التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

ألتمس ليلة القدر قبل ان ينسلخ العمر

ألتمس ليلة القدر قبل ان ينسلخ العمر


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم أجعل صيامنا وقيامنا مشفوعان بليلة القدر
وأجعل لنا فيه رحمة ومغفرة وعثق من النار

أحبتي في الله من هذه البوابة بوابة الونشريس لما قصرت أعمار هذه الأمة عن أعمار الأمم السابقة، حيث أصبحت أعمارهم تراوح بين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز ذلك كما أخبر الصادق المصدوق،
عوضهم ربهم بأمور أخر كثيرة منها منحهم هذه الليلة، وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، أي أن قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر من غيرها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وفضل عبادتها يساويى 83 سنة وعدة ايام عبادة أضف لهم العمر الذي انت فيه .

المراد بالقدر
سميت ليلة القدر بذلك لعدة معان، هي:

1. لشرفها وعظيم قدرها عند الله.

2. وقيل لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، لقوله تعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم".

3. وقيل لأنه ينزل فيها ملائكة ذوات قدر.

4. وقيل لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر.

5. وقيل لأن للطاعات فيها قدراً عظيماً.

6. وقيل لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر.

والراجح أنها سميت بذلك لجميع هذه المعاني مجتمعة وغيرها، والله أعلم.

ما ورد في فضلها

يدل على فضل هذه الليلة العظيمة وعظيم قدرها وجليل مكانتها عند الله ورسوله ما يأتي:
من القرآن

1. نزول سورة كاملة فيها، وهي سورة القدر، وبيان أن الأعمال فيها خير من الأعمال في ألف شهر ما سواها.

2. قوله تعالى:" فيها يفرق كل أمر حكيم. أمراً من عندنا إنا كنا منزلين"، حيث يقدر فيها كل ما هو كائن في السنة، وهو تقدير ثان، إذ أن الله قدر كل شيء قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سنة.
السنة القولية والعملية

"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف ويجتهد في الليالي المرجوة فيها ما لا يجتهد في غيرها من ليالي رمضان ولا غيره، حيث كان صلى الله عليه وسلم كما صح عن عائشة رضي الله عنها: "إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".

في أي الليالي تلتمس ليلة القدر؟

تلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الوتر منها، سيما ليلتي إحدى وعشرين وسبع وعشرين، وأرجحها ليلة سبع وعشرين.

فعن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر".2

وعند مسلم: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي".

وعن عائشة رضي الله عنها كذلك: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"3.

ذهب علي، وابن مسعود، وابن عباس، وعائشة من الصحابة، والشافعي وأهل المدينة ومكة من الأئمة إلى أن أرجى لياليها ليلتا إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وقد رجح ذلك ابن القيم رحمه الله.

وذهب أبي بن كعب رضي الله عنه إلى أنها ليلة سبع وعشرين، وكان يحلف على ذلك، ويقول: "بالآية أوالعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها".4

وفي مسند أحمد عن ابن عباس أن رجلاً قال: "يا رسول الله، إني شيخ كبير عليل يشق عليَّ القيام، فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر؛ قال: عليك بالسابعة"5.

وعن ابن عمر يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين"، أوقال: "تحروها ليلة سبع وعشرين".

ومن الناس من قال: إن وقع في ليلة من أوتار العشر جمعة فهي أرجى من غيرها، ولا دليل عليه، والله أعلم.

العمل فيها
أحب الأعمال لمن وفق وحظي بليلة القدر ما يأتي:

1. أداء الصلوات المكتوبة للرجال مع جماعة المسلمين، سيما الصبح والعشاء.

2. القيام، أي الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".7

3. الدعاء.

4. قراءة القرآن.

5. اجتناب المحرمات، دقيقها وجليلها.

ويمكن للمرء أن يجمع بين هذه كلها في الصلاة إذا أطال القيام، وسأل الله الرحمن واستعاذ به من النيران كلما مر بآية رحمة أوعذاب.

قال سفيان الثوري رحمه الله: (الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة، قال: وإذا كان يقرأ وهو يدعو ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة لعله يوافق).

قال ابن رجب: (ومراده ـ أي سفيان ـ أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها، والله أعلم؛ وقد قال الشعبي في ليلة القدر: ليلها كنهارها؛ وقال الشافعي في القديم: أستحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها).8

أفضل ما يقال فيها من الدعاء

أفضل ما يقال فيها من الدعاء: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني؛ يردده ويكثر منه داخل الصلاة وبين تسليمات القيام وفي سائر ليلها ونهارها.

فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "أرأيتَ إن وفقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".9

وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك".10

وبما يسره الله له من الدعاء والذكر.

علاماتها

هناك بعض العلامات التي يستدل بها البعض على ليلة القدر، ويعوزها كلها الدليل القاطع، وإنما هي اجتهادات وتخمينات لا يعتمد عليها، من تلك العلامات:

1. طلوع الشمس في صبيحتها من غير شعاع، كما استدل على ذلك أبي بن كعب رضي الله عنه.

2. وكان عبدة بن لبابة يقول: هي ليلة سبع وعشرين؛ ويستدل على ذلك بأنه قد جرب ذلك بأشياء وبالنجوم، والشرع لا يثبت بالتجارب.

وروي عنه كذلك أنه ذاق ماء البحر ليلة سبع وعشرين فإذا هو عذب.

3. أن ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة.

4. أن الكلاب لا تنبح فيها وكذلك الحمير لا تنهق فيها.

5. أن يرى نور.

6. الملائكة تطوف بالبيت العتيق فوق رؤوس الناس.

7. استجاب الله دعاء البعض في ليلة سبع وعشرين، وإجابة الدعاء ليست دائماً علامة صلاح، فالله كريم يجيب دعوة المضطر ولو كان فاسقاً أوفاجراً، وربما تكون إجابة الدعاء في بعض الأحيان من باب الاستدراج.

وأخيراً احذر أخي الصائم أن ينسلخ رمضان ولم تكن من المغفور لهم، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين!"، قيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت "آمين، آمين، آمين"، قال: "إن جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين؛ فقلت: آمين؛ ومن أدرك أبويه أوأحدهما فلم يبرهما، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين؛ فقلت: آمين؛ ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين؛ فقلت: آمين".11

واعلم أن الأعمال بخواتيمها، فإذا فاتك الاجتهاد في أول الشهر فلا تغلب على آخره، ففيه العوض عن أوله.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير عباد الله أجمعين، وعلى آله وصحبه وأزواجه الطاهرين الطيبين، وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوه وفضله وكرمه، آمين.




رد: ألتمس ليلة القدر قبل ان ينسلخ العمر

بارك الله فيك اخى على الدرس القيم والوافى وجعله لك فى ميزان الحسنات
فعمر الانسان ينقضي مسرعا أمامَ مرأى العينْ ونحن مع التسويف والتأجيل
ولا نعلَمْ متى الرّحيلُ عن هذهِ الدّنيا والمنية وراءنا بالمرصاد
فمنْ يدري لعلّهُ آخرُ رمضانٍ للعبد ، لذلك فالاحرى به ان يسارع بالتّوبة والتّغيير و يجعل منهُ خيرَ الشّهورِ وأفضلها..ومن هذهِ اللّحظة أجعل لحياتك منحىً جديداً ..
لا تقلْ سأفعل ، بل قل : إنّي أفعل
وسأجعل من رمضاني هذا فرصةً جديدة للتغيير!!!




رد: ألتمس ليلة القدر قبل ان ينسلخ العمر

بسم الله الرحمن الرحيـــم
الســـلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتـــه

الله يعطيك العافية اخي صيام على الموضوع
اللهم بلغنا ليلة القدر والعمل فيها
تخيتي وتقديري للجميـــع




رد: ألتمس ليلة القدر قبل ان ينسلخ العمر

بارك الله فيك على الموضوع المفيد والمميز جزاك الله الفردوس الاعلى




التصنيفات
الطب البديل والتداوي بالأعشاب

تحميل كتاب "فن الصحة وطول العمر والتداوي بالألوان"

تحميل كتاب "فن الصحة وطول العمر والتداوي بالألوان"


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم في هذا الموضوع تحميل كتاب:

فن الصحة وطول العمر والتداوي بالألوان

التحميل من الملفات المرفقة

منقول للفائدة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
فن الصحة وطول العمر والتداوي بالألوان.pdf‏  2.53 ميجابايت المشاهدات 64


رد: تحميل كتاب "فن الصحة وطول العمر والتداوي بالألوان"

شكرا جزيلا أختي ام كلثوم كتاب رائع شكرا على مجهوداتك


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
فن الصحة وطول العمر والتداوي بالألوان.pdf‏  2.53 ميجابايت المشاهدات 64


التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

أمنية العمر !!!

أمنية العمر !!!


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا فرسان الإسلام إنها أمنية عمريه؟!!

في مجلس من مجالس الساعة الإيمانية جلس الفاروق عمر خليفة المسلمين رضي الله عنه – وهو يومئذ يحكم أقوى دولة على و جه الأرض – مع نفر من أصحابه الميامين يتسامر معهم تسامر الإيمان فقال لهم عمر : تمنوا.
فقال أحدهم: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم فأنفقها في سبيل الله ، فقال : تمنوا ، فقال أخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبا فأنفقه في سبيل الله، قال: تمنوا، قال أخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت جوهراُ أو نحوه فأنفقه في سبيل الله، فقال عمر: تمنوا ، فقالوا: ما تمنينا بعد هذا.
قال عمررضي الله عنه: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل ، وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله.( 1).

لله دره من محدث ملهم! ارتشف من معين مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاده الله فقها وبصيرة ، لقد علم الفاروق قيمة الرجال ، وأيقن أن رجلا وحدا يستطيع أن يبني أمة لو صحت رجولته، وأن ذهب الدنيا كله لا يستطيع أن يؤثر في واقع الأرض كتأثير رجل حقيقي ، كما أن ينبغي أن يكون الرجال.

* قصة الإسلام:
ولِمَ لا يفقه عمر رضي الله عنه ذلك الفقه الدقيق؟! وقد كان واحداً من هؤلاء الرجال العظماء الذين كتبوا بدمائهم وبذلهم أخطر وأهم فصل من فصول قصة هذا الإسلام العظيم ، تلك القصة التي يرويها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدايتها ، فيقول فيما يرويه عن ربه: " وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب." (2)

وهكذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقدم نور الهداية إلى العالمين وينقذ البشرية جمعاء من مقت الله تعالى وغضبه، يوم أن نظر الله جل وعلا إلى الأرض فما وجد أزكى ولا أطهر من قلب حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فاصطفاه الذي يعلم أين يجعل رسالته ليكون رسوله إلى ذلك العالم الذي يغط في ظلام الجاهلية.

واختار معه ثلة من أفذاذ الرجال ليكونوا حملة للنور ومشاعل للهداية وجنداً في جيش الإسلام يحملون للعالم كله العدل والرحمة ويقيمون حضارة النور التي تصل الأرض بالسماء ، وتعيد من ضل من البشر إلى حظيرة الإيمان.

يصف لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيقول:" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ؛ فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد؛ فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون عن دينه." ( 3)

وفي غضون خمس وعشرين سنة ، وبعد أن استقرت حقيقة النور في قلب تلك الثلة من الرجال التي رباها سيد الرجال محمد صلى الله عليه وسلم على عينه الشريفة تكونت نواة أعظم دولة وجدت على وجه الأرض ، وانطلقت جيوش المسلمين تفتح البلاد وتعلي راية التوحيد ، وتعيد للإنسان كرامته بعد أن أضاعتها جاهلية الكفر وظلمة وظلامه.

فسقطت امبراطوية فارس وتبعتها إمبراطوية الروم، وبزغت شمس حضارة الإسلام لتشرق على العالم كله وتعطيه من دفئها ونورها وحنانها ، تماما كما وصف ربعي بن عامر رضي الله عنه ذلك المشهد لرستم قائد الفرس ، لما قال له : ما الذي جاء بكم؟ فقال ربعي: ( الله ابتعثنا والله جاء بنا؛ لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.( 4)

ونَعِمَ المسلمون بل العالم بأسره بالأمن والرخاء في ظل هيمنة شريعة الإسلام على العالمين ، بعد أن انتصر المسلمون في ميدان الحضارة والعلم ، كما انتصروا من قبل في ميدان الجهاد والاستشهاد ، فأسسوا للعالم كله نهضة علمية حضارية غير مسبوقة ، جعلتهم قادة العالم بلا منازع ، في وقت كان العالم كله لا يزال يعيش في جاهلية القرون الوسطى ، إلا من استنقذه الله بالعيش في ظلال دولة الإسلام الوارفة.

وهكذا تحققت رسالة أم الإسلام التي أوجبها ربنا تبارك وتعالى على هذه الأمة من قيادة للعالم بمنهج الهداية الربانية ، يوم أن قال عز وجل:" وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس يكون الرسول عليكم شهيداً". [ البقرة:143 ]

ثم دار الزمان دورته، وتحقق ما كان يخشاه فاروق الأمة ، يوم أن خرج إلى الشام ليستلم مفاتيح بيت المقدس ، بعد أن فتحتها كتائب رجال المسلمين ، فقال: ( إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به؛ أذلنا الله ). ( 5)

فانحرف المسلمون عن سر قوتهم وعزتهم ، وأداروا لشريعة ربهم الظهور فحقت عليهم سنة ربهم:" ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "[ الأنفال:53]

وسقطت راية قيادة البشرية من أيديهم ، لتقع في أيدي من لا خلاق لهم ليذيقوا البشرية عامة والمسلمين خاصة سوء العذاب.

وتحققت نذارة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن قال:" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.."، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال:" بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن"، فقال قائل: يا رسول الله ، وما الوهن؟ قال:" حب الدنيا وكراهية الموت". (6)

فلكم يعاني المسلمون اليوم من مرارة الذل والضيعة والهوان؟
حتى إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ، وإنا لما حل بأمتنا لمحزونون ، نعم محزونون لضياع الدين وانحراف أمتنا عن شرعة سيد المرسلين ، محزونون لأجل أراضينا التي اغتصبت ، وأعراضنا التي انتهكت ، محزونون من أجل دموع أطفالنا الذين يتموا وأنات نسائنا الذين رملوا:

لي فيــك يا ليل آهـــات أرددهــا *** أواه لو أجــدت المحزون أواه

لا تحسبـي محبا اشتكــى وصبا *** أهون بما في سبيل الحب ألقاه

إني تذكــرت والذكـــرى مؤرقة *** مجـــداً تليداً بأيدينـــا أضعــناه

كم صــرفتنا يد كنــا نصـــرفها *** وبـــات يحكمنـــا شعــب ملكناه

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد *** تجده كالطير مقصوصا جناحـاه

ووسط كل ذلك يقف المسلمون يئنون في حيرة وذهول يستجدون العزة من الغرب بارة، والشرق تارة، وما دروا أن سر عزتهم وقوتهم ، بل سر سعادة البشرية كلها بين أيديهم:

كالعيس في البيداء يقتلها الظما *** والماء فوق ظهورها محمول

حتى اشتكى ثرى الأرض وبكى أديم السماء، من غياب حضارة المسلمين كانوا رحمة للبشرية جمعاء: ( فلكم خسر العالم بانحطاط المسلمين؟! ولكم عانى البشر من الويلات بعد أن ضاع زمام قيادة البشرية من أمة الإسلام ، وهيمنت على العالم حضارة الغرب المادية المبتوتة الصلة عن المنهج الرباني العظيم؟ كم عرف العالم من مجاعات؟ وكم قاسى البشر من ويلات الحروب والنكسات؟ كم شردت ملايين وملايين البشر؟ كم دمرت من بلاد وأوطان؟ وكم وكم وكم..؟!

فأين حضارة الإسلام التي كانت تفرض قواعدها على خليفة المسلمين أن يمهد الطريق للحيوان ، كما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ وأين جهاد المسلمين التي كانت تملي أخلاقياته عليهم ألا يقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا امرأة ، ولا عابداً في محرابه ، وألا يهدموا داراً أو يقلعوا شجراً؟

وما فتىء الزمـــان يـدور حـــتى *** مضـــى بالمجد قوم آخــــرون

وأصبح لا يرى في الركب قومي *** وقــد عاشـــوا أئمتــه سنيـــن

وآلمنـــــي وآلــــم كــــل حــــــر *** سؤال الدهر أين المسلمـون؟!

ترى هل يرجــع الماضي فإنـــي *** أذوب لــذلك الماضــي حنيــن؟ (7)

* طلائع النور:

واليوم في زمان انكسار أمتنا وضعفها وهوانها على العالمين ، يقف الإسلام العظيم ليبحث عن أمثال هؤلاء الرجال ، الذين على أكتافهم تنصر دعوته وترفع رايته ، فهذا الدين العظيم لم يكن يوماً في حاجة إلى الرجال الذين يحملون همه كحاجته إليهم في هذه الأيام.

ولئن لم ير أكثر المسلمين واقعنا غير الضعف والهزيمة ، ولم يسمعوا إلا الأنين والدموع، ولم يبصورا إلا الثكالى والمستضعفين ؛ فإن عين البصيرة لترى أمتنا لا تزال تخرج الرجال تلو الرجال ، ولا أكثر دلالة على ذلك من طلائع النور المباركة التي انتسبت إلى قافلة فرسان النور صدقا وحقا، لتشهد على صدق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً ، يستعملهم في طاعته إلى يوم القيامة"(8)

فلأنت يا فارس النور وأخوانك ذلك الغرس ، يا من سلكت طريق الله تعالى ، بعد أن استيقظ النور في قلبك ، ودعت حياة الغفلة مع هزة الإيمان(9) ثم خطوت خطوتك الثانية المباركة وصرت مصحفاً بشريا ، يعلن مع كل لحظة أن: " صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" [ الأنعام:62] ، بعد ما أكرمك الله بحياة النور(10)

وإني لألمح من خلال تلك الوجوه المستنيرة بذوراً جديدة لأبي عبيدة ومعاذ ، وسالم وخالد ، وعمرو والقعقاع، وغيرهم من عمالقة الرجال الأول، والذين حملوا راية الإسلام أول مرة.

لكن هذه البذور لا تزال تحتاج إلى رعاية وغراس؛ حتى يشتد عودها وتصير أشجاراً باسقة، تؤتي من ثمار النور أكلها كل حين بإذن ربها ، لتنهض بأمتنا وتعيد لها مكان الريادة والسيادة من جديد، حتى تنعم البشرية كلها بالعدل والرحمة والسعادة والرخاء في ظل حضارة الإسلام الربانية العظيمة.

* سورة العصر ترسم الطريق:
هذه سورة العصر تنتصب منارة في وسط آي الذكر الحكيم تكشف عن نور تلك الحقيقة الإيمانية الناصعة؛ حيث يقول فيها رب العالمين:" والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر".[ العصر:1-3]

( فأقسم الله تعالى بالدهر الذي هو زمن الأعمال الرابحة والخاسرة ، على أن كل واحد في خسر؛ إلا من كمل قوته العلمية بالله ، وقوته العملية بالعمل بطاعته ، فهذا كماله في نفسه؛ ثم كمل غيره بوصيته له بذلك وأمره إياه به، وبملاك ذلك وهو الصبر ، فكمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح ، وكمل غيره بتعليمه إياه ذلك ، ووصيته له بالصبر عليه)( 11)

فتأمل معالم الطريق إلى الله تجده في أربع خطوات : إيمان صادق يخالط بشاشته القلوب بعد أن هزها واستقر في سويدائها ، ثم عمل صالح ينطق بتصديق ذلك الإيمان من خلال انغماس في حياة النور في كل حركة وسكنة.

ثم تحرك ومبادأة بهذا الدين ، توصي به الحائرين ، وترشد بنوره الضالين ، ثم صبر على ما يقابلك من أذى بعدما أخترت أن تكون من الرجال الذين يحملون هم هذا الدين وينفقون حياتهم في سبيل رب العالمين.

فتأمل كيف عاد نصف الطريق إلى حيازة شرف حمل رسالة الإسلام والصبر على ذلك حتى الممات؛ تعرف سر قول الإمام الشافعي رحمه الله في تلك السورة العظيمة: " لو تدبر الناس في سورة العصر لكفتهم" ( 12)

* أثر مع قافلة الرجال:
ومن أجل هذه الخطوة المباركة ، والتي بها يقطع المسافر إلى ربه نصف الطريق ؛ كان جهاد الرجال الأول الذين لبوا النداء وحملوا اللواء حتى نصر الله بهم دينه، وأعلى راية شرعته ، ولن تزال قافلة الرجال سائرة في درب الشرف والعزة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

والسعيد حقا من علت به همته؛ فلم يرض إلا أن يناطحهم في الشرف الذي نالوا ،كما كان من أبي مسلم الخولاني رحمه الله ، ذلك المخضرم الذي فاتته شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يرض أن يكون في ذيل القافلة ؛ فانبرى يجهد نفسه يأبى إلا أن يزاحم الرجال الأول ، وهو يحث نفسه على المسير قائلاً: ( أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يفوزوا بمحمد صلى الله عليه وسلم دوننا! والله لأزاحمنهم عليه؛ حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالاً.) (13)

وأخيراً يا فرسان الإسلام ،ويا طلائع النور ، قد آن لكل منا أن يطبع له أثراً مع تلك القافلة المباركة من رجالات الإسلام ، ممن ساروا على خطى سيد الرجال في العالمين، محمد صلى الله عليه وسلم فدونك في الميدان يا فارس الدين ، فكن من مغاويره ، ولا يفوتنك شرف الانتساب إلى زمرة رجاله:

وكن رجلاً إن أتوا بعده *** يقولون مر وهذا الأثر

ثم نبشرهم في نهاية المسير أن المستقبل ما يزال لهذا الدين ، وأن فجر الإسلام قادم من قريب، يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار.




رد: أمنية العمر !!!

مشكور اخي معلومات قيمة




التصنيفات
طب الأسنان Dentisterie

ما هو العمر المناسب لتقويم الأسنان ، وما فائدة التقويم في سن مبكرة؟

ما هو العمر المناسب لتقويم الأسنان ، وما فائدة التقويم في سن مبكرة؟


الونشريس

الونشريس

من المعروف ان الأسنان الدائمة تبدأ بالظهور عند الأطفال في عمر 7 سنوات وهو العمر المثالي حيث يمكن رؤية أي خلل أو أي استعداد لظهور مشاكل ونبدأ بعلاجه باكراً.
كما يمكن تشخيص بعض المشاكل العظمية التي قد يصاب بها الأطفال كبروز الفك العلوي أو انحناء الفك السفلي.
ما هي الأعراض التي تستدعي تدخل أخصائي التقويم؟
عندما تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور ننصح الأمهات بالعناية بنظافة أسنان أطفالهم لتجنب المشاكل المستقبلية، وفي حال ظهور المشاكل تتمثل عادة فيما يلي:
– فقدان الأسنان اللبنية باكراً.
– تأخر الأسنان الدائمة.
– المشاكل الناتجة عن مص الاصبع.
– تزاحم وتراكم الأسنان.
– الإطباق غير السليم للأسنان.
– بروز الأسنان.
– مشاكل التنفس المستمر من الفم.
– ميلان الفك.
– مشاكل النطق والمضغ.
العلاج الباكر
يجب الحفاظ على الأسنان اللبنية حتى فترة فقدانها الطبيعية لأن فقدانها بشكل مبكر يؤثر على المسافات بين الأسنان، لذا عند فقدانها بشكل فجائي نلجأ لتركيب جهاز يحافظ على المسافات بين الأسنان.
كما يمنح العلاج المبكر للأسنان فوائد نفسية للطفل تتعلق بالثقة بالنفس بالإضافة إلى تجنب مشاكل المضغ والنطق لديه.
العلاج الجراحي
نلجأ للجراحة عند ظهور المشاكل العظمية ومشاكل الفك وتكون عادة بعد 18 للذكر و17 للأنثى.
المشاكل التي تستدعي الجراحة ضمور الفك السفلي وتقدم العلوي أو العكس.
يبدأ العلاج بالتعاون بين طبيب الأسنان والجراح لدراسة خطة العلاج التي تعتمد على الفحوص والصور ويتم أخذ شكل الفك ومن ثم وضع خطة العلاج التي تعتمد عادة على العملية التقويمية لمدة سنة ومن ثم الجراحة.
ويجب أن تستمر مراجعة الطبيب للمريض بعد الجراحة للتأكد من سلامة الأسنان وعدم وجود مضاعفات.
قد يعاني المريض من آلام بعد العملية يمكن تجنبها باستخدام المسكنات وعادة ما تستمر لأسبوعين كحد أقصى وتختفي من تلقاء نفسها.
نصيحة:
يجب تنظيف الأسنان منذ ظهورها لتجنب المشاكل المستقبلية كما يجب العناية بالغذاء وتجنب المشروبات الغازية والسكريات ويتوجب المراجعة الدورية للطبيب.