شاب خليجي دخل الكنيسة جعل القسيس اسلم ومن بالكنيسة
كان هناك شاب خليجي يكمل دراسته بأمريكا وهذا الشابممن أنعم اللهعليهمبتعاليم دينه بل وتفقه فيها وكان بجانب دراسته يعمل داعية للإسلام
وبينما هو في أمريكاتعرف على أحد المسيحيين وتوطدت علاقته به يرتجي أخينا أنيهدي لله تعالى هذا المسيحي إلىالإسلاموذات يوم كانأخينا في الله الخليجيومعه المسيحي يتجولون في أحد أحياء أمريكا فمروا على كنيسة في نفس الحيفطلبالمسيحي من أخينا أنيدخل الكنيسة لكنه رفض وبعد إلحاح من المسيحي لم يجد إلاالقبول فدخل معه وجلس على أحد الطاولات وبقي ساكناًكما هي عاداتهموبعددخولالقسيس وقفوا جميعاًلتحيته وجلسوا وما كان من القسيس إلا أن أبرق نظرة إلىالموجودين ورفع بصره عنهم وقال يوجد بيننا مسلمفأريده أن يخرج ولم يتحرك أخيناالخليجيوكررنداءه القسيس وكذلك لم يتحرك وأخيراً قال القسيس أريده أنيخرجوعليه الأمان بأن لايعترضه أحدوعندها خرجالخليجي وعند الباب سأل القسيس كيفعرفت بأني مسلم ؟ فرد القسيس ( سيماهم على وجوههم ) ، فأدار الأخ الفاضلوجههللخروج ولكن القسيسأراد أن يستفيد من وجود المسلم وذلك بطرح أسأله عليهبقصدإحراجه وتقويةمركزةفوافق أخينا المسلمعلى هذه المناظرة فقال له القسيسسأسألك اثنان وعشرين سؤالاً ويجب عليك الإجابة عليهاكاملةفابتسم أخوناالمسلموقال هات ما عندكقال القسيس:
ما هو الواحد الذي لا ثانيله ؟وما هما الاثنان اللذانلاثالث لهما؟ومن هم الثلاثة الذين لارابع لهم ؟ومن هم الأربعةالذين لاخامس لهم؟ومن هم الخمسة الذين لاسادس لهم ؟ومن هم الستةالذين لا سابعلهم؟ومن هم السبعة الذين لاثامن لهم ؟ومن هم الثمانيةالذين لا تاسعلهم؟ومن هم التسعة الذين لاعاشر لهم ؟وما هي العشرةالتي تقبل الزيادة؟وما هي الأحدعشر اللاتي لا ثاني عشر لهم ؟وما هي الإثنا عشر اللاتي لاثالث عشر لهم ؟ومن هم الثلاثة عشر الذين لا رابع عشر لهم ؟وما هو الشيءالذي يتنفس ولا روح فيه ؟وما هو القبر الذي سار بصاحبه؟ومن همالذينكذبوا ودخلوا الجنة؟وما هو الشيء الذي خلقةالله وأنكره ؟وما هيالأشياءالتي خلقها اللهبدون أب وأم ؟ومن هوالمخلوق من نار! ومن هلك بالنار ومن حفظمن النار ؟ومنالذي خلق من الحجر وهلك بالحجر وحفظ بالحجر ؟وما هو الشيءالذي خلقة الله استعظمه؟وما هي الشجرة التي لها اثنا عشر غصناً وفي كلغصنثلاثين ورقة وفي كل ورقةخمس ثمرات ثلاث منها بالظل واثنان منها بالشمس؟
فابتسم الشاب ابتسامةالواثق بالله تعالى وسمى بالله وقال:
الواحد الذي لا ثاني لههو الله سبحانهوتعالى .
والاثنان اللذان لاثالث لهما الليل والنهار ( وجعلنا الليل والنهارآيتين ) .
والثلاثة الذين لا رابع لهم أعذار موسى مع الخضر فيإعطاب السفينةوقتلالغلام وإقامة الجدار .
والأربعة الذين لاخامس لهم التوراة والإنجيلوالزبور والقرآن الكريم .
والخمسة الذين لا سادس لهم الصلوات المفروضة .
والستة التي لا سابع لهم فهي الأيام التي خلق اللهتعالى بها الكون .
والسبعة التي لاثامن لهم هي السبع سموات ( الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترىمنخلق الرحمن منتفاوت ) .
والثمانية التي لاتاسع لهم هم حملة عرش الرحمن ( ويحملعرش ربك يومئذٍ ثمانية ) .
والتسعة التيلا عاشر لها وهي معجزات سيدناموسى عليه السلام ( العصى ، اليد ، الطوفان , السنون , الضفادع ، الدم . القمل ،الجراد , القمل ) .
وأما العشرة التيتقبل الزيادة هي الحسنات( من جاء بالحسنةفله عشرة أمثالها والله يضاعف الأجر لمنيشاء ) .
والأحد عشر الذينلا ثاني عشرلهم هم أخوةيوسف عليه السلام .
والاثنا عشر الذيلا ثالث عشر لهم هي معجزةموسى عليه السلام ( وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجرفانفجرت منه اثناعشرعيناً ) .
الثلاثة عشرة الذينلا رابع عشر لهم هم اخوة يوسف عليه السلاموأمه وأبيه وأما الذي يتنفس ولا روح فيه هو الصبح ( والصبح إذا تنفس ) .
وأماالقبرالذي سار بصاحبة هو الحوت الذي التقم سيدنا يونس عليهالسلام .
وأماالذينكذبواودخلوا الجنة هم اخوة يوسف عليه السلام عندما قالوا لأبيهم ذهبنالنستبقوتركنا يوسف عندمتاعنا فأكله الذئب ، وعندما انكشف كذبهم قال أخوهم لا تثريبعليكموقال أبوهم يعقوبسأستغفر لكم ربكم إنه كان غفارا و أما الشيئ الذي خلقهاللهوأنكره هو صوتالحمير ( إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) .
وأما الأشياءالتيخلقها الله وليس لها أب أو أم هم آدم عليه السلام ،الملائكة ، ناقة صالح ، وكبشإبراهيم عليهم السلام .
وأمامن خلق من نار فهو إبليس ومن هلك بالنار فهو أبوجهل وجماعته وأما من حفظ من النار فهو إبراهيم عليهالسلام ( يا نار كوني برداًوسلاماً على إبراهيم ) .
وأما من خلق من حجر فهي ناقة صالح وأما من هلكبالحجرفهم أصحاب الفيلوأما من حفظ بالحجر فهم أصحاب الكهف .
وأماالشيء الذي خلقهاللهواستعظمه هو ! كيد النس اء ( إن كيدكن عظيم ) .
وأما الشجرة التي بهااثناعشر غصنا وفي كلغصن ثلاثين ورقة وفي كل ورقة خمس ثمرات ثلاث منها بالظلواثنانمنها بالشمس ،فالشجرة هي السنةوالأغصان هي الأشهر والأوراق هي أيام الشهروالثمراتالخمس هيالصلوات ثلاث منهن ليلاً واثنتان منهن في النهار .
وهناتعجبالقسيس ومن كانوا في الكنيسة من نباهة أخونا المسلم وودعه وهم أخينابالذهابولكنه عاد وطلب أنيسأل القسيس سؤالاً واحداً فقط فوافق القسيسفقال الشابالمسلم :
ما هو مفتاحالجنة؟
وعندها ارتبك القسيسوتلعثم وتغيرت تعابير وجهة ولم يفلح فيإخفاء رعبه ، وطلبوا منه الحاضرين بالكنيسة أن يردعليه ولكنه رفض فقالوا له لقدسألته اثنان وعشرين سؤالاً وأجابك عليها وسألك سؤالاً واحداً ولا تعرفالإجابة فقالإني أعرفالإجابة ولكني أخاف منكم فقالوا له نعطيك الأمان فأجاب عليه ، فقالالقسيسالإجابةهي :
..أشهد أن لاإله إلا الله ..وأن محمد رسول الله .
وهنا أسلم القسيس وكل منكان بالكنيسة ، فقد منّ الله تعالىعليهم وحفظهم بالإسلام على يد هذا الشاب التقيالمسلم
كتب الدكتور / عبدالعزيز أحمد سرحان * : جريدة عكاظ : قد تكون هذه القصة غريبة على من لم يلتقي بصاحبها شخصيًّا ويسمع ماقاله بأذنييه ويراه بأم عينيه فهي قصة خيالية النسج ، واقعية الأحداث ، تجسدت أمام ناظري بكلمات صاحبها وهو يقبع أمامي قاصًّا عليّ ماحدث له شخصيا ولمعرفة المزيد بل ولمعرفة كل الأحداث المشوقة . دعوني اصطحبكم لنتجه سويا إلى جوهانسبرغ مدينة مناجم الذهب
الغنية بدولة جنوب أفريقيا حيث كنت أعمل مديرًا لمكتب رابطة العالم الإسلامي هناك.
كان ذلك في عام 1996 وبينما كنت أنتظر شخصًا قد حددت له موعدا لمقابلته كانت زوجتي في المنزل تعد طعام الغداء ، حيث سيحل ذلك الشخص ضيفا كريما عليّ بالمنزل .
كان الموعد مع شخصية لها صلة قرابة بالرئيس الجنوب أفريقي السابق الرئيس نلسون مانديلا ، شخصية كانت تهتم بالنصرانية وتروج وتدعو لها .. إنها شخصية القسيس ( سيلي ) . لقد تم اللقاء مع سيلي بواسطة سكرتير مكتب الرابطة عبدالخالق متير حيث أخبرني أن قسيسا يريد الحضور إلى مقر الرابطة لأمر هام.وفي الموعد المحدد حضر سيلي بصحبته شخص يدعى سليمان كان ملاكما وأصبح عضوا في رابطة الملاكمة بعد أن من الله عليه بالإسلام بعد جولة قام بها الملاكم المسلم محمد علي كلاي. وقابلت الجميع بمكتبي وسعدت للقائهم أيما سعادة. كان سيلي قصير القامة ، شديد سواد البشرة ، دائم الابتسام . جلس أمامي وبدأ يتحدث معي بكل لطف . فقلت له : أخي سيلي ، هل من الممكن أن نستمع لقصة اعتناقك للإسلام ؟ ابتسم سيلي وقال : نعم بكل تأكيد . وأنصتوا إليه أيها الإخوة الكرام وركزوا لما قاله لي ، ثم احكموا بأنفسكم .
قال سيلي : كنت قسيسا نشطًا للغاية ، أخدم الكنيسة بكل جد واجتهاد ولا أكتفي بذلك بل كنت من كبار المنصرين في جنوب أفريقيا ، ولنشاطي الكبير اختارني الفاتيكان لكي أقوم بالنتصير بدعم منه فأخذت الأموال تصلني من الفاتيكان لهذا الغرض ، وكنت أستخدم كل الوسائل لكي أصل إلى هدفي. فكنت أقوم بزيارات متوالية ومتعددة ، للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات ، وكنت أدفع من تلك الأموال للناس في صور مساعدات أو هبات أو صدقات وهدايا ، لكي أصل إلى مبتغاي وأدخل الناس في دين النصرانية .. . وفي يوم من الأيام ذهبت لأشتري بعض الهدايا من المركز التجاري ببلدتي وهناك كانت المفاجأة !!
ففي السوق قابلت رجلاً يلبس كوفية وكان تاجرًا يبيع الهدايا ، وكنت ألبس ملابس القسيسن الطويلة ذات الياقة البيضاء التي نتميز بها على غيرنا ، وبدأت في التفاوض مع الرجل على قيمة الهدايا . وعرفت أن الرجل مسلم ـ ونحن نطلق على دين الإسلام في جنوب أفريقيا : دين الهنود ، ولانقول دين الإسلام ـ وبعد أن اشتريت ماأريد من هدايا بل قل من فخاخ نوقع بها السذح من الناس ، لنخدعهم بالدين المسيحي وننصرهم ..
– فإذا بالتاجر المسلم يسألني : أنت قسيس .. أليس كذلك ؟
فقلت له : – نعم
فسألني من هو إلهك ؟
فقلت له : – المسيح هو الإله
فقال لي : – إنني أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في ( الإنجيل ) تقول على لسان المسيح ـ عليه السلام ـ شخصيا أنه قال : ( أنا الله ، أو أنا ابن الله ) فاعبدوني .
فإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسي كالصاعقة ، ولم أستطع أن أجيبه وحاولت أن أعود بذاكرتي الجيدة وأغوص بها في كتب الأناجيل وكتب النصرانية لأجد جوابًا شافيًا للرجل فلم أجد !! فلم تكن هناك آية واحدة تتحدث على لسان المسيح وتقول بأنَّه هو الله أو أنه ابن الله. وأسقط في يدي وأحرجني الرجل ، وأصابني الغم وضاق صدري. كيف غاب عني مثل هذه التساؤلات ؟ وتركت الرجل وهمت على وجهي ، فما علمت بنفسي إلا وأنا أسير طويلا بدون اتجاه معين .. ثم صممت على البحث عن مثل هذه الآيات مهما كلفني الأمر ، ولكنني عجزت وهزمت.! فذهبت للمجلس الكنسي وطلبت أن أجتمع بأعضائه ، فوافقوا . وفي الاجتماع أخبرتهم بما سمعت فإذا بالجميع يهاجمونني ويقولون لي : خدعك الهندي .. إنه يريد أن يضلك بدين الهنود. فقلت لهم : إذًا أجيبوني !!.. وردوا على تساؤله. فلم يجب أحد.!
وجاء يوم الأحد الذي ألقي فيه خطبتي ودرسي في الكنيسة ، ووقفت أمام الناس لأتحدث ، فلم أستطع وتعجب الناس لوقوفي أمامهم دون أن أتكلم. فانسحبت لداخل الكنيسة وطلبت من صديق لي أن يحل محلي ، وأخبرته بأنني منهك .. وفي الحقيقة كنت منهارًا ، ومحطمًا نفسيًّا .
وذهبت لمنزلي وأنا في حالة ذهول وهم كبير ، ثم توجهت لمكان صغير في منزلي وجلست أنتحب فيه ، ثم رفعت بصري إلى السماء ، وأخذت أدعو ، . ثم غفوت ونمت. وأثناء نومي ، إذا بي أرى في المنام في قاعة كبيرة جدا ، ليس فيها أحد غيري .. وفي صدر القاعة ظهر رجل ، لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله ، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق .. ولكني أيقنت بأنه رجل منير .. فأخذ الرجل يشير إلي وينادي : يا إبراهيم ! فنظرت حولي ، فنظرت لأشاهد من هو إبراهيم ؟ فلم أجد أحدًا معي في القاعة .. فقال لي الرجل : أنت إبراهيم .. اسمك إبراهيم .. ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة .. قلت : نعم .. قال : انظر إلى يمينك .. فنظرت إلى يميني ، فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على أكتافها أمتعتها ، وتلبس ثيابا بيضاء ، وعمائم بيضاء . وتابع الرجل قوله : اتبع هؤلاء . لتعرف الحقيقة !!
واستيقظت من النوم ، وشعرت بسعادة كبيرة تنتابني ، ولكني كنت لست مرتاحا عندما أخذت أتساءل .. أين سأجد هذه الجماعة التي رأيت في منامي ؟ وصممت على مواصلة المشوار ، مشوار البحث عن الحقيقة ، كما وصفها لي من جاء ليدلني عليها في منامي. وأيقنت أن هذا كله بتدبير من الله سبحانه وتعالى .. فأخذت أجازة من عملي ، ثم بدأت رحلة بحث طويلة ، أجبرتني على الطواف في عدة مدن أبحث وأسأل عن رجال يلبسون ثيابا بيضاء ، ويتعممون عمائم بيضاء أيضًا .. وطال بحثي وتجوالي ، وكل من كنت أشاهدهم مسلمين يلبسون البنطال ويضعون على رؤوسهم الكوفيات فقط. ووصل بي تجوالي إلى مدينة جوهانسبرغ ، حتى أنني أتيت إلى مكتب استقبال لجنة مسلمي أفريقيا ، في هذا المبنى ، وسألت موظف الاستقبال عن هذه الجماعة ، فظن أنني شحاذًا ، ومد يده ببعض النقود فقلت له : ليس هذا أسألك. أليس لكم مكان للعبادة قريب من هنا ؟ فدلني على مسجد قريب .. فتوجهت نحوه .. فإذا بمفاجأة كانت في انتظاري فقد كان على باب المسجد رجل يلبس ثيابا بيضاء ويضع على رأسه عمامة. ففرحت ، فهو من نفس النوعية التي رأيتها في منامي .. فتوجهت إليه رأسًا وأنا سعيد بما أرى ! فإذا بالرجل يبادرني قائلاً ، وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة : مرحبًا إبراهيم !!! فتعجبت وصعقت بما سمعت !! فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرفه بنفسي. فتابع الرجل قائلاً : – لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا ، وتريد أن تعرف الحقيقة. والحقيقة هي في الدين الذي ارتضاه الله لعباده الإسلام.
فقلت له : – نعم ، أنا أبحث عن الحقيقة ولقد أرشدني الرجل المنير الذي رأيته في منامي لأن أتبع جماعة تلبس مثل ماتلبس .. فهل يمكنك أن تقول لي ، من ذلك الذي رأيت في منامي؟ فقال الرجل : – ذاك نبينا محمد نبي الإسلام الدين الحق ، رسول الله صلى الله عليه وسلم !! ولم أصدق ماحدث لي ، ولكنني انطلقت نحو الرجل أعانقه ، وأقول له : – أحقًّا كان ذلك رسولكم ونبيكم ، أتاني ليدلني على دين الحق ؟ قال الرجل : – أجل. ثم أخذ الرجل يرحب بي ، ويهنئني بأن هداني الله لمعرفة الحقيقة .. ثم جاء وقت صلاة الظهر. فأجلسني الرجل في آخر المسجد ، وذهب ليصلي مع بقية الناس ، وشاهدت المسلمين ـ وكثير منهم كان يلبس مثل الرجل ـ شاهدتهم وهم يركعون ويسجدون لله ، فقلت في نفسي : ( والله إنه الدين الحق ، فقد قرأت في الكتب أن الأنبياء والرسل كانوا يضعون جباههم على الأرض سجّدا لله ) . وبعد الصلاة ارتاحت نفسي واطمأنت لما رأيت وسمعت ، وقلت في نفسي : ( والله لقد دلني الله سبحانه وتعالى على الدين الحق ) وناداني الرجل المسلم لأعلن إسلامي ، ونطقت بالشهادتين ، وأخذت أبكي بكاءً عظيمًا فرحًا بما منَّ الله عليَّ من هداية .
ثم بقيت معهم أتعلم الإسلام ، ثم خرجت معهم في رحلة دعوية استمرت طويلا ، فقد كانوا يجوبون البلاد طولاً وعرضًا ، يدعون الناس للإسلام ، وفرحت بصحبتي لهم ،
وبعد عدة شهور عدت لمدينتي ، فإذا بأهلي وأصدقائي يبحثون عني ، وعندما شاهدوني أعود إليهم باللباس الإسلامي ، أنكروا عليَّ ذلك ، وطلب مني المجلس الكنسي أن أعقد معهم لقاء عاجلا. وفي ذلك اللقاء أخذوا يؤنبونني لتركي دين آبائي وعشيرتي، وقالوا لي : – لقد خدعك الهنود بدينهم وأضلوك !! فقلت لهم : – لم يخدعني ولم يضلني أحد .. فقد جاءني رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في منامي ليدلني على الحقيقة ، وعلى الدين الحق. إنَّه الإسلام .. وليس دين الهنود كما تدعونه .. وإنني أدعوكم للحق وللإسلام. فبهتوا !! ثم جاءوني من باب آخر ، مستخدمين أساليب الإغراء بالمال والسلطة والمنصب ، فقالوا لي : – إن الفاتيكان طلب لتقيم عندهم ستة أشهر ، في انتداب مدفوع القيمة مقدمًا ، مع شراء منزل جديد وسيارة جديدة لك ، ومبلغ من المال لتحسين معيشتك ، وترقيتك لمنصب أعلى في الكنيسة ! فرفضت كل ذلك ، وقلت لهم : – أبعد أن هداني الله تريدون أن تضلوني .. والله لن أفعل ذلك ، ولو قطعت إربًا !! ثم قمت بنصحهم ودعوتهم مرة ثانية للإسلام ، فأسلم اثنان من القسس ، والحمد لله… فلما رأوا إصراري ، سحبوا كل رتبي ومناصبي ، ففرحت بذلك ، بل كنت أريد أن أبتدرهم بذلك ، ثم قمت وأرجعت لهم مالدي من أموال وعهدة ، وتركتهم.. انتهى )))
هذه قصة إسلام إبراهيم سيلي ، والذي قصها عليَّ بمكتبي بحضور عبدالخالق ميتر سكرتير مكتب الرابطة بجنوب أفريقيا ، وكذلك بحضور شخصين آخرين .. وأصبح القس سيلي الداعية إبراهيم سيلي .. المنحدر من قبائل الكوزا بجنوب أفريقيا. ودعوت القس إبراهيم. آسف !! الداعية إبراهيم سيلي لتناول طعام الغداء بمنزلي وقمت بماألزمني به ديني فأكرمته غاية الإكرام ، ثمّ َودعني إبراهيم سيلي ، فقد غادرت بعد تلك المقابلة إلى مكة المكرمة ، في رحلة عمل ، حيث كنا على وشك الإعداد لدورة العلوم الشرعية الأولى بمدينة كيب تاون .
ثم عدت لجنوب أفريقيا لأتجه إلى مدينة كيب تاون. وبينما كنت في المكتب المعد لنا في معهد الأرقم ، إذا بالداعية إبراهيم سيلي يدخل عليَّ ، فعرفته ، وسلمت عليه .. وسألته : – ماذا تفعل هنا يا إبراهيم !؟ قال لي : – إنني أجوب مناطق جنوب أفريقيا ، أدعو إلى الله ، وأنقذ أبناء جلدتي من النار وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإدخالهم في الإسلام. وبعد أن قص علينا إبراهيم كيف أصبح همه الدعوة إلى الله ترَكَنا مغادرا نحو آفاق رحبة .. إلى ميادين الدعوة والتضحية في سبيل الله .. ولقد شاهدته وقد تغير وجهه ، واخلولقت ملابسه ، تعجبت منه فهو حتى لم يطلب مساعدة ! ولم يمد يده يريد دعما!…
————–
* عميد كلية المعلمين بمكة المكرمة .. مع بعض التصرف…( جريدة عكاظ ، السنة الحادية والأربعين ، العدد 12200 ، الجمعة 15 شوال 1420هـ ، الموافق 21 يناير 2000 م )