قال رسول الله: ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! ) صحيح مسلم (2581)
فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى وأشرك
وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى
كم بهذه الألسنة أُحدثت بدع.. وأُدميت أفئدة.. وقُرحت أكباد
كم بهذه الألسنة أرحام تقطعت.. وأوصال تحطمت.. وقلوب تفرقت
كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقُتل أبرياء.. وعُذب مظلومون
كم بها طُلّقت أمهات.. وقذفت محصنات
كم بها من أموال أُكلت.. وأعراض أُنتهكت.. ونفوس زهقت
يموت الفتى من عثرة بلسانه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل
في يوم من الأيام ألقيتُ محاضرة في أحد السجون.. جُمع لي السجناء في المسجد الكبير قرابة 500 أو الألف سجين ..
انتهيت من المحاضرة.. أول ما انتهيت قال لي أحد الأخوة الذين كانوا مرافقين معي وهو مشرف على بعض المحاضرات في السجن، قال: يا شيخ هنا الجناح الخاص بأصحاب القضايا الكبيرة والجناح الانفرادي لم يحضروا معك المحاضرة فليتك أن تمر بهم وتلقي عليهم كلمة وتجيب على أسئلتهم إن كان عندهم أسئلة.. قلت: حسناً..
أقبلنا فإذا مجموعة كل واحد في زنزانة خاصة به.. مررنا بهم.. ألقيت عليهم كلمة يسيرة ثم أجبت على أسئلتهم .. مررت في أثناء ذلك بزنزانة فيها شاب عمره تقريبا 23 سنة أو في الخامسة والعشرين سنة تقريبا كان جالساً هادئاً في زنزانته، مررت به وسلمت عليه كان هادئاً لطيفاً ثم تجاوزته، سألت صاحبي قلت: ما قضيته؟! يعني هو عليه سرقات أم مضاربة مع أحد أو أدت إلى قتل ذلك الشخص مثلاً ما قضيته؟!
قال: هذا الشاب يا شيخ عليه جريمة قتل لزوجته..
قلت: قتل لزوجته! ما هو السبب؟!
قال: هل تصدق أنهما ما مضى على زواجهما إلا قرابة ثلاثة أشهر وقتلها
قلت كيف قتلها أعوذ بالله يعني كمثل وجدها على فعل معين أو محرم أو فاحشة أو وجدها مع رجل مع أنه لا يجوز أنه يعاملها بالقتل بمثل هذه المواقف لكن أحيانا أن بعض الناس يثور ويتهور ويضربها بشيء فتموت بسببه
قال: لا، ذبحها بالسكين
إنا إليه راجعون.. كيف؟!
قال: هذا تزوج وسكن مع زوجته على أحسن حال.. حقد عليه مجموعة من الناس ربما بينه وبينهم مشاكل في القديم أو أنهم كانوا يريدون أن يتزوجوا هذه الفتاة، المقصود أنهم حقدوا عليه فأقبل إليه أحدهم فقال له: يا فلان
قال الشاب: ما تريد؟
قال: أنت اشتريت سيارة خضراء بدل سيارتك؟ وذكر له أحد أنواع السيارات
الشاب: لا ، أنا والله ما اشتريت، أنا سيارتي السوداء التي معي تعرفونها
قال: والله ما أدري لكن أنا أمس الضحى وأنت في العمل خرجت في حاجة ومررت أمام بيتك ورأيت سيارة خضراء واقفة عند الباب فخرجت امرأة من بيتك وركبت معه وبعد ساعتين رجعت إلى البيت، أنت عندك يمكن في البيت أحد يمكن…
قال الشاب: لا والله ما فيه إلا زوجتي حتى ما عندي خادمة ولا عندي أحد
قال: ما أدري إن شاء الله ما تكون زوجتك.. ومضى..
بعدها بيومين الرجل بدأ يشك يسأل زوجته: فيه أحد جاء ، فيه أحد ذهب..
بعدها بيومين، ثلاثة، أقبل إليه رجل آخر قد اتفق مع الأول فقال له: يا فلان
قال نعم
قال: أنت غيرت سيارتك، اشتريت سيارة بيضاء؟
قال: لا والله هذه سيارتي تحت واقفة
قال: والله ما أدري بس أنا أيضا أمس العصر يبدو إنك ما كنت في البيت، فيه سيارة بيضاء وقفت عند الباب وأقبلت امرأة وركبت معها وذهبت.
جعلوا الرجل ينتفض ..
ثم جاءوا إليه في اليوم الثالث وزادوا عليه الكلام..
جاءوا إليه في اليوم الرابع ..
– أنظر كيف الألسنة تحدث من عقوق وقطيعة –
فلا زالوا به حتى تخاصم مع زوجته وأكثر عليها الكلام وهي صرفت عليه قالت: كيف تتهمني في عرضي، قال نعم أتهمك اعترفي، ما أعترف….. كثر الكلام فذهبت إلى بيت أهلها..
لبثت عند أهلها أياما فلم يرضهم ذلك!
أقبلوا إليه قالوا: يا أخي ترى السيارات نفسها الآن تقف عند بيت أهلها، بكرى البنت تحمل وبعدين تقول هذا ولدك. أنت لست رجلا أنت ما عندك مروءة أنت تلعب بعقلك الفتاة والله لو كنت رجل لو أنك…. الخ………….. فلم يزالوا يعينون الشيطان عليه بالوساوس حتى تغلب عليه الشيطان في ليلة من الليالي فخرج من بيته ومضى إلى بيت أهلها وقفز من فوق السور ودخل إلى البيت والكل النائم، مضى إلى المطبخ وأخذ سكيناً ثم مضى إلى غرفتها ودخلها بهدوء وإذا الفتاة نائمة في أمان الله قد نامت على بطنها في أمان الله على فراشها فأقبل من خلف رقبتها وأبعد شعرها قليلا وذبح حتى قطع أوداجها.. انتفضت قليلا وماتت.. مسح السكين بثيابه وتركها وذهب إلى الشرطة وقال أنا قتلت فلانة! أدري أني سأتعب لو هربت وسوف ألاحق في كل مكان من الآن أنا قتلتها لكن بردت ما في قلبي! ..
وحكم عليه بالقصاص.. النفس بالنفس..
شاب يا جماعة لو ترونه يعني من أحسن الشباب خلقة وأقواهم بدنا لكن بكثرة ما وقع من ألسنة أولئك الظلمة الفجرة
أنظر كيف تحولت الأمور، قد هُتكت بها أعراض وهدمت بيوت بسبب ما يخرج من هذا اللسان
( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
وهؤلاء الظلمة غير أنهم اكتسبوا اثما عظيما اثم الغيبة والنميمة فإنهم أيضا فرقوا بين زوجين وهناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر أن من فرق بين زوجين لا ينظر الله إليه يوم القيامة. وكذلك قذفوا المسلمة المحصنة بالزنا والعياذ بالله من ذلك
— قذف المحصنات من كبائر الذنوب —
لما أقبل موسى الأشعري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستنصحاً قال: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟
وفي رواية أي المسلمين خير؟
– ما قال صلى الله عليه وسلم خير المسلمين قوام الليل ولا قال خير المسلمين صوام النهار ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون أو المجاهدون لا ، ترك كل هذه الفضائل مع حسنها وقال: ( خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده )
وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي.
كان السلف يدققون على كلامهم المباح فضلاً عن الكلام المحرم
جلست عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها يوماً قبيل صلاة المغرب وهي صائمة وأذن لصلاة المغرب فأقبلت إليها الجارية قالت فيما معنى قولها: يا أم المؤمنين أقرب إليك المائدة وكانت عائشة ليست بجائعة ولا عطشانة وهذا يقع أحيانا لبعض الصائمين….
فقالت عائشة: والله ما لي بالطعام حاجة لكن قربي المائدة نلهو بها
ثم قالت عائشة أستغفر الله أستغفر الله ألهو بنعمة الله!
مع أنها تقصد " ألهو" يعني آخذ من هنا قليلا، من هذا قليلا فقط لأجل أن أفطر عليه
قالت: أستغفر الله ألهو بنعمة الله ثم بكت ثم جعلت تجمع ما عندها من مال واشترت به عبدين مملوكين وأعتقتهما لوجه الله توبة من هذه الكلمة!
وهذه يا جماعة وهي ما اغتابت أحد ولا سبّت ولا لعنت ولا كفرت بكلمة.. مجرد تقول تسلى بالطعام..
والإمام أحمد رحمه الله دخل مرة يزور مريضا فلما زاره سأل الإمام أحمد هذا الرجل قال: يا أيها المريض هل رآك الطبيب؟
قال: نعم ذهبت إلى فلان الطبيب
فقال أحمد: اذهب إلى فلان الآخر فإنه أطب منه " يعني أعلم بالطب منه"
ثم قال الإمام أحمد: أستغفر الله أراني قد اغتبت الأول أستغفر الله أستغفر الله
– المفروض أنه ما يقال إنه أفضل منه فيقال: جرّب فلانا –
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : آمين ولك مثله »
أتمنى أن تأخذ العبرة من كل هذا ولا تنسوني من الدعـــــــــــــــــــــــــاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! ) صحيح مسلم (2581)
والله بعد كلام سيد الخلق الذي لا ينطق عن الهوى لاكلام ولا تعليق ولا رد
شكرا لك أخي هديدو فالموضوع جاء في وقته
أحياناً تجلس النساء اثنتان أو ثلاثة مع بعضهن أو أكثر وعندما نجلس ليس هناك بد من الكلام والكلام كالمعتاد نخوض في سيرة واحدة إما بخير وإما بشر وإذا حدث وتحدثنا في سيرة واحدة بشر فإنها "الغيبة" وهي أن نتكلم في حق واحدة بكلام لو دخلت علينا هي أثناءه يحمر وجهنا ونتضايق لأنها عرفت أننا نتكلم في حقها لكن إذا تكلمنا في حقها بالخير فلا مانع أما الغيبة فإن الله قال{وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً} وذلك لأن كل مشاكل الناس سببها الغيبة وقد منعها الله لأنها تفسد العلاقات بين الناس وهي ذنب قبيح جداً عند الله ولذلك وصف الله من تتكلم في حق أختها المسلمة كأنها تأكل لحمها وهي ميتة وأنتم بالطبع تعرفون الكلاب هذه الكلاب إذا كان أمامها جيفة يتشاجرون مع بعضهم عليها وكل واحد منهم يريد النصيب الأكبر لكن لو كلب منهم مات لا ترضى الكلاب أن تقربه ولا تأكل منه أبداً فإذا كانت الكلاب لا تأكل لحم أخيها الميت فهل الإنسان يأكل لحم أخيه الميت؟لا وقد ضرب الرسول مثلاً في الغيبة اسمعوا له {بينما رسول الله جالس مع أصحابه يحدّثهم إذ قام فدخل فقام زيد فجلس في مجلس النبيّ وجعل يحدّثهم عن النبيّ إذ مرّ بلحم هدية إلى رسول الله فقال القوم لزيد: وكان أحدثهم سناً يا أبا سعيد لو قمت إلى النبيّ فأقرأته منا السلام وتقول له: يقول لك أصحابك:
إن رأيت أن تبعث إلينا من هذا اللحم فذهب زيد إلى النبي وأخبره بطلب أصحابه فقال له النبي «ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَقَدْ أَكَلوا لَحْماً بَعْدَكَ» فجاء زيد فقال: قد بلغت رسول الله، فقال «ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَقَدْ أَكلوا لَحْماً بَعْدَكَ» فقال القوم: ما أكلنا لحماً وإن في هذا لأمر فانطلقوا بنا إلى النبي نسأله؟ فجاءوا إليه فقالوا: يا رسول الله أرسلنا إليك في اللحم الذي جاءك فزعم زيد أننا قد أكلنا لحماً فو الله ما أكلنا لحماً فقال«كَأَنّي أَنْظُرُ إِلى خُضْرَةِ لَحْمٍ زَيْدٍ في أَسْنانِكُمْ»فقالوا:أي رسول الله فاستغفر لنا قال: فاستغفر لهم}[1]{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ} وحدثت واقعة قريبة من ذلك في رمضان ولكنها مع التمثيل العملي والذي شاهده الحضور: جلست إحداهن تسلى صيامها مع جارتها بعد العصر بالحديث وتكلمتا في حق فلانة وفلانة ثم بعد قليل كادتا أن تهلكا من العطش واستمعن إلى الحديث الشريف بنصه وهو سهل الفهم وميسر{أَنَّ ***1649;مْرَأَتَيْنِ صَامَتَا وَأَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ هَاهُنَا ***1649;مْرَأَتَيْنِ قَدْ صَامَتَا وَإنَّهُمَا قَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَوْ سَكَتَ ثُمَّ عَادَ وَأُرَاهُ قَالَ:ب***1649;لْهَاجِرَةِ قَالَ:يَا نَبِيَّ اللَّهِ إنَّهُمَا وَاللَّهِ قَدْ مَاتَتَا أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا؟ قَالَ «***1649;دْعُهُمَا»
قَالَ: فَجَاءَتَا قَالَ: فَجِيءَ بِقَدَحٍ أَوْ عُسٍّ فَقَالَ لإحْدَاهُمَا «قِيئِي» فَقَاءَتْ قَيْحاً وَدَماً وَصَدِيداً وَلَحْماً حَتَّى مَلأَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ ثُمَّ قَالَ لِلأُخْرَى***1648; «قِيئِي» فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ وَلَحْمٍ عَبِيطٍ وَغَيْرِهِ حَتَّى مَلأَتِ الْقَدَحَ ثُمَّ قَالَ «إنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمَا وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا جَلَسَتْ إحْدَاهُمَا إلَى الأُخْرَى***1648; فَجَعَلَتَا تَأْكُلاَنِ مِنْ لُحُومِ النَّاسِ}[2]وقال {إن الغيبة تفسد الصوم}[3] وبذلك فإن حضرة النبي أكد على خطورة الغيبة بما لا يقبل الشك يعني أي إن صامت الفريضة في رمضان أو تطوعت وتكلمت مع جارتها أو زميلتها على أخرى غيبة لأصبحت مفطره وذلك لأنها أكلت{يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} ولذلك نهى رسول الله عن الغيبة نهيا تاماً والأخطر من ذلك هو قذف المحصنات الغافلات وهي أن أتهم واحدة بأن مشيها بطال وهذا القذف عقوبته في الدنيا أن تجلد الواحدة ثمانين جلدة وعقوبته في الآخرة يقول فيه حضرة النبي {إِنَّ قَذْفَ المُحْصَنَةِ يَهْدِمُ عَمَلَ مِئَةِ سَنَةٍ}[4]فما لنا وذلك طالما لم أرى ولم أسمع لماذا أخوض في ذلك؟إذاً على المسلمة ألا تغتاب مسلمة أبداً وتعود نفسها على ذلك لكي تضمن النجاة يوم لقاء الله والأخطر من الغيبة أيضاً هي النميمة أي نقل الكلام وهي منتشرة بين النساء وورد أن الشيطان طلب من الله أن يأذن له في أن يتسلط على بني الإنسان
ليهلكهم قالوا: بماذا تهلكهم؟ قال: بالغيبة والنميمة إذا سمعت واحدة كلمة وكان لابد تنقلها يا ليتها تنقلها كما هي ولكن لابد أن تعمل لها ديكور في الأول والآخر وتجعل الصدور تتضايق وتقول: فلانة ساعة ما أشوفها تدير وجهها الناحية الثانية لماذا؟ أنا عملت فيها إيه؟لم تعرف أن واحدة أخرى أوقعت بينهم وأوصلتها كلمة سوء والنميمة كما رأينا من الممكن أن تقود إلى الفتنة والفتنة شر من القتل وأخطر النميمة إذا كان نقل هذا الكلام لقطع الأرحام مثلاً الزوج عائد من العمل فتستقبله زوجته: لقد فعلت أمك كذا وكذا أو أختك قالت: كذا وكذا أو أخوك قال كذا وفعل كذا فيأخذ الرجل موقفاً من أمه أو أخته أو أخيه وهذا ما نسميه قطع الأرحام وسبب ذلك كله نقل الكلام ومن تنقل الكلام هي زوجته التي من المفترض أن توطد العلاقات بينه وبين أمه وإخوته وأخواته وتعينه على صلة الأرحام مع أنه إذا تكلم عن أمها تقول: لا تتكلم عن أمي فهي كذا وكذا وإذا تكلم عن أختها تقول: أختي كذا وكذا وتريد منه أن يتركها تبر أمها لكي تدخل الجنة وفي نفس
الوقت تعمل على أن يقطع هو أمه لكي يدخل النار ويلحق بالنميمة نقل كل الكلام الذي نسمعه أي كما نقول فلانة لا يبتل في فمها فولة أي كل ما تسمع تقوله وأيضا التسمع لكلام الناس والتصنت وهم يتحدثون ولا يعلمون وهاتان الصفتان وردتا في الحديث الشريف {لا يدخل الجنة قتات}[5] والقتات : النمام ناقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد أو هو ناقل كل ما يسمعه أو النمام فلنحذر كل هذه الصفات جميعاً ماذا نفعل إذاً لنقلع عن النميمة؟ نفعل كما كان يفعل أصحاب رسول الله فقد وصل بهم الأمر إلى أنهم قضوا على آفة النميمة نهائياً كيف؟عندما كان الواحد منهم يأتيه من يقول له: أخوك قد قال عليك كذا فيقول: لا أريد أن أسمع فيشعر من ينقل الكلام بالخزي فيذهب لآخر فيقول له أيضاً: لا أريد أن أسمع فيشعر من ينقل الكلام بالخزي فينتهي النمام من المجتمع وكان النبي يقول لهم معلما لهم ولنا أجمعين
{لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر}[6] أما نحن الآن فنفتح آذاننا لمثل ذلك ولو رأيت واحدة بيني وبينها شيء قعدت معها واحدة أخرى لا أرتاح إلا إن قابلتها وسألتها عما قالته علىَّ المرأة الأخرى وأظل ألح عليها إلى أن تقول ونحن بذلك من نشجع النمامين ويكفي في النمام أن سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام حدث أن شح الماء في عصره وكاد الناس أن تهلك من قلة الماء فماذا يفعل؟قال: نصلي صلاة الاستسقاء فخرج الرجال والنساء والأولاد والحيوانات ليدعوا الله ومعهم سيدنا موسى ولم ينزل الماء فقال: يا رب فقال:يا موسى لن أستجيب لكم وفيكم نمام فمن أجل نمام واحد منع الله الإجابة فقال سيدنا موسى مخاطباً ربه وطمعا في رفع الضر عن قومـه:يا رب من هو حتى نخرجه قال:يا موسى أنهاك عن النميمة وأكون أنا نمام فقال موسى: يا قوم هيا بنا نتوب جميعاً إلى الله فتابوا جميعاً ثم دعوا الله فاستجاب الله لهم وأنزل المطر
[1]المستدرك للحاكم عن زيد [2] رواه أحمد وابن أبي الدنيا، وأبو يعلى عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى***1648; رَسُولِ اللَّهِ [3] ذكره الغزالي في الإحياء وقال: رواه بشر بن الحارث عن الثوري [4] رواه الطبراني والبزار عن حذيفة. [5] أخرجه البخاري ومسلم عن حذيفة[6] فيما رواه ابن مسعود وحققه الألبانى درجته من الصحة
منقول من كتاب [المؤمنات القانتات]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…CA&id=12&cat=2
شكرا جدا على الموضوع الشيق اختي بارك الله فيك
النميمة
واعلموا أن من أمراض النفوس التي انتشرت في المجتمع المسلم مرض النميمة، وهو داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأسر ويفرق بين الأحبة، ويقطع الأرحام وما أكثر انتشار النميمة بين الرجال والنساء في هذه الأيام، وأصل النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد وكشف الستر وهتكه.
قال يحي بن أكثم: النمام شر من الساحر ويعمل النمام في ساعة ما لا يعمل الساحر في سنه.
ويقال: عمل النمام أضر من عمل الشيطان، لأن عمل الشيطان بالخيال والوسوسة، وعمل النمام بالمواجهة والمعانية.
ومن أمثلة النميمة كأن تقول: قال فلان فيك كذا وكذا وهو يكرهك ولا يحبك وسواء كان هذا الكلام بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، إلى غير ذلك من الكلام غير الصحيح أحيانا وإن كان صحيحا لا يجوز أيضا نقله لأن هذا من النميمة ومن هتك الستر عما يكره كشفه، ومن نمّ لك نمّ عليك كما قيل.
النمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: ((ذو الوجهين لا يكون وجيها عند الله)) وقال في الحديث الآخر: ((من كان ذا وجهين في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار)) رواه البخاري، في الأدب المفرد وهو حديث صحيح، وعن أبي هريرة عن النبي قال: ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)) فالمسلم الصادق أيها الإخوة: له وجه واحد حيثما كان وله لسان واحد لا ينطق إلا بما يرضي ربه عز وجل.
وينبغي لكل إنسان أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت))، ففي هذا الحديث نص صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم الشخص إلا إذا كان الكلام خيرا، وهو الذي ظهرت له مصلحته ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم.
قال الإمام الشافعي: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكّر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر.
والبهتان على البريء ونقل الكلام غير الصحيح عنه أثقل من السماوات وويل لمن سعى بوشاية برئ عند صاحب سلطان ونحوه، فصدقه فربما جنى على برئ بأمر يسوءه وهو منه براء وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك فعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله : ((لا يدخل الجنة نمام)) متفق عليه.
وفي الحديث الآخر: ((ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى، قال: المشاؤن بالنميمةالمفسدون بين الأحبة، الباغون للبرءاء العنت))، ولنتأمل قول النبي : ((من أشاع على مسلم كلمة يشينه بها بغير حق شانه الله بها في النار يوم القيامة)).
هذا جزاؤه يوم القيامة وقبل ذلك عذاب القبر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله مر بقبرين فقال: (( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله)) قال العلماء في معنى قوله: ((وما يعذبان في كبير)) أي فيما يظن الناس أن هذا العمل حقيرولكنه عند الله كبير.
ويقال: إن ثلث عذاب القبر من النميمة، وإذا كانت النميمة مما يوجب عذاب القبر أولا، ثم العذاب بعد الحشر ويوم القيامة، كان من الواجب علينا أن نحذر منها وأن نهيب بالذين لا يعلمون ما في ذلك من الضرر الكبير والخطر العظيم على المجتمع وعلى الإنسان نفسه أن يتجنب هذا الخلق المهين، فالنمام يفسد ذات المبين ويفعل بالناس فعل النار في الهشيم، يدخل بين الصديقين فيصيرهما عدوين، وينقل إلى كل منها عن أخيه ما يسوؤه ويكدّره.
وأما النميمة بين النساء في البيوت وبين العائلات فحدث ولا حرج ويا لهول ما تنمّ به المرأة عن صديقتها وجارتها وجليستها أو أقارب زوجها أو نساء أصدقائه أو زوجها إذا صدقت في شيء واحد فإنها كالكهان تضيف إلى كلمة الصدق تسعا وتسعين كذبة وكلامها مسموع وخبرها مقبول، وروايتها صحيحة عند زوجها الذي لا يخالف لها أمرا ولا يخيّب لا أملا، ولا يردّ لها شفاعة وكم أضرمت من نار الحقد والعداوة بين الأقارب والأصدقاء فينبغي أن لا يسترسل الرجل إلى كل ما ينقل إليه وليتثبت قبل أن يحكم قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، وقد يدخل النمام بيوت الله ومساجده فيخرج مأزوراً غير مأجور يبدل ما سمع من الخطابة والتدريس بما شاءت له نفسه الخبيثة وأوحى به إليه إبليس فهو لا يسمع إلا غلطا ولا يرى إلا خطأ، سيئ الظن لا يحسن الظن بكلام الناس ولا يحمله على أحسن المحامل.
وأما حكم النميمة، فهي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب.
قال الحافظ المنذري: (أجمعت الأمة على تحريم النميمة وأنها من أعظم الذنوب عند الله عز وجل)، وقد حرمت النميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين وأما أدلة التحريم فقوله تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم ، وأما الأدلة من السنة فقد ذكرناها قبل قليل.
وأما دوافع النميمة:
إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها:
أولا: جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة.
ثانيا: التشفي والتنفيس عما في النفس من غل وحسد.
ثالثا: مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه.
رابعا: أراد التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان.
ومن صفات النمام: قال تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم .
فالصفة الأولى: أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس.
الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه.
الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.
الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه.
الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.
السادس: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً.
السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم.
الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة.
التاسعة: أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد.
من نمّ في الناس لم تؤمن عقاربه
على الصديق ولم تؤمن أفاعيه
كالسيل بالليل لا يدري به أحد
والويل للودّ منه كيف ينعيه
ومن أراد أن يعالج لسانه من النميمة فعليه أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا:
أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه.
ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت.
ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه.
رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم.
خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة.
سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته.
سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر.
ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة.
تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة .
ولو أنا إذا متنا تركنا
لكان الموت غاية كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا
ونُسئل بعده عن كل شي
أيها المسلمون: لقد حرم الله جل وعلا النميمة وإن كان ما ينقله النمام من الكلام حقا لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين، ورخًص في الكذب مع كونه كذبا في الإصلاح بين المتخاصمين وتأليف القلوب بين المسلمين وما ذاك إلا لمحبة الإسلام في رأب الصدع وإزالة الشحناء وتأليف القلوب في المجتمع المسلم ولهذا ورد عن النبي أنه قال: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)) رواه مسلم.
ونختم بهذه القصة أن رجلا باع غلاما عنده فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلا أنه نمام، فاستخفّه المشتري فاشتراه على ذلك العيب فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك اتخذت صاحبا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين لك ذلك. قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.
أرأيتم ما تصنع النميمة كيف أودت بحياة رجل وزوجته وأوقعت المقتلة بين أقاربهما هذا صنيع ذي الوجهين دائما.
يسعى عليك كما يسعى إليك فلا
تأمن غوائل ذي وجهين كيّاد
شكـــــــرا جزيلا لك اخي هديدو …لا اعتقد انه يجب ان ان اضيف شيئا
لان الموضوع شامل ومتكامل شكرا لك
جزاااااااااااك الله خيرا اخي على الموضوع القيم
بااااااارك الله فيك
موضوع غاية في الروعة شكراااااااا لك هديدو
جزاك الله خيرا اخي
جعلها الله في ميزان حسناتك مشكور
النميمة والاكتئاب
النميمة والاكتئاب
في آية عظيمة اجتمعت أوامر جاءت لوقاية الشباب من مرض الاكتئاب والإحباط وغيره من الاضطرابات النفسية، لنقرأ ما كشفه العلماء حديثاً….
إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نتجنب الظن السيء والنميمة والغيبة والتجسس وغير ذلك من العادات القبيحة، يقول تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 12]، إنها آية عظيمة شبه الله فيها من يتكلم على غيره بكلام يكرهه فكأنما أكل لحمه وهو ميت!
والهدف من هذا التشبيه أن ينفِّرنا من هذه العادة السيئة، لأن الله تعالى يريد لنا الحياة السعيدة. ولكن ما كشفت عنه الأبحاث مؤخراً تؤكد صدق ما جاء في القرآن الكريم. فقد ثبُت علمياً أن الإكثار من الظن بالآخرين وبخاصة المقريبن مثل ظن الزوج بالزوجة أو العكس، إنما يؤدي إلى الكثير من الوساوس التي تصبح مزمنة يصعب التخلص منها.
كما كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون في جامعة فلوريدا الأمريكية أن نشر الإشاعات، والنميمة الاجتماعية، قد لا يؤذيان طلاب المدارس المراهقين جسدياً إلا أنهما يؤديان إلى نتائج ضارة على صحتهم النفسية، و قد تمتد معهم لفترة طويلة من حياتهم من المحتمل أن تصل إلى مرحلة الشباب.
وأثبتت دراسات أخرى أن كثرة الكلام والثرثرة وحب التجسس ومراقبة الآخرين، يؤدي مع الزمن إلى ضعف الذاكرة ويؤثر على نظام عمل القلب، حتى إن الدماغ يتأثر بما يسميه العلماء "عقدة التجسس" والتي يعاني منها كثيرون اليوم.
وأثبتت الدراسة أن هناك صلة بين ما يصفه الباحثون بظاهرة "الوقوع ضحية العلاقات الاجتماعية" أثناء مرحلة المراهقة، وبين حدوث الكآبة والقلق في المرحلة الأولى من الشباب. ويلجأ بعض الأشخاص إلى تشويه المكانة الاجتماعية للفرد وعلاقاته الاجتماعية، وذلك بحجزه، أو منعه من الاندماج في النشاطات الاجتماعية، ونشر الإشاعات عنه هذا ما يتسبب في تزايد حالات الكآبة والقلق لدى بعض الشباب.
إن مرض الوسواس القهري انتشر كثيراً في هذا العصر بسبب التطورات التكنولوجية الرهيبة والمتسارعة، حيث نجد أن بعض الناس لا يستوعبون هذا التطور التقني فيصابون بنوع من أنواع الوسوسة، ونقول كمسلمين إن مصدر هذه الوساوس هو الشيطان الذي تهمله الأبحاث العلمية.
فالعلماء اليوم يتحدثون عن كل شيء باستثناء الشيطان! هذا المخلوق الذي هو ضعيف جداً ولكن تأثيره قوي على من غفل عن كتاب الله تعالى. والقرآن علمنا كيف نتقي شر هذا الشيطان ووسوسته بكلمات قليلة ولكنها كالقنبلة على الشيطان.
يقول تعالى يأمر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من وساوس الشيطان: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97-98]. فهل تردِّد هذه الآيات كل يوم عزيزي القارئ؟ وهل تدرك أهمية هذا السلاح في مواجهة أمراض العصر؟
إن المؤمن هو الأكثر سعادة في هذه الحياة، على عكس ما يروج الملحدون له، لأن التعاليم القرآنية جميعها تهدف إلى إسعاد المؤمن الذي رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، فهذه هي السعادة الحقيقية.
من هنا ندرك أهمية التعاليم القرآنية في الوقاية من الاكتئاب والإحباط وغيرها من الاضطرابات النفسية، ونقول لكل من لا تعجبه تعاليم هذا القرآن أو يعتبر أن القرآن لا يتماشى مع روح العصر والتطور: أليس ما يكشفه علماء النفس اليوم هو نفس ما جاء به القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟!
شكرررررررررررررررررررررا
بارك الله فيك أختي
شكرا على مروركم وردودكم العطرة