السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث جبريل يسال والنبي يجيب عليهما الصلاة والسلام
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مُحَارِبٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، قَالَ : وَرَدْنَا الْمَدِينَةَ فَأَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , فَقُلْنَا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّا نُمْعِنَ فِي الأَرْضِ ، فَنَلْقَى قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنْ لا قَدَرَ ، فَقَالَ : مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ يُصَلِّي لِلْقِبْلَةِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، مِمَّنْ يُصَلِّي لِلْقِبْلَةِ ، قَالَ : فَغَضِبَ ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ ، ثُمّ قَالَ : إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ ، وَأَنَّهُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ ، ثُمّ قَالَ : إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : أَجَلْ , قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَى رَجُلٌ جَيِّدُ الثِّيَابِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، حَسَنُ الْوَجْهِ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الإِسْلامُ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ، وَتَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ " ، قَالَ : صَدَقْتَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الإِيمَانُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تُؤْمِنُ بِاللَّهِ ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَالْمَلائِكَةِ ، وَالْكِتَابِ ، وَالنَّبِيِّينَ ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ " ، قَالَ : صَدَقْتَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَيَّ بِالرَّجُلِ " ، قَالَ : فَقُمْنَا بِأَجْمَعِنَا فَطَلَبْنَاهُ ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ " .
من كتاب الايمان لابن أبي شيبة
تحياتي
موضــــــــــــــــــــــوع رائــــــــــع
غفر الله لك وجعلك في جنته جنة النعيم غن شاء الله
1. اسمه
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ابن مرة.
2. حمله
كانت آمنة تقول ما شعرت أني حملت ولا وجدت له ثقلاً كما يجد النساء، إلا أني قد أنكرت رفع حيضتي.
3. مولده
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الموافق 10 من ربيع الأول وكان قدوم أصحاب الفيل.
4. أسماؤه
محمد واحمد والماحي (يمحو به الكفر) والحاشر (يقدم الناس بالحشر) والعاقب (آخر الأنبياء)، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملاحم (الحروب)، والمقفي (بمعنى العاقب) والشاهد، والمبشر، والنذير، والضحوك والقتال، والمتوكل، والفاتح، والأمين، والخاتم، والمصطفى، والرسول، والنبي، والأمي، والقثم (المعطاء للخير).
5. مرضعاته
أول من أرضعه "ثوبية" بلبن ابن لها "مسروح" أياماً قبل أن تقدم حليمة .. وكانت قد أرضعت قبله حمزة رضي الله عنه، ثم جاءت حليمة السعدية وأخذته عندها لرضاعته.
6. وفاة والده
خرج والد عبد الله لى الشام في تجارة مع جماعة من قريش، فلما رجعوا مروا بالمدينة وعبد الله مريض، فقال أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار، فأقام عندهم مريضاً شهراً ثم توفى بالمدينة وعمره 25 سنة، وكان ميراثه خمسة أجمال وقطعة غنم فورث ذلك رسول الله وكانت أم أيمن تحضنه واسمها بركة.
7. وفاة والدته
ذهبت أمه به إلى المدينة وعمره ست سنين إلى أخواله بني النجار تزورهم ومعها أم أيمن تحضنه فأقامت عندهم شهراً ثم رجعت فتوفيت "بالأبواء"
ولهذا فإنه في عمرة الحديبية قال رسول الله "إن الله قد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه"
فأتاه فأصلحه وبكى عنده، وبكى المسلمون لبكائه، فقيل له في ذلك فقال أدركتني رحمتها فبكيت.
8. صفاته
كان رسول الله ربعة ليس بالطويل ولا القصير وليس بالآم ولا شديد البياض، رجل الشعر ليس بالسبط ولا الجعد يضرب شعره منكبيه. قال أنيس ما مسست حريراً ألين من كف رسول الله، عظيم الفم طويل شق العين، مدور الوجه أبيض يميل إلى الاحمرار، شديد سواد العين، غليظ الأصابع واسع الجبين، خشن اللحية، سهل الخدين، عريض الصدر، أشعر الذراعين والمنكبين، طويل الزندين.
9. أولاده
أول من ولد له القاسم ثم زينب ثم رقية ثم فاطمة ثم أم كلثوم ثم ولد له في الإسلام عبد الله وأمهم جميعاً خديجة وأول من مات من ولده القاسم ثم عبد الله. كما ورزق إبراهيم من مارية القبطية إلا أنه توفى وعمره ستة عشرة شهراً.
10. من معجزاته
ـ القرآن.
ـ الإسراء والمعراج.
ـ حنين جذع النخلة.
ـ تفجير الماء من بين أصابعه.
ـ الإخبار بالأمور الغيبية.
ـ تسليم الحجر والشجر عليه.
ـ الأخبار بالأمور المستقبلية.
ـ انشقاق القمر.
ـ تكثير الطعام والشراب ببركته.
ـ علاجه لأمراض الصحابة بدعائه ومسحه بيده.
ـ الاستجابة لدعائه.
ـ قتال الملائكة معه.
ـ وقد ذكر الشيخ عبد العزيز السلمان في كتابه من معجزات الرسول 194 معجزة يمكنهم الرجوع إليها.
11. زوجاته
خديجة بنت خويلد
كانت متزوجة من اثنين قبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي أول من أسلم، ولقد سلم الله عليها عن طريق جبريل، ولم يتزوج النبي عليها حتى ماتت، ومكث معها 24 سنة وأشهر، وكان وفياً لها بعد موتها يبر أصدقاءها ويكثر من الدعاء لها والاستغفار لها كلما ذكرها.
عائشة بنت أبي بكر الصديق
رآها النبي في المنام قبل أن يتزوجها مرتين، وتزوجها وهي بنت سبع سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين وتوفى عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة، وكان يلعب معها ويقبلها وهو صائم، ويدعو لها، وقالت أنها فضلت على نساء النبي بعشر: أنه لم ينكح بكراً غيرها ولم ينكح امرأة أبواها مؤمنين مهاجرين غيرها، وأنزل الله براءتها من السماء، وجاء جبريل بصورتها في حريره، وكانت تغتسل مع النبي في إناء واحد، وكان ينزل الوحي وهو معها، وقبض وهو بين سحرها ومات في الليلة التي كان الدور عليها فيها ودفن في بيتها.
حفظة بنت عمر بن الخطاب
وقد عرضها والدها على أبي بكر حتى يتزوجها فلم يحبه وكذلك على عثمان فلم يحبه فلبث ليالي ثم خطبها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال أبو بكر لعمر فإنه لم يمنعني من خطبتها إلا أني سمعت رسول الله يذكرها ولم أكن لأفشي سر رسول الله، وقد طلقها النبي ثم راجعها، وقد توفيت سنة 41 هـ وقد بلغت 60 سنة.
زينب بنت جحش
تزوجها النبي وعمرها 35 سنة، سنة 3 هجرية وكان قد استخار بها ربه فقال تعالى: (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) فكانت زينب تفخر على أزواج النبي وتقول زوجكن أهلوكن وزوجني الله تعالى وكانت تقية وصادقة الحديث وتكثر من صلة الرحم وتكثر من الصدقة، وتوفيت سنة 20 هـ وصلى عليها عمر بن الخطاب.
"أم حبيبة" صفية بنت أبي العاص
هاجرت إلى الحبشة مع زوجها فتنصر زوجها ومات، فتزوجها النبي وهي بأرض الحبشة وأرسل للنجاشي رسول الله وأصدقها النجاشي 400 دينار عن رسول الله وأرسلها النجاشي مع شرحبيل في سنة 9 هـ. وتوفيت سنة 44 هـ.
زينب بنت خزيمة
وتسمى أم المساكين لأنها كثيراً ما تطعم المساكين. وتوفيت ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم حي وقد مكثت عند رسول الله ثمانية أشهر.
ميمونة بنت الحارث
وهبت نفسها للنبي، قال تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) وتزوجها حين اعتمر بمكة وتوفيت سنة 61 هـ.
جويرية بنت الحارث
تزوجها النبي بعد ما اعتقها حيث كانت من سبايا بني المصطلق، ولقد اعتق الله لها مائة أهل بيت من بني المصطلق فكانت أعظم بركة على قومها وتوفيت سنة 50 هـ.
صفية بنت حيي
وكان أبوها سيد بني النضير وجعل رسول الله عتقها صداقها، وقد دخل عليها رسول الله وهي تبكي فقالت له حفصة وعائشة ينالان مني، يقولان نحن خير منك نحن بنات عم رسول الله، فقال لها النبي ألا قلت لهن كيف تكن خيراً مني وأبي هارون، وعمي موسى وزوجي محمد، وتوفيت سنة 50 هـ.
سودة بنت زمعة
تزوجها النبي في السنة العاشرة ولما أسنت هم بطلاقها فقالت له لا تطلقني وأنت في حل مني، فأنا أريد أن أحشر في أزواجك وإني قد وهبت يومي لعائشة فأمسكها رسول الله حتى توفى عنها وتوفيت في آخر خلافة عمر.
ما أكرم الله به محمداً صلى الله عليه وسلم في الدنيا
أخذ العهد له
قال تعالى:
{ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين "81" } (سورة آل عمران )
كان نبينا عندما كان آدم في طينته
قال رسول الله "إني عند الله لخاتم النبيين وأن آدم لمنجدل في طينته"
هو أول المسلمين
قال الله تعالى:
{ أمرت لأكون أول من أسلم } (سورة الأنعام)
خاتم النبيين
قال رسول الله "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟
فقال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين"
هو أولى الأنبياء من أممهم
"إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا". وقصة صيام يوم عاشوراء.
أزواجه أمهات المؤمنين
قال تعالى:
{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم "6" } (سورة الأحزاب)
إنه منة على المؤمنين
"لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم..".
إنه خير الخلق
قال رسول الله: "أن الله اصطفى كنانه من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" وقال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"
رحمة للعالمين
{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "107" } (سورة الأنبياء)
أمان لأمته
قال تعالى:
{ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم "33" } (سورة الأنفال)
وقال رسول الله: "النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي"
عموم رسالته
قال تعالى:
{ وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً "28" } (سورة سبأ)
تكفل الله بحفظه
قال تعالى:
{ والله يعصمك من الناس "67" } (سورة المائدة)
وقال تعالى:
{ أنا كفيناك المستهزئين "95" } (سورة الحجر)
التكفل بحفظ دينه
قال تعالى:
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9" } (سورة الحجر)
لم يناده باسمه
قال تعالى:
{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك "67" } (سورة المائدة)
قال تعالى:
{ يا أيها النبي حسبك الله "64" } (سورة الأنفال)
النهي عن مناداته باسمه ورفع الصوت فوقه
قال تعالى:
{ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً "63" } (سورة النور)
قال تعالى:
{ لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي "2" } (سورة الحجرات)
فرض بعض شرعه في السماء
عن ابن مسعود قال: "أعطى رسول الله ثلاثاً (يعني ليلة الإسراء) أعطى الصلوات الخمس، وأعطى خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات (الذنوب المهلكات)".
استمرار الصلاة عليه
قال تعالى:
{ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "56" } (سورة الأحزاب)
كلمة يصلون تقتضي التجديد والاستمرار.
القسم به
ـ القسم بحياته قال تعالى:
{ لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون "72" } (سورة الحجر)
ـ القسم ببلده قال تعالى:
{ لا أقسم بهذا البلد "1" وأنت حل بهذا البلد "2" } (سورة البلد)
ـ القسم له قال تعالى:
{ والنجم إذا هوى "1" ما ضل صاحبكم وما غوى "2" } (سورة النجم)
الإسراء والمعراج
ونال فيها شرف تكليم الله تعالى له ورؤية الجنة والنار وسماع صريف الأقلام. وإمامته بالأنبياء بالمقدس قال رسول الله:
"وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء .. فكانت الصلاة فأممتهم.."
غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
قال تعالى:
{ إنا فتحنا لك .. إلى أن قال: "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر }
تأخير دعوته المستجابة
قال رسول الله: ".. وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة".
إسلام قرينه له
قال رسول الله: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي إلا إن الله أعانني عليه فأسلم فلم يأمرني إلا بخير"
قرنه خير القرون
قال رسول الله: "بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً.."
ما بين بيته ومنبره روضة
قال رسول الله: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي"
رؤيته في المنام حق
قال رسول الله: "من رآني في المنام فقد رآني حقاً.."
يرى من وراء ظهره
قال رسول الله: "فوالله ما يخفي علي خشوعكم ولا ركوعكم إني لأراكم من وراء ظهري"
خاتم النبوة
عن جابر قال: رأيت خاتماً في ظهر رسول الله كأنه بيضة حمام" وهو خاتم النبوة بين كتفه.
فضائل جمة
قال رسول الله: ".. أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأعطيت مفاتيح خزائن الأرض وبينما أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت بين يدي قال أبو هريرة: "فذهب رسول الله وأنتم تنتشلوها"
اطلاعه على المغيبات
قال عمر: "قام فينا النبي مقاماً فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم وحفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه".
ما أكرم الله به محمداً صلى الله عليه وسلم في الآخرة
وصف بالشهادة
قال تعالى:
{ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً "41" } (سورة النساء)
أول من يبعث وأول شافع
قال رسول الله: ".. وأول من ينشق عنه القبر .. وأول شافع وأول مشفع"
الأنبياء تحت لوائه
قال رسول الله: ".. ما من أحد إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج، وإن معي لواء الحمد، أنا أمشي ويمشي الناس معي حتى آتى باب الجنة"
أول من يجيز الصراط
قال رسول الله: "فأكون أول من يجيز من الرسل بأمته"
أول من يدخل الجنة
قال رسول الله: "وأنا أول من يقرع باب الجنة"، وقال: "آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟!
فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا افتح لأحد قبلك"
له كرسي عن يمين العرش
عن عبد الله بن سلام: إن أكرم خليفة الله أبو القاسم ثم قال فإذا كان يوم القيامة بعث الله الخليقة أمة أمة ونبياً نبياً حتى يكون احمد وأمته آخر الأمم مركزاً قال: فيقوم فيتبعه أمته برها وفاجرها ثم يوضع جسر جهنم فيأخذون الجسر فيطمس الله أبصار أعدائه فيتهافتون فيها من شمال ويمين وينجو النبي والصالحون معه، فتتلقاهم الملائكة فتريهم منازلهم من الجنة على يمينك، على يسارك حتى ينتهي إلى ربه فيلقي له كرسي عن يمين الله ثم ينادي مناد أين عيسى وأمته".
أكثر الأنبياء تبعاً
قال رسول الله: "أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة"
أعطى الكوثر
قال رسول الله: "بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، فقلت ما هذا يا جبريل؟! قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك"
إعطاؤه الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود
وذلك ثابت في الحديث المشهور بالدعاء بعد سماع الأذان.
الشفاعة
لأهل الصغائر والكبائر ولدخول الجنة ولأهل الموقف لتعجيل الحساب.
ثناء الله تعالى عليه ومدحه إياه
طهارة النبي
قال تعالى:
{ كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم "151" } (سورة البقرة)
قال علي بن أبي طالب أي "نسباً وطهراً وحسباً ليس في آبائي من لدن آدم سفاح وعن ابن عباس قال في قوله تعالى:
{ وتقلبك في الساجدين "219" } (سورة الشعراء)
أي من نبي إلى نبي.
الرحمة
{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "107" } (سورة الأنبياء)
.. زين الله محمداً بزينة الرحمة فكان رحمة، وجميع صفاته رحمة على الخلق، فمن أصابه شيء من رحمته فهو الناجي، فكانت حياته رحمة ومماته رحمة يعني للجن والأنس ولجميع الخلق فللمؤمن رحمة بالهداية ورحمة للمنافق بالأمان من القتل، ورحمة للكافر بتأخير العذاب.
الشاهد والبشير النذير
{ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً "45" } (سورة الأحزاب)
فهو شاهد على الخلق يوم القيامة وشاهد بوحدانية الله ولم يجعله مدعياً، كما أنه مبشر إلى الله وما عنده فمن لم يستجب كان منذراً لهم، ثم لا يكتفي بالتبشير والنذير وإنما يدعوهم بعد ذلك "وداعيا إلى الله".
السراج المنير
{ وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً "46" } (سورة الأحزاب)
والسراج يؤخذ منه أنوار كثيرة فإذا انطفأت يبقى الأول. وكل صحابي أخذ من نور الهداية، ولهذا قال رسول الله "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" فلم يجعل أصحابه سرج وإنما نجوم، والنجم لا يؤخذ منه نور، ولهذا إذا مات الصحابي فالتابعي يستنير بنور النبي ولا يأخذ منه إلا قوله وفعله.
رفع الذكر
{ ورفعنا لك ذكرك "4" } (سورة الشرح)
قال ابن عباس: يذكر مع الله في الأذان والإقامة والتشهد ويوم الجمعة على المنابر ويوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق ويوم عرفة، وعند الجمار، وعلى الصفا والمروة وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الأرض ومغاربها ولو أن رجلاً عبد الله ولم يشهد أن محمداً رسول الله لم ينتفع بشيء وكان كافراً، وقيل رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء وفي الأرض عند المؤمنين ونرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود وكرائم الدرجات.
من صفاته صلى الله عليه وسلم
حلمه
روي أن النبي لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه وقالوا لو دعوت عليهم فقال: "إني لم ابعث لعاناً ولكني بعثت داعياً ورحمة، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"
كرمه
وحملت إليه تسعون ألف درهم فوضعت على حصير ثم قام إليها رسول الله فقسمها فما رد سائلاً حتى فرغ منها وجاءه رجل فسأله فقال له ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قضيناه فقال له عمر ما كلفك الله مالا تقدر عليه، فكره النبي ذلك فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالاً فتبسم رسول الله وعرف البشر في وجهه وقال بهذا أمرت.
رحمته وشفقته
إن إعرابياً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه شيئاً فأعطاه ثم قال آحسنت إليك، قال الإعرابي: لا، ولا أجملت فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا ثم قام ودخل منزله وأرسل إليه وزاده شيئاً ثم قال: آحسنت إليك قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة، فقال له النبي إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيء فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي .. فلما كان الغد أو العشي جاء فقال النبي أن هذا ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك؟ قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً
وفاؤه
كان النبي إذا أتى بهدية قال اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة وإنها كانت تحب خديجة.
ودخلت عليه امرأة فهش لها واحسن السؤال عنها فلما خرجت قال: "أنها كانت تأتينا أيام خديجة وأن حسن العهد من الإيمان"
تواضعه
لقد كان في بيته في مهنة أهله يغلي ثوبه ويحلب شاته ويرقع ثوبه ويخصف نعله ويخدم نفسه ويصم (يكنس) البيت ويعقل (يربط) البعير ويعلف ناضحه (الجمل) ويأكل مع الخادم ويعجن معها ويحمل بضاعته من السوق.
وخير بين أن يكون نبياً ملكاً أو نبياً عبداً فاختار أن يكون نبياً عبداً.
من مزاحه وضحكه صلى الله عليه وسلم
مع الجارية
قالت أم نبيط: أهدينا جارية وكنت مع نسوة ومعي دف أضرب به وأقول: أتيناكم أتيناكم، فحيونا نحييكم، ولولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم فقالت: فوقف علينا رسول الله فقال: ما هذا يا أم نبيط؟ فقلت بأبي وأمي يا رسول الله جاريه نهديها إلى زوجها، قال: فتقولين ماذا؟ "قلت فأعدت عليه" فقال: "ولولا الحنطة السمراء ما سمنت ذراريكم"
مع زوجاته
قالت عائشة أتيت بجريرة (شوربة) قد طبختها فقلت لسودة والنبي بيني وبينها. كلي فأبت أن تأكل فقلت لتأكلين وإلا لطخته وجهك، فأبت فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهها فضحك رسول الله ورفع رجله من حجرها، وقال الطخي وجهها فأخذت شيئاً من الصعقة فلطخت به وجهي ورسول الله يضحك ..
مع إحدى النساء
جاءت امرأة يقال لها أم أيمن إلى رسول الله فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: "من هو؟ أهو الذي بعينيه بياض؟" فقالت: أي يا رسول الله؟ والله ما بعينيه بياض؟ وكان يمزح معها
مع الأطفال
كان رسول الله يأخذ بيد الحسين بن علي رضي الله عنه فيرفعه على باطن قدميه ويقول "حزقة حزقة ترق عين بقه .."
وكان يدلع لسانه للحسن بن علي فيرى الصبي لسانه فيهش إليه.
مع أحد أصحابه
عن أنس أن قال: "فاتني أزيهر أزيهر" وهو يقوم يبيع متاعه في السوق، وكان رجلاً دميماً فاحتقنه من خلفه، ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني: من هذا؟ فالتفت فعرف رسول الله فجعل لا يألو ما ألصق ظهره لصدر رسول الله حين عرفه. وجعل رسول الله يقول: "من يشتري العبد؟ فقال يا رسول الله إذن والله تجدني كاسداً، فقال رسول الله ولكن عند الله لست بكاسد
الإيمان به وثواب محبته صلى الله عليه وسلم
الإيمان به
قال رسول الله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله"
وجوب طاعته
قال تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله "20" } (سورة الأنفال)
وقال تعالى عن الكفار:
{ يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول "66" } (سورة الأحزاب)
لزوم محبته
قال رسول الله: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"
وقال "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: ـ وذكر في الأولى ـ أن يكون الله ورسوله احب إليه مما سواهما .."
ثواب محبته
كان رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليه لا يطرف فقال: "ما بالك؟" قال: بأبي أنت وأمي أتمتع من النظر إليك، فإذا كان يوم القيامة رفعك الله بتفضيله فأنزل الله:
{ ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً "69" } (سورة النساء)
حب امرأة من الأنصار
أن امرأة من الأنصار قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد فقالت وما حال رسول الله؟ قالوا خيراً هو بحمد الله كما تحبي قالت: أرنيه حتى انظر إليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل.
حب الصحابة له
سئل علي بن أبي طالب عن حب الصحابة للنبي فقال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ.
الاحترام والأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم
الإمام التجيبي رحمه الله
قال أبو إبراهيم التجيبي: "واجب على كل مؤمن متى ذكره أو ذكر عنده أن يخضع ويخشع ويتوقر ويسكن من حركته ويأخذ في هيبته وإجلاله بما كان يأخذ به نفسه لو كان بين يديه، ويتأدب بما أدبنا الله به.
الإمام مالك رحمه الله
كان مالك إذا ذكر النبي يتغير لونه فقيل له يوماً في ذلك فال لقد كنت أرى جعفر ابن محمد رحمه الله وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر النبي عنده أصفر، وما رأيته يحدث عن رسول الله إلا على طهارة .. وكان بكاؤهم واصفرارهم رضي الله عنهم هيبة له وشوقاً للقائه.
الإمام ابن مهدي
وكان عبد الرحمن بن مهدي إذا قرأ حديث النبي أمرهم بالسكوت وقال: "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي". ويتأول أنه يجب له من الإنصات عند قراءة حديثه ما يجب له عند سماع قوله.
الإمام مالك
قال إني احب أن أعظم حديث رسول الله ولا أحدث به إلا على طهارة، وأكره أن أحدث في الطريق أو وأنا قائم أو مستعجل وأحب أن أفهم حديث رسول الله.
من علامات الأدب والمحبة
1. الاقتداء به واتباع سنته والعمل بأقواله وأفعاله في المنشط والمكره.
2. كثرة ذكره والشوق للقائه.
3. تعظيمه عند ذكره وتوقيره وإظهار الخشوع والانكسار عند اسمه.
4. محبة من يحب من آل بيته وأصحابه وعداوة من عاداهم.
5. محبة القرآن الذي أتى به والاهتداء به والتخلق به
6. الشفقة على أمته ونصحهم والسعي في مصالحهم ورفع المضار عنهم.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
المعنى
المقصود بالصلاة على النبي من الله رحمته ورضوانه وثناؤه عليه عند الملائكة ومن الملائكة الدعاء له والاستغفار ومن الأمة الدعاء والاستغفار والتعظيم له.
الصيغة
أفضل الصيغ اللهم صل علي محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وهناك صيغ أخرى، وأقل ما يجزئ هو: اللهم صل على محمد.
أوقات الصلاة
يوم الجمعة وليلتها، وعند الصباح والمساء، وعند دخول المسجد والخروج منه وعند قبره، وعند إجابة المؤذن، وعند الدعاء وبعده، وعند السعي، وعند اجتماع القوم وتفرقهم، وعند الفراغ من التلبية، وعند ذكر اسمه، وعند استلام الحجر، وعند القيام من النوم وختم القرآن، وعند الهم والشدائد وطلب المغفرة، وعند تبليغ العلم للناس، وعند الوعظ وإلقاء الدروس وعند خطبة الرجل المرأة في النكاح وفي كل موطن يجتمع فيه على ذكر الله.
ثواب المصلي
ـ قال رسول الله: "من صلى علي واحدة صلى اللع عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات"
ـ قال رسول الله: "من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة"
ـ عن ابن مسعود قال رسول الله: "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة" وفي بعض الآثار "ليردن علي أقوام ما أعرفهم إلا بكثرة صلاتهم علي"
ـ قال أبي بن كعب يا رسول الله إني أكثر من الصلاة عليك فكم اجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت" قال الربع قال: "ما شئت"، وأن زدت فهو خير قال الثلث؟ قال: "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال النصف؟ قال: "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: "يا رسول الله فاجعل صلاتي كلها لك: "إذا تكفي ويغفر ذنبك"
جلعنا الله من المقربين لرسولنا وحبيبنا
بسم الله الرحمان الرحيم
السلا عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكراً لك أختي حياة على هذه القطرة من بحر سيرة الرسول الفاضلة الزكية العاطرة الطاهرة
جزاك الله جنة الفردوس إن شاء الله.
العفـــــــــــــو اختي نجاة اسعدني مرورك العطر و المميز
أفشوا السلام
فإن السلام سنة قديمة منذ عهد آدم – عليه السلام – إلى قيام الساعة، وهي تحية أهل الجنة وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ [يونس:10] وهي من سنن الأنبياء، وطبع الأتقياء، وديدن الأصفياء وفي هذه الأيام أصبح بين المسلمين وحشة ظاهرة وفرقة واضحة! فترى أحدهم يمر بجوار أخيه المسلم ولا يلقي عليه تحية الإسلام. والبعض يلقي السلام على من يعرف فقط، وآخرون يتعجبون أن يلقى عليهم السلام من أُناس لا يعرفونهم! حتى استنكر أحدهم من ألقى إليه السلام وقال متسائلاً: هل تعرفني؟!
وهذا كله من مخالفة أمر الرسول حتى تباعدت القلوب، وكثرت الجفوة، وزادت الفرقة. يقول : { لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم } [رواه مسلم].
وفي الحديث المتفق عليه أن رجلاً سأل رسول الله : أي الإسلام خير؟ قال: { تطعم الطعماء، وتقر السلام على من عرفت ومن لم تعرف }.
وفي هذا حثّ على إشاعة السلام بين المسلمين، وأنه ليس مقتصراً على معارفك وأصحابك فحسب! بل للمسلمين جميعاً.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغدو إلى السوق ويقول: ( إنما نغدو من أجل السلام، فنسلم على من لقيناه ).
والسلام يدل على تواضع المسلم ومحبته لغيره، وينبئ عن نزاهة قلبه من الحسد والحقد والبغض والكبر والاحتقار، وهو من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، ومن أسباب حصول التعارف والألفة وزيادة المودة والمحبة، وهو من أسباب تحصيل الحسنات ودخول الجنات، وفي إشاعته إحياء لسنة المصطفى .
قال عليه الصلاة والسلام: { خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز } [رواه مسلم].
والواجب على من ألقي عليه السلام أن يرد امتثالاً لأمر الرسول ، فعن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: { إياكم والجلوس في الطرقات } فقالوا: يا رسول الله: ما لنا من مجالسنا بدّ نتحدث فيها، فقال: { إذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه } قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: { غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر } [متفق عليه].
قال الإمام النووي رحمه الله: ( واعلم أن ابتداء السلام سنة ورده واجب، وإن كان المُسلم جماعة فهو سنة كفاية في حقهم، وإذا سلم بعضهم حصلت سنة السلام في حق جميعهم، فإن كان المسلم عليه واحد تعين عليه الرد، وإن كانوا جماعة كان الرد فرض كفاية في حقهم، فإن رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين، والأفضل أن يبتدئ الجميع بالسلام وأن يرد الجميع ).
صيغ السلام:
قال النووي: ( وأفضل السلام أن يقول: ( السلام عليكم ) فإن كان المُسلم عليه واحداً فأقله ( السلام عليك ) والأفضل أن يقول: ( السلام عليكم ) ليتناوله وملكيه، وأكمل منه أن يزيد ( ورحمة الله ) وأيضاً ( وبركاته )، ولو قال: ( سلام عليكم ) أجزأه.
رد السلام:
يقول الإمام النووي: ( وأما صفة الرد، فالأفضل والأكمل أن يقول: ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) فيأتي بالواو ( التي تسبق عليكم ) فلو حذفها جاز وكان تاركاً للأفضل، ولو اقتصر على ( وعليكم السلام ) أو ( عليكم السلام ) أجزأه، ولو اقتصر على ( عليكم ) لم يجزأه بلا خلاف، ولو قال: ( وعليكم ) بالواو، ففي إجزائه وجهان لأصحابنا ).
مراتب السلام:
السلام ثلاث مراتب: أعلاها وأكملها وأفضلها: ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) ثم دون ذلك ( السلام عليكم ورحمة الله ) وأقله ( السلام عليكم ). والمسلم إما أن يأخذ أجراً كاملاً، وإما أن يأخذ دون ذلك، على حسب السلام، ولذلك ورد أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله جالس وأصحابه عنده فقال الداخل: ( السلام عليكم )، فقال : { وعليكم السلام، عشر} ثم بعد ذلك دخل رجل آخر فقال: ( السلام عليكم ورحمة الله )، فقال : { وعليكم السلام ورحمة الله، عشرون } ثم بعد ذلك دخل رجل آخر فقال: ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فقال رسول الله : { وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون } [ رواه أبو داود والترمذي]، أي عشر وعشرون وثلاثون حسنة.
من آداب السلام:
1 – السنة إذا تلاقى إثنان في طريق، أن يسلم الراكب على المترجل، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير، قال : { يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير } [رواه مسلم].
2 – ينبغي للمسلم أن تكون تحيته للمسلمين السلام، وليس " صباح الخير" أو "مرحبا" أو " ألو". وإنما يبدأ بالسلام ثم يرحب بعد ذلك بما شاء من الترحيب الجائز.
3 – يستحب إذا دخل المسلم بيته أن يسلم فإن البركة تنزل بالسلام قال : { إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك } [رواه الترمذي]. وإن لم يكن فيه أحد ليقل: { السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين } [رواه مسلم].
4 – ينبغي أن يكون التسليم بصوت مسموع لا يزعج المستمع ولا يوقظ النائم، عن المقداد قال: (.. كنا نرفع للنبي نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل، فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان ) [ رواه مسلم].
5 – استحباب إعادة السلام وتكراره للرجل إذا فارق أخاه ولو لفترة وجيزة، فعن أبي هريرة عن النبي قال: { إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه } [رواه أبو داود].
6 – أجاز كثير من العلماء سلام الرجل على المرأة، والمرأة على الرجل إذا أمنت الفتنة، فتسلم المرأة على محارمها، ويجب أن ترد عليهم السلام، كما يسلم الرجل على محارمه ويجب أن يرد عليهم السلام، وإن كانت المرأة أجنبية فلا بأس من إلقاء السلام عليها، وإن سلمت يرد عليها السلام، إذا أمنت الفتنة، وبدون مصافحة ولا ريبة، ولا خضوع بالقول.
7 – مما شاع بين الناس أن يكون السلام إيماءة وإشارة باليد. فإن كان المسلم بعيداً ونطق مع الإشارة بالسلام فلا بأس ما دام لا يسمعك، لأن الإشارة حينئذ دليل السلام وليست نائبة عنه، وكذلك يقال في الرد.
8 – يستحب للجالس أن يسلم إذا قام من المجلس لقوله : { إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة } [رواه أبو داود].
9 – استحباب المصافحة عند السلام، وبسط اليد لأخيك المسلم قال : { ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا } [ر اوه أبو داود والترمذي].
وعن أنس بن مالك قال: ( كان النبي إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل الذي ينزع.. ) [رواه الترمذيٍ].
10 – احرص على البشاشة وطلاقة الوجه والابتسامة عند السلام حيث يقول : { وتبسمك في وجه أخيك صدقة }، وقوله : { لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق } [رواه مسلم].
11 – استحباب السلام على الصبيان كما كان رسول الله يفعل ذلك، وفي هذا تبسط لهم، وزرع للثقة في نفوسهم، وغرس لتعاليم الإسلام في قلوبهم.
12 – عدم بداءة الكفار بالسلام لقوله : { لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه الى أضيقه } [رواه مسلم]. وقال : { إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم } [متفق عليه].
فأحيوا – عباد الله – هذه السنة العظيمة بين المسلمين لتتقارب القلوب وتتآلف الأرواح ويحصل الأجر والمثوبة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
م ن ق و و و و و و و و ل
التوقيع
شكرا هبة نورت صفحتي بردورك
شكراااااااا
لا شكرا على واجب القدس الحبيبة
أسعدني مرورك
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
شكرا على الموضوع
تحياتي
أسعدني مرورك أخي خليفة نورت الموضوع
السلا م عليكم و رحمة الله و بركاته
صباح الخير يا احلى اعضاء بالمنتدى الرائع …
صباح الخير يا احلى مشرفين بالمنتدى المميز…
صباح الخير للجميع…
لا يوجد حتى رد السلام حرام عليكم الله يهديكم…
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
مساء الورد و الياسمين شوشو نورت المنتدى بوجودك
وعليكم السلام و الرحمة و الإكرام تحية عطرة بالورد و الياسمين.
السلام عليكم هل من ترحيب
انا من ام البواقي21سمنة اريد التعرف عليكم فهل من ترحيب
استاذ رياضة جامعي 3:win k0st:
عجبني هذا المنتدى كثيراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ا
اهلا و سهلا بك اخي رشاد بيننا و بكل احبابنا بام البواقي الغالية
مرحبا بك بيننا ان شاء تفيد و تستفيد
تحيــــــــــــــــــــــاتي
اهلا وسهلا بك اخي في بيتك وبين اصحابك واحبابك حللت اهلا ونزلت سهلا
مرحبا بيك معانا
نتمناو لك اقامة ممتعة معنا
قصة ايوب عليه السلام للاطفال
اريد اجوبة الاختبار الاخير في مادة الرياضيات من فضلكم
اريد اجوبة الاختبار الاخير في مادة الرياضيات من فضلكم
|
أي اختبار و لأي سنة من فضلك؟
اريد اجوبة الاختبار الاخير في مادة الرياضيات من فضلكم
|
أرجو من الإخوة الأعضاء وضع المستوى …حتى يتسنا لنا أو ل كلثوم لأنها غالبا هي من تلبي الطلبات العثور عليه بسرعة و شكرااااا
من المفروض حتى يجد العضو طلبه قد تمت تلبيته عليه أن يكون واضحاً فيه
في كثير من المرات لا تتم تلبية الطلب فقط لأنه كان مبهماً غير واضح المعالم
أتمنى أن يجد نداؤك الآذان الصاغية
ينقسم هذا المشروع إلى خمسة أجنحة كل جناح يكلف به فوج من التلاميذ مثلا
الفوج الأول: من التلاميذ مهمته جمع الصور واللافتات التي تمثل السلام
ومزاياه والحروب وعواقبها
الفوج الثاني : يبحث في نماذج عن السلام في القرآن والسنة والحكم والأمثال وأقوال العلماء والشعراء
الفوج الثالث : يقوم بحصر قائمة الحاصلين على جائزة نوبل للسلام ويركز فيهاعلى الشخصيات العربية والإسلامية.
الفوج الرابع : حصر لإهم الهيئات والمنظمات والجمعيات التي تنشط في مجال السلام.
الفوج الخامس : إعداد فهرس لقائمة المؤلفات التي تناولت قضية السلام والحروب
لماذا اختيرت الحمامة و غصن الزيتون كرموز للسلام
الجميع في انحاء العالم كله يعلم ان رمز السلام هو (
حمامة تحمل غصن زيتون ) ولكن الاغلب او اكثر الناس لا يعلم سبب اختيار
هذين الرمزين او هذا الطائر وهذا الغصن بالذات للسلام ..
في القدم وعلى عهد نبينا نوح عليه السلام يقال انه كان في السفينه هو ومن
معه من المؤمنيين ومن الحيونات وكانت الارض مملؤة بالمياه فكان عليه
السلام يرسل الحمامة لكي تستكشف ان كانت الارض جفت ام لم تجف وفي كل مره
ترجع الحمامة للسفينه وهي خاليه ( وهذا دليل على عدم هبوط مستوى الماء
وعلى عدم جفافه )
وفي إحدى المرات ارسل عليه السلام الحمامه وعندما عادت وإذ معها غصن زيتون
( وهذا دليل على ان مستوى الماء نزل وقربت الارض تظهر ) ففرح النبي عليه
السلام ومن معه وانتظروا بضعت ايام وارسل الحمامة مرة اخرى وعندما عادت
وإذ بالطين يغطي اقدامها ( وهذا دليل على انها نزلت على الارض اي ان الماء
قد جف )
ومنذ ذالك الحين صارت الحمامه وغصن الزيتون رمز وشعار للسلام..
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السلم مبدأ ومسلك وغاية فى الإسلام
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ الإسلام دين السلم وشعاره السلام، فبعد أن كان عرب الجاهلية يشعلون الحروب لعقود من الزمن من أجل ناقة أو نيل ثأر ويهدرون في ذلك الدماء، جاء الإسلام وأخذ يدعوهم إلى السلم والوئام، ونبذ الحروب والشحناء التي لا تولّد سوى الدمار والفساد.
ولذلك فإن القرآن جعل غايته أن يدخل الناس في السلم جميعاً، فنادى المؤمنين أن يتخذوه غاية عامة، قال الله -عز وجل- مخاطباً أهل الإيمان(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208]:
بل إن من صفات المؤمنين أنهم يردون على جهالات الآخرين بالسلم، فيكون السلم هنا مسلكاً لردّ عدوان الجاهلين، قال تعالى: (…وإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَما).
ذلك أن مسلك السلم لا يستوي ومسلك العنف، ومسلك العفو لا يستوي ومسلك الانتقام، ومسلك اللين لا يستوي ومسلك الشدة والغلظة، ولذا كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يدعو ويوصي دائماً أصحابه بالدفع بالتي هي أحسن والإحسان إلى المسيئين، مصداقاً لما قال تعالى موصياً سيد الخلق أجمعين ،
-صلى الله عليه وسلم-:
(…وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)كماأنهم دعوا إلى الجنوح للسلم فقال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) وشجع القرآن المسلمين على التزام السلم – وهذا وقت الحرب- وطالبهم بتلمّس السلم إن وجدوا رداً إيجابياً من الطرف الآخر، فقال تعالى: (فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا).
لا إكراه في الدين: سلم دون تلفيق:
الإسلام رسالته واضحة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان واضحاً
وسيبقى دينه واضحاً للعالمين، بأن هناك فرقاً بين احترام حرية الآخرين في
اختيار ما يعتقدون، وبين التلفيق بين الأديان، أو قبول أديان الضلالة.
فالإسلام متناسق وواضح ومنسجم مع منطقه الداخلي ومع الحقيقة الموضوعية،
ولذلك فإنه لا يقبل التلفيق بين الأديان، فالإسلام هو الحقيقة المطلقة، ولا
يقبل بحال من الأحوال قبول العقائد الأخرى في منطق الإسلام، كما أن
التأكيد على التمايز بين الحق والضلال واضح في منهجه -صلى الله عليه وسلم-
وذلك في سورة الكافرون حيث يقول تعالى : ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عباد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين)، ولكن في الوقت نفسه لا يصح بحال من الأحوال إجبار إكراه الآخرين على قبوله، ولذلك بيّن القرآن الكريم أن (لا إكراه في الدين) لأنه(تبين الرشد من الغي).
بل إن القرآن نفسه به آيات كثيرة تدعو إلى احترام عقائد الآخرين
حتّى ولو كانت فاسدة وغير صحيحة، وذلك لسماحة الإسلام حتى في مقابل أصحاب
العقائد الضالّة التي لا قداسة لها في نظر الإسلام. فأمرنا الله تعالى بعدم
إيذاء غير المسلمين وإثارتهم وإهانة دينهم أو أديانهم عبر سبّ آلهتهم فقال
سبحانه:
(وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْم) بل
دعانا إلى اتخاذ مسلك آخر أكثر إيجابية ومبدئية، وهو منهج الإحسان والدعوة
بالحسنى بدل السبّ والشتم والشحناء؛ لأنه مناقض لمنهج الاسلام وغايته في
تحقيق السلم، فقال تعالى: (ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُو أعلم بِمَنْ
ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُو أعلم بِالْمُهْتَدِين).
صفح من أجل السلم:
من أجل تحقيق رسالته في السلم فإن النبي -صلى الله عليه وسلم-
يعلمنا مسلكاً مهماً آخر لتحقيق السلم، وذلك من خلال حثّنا على الصّفح وغضّ
النظر عن إساءة الآخرين. ووضع القرآن الكريم لذلك آيات بينات تُعدّ دستورا
يقول تعالى:
(وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).التغابن14وقال سبحانه: (وَلْيَعْفُواوَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ). [النور: 22]، وقال تعالى: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الُْمحْسِنِينَ) [المائدة: 13]،وقال عزوجلوَإِنَّ السَّاعَةَ لآتية فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) [الحجر: 85]، وقال سبحانه: (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الزخرف:89] ، وقال تعالى: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِه) [البقرة: 109]. هذا بالإضافة إلى الآيات التي تدل على الغفران والغضّ عن السيئة والمحبة والإحسان وما أشبه.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- نموذجاً وقدوة في الصفح والعفو من أجل
السلم مبدأ وغاية، لقد كانت المرحلة المكية من الدعوة النبوية فترة عصيبة
أُوذي فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- في شخصه الكريم، وفي أهل بيته وفي
صحابته، ولكنه لم يكن يرد الإيذاء، بل كان يردّ رداً جميلاً، فحين كان أبو
لهب يرميه بالحجارة، وأم جميل تلقي في طريقه الأشواك، وبعض الكفار يلقي
سَلَى الشاة على رأسه وهو قائم يصلي عند الكعبة، وبعضهم يبصق في وجهه
الطاهر الشريف، وأبو جهل يشج رأسه وغيرها، كان صلى الله عليه وسلميقول: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"، ثم
إنه لما انتصر على قوى الكفر والطاغوت ورجع إلى مكة فاتحاً كان أرحم
بأهلها من الأم بولدها، وحقق السلم المطلق فلم تُرق قطرة دم في فتح مكة،
ولما قال بعض أصحابه: "اليوم يوم الملحمة" قال: "بل اليوم يوم المرحمة"، وخاطب أهل مكة قائلاً: "ما تظنون أني فاعل بكم"، وقد أقدره الله عليهم، قالوا: "أخ كريم وابن أخ كريم"، فقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وكان يوماً سجله التاريخ في تحقيق الفتح بالسلم، فهل هناك سلم مثل سلم محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد شغل السلم حيزا كبيرا في التشريع الاسلامي مستمدا من القرآن الكريم والسنةالنبوية الشريفة وقد لا يعبر عنه بكلمة سلم لكنه يأتي احيانا بها او ببعض مرادفاتهافي ذات المعنى الذي هو عكس الإرهاب والعنف
يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة
وقد جعل الله سبحانه وتعالى السلم اسما من اسمائه المباركة
( هو الله الذي لا اله. إلا هو الملك القدوس السلام..)
ويضاف الى ذلك التحية الاسلامية التي تسبغ جمال السلام على المسلمين الذينيتبادلونه كتحية والفة وقول الله عز وجل(تحيتهم فيهاسلام..).
ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه وليحميم
فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
اذن فان الاسلام الحقيقي بتشريعاته قائم على اعتبار العلاقات الاجتماعية هيعلاقات انسانية في المحبة والتواصل والعدالة كل ذلك باسلوب السلم والسلام والمرونةبل ان الرحمة المتبادلة تطغى في السلوك وتعلو على القوة والسلاح
يقول الامام الشيرازي ان الحرب واستعمال القوة حالة تخرج عن القاعدة ذلك لانالاسلام هو المهادنة والحوار والسلم واذا كان ثمة حاجة لاستعمال العنف إن هدف القاعدة هو السلمالشواذ اي انها ليست القاعدة. لاالعنف .
والصوت الشيرازي كان ولا يزال صوتا دؤوبا للتثقيف على هذا المبدأ في النطاقالمجتمعي والسياسي والانفتاحي على الساحة العالمية منطلقا بان الاسلام لم يتحدديوما في رقعة جغرافية انما هو دين عالمي يشمل الشعوب كافة دون استثناء، والنظرة هذههي النظرة الحقيقية في التعامل مع الآخر المختلف مهما ابتعد جغرافيا او فكريا اوقرب فالسلم في التعاطي والتفاعل وحل الاشكاليات يعد مقياسا اسلاميا في استيعابالرسالة الربانية وفهم فحواها فالحروب والمعارك التي خاضها البشرضد بعضهم البعض لمتنتج ناتجا اخلاقيا ولم تحل المعضلات انما كانت على الدوام تزيد من اضافة اشكالياتاكثر تعقيدا وترتكس بالبشر الى درجات ادنى مما كانوا عليه بكونها تستهدف الانسانوتركيز عذاباته ومعاناته وحرمانه من الحياة بعد ان تتسيد القوة الغاشمة على مصائرالشعوب
وتتصادر العدالة والحريات ويحل القمع والارهاب والاقصاءوفي اوقاتنا
المعاصرة تنامت القوة بحيث تماهت مع الثقافة الاجتماعية واصبحت مرضاسلوكيا في التعامل اليومي بين افراد المجتمع وينعكس ذلك بالطبع في المؤسسات التيتتصدى للعمليات الادارية والامنية.
لغة الكراهية المسبقة مع الآخر المختلف وهذه اللغة تعمم الكراهية لاي مجتمع بناءعلى موقفها من النظام السياسي او السلطوي في ذلك البلد فنحن نقول الغرب العدو ونطلقعليه اسماء اخرى ولا نفرق ولا نعبر عن ان العداء لايخص تلك الشعوب التي يفترض انبيننا وبينها تواصل انساني وان تلك الشعوب في اقل تقدير تحتوي مسلمين امريكان بنسب كبيرة جدا.
وان من كبير الأخطاء ان يظن المسلمون بان الإسلام عائد بالمولد الى رقعتهمالجغرافية وانهم اولى به كامتياز او كمربع إسلامي خالص ليس به اشكال او ما يخالفالرسالة الإسلامية وهذا الخطأ حادث فعلا بسبب القراءة المغلوطة للمجتمعات الاسلاميةلان قراءة المجتمعات الاسلامية الواقعية يمكن من خلالها ومن خلال قراءة نظمهاالسلطوية ان نستشف بان الدول التي تندرج ضمن العنوان الاسلامي لا تحوز حتى على نسبةالمقبول الذي يمكن معالجته، لكننا نجد بان البنية الثقافية في اوربا مثلا يمكن انتكون في مستوى التناغم والتجانس بين المنظور الاسلامي وبين المستوى الثقافي المتقدمالذي يشبه بدرجات كبيرة الجانب الاخلاقي الاسلامي في السلوك والحقوق والعلاقاتالاجتماعية
ان العداء المسبق والكراهية المعلنة بقالب التعميم هو تثقيف واعداد للعنف وتلويحبالحرب المؤجلة المكتومة والكامنة لاتتسق ابدا مع المفهوم الاسلامي كرسالة يجبتبليغها للجميع بلا استثناء وكرسالة يجب سماعها من الآخر من وجهة نظره فكثير منالمؤلفات الغربية تحدثت عن الاسلام وكتبت عنه وجادلت فيه بحيث ان تلك المؤلفاتالغربية عدت مراجع محترمة في البحوث الاسلامية وهذا من كون الكتاب الذين كتبوا عنالاسلام كانوا معنيين بهذه الرسالة الربانية
وعلى قول العلامة محمد باقر الصدر لو ان المفكرين الغربيين اخذوا او قرأواالرسالة الاسلامية ولم تسيطر عليهم فكرة الكنيسة لكان للاسلام شأن آخر وهذا القولاو ما يشابهه قاله العلامة حسن الشيرازي ايضا في احد مؤلفاته المهمة
-تمهيد:
إنّ الإسلام دين السلم وشعاره السلام، فبعد أن كان عرب الجاهلية يشعلون الحروب لعقود من الزمن من أجل ناقة أو نيل ثأر ويهدرون في ذلك الدماء ويقيمون العدوات بينهم لقرون، جاء الإسلام وأخذ يدعوهم إلى السلم والوئام، ونبذ الحروب والشحناء التي لا
تولّد سوى الدمار والفساد.ولذلك فإن القرآن جعل غايته أن يدخل الناس في السلم جميعاً، فنادى المؤمنين بأن يتخذوه غاية عامة، قال الله -عز وجل- مخاطباً أهل الإيمان: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208].بل إن من صفات المؤمنين أنهم يردون على جهل الآخرين بالسلم، فيكون السلم هنا مسلكاً لردّ عدوان الجاهلين، قال تعالى: (…وإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَما). ذلك أن مسلك السلم لا يستوي ومسلك العنف، ومسلك العفو لا يستوي ومسلك الانتقام، ومسلك اللين لا يستوي ومسلك الشدة والغلظة، ولذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويوصي دائماً أصحابه بالدفع بالتي هي أحسن، والإحسان إلى المسيئين، مصداقاً لما قال تعالى موصياً سيد الخلق أجمعين -صلى الله عليه وسلم-…وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) كما أنهم دعوا إلى الجنوح للسلم فقال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) وشجع القرآن المسلمين على التزام السلم – وهذا وقت الحرب- وطالبهم بتلمّس السلم إن وجدوا رداً إيجابياً من الطرف الآخر، فقال تعالى: (فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا). ويقول الامام علي رضي الله عنه في عهده لمالك الاشتر: «ولا تدفعن صلحاً دعاك اليه عدوك ولله فيه رضى، فإن في الصلح دعة لجنودك، وراحة من
همومك، وأمنا لبلادك».
2-تعريف السلم والأمن:
– السلم كلمة واضحة المعنى، تعبر عن ميل فطري في أعماق كل إنسان، وتحكي رغبة جامحة في أوساط كل مجتمع سوي، وتشكل غاية وهدفاً نبيلاً لجميع الأمم والشعوب. والسلم من السلام وأصله السلامة أي البراءة والعافية والنجاة من العيوب والآفات
والأخطار. ويطلق السلم بلغاته الثلاث السِلم والسَلم والسَلَم على ما يقابل حالة الحرب والصراع.قال ابن منظور: السَلم والسِلم: الصلح، وتسالموا:
تصالحوا، والتسالم أي التصالح. والمسالمة تعني المصالحة. وحكي ان السلم هو:
الاستسلام وضد الحرب. وهو وضع يسود فيه الامن والسلام ويشعر فيه الفرد بالامان والسكينة والاستقرار وهو عامل اساسي لتقدم الامم وازدهارها.
-أنواع الأمن و السلم:
ا/ الأمن الداخلي :والذي يتضمن:
*الأمن العمومي: وتقوم به مصالح الأمن بهدف حماية الأفراد والممتلكات
*الأمن الاجتماعي:ضمان التعليم وحرية التعبير والابتكار وحماية التراث الوطني والقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية
*الأمن الاقتصادي :تقوم به الدولة بهدف تحقيق الأمن الغذائي والتقدم التكنولوجي وحماية الاقتصاد الوطني
ب/ الامن الخارجي:
وهو حماية وصون الاستقلال الوطني والحدود الجزائرية البرية والبحرية والجوية.
3-تعريف السلام :
هو الأمان وحفظ الكرامة والعمل على وجود مصالح مشتركة تحقق قيام حضارة تقوم على احترام الذات واحترام الأخر والتمسك بالعدل واحترام العدالة وتوفير الرقى لجميع الأجناس البشرية على وجه الأرض بل وتهدأ بوجوده جميع الكائنات الحيةْ .*يتحقق السلام فى ظل العدالة وبدونها فلا وجود للسلام فالعدالة تقوم على حفظ التوازن البشرى بتطبيق القوانين على وجه يحقق المساواة وعدم التمييز وبذلك تكون العدالة جسرا يوصل إلى السلام .
وجاءت العدالة ممثلة فى ظل تشريعات الكتب السماوية على مر العصور لكى تكون بمثابة الدستور الذى يحقق العدل والمساواة بين جميع أجناس البشر.
*السـلام قبل ظهور الإسلام : كانت
شبه الجزيرة العربية مكونة من قبائل صحراوية تحكمها وتسيطر عليها العصبية القبلية مع وجود العادات الناتجة عن الجهل المتوارث مثل تقديم القرابين للأصنام ووأد البنات وتجارة الرقيق ووجود مجتمع طبقى البقاء فيه للأقوى وكانت العصبية القبلية هى العامل الرئيسي لاستمرار الحروب بين القبائل ويجسد لنا الشعر الجاهلى ما كان علية هؤلاء من عداء لمجرد التعصب وانتشار الرذيلة واضطراب فى النفس البشرية لضياع العدالة وسيادة قانون البقاء للأقوى .
*السـلام فى ظـل الإسلام :
– لعل الإسلام عني عناية فائقة بالدعوة الى السلام بل إن السلام اسم من أسماء الله فجاء الإسلام بالقران الكريم وهو الدستور الذى يحقق السلام فقال تعالى (وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) وتحية الإسلام هى (السلام عليكم) .ويضع هذه القيمة (أي قيمة السلام) على رأس القيم التى فيها صلاح العالم ولقد كان للإسلام مع الخونة قصصا يرويها التاريخ بإعجاب وإكبار فلم يسمع أحد أن النبى الكريم أو خلفائه من بعده انهم قتلوا نصرانيا لأنة لم يسلم أو عذبوا كتابيا أو سجنوه أو منعوه من التعبد وإقامة شعائره الدينية .
دين الإسلام لا يدعو إلا للسلام أما عن الحروب التى نشبت فى الإسلام منذ ظهوره فإنما كانت لدوافع وحق مشروع منها الدفاع عن النفس ومحاربة الطغاة .وقد فطن الإسلام عن الضرر الذى ينشأ من الحروب والعدوان فقال تعالى ( وان جنحوا للسلم فجنح لها وتوكل على الله)
*ويخطئ من يظن أن الإسلام انتشر بحد السيف أو كما يسمى بعض المستشرقين [الجهاد] ذلك أن الجهاد المقصود هو جهاد النفس والدفاع عن النفس لا جهاد الصهيونية والمستعمرين .
*الـســلام و الـعــصـر:
– إن للعالم الآن شكل
متغير عما كان من قبل فقد نالت الشعوب درجة أعلى من الحرية وتمكنت منظمات
المجتمع المدنى درجة اعلى من التمكين و أصبحت العلاقات الدولية غير مقيدة
بل وصارت حقوق الإنسان والسلام والتنمية وغيرها تتحرك فى افاق أممية .
* العنف:
* تتعدد المواقف والأسباب والأشكال والأنواع لكن في النهاية العنف معناه واحدلا يختلف "إيذاء شخص" وإلحاق الضرر به، وانتزاع المراد منه بالقوة وإجباره على التنازل عنه.
4-كيف نعالج العنف؟:
*احترام النظام الديمقراطي للدستور.
*تحقيق الامن الغذائي.
*محو الفوراق الاجتماعية والازمة الطبقية.
*رفع حالة التهميش و توفير متطلبات الحياة( صحة – عمل – تعليم)
*احترام التنوع الاجتماعي والثقافي والديني.
*تنمية روح الحوار والتسامح واحترام حقوق الانسان.
*غرس بذور المحبة والتعاون ونزع بذور البغض والشحناء.
*
المجتمع الذي يتساوى الناس فيه أمام القانون، وينال كل ذي حق حقه، ولا
تمييز فيه لفئة على أخرى، تقل فيهدوافع العدوان و الخصومة والنزاع.
*أهمية السلم:
*فرض النظام والأمن والاستقرار.
*ضمان الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين.
*التمتع بممارسة الديمقراطية وحرية التعبير.
*تحقيق المساواة امام القانون بين الجميع على اختلاف الالوان والاجناس.
/ صرخة طفل:
إلهى إلهى ترى
قد إشتد الظلام الحالك على كل الممالك ، وإحترقت الآفاق من نائرة النفاق ، وإشتعلت نيران الجدال والقتال فى مشارق الأرض ومغاربها ، فالدماء مسفوكة والأجساد مطروحة والرؤس مذبوحة على التراب فى ميدان الجدال ، رب رب ارحم هؤلاء الجهلاء وانظر اليهم بعين العفو والغفران واطف ِ هذه النيران حتى تنقشع هذه الغيوم المتاكثفة فى الآفاق حتى تشرق شمس الحقيقة بأنوار الوفاق وينكشف هذا الظلام ويستضئ كل الممالك بأنوار السلام ، رب انقذهم من غمرات بحر البغضاء ونجهم من هذه الظلمات الدهماء وألف بين قلوبهم ونور أبصارهم بنور الصلح والسلام ، رب نجهم من غمرات الحرب والقتال وانقذهم من ظلام الضلال واكشف عن بصائرهم الغشاء ونور قلوبهم بنور الهدى وعاملهم بفضلك ورحمتك الكبرى ولا تعاملهم بغضبك الذى يرتعد منه فرائص الأقوياء ، رب قد طالت الحروب واشتدت الكروب وتبدل كل معمور بمطمور رب نور القلوب بسراج ابتك إنك أنت الكريم ذو الفضل العظيم وإنك أنت الرحمن الرحيم"
3/اطفال الجزائر ينادون معا إلى الوئام :
هيـا إلـى الـوئـام يـا إخوتـي الكـرام!
[center]قد رفرفـت بـأرضنـاحـمـائـم السـلام!
هـيـا يـا رفــاقلـنـتـركالشـقـاق
بـالصفـح و الوفـاقفـيـالــه إكــرام!
لنسعـد الـجمـيـعبسـلمنـا الـوديـع
بـحـلمنـا الرفيـعسنـتـرك الـخصـام!
لـنـمـلإالـبـلادالأمـن للـعـبــاد
ونـهجـر الأحـقـادلنـفــرح الأنــام!
قدجـاء فـي القـرآنبـأوضـح الـبـيـان
بـأنـنـا إخــوانوديـنـنـاالإسـلام!
بـالـود والـوفــاءونـعـمـة الإخــاء
نترقـى إلـى العليـاءعلى مـدى الأيــام!
بالـجـد والتفـانـيو تـركنـا التـوانـي
نـحقـقالأمـانـيفـي موطـن الإقـدام!
فلتفرحـوا يا إخوتـي وأنتـم يـارفـقتـي
وـلتفخـر يـا أمتـيبـالسيـر لـلأمــام!
لنـبـنـي الـبـلادونـصنـع الأمـجـاد
كي نصبـح الأسيـادفــذلـك الـمـرام!
إن نـوفبـالعهـودعلى خطى الـجـدود
من كـانوا كالأسـودهيهـات أننـضـام!
طوبى لكـم يا إخوتـيبـالألـف والـمـودة!
ولتهتفـي يـا أمتـيمعـا إلـى الـوئـام!
فـي موطـن الأمـانجـزائـر الشجـعـان!
بـالعلـموالإيـمـاننـــــودع الآلام!
نــودع الـبـكـاءوالشـروالـبـــلاء!
إلـى غـد الصـفـاءلنـهـزم الـحـمـام!
ستعجـب الشعـوببتـركنـا العيــوب!
و نـقتفـي الـدروبعلـى خطـى الوئـام!
سنـغـرسالـورودفـي التـل و النـجود!
و للــورى نـقـودقـوافـل الـســلام !
4/نداء للسلام من المتعطشين للسلام:
ايتها الحرب الجبارة كفي عن قتل الابرار ايتهاالحرب الجبارة كفاكي ظلما الاحرار لقد عشنا سنيناطويلة نحاول وقف الدمار فلماذا لا نعيش فيسلام و ننشر الحب والوئام فهيا اصحوا يا عرب من هذاالمنام فليس السلام مجردكلام هيا قفوا و تعاونوا على نشرالسلام فلنقف جميعامتعاونين متحابينمتفائلين
ننقذ اخواننا المسلمين و نحررهم منالمعتدين فلنسعى جاهدين لوقف الظلم و نشر السلامفسلام سلام ما احلىالسلام
*إن الشعر كان دائماً لسان الأمة و روحها ، وهو الذي عبر عن أحلامها وفلسفتها ، وكاندائماً جسراً ثقافياً وروحانياً بين الأمم المختلفة مقرباً ما بينها ، وجامعاًإياها في رحاب الإنسانية. إننا بالشعر ندرك إنسانيتنا ، ونحقق هويتنا الخاصة بكلمنا كأمة مختلفة عن الأمم الأخرى ، ولكن هذا الاختلاف يصبح في رحاب الشعر رباطاًجميلاً يجمعنا في بوتقة الإنسانية في إطار من الحب والسلام والوفاق بين الإنسانوأخيه الإنسان. لكن هذه الإنسانية لن تنعم بوئام حق وسلام شامل إلا بنبذ أسبابالصراعات التي تنشأ بين الأمم ، فيرحل المحتلون عن الأراضي التي اغتصبوها زوراًوبهتاناً وعدواناً ، ويعود أصحاب الأراضي إلى أراضيهم التي سُلِبَتْ منهم ، حينئذفقط سيكون هناك أملٌ في سلام عادل وشامل ، حينئذ فقط ستنعم الإنسانية والطبيعةبانسجام و وئام ، حينئذ سيكون للناس امال وطموحات بغد افضل ومستقبل اشرق
7- خاتمة:
*في عصر السباق نحو التسلح والدمار لا نماك الا ان نتحسر على الواقع المرير الذي نعيشه وعلى الارواح التي تزهق كل يوم والدماء التي تسفك كل ثانية . كثيرٌ من الأشياء تفرقنا ، وتجعلنا نبدو وكأننا في اختلافنا محالٌ أن نلتقي. منها اللغة ،
الدين ، التاريخ ، الوطن . على الرغم من كل هذه الأشياء التي قدتباعد ما بيننا إلا أن هناك عاملاً مشتركاً بين كل الأجناس برغم كل هذه الاختلافاتوهو الإنسانية. فكلنا بلا شك ننتمي إلى الإنسانية ديناً لا نختلف عليه ،ولغة نفهمها جميعاً ، وجنسية نحملها.هذه الإنسانيةالتي تذوب فيها كل الفروق هي الأمل الأوحد من أجل عالم يسوده الوئام والوفاق هي الوطن الأكبر الذي نولد منتمين إليه دون حاجة إلى جواز سفر أو بطاقةإثبات هوية.
– هذا ما يجعل وقف التجاربالنووية ونزع السلاح النووي من أي بلدٍ يمتلكه واجبٌ علينا ، فليس من العقل إعلانالحرب على بلد بدعوى محاولة امتلاك سلاح نووي وغض الطرف عن بلد آخر يمتلك ترسانة منالأسلحة النووية تكفي لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات إنها كارثة محدقة بنا وإن لمنسارع الآن بوقف هذه الانتهاكات بوازع من ضميرنا الإنساني فقد يكون الوقت متأخراًلاحقاً. نحن بحاجة إلى جراءة في الحديث عن ثقافة جديدة تنظر إلى الواقع بلغة مختلفة لايسمح فيها لمتطرف يختفي خلف الجدران التاريخية ليذكرنا بالصراعات ويمليعلينا آلية تاريخية متطرفة.
– تختلف لغات العالم لكن المعنى واحد العالم بحاجة للسلام لا للعنف لا للظلم لا للحروب
شكرااا لك على هذا المرور ونتمنى منك المزيدددد
قصة سيدنا ادم عليه السلام
خلق الله النبياء للدعوة و الارشاد و كان لكل نبي مهمته و قصته و اليوم جايب قصة ابونا ادم عليه السلام
نبذة:
أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.
سيرته:
خلق آدم عليه السلام:
أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض – وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم – بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق – يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له,<A dir=rtl target="_newLIGN=’RIGHT’"> </SPAN>ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !
هذه الحيرة </SPAN>و الدهشة </SPAN>التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. </SPAN>أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، </SPAN>ولا يعلمون الغيب . </SPAN>لقد خفيت عليهم حكمة </SPAN>الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور:</SPAN> (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله</SPAN> ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .</SPAN>
أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر – ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة – ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟
سجود الملائكة لآدم:
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان</SPAN> يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ؟ الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .</SPAN>
أما كيف</SPAN> كان السجود ؟ وأين ؟ ومتى ؟ كل </SPAN>ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً</SPAN>..
فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . وبدلا من التوبة والأوبة إلى الله تبارك وتعالى، ردّ إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح:</SPAN> ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ</SPAN>) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه ( مِنْهَا</SPAN>) فهل هي الجنة ؟ أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز لكن الأرجح رحمة الله تعالى، فلم يكن إبليس في الجنة، وحتى آدم عليه السلام لم يكن في الجنة على الأرجح . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .</SPAN>
</SPAN>قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ</SPAN></SPAN> </SPAN>(8</SPAN>4 )</SPAN> لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ</SPAN></SPAN> (85) (ص)</SPAN>هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس:</SPAN> (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد</SPAN>. ف كشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: </SPAN>( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ</SPAN>) ويستدرك فيقول: ( إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ</SPAN>) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .
وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن – سبحانه – إرادته . وحدد المنهج والطريق: </SPAN>( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ</SPAN></SPAN>) .
ف هي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .</SPAN>
تعليم آدم الأسماء:
ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي </SPAN>العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة</SPAN>: (</SPAN> وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا</SPAN> ) . </SPAN>سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها – وهي ألفاظ منطوقة – رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . </SPAN>
أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . .</SPAN> ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء .</SPAN> ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: </SPAN>(</SPAN> قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ</SPAN></SPAN> ) .</SPAN>أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه ع َـ</SPAN>ل ِـ</SPAN>م َ</SPAN> ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.</STRONG>
سكن آدم وحواء في الجنة</SPAN> :</SPAN>
اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء</STRONG>. ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة. </SPAN>لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد </SPAN>سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال أكثرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.
كان الله قد سمح لآدم وحواء بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة.</SPAN> غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه ويوسوس إليه: (</SPAN>هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ) . </SPAN>وأقسم إبليس لآدم أنه صادق في نصحه لهم، ولم يكن آدم عليه السلام بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم بالله كذا، فضعف عزمه ونسي وأكل من الشجرة هو وحواء.
ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.
لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح</SPAN> عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. ولم تكن لآدم تجارب سابقة في العصيان، فلم يعرف كيف يتوب، فألهمه الله سبحانه وتعالى عبارات التوبة (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23) (الأعرف) </SPAN>وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض:</SPAN>
وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه.</SPAN> ف</SPAN> أدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها .</SPAN>.. وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا ال</SPAN>تصور غير منطقي</SPAN> لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما </SPAN>تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا</SPAN> من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
هابيل وقابيل:</SPAN>
لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.</SPAN>
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. و</SPAN>يقال أن قابيل كان </SPAN>يريد زوجة هابيل</SPAN> لنفسه.. ف</SPAN>أمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل</SPAN> ولم يتقبل من قابيل</SPAN>. قال تعالى في سورة (المائدة):
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. </SPAN>قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض</SPAN>. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى</SPAN> القاتل غرابا حيا بجانب</SPAN> جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل </SPAN>على أخيه هابيل </SPAN>كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قال آدم حين عرف القصة: (</SPAN>هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) </SPAN>وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
موت آدم عليه السلام:</SPAN>
وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته"
جزاك الله خير ان شاء الله
بارك الله فيك اخي
ننتظر جديدك
1-صفة لونه
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق – أي لم يكن شديد البياض والبرص – يتلألأ نوراً).
2-صفة وجهه
كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خلقاً).
3-صفة جبينه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين). الأسيل: هو المستوي. أخرجه عبد الرازق والبيهقي وابن عساكر. وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم. وقد صفه ابن أبي خيثمة فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ).
4-صفة حاجبيه
كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان مقوسان، متصلان اتصالاً خفيفاً، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.
5-صفة عينيه
كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة – أي رموش العينين – ناصعتي البياض وكان صلى الله عليه وسلم أشكل العينين. قال القسطلاني في المواهب: الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود. وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال الراهب: هو شرح المواهب. وكان صلى الله عليه وسلم (إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما – والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة – وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها). أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.
.يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف
7-صفة خديه
كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده). أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي: هذا حديث صحيح.
8-صفة فمه وأسنانه
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان). الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان صلى الله عليه وسلم وسيماً أشنب – أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات- أفلج الثنيتين – الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين الأسنان – إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، – النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).
9-صفة ريقه
لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته بإذن الله. فقد جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء كأنه لم يكن به وجع). وروى الطبراني وأبو نعيم أن عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه وسلم يبايعنه، وهن خمس، فوجدنه يأكل قديداً (لحم مجفف)، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف، أي تغير رائحة فم. ومما يروى في عجائب غزوة أحد، ما أصاب قتادة رضي الله عنه بسهم في عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تدلت عينه، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها ثم تفل بها ومسح عليها وقال (قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر من أختها، فقال الشاعر (اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد العمى).
10-صفة لحيته
(كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية)، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر. وقالت عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، – والكث: الكثير منابت الشعر الملتفها – وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها)، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه. وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: (كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض). أخرجه البخاري. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته). أخرجه مسلم. (وكان صلى الله عليه وسلم أسود كث اللحية، بمقدار قبضة اليد، يحسنها ويطيبها، أي يضع عليها الطيب. وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات). أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم حف الشارب وإعفاء اللحية.
11-صفة شعره
كان صلى الله عليه وسلم شديد السواد رجلاً، أي ليس مسترسلاً كشعر الروم ولا جعداً كشعر السودان وإنما هو على هيئة المتمشط، يصل إلى أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصل إلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق، وبهذا يجمع بين الروايات الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل واحدٍ من الرواة عما رآه في حين من الأحيان. قال الإمام النووي: (هذا، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سني الهجرة إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع). وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله)، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح. ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه وسلم شيب إلا شعيرات في مفرق رأسه، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات وكان صلى الله عليه وسلم إذا ادهن واراهن الدهن، أي أخفاهن، وكان يدهن بالطيب والحناء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد)، أخرجه البخاري ومسلم. وكان رجل الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط، كما إذا مشطه بالمشط كأنه حبك الرمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً، وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه). أخرجه أبو داود وابن ماجه. وكان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره، أي يرسله ثم ترك ذلك وصار يفرقه، فكان الفرق مستحباً، وهو آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم. وفرق شعر الرأس هو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس. وكان يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يمشط الشق الأيمن ثم الشق الأيسر. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترجل غباً، أي يمشط شعره ويتعهده من وقت إلى آخر. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره، أي الابتداء باليمين، إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل). أخرجه البخاري.
12-صفة عنقه ورقبته
رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق، والدمية: هي الصورة التي بولغ في تحسينها). فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة)، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما قالت: (كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر)، أخرجه البيهقي وابن عساكر.
13-صفة منكبيه
كان صلى الله عليه وسلم أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير)، واسع ما بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال. وكان كتفاه عريضين عظيمين.
14-صفة خاتم النبوة
وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده وهكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم. فعن عبد الله بن سرجس قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً. فقيل له: أستغفر لك النبي؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) محمد/19. قال: (ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل)، أخرجه مسلم. قال أبو زيد رضي الله عنه: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: (شعرات بين كتفيه)، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي. اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي.
15-صفة إبطيه
كان صلى الله عليه وسلم أبيض الإبطين، وبياض الإبطين من علامة نبوته إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة متغير اللون. قال عبد الله بن مالك رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه (أي باعد) حتى نرى بياض إبطيه). أخرجه البخاري. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه). أخرجه أحمد وقال الهيثمي في المجمع رجال أحمد رجال الصحيح.
16-صفة ذراعيه
كان صلى الله عليه وسلم أشعر، طويل الزندين (أي الذراعين)، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).
17-صفة كفيه:
كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة. قال أنس رضي الله عنه: (ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم). وأما ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عمل في الجهاد أو مهنة أهله، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار). أخرجه مسلم.
18-صفة أصابعه
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف (سائل الأطراف: يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة). أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصراً والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.
19-صفة صدره
كان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر، ممتلىءٌ لحماً، ليس بالسمين ولا بالنحيل، سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه وسلم أشعر أعالي الصدر، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المسربة وهو الشعر الدقيق.
20-صفة بطنه
قالت أم معبد رضي الله عنها: (لم تعبه ثلجه). الثلجة: كبر البطن.
21-صفة سرته
عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك: حديث هند تقدم تخريجه. واللبة المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر.
22-صفة مفاصله وركبتيه
كان صلى الله عليه وسلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمرفقين والمنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائل قوته صلى الله عليه وسلم.
23-صفة ساقيه
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: (وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه). أخرجه البخاري في صحيحه.
24-صفة قدميه
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين). قوله: خمصان الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء، يعني أنه لا ثبات للماء عليها وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة. رواه الترمذي في الشمائل والطبراني. وكان صلى الله عليه وسلم أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.
25-صفة قامته و طوله:
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم (أي مربوع القامة)، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البيهقي وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يماشي أحداً من الناس إلا طاله، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب إلى الربعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. فكان صلى الله عليه وسلم حسن الجسم، معتدل الخلق ومتناسب الأعضاء.
26-صفة عرقه
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ (أي كان صافياً أبيضاً مثل اللؤلؤ). وقال أيضاً: (ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم). أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضاً قال: (دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أي نام) عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب). رواه مسلم، وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم أم سليم على ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه (أي تبقى رائحة النبي صلى الله عليه وسلم على يد الرجل الذي صافحه)، وإذا وضع يده على رأس صبي، فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه على رأسه.
اللهم صلى و سلم على سيدنا محمد و على اله و اصحابه اجمعين
صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك ننتظر جديدك
شكرا لك الصادق نورت موضوعى
تقديم تفصيل صفات الرسول صلى الله عليه وسلم,والتسليم بصحة المعلومات والأخبار(مع الشك فيها في تصوري)’ينجم عنه’إمكانية رسم صورته و تمثيله في الأفلام وتجسيد شخصيته ,؟ والوصف اللغوي هو رسم سمعي.والأولى تجسيد شخصية الصحابة الكرام خاصة الخلفاء الراشدون وامهات المؤمنين؟
وهذا من المحرمات لدى المسلمين.
فهل يمكن تمثيل دور الرسول صلى الله عليه وسلم في الأفلام؟ وقد مثل عند الإرانيين والغرب عامة دور الأنبياء عيسى وموسى ويوسف وإبراهيم و… عليهم الصلاة والسلام…
التفكير السليم يستلزم أن التسليم بالمقدمات يستلزم التسليم بالنتائج ,فهل هذا ممكنا في هذه المشكلة؟
الموضوع ليس مجرد وصف للرسول صلى الله عليه وسلم وبل هو فكرة مفجرة للكثير من العقائد.
مشكورة
شكر تامل عقل على التدخل المميز …يارب متعنا بلقاء الحبيب عليه افضل الصلاه و السلام.