" وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا "
(رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول الله قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة).
هناك أكثر من تسعة عشر سببا تعينك على بر الوالدين سنذكر بعضهم على نقاط والباقي سنسردهم في الموضوع ,
فأولها
فهو الاستعانة بالله عز وجل لإعانته على البر كأحد الطاعات في الحياة
أما العامل الثالث
ورابع العوامل
ومن بين العوامل وخامسها
( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )
، ومن أسباب بر الوالدين البعد عن موافقة الناس فيما يصنعون لأنه احد أسباب عقوق الوالدين . لقد اخبرنا الله عز وجل عن قصة قد بلغة الغاية في البر وهي قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لما أمر إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه فما كان من إسماعيل مع أبيه إلا الاستسلام لأمر الله والسمع والطاعة لوالده وفي سورة الصافات
**فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } .
اللهم ارحم اباءنا وامهاتنا
آميـــــــــن
العلي العظيم
شكرااااااااااااااا للتواجد
أخي…
إن ظننت أنك عرفت محتوى الموضوع من عنوانه …
آسف … فقد أخطأت..
إن الموضوع أكبر وأهم من ذلك بكثير..
إن قراءتك لهذا الموضوع قد تنقذك من النار إن كنت فيها ولا تعلم..
وقد ترفعك إلى الفردوس الأعلى دون أن تعلم..
لماذا؟؟!!
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081411402619*188.jpg[/IMG]
ألم تعلم حكم بر الوالدين وهو أنه فرض واجب، وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكبر الكبائر؟؟
أما سمعت هذا الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) رواه ابن وهب في الجامع وأحمد في المسند.
وهذا الحديث ايضاً:
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081904004279*188.jpg[/IMG]
الوالدان..وما أدراك ما الوالدان
الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان..
الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق..
فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..
ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081904004262*188.jpg[/IMG]
وأنا أقف في حيرة أمامكم..
مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به..
أما علمنا أهمية بر الوالدين..
أما قرأنا قوله تعالى:
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081411402658*188.png[/IMG]
وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..
إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..
وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..
وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره..
أما تفكرنا قليلاً في الحديث التالي:
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081904004313*188.jpg[/IMG]
أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..
وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا …
إن الأمر أعظم من هذه الحجج الواهية..
ولنتفكر قليلاً في قوله تعالى:
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503113739*188.png[/IMG]
وقوله تعالى:
( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14-15
يعني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك بالله وجب علينا برهما..
ماذا نريد إثباتاً اكثر من ذلك..
كما في هذا الحديث:
فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: ((نعم، صلي أمك)) متفق عليه.
ولكن للأسف …
يمر علينا كل فترة قصة تنافي كل ما سبق ..
تكاد عقولنا لا تصدق..
وتكاد قلوبنا تنفطر من هول ما نسمع..
إنها قصص واقعية للأسف..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503113792*188.jpg[/IMG]
ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق:
يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتماً فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله.
أما عرف هذا الرجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما".
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503113786*188.jpg[/IMG]
ألهذه الدرجة..
من هؤلاء أهم من البشر؟؟..
نعم للأسف …
المصيبة الأكبر أنهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
ولكن..
ما عرفوا وصاياه..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503113746*188.jpg[/IMG]
الموضوع خطيييييييييييير..
اسمع هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].
وقصة مؤلمة أخرى..
وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً، قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً.
نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟!! من يعثر على هذه العجوز فليسلمها إلى دار العجزة عاجلاً.
عقوق .. عقوق .. عقوق..
وكأنهم نسوا مراقبة الله لهم..
وكأنهم لن يحاسبوا..
أما سمع هؤلاء بقول العلماء:"" كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان ""
إقرأ هذه القصة:
ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503113748*188.gif[/IMG]
وهذا لا يقتصر على العقوق فقط بل على البر ايضاً..
ولكل مجتهد نصيب..
بروا آبائكم تبركم أبنائكم..
انظر هذه القصة:
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081904004365*188.jpg[/IMG]
هنيئاً لهؤلاء على الأقل تفكروا في هذا الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يجزي ولدٌ والداً ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيُعتقه )) رواه مسلم .
إخواني ..
إن هذا الكلام ليس جديداً..
بل هي من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا..
قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً) [البقرة: 83].
ولكننا أهملناه منذ زمن بعيد..
لحظة ..
مالي اتكلم وكأن الموضوع بسيط..
وكأن الموضوع يقرأ ويترك..
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا..
الموضوع أكبر من ذلك بكثير..
أنه من أهم مداخل الآخرة..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152852*188.gif[/IMG]
فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: (( الجهاد في سبيل الله)). متفق عليه.
أسمعتم..
إن بر الوالدين بعد الصلاة على وقتها مباشرة في أحب الأعمال إلى الله..
وهناك أمر آخر في غاية الأهمية..
يا من يرى ما يحدث للأمة الإسلامية في كل مكان..
يا من يرى الإنتهاكات اليومية للمسلمين..
يا من ينفطر قلبه عند سماع أخبار المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من دول الجهاد..
يا من يتمنى الإنضمام إلى صفوف المجاهدين والجهاد معهم ضد اليهود والصليبيين..
يا من تريد الجهاد بشدة ولكنك لا تستطيع..
هل سمعت هذا الحديث:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].
هل سمعتم..
حاج ومعتمر ومجاهد..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503224584*188.jpg[/IMG]
أليس حري بك أن تعلم أن بر الوالدين أحب إلى الله من الجهاد في سبيل الله ما لم يكن فرض عين..
أليس حري بك أن تبدأ في جهاد الشيطان وتبر والديك..
مهلاً..
ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري].
بعض الشباب يسمعون مثل هذه الأحاديث ولا يستجيبون لها ( ففيهما فجاهد ) ماذا تفهم أخي الشاب أختي المرأة المؤمنة عندما نسمع مثل هذا الحديث ففيهما فجاهد ؟
يعني توقع منهما بعض التصرفات التي تحتاج منك أن تجاهد نفسك على قبول هذه الأخلاق من والديك وأنت في جهاد في الحقيقة .
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152856*188.jpg[/IMG]
وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) [مسلم].
وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به].
فكفاك تغييباً للحقائق عن ذهنك..
ولا تقول أن الأمر سهل بحيث أنك تبدأه متى تريد..
إن هذا التفكير من كيد الشيطان فاتركه..
وإن كان كذلك …………. فمتى تبدأ؟؟!!
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152875*188.jpg[/IMG]
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولماذا نظن أن برنا لوالدينا هو كرم من عندنا..
أو شيء يمكن فعله أو تركه..
كلا إخواني..
إنه واجب علينا..
نحن لا ننسى فضل أبوينا علينا..
ولا ننسى الأيام التي قضوها في التربية والتنمية والتعليم والتوجيه..
ولا ننسى تضحياتهم من أجلنا..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503224583*188.jpeg[/IMG]
أنسينا الحنان..
نعم حنان أمنا الذي لا يذبل حتى لو بلغنا من الكبر عتيا؟؟؟؟
ألم تعلم أن الحنان هو فطرة الأم ليس فقط في الإنسان وإنما في كل الحيوانات…
انظر هذا الملف:
(الأمومة فطرة ما أحلاها.. نصيحة .. حمل الملف):
http://www.traidnt.org/index.php?action=getfile&id=5783
أنسينا قلب الأم الذي إذا بررناه طول الدهر لم نعطيه شيئاً بسيطاً من حبه لنا..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081411402664*188.gif[/IMG]
أما عرفت قلب الأم….. أسمع هذه القصة:
امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي عند الذئاب يريد الإنتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب, فلما رجع الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته وغير هيئته …فاقترب منها، قالت له يا أخ : لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب..
يا سبحان الله … يريد أن يقتلها وهي ترحمه.
ولكن هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع العقوق بالأمهات…
وهذه القصة ذكرها الشيخ عبدالله المطلق عضؤ هيئة كبار العلماء .
هذا جزاء الأم التي تحمل في جنباتها قلباً يشع بالرحمة والشفقة على أبنائها، وقد صدق الشاعر حين وصف حنان قلب الأم بمقطوعة شعرية فقال:
أغرى أمرؤ يوماً غلاماً جاهلاً……..بنقوده كي ما يحيق بـه الضرر
قال ائتني بفـؤاد أمك يا فتى……..ولك الجواهر والدراهم والدرر
فأتى فأغرز خنجراً في قلبهـا……..والقلب أخرجـه وعاد على الأثر
ولكنه من فـرط سرعته هوى……..فتدحرج القـلب المعفـر بالأثـر
ناداه قلب الأم وهـو معفـر……..ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
هذا قلب الأم ……… ولكن أين البارين به؟
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152817*188.gif[/IMG]
أخي..
من هذه اللحظة قررت أن أبر والداي..
ولكن لا أعرف كيف ذلك..
فأنا لم أعتد عليه من قبل!!
أما لهذه ….فتوكل على الله في ذلك فهو الذي يعينك على كل معروف..
وإليك بعض صور البر التي أراها قد تفيدنا في النجاح في الدنيا والآخرة وفي طريقنا للجنة..
خاطب والديك بأدب.
أطع والديك دائما في غير معصية مهما كان الطلب.
تلطف بوالديك ولا تعبس في وجههما، ولا تحدق النظر إليهما غاضبًا.
حافظ على سمعة والديك وشرفهما ومالهما ولا تأخذ شيئًا دون إذنهما.
أعمل ما يسرهما ولو من غير أمرهما، كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد في طلب العلم.
أجب نداءهما مسرعاً بوجه مبتسم قائلاً : نعم يا أمي ونعم يا أبي.
لا تجادلهما ولا تخطئهما وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب.
لا تعاندهما، لا ترفع صوتك عليهما وأنصت لحديثهما، ولا تزعج أحد أخوتك إكراما لوالديك.
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503113813*188.jpg[/IMG]
إنهض إلى والديك إذا دخلا عليك وقبل رأسيهما وأيديهما.
ساعد أمك في البيت، ولا تتأخر عن مساعدة أبيك في عمله.
لا تسافر إذا لم يأذنا لك ولو كان الأمر مهما.
لا تدخل عليهما دون إذن لاسيما وقت نومهما وراحتهما.
لا تتناول طعاما قبلهما، وأكرمهما في الطعام والشراب.
لا تكذب عليهما ولا تلمهما إذا عملا عملاً لا يعجبك.
لا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما، واطلب رضاهما قبل كل شيء، فرضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.
لا تجلس في مكان أعلى منهما، ولا تمد رجليك في حضرتهما.
لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولو كنت موظفاً كبيراً، وأحذر أن تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة.
لا تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك، فهذا عار عليك، وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان.
أكثر من زيارة والديك وتقديم الهدايا لهما، واشكرهما على تربيتك وتعبهما عليك.
احذر عقوق الوالدين وغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك.
إذا طلبت شيئًا من والديك فتلطف بهما واشكرهما إن أعطياك ، وأعذرهما إن منعاك ، ولا تكثر طلباتك لئلا تزعجهما .
إن لوالديك عليك حقاً ولزوجتك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، وحاول التوفيق بينهما إن اختلفا وقدم الهدايا للجانبين سراً.
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152854*188.jpg[/IMG]
إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق بجانبها وأنك مضطر لإرضائهما.
إذا اختلفت مع أبويك في الزواج والطلاق فاحتكموا إلى الشرع فهو خير عون لكم.
دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر، فاحذر دعائهما بالشر.
تأدب مع الناس فمن سب الناس سبوه قال صلى الله عليه وسلم: (من الكبائر شتم الرجل والديه، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه) متفق عليه.
زر والديك في حياتهما وبعد موتهما، وتصدق عنهما وأكثر من الدعاء لهما قائلاً: رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.
لا تمشي أمام احد والديك بل بجواره أو خلفه وهذا أدب وحب لهما.
إذا رأيت أحد والديك يحمل شيء فسارع بالحمل عنه إن كان في مقدورك ذلك وقدم لهم العون دائماً .
أحد السلف لما ماتت أمه بكى قالوا ما يبكيك قال باب من أبواب الجنة أغلق عني .
أظهر التودد لوالديك … وحاول إدخال السرور إليهما بكل ما يحبانه منك .
إذا نادى أحد الوالدين عليك فسارع بالتلبيه برضى نفس وإن كنت مشغولاً بشئ فاستأذن منه بالانتهاء من شغلك وإن لم يأذن لك فلا تتذمر ..
إذا مرض أحدهما فلازمه ما استطعت .. وقم على خدمته ومتابعة علاجه واحرص على راحته والدعاء له بالشفاء .
أنانيتك تجعلك تخطئ أحياناً … ولكن إيمانك ورجاحة عقلك تساعدانك على الأعتذار لهما ..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503152825*188.gif[/IMG]
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي واقف بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائماً حتى استيقظت.
ولم ننسى المثال الكبير في البر:
كما في قصة سيدنا اسماعيل والكل يعرفها.
عندما قال ذلك الإبن البار: { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين }
عجباً لهذا البر…
والبر لا يقتصر أجره على ثواب الآخرة فقط…
بل له فائدة وتوفيق من الله في الدنيا ايضاً..
كما في قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء)).
وحتى العقوق يعجل عقابه في الدنيا قبل الآخرة..
قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081411402726*188.jpg[/IMG]
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" بابانِ مُعجَّلان عُقوبتهُما في الدنيا: البغي، والعقوق".
ولا ننسى أن نذكر بعض الأشياء التي يجب أن نتوقف عنها لأنها تعتبر من العقوق:
أن يترفع الابن عن والديه ويتكبر عليهما لسبب من الأسباب، كأن يكثر ماله، أو يرتفع مستواه التعليمي أو الاجتماعي ونحو ذلك.
أن يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم.
أن يقدم غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه.
فربما لو غضبت الزوجة لأصبح طوال يومين حزيناً كئيباً لا يفرح بابتسامة، ولا يسّر بخبر، وربما لو غضب عليه والداه، ولا كأن شيئاً قد حصل.
أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما.
أن يتجاهل فضل والديه عليه، ويتشاغل عما يجب عليه نحوهما.
**************
ولا ننسى شيئاً هاماً وهو الدعاء لهما..
فكم له من أجر..
وكم يساعدك على البر..
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/0708190400434*188.jpg[/IMG]
وفي ختام هذا الموضوع..
لي بعض النصائح لي ولكم..
أخي ………… إبكي!
نعم إبكي على ما فات من وقت أضعته دون بر لوالديك..
وإبك أكثر وأكثر إن خرجت من هذا الموضوع دون عزيمة حازمة على بر والديك من هذه اللحظة..
إني أدعوكم جميعاً إخوتي في الله ألا تخرجوا من هذا الموضوع إلا وقد عاهدتم الله أنه من كان بينه وبين والديه شنآن
أو خلاف أن يصلح ما بينه وبينهم، ومن كان مقصراً في بر والديه، فعاهدوا الله من هذا اللحظة أن تبذلوا وسعكم في بر والديكم.
أيها البارين ………. اثبتوا
أيها العاقين ………. توبوا
أيها الغافلين………. باشروا
أيها المشرفين ……… ثبّتوا
وهذا كتاب للإبن الجوزي رحمه الله عن بر الوالدين:
http://www.rooosana.ps/Down.php?d=hMO3
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503224584*188.gif[/IMG]
واخترت لكم بعض الأناشيد الرااااااائعة في هذا الموضوع:
أنشودة هيلا هوب:أبو علي (طفولية رائعة جداً):
http://www.traidnt.org/index.php?action=getfile&id=5529
أنشودة بصحبتي للوالدين:ابراهيم السعيد:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/so7baty.rm
أنشودة أماه أماه:ابو حازم:رائعة جداً:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/02_Ommah.mp3
أنشودة فلا تطع زوجة :ياسر أبو عمار:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/zwjah4.rm
أنشودة يما أنا جيتك:مشاري العفاسي:
http://www.4eslam.info/sounds/save.php?PID=167
أنشودة حق الأم :ياسر أبو عمار:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/ome3.rm
أنشودة أماه: سمير البشيري:
http://www.emanway.com/multimedia/anasheed/953-ommah.rm
أنشودة إيه أمي :سمير البشيري:
http://www.enshad.net/audio/Ya_Rafee…-_Ihee_Ommi.rm
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503224584*188.gif[/IMG]
وإليكم بعض المحاضرات المميزة والمنتقاة بعناية:
بر الوالدين: نبيل العوضي:
http://www.emanway.com/multimedia/dr…erAlwaldeen.rm
أمي: خالد الراشد:
http://m0hadrat6.islamcvoice.com/a1777.ram
بر الوالدين: عائض القرني:
http://www.emanway.com/multimedia/dr…erAlwaldeen.rm
حق الوالدين: محمد حسان:
http://www.emanway.com/multimedia/dr…HakWaledeen.rm
بروا آبائكم : عائض القرني :
http://www.emanway.com/multimedia/dr…qarne-janna.rm
محاضرة فيديو:حدثني أبي:محمد العريفي:
http://ia311509.us.archive.org/1/items/7adatani/abi.wmv
محاضرة فيديو:حقوق الوالدين:راشد الهديب:
http://www.emanway.com/multimedia/vi…/father_big.rm
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081604500832*188.gif[/IMG]
اللهم أعنا على بر والدينا، اللهم وفق الأحياء منهما، واعمر قلوبهما بطاعتك، ولسانهما بذكرك، واجعلهم راضين عنا، اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره، واغفر خطأه ومعصيته، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجزهما عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك، اللهم اجعلنا وإياهم على سرر متقابلين يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك.
اللهم أصلحنا وأصلح شبابنا وبناتنا، اللهم أعلِ همتهم، وارزقهم العمل لما خلقوا من أجله، واحمهم من الاشتغال بسفاسف الأمور، وأيقظهم من سباتهم ونومهم العميق وغفلتهم الهوجاء والسعي وراء السراب.
اللهم اجعلنا في طاعتك وطاعة والدينا في ما يرضيك واجعلنا من الابرار..
ولسهولة نشر الموضوع في المنتديات اليكم النص كاملاً
http://www.rooosana.ps/upme_uploads/…424631*188.txt
حقوق النشر غير محفوظة يعني لا تكتب منقول
[IMG]http://www.rooosana.ps/upme_uploads/07081503224514*188.jpg[/IMG]
معقول!! . . بعد كل هذا لا تستطيع برهما !!
منقوووووووووووول للأمانة
و الله يا أخي ما وجدت الكلمات المناسبة لشكرك على الموضوع الجد جد رائع و المميز سوى بارك الله فيك و زاده في ميزان حسناتك و جزاك الله كل خير
مشكووووووووووور
وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
اخي ابدعتك حقا وموضع مميز واكثر
غفر الله لنا خطايانا وسامحنا آبائنا ودمنا لهم مخلصون وبارون بإذن عز وجل
الوالدان..وما أدراك ما الوالدان
ما فض فوك أجدت أخي
الطفل واسلوب الوالدين
ماذا يقول الدكتور طارق الحبيب في اسلوب الوالدين مع اطفالهم ؟
ارجوا ان تستفيدوا منه لان الاطفال هم جنة الدنيا ومتاعها وهم ايضا مشاريع في طور الانجاز لذا على الوالدين دائما التخطيط لهذا المشروع ليبرز في ابهى حلة
تقبلوا تحياتي
مشكورة اختي على الموضوع و بارك الله فيك
و فعلا الوالدين بحاجة لمثل هذه النصائح في زمن قل فيه الطفل المثالي
لا شكر على واجب اخيتي بسمة
واشكرك على المرور
بسم الله ؛ والحمد لله ؛ والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:ـ
فقد أعطى الإسلام للوالدين مكانة خاصة، وقد فرض الله سبحانه وتعالى برَّ الوالدين في القرآن، وهذا معلوم للكافة، كما فرض الله سبحانه وتعالى على الوالدين بر الأولاد أيضاً في آيات كثيرة، وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً، ويبدأ هذا من تسمية المولود بالاسم الحسن، وحسن تربيته، والقيام على نفقته ، وتعليمه القرآن، والإحسان إليه ذكرًا كان أم أنثى، وهذا كثير في القرآن وفي السنة، فإذا حدث أن تخلى الوالد: أبًا كان أو أمًّا عما فرضه الله سبحانه وتعالى عليه، فإنه يجد ذلك في عقوق أبنائه له ، فالله سبحانه وتعالى يقول :{فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره}.
فعدم قيام الآباء بواجبهم تجاه أولادهم في الصغر من القيام على حسن تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة في وقت التربية الذي يتعلمون فيه فضل الوالدين وتوقيرهم ، والعمل بوصايا القرآن الكريم …إلخ .يجعل الأبناء يشبون وهم بعيدون تمام البعد عن تعاليم الدين ، وينشئون على أن الدين أمر هامشي في الحياة ، وبهذا يجنى الآباء ثمرة تقصيرهم في حق الأبناء .
فالملاحظ غياب كل من الأب والأم خارج المنزل لفترات طويلة مهملين لأبنائهم ، فالأب في طلب حثيث للمادة داخل البلاد أو خارجها والأم أيضاً معظم وقتها خارج المنزل والأولاد إما مع المربية أو مع التلفاز، ومنه يستقي الطفل ثقافته ويشاهد العنف الذي تطفح به شاشته وكيفية التخطيط للجريمة وغير ذلك من أساليب الانحراف.
فعلاج العقوق إنما يكون باتباع منهج الإسلام في تربية الأولاد ، وقد أمرنا الله في القرآن الكريم أن نقي أنفسنا وأهلينا النار فقال تعالى في سورة التحريم :{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً }.
يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ـ رحمه الله ـ :
إن كثيرًا من الآباء والأمهات يشكُون من عقوق الأبناء أو من سلوك الأبناء، وينسى الآباء والأمهات أن فرصة التربية قد ضاعت منهم إما في زجر الأبناء في وقت لا يستدعي الأمر إلى زجر، أو في التقليل من شأن الأبناء في وقت يحتاج الابن فيه إلى من يعتني به ويرعاه. ومضت السنوات والأبُ غافل عن ابنه، إما بالتجاهل لحياة ابنه وما يَلزَمها في كل مرحلة، أو بالغرق في نمط من الحياة بعيدًا عن ضرورة رعاية الأبناء.
والأم كذلك لاهية عن الابنة في أمور أَنْسَتْهَا مهمتَها الأساسية في الحياة، فلا تأخذ الابنة من أمها حنانًا وقت الاحتياج إلى الحنان، ولا تَلقَى الابنة حزمًا وقتما تحتاج إلى حزم، ولا تنال الابنة حق الصداقة والفهم وقت أن احتاجت البنت إلى صداقة الأم، فسادَ التنافرُ جوَّ الأسرة باسم الحياة المعاصرة.
والعجيب أننا لو تأملنا المجتمعات التي يقال عنها : "معاصرة" لوجدنا علماء تلك المجتمعات يعودون إلى منهج الإسلام ليأخذوا منه قواعد التربية الصحيحة للأبناء ـ كما قلنا ـ لا كَدِينٍ من عندنا يجب عليهم اتباعُه ، ولكن كناحية اجتماعية تضمن لهم سلامة حياتهم الاجتماعية.
فمنها الحنان والاحترام والمودة بين الزوجين فينشأ الطفل متمتعًا بالوجدان الصافي لتلقّي مسئوليات الحياة.
ومنها الحزم ، واحترام ذاتية الطفل ، وتعليمه منهج الدين من السابعة إلى الرابعة عشر؛ ليعرف أن المؤمن هو الإنسان الذي يتقن عمله حتى تصلح حياته بهذا العمل، وأن يُعطَى من الجهد والتعليم ما يجعله متدربًا على تحمل المسئولية ومعرفة فنّ الحياة وَفْقَ منهج الله تعالى.
ومنها صداقة وفهم في ضوء الإيمان ليكون الشاب متقبلًا للحياة المؤمنة مخلصًا في أداء عمله واعيًا بمسئولياته، فيقوم المجتمع على أفراد منسجمين بالإيمان مع أنفسهم ومع الكون الذي خلقه الله.
وإذا كان الحق سبحانه أوصى الآباء بالأبناء فيجب أن نلتفت إلى أنه سبحانه أوصى الأبناء بالآباء، وكأن ما يزرعه الأب والأم في صغيرهما ينفعهما في كبرهما.
قال تعالى: (وقضَى ربُّك ألّا تَعبدوا إلّا إياه وبالوالدَين إحسانًا. إمَّا يَبلُغنَّ عندك الكبَرَ أحدُهما أو كلاهما فلا تقُلْ لهما أُفٍّ ولا تَنهَرْهما وقل لهما قولًا كريمًا. واخفِضْ لهما جَناحَ الذّلّ من الرحمةِ وقل ربِّ ارحمهما كما ربَّياني صغيرًا) حتى لا يوجد إنسان في المجتمع وهو لا يتحمل مسئوليةَ من أحسنوا تربيته ومسئوليةَ الأبناء الذين تقع عليهم مسئولية حسن تربيتهم، وذلك حتى يتحقق للمجتمع الراحة والأمان والانسجام .
والله أعلم .
منقول عن إسلام أون لاين
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا واثابك الجنة
واياك اختي
الله يجازيكم نمادج أسئلة مسابقة نائب مقتصد…ولاية تلمسان
??????????????????
فضل بر الوالدين
-يعتبر بر الوالدينث من أسباب دخول الجنة و نيلرضى الله تعالى.
– بر الوالدينثا أحب الأعمال الي الله بعد عبادته و طاعته.
– دعوة البار بوالديه مستجابة .
-قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الوالد أوسط أبواب الجنة,فان شئت فأضع دالك الباب أو احفضه) رواه الترمدي
شكرا اخي على الافادة
شرح المفردات:
قضى:أمر
لا تقل لهما أُفّ:لا تستثقل شيئًا من أَمرهما وتَضِقْ صدرًا به ولا تُغْلِظْلهما.
إنفاذ:إنجاز
مفهوم بر الوالدين:ماذا يعني بر الوالدين؟
بر الوالدين هو حسن معاملتهما قولا وعملا والإحسان إليهما.
من مظاهر بر الوالدين: كيف نبر الوالدين؟
يجب البر بالوالدين في حياتهما وبعد موتهما وذلك بمحبتهما وطاعتهما وحسن صحبتهما وتعظيم قدرهما وملاطفتهما واستئذانهما عند الدخول عليهما أو الخروج من البيت ومبادرتهما التحية وخدمتهما وخاصة عند عجزهما والإنفاق عليهما عند افتقارهما وصلة رحمهما والدعاء لهما وتنفيذ وصيتهما وإكرام صديقهما.
فضل بر الوالدين:ما أثر بر الوالدين في حياتنا؟
1- البر بالوالدين مجلبة لرضى الله وسبب في دخول الجنة.
2- هو ثاني أحب الأعمال إلى الله بعد عبادته.
3- هو سبب في دعاء الوالدين بالخير لمن يبر بهما.
4- هو مكفر للذنوب.
لحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،
وبعد: فمن الظواهر السيئة ما نراه هذه الأيام من كثير من الأبناء من العقوق للوالدين، وما نشاهده بين الأقارب من القطيعة، وفيما يلي كلمات سريعة في التحذير من عقوق الوالدين والحث على برِّهما، والتحذير من قطيعة الرحم، وبيان الآداب التي ينبغي أن تراعى مع الأقارب، نسأل الله أن ينفع بها.
أولًا: التحذير من عقوق الوالدين والحث على برهما:
من صور العقوق:
1- إبكاء الوالدين وتحزينهما بالقول أو الفعل.
2- نهرهما وزجرهما، ورفع الصوت عليهما.
3- التأفف من أوامرهما.
4- العبوس وتقطيب الجبين أمامهما، والنظر إليهما شزرًا.
5- الأمر عليهما.
6- انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة.
7- ترك الإصغاء لحديثهما.
8- ذم الوالدين أمام الناس.
9- شتمهما.
10- إثارة المشكلات أمامهما إما مع الأخوة، أو مع الزوجة.
11- تشويه سمعتهما.
12- إدخال المنكرات للمنزل، أو مزاولة المنكرات أمامهما.
13- المكث طويلًا خارج المنزل مع حاجة الوالدين وعدم إذنهما للولد في الخروج.
14- تقديم طاعة الزوجة عليهما.
15- التعدي عليهما بالضرب.
16- إيداعهم دور العجزة.
17- تمني زوالهما.
18- قتلهما عياذًا بالله.
19- البخل عليهما والمَنُّ، وتعداد الأيادي.
20- كثرة الشكوى والأنين أمام الوالدين.
الآداب التي ينبغي مراعاتها مع الوالدين:
1- طاعتهما بالمعروف، والإحسان إليهما، وخفض الجناح لهما.
2- الفرح بأوامرهما ومقابلتهما بالبشر والترحاب.
3- مبادأتهما بالسلام وتقبيل أيديهما ورؤوسهما.
4- التوسعة لهما في المجلس، والجلوس أمامهما بأدب واحترام، وذلك بتعديل الجلسة، والبعد عن القهقهة أمامهما والتعري أو الاضطجاع، أو مد الرجل، أو مزاولة المنكرات أمامهما، إلى غير ذلك مما ينافي كمال الأدب معهما.
5- مساعدتهما في الأعمال.
6- تلبية ندائهما بسرعة.
7- البعد عن إزعاجهما، وتجنب الشجار وإثارة الجدل بحضرتهما.
8- أن يمشي أمامهما بالليل وخلفهما بالنهار.
9- ألا يمدَّ يدَه للطعام قبلهما.
10- إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين.
11- الاستئذان عليهما حال الدخول عليهما، أو حال الخروج من المنزل.
12- تذكيرهما بالله، وتعليمهما ما يجهلانه، وأمرهما بالمعروف، ونهيهما عن المنكر مع مراعاة اللطف والإشفاق والصبر.
13- المحافظة على سمعتهما وذلك بحسن السيرة، والاستقامة، والبعد عن مواطن الريب وصحبة السوء.
14- تجنب لومهما وتقريعهما والتعنيف عليهما.
15- العمل على ما يسرهما وإن لم يأمرا به.
16- فهم طبيعة الوالدين، ومعاملتهما بذلك المقتضى.
17- كثرة الدعاء والاستغفار لهما في الحياة وبعد الممات.
الأمور المعينة على البر:
1- الاستعانة بالله.
2- استحضار فضائل البر، وعواقب العقوق.
3- استحضار فضل الوالدين.
4- الحرص على التوفيق بين الوالدين والزوجة.
5- تقوى الله في حالة الطلاق، وذلك بأن يوصي كل واحد من الوالدين أبناءه ببر الأخر، حتى يبروا الجميع.
6- قراءة سيرة البارين بوالديهم.
7- أن يضع الولد نفسه موضع الوالدين.
ثانيًا: قطيعة الرحم – أسبابها – علاجها
الرحم هم القرابة، وقطيعة الرحم هجرهم، وقطعهم… والصلة ضد القطيعة، وهي كناية عن الإحسان إلى الأقارب، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم.
أسباب قطيعة الرحم:
1- الجهــــل.
2- ضعف التقوى.
3- الكــــــبر.
4- الانقطاع الطويل الذي يسبب الوحشة والنسيان.
5- العتاب الشديد من بعض الأقارب مما يسبب النفرة منهم.
6- التكلف الزائد، مما يجعل الأقارب لا يحرصون على المجيء إلى ذلك الشخص، حتى لا يقع في الحرج.
7- قلة الاهتمام بالزائرين من الأقارب.
8- الشح والبخل من بعض الناس، ممن وسع الله عليهم في الدنيا، فتجدهم لا يصلون أقاربهم، حتى لا يخسروا بسببهم شيئًا من المال، إما بالاستدانة منهم أو غير ذلك.
9- تأخير قسمة الميراث بين الأقارب.
10- الشراكة المبنية على المجاملة بين الأقارب.
11- الاشتغال بالدنيا.
12- الطلاق بين الأقارب.
13- بُعْد المسافة والتكاسل عن الزيارة.
14- قلة تحمل الأقارب.
15- الحسد فيما بينهم.
16- نسيانهم في الولائم، مما يسبب سوء الظن فيما بينهم.
17- كثرة المزاح.
18- الوشاية والإصغاء إليها.
فضائل صلة الرحم:
1- صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر.
2- سبب لزيادة العمر وبسط الرزق.
3- تجلب صلة الله للواصل.
4- هي من أعظم أسباب دخول الجنة.
5- هي من محاسن الإسلام.
6- وهي مما اتفقت عليه الشرائع
7- هي دليل على كرم النفس، وسعة الأفق.
8- وهي سبب لشيوع المحبة، والترابط بين الأقارب.
9- وهي ترفع من قيمة الواصل.
10- صلة الرحم تعمر الديار.
11- وتيسر الحساب.
12- وتكفر الذنوب والخطايا.
13- وتدفع ميتة السوء.
الآداب والأمور التي ينبغي سلوكها مع الأقارب:
1- استحضار فضل الصلة، وقبح القطيعة.
2- الاستعانة بالله على الصلة.
3- توطين النفس وتدريبها على الصبر على الأقارب والحلم عليهم.
4- قبول أعذارهم إذا أخطأوا واعتذروا.
5- الصفح عنهم ونسيان معايبهم ولو لم يعتذروا.
6- التواضع ولين الجانب لهم.
7- بذل المستطاع لهم من الخدمة بالنفس والجاه والمال.
8- ترك المَنِّ عليهم، والبعد عن مطالبتهم بالمثل.
9- الرضا بالقليل منهم.
10- مراعاة أحوالهم، ومعرفة طبائعهم، ومعاملتهم بمقتضى ذلك.
11- إنزالهم منازلهم.
12- ترك التكلف معهم، ورفع الحرج عنهم
13- تجنب الشدة في معاتبتهم إذا أبطأوا.
14- تحمل عتابهم إذا عاتبوا، وحمله على أحسن المحامل.
15- الاعتدال في المزاح معهم.
16- تجنب الخصام وكثرة الملاحاة والجدال العقيم معهم.
17- المبادرة بالهدية إن حدث خلاف معهم.
18- أن يتذكر الإنسان أن الأقارب لحمة منه لابد له منهم، ولا فكاك له عنهم.
19- أن يعلم أن معاداتهم شرٌّ وبلاء، فالرابح في معاداة أقاربه خاسر، والمنتصر مهزوم.
20- الحرص على ألا ينسى أحدًا منهم في الولائم قدر المستطاع.
21- الحرص على إصلاح ذات البين إذا فسدت.
22- تعجيل قسمة الميراث.
23- الاجتماعات الدورية.
24- تكوين صندوق للأسرة.
25- الحرص على الولائم والاتفاق حال الشراكة.
26- يراعي في ذلك أن تكون الصلة لله وحده، وأن تكون تعاونًا على البر والتقوى، ولا يقصد بها حمية الجاهلية الأولى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مشكوووووووووووووووووووووووووووورة حياة علي الموضوع
يجب كل فرد طاعة والديه
كقول الله تعالي "وقضى ربك إلاَّ تعبدوا إلاّ أيَّاه وبالوالدين إحساناً"(1).
العفو اخي
نعم يجب على كل انسان احترام الوالدين و عدم قطيعة الرحم
مشكوووووووووووووووووووووووووووورة حياة علي الموضوع
العفو اخي حسن سعدت بمرورك العطر
** وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا **
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين 134َ
بر الوالدين وعقوق الوالدين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين محمّد
من معاصي البدن التي هي من الكبائر أي من المعاصي التي لا تلزم جارحة من الجوارح عقوق الوالدين أو أحدهما وإن علا ولو مع وجود أقرب منه، قال بعض الشافعية في ضبطه: "هو ما يتأذّى به الوالدان أو أحدهما تأذيًا ليس بالْهَيِّن في العُرف" .
ومن عقوق الوالدين الذي هو من الكبائر ترك الشخص النفقة الواجبة عليهما إن كانا فقيرين ، أما إن كانا مكتفيين فلا يجب الإنفاق عليهما، لكن ينفق عليهما من باب البِرّ والإحسان إليهما، فيُسنّ له أن يعطيهما ما يحبّانه، بل يُسنّ أن يطيعهما في كل شىء إلا في معصية الله، حتى في المكروهات إذا أطاع أبويه يكون له في ذلك رِفعة درجة عند الله. قال الفقهاء: "إذا أمر أحدُ الوالدين الولد أن يأكل طعامًا فيه شُبهة، أي ليس حرامًا مؤكّدًا، يأكل لأجل خاطرهما ثم من غير علمِهما يتقايؤه" ، وقالوا: "إذا أمر أحد الوالدين ولده بفعل مباح أو تركه وكان يغتمّ قلب الوالد أو الوالدة إن خالفهما يجب عليه أن يطيعهما في ذلك" .
ومن بِرّ الوالدين أن يَبر من كان أبوه يحبه بعد وفاة أبيه بالزيارة والإحسان، كذلك من كان تحبّه أمّه بعد وفاتها أن يصلهم ويُحسن إليهم ويزورهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أبَرِّ البِرِ أن يَبَرّ الرجل أهل وِدِّ أبيه بعد أن يُوَلّي" أي بعد أن يَموت .
ومن بِرِّ الوالدين زيارتهما بعد موتهما .
ومن أراد أن يكون بارًّا بوالديه فعليه أن يطيعهما في أغلب المباحات أو كلِّها.
قال أهل العلم: "من حيث المشروعية يطيع الولد والديه في المباح والمكروه" لكن لا يجب طاعتهما في كلِّ مباح بل يجب أن يطيعهما في كلِّ ما في تركه يحصل لهما غَم بسببه وإلا لا يكون واجبًا، فإذا طلب أحد الوالدين من الولد أن لا يسافر وكان سفره بلا ضرورة وجب عليه ترك ذلك السفر إذا كانا يغتمان بسفره. وإذا أراد الأب منع ولده من الخروج من البيت بدون إذنه فإن كان خروجه يُسبِّب للأب غما شديدًا بحيث يحصل له انهيار أو شبه ذلك عندئذٍ لا يجوز له الخروج بدون إذنه بل يكون خروجه من الكبائر، فدرجة المعصية في ذلك على حسب الإيذاء الذي يحصل للوالد.
وإذا طلب الأب او الأمّ من ابنه شيئا مباحًا كغسل الصحون أو ترتيب الغرفة أو تسخين الطعام أو عمل الشاي أو ما أشبه ذلك ولم يفعل فإن كان يغتمّ قلب الوالد أو الوالدة إن لم يفعل حرام عليه أن لا يفعل .
قال الله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا . إمّا يبلغنّ عندك الكِبر احدهما أو كلاهما فلا تقلْ لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} (سورة الإسراء 23-24) .
أمر الله عباده أمرًا مقطوعًا به بأن لا يعبدوا إلا إياه وأمر بالإحسان للوالدين، والإحسان هو البِرّ والإكرام. قال ابن عباس: "لا تنفض ثوبك فيصيبهما الغبار". وقال عُروة: "لا تمتنع عن شىء أحبّاه" .
وقد نهى الله تعالى عباده في هذه الآية عن قول "أفٍّ" للوالدين وهو صوت يدل على التضجّر، وأصلها نَفْخُك الشىء الذي يَسقط عليك من تراب ورماد، وللمكان تريد إماطة الأذى عنه فقيلت لكل مستثقل .
"ولا تنهرهما" ولا تزجرهما عما يتعاطيانه مما لا يُعجبك، والنهي والنهر أخوان.
"وقل لهما قولاً كريمًا" أي ليِنا لطيفًا أحسن ما تجد كما يقتضيه حُسن الأدب.
"واخفض لهما جناج الذلِّ من الرحمة" أي أَلِن لهما جانبك متذلِّلاً لهما من فرط رحمتك إياهما وعطفك عليهما ولِكَبرِهما وافتقارهما اليوم إلى من كان أفقر خلق الله إليهما بالأمس . وخفض الجناح عبارة عن السكون وترك التصَعّب والإباء، أي ارفق بهما ولا تغلظ عليهما.
"وقل ربِّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا" أي مثل رحمتهما إياي في صغري حتى ربياني، أي ولا تكتفِ برحمتك عليهما التي لا بقاء لها أو هو أن يقول: يا أبتاه يا أمّاه ولا يدعوهما بأسمائهما فإنه من الجفاء وسوء الأدب معهما.
وفائدة "عندك" أنهما إذا صارا كَلاًّ على ولدهما ولا كافل لهما غيره فهما عنده في بيته وكَنَفه وذلك أشقّ عليه، فهو مأمور بأن يستعمل معهما لين الخلق حتى لا يقول لهما إذا أضجره ما يستقذر منهما "أف" فضلاً عما يزيد عليه، ولقد بالغ سبحانه في التوصية بهما حيث افتتحها بأن شفع الإحسان إليهما بتوحيده ثم ضيّق الأمر في مراعاتهما حتى لم يُرخِّص في أدنى كلمة تنْفلت من المتضجّر مع موجبات الضجر ومع أحوالٍ لا يكاد يصبر الإنسان معهما.
وادعُ الله بأن يرحمهما رحمته الباقية، واجعل ذلك جزاء لرحمتهما عليك في صغرك وتربيتهما لك، والدعاء مختص بالأبوين المسلمين.
وروى الحاكم والطبراني والبيهقي في شُعَبِهِ مرفوعًا "رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما" .
وعن بَهز بن حكيم عن أبيه عن جَدِّه رضي الله عنهم قال: "قلت يا رسول الله من أبرّ ؟ قال أمك ، قلت ثُم من ؟ قال: أمّك، قلت ثُم من ؟ قال: أمك، قلت: ثُم من ؟ قال: أباك، ثُم الأقربَ فالأقرب" أخرجه أبو داود والترمذي وحسّنه.
فيُفهم من هذا الحديث تقديم الأمِّ على الأب في البِرِّ فلو طلبت الأمّ من ولدها شيئًا وطلب الأب خلافه وكان بحيث لو أطاع أحدهما يغضب الآخر يقدِّم الأمّ على الأب في هذه الحالة.
وإنَما حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه هذا على برّ الأمّ ثلاثًا وعلى برّ الأب مرّة لعنائها وشفقتها مع ما تقاسيه من حمل وطلق وولادة ورضاعة وسهر ليل. وقد رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رجلاً يحمل أمّه على ظهرة وهو يطوف بها حول الكعبة فقال: "يا ابن عمر أتراني وفّيتهما حقّها، قال: ولا بطلقة واحدة من طلقاتها، ولكن قد أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرًا" .
وقد قال بعض العلماء بوجوب الاستغفار للأبوين المسلمين في العمر مرة، ثم الزيادة على ذلك قربة عظيمة، وليس شرطًا أن يكون هذا الاستغفار بعد وفاتهما.
فالولد إن استغفر لوالديه بعد موتهما ينتفع والداه بهذا الاستغفار حتى إنهما يلحقهما ثواب كبير فيعجبان من أي شىء جاءهما هذا الثواب فيقول لهما الملك هذا من استغفار ولدكما لكما بعدكما.
وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنة العاقّ لوالديه والديوث ورَجُلَةُ النساء" رواه ابن حبان. أي لا يدخل هؤلاء الثلاثة الجنة مع الأوّلين إن لم يتوبوا وأما لو تابوا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجه.
والديّوث: هو الذي يعرف الزنى في أهله ويسكت عليه مع مقدرته على منعهم.
ورجلة النساء : هي التي تتشبّه بالرجال .
وأخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل وهل يَسُبّ الرجل والديه ؟ قال : نعم يسبّ أبا الرجل فيسب الرجل أباه ويسب أمه فيسب أمه" .
وروى الحاكم بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجّل لصاحبه" يعني العقوبة في الدنيا قبل يوم القيامة .
وقال عليه الصلاة والسلام: "ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ لا شكّ فيهنّ دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده" رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد.
وهذا معناه إن دعا عليه بحقّ أما إن دعا عليه بغير حقّ فلا يضرّه ذلك.
فمن أراد النجاح والفلاح فليبَرّ أبويه فإن من برّ أبويه تكون عاقبته حميدةً فبرّ الوالدين بركة في الدنيا والآخرة.
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم ما كان من خير فمن ربي وحده .. و ما كان من شر فمني او من الشيطان
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
—
بر الوالدين لشيخ المغامسي
شكرا جزيلة الله يرضى علينا يارب ويرحم والدينا وللمومنين والمومنات الاحياء منهم والاموات