء الله لقيتيها مليحة وبصحة جيدة ؟؟؟
…merciiiiiii bcp bcp ma chérie
منطقة رائعة فعلا و زادتها خضرة فصل الربيع جمالا
" المرة المقبلة نكروا نقل و نروحوا قاع "
شكرا صور رائعة نتمنا لكي طريق السلامة
هههههههههههههه هكذا يا نور اليقين عرضتها غير هي ؟ (ولا جات بلا عرضة ؟ ههه)
صورة رائعة شكرا كلثومة |
في الحقيقة الغالية تفاجأت بزيارتي لها لأني لم أعلمها بها إلاّ وأنا في طريقي إليها
يعني حتى هي وماكانتش عارفة أني رايحا نزورها أو أن زيارتي لها هي بمناسبة عيد ميلادها لأنها لم تعمل حفلة أو شيء من هذا القبيل
منطقة رائعة فعلا و زادتها خضرة فصل الربيع جمالا
" المرة المقبلة نكروا نقل و نروحوا قاع " |
عيد ميلادها لأنوا من غير مناسبة قالك الأخت
نور اليقين ماتستقبلش
ايه معليش هاديدو نرحولها في عيد العمال .. "ثاني مناسبة"
الى نور اليقين
انا فيروز اريد ردا على موضوع ال 4 shared
اختي لم نفهم قصدك
إلى الاخت نور اليقين .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته…
لي صديق أعتمد إلي في بحث بما أنني لا أفهم في أمور الاقتصاد والتسيير لم أوفق في البحث…
ارجو المساعدة…
والعنوان كالاتي..
وضائف المسيير وتقنيات التسيير
ومشكورة سلفا…
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
والله يا أخي شفت الطلب في الأيام الماضية لكني لم أوفق في إيجاد البحث بالتدقيق
ان شاء الله نحاول من جديد وربي يوفق
شكرا أختـ نور….
في الانتظار….
ارجو من طلاب الاولى ثانوي سواء كانو علمي ام ادبي بشراء كتاب اليقين في اللغة العربية (تحليل النصوص الادبية والتواصلية ) بصراحة هو كتاااااب رااااائع