أنه لم يخرج بالصورة التي أريد ….
وكلي أمل بإخواني من مشرفين وأعضاء أن يكملوا الموضوع بتعليقاتهم وردودهم
ويبصروني فيما وقعت فيه من أخطاء فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه….
اليربوع وهو من القوارض ومن الثدييات :
القوارض حيوانات ثديية قارضة بزوج من الأسنان القاطعة العليا وبدون أنياب و يتراوح عدد أنوعها في
العالم نحو 1700 نوع ، من ضمنها القندس والأرنب والفأرة والسنجاب واليربوع . والحيوانات الثديية وهي
التي لها عمود فقري وتتغذى صغارها بلبن الأم وتزيد عددها على 4000 نوع وهي أرقى أنواع الحيوانات
ويظهر رقيها من ناحية تركيب أجسامها ومن خلال علاقاتها بالبيئة التي تعيش فيها ومن خلال سلوكها
وتصرفاتها ، وقد انتشرت الثدييات في أغلب البيئات المختلفة ؛ فهناك من يعيش في الكهوف واستطاع الطيران
مثل الخفافيش .
وهناك من يعيش في المياه كالحيتان .
وهناك من يعيش في البراري كالغزلان والوعول والأرانب والقنافذ واليرابيع …..الخ
تتميز الثدييات عن غيرها بميزات كثيرة من أهمها :
1- القدرة الإحساسية .
2- أنها من ذوات الدم الحار ، أي المحافظة على درجة الحرارة ثابتة حتى وإن تغيرت درجة الحرارة
الخارجية ، وبهذا تمكنت الثدييات من البقاء تحت الظروف البيئية القاسية .
3- (زيادة التوالد بشكل فعال ) .
4- إعداد الغذاء والمحافظة عليه .
5
– القيام بإرضاع صغارها بخلاف الحيوانات الأخرى
6- توفر لصغارها الحماية والتدريب بدرجة أكبر مما تفعله الحيوانات الأخرى .
7- الثدييات هي الحيوانات الوحيدة التي ينمو لها شعر .
8
– يزيد حجم الدماغ ودرجة نمائه في الثدييات مقارنا بالحيوانات الأخرى ، وتمتاز بعض الثدييات
كالشمبانزي والدلافين والكلاب واليرابيع بدرجة عالية من الفهم والإدراك .
واليربوع هو محل بحثنا اليوم
اسمه : في اللغة العربية : اليربوع ويسمى في نجد الجربوع
وفي اللغة الإنجليزية :jerboa بلفظه العربي تقريبا .
صفته : يشبه الكنغر الصغير في عدم التناسب في جسمه ، ولونه باهت مصفر وبني ، ووصف أهل اللغة
لونه بأنه كالون الغزال، وله آذان طويلة نوعا ما وضيقة ، وأعين بارزة مثل الأزرار ، وشعرات شارب طويلة
، ولذيل ينتهي بخصلة مميزة في اللون حيث لها ثلاثة ألوان أبيض وأسود وأبيض والتي تكون
مثل العلم على الذيل .ويداه الأماميتان قصيرتان ، ورجلاه الخلفيتان طويلتان وقويتان وفيها خمسة أصابع .
ويمشي عادة على رجليه الخلفيتين ، ويجري مسرعا في قفزات مثل حيوان الكنغر .
ا
لقياسات : طول الجسم 23-31 سم ، الذيل 14 – 19 سم القدم الخلفية 5- 6 الأذن 2-4 سم ،
الجمجمة 3 – 3,5 سم .
وهو حيوان ليلي المعيشة .
حكم أكله ؟
يجوز أكل اليربوع لأن العرب تستطيبه وتحله، وهو يجتر ، وله كرش وأسنان وأضراس، في الفك الأعلى
والأسفل وهو من الصيد ؛ ولذلك لما حرم الصيد على المحرم ونزل قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا
صيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم ) .
جعل بعض الصحابة كعمر وابن مسعود وبعض السلف كالشافعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد بن الحسن
وغيرهم فيمن صاد يربوعا وهو محرم جعلوا جزاءه سخلة أو جفرة .
ولحم اليربوع:يغذي غذاء كثيراً ويلين البطن .
ذكاؤه :
مما يدل على ذكاء اليربوع أنه لا يتخذ جحره إلا في مكان مرتفع عن السيل
فيسلم من مجاري المياه ، كما أنه يعمقه ولا يحفره إلا في مكان صلب ليسلم من
تهدم بيته فيما لو مرت الماشية عليه .
ولبيته أسماء :
قال أبو حاتم هي سبعة : القاصعاء والنافقاء والداماء والحاثيا واللغز والراهطاء والعانقاء :
1- فأما القاصعاء : فانه يحفر جحره فإذا فرغ ودخل فيه سد فم الجحر
بتراب يجئ به وإنما يفعل ذلك لكيلا تدخل عليه حية ولا دابة .
2-وأما النافقاء :
فانه يعمد إلى مكان من داخل جحره فيرققه من الأسفل ولا يراه الرائي فإن
دخل عليه دابة أو حركه إنسان من قبل القاصعاء أو غيرها ضرب ذلك
برأسه فهشمه وخرج منه فذهب يعدو في الأرض .
وربما اتخذ نافقاوين فإن أتي من هذه خرج من هذه فنجا ويأتيه
الإنسان وهو في الجحر فيبسط على جحره ثوباً ثم ينفقه فيأخذه
إذا وقع في الثوب.
والتنفيق أن يأخذ العصا فيطعن بها الأرض مرة هاهنا
ومرة هاهنا فإذا سمع ذلك وثب فخرج من نافقائه . وربما لم يجد
اليربوع نافقاء فرسب في الأرض سفلاً فلم يقدر عليه.
3- والداماء : باب جحره الأول يسوي عليه التراب و نبيثة جحره
عند فم الجحر يدممها أي يسويها حتى تراها مستوية لازقة
بالأرض ويبسطها على وجه الأرض .
4- وأما الحاثياء : فإذا حافر فقد حثا يحفر ذلك التراب ولا ينبثه
ولا يدرى وجه جحره فيذهب في الأرض فلا يقدر عليه فترى
الجحر ممتلئاً تراباً مستوياً وإذا حثا لم يقدر عليه أبداً ويقال ما
أشد اشتباه حاثيائه فتراه كأنه طبق .
5- واللغز : شعبة من جحره يشعبها ثم يحدرها سفلاً بين النافقاء
والقاصعاء وهو جحر ليس فيه تراب يعد فيه لغزا ليحافر فيه وله من
جحره إليه منفذ وإنما جحره مشبك بعضه في بعض والمحافرة أن يحفر في
لغز من ألغازه ويذهب سفلاً ويحفر الإنسان حتى يعي –أي يتعب – فلا
يقدر عليه ويشتبه عليه الجحر فلا يعرفه من غيره فيدعه ، واللغز أن يحفر
مستقيما ثم يعدل عن يمينه أو شماله عروضاً يعترضها
وأنت تحسبها على وجهك الذي كنت رأيت جحره عليه وقد لغز
والتلغيز الخلاف أي أن يعدل مرة كذا ومرة كذا في حفره إذا
حفر في لغزه ذلك ، و من طلبه من الناس قيل دعه
فقد حافر فلا يقدر عليه ولا يدري أين يؤخذ .
6- والراهطاء : حجارة يجمعها وتراب يلعب حولها ويضرب بذنبه وقيل:
المرهط الذي يقصع بعض التقصيع ولا يقصع كالذي ينبغي فيدع
في فم جحره خصاصةً أي خرقاً ( أي : لا يسد جحره جيدا ) .
وقيل الراهطاء : وهي نفق أو حجرة بين القاصعاء والنافقاء يخبئ فيه أولاده .
7-العانقاء: جحر مملوء تراباً رخواً يكون لليربوع يدخل فيه
عنقه وقد تعنق بالعانقاء إذا دس عنقه فيه وربما غاب تحته .
، كما أنه لايتخذ بيته إلا عند أكمة أو صخرة أو شجرة ليكون إذا تباعد لطلب
طعامه عرف كيف يهتدي إليه .
ومما يدل على ذكائه ما نشرته بعض الصحف حيث قالت :
حتى وقت قـصير لم يكن هناك منافس لأنف الكلب، وتعتمد عملية كشف الألغام لدى الكلب على استـغلال غريزة
اللعب لديه؛ لذلك فإن علاقة المدرب بالكلب هي أهم شيء في هذه العملية، فلو أن الكلب ليست لديه رغبة في
اللعب فإنه لن يقوم باكتشاف الألغام، ولكشف اللغم يتم ربط الكلب بحبل طويل، وعندما يجد علامة فإنه يتمدد
على الأرض في وضع استعداد قبل مكان اللغم بعشرة سنتيمترات؛ ونظراً لأن الكلاب كثيرة التعرض للأمراض
ونظراً لقلة تركيزها في العمل، فقد حاول العلماء البحث عن حيوانات أخرى لأداء نفس المهمة بشكل أفضل.
القوارض فأصبحت القوارض خاصة اليربوع منافساً قويًّا للكلاب في مجال البحث عن الألغام، فهذه القوارض
تتميز بأنوف حساسة تستطيع من خلالها أن تحدد مكان المتفجرات المدفونة في التربة بلا أدنى مشكلة،
وتتحرك هذه القوارض مربوطة بحبل طويل حتى تجد لغما، وتبدأ في نبش الأرض عنه، دون أن تترك لتظفر
بغنيمتها طبعاً أهـ ,
ومن عجائب هذا الحيوان المتوحش أنه يألف الإنسان سريعا!!
كيف يصاد اليربوع ؟
هناك بعض الطرق لصيده ، وهي طرق تقليدية عرفها الإنسان منذ القدم منها :
1- إذا عثرت على جحره , وهو معروف لذوي الخبرة ولا يمكن أن يشتبه
بغيره فإنك لا ترى إلا القاصعاء وعليها نثيلته وهو الرمل الذي أخرجه من
جحره .
وهو لا يمكن أن يترك باب جحره مفتوحا بل إنه إذا دخل سده بالتراب تحسبا
لمداهمة الأعداء .
والطريقة هي : أن تأخذ عصا أو نحوه فتنقر به الأرض في دائرة قطرها ثلاثة
أمتار تقريبا ويكون مركز الدائرة مدخل اليربوع ( القاصعاء ) والغرض من
ذلك أن تعثر على النافقاء وهى التي يخرج منها وقد يكون له أكثر من نافقاء
وعلى هذا ينبغي أن تتأكد ولا تستعجل إذا وجدت النافقاء .
ثم تضع عليها شبكة أو قماشا – غترتك مثلا إلا إذا كانت ثمينة !! – فإذا كنت
وحدك ثبتها بالحجارة أو الرمل من جميع أطرافها ، ثم تدخل العصا مع البوابة
الرئيسية (القاصعاء ) فتحركه فعند سماعه للصوت سوف يهرب من النافقاء
(مخرج الطوارئ )التي وضعت عليها القماش ثم تمسكه – ولكن في القماش
لأن عضته مؤلمة – .
ولن أنسى أنني لما كنت في الثامنة من عمري خرجت مع والي –رحمه الله –
إلى البر فصاد لي يربوعا بهذه الطريقة .
2- صيده ليلا وهي متعة لا يساويها متعة ولذة لا توازيها لذة :
لا يعرف الحبَ إلا من يكابدهُ = = = = ولا الصبابةَ إلا من يعانيها !
وذلك بالبحث عنه ليلا ثم طرده وملاحقته على الأقدام حتى الإمساك به ،
وعرف بالتجربة أنه لا يرى ليلا إذا سلط نور الكشاف القوي عليه فتذهب إليه
برفق حتى لا يسمع وقع أقدامك على الأرض فتمسك به وهو لا يراك ولكن لا
تنس عضته المؤلمة !!
وقد استعنت ببعض المراجع ومنها :
1- كتاب الأذكياء لابن الجوزي
2- حياة الحيوان الكبرى للدميري
3- كتاب الحيوان للجاحظ
4- كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي
5- تاج العروس للزبيدي
6- لسان العرب لابن منظور
7- خزانة الأدب للبغدادي
8- الكامل للمبرد
9- المعاني الكبير لابن قتيبة
10- كتاب الأم للشافعي
11- المحلى لابن حزم
12- المخصص لابن سيدة
13- الموسوعة العربية العالمية
14- تفسير القرطبي
15- التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
16- الحياة الفطرية في المملكة ( الثدييات ) د/ خالد بكر كمال
17- الموسوعة العربية الميسرة .
أتمنى أن يعجبكم بحثي