كيف تعيش الحيوانات
توجد ثلاث مجموعات رئيسية في مملكة الحيوانات : الحيوانات العواشب ، آكلة الأعشاب ، التي تعتمد على النبات لغذائها ، والمجموعة آكلة اللحوم ، واللواحم وهي التي تفترس غيرها من الحيوانات ، ثم المجموعة الثالثة ، التي تأكل اللحوم والنباتات . طبعا توجد مجموعات أصغر ضمن هذه المجموعات .
العواشب :
بين العواشب توجد أنواع من الحيوانات ترعى الحشيش والأعشاب التي تنبت على سطح الأرض . وبعض أنواع اللافقاريات كالرخويات و(( البزاق)) فإنها تعيش على الطحالب وغير ذلك من المواد النباتية . وأنواع الماشية المرعوفة ، كالغنم والبقر والخيول ، من الحيوانات الراعية ، وكذلك حيوانات برية مثل الغزلان ، والجواميس ، وحمار الزرد الوحشي . وثمة أنواع أخرى تقتات بأوراق الشجر والأغصان الطرية والثمار ، ومن جملتها الزرافة والفيل والماعز ودب (( الباندا )). وتختلف أنواع الأسنان لدى كل نوع . فالأعشاب قاسية وغالبا ما تكون مغبرة أو عليها رمل ، لذلك يحتاج الحيوان إلى مضغها جيدا ، وهكذا فإن أسنان الحيوانات الراعية للأعشاب طويلة تتحمل طول الإستعمال ، بينما آكلة أوراق الشجر والثمال أسنانها أقصر .
اللواحم :
آكلات اللحوم تفترس جميع أنواع الحيوانات الأخرى تقريبا ، وتضم هذه المجموعة أنواعا متعددة من الحيوانات تتراوح بين مخلوقات ميكروسكوبية صغيرة وبين مخلوقات ماهرة بالصيد مثل القرش والنسر والأسد .
الحيوانات الصيادة :
كثير من اللواحم تتقن فن الإصطياد وتستعمل لذلك أساليب مختلفة للفوز بفريستها وهذه الأساليب تتغير بتغير طريقة الفريسة بالدفاع عن نفسها . وكثير من اللواحم الصيادة تعتمد على التخمين في بحثها عن الطعام ، فهي تتوقع أن تجد ما تفترسه في مكان ما ، وتعتمد على حواسها لإيجاد الفريسة . بعض الطيور المائية تفتش في الوحل ، في المياه الضحلة ، عليها تحظى ببعض الديدان أو الحيوانات الأخرى الصغيرة . و(( الراكون)) يمد يديه تحت الماء بحثا عن أنواع من الأسماك . وثمة حيوانات أخرى تتبع آثار فريستها . بهدوء وحذر إلى أن تصبح على مسافة تستطيع بها الإنقضاض عليها . فالقطط الضخة ، كالأسد والفهد تدب زاحفة بهدوء وبطء ، خافية جسمها بين الأعشاب حتى تصبح قرب الفريسة . والصقر يتوقف عن الحركة في الجو حتى تتحول عيون فريسته عنه فينقض عليها. والكمين هو الإسلوب الشائع لدى الحيوانات الصيادة ، فهي تختبئ بلا حركة لحين اقتراب فريستها منها . وكثير من الحيوانات التي تتبع هذا الإسلوب تحسن التمويه لكيلا تظهر . فبعض العناكب يصبح لونها مثل لون الأغصان التي تختبئ فيها بإنتظار الحشرة الغافلة .
الحيوانات التي تتغذى باللحوم وبالنباتات :
هناك بعض الأنواع تأكل ما يتيسر لها من غذاء ، من اللحوم أو الأعشاب أو النبات . فاللافقاريات مثل سمك النجمة تقتات ببقايا مواد عضوية مختلفة التركيب .
التوازن في الطبيعة :
هناك عوامل متعددة تكون التوازن في الطبيعة ، فكل أشكال الحياة تعتمد على الماء والهواء والمعادن ، وهي ليست مواد حية ، كما تعتمد على الأمور الحية الأخرى الموجودة في البيئة .
سلسلة الغذاء :
النباتات كالحشيش مثلا هي غذاء العواشب مثل حماز الزرد . الذي هو بدوره غذاء للواحم مثل الأسد وهذه الصلة بين الحيوانات نسميها (( سلسلة الغذاء)).
الإشتراك الغذائي :
هناك أنواع عديدة تشترك بسلسلة غذاء أو أكثر . فالحشيش هو غذاء أنواع مختلفة من العواشب الراعية ، وكل نوع من هذه العواشب فريسة لنوع واحد أو أكثر من اللواحم ، هذه الصلات المعقدة من سلاسل الغذاء نسميها الإشتراك الغذائي .
الطفيليات والمشاركة :
تعيش الحيوانات عادة معا بشكل عائلات منفصلة ، أو كمجموعات ، مثل قطعان الغزلان أو أسراب السنونو أو أفواج السمك . وأحيانا يكون هناك شراكة بين حيوانين مختلفين . وأسباب قيام هذه الشراكة كثيرة ، إلا أنها تكون دوما لفائدة الإثنين . مثلا ، شقار البحر يلتصق أيحانات بالسلطعون الناسك ، فيكون في ذلك حماية للسلطعون ويقتات شقار البحر بفضلات طعام السلطعون ( سرطان البحر). وفي المناطق الإستوائية تجثم أنواع عديدة من الطيور على ظهر حيوانات ضخمة مثل الجواميس والزرافات والغزلان . فتأكل الطيور وتساعد على تنظيف الحيوان. وثمة طيور أخرى تجد طعامها داخل فم التمساح المفتوح ، فتدخل وتقتات ما تجد بين الأسنان من ديدان وبقايا طعام . ولقاء ذلك تتولى هذه الطيور إنذار التمساح غذا إقترب خطر ما.
الشراكة الكافلية :
في بعض الأحيان تكون الشراكة وثيقة جدا بحيث لا يمكن لأحد الشريكين البقاء بدون الآخر، وهذا ما ندعوه (( الكافل)) . فالأشنة مكونة من نبتتين متلاحمتين ، الطحلب والطفيلية . فالطحلب الأخضر يصنع الغذاء ، والطفيلية تتوالد . لذلك كثيرا ما نجد الأشنة تعيش على الصخور الجراداء وحجارة المدافن. والحيوانات المجترة ، مثل البقر ، تعيش حيوانات صغيرة جدا داخل معدتها . ومهمة هذه الحيوانات حيوية للبقر ، لأنها تسبب انحلال السليلوز ، الذي يحدث في النبات . والبقرة لا تستطيع ان تفعل ذلك بنفسها ، بل تعتمد في ذلك على هذه الحيوانات الصغيرة لتليين الأعشاب في جوفها عندما تبتلعها . وبعد مرور وقت تعود البقرة فتخرج هذا الطعام وتجتره، أي تمضغه جيدا وتبتلعه نهائيا . بهذه الطريقة يمكن للحيوان ، خصوصا المجتر، أن يحصل على الفوائد القصوى من الطعام. وهناك نوع آخر من الشراكة يحصل لدى الحيوان البحري البسيط ، الهيدرا، ذي الشعاب الكثيرة مثل الشعر. فهذا الحيوان يتيح لأنواع دقيقة من الطحالب بأن تعيش داخل أنسجته ، فيؤمن لها المسكن ، والطحالب هذه تؤمن له الأكسجين .
الطفيليات :
في الأنواع الأخرى من الشراكة تنحصر الفائدة في واحد من الشريكين دون الآخر ، إذ يعيش الطفيلي على حساب شريكه الآخر، كثير من الديدان تعيش داخل أجسام الحيوانات وتتغذى من طعامها . والبراغيث تعيش من إمتصاص دم حيوانات أخرى ، وبعض أنواع الضفادع وحتى نباتات أخرى تعيش عالة على أنواع من الشجر. ويظل الوضع مقبولا طالما ان عدد الطفيليات التي تعيش على جسم ما لا يزيد عن معدل معين . أما إذا زاد العدد أو دخلت هذه الطفيليات على الجسم الغلط فقد ينتج عن ذلك مرض الجسم المضيف أو حتى الموت أحيانا. فالجراثيم التي ينقلها البعوض أو الجرذان او البراغيث قد تكون مميتة ، إلا أن البعوض أو البراغيث لا تصاب بأذى . وقد تقضي طفيلية ما عمرا بطوله داخل جسم مضيف ، وهي عادة بدون قوائم ، فتتعلق بكلاباتها أو فمها وتعيش عمرها تأكل وتبيض . وكثير من الجشرات الطفيلية تعيش بهذه الطريقة .
أكثر من جسم (( مضيف )) واحد :
قد يكون هناك أكثر من مضيف واحد لبعض الطفيليات. الدودة الوحيدة مثلا داخل جسم الإنسان قد تضع بيوضا، وهذه تخرج من الجسم ، وقد يحدث أن تختلط إحدى هذه البيوض بطعام أحد الخنازير فيبتلعها ، وتتحول إلى يرقانة تنمو ضمن لحم الخنزير. وبعد مدة قد يذبح الخنزير ويصبح طعاما لإنسان آخر يأكله ويصبح بدوره مضيفا لدودة متأتية من الخنزير . وهكذا دواليك ! وتأخذ الدورة مجراها. أما اليوم فقليلون هم البشر الذين يعانون من الدودة الوحيدة ، والسبب في ذلك هو وجود المراحيض الصحية والعناية بالنظافة التي تمارسها السلطات والتأكد من سلامة اللحوم التي تباع في الأسواق. ودود الكبد له مضيفان كذلك : فهو يستدف كبد الخروف حيث يضع بيوضه . فكلما خرجت بيضة من جسم الخروف تتحول إلى يرقانة سابحة تدخل جسم أي بزاقة . وهناك تمر في عدة أطوار من التحول قبل ان تترك البزاقة وتتسلق على ساق عشبة وتكون لنفسها غطاء سميكا. وتظل إلى ان يقيض لها خروف آخر يأكل العشبة فتعود وتدخل كبده ! والطريقة المثالية لإبادة هذه الدودة هو بإبادة البزاقات ، وكذلك بمنع الخراف من الرعي في المراعي المبللة .
طير الوقواق :
بين الطيور هذا النوع يتصرف بطريقة طفيلية ، فأنثى الوقواق تفتش عن عش فيه بيوض طير آخر . وعند غياب أصحابه تحط الأنثى في العش وتبيض بيضة واحدة تضعها مكان بيضة في العش . ومع الوقت يصبح العش كله ملكا لفرخ الوقواق ، لأنه يكون قد تولى دحرجة باقي البيوض من العش ، وحتى الصغار إذا كانت قد فقست . ومع أن فرخ الوقواق أكبر حجما من (( والديه )) بالتربية ، إلا أنهما يوظبان على إطعامه كأنه خليفتهما الحقيقي.
وكل والد للوقواق يختار النوع ذاته من الأعشاش لبيضته ، مثلا عش الدوري أو (( أبو الحناء)) أو (( المغني)) والأدهش من ذلك ان بيضة الوقواق تكون عادة مشابهة باللون والعلامات للبيوض الأخرى في العش.
الحواس :
تطورت حواس الحيوانات بحيث تتناسب مع طرقها المعيشية . فأحيانا تؤثر طريقة الحيوان في المعيشة على إحدى الحواس تأثيرا خاصا فتتطور هذه الحاسة على حساب الحواس الأخرى .
النظر :
النظر هو إحدى أهم الحواس لدى الحيوانات . وهناك أنواع عديدة من العيون ، إبتداء من الخلايا الت يتتأثر بالنور لدى بعض اللافقاريات إلى عيون الفقريات الدقيقة الإختصاص . فالعيون البسيطة جعلت فقط لتمييز درجة النور والتغيرات التي تطرأ عليها ، بينما العيون المتطورة تستطيع تمييز الأشكال الثلاثية الأبعاد ، وأحيانا الألوان . والنظر يساعد الحيوان على رؤية مصدر غذائه وكذلك تجنب أعدائه .
عين الفقاريات أداة دقيقة التركيب معقدة ، لها نافذة شفافة ندعوها القرنية . ويمر الضوء عبر هذه إلى العدسة ، حيث تضبط كمية الضوء المسموح له بالوصول إلى العين بواسطة القسم الملون المسمى الحدقة والحدقة تركز الضوء على الخلايا الحساسة في مؤخرة العين التي نسميها شبكية العين .
السمع :
حاسة السمع لها نفس أهمية حاسة النظر بالنسبة لغالبية الحيوانات . فهي تساعدها ليس فقط على إدراك أن شيئا ما يقترب منها ، بل كذلك على تقدير سرعته وربما أيضا حجمه .
الأذنان :
وأداة السمع هي الأذن ، وهي عبارة عن طية جلدية على جانب الرأس ، غالبية الحيوانات لها أذنان ، واحدة على كل جهة ، ويساعدها هذا على تمييز المكان الذي يصدر عنه الصوت ، والطيات ( الأذن الخارجية ) توصل الأصوات التي تصل بشكل ذبذبات في الهواء والماء حيث تصدم طبلة الأذن ووراء الطبلة توجد فجوة الأذن الوسطى ، حيث ترسل الذبذبات بواسطة صفوف من العظام الصغيرة إلى الأذن الداخلية . ومن غشاء الأذن الداخلية ترسل الذبذبات إلى الفجوة اللولبية إلى القسم المسمى (( القوقعة )) حيث تتولى خلايا الأعصاب توصيل الإشارات إلى الدماغ . وغالبا ما يكون العميان أكثر إحساسا بالفرق في الأصوات من الأشخاص ذوي النظر السليم . فالعميان كثيرا ما يستعملون الصدى لمعرفة بعدهم عن شيء ما .
اللمس والتذوق والشم :
جميع الحيوانات تقريبا تحس باللمس ، وبعض المخلوقات البدائية ، مثل الأمبيا ، تكتفي بأن تبتعد . أما الحيوانات الأكثرية تطورا فإن ردود فعلها تختلف بإختلاف فهمها لهذا اللمس. وحاستا الذوق والشم تتقاربان تماما ، ومجال التذوق بخلايا الذوق على اللسان محدود جدا ، ولكن ما يساعده على ذلك هو الشم . والشم يمكن الحيوانات من التعرف على محيطها وأماكنها وكذلك التعرف على مجموعاتها .
الشكر الجزيل علي هذا العمل الرائع فيه فائدة للجميع و رمضان كريم
عالم الحيوان عالم مليئ بالعجائب والطرائف والاسرار التي تدل على ابداع صنع الخالق وحكمته
وهذه بعض الاشياء الطريفه والعجيبه في سلوك بعض الحيوانات
مهر أنثى البطريق :
عندما يتقدم أي شاب للزواج من أي فتاه فانه يقدم لها مهرا وهديه يوم الخطبه وغالبا ما تكون حليه من الذهب مرصعه بالأحجار الكريمه.
وكذلك الحال عند طائر البطريق , فان الذكر عندما يريد الزواج يبحث عن حجر من نوع نادر في الطبيعه . ويلقيه بين يدي الأنثى التي اختارها .
فإذا التقطت الحجر كان معنى ذلك أنها قبلت به , وان تركته وذهبت فليس على الذكر إلا أن يحمل الحجر وهو كسيف البال ويبحث عن أخرى تقبل به زوجا لها .
فسبحان من جعل حب الحلي حتى في اناث الحيوانات ..
مزاح ثقيل :
تمتاز الغربان بروحها المرحه و ولعها بمداعبه سائر الحيوانات والسخريه منها.
فمن احب الهوايات اليها ازعاج الحيوانات اثناء نومها فهي كثيرا ما تنقض مثلا على ارنب وتضربه بمنقارها في راسه فتجعله يهب وذعورا.
وعندما ترى بقره مستلقيه في غفوه فانها تهب عليها وتعبث في انحاء مختلفه من جسمها حتى توقضها .
ومن الطريف انه يحدث احيانا ان يجتمع سرب من الغربان وياخذ في الصياح معا في وقت واحد بطريقه تنذر بوقوع خطر . وعند ذلك تقفز جميع الحيوانات الموجوده في المكان هاربه مذعوره بينما تتسلى الغربان برؤيه هذا المشهد ..
تقليد يزعج اصحاب الحروب:
الدلفين ذلك الحيوان البحري الاليف له صوت مرتفع وهو مغرم بتقليد الاصوات الاخرى التي يسمعها وخاصه اصوات السفن والغواصات
وكثيرا ما كان يبث الرعب في نفوس اصحاب الاساطيل الحربيه في الحرب العالميه الثانيه , اذكان يصدر اصواتا تشبه تماما صوت محرك الغواصه مما كان يحمل قباطنه السفن الى الاعتقاد بان ثمه غواصه تهاجمهم من تحت سطح البحر ويعلنون حاله الطوارئ
ومن صور الرحمه والتضحيه في الحيوانات
البط البري :
وهو نوع من البط يعرف بالشهرمان
لانقاذ حياه صغارها من الخطر تقوم البطه الام بمناوره محكمه وتجعل من نفسها هدفا لعدوها وتضحي بحياتها من اجل ابعاده عن الصغار ,
وفي مشهد رائع من التكافل والتضحيه تقوم بطه اخرى بكفاله الصغار اليتامى ورعايتهم بجانب صغارها .
انثى الفيل:
هادئه وديعه ولكنها تثور اذا مس ابنها اذى وتدافع عنه بكل ما اوتيت من قوه وقد يطلق عليها النار ويسيل دمها غزيرا ولكنها لا تنفك تدافع عنه حتى يدركها الموت ….
الذئاب الشرسه :
برغم ما هو معروف عن شراسه الذئاب والثعالب وفصيله الكلاب بشكل عام الا ان البالغ منها لا يمكن ان يعض الصغير مهما ارتكب من اعمال استفزازيه ولو كان هذا الصغير من الغرباء …ولكن متى ما بلغ هذا الصغير فانه لا يفلت من العقاب اذا اعتدى على حق غيره ..
فسبحان الهادي لمخلوقاته
منــقول
ههههههههههههههههه و الله غير خبر صراحة ضحكتني هاد الطرائف ميرسي حنونة
ههههههههههههههههههههههههههه
شكراااااا لك اختي حياة على الموضوع …
نسميها حيوانات مستهلكة من الطبقة الثانية او الثالثة فهي تتغذى على المستهلك الاول ولا تتغذى على المنتج اي النبات الاخضر
فلا يحق بتسميتها مستهلكة فقط فان المستهلك من الدرجة الاولى حيوان عشبي لا ياكل اللحم وبتالي هو غير مفترس
!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شكرا لكم على المرور
لالا راك غالط خويا
لأنه الحيوان الدي يأكل المنتج يسمى مستهلك ثاني
تسميات إناث الحيوانات
أنثى الأرنب : أرنبة وخرنقة وعكرسة و دمول.
أنثى الأسد: لبؤة، سبعة، أم العباس، أم كلثوم، أم الحارث.
أنثى النمر: خنيمة، كثعم وعسبرة و أم فارس.
أنثى الغزال: ظبية، خنساء و خولة و شادن.
أنثى العقرب: شبوة، شولة و شبدعة و أم غسان.
أنثى الذئب : سرحانة، عسقلة و سنداوة.
أنثى البغل: بغلة و سفواء.
أنثى الثعلب: ثعالة و أم عويل.
أنثى الحمار: أتان ،أم جحش و أم نافع.
أنثى الدب : جهبر و جهيزة.
أنثى الضب : عدملة.
أنثى الفأر : فرنب ، قرنب و أم راشد.
أنثى الفهد : كشماء و كشمة.
أنثى القرد : مي، زناءة و قشة.
أنثى الفيل : عيثوم و زندبيل.
أنثى النمل : قسعاء و أم مازن .
منقول للفائدة
معلومات قيمة بارك الله فيك ام كلثومة مواضيعك دائما متميزة
مشكورة على مرورك الجميل و ردك الأجمل
نورتي و عطرتي الموضوع
.
..
.
.
.
http://www.youtube.com/watch?v=bsUh0Khw2iY
*** بارك الله فيك ***
ما قدرتش نشوف المشهد ربما هناك خطأ
الفيديو لا يضهر يا مريم
تم التعديل
سبحاان الله
,,
تسلمين الغاليه مريم
,,
شكرا جزيلا لك مريم
سبحان الله
يضمن التكاثر استمرار الانواع و بقائها في الحياة, فهو وظيفة مشتركة بين جميع الحيوانات, وهو ايضا وسيلة لغزو اوساط جديدة من طرف الحيوانات.
فهو نوعان=
تكاثر داخلي=يتم داخل جسم الانثى.مثل=الطيور والحشرات…..
تكاثر خارجي=ويتم خارج جسم الانثىويتم عادة في الماء.مثل=الاسماك…
thank nyou verry much
شكراااااااااااااااا معلومات رائعة شكراااااااااااا
السلام عليكم
لكل محبي الحيوانات الاليفة اقدم لكم هذه الصور
تفضلوا
ارجو ان تنال اعجابكم
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو رائعة سلمت يداكي على هذا الموضوع
شكرا جزيلا لك اريج على المرور
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا على الموضوع
انها صور جد رائعة انها ملائمة لسن اطفال الابتدائى نتمنى دائما المزيد مثل هذه الصور ششششششششششششششششككككككككككككككككككرررررررررررررررا اااااااااااااااااااا
Merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
شكرا اختي هبة على الموضوع.
بارك الله فيك صور رائعة جدا
شكرا على الصور الجميلة هبة
موسوعة الحيوانات
كنت اتصفح الانترنت كعادتي ووجدت موضوع رائع الا وهو اكبر موسوعة للحيوان فنقلتها من المنتدى الى احلى اعضاء باحلى مدونة ببوابة الونشريس اتمنى يعجبكم الموضوع وتثبتوه وتقيموه لاني تعبت في نقلوا وازالة الروابط لي فيه
ملاحظة : الموضوع على شكل فقراااااااااااااات لانو طوييييييييييييييييييييييييل
الحيوان
معلومات عامة عن الحيوان
الحيوان. تعيش الحيوانات متعددة الأشكال والأحجام في كل أنحاء العالم. منها ما يمشي أو يزحف على الأرض، ومنها ما يطير في الهواء أو ما يسبح في الماء. فالخيل وطيور الكناري والعلاجيم والأسماك الذهبية والفراشات والديدان جميعها حيوانات، وكذلك المحار والخنافس والأفيال والكركند والإسفنج والفقمات والحيات. وكثير من الحيوانات صغير جدًا لايرى إلا بوساطة المجهر، أما أكبر الحيوانات حجمًا فهو حوت العنبر الأزرق ويبلغ طوله أكثر من صف مكون من خمسة أفيال.
ولا يعرف أحد بالضبط كم عدد أنواع الحيوانات الموجودة في العالم. وقد تمكن العلماء حتى الآن من تصنيف أكثر من مليون نوع من الحيوانات، ولكنه يكتشف كل عام بضع مئات من الأنواع الجديدة.
لقد صنف العالم الأمريكي روبرت هويتيكر في عام 1969م الأحياء في خمس ممالك (مجاميع رئيسية) هي: مملكة أوليات النواة (المونيرا )، مملكة الفرطيسيات (البروتيستا)، مملكة الفطريات، مملكة النبات ومملكة الحيوان.
حوت العنبر الأزرق الضخم أكبر كثيرًا من الفيل الذي يعد أكبر حيوان بري، أو الزرافة أطول الحيوانات قاطبة.
من السهل جدًا تمييز الحيوانات من غيرها من الأحياء الأخرى. فعلى سبيل المثال تتميز غالبية الحيوانات بالحركة من مكان إلى آخر، ولكن أغلب النباتات والفطريات مثبت في أماكنه التي ينمو فيها بواسطة الجذور أو بواسطة تراكيب شبيهة بالجذور. وتتغذى الحيوانات بالنباتات أو بحيوانات أخرى، بينما تُصنِّع غالبية النباتات غذاءها بنفسها من الهواء والماء باستخدام ضوء الشمس. ومع ذلك فإن أنواعًا معينة من الحيوانات مثل الإسفنج يمضي كل حياته بعد الطور اليرقي مثبتًا على الصخور في قيعان البحار، بينما تنمو النباتات اللاحمة في تربة فقيرة،ولكنها تلتهم الحشرات لتعوض ما تتحصل عليه من غذاء ضئيل من التربة.
أعمار الحيوانات تترواح بين عدد من الساعات و العديد من السنين فذبابة مايو المكتملة النمو تعيش لعدد قليل من الساعات بينما السلاحف البرية بتعيش 100 عام.
وتتكون معظم الحيوانات من أنواع مختلفة من الخلايا، ولكن الفرطيسيات (البروتيستا) وأوليات النواة (المونيرا) تتكون من نوع واحد من الخلايا.
حقائق مهمة عن الحيوانات
أنواع الحيوانات. صنف العلماء أكثر من مليون نوع من الحيوانات . وقد قاموا بتعريف حوالي مليون من الحشرات لوحدها. كما يوجد جوالي 21,700 نوع من الأسماك و 8,600 من الطيور و 6,000 نوع من الزواحف و 3,200 نوع من البرمائيات و 4,000 نوع من الثديات.
أكبر الآذان في جميع الحيوانات هي آذان الفيل الإفريقي التي تنمو حتى تصل إلى 1,2م. وأكبر العيون في جميع الحيوانات الأرضية هي عين الحصان والنعامة ويبلغ حجمها مرة ونصف حجم عين الإنسان.
طائر توباز الطنان
الطائر الطنان يمكنه الطيران عموديًا مثل الطائرة المروحية. ويستطيع أن يرفرف أمام الزهرة ليمتص الرحيق. وطائر النحل الطنان لا يتعدى طوله 5سم ويعتبر أصغر الطيور على الإطلاق.
لسان الحرباء يبلغ طوله مثل طول جسمها. تطلق هذه السحلية لسانها بسرعة لاقتناص الحشرات لتتغذى بها. وتستطيع بعض الحرباوات تغيير لونها بسرعة، كما يمكنها إظهار بعض البقع والخطوط التي تجعلها تبدو كأنها جزء من المكان الموجودة فيه.
أكثر الطيور خطورة هو الشبنم الموجود بأستراليا وغينيا الجديدة، له أرجل قوية ومخالب حادة كالسكين. وركلة من الشبنم، يمكنها أن تعوّق، أو تقتل أي شخص.
سرطان جوز الهند
السرطان متسلق الأشجار يعيش في العديد من الجزر الاستوائية. وقد سمي سرطان جوز الهند حيث يمكنه أن يكسر جوزة الهند بمخلبيه القويين ليأكل محتواها الداخلي الحلو المذاق.
التنين الطائر سحلية تعيش في آسيا، وجزر الهند الشرقية، يمكنها بسط ثنيات جلدية لتكوِّن أجنحة تستخدمها في الانزلاق في الهواء من شجرة لأخرى.
البلاتيبوس
البلاتيبوس حيوان ثديي له منقار كالبط ويضع بيضًا مثل الطيور. ولكنه يرضع صغاره كباقي الثدييات، وهو يعيش فقط في أستراليا وجزيرة تسمانيا.
المملكة التـنـظيم طريقـة التغذيــة الأمثـلــــة
مملكة أوليات النواة (المونيرا) وحيدة الخلية وتتكون من خلايا أولية، النـواة بلا غشاء (بدائية)، أحيانًا تُكوِّن مجموعات لى شكل سلاسل أو تراكيب أخرى تمتص الغذاء وبعضها يُصنِّع الغذاء بالتركيب الضوئي البكتيريا بما في ذلك البكتيريا الخضراء المزرقة (الطحالب الخضراء المزرقة)
مملكة الفرطيسيات (البروتيستا) وحيدة الخلية وتتكون من خلايا حقيقية النواة، كبيرة الحجم، تُكَوِّن مجموعـات على شكـل سلاسل أو مستعمرات. تمتص الغذاء وبعضها يُصنِّع الغذاء بالتركيب الضوئي. الأوليات والطحالب المختلفة
مملكة الفطريات عديدات الخلايا وخيطية الشكل وذات خلايا متخصصة معقدة التركيب بعضها يمتص الغذاء وبعضها يُصنِّع الغذاء بالتركيب الضوئي العفن وعش الغراب
مملكة النبات عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب. تلتهم الغذاء لأشنات والسراخس والنباتات المزهرة
مملكة الحيوان عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب. تُصنِّع الغذاء بالتركيب الضوئي تلتهم الغذاء الإسفنــج واللاسعــات والديــــدان والحشــرات والأسمــاك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات
.
أنواع الحيوانات
يختلف كل نوع من الحيوانات عن الأنواع الأخرى؛ فلكل نوع منها طريقة حياته الخاصة التي تتواءم مع المكان الذي يعيش فيه ومع الغذاء الذي يأكله. ومع ذلك يتشابه كثير من الحيوانات في أشياء معينة. فبعضها يربى كحيوانات مدللة في المنازل، وبعضها الآخر يربى لإنتاج اللحوم، وبعض الحيوانات وحشي (بَرِّي). وتعيش بعض الحيوانات في البر وبعضها في الماء. ويمكن تصنيف الحيوانات بطرق عديدة أخرى تعتمد على التشابه فيما بينها مثل عدد الأرجل التي لدى كل منها. ويعد تصنيف الحيوانات حسب التشابه فيما بينها من الطرق الجيدة المستعملة في تقسيم المملكة الحيوانية إلى مجاميع كبيرة معدودة. ولكن الدراسة العلمية للحيوانات تتطلب اهتمامًا أكبر، حيث يصنف علماء الحيوان الحيوانات إلى مجاميع اعتمادًا على صفاتها الجسمية الخاصة.
القط وأقرباؤه تشمل فصيلة السنوريات العديد من الحيوانات الوحشية ذات الخصائص الجسمية المتشابهة. ولديها العديد من العادات المشتركة؛ فهي حيوانات صيادة ذكية ترصد فريستها في صمت و دون إحداث أي صوت يساعدها على ذلك أقدامها ذات الوسائد الدهنية التي تمتص صوت حركتها. وتنقض على الفريسة في الوقت المناسب حيث تمزقها بمخالبها وأسنانها الحادة. ويستخدم بعضها مخالبه لتسلق الأشجار بحثًا عن طرائده أو للهروب من الأعداء.
الحيوانات الأليفة والحيوانات الوحشية (البرية). لقد تم تصنيف الحيوانات إلى أليفة ووحشية حسب تعاملها مع البشر. فالكلب الذي لا يعض ولا يهرب إذا حاول أحد الناس ملاطفته حيوان أليف، وكذلك الحصان الذي لا يرفس، والقط الذي لا يخدش، والطائر الذي يجلس على إصبع يد إنسان. أما الحيوانات الوحشية فهي تخشى الاقتراب من البشر. والغالبية العظمى من الحيوانات وحشية ويمكن استئناس أفراد منها، ولكنها كثيرًا ما تعود وحشية مرة أخرى. لقد تم استئناس القليل من أنواع الحيوانات الوحشية بأعداد كبيرة. وغالبية تلك الحيوانات هي الحيوانات المدللة المنزلية المعروفة وحيوانات المزرعة.
الحيوانات البرية والحيوانات المائية. تقسم غالبية الحيوانات إلى مجموعتين كبيرتين حسب البيئة التي تعيش فيها. فبعضها بري يعيش في البر وبعضها الآخر مائي يعيش في الماء. وتضم الحيوانات البرية أنماطًا عدة من الحيوانات مثل القردة العظمى والفراشات والعقبان والأفيال والخيول والحمام والعناكب. كما تضم الحيوانات المائية مخلوقات متباينة مثل المحار الملزمي (البطلينوس) والأسماك والكركند (جراد البحر) والإسفنج والحيتان.
ويمضي بعض الحيوانات مثل اليعاسيب والضفادع والسرطان حدوة الحصان (السرطان الملك) والسَّمنْدر والسلاحف البرية والعلاجيم جزءًا من حياته في البر وجزءًا في الماء.
الحيوانات المتساوية الأرجل. قد يصنف العديد من الحيوانات حسب عدد أرجلها، وكل حيوان من ذوات الأرجل قد يكون لديه رجلان أو أربع أو ست أو ثماني أو عشر أو مئات الأرجل. وتُكوِّن الخفافيش والطيور غالبية الحيوانات ذات الرجلين، بينما تشمل الحيوانات ذوات الأربع أرجل الحيوانات المألوفة جدًا مثل القطط والأبقار والكلاب والضفادع والأسود والنمور المخططة. ولدى كل أنواع الحشرات ست أرجل ولدى العناكب ثماني أرجل، بينما يصل عدد الأرجل لدى الحيوانات ذات المئة رجل إلى 340 رجلا. والعديد من الحيوانات مثل الأسماك والديدان ليس لديه أية أرجل على الإطلاق.
الحيوانات ذات الدم الحار والحيوانات ذات الدم البارد. تبقى حرارة أجسام بعض الحيوانات ثابتة دون تغيير في كل الأوقات. وتسمى تلك الحيوانات الحيوانات ذات الدم الحار حيث تظل درجة حرارة أجسامها ثابتة في الأيام الحارة وفي الأيام الباردة.
وتتغير درجة حرارة أجسام بعض الحيوانات الأخرى من وقت لآخر. وتسمى تلك الحيوانات ــ الحيوانات ذات الدم البارد، إذ تكون درجة حرارة أجسامها مرتفعة في الجو الساخن ومتدنية في الجو البارد، ويندر أن تختلف درجة حرارة أجسام تلك الحيوانات عن درجة حرارة الوسط الموجودة فيه.
وتمثل الطيور والثدييات (أو الحيوانات اللبونة أو الحيوانات التي تربي صغارها على حليب الأمهات) الحيوانات ذات الدم الحار، بينما بقية الحيوانات الأخرى في المملكة الحيوانية تقريبًا هي من ذوات الدم البارد وتضم الحيوانات ذات الدم البارد حيوانات ليس لديها دم على الإطلاق مثل قنديل البحر والإسفنج.
مقارنة بين سرعات الحيوانات
التصنيف العلمي للحيوانات. يصنف علماء الحيوان الحيوانات حسب خصائصها الجسمية. ويبرز هذا التنظيم المنسق في المملكة الحيوانية الصلات العديدة بين مجاميع الحيوانات المختلفة.
يُقسِّم علماء الحيوان الحيوانات التي تشترك في صفة أو أكثر من صفاتها الجسمية إلى مجاميع رئيسية تسمى كل مجموعة منها شعبة. كما يُقسِّم علماء الحيوان الحيوانات التابعة لكل شعبة حسب اختلافات معينة فيما بينها إلى مجاميع تسمى طوائف. وتُقسَّم الطوائف إلى رتب والرتب إلى فصائل، والفصائل إلى أجناس، والأجناس إلى أنواع. ويستعمل علماء الحيوان هذا الترتيب لتصنيف كل نوع من أنواع الحيوان.
وتوجد جداول لتصنيف الحيوانات في نهاية هذه المقالة تبين المجاميع الأساسية للحيوانات.
أهمية الحيوانات
الحيوانات و النباتات مترابطة في نمط من أنماط الطبيعة غالبًا ما يسمَّى بشبكة الحياة. ويمكن مشاهدة ذلك النمط في حديقة ما أو في الفناء الخلفي لأحد المنازل حيث يعيش عدد من النباتات والحيوانات. وهناك يتغذى كثير من الحيوانات ببعض النباتات وفي نفس الوقت تأتي غالبية الغذاء الذي تحتاجه النباتات من فضلات الحيوانات. وهذا النمط هو الذي يحافظ على توازن مجمل أعداد الأحياء أيضًا.
يمثل كل نوع من أنواع الحيوان جزءًا مهمًا من النظام الطبيعي الفريد. فالحيوانات تساعد على بناء الحياة حيث تمثل غذاءً للبشر وللنباتات. وهي في نفس الوقت تُدَمِّر الحياة كذلك، لأنها تصيد وتقتل الحيوانات الأخرى كما تتغذى بالنباتات. ونتيجة لذلك فهي تحافظ على التوازن العددي للنباتات والحيوانات. وهذا التوازن مهم في الطبيعة، وغالبًا ما يُسمَّى شبكة الحياة.
وقد لا يستطيع البشر الحياة دون مساعدة الحيوانات. فالدور الذي تقوم به الحيوانات في التوازن الطبيعي هو أهم خدمة تؤديها للبشرية. وعلاوة على ذلك فإن الحيوانات تمد البشر بكثير من الأغذية المختلفة والمنتوجات المفيدة الأخرى. فبدون الحيوانات لن يكون للبشر أغذية مثل اللحوم والألبان والبيض والعسل، أو منتجات مفيدة مثل الصوف والفراء والحرير.
وقد أحدث البشر منذ آلاف السنين تغييرات في عالم الحيوان حيث استأنسوا أنواعًا من الحيوانات واستغلوها في إنتاج الأغذية والملابس المختلفة، كما قتلوا أو شردوا الحيوانات التي كانت تهاجمهم أو التي كانت تعوق استصلاحهم للأراضي. أما اليوم فإن البشر يحاولون حماية أنواع من الحيوانات التي كانوا قد عرَّضُوها لخطر الانقراض.
حيوانات البحر تُعد من أعظم المصادر الغذائية للبشر، حيث اعتمد البشر عليها كغذاء آلاف السنين.
وتعتمد معظم النباتات مثلها مثل البشر على الحيوانات في احتياجاتها الأساسية. فبدون الحيوانات لا يتكاثر العديد من النباتات (ينتج أجيالاً جديدة من نفس نوعه). وعلى سبيل المثال يعتمد كثير من النباتات الزهرية على النحل والحشرات الأخرى لحمل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر. كما تنمو بعض أشجار البلوط من جوزات البلوط التي دفنتها السناجب كموؤنة غذائية ونسيت المواقع التي دفنت فيها تلك الجوزات. وكذلك ينمو عدد من أشجار البلوط من جوزات البلوط التي وطئتها الأيائل بأرجلها ودفنتها عميقًا في التربة. وتطير الطيور من مكان إلى آخر، وغالبًا ماتكون بذور النباتات معلقة بأرجلها. كما أن لبعض البذور أغلفة شائكة تتعلق بفراء الحيوانات، حيث تحملها لمسافات بعيدة تنمو فيها تلك البذور بعيدًا عن النبات الأم.
تأكل الحيوانات النباتات أو تحطمها، ولكن كليهما يعتمد على الآخر في غذائه، حيث تُكوِّن فضلات معظم الحيوانات أسمدة للنباتات. وبعد موت وتحلل الحيوانات والنباتات، فإنها تعيد إلى التربة المواد التي تُعين على النمو والحياة.
تُغير بعض الحيوانات من طبيعة بيئاتها وذلك بترسيب مواد صلبة في تلك البيئات، كما تفعل حيوانات المرجان مثلاً بتكوينها للصخور الجيرية في بيئاتها من الجير الذي تمتصه من مياه البحر لتكوين هياكلها الجيرية.
الحيوانات الصيادة استخدمها البشر عبر التاريخ. يُظْهر هذا النسيج الفرنسي المطرز من القرن الخامس عشر، الكلاب الصيادة، وهي ممسكة بحيوان أحادي القرن.
استخدام الحيوانات لاغراض تجارية كان مهمًا منذ العصور القديمة. في الصورة لوحة حائط لتجار رحَّل تزيِّن مقبرة مصرية قديمة.
الحيوانات في المعارك ساعدت في تشكيل التاريخ. تبين هذه اللوحة الهندية المصغرة الإسكندر الأكبر في إحدى معاركه.
الحيوانات المساعدة للبشر. بدأت معرفة البشر بالحيوانات عندما كانوا يصيدونها لغذائهم وعندما كانت تصيدهم لغذائها. لقد كانت أولى الخطوات التي خطاها الإنسان الأول نحو الحضارة هي اتخاذه الكلاب رفيقة صيد. وربما كان الكلب هو أول الحيوانات الأليفة التي استأنسها الإنسان واستعملها في صيد الحيوانات الأخرى لغذائه. وبعدها تعلم الإنسان استئناس الحيوانات التي كان يصيدها لطعامه. فمنذ حوالي 12,000 عام مضت تم استئناس الأبقار في المنطقة التي تتبع الآن للأجزاء الجنوبية من جمهوريات آسيا الوسطى المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق. وفي الشرق الأقصى استأنس سكان التيبت حيوان الياك (ثور التيبت). وكان لدى اللابيين ـ وهم شعب مترحل يعيش في شمالي أوروبا ـ قطعان من الرَّنة الأليفة. وقد استأنس الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية قطعانًا من حيوانات الألبكة واللاما.
استأنس الإنسان الماعز والضأن أولاً للحومها ثم تعلم البشر استعمال فرائها وجلودها وصوفها لعمل الملابس والمساكن. وكذلك استؤنس الحصان أولاً للحمه، ثم تعلم البشر ركوب الحصان الأليف واستعملوه لجر الأحمال والأثقال. واستؤنس الخنزير منذ حوالي 8,000 عام في العصر الحجري الحديث، كما استؤنس البعير في جنوبي الجزيرة العربية وفي بابل بالعراق للركوب ولحمل الأثقال. وقد كان الحمار يحمل الأثقال في شمالي إفريقيا منذ حوالي 5,000 عام مضت. واستأنس قدماء المصريين القط لحماية مخازن غلالهم من الفئران والجرذان.
وكان الحمام أول ما استؤنس من الطيور، حيث كان يربيه سكان حوض البحر الأبيض المتوسط منذ حوالي5,000 عام مضت للحمه. وقد تمت تربية الدجاج المستأنس أولاً في مناطق جنوب شرقي آسيا من دجاج الغاب الوحشي. واستؤنس البط والإوز منذ فجر التاريخ. وقد كان الهنود الحمر يربون الدجاج الرومي فيما يعرف الآن بالمكسيك قبل أن يُبْحر كريستوفر كولمبوس إلى أمريكا بزمن بعيد.
وحتى الحشرات تم استغلالها بواسطة البشر لمصالحهم. فمنذ مئات السنين والنحل ينتج العسل للبشر، ويساعد في تلقيح أشجار الفاكهة في العديد من الأماكن. ومنذ آلاف السنين بدأ قدماء الصينيين تربية ديدان الحرير وإنتاج الحرير الطبيعي من شرانقها.
وقد استُخدمت الكلاب وخنازير غينيا والفئران والقوارض الأخرى في زيادة معلومات البشر عن الكثير من الأمراض. ويختبر الأطباء العقاقير الجديدة في الحيوانات أولاً قبل استخدامها في البشر، كما تمد الحيوانات البشر بالكثير من العقاقير المهمة مثل الإنسولين والأمصال التي تستخدم لمكافحة الأمراض.
الحيوانات في الاساطير توضح الصورة الوحش الخرافي القنطور.
الحيوانات الضارة بالبشر. قضى البشر على معظم الحيوانات التي كانت تصيدهم. ومعظم الحيوانات الوحشية لا تهاجم البشر إلا عندما تعجز عن الهروب منهم أو للدفاع عن صغارها. ولكن هناك القليل من الحيوانات مثل الأسود والنمور المخططة مازالت تصطاد البشر، غير أن تلك الحيوانات لاتفعل ذلك إلا إذا أصابها الصيادون أو صارت طاعنة في السن، بحيث لاتستطيع صيد طرائدها المعتادة من الحيوانات الأخرى. وقد تقتات لحوم البشر حسب نهجها الطبيعي في تنوع الغذاء. ولكن التماسيح وأسماك القرش تقتات أي لحم تجده عندما تكون جائعة. وتتسبب الثعابين السامة في موت البشر في الكثير من أجزاء العالم. أما أخطر أعداء البشر من الحيوانات فهي الطفيليات من بعض الحشرات والديدان والحيوانات الصغيرة الأخرى. يعيش الطفيلي على سطح أو داخل أجسام الحيوانات الأخرى أو النباتات ويتغذى بها. وتشمل الطفيليات الحشرات ماصة الدم مثل البعوض وذباب التسي تسي اللذين ينقلان الأمراض الفتاكة. فالبعوض ينقل الملاريا والحمى الصفراء وأمراضًا أخرى، بينما ينقل ذباب التسي تسي مرض النوم الذي يفتك بكثير من البشر، كما ينقل مرض الذبابة المميت للأبقار والخيول. أما البراغيث والقمل فتنقل أمراض الطاعون وحمى التيفوس.
تسبب الطفيليات الدقيقة التي تدخل أجساد البشر العديد من الأمراض. وهناك أكثر من مائة نوع من الديدان المسببة للأمراض تعيش داخل أجسام البشر مثل ديدان البلهارسيا والديدان الكبدية وديدان الإنكلستوما والديدان الشريطية المسطحة والديدان الشعرية. وتتكون أجساد تلك الديدان ـ أساسًا ـ من طبقات محدودة من الخلايا. والخلية هي وحدة المادة الحية.
الحيوانات و الرياضة توضح الصورة خيول البولو الفارسية.
الحيوانات المدللة تبهج حياة الأطفال في معظم أرجاء العالم.
الحيوانات التي أثر عليها البشر. أثر البشر على المملكة الحيوانية بطرق عدة. فقد اختفت بعض أنواع الحيوانات لأن البشر قد قتلوا أعدادًا كبيرة منها، وبعضها الآخر في طريقه للاختفاء، لأن البشر قد سلبوه أماكن معيشته، بينما قام علماء الأحياء بانتخاب سلالات من الحيوانات لم تكن موجودة من قبل عن طريق التهجين.
وصاد إنسان ما قبل التاريخ حيوانات ذلك الزمان مثل الماموث ودب الكهوف لدرجة أدت بها إلى الانقراض، وبعد ذلك قتل البشر ثور الأرخُصّ الوحشي الذي كان يوجد بكثرة في أوروبا. كما أفنوا تقريبًا ثور البيسون الأمريكي الشمالي، وهو حيوان خشن الوبر عادة ما يُسمى الجاموس ويعيش الآن في المزارع الخاصة والمحميات الوطنية.
وقد قلت أعداد كثير من الحيوانات لأن البشر قد استغلوا أماكن معيشتها السابقة لبناء المدن والمزارع. ومن تلك الحيوانات الظباء والأفيال ووحيد القرن وحمار الوحش.
وعبْر التهجين الانتقائي تم انتخاب صفات منتقاة من سلالات الحيوانات الأليفة. ومن أمثلة ذلك أن لحوم بعض سلالات الدجاج أصبحت ذات مذاق أفضل مما كانت عليه. وصار بعض سلالات الدجاج ينتج كميات أكبر من البيض، كما صارت سلالات الماعز والأرانب تنتج فراءً أجود تستعمل في صناعة الملابس. كما تم انتخاب سلالات معينة من الحيوانات لأداء أغراض ومهام معينة مثل سلالة كلاب الأشهند الألمانية ذات الأرجل القصيرة المتخصصة في محاربة حيوانات الغرير التي تعيش في أوجار (أنفاق) ضيقة تحفرها في الأراضي الزراعية، وسلالة كلاب الأغنام ذات الكفاءة العالية في حراسة ورعي قطعان الأغنام. وهناك سلالات الأبقار ذات الإنتاجية العالية للألبان، وسلالاتها الأخرى ذات الإنتاجية العالية للحوم. وهناك أيضًا سلالات الخيول المختلفة التي تستخدم في الأغراض المختلفة مثل السلالات التي تستعمل للنقل والأعمال الأخرى وسلالات خيول السباق.
بعض الغزلان في أحداى المحميات في السعودية
حماية البشر للحيوانات. من واجبات الإنسان المحافظة على أنواع الحيوانات الموجودة حاليًا في العالم من أجل مصلحة الأجيال القادمة من البشر. فهناك أنواع معينة من الحيوان مهددة بالانقراض بسبب صيد الإنسان الجائر لها، وبعضها لم يتوفر لها الآن أماكن كافية لمعيشتها وتكاثرها. وعليه فقد عمد الكثير من الأمم إلى تخصيص محميات خاصة للحياة الفطرية وسنت القوانين اللازمة لمنع صيد الحيوانات داخل تلك المحميات، ولمنع الصيد الجائر لها في أماكن خاصة خارج تلك المحميات.
وتؤدي حماية الحياة الفطرية وإنماؤها دورًا مهمًا في المحافظة على التوازن الطبيعي. ففي أمريكا الشمالية مثلاً لايمكن أن تهاجم حيوانات القيوط قطعان أغنام البشر متى ما وجدت ما يكفيها من طرائدها الطبيعية من الفئران والأرنب الأمريكي. ولنفرض أن البشر قد قتلوا الأرانب الأمريكية لتغذية حيوانات المنك التي يربونها في المزارع لإنتاج الفراء الفاخر. ففي هذه الحالة تظل حيوانات القيوط جائعة حتى بعد أكلها لكل الفئران المهيأة لها وبذلك تكون تلك الحيوانات مضطرة لمهاجمة قطعان الأغنام الخاصة بالبشر بدافع الجوع.
أماكن وجود الحيوانات. توجد الحيوانات في كل الأماكن , وفي جميع أنواع المناخات على الأرض, وفي جميع مستويات الأعماق في المحيطات. و و تعيش أنواع كثيرة من الحيوانات في المكان نفسة على الاغلب, و عادة ما تكون هي نفس الحيوانات التي عاشتفي ذالك المكان منذ آ لاف السنين, و علية فإن أجسام الحيوانات و طرق معيشتها متوائمة تماما مع ظروف أماكن و جودها . لذلك تتحرك تلك الحيوانات بسهولة عبر تلك الأماكن , كما تجد طعامها بيسر فيها و تتكاثر بكثرة في تلك الاماكن . ويسمى الوسط الذي يعيش فية الحيوان بيئة الحيوان , وفيما ياتي تجميع للحيوانات حسب بيئتها.
حيوانات الجبال
حيوانات الجبال. تتضمن السلاسل الجبلية كافة أنواع المناخات والبيئات الحيوانية. والقليل من الحيوانات فيما عدا الحشرات والعناكب يمكنه أن يعيش في البرد القارس في قمم الجبال المغطاة بالجليد. وأسفل القمم الجليدية بقليل، تحتوي معظم المناطق الجبلية على أماكن صخرية وجروف صخرية شديدة الانحدار. ويعيش هناك من الحيوانات ما يستطيع أن يتسلق الصخور والجروف الصخرية بكفاءة عالية مثل الماعز والأغنام الجبلية، كما تعيش الحيوانات صغيرة الحجم مثل حيوانات البيكا الشبيهة بالأرانب، كما يبني الكثير من الطيور أعشاشه بين الجروف الصخرية. يبني طائر السمامة النيبالي أعشاشه على ارتفاع حوالي 6,100م فوق سطح البحر كما في جبال الهملايا. ويوجد في كل السلاسل الجبلية تقريبًا قمم ومنحدرات مغطاة بالأعشاب أو وديان مغطاة بالغابات حيث تعيش حيوانات المراعي مثل حيوانات الفكونة والياك. ويتجول العديد من الحيوانات الجبلية من ارتفاع إلى آخر بحثًا عن الطعام حسب تغير الفصول.
حيوانات المناطق الحشائش الطبيعية
حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية. تعيش الغالبية من أكبر الحيوانات حجمًا ومن أسرعها عدوًا في مساحات شاسعة من السهول المكشوفة تعرف بمناطق السهول الطبيعية. ومن بين أكبر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية حجمًا الفيل وفرس النهر ووحيد القرن، بينما تشمل حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية السريعة العدو الظبي الأسود وبقر الكودو الوحشي والنعام والغزال الشائك القرن والحمار الوحشي. وتوجد أكثر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية والسهول المكشوفة في قارة إفريقيا، حيث تصطاد الأسود ويعيش الزراف الذي يعتبر من حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الإفريقية. ويعد الكنغر أكثر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية شيوعًا في قارة أستراليا. ويحفر الكثير من حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الصغيرة أوجارًا في الأرض للمأوى، مثل كلب البراري في أمريكا الشمالية وهو حيوان من أكبر القوارض حجمًا.
غابات المناطق المعتدلة
حيوانات الغابات المعتدلة. تتميز معظم الحيوانات التي تعيش في مناطق الغابات المعتدلة بصغر الأجسام حيث تتمكن من الحركة بسهولة عبر الحشائش الكثيفة التي تنمو في أرض الغابة. وتشمل تلك الحيوانات الصيدناني والقنفذ والشيهم والراقون والظربان والسنجاب. كما توجد أيضًا حيوانات كبيرة الحجم مثل الدب والخنزير البري والأَيل الأحمر وحيوان الموظ في تلك المناطق. كما تُؤْوي غدران وبحيرات وجداول غابات المناطق المعتدلة حيوانات تعيش في البر وفي الماء من بينها القندس والضفادع وجرذ المسك وثعلب الماء والسمندر والسلاحف المائية. ويبني الكثير من الطيور أعشاشه في غابات المناطق المعتدلة حيث تتغذى بالحشرات والديدان التي تعيش بين النباتات وفي التربة الغنية. وتوجد معظم غابات المناطق المعتدلة في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية بينما يوجد بعض تلك الغابات في قارة أستراليا حيث يعيش قنفذ النمل والكوالا.
حيوانات الغابات الاستوائية
حيوانات الغابات الاستوائية. تعيش حيوانات الغابات الاستوائية في بيئة حارة طوال العام. ومن تلك الحيوانات آكل النمل واليغور والنمر التابير والنمر المخطط. وتشمل الغابات الاستوائية أماكن قليلة الأشجار في مناطق الأمطار المتوسطة، وأماكن كثيفة الأشجار في مناطق الأمطار الغزيرة. وفي الغابات الاستوائية المطيرة تُكوِّن قمم الأشجار وعروشها غطاءً رأسيًا كثيفًا يسمى الظلة، حيث تعيش الحيوانات المتسلقة مثل القردة والكسلان. ويعيش في الغابات المطيرة الاستوائية كذلك قردة الجيبون والسعلاة والقردة العظمى، كما تعشش في أشجارها الببغاوات ذات الألوان الزاهية والكثير من الطيور الأخرى. ويتغذى الكثير من طيور الغابات الاستوائية المطيرة أساسًا بمعسكرات النمل الكبيرة والحشرات الأخرى. وتنمو الثعابين مثل أفعى البواء والعناكب مثل عنكبوت الرتيلاء بأحجام كبيرة في الغابات الاستوائية المطيرة.
حيوانات الصحاري
حيوانات الصحاري. لدى معظم حيوانات الصحاري أجسام صغيرة الحجم. والحجم الصغير يُمكِّن تلك الحيوانات من الهروب من حرارة الشمس القاسية التي تلهب الصحاري خلال النهار، حيث تختفي معظم تلك الحيوانات في أوجارها الأرضية خلال النهار، هروبًا من شمس الصحراء المحرقة. وتستظل حيوانات الصحاري الأخرى تحت الشجيرات الصغيرة والصخور والأشجار الكبيرة. ولكن تبرد معظم الصحاري بعد الغروب، وعندها تسعى الحيوانات بحثًا عن الطعام. وتفضل بعض السحالي والحيات والسلاحف البرية البحث عن الطعام خلال حر النهار الشديد. ويمكن لمعظم حيوانات الصحاري العيش دون ماء لعدة أيام. والجمل العربي من أشهر تلك الحيوانات في هذا الخصوص حيث يمكنه السفر في الصحراء لأيام عديدة دون أن يشرب. وتشمل حيوانات الصحاري الفئران والأرانب البرية والأرانب وفأر الكنغر والعلجوم المجرافي القدم. وتشمل حيوانات الصحاري كبيرة الحجم القيوط وكلب الدنجو المتوحش والأيل الأذاني.
حيوانات المناطق القطبية.
حيوانات المناطق القطبية. يعيش القليل من الحيوانات البرية في المناطق القطبية حيث الثلج والجليد طوال العام. ولكن حتى أبرد مياه القطب الشمالي والقطب الجنوبي (أنتاركتيكا) يوجد بها أعداد ضخمة من الأسماك، حيث تمثل تلك الأسماك في القطب الشمالي مصدر غذاء مهمًا للدب القطبي الذي يعيش في جزر وثلوج القطب الشمالي، بينما تتغذى طيور البطريق والطيور الأخرى في الدائرة القطبية الجنوبية بأسماك بحار القطب الجنوبي. ويعيش الكثير من الحيوانات في مناطق التندرا (مستنقعات وسهول) في شمالي قارة آسيا وشمالي كندا وشمالي قارة أوروبا. وتشمل تلك الحيوانات حيوانات المراعي، مثل أيل الكاربيو وثور المسك وكذلك الأرنب البري والقاقوم (حيوان من فصيلة بنات عرس) والثعلب والدب الرمادي واللاموس والذئب والحيوان الذئبي. وتضم طيور القطب الشمالي الغطاس الشمالي الأعظم وحجل الثلوج الألبي وكركي التلال وبومة الجليد والقطقاط الذهبي.
حيوانات المحيطات
حيوانات المحيطات. تعيش الحيوانات في كل مكان من مياه المحيطات الشاسعة التي تغطي 70% من سطح الأرض. ويُكون العديد من الحيوانات الصغيرة مثل مجدافية الأرجل الشبيهة بالروبيان الجانب الحيواني من العوالق المائية وهي كتلة من الكائنات الدقيقة التي تنجرف مع تيارات المحيطات ومع المد والجزر. وتعيش الحيتان – أكبر الحيوانات على الإطلاق – في المحيطات. وكما تشمل حيوانات المحيطات الكبيرة بقرة البحر والأخطبوط وسمك القرش والسمك اللساع، يعيش العديد من الأسماك ذات الألوان الزاهية قرب الشعاب المرجانية في مياه المحيطات المدارية. وتعيش غالبية الأسماك قرب سواحل القارات وإن كان بعضها مثل الأسماك الطائرة يعيش في أواسط البحار. ويعيش العديد من الحيوانات ذات الأصداف، مثل المحار الملزمي البحري والحيوانات ذات الأشواك مثل قنافذ البحر في قيعان المحيطات.
أنماط حياة الحيوان
التواتارا تعتبر آخر ما تبقى من مجموعة زواحف ما قبل التاريخ. وهي من الحيوانات القليلة التي تعيش حتى الآن وتشبه بدرجه كبيرة أسلافها التي جابت العالم من ملايين السنين. وتعيش التواتارا الشبيهة بالسحلية على جزر صخرية في نيوزيلندا.
تعيش كل حيوانات المملكة الحيوانية في صراع دائم من أجل البقاء. وقد كسبت الحيواناتحتى الآن ذلك الصراع، ولكن كثيرًا منها خسر ذلك الصراع في الماضي، وربما يخسر الكثير منها الصراع في المستقبل. فقد اختفت الديناصورات وحيوانات ماقبل التاريخ منذ زمن بعيد، كما اختفت بعض الحيوانات الأخرى خلال الأزمان القليلة الماضية، حيث انقرض على الأقل حوالي 12 نوعًا خلال القرن العشرين. ومن تلك الأنواع الحمامة المهاجرة الأمريكية التي انقرضت منذ العام 1914م وكنغر التولاش من أستراليا منذ عام 1940م والعصفور الساحلي من ولاية فلوريدا الأمريكية منذ عام 1989م.
ولدى الحيواناتالتي تعيش اليوم وسائل ناجحة للبقاء. فبعضها يعيش حتى يتوالد ويربي صغاره إذ لديها الوسائل التي تمكنها من إيجاد الغذاء الكافي عند ندرة الطعام، كما تستطيع إيجاد أماكن جديدة للمعيشة، عندما تخرب ديارها النيران أو الفيضانات وتستطيع أن تدافع عن نفسها إذا هاجمتها الحيواناتالأخرى.
التموية في الحيوان. التلوين الوقائي ياسعد الكثير من الحيوانات على الاختفاء من أعدائها. فألوان جسم السمكة المفلطحة تتغير لتتكيف مع قاع المحيط، مما يجعلها غير ظاهرة . ولدى الكثير من الطيور مثل طير التدرج ألوان تظهرها و كأنها جزء من الوسط الذي تبني فية أعشاشها .و من الصعوبة رؤية ضغار الكثير من أنواع الأيل ، حيث تشبة ألوانها ألوان الغابة التي تعيش فيها. ولدى الكثير من العثات ألوان تشابة ألوان جدوع , أغصان بعض الأشجار مما يجعلها تختفي تماما عندما تحط على تلك الأشجار. و يظل الحيوان الذي يخدع أعداءة بالتلوين الوقائي ساكنا تماما حتى زوال الخطر بهابهم.
السمكة المفلطحة طائر الوسط يبدو و كأنة جزء من الوسط الذي يبني عشة فية.
صغير الايل تشابة الاوانة الغابة التي يعيش فيها. العثة
دفاعات الحيوانات
لكل نوع من الحيوان وسائله الدفاعية الخاصة التي يدافع بها عن نفسه. فقد يهاجم الحيوان من قبل الحيواناتالأخرى التي تريد صيده لطعامها أو من البشر لصيده إشباعًا لهواية الصيد. وقد تختفي بعض الحيواناتحين تشعر بالخطر، وقد يتظاهر الحيوان وكأنه ميت حتى يذهب العدو بعيدًا. ولدى العديد من أنواع الحيوانات روع في أجسادها لحمايتها، بينما يحاول كثير من الحيواناتالهروب من أعدائه، ولكنها إذا منعت من الهروب فإنها عادة ما تقف وتدافع عن نفسها وعن صغارها.
نطاط الشجر يبدو كأنة شوكة وهو على شجيرة ورد. سمكة المحلاق بين أوراق نبات بحري.
سرعوف الأوراق الجافة يبدو كانة ورقة نبات جافة. الذبابة السارقة تبذو كأنها نحلة طنانة.
التخفي. يختبئ الكثير من الحيواناتحين اقتراب الأعداء منها. وبعض الحيواناتذات تلوين يطابق الوسط الموجودة فيه لدرجة يصعب فيها تمييزها بينما تشابه أجسام بعض الحيوانات أجزاء من النباتات. والحيوانات التي لديها تلك الخصائص يمكنها أن تختفي ببساطة، وذلك بأن تظل ساكنة في مكانها. والطرق المختلفة التي تستعمل لتخفي مظاهر الأشياء الحقيقية تسمى التمويه.
والحيوانات التي تعتمد على لونها لتختفي من الأعداء يقال إن لديها تلوينًا وقائيًا. فالعثة الرمادية الجناح لايمكن تمييزها إذا بقيت ساكنة على جذع شجرة رمادي اللون، ويصعب تمييز علجوم بني اللون جالس على أرض بنية. كذلك يعتمد الكثير من الطيور على ألوانه للتخفي من الأعداء. فأجسام بعض الطيور المدارية مثل طائر الطوقان تضم تشكيلة من الألوان الزاهية. وهذا النسق اللوني لايظهر جسم الطائر عبر الخلفية الرقطاء الناشئة من مرور أشعة الشمس عبر الأغصان والأوراق في الغابة حيث تعيش.
ويغير بعض الحيوانات ألوانه لتطابق لون الخلفية التي يوجد فيها مثل الحرباء التي تستطيع تغيير لونها بسرعة حسب لون الوسط الموجودة فيه، وتأخذ بعض أنواع الروبيان ألوان أعشاب البحر المحيطة بها.
أما الحيوانات التي تعتمد على أشكالها للتخفي فيقال أن لديها تشابهًا وقائيًا. فالعديد من أنواع النطاطات يماثل أشواك النباتات في شكله. أما السرعوف فلديه جسم عريض وأجنحة تشابه أوراق النباتات، لذلك فهو يبدو كورقة نبات مفلوفة إذا بقي ساكنًا. وكثيرًا ما يطلق على طائر الواق الطائر الخفي، لما لديه من تشابه وقائي جيد لعنقه الطويل وجسمه الانسيابي؛ فحينما يمد عنقه ويقف ساكنًا بين القصب والبوص يصعب تمييزه منها. ويضم السمك ذو التشابه الوقائي سمك الضفدع وسمك المحلاق. فالزعانف المسننة لسمك الضفدع تجعله يبدو كأنه نبات مائي طاف، وأجسام سمك المحلاق الطويلة تجعله كأنه أوراق نبات مغمور في الماء.
وتختبئ الحيوانات الصيادة كذلك. فإذا وقف النمر المخطط ساكنـًا بين الأعشاب الطويلة فإن تخطيط جسمه يجعله يندمج مع ظلال الأعشاب ويصعب تمييزه، وكذلك فإن الدب القطبي الناصع البياض يبدو كأنه يتلاشى بين الثلوج. وعن طريق هذا التمويه تستطيع تلك الحيوانات الصيادة رصد فريستها في صمت، دون أن تكتشف حتى تنقض على طرائدها في الوقت المناسب.
التظاهر بالموت. تخدع بعض الحيوانات أعداءَها أحيانًا بأن تبدو كأنها ميتة. فإذا شعر حيوان الأبوسوم بالخطر مثلاً، فإنه يغلق عينيه ويتصلب جسمه ويظل هكذا إذا التقط وألقي أو دحرج أو حتى عض برفق. فالكلب الذي دائمًا ما يهجم على الأبوسوم الحي لا يلقي بالاً لآخر ميت. ومن الحيوانات التي تتظاهر بالموت لتنجو من الأعداء بعض الخنافس والحية ذات الأنف الخنزيري (أفعى من فصيلة الصِّلْ)، إذ تنقلب تلك الحيوانات على ظهرها وتبدو كالميتة إذا شعرت بالخطر.
المدرع يحميه درعه من الإصابة، حيث تتواءم صفائح الدرع العظمية بعضها مع بعض بشكل جيد وبذلك يمكن للمدرع أن يكور جسمه عند اقتراب العدو.
الدفاع عن طريق الدروع. لدى بعض الحيوانات أصداف أو أغطية صلبة تستعملها دروعًا للحماية. ومن الحيوانات ما لديه قوادم حادة أو أشواك تستعملها في الدفاع عن أنفسها. فالمحارات الملزمية والقواقع تنسحب داخل أصدافها وتغلقها على جسمها بإحكام حتى يذهب الخطر عنها. ولدى الحيوان المدرع غطاء قوي مكوّن من صفائح عظمية صغيرة ينسحب داخله عند شعوره بالخطر. ولدى حيوان الشيهم أشواك ذات أنصال معقوفة مثل خطاطيف الأسماك، حيث يقوس الحيوان ظهره إذا هوجم فتنتصب أشواكه في جميع الاتجاهات. ويندفع بعض تلك الأشواك إذا لمست فتحدث جروحًا مؤلمة. ولدى سمكة الشيهم جسم قصير ومستدير ومغطى بالأشواك الحادة. وينتفخ جسم السمكة إذا هوجمت فتنتصب أشواكها مثل أشواك الشيهم للدفاع عن نفسها.
السرعة وسيلة الدفاع الرئيسية لظبي الإمبالا إذ إنه ينطلق في قفزات سريعة بسرعة تصل إلى 80كم في الساعة. النعامة تهرب عندما تشعر بالخطر، وفي بعض الأحيان ترفس برجليها القويتين حيث يمكن أن تبقر بطنا بمخلبها.
الهروب عن طريق الفرار. تحاول معظم الحيوانات الهروب من الخطر بأسرع مايمكن، فيسبق بعضها معظم مهاجميها من الحيوانات الأخرى. فلدى الغزال والأيل والحصان والكنغر والنعامة أرجل طويلة وتستطيع قطع مسافات كبيرة بسرعة عالية، بينما يقفز الأرنب بسرعة كبيرة قفزات عالية ومتعرجة. والعديد من الحيوانات قصيرة الأرجل الأخرى، مثل كلب البراري، لاتستطيع العدو لمسافات طويلة بسرعة عالية. وعليه فإنها تهرع إلى جحور في الأرض لايستطيع مطاردها من الحيوانات الأخرى تتبعها داخلها. ويطير بعض الطيور الصغيرةداخل الشجيرات الكثيفة، حيث لايستطيع مهاجموها من الطيور الكبيرة أو الحيوانات الأخرى تتبعها. ولكن عادة ما تطير معظم الطيور بسرعة عند شعورها بالخطر.
مخالب الكركند تتعدّ أسلحة قوية يستعملها ليمسك بالسرطانات والسمك والقواقع والفرائس الأخرى. تسحق المخالب المسننة القوية الفريسة وتمزقها إلى قطع صغيرة. القرون القوية الثقيلة تحمي جاموس الكاب في جنوب إفريقيا ويستطيع هذا الحيوان القوي قتل أسد مهاجم بقرونه.
القتال. لدى العديد من أنواع الحيوانات أسلحة خاصة لقتال أعدائها، فالخيول والبغال مثلاً لها حوافر حادة وأسنان قوية تستخدمها للقتال. أما حيوانات الموظ والإلكة والأنواع الأخرى من الأيائل، فإنها لا ترفس بحوافرها فقط في القتال، بل تستعمل قرونها أسلحة كذلك. ولدى الكنغر والنعام مخلب قوي في أحد أصابع قدميهما يمكن بوساطته بقر بطن العدو. ولدى آكل النمل مخالب معقوفة في أرجله الأمامية القوية يستخدمها في تمزيق أعدائه. أما الخنازير الوحشية الأوروبية والإفريقية، فتعتمد في القتال على أنيابها الحادة. ويقاتل الأسد وأفراد فصيلة السنوريات الأخرى بمخالب حادة وأسنان وفكوك قوية. ولدى قرد الرَبَّاح أنياب كبيرة وحادة وفكوك قوية يستعملها إذا هوجم. وقد تقتل قردة الرباح النمر في القتال. وتستعمل العقبان والصقور والبوم مخالبها القوية ومناقيرها المعقوفة القوية في القتال.
الحية المجلجلة تحقن السم المميت بوساطة أنيابها الشبيهة بالإبر. تكون الأنياب مثنية للخلف في سقف الحلق، ولكنها تندفع للأمام حينما تفتح الحية فمها لتضرب. البومة تبرز مخالبها لتقبض على فأر كما تستخدم مخالبها أفقيا لتحمي عشها من الدخلاء.
تلف بعض الثعابين الكبيرة مثل أصلات الأناكوندا والبواء العاصرة والأصلة أجسامها العضلية القوية في حلقات حول أعدائها في القتال لتعصرها بها، كما تستخدم الطريقة نفسها في صيد طرائدها. فقد تعصر حيوانًا بحجم الأيل لمدة فتقتله خنقًا.
يستخدم العديد من الحيوانات أيضًا أسلحة كيميائية. فلدى بعضها، مثل العديد من النمل والنحل والزنابير سموم تحقنها في أعدائها بوساطة أدوات اللسع، بينما يحقن بعض الثعابين والعناكب سمومها بوساطة أنيابها. وعند الخوف أو الخطر يقذف الظربان بسائل ذي رائحة كريهة قوية من غدد قرب ذيله تطرد أعداءه.
مدى عمر الحيوانات
الأرقام فى هذه القائمة لحيوانات في الأسْر وذلك لصعوبة تحديد أعمار الحيوانات البرية
الثدييــات أقصى عمر بالسنين الثدييــات أقصى عمر بالسنين
الأسد 20-25 القط 10-15
الأيل الأسمر 10 الفأر 1-2
الببر 11 فرس النهر 40
الشمبانزي (البعام) 40-50 الفيل 60
الجاموس 10 قرد الريص 15
الحصان 20 -30 القط المنزلي 13-17
الحمار الوحشي 22 الكلب 13
الدب الرمادي 20 الماعز 10
الذئب 12 نمر اليغور 14
السنجاب 9
الطيـــور أقصى عمر بالسنين الطيـــور أقصى عمر بالسنين
أبو الحناء 12 الشحرور (الأوروبي) 9 (الأمريكي)
أبو الحناء 5 العصفور الدوري 20 (الأوروبي)
الإوز الكندي 32 الغراب الأسحم 69
ببغاء المقو 64 الكاردينال 22
البطريق الملك 26 الكناري 24
البلشون 24 الكندور 52
بومة الحديد 24,5 النعام الإفريقي 50
الحمام 35
الزرزور 15
الأسماك أقصى عمر بالسنين الأسماك أقصى عمر بالسنين
التروتة 4 السمك المفلطح 10
الجلكي 5 سمك موسى 15
حصان البحر 4,5 الفرخ 11
الحفش 50 الكراكي 24
الرّعاد 11,5 كلب البحر 2
سمك الأسقمري (الباسفيكي) 11 الهلبوت 40
السمك الذهبي 25
السمك الرئوي (إفريقي) 17
الزواحف والبرمائيات أقصى عمر بالسنين الزواحف والبرمائيات أقصى عمر بالسنين
البواء العاصرة 23 السمندر العملاق 52
أفعى الغرطر 6 السمندر المبقع 25
الأفعى النافخة 14 صلّ الماء 21
التمساح 13,5 الضفدع الأرقط 6
ثعبان العشب 9 ضفدع العجل 15,5
الحرباء 3,5 القاطور
الحيَّة المجلجلة 18,5 (التمساح الأمريكي) 56
السلحفاة المائية 123 الهيلية 20
الحيوانات وصغارها
القرود ترعي صغارها بعنايـة حيث تبدي قرود الريص آكلة السرطـانات عطفًا شديـدًا على صغارها وتدربها بعنايـة. وتقاتـل أغلب القرود بشراسة لحماية صغارها. صغير الولب يظل مع أمه داخل جرابها حتى يصير قادرًا على الاعتماد على نفسه. والولب كنغر صغير الحجم.
السحفاء البحرية لا تعتني بصغارها إطلاقا بل تحفر حفرة في الرمال على الشاطئ، وتضع بيضها بداخلها ثم تغطيه بالرمل وتعود إلى البحر. وتفقّس أشعة الشمس البيض وتعود الصغار إلى البحر. الفقمات ذات الفراء تبدأ حياتها في مجموعة مؤلفة من كثير من الصغار وأمهاتها حيث ترعى كل أم صغيرها فقط.
لايحتاج العديد من صغار الحيوانات أي عناية من والديه. فبعد الولادة بقليل يمكن للصغار الحركة والعثور على الطعام. وتحتاج صغار بعض الحيوانات الأخرى الرعاية لبعض الوقت بعد ولادتها حيث يغذيها ويحميها والداها حتى تستطيع العناية بأنفسها. ويستطيع العديد من أنواع الحيوانات التي تولد في المحيطات العناية بأنفسها منذ ولادتها. ومن تلك الحيوانات الرخويات وقنافذ البحر ونجم البحر، حيث لا يعيرها آباؤها أي اهتمام. وتقطع بعض الأسماك مثل أسماك السالمون آلاف الكيلومترات لتضع بيضها في أنهار معينة. ولكنها بعد ذلك تترك البيض والصغار التي تفقس منه دون أي عناية. وكذلك تفعل السلاحف البحرية التي تخرج من البحر إلى الشواطئ الرملية حيث تضع بيضها وتعود للبحر تاركة البيض والسلاحف الصغيرة التي تفقس منه دون أية عناية. ويفعل ذلك أيضًا بعض الضفادع والعلاجيم، حيث تترك بيضها في البرك وما يفقس منه من أبي ذنيبة دون عناية. ولايفعل معظم الحشرات أكثر من أن يضع البيض في أماكن يجد الصغار فيها الغذاء عند فقسها من البيض. ولكن حصان البحر مشهور بالحماية التي يمنحها لصغاره، حيث يحمل الذكر البيض في جيب في الجانب الأسفل من جسمه. وبعد فقس الصغار يخرجها الأب واحدًا واحدًا في الأعشاب البحرية حيث تجد الغذاء. ويبني ذكر الأسماك المنجلية الظهر عشًا من الجذور والعيدان تضع فيه أنثاه البيض ويقوم بحراسة العش لعدة أيام بعد فقس البيض. وتبقى صغار الجيبيات مثل الكنغر والأبوسوم في كيس ملتصق ببطن الأم حيث تتم تغذيتها وحمايتها بوساطة الأم.
ويعنى النمل والنحل بصغاره خاصة، حيث يقوم أفراد معينون من مستعمرات النمل والنحل بجلب الغذاء للصغار كما تمضي جل وقتها في العناية بالصغار. ولا يعنى الكثير من الطيور والثدييات بصغاره فقط، بل يقوم بتدريبها على العديد من الوسائل المهمة والنافعة لها. فهي تدفئ الصغار وتطعمهم وتعلمهم الطيران والصيد. ويبدو أن بعض الحيوانات الوحشية يعلم صغاره الخوف من الإنسان. فقد لا يبدي صغير الأيل أي اهتمام حين اقتراب إنسان منه، ولكن إذا أبدت أمه أي خوف فإن الصغير يهرب بسرعة مع أمه. وأحيانًا تحذر إناث الذئاب صغارها من الأشراك التي يضعها البشر، فتظهر عليها علامات الخوف والاضطراب حين قدومها مع صغارها لأول مرة في منطقة فيها أشراك. وعليه تتحاشى الصغار الأشراك حين تذهب منفردة.
فترة الحمل في الحيوانات المختلفة
الحيوان فترة الحمل تقريبًا
الأرنب 30-32 يومًا
الأسد 108 يومًا
الإوز 30 يومًا *
الأيل 7 أشهر
البقر 9 أشهر
التَّم 35 يومًا *
الثعلب 49-55 يوما
الجُرَذ 22 يومًا
الجمل العربي 13 شهرًا
الحصان 11 شهرًا
الحمار 12 شهرًا
الحمار الوحشي 11-12 شهرًا
الحوت 10-17 شهرًا
الخروف 5 أشهر
الخنزير 114 يومًا
الدب 6-8 أشهر
الدجاج 21 يومًا *
الديك الرومي 28 يومًا
الزراف 14-15شهرًا
طائر البطرس (الملكي) 81 يومًا *
الظبي 9 أشهر
الفقمة 8-12 شهرًا
الفيل 18-23 شهرا
القط 63 يوماً
القندس 3 أشهر
الكلب 58-63 يومًا
الكنغر 30-40 يومًا
الماعز 151 يومًا
النعام 42 يومًا *
فترة الحضانة تقريبًا *
مساكن الحيوانات
عش الغراب الأسحم يبنى من قطع الأغصان ويبطن بلحاء الأشجار أو الطحالب أو شعر الأبقار أو الصوف أو الأعشاب البحرية أو الحشائش أو فرو الأرانب.
بيت السرطان الناسك صدفة بحرية خالية، وعندما يكبر حجم الحيوان، ينتقل إلى صدفة أكبر حجمًا.
يمضي معظم الحيوانات حياته متنقلاً من مكان لآخر. وتستريح معظم الأسماك، حيثما وجدت مكانًا مناسبًا حيث لا تبني أي مساكن، بينما تتنقل الحيوانات الأخرى من مكان لآخر معظم حياتها، ولكنها تبني مأوى لها لتربية صغارها. تبني بعض الأسماك أعشاشًا بين النباتات المائية لصغارها. وتتنقل معظم الطيور بصفة عامة من مكان لآخر، ولكنها عادة تبني أعشاشًا في فصل الربيع لتبيض فيها. وهناك حيوانات أخرى تبني مساكن تقيم فيها طوال عمرها، وتلك الحيوانات لا تبعد كثيرًا عن المساكن.
المساكن الدائمة. لدى الكثير من الحيوانات مساكن تدوم لوقت طويل، حيث يعيش الغرير الأوروبي في شبكة من الأوجار (الأنفاق) تحت الأرض تسمى الست، بينما تعيش البومة والراقون والسنجاب داخل جذوع الأشجار الجوفاء أو داخل الأشجار الميتة. ويبني القندس بيوتًا من الطين والأغصان على ضفاف الغدران والأنهار والمجاري المائية، ويجعل مدخله بذكاء من أسفل المسكن حيث لايمكن الوصول إليه إلا عبر الماء، وذلك للحماية من الكثير من أعدائه. وتتخذ الدببة من الكهوف عرائن ويتخذ الأسد عرينه في مكان خفي مثل الأدغال الكثيفة.
تبني الحشرات مساكن في مستعمرات ذات غرف وممرات متشابكة، حيث يحفر النمل أوجارًا (أنفاقًا) متشابكة في الأرض أو في تلال مرتفعة من التربة. وتقود تلك الأنفاق إلى غرف تربي فيها صغارها، وإلى غرف تستعمل مستودعات وغرف خاصة تستخدم في الجو البارد أو الجو الماطر، بينما يبني النحل خلاياه من الشمع. وتحتوي خلايا النحل على غرف كثيرة تستخدم لأغراض شتى منها حاضنات لتربية الصغار. وتبني الزنابير أعشاشًا عديدة الخلايا من أوراق تصنعها بنفسها.
المدى السكني (الإقليمية). تعيش معظم الحيوانات، حتى تلك التي لا تبني مساكن، ضمن حدود معينة تمثل المدى السكني لكل حيوان. فالحيوان لايعيش ضمن حدود مقاطعته فقط، ولكنه يطرد منها الحيوانات الأخرى من نفس نوعه. تهاجر بعض الحيوانات لمسافات طويلة في أوقات معينة من العام، ولكنها حيثما حلت يقيم كل منها ضمن مدى سكني معين، قد يكون في شكل سور حاجز تعيش فيه بعض السحالي، وتطرد منها السحالي الأخرى التي تقترب من تلك المنطقة. ويطرد زوج طائر أبي الحناء الذي يعشش في شجرة ما طيور أبي الحناء الأخرى من الاقتراب من تلك الشجرة. وتُرى السمكة الببغاء تسبح ضمن منطقة معينة من الشعاب المرجانية خوفًا من الدخول ضمن المدى السكني لسمكة ببغاء أخرى. ولا يبتعد الأرنب ثلجي القبقاب لمسافة تبعد أكثر من نصف كيلومتر من مكان ميلاده. فإذا طارده ثعلب ما، فإن الأرنب يجري حتى حدود منطقته، ثم يتجه اتجاهًا آخر دون أن يعبر حدود منطقته. ولدى بعض الحيوانات الأخرى مدى سكني كبير حيث يصطاد أسد الجبل عادة ضمن منطقة تمتد لحوالي 24 كيلومترًا في كل اتجاه من مسكنه.
وكثيرًا ما يُعَلِّم علماء الحيوان حيوانًا ما بحلقة تحمل رقمًا أو رمزًا يميز ذلك الحيوان. وبهذه الطريقة وجد العلماء أن كثيرًا من الحيوانات يعيش ضمن حدود معينة أو تفضل أماكن معينة للسكنى. ولقد وجد أحد ثعابين الغرطر بأمريكا الشمالية مرات عديدة على سفح تل يبلغ طوله حوالي 30 مترًا وعرضه 9 أمتار. وتتنقل الخفافيش إذا أزعجت من كهف لآخر، ولكنها تعود للعيش في مسكنها الأصلي بعد التنقل لمرات قليلة فقط.
الحيوانات التي تعيش معًا
يعيش الكثير من الحيوانات في مجاميع تحتوي على أفراد النوع نفسه أو مع أنواع أخرى، حيث يستفيد كل الأفراد المشاركين في المجموعة.
المشاركة بين الحيوانات تفيد الجانبين المتشاركين؛ فمثلاً يتغذى طير البقر بالطفيليات الحشرية من حيوانات معينة، وفي المقابل، تحذِّر الطيور الحيوان عند دنو الخطر بالطيران بعيدًا.
الأفواج والقطعان والأسراب. قد تهاجر الطيور أو تعشّش معًا في أفواج، بينما يعيش بعض أنواع الثدييات معًا في قطعان. وتسبح الأسماك مثل أسماك الرنجة والسردين معًا في أسراب تتكون من آلاف الأفراد. ويكون القليل من الأفراد في معظم مجاميع الحيوانات قادة وتظل الأفراد الأخرى تابعة. ويبقى القادة على أماكنهم للدفاع عن المجموعة أو الاستعداد للدفاع عنها.
ولدى الدجاج وبعض أنواع الطيور الأخرى نظام نقر. ويكافح كل فرد من أفراد القطيع للمحافظة على موقعه في نظام النقر. ويتميز هذا النظام بأولوية الغذاء والشراب للأفراد التي تنقر أفرادًا أخرى، ولكنها تفسح الطريق للدجاج الذي ينقرها.
المستعمرات. تعيش بعض الحشرات مثل النمل ونحل العسل والنمل الأبيض (الأرضة) في مستعمرات حيث تضع الملكات كل البيض بينما تجمع الشغّالات الغذاء للمستعمرة. كما يوجد بين النمل والنمل الأبيض جنود ذوو فكوك قوية يدافعون عن المستعمرة ويحمونها.
يعيش بعض الحيوانات متلاصقًا بعضه ببعض حتى يبدو كأنه حيوان واحد. البارجة البرتغالية مثلاً مجموعة من العديد من الحيوانات الطافية في البحر. ولكل فرد من أفراد المجموعة دور معين يؤديه، حيث يصطاد بعض الأفراد الطعام وتقوم بهضمه أفراد أُخرى، كما تقوم أفراد أُخرى بالتكاثر وإنتاج الصغار.
كلاب البراري تعيش في مدن مكونة من جحور يبعد بعضها عن بعض بضع ياردات. وتبقي الحيوانات الحشائش حول الجحور قصيرة لتتمكن من رؤية أعدائها. ويقوم بعض أفراد هذه المجتمعات بدور الحرَّاس وتعطي تحذيرًا عند اقتراب الخطر، عندئذ تسرع جميع الكلاب إلى جحورها، وتبقى بها حتى يغادر العدو.
المشاركات بين الحيوانات. تساعد الحيوانات المختلفة أحيانًا بعضها بعضًا لدرجة أن يكونا شريكين. فهناك مثلاً ما يعرف بالسمك الطعم وهو سمك صغير الحجم يسبح قرب شقائق النعمان البحرية الجاثية فوق الشعاب المرجانية في المحيط الهادئ. فحينما يحاول السمك الأكبر حجمًا اصطياد السمك الطعم، يصبح فريسة سهلة لشقائق النعمان البحرية. وعند ابتلاع شقائق النعمان للسمك الأكبر حجمًا، يقوم السمك الطعم بقضم بعض أجزاء السمك الأكبر حجمًا.
تعيش بعض الطيور البيضاء من فصيلة مالك الحزين المعروفة بطير البقر بالقرب من الظباء والأبقار والأفيال في إفريقيا حيث تثير حركة الحيوانات الكبيرة بين الأعشاب الحشرات الجاثمة على الأعشاب، وعندها يسهل على طير البقر اصطياد تلك الحشرات. وعادة ما يجلس طير البقر على ظهر الحيوانات الكبيرة، وإذا أحس الطير بدنو الخطر فإنه يطير من على ظهور الحيوانات وهذا يحذر الحيوانات أيضًا من الخطر.
الحيوانات المهاجرة
هجرات دائرية متكررة طائر اللقلق الأبيض الذي يمضي الربيع والصيف في شمالي قارة أوروبا يقوم بهجرات دائرية متكررة، حيث يطير كل خريف عبر أحد المسارات المبينة على الخريطة ليقضي فصل الشتاء في قارة إفريقيا ثم يعود إلى أوروبا عبر نفس المسار الذي سلكه من قبل.
يهاجر العديد من الحيوانات في أوقات معينة وذلك في مجاميع. فبعضها يهاجر هربًا من الجو البارد أو لإيجاد مصدر للغذاء الوفير، بينما يهاجر بعضها الآخر عبر مسافات بعيدة لأماكن غذاء مفضلة أو لأماكن خاصة للتكاثر. كما تقوم بعض الحيوانات برحلات دائرية في أوقات منتظمة من السنة في مجموعات كبيرة تسمى هجرة الحيوانات. تهاجر حيوانات الكاريبو والأيل والإلكة من مواطنها الباردة قبيل دخول فصل الشتاء من كل عام إلى مناطق أدفأ، حيث تجد الغذاء خلال أشهر الشتاء ذات البرد القارس والجليد. وتتبع الذئاب والحيوانات الأخرى التي تصطاد الأيائل تلك الحيوانات في هجرتها إلى أماكن غذائها الشتوية.
حيوانات المحيطات. تشمل حيوانات المحيطات المهاجرة أنواعًا عديدة من الحيتان، التي تهاجر خلال فصل الصيف إلى المياه الباردة للتغذية، وتعود في فصل الشتاء إلى المياه الدافئة للتوالد. وتشتهر أسماك الأنقليس والسالمون بهجراتها الطويلة التي تقوم بها للتوالد. تسبح أسماك الأنقليس التي تعيش في أنهار وجداول أوروبا وشرق أمريكا في أوقات معينة في المحيط الأطلسي حتى بحر سرجاسو لتضع بيضها بين الحشائش البحرية الكثيفة هناك وتموت، وتسبح صغار الأنقليس راجعة إلى نفس الأماكن التي أتى منها آباؤها (أنهار وجداول أوروبا وشرقي أوروبا). وعلى العكس تمامًا تعيش معظم أسماك السالمون في مياه المحيطات لسنين عديدة، وحينما يأتي وقت التوالد تهاجر آلاف الكيلومترات إلى أعالي الأنهار والجداول الضحلة الداخلية التي ولدت فيها لتضع بيضها هناك وتموت. كما تسبح أسماك السالمون الصغيرة عبر تلك الأنهار إلى أعالي البحار والمحيطات وهكذا دواليك.
هجرات دائرية مفردة يقوم سمك السالمون الذي يعيش في المحيط الهادئ بهجرات دائرية فردية، إذ يسبح السالمون الصغير إلى البحر من الأنهار التي ولد ويعود إلى نفس الأنهار التي وُلد فيها بعد اكتمال نموه حيث يتزاوج ويضع البيض ويموت.
الطيور. يهاجر العديد من الطيور هجرات موسمية طويلة. فالطيور المهاجرة التي تعيش في نصف الكرة الشمالي تقوم بهجرتها جنوبًا كل عام قبيل فصل الشتاء وتعود شمالاً في فصل الربيع. ومنها ما يطير مسافات قصيرة مثل طائر أبي الحناء والذي يذهب فقط إلى حيث يتوافر غذاؤه من الثمار اللبية والديدان. ولكن طيور اللقلق التي تعيش في شمالي أوروبا تهاجر مسافات أطول حيث تمضي فصل الشتاء بين مستنقعات نهر النيل في مصر. أما بطل هجرة المسافات الطويلة بين الطيور، فهو طائر الخطاف القطبي، حيث تغادر أسرابه أماكن تعشيشها في الجزر الشمالية في المحيط المتجمد الشمالي حوالي نهاية شهر أغسطس من كل عام مهاجرة جنوبًا إلى شواطئ القارة المتجمدة الجنوبية أنتاركتيكا حيث تكثر الأسماك التي تتغذى بها تلك الطيور في ذلك الوقت. وفي منتصف يونيو تذوب الثلوج من المحيط المتجمد الشمالي، وتكثر الأسماك هناك مرة أخرى، وعندها تعود طيور الخطاف القطبي إلى أماكن تعشيشها في القطب الشمالي. وتستغرق تلك الرحلة حوالي 35,400كم أي ما يقارب مسافة محيط الكرة الأرضية كلها.
الحشرات. تهاجر الفراشة الملكة التي تعيش في أمريكا الشمالية كل خريف من شمال القارة حتى جنوبي الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى، وتبدأ رحلة العودة شمالاً في الربيع القادم. وقد يموت معظم الفراشات المسنة في الطريق إلى الشمال، ولكن الفراشات الشابة تكمل الرحلة شمالاً. وتعبر فراشات السيدة الملونة البحر الأبيض المتوسط من أوروبا إلى إفريقيا خلال فصل الشتاء للتوالد، وتقفل الفراشات التي ولدت في قارة إفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط عائدة إلى أوروبا مرة أخرى لتضع بيضها هناك وهكذا دواليك. أما فراشات السيدة الملونة الأمريكية فهي تتنقل سنويًا بين ولاية كاليفورنيا وعبر المحيط الهادئ إلى جزر هاواي وإلى كاليفورنيا مرة أخرى.
الهجرات الخاصة. لقد هاجر بعض الحيوانات مع البشر عبر المحيطات، حيث حضر الأوروبيون الأرانب معهم من أوروبا إلى قارة أستراليا قبل أكثر من 100 عام ويعيش الآن صغار تلك الأرانب عبر معظم قارة أستراليا. وبالمثل، فإن العصفور الدوري الإنجليزي قد أحضر من إنجلترا إلى الولايات المتحدة في حوالي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي
يتبع……
)، وسباحًا ماهرًا في الماء.
يهيئ الماء للحيوانات دعمًا كبيرًا لأجسامها حيث تطفو فوقه وتنعدم تلك الميزة بالنسبة للحيوانات البرية. وبذلك نرى أن البرمائيات (الحيوانات التي تعيش في الماء والبر) مثل الضفادع والسمندرات تتحرك بسهولة ويسر في الماء، ولكنها في البر لاتستطيع حتى الوقوف على أقدامها وعليه فهي ترقد على الأرض. تستخدم الضفادع أرجلها الخلفية للحركة في قفزات متتالية مفاجئة. أما السمندرات فهي تزحف على أرجلها القصيرة الممتدة على جانبي أجسامها وتثني أجسامها لتستطيع الأرجل القصيرة الارتكاز على الأرض لتتمكن من الحركة. أما التماسيح والطيور ومعظم الثدييات فذوات أرجل قوية تمتد من الجانب الأسفل من أجسامها وبذلك تستخدم الأرجل دعامات للأجسام وأدوات للحركة على الأرض. وعمومًا فإن أسرع الحيوانات البرية هي الحيوانات ذوات الأرجل الأطول بالنسبة لأحجام أجسامها. وتشمل تلك الحيوانات الظباء والأيائل والخيول والنعام وطيور الرية وحمير الوحش. ويستطيع بعض تلك الحيوانات العدو بسرعة تفوق 80كم في الساعة، ولكن، يمكن للتشيتا الصياد ـ وهو من الحيوانات الكبيرة ذات الأرجل الطويلة وينتمي لفصيلة السنوريات ـ أن يسبق كل الحيوانات في العدو.
وتستخدم الحشرات أرجلها الست من أجل توازن ممتاز. فهي عادة ما تقف على طقم من ثلاث أرجل بينما تحرك الأرجل الثلاث الأخرى إلى موقع آخر في حركتها. وفي مؤخرة كل رجل من أرجل الحشرات زوج من المخالب وأحيانًا أيضًا خُفٌ لزج يمكن الذباب وبعض الحشرات الأخرى من السير بالمقلوب على سقوف المنازل من الداخل.
الذيل و الزعانف يساعدان معظم الأسماك في السباحة. وقد ينمو ذيل ذكر سمك الجبي (أعلاه) ليصبح أطول من الجسم.
أجنحة أماية رقيقة طويلة وأخرى خلفية صغيرة تسمح لعثة الصقر السريعة الطيران بالرفرفة كالطائر الطنّان.
الأجنحة والزعانف. يمكن لمعظم الحشرات المكتملة النمو الطيران والمشي، وذلك لأن لديها زوجًا أو زوجين من الأجنحة إضافة إلى أرجلها الستة. ولدى الطيور والخفافيش زوج من الأجنحة مكان الأرجل الأمامية. والخفافيش هي الثدييات الوحيدة التي لديها أجنحة.
تتحرك الحيتان والدلافين بدفع ذيولها إلى أعلى وإلى أسفل مما يدفع أجسامها الانسيابية إلى الأمام عبر الماء. أما أرجلها الأمامية فهي زعانف تستخدم أساسًا للتوازن والدوران. وتسبح معظم الأسماك بتحريك زعانفها الذيلية القوية من جانب إلى آخر حركة خفيفة. أما الزعانف الأخرى فتستعمل أساسًا للتوازن. ولدى أسماك الورنك والشفنين زعانف جانبية عريضة تشبه الأجنحة، فتبدو تلك الأسماك كأنها تطير عبر الماء.
ولدى القليل من الحيوانات البحرية طرق خاصة للسباحة. يثني الكركند وجراد البحر زعانفه الذيلية لأسفل ليندفع للخلف، كما يندفع الحبار والصبيد للخلف عن طريق نوع من الدفع النفاث، حيث تسحب الماء داخل تجويف جسمي كبير وتدفعه للخارج عبر فتحة ضيقة أمامية مما يدفع الحيوان للخلف. ويندفع حيوان المحار المروحي للأمام بطريقة مشابهة، حيث يسحب الماء بين شقي صدفته المفصلية، ويدفعه للخارج عبر فتحات صغيرة قرب مفصلة الصدفة.
كيف تتغذى الحيوانات
كل حيوان يأكل لكي يعيش، ولكل ضرب من الحيوان تراكيبه الجسدية الخاصة التي يحصل بها على طعامه من بيئته، ولمعظم الحيوانات أعضاء تقوم بهضم الطعام.
الحوت الصحيح ييصفِّي الغذاء من الماء، وذلك بدفع الماء خارج فمه، خلال صفائح رقيقة تُسمى البالين.
التغذية عن طريق ترشيح الطعام. تستخدم هذه الطريقة الحيوانات المائية من الحيوانات ذات الخلية الواحدة كحيوان البراميسيوم إلى أضخم الحيوانات حجمًا وهو حوت العنبر الأزرق، حيث تحصل على طعامها بتصفية العوالق من المياه. ويستخدم البراميسيوم نوعًا خاصًا من الأهداب لدفع الماء المحتوي على البكتيريا عبر الدهليز الأجوف في أسفل جسمه نحو فتحة فمه، حيث يقوم بترشيح البكتيريا من الماء والتهامها. كما يستخدم المحار أيضًا الأهداب للحصول على الحيوانات المجهرية من الماء. تدفع التيارات المائية الحيوانات الدقيقة داخل صدفة المحار، حيث تلتصق بطبقة من المخاط. وعندها تدفع أهداب المحار المخاط المحمل بالحيوانات المجهرية نحو فم المحار، حيث توجد أعضاء إصبعية رخوة تقوم بدفع المخاط المحمل بالغذاء داخل فم المحار. يبتلع حوت البالين عديم الأسنان كميات كبيرة من الماء المحتوي على غذائه من العوالق الحيوانية والنباتية داخل فمه، حيث تلتصق بالصفائح القرنية المعروفة بالبالين والتي تتدلى في صفوف من سقف فم الحوت. وعندما يغلق الحوت فمه يقوم لسانه الضخم بعصر صفائح البالين بعضها ببعض مما يدفع الماء إلى الخارج ويهرس العوالق في عجينة يبلعها الحوت.
التغذية عن طريق الفكوك والأسنان. يستخدم العديد من الحيوانات الفكوك والأسنان للقبض على الطعام ومضغه، فالأسد والقط مثلاً عادة ما يستخدمان فكوكهما وأسنانهما القوية في القبض على طرائدهما، ويستخدمانها أيضًا في تقطيع طعامهما قطعًا صغيرة يمضغانها قبل ابتلاعها. وتستخدم الأبقار والخيول أسنانها في تقطيع الأعشاب. وتفتقر مناقير الطيور للأسنان ولكنها تكون دقيقة لالتقاط الحبوب وهرسها. ويستخدم الكثير من الطيور ـ مثل صائد الذباب وأبي الحناء والسنونو والصعوة ـ مناقيره في صيد الحشرات. وتمزق طيور النسر والصقر والبومة الطرائد بمناقيرها المعقوفة. ومن بين الحيوانات المائية ـ كالأخطبوط والصبيد ـ ما يمتلك فكوكًا شبيهة بالمناقير تستخدمها في التهام الأسماك والسرطانات التي تصطادها بوساطة قرون الاستشعار المليئة بالممصات. وتستخدم الحشرات والديدان الألفية (حيوانات عديدة الأرجل) فكوكها وأسنانها في مسك ومضغ الطعام. والعناكب ليس لها فكوك، ولكن لدى كل منها زوجًا من مخالب السم في مقدمة الفم يحقن به سمًا يشل الذباب وطرائده الأخرى، ثم يرش عليها عصائر هاضمة تحول أنسجة الطرائد إلى سائل يتغذى به العنكبوت.
الحيات تبتلع الغذاء كاملا. وتستطيع فك مفاصل فكيها لابتلاع بيض أو حيوانات أكبر من رأس الحية نفسها.
أعضاء الهضم. لدى معظم الحيوانات أعضاء تقوم بهضم الطعام الذي تأكله،. وقد يخزن الطعام في معدة الحيوان لفترة بعد ابتلاعه، ومن ثم يمر إلى الأمعاء حيث يتم هضمه بينما تمر الفضلات غير المهضومة إلى الخارج عبر أمعاء الحيوان السفلى. وتقوم بعض الحيوانات ـ مثل الطيور وديدان الأرض والحشرات ـ بتخزين الطعام في حوصلة بدلاً من المعدة. وفي الطيور والتماسيح والكركند وبعض الحيوانات الأخرى ذات الحوصلة يمر الطعام من الحوصلة إلى القانصة حيث يطحن جيدًا قبل مروره إلى الأمعاء حيث يهضم.
ولدى الأبقار والأغنام ومعظم الحيوانات الأخرى التي تسمى المجترات معدة مكونة من أربعة أجزاء مختلفة يقوم كل منها بدوره المهم في هضم الطعام. وهناك من الحيوانات ـ كبعض الطفيليات مثل الديدان الشريطية ـ ما ليس لديه جهاز هضمي، حيث تعيش الديدان الشريطية في الأمعاء الدقيقة لحيوانات أخرى وتمتص الغذاء المهضوم الموجود هنالك.
كيف تتنفس الحيوانات
نجم البحر يستخدم أقدامه الأنبوبية في القبض على قوقع من صدفته، ثم يدفع معدته إلى داخل الصدفة ليمتص جسم القوقع.
الفتحات التنفسية خارج جسم الحشرة. يدخل الهواء للجسم خلال تلك الفتحات ويتدفق في الأكياس الهوائية، ومن ثم توزعه شبكة القصبات الهوائية لكل أجزاء جسم الحشرة.
الخياشيم أعضاء التنفس لمعظم الأسماك . تمتص أنسجة الخياشيم الرقيقة الأكسجين من الماء. تبتلع السمكة الماء وتدفعه خلال فتحات الخياشيم.
الرئات
العنكبوت المائي يتنفس تحت الماء بوساطة فقاعات هوائية كبيرة ملتصقة بجسمه. توجد فقاعات صغيرة من الهواء حول شعيرات جسم العنكبوت توفر مصدرًا إضافيًا للهواء.
يحتاج كل حيوان إلى إمداد مستمر ودائم بالأكسجين لإنتاج الطاقة اللازمة لحياته. ولدى معظم الحيوانات تراكيب خاصة في أجسامها تقوم بأخذ الأكسجين من بيئة الحيوان. وتحصل الحيوانات المائية على الأكسجين من الماء، بينما تحصل عليه الحيوانات البرية من الهواء. وتستخدم كل الحيوانات ـ ما عدا أنواع قليلة منها ـ نوعًا من التنفس وذلك بأخذ الأكسجين وطرح ثاني أكسيد الكربون خارجًا. وهناك أنواع قليلة من الحيوانات ـ تضم الديدان الشريطية والطفيليات المعوية الأخرى ـ تعيش في أماكن لايوجد فيها الأكسجين طليقًا، وعليه تعتمد تلك الحيوانات على طريقة هضمية خاصة تمكنها من الحصول على الأكسجين من غذائها.
التنفس عن طريق الخياشيم والرئات. تتنفس معظم الفقاريات المائية عن طريق الخياشيم ومعظم البرية منها عن طريق الرئات. تدخل السمكة الماء عبر فمها ليغمر الخياشيم التي تستخلص الأكسجين منه ثم تطرحه للخارج عبر فتحات أو فجوات بين الخياشيم.
ولدى الأنواع المختلفة من الحيوانات البرية رئات تعمل بطرق عديدة. فالضفادع مثلاً تدفع الهواء في رئاتها تحت ضغط وذلك باستخدام قاعدة الفم مضخة. أما الحيات والسحالي فتستخدم العضلات الموجودة بين أضلاعها لزيادة حجم أجسامها وعليه يدخل الهواء إلى رئاتها ليحتل الفراغ الذي أحدثته تلك الزيادة في حجم الجسم. أما الحيوانات ذات الدم الحار ـ الطيور والثدييات ـ فلديها عضلات وأعضاء تنفسية خاصة تمكنها من الحصول على كميات كبيرة من الأكسجين، وذلك لأن أجسامها تنتج قدرًا أكبر من الطاقة التي تنتجها أجسام الحيوانات ذات الدم البارد لأنها عادة أكثر نشاطًا من ذوات الدم البارد. فهي تستخدم قدرًا كبيرًا من الطاقة للمحافظة على مستوى درجة حرارة أجسامها مهما تغيرت درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه. أما الحيوانات ذات الدم البارد فتتغير درجة حرارة أجسامها حسب درجة حرارة الوسط الذي توجد فيه.
طرق التنفس الخاصة. معظم الحيوانات من اللافقاريات حشرات. وهي تحصل على الأكسجين عبر أنابيب تسمى القصـبات الهوائيـة التي تمتد من فتحات في جدار الجسم إلى كل الأعضـاء الداخلـية للحشرة. وتقوم عضلات جسم الحشرة بضـخ الهواء إلى داخل وخارج تلك الأنابيــب. ولدى اللافقـاريات الأخرى ـ مثل السرطانات وجراد البحر والكركند ـ خياشيم تحت الأجزاء الرقيقة من الجسم أعلى الأرجل.
ولدى معظم العناكب زوج من الرئات ذات صفائح رقيقة من الأنسجة تشبه صفحات الكتاب وبالتالي يطلق عليها الرئات الكتابية. وتتمكن العناكب المائية من التنفس بتلك الرئات تحت الماء، وذلك بأن تحمل معها إلى داخل الماء فقاعات هوائية تحيط بأجسامها عند غطسها في الماء. ولدى بعض قواقع المياه العذبة رئات، وبذلك تخرج للسطح للتنفس حيث يدخل الهواء إلى رئاتها عبر ثقب يوجد في جانب جسم القوقع. أما بقية قواقع المياه العذبة وكل قواقع المياه المالحة فلديها خياشيم تتنفس بها داخل الماء ولا حاجة لها للصعود للسطح للتنفس. وتمتص بعض الديدان وكل اللافقاريات الأخرى كل الأكسجين الذي تحتاج إليه عبر جدار أجسامها، حيث تتنفس ديدان الأرض مثلاً عبر جدار جسمها الرطب.
كيف تتكاثر الحيوانات
التكاثر في الحيوانات
كل الحيوانات تتكاثر ( تنجب صغارًا من نوعها). ولدى معظمها تراكيب جسدية خاصة للتكاثر والبقية الأخرى تتكاثر دون تلك التراكيب الخاصة.
هناك طريقان أساسيان تستخدمهما الحيوانات للتكاثر: 1- التكاثر اللاجنسي و2- التكاثر الجنسي. يقوم والد واحد فقط بإنتاج الصغار في التكاثر اللاجنسي. أما في التكاثر الجنسي فيقوم والدان بإنتاج الصغار. تتكاثر معظم الحيوانات البسيطة ـ مثل الإسفنج والسمك الهلامي والديدان المسطحة وبخاخات البحر ـ في الغالب تكاثرًا لاجنسيًا، ولكنها أحيانًا تتكاثر تكاثرًا جنسيًا أيضًا. أما معظم الحيوانات الأخرى فتتكاثر تكاثرًا جنسيًا فقط.
التكاثر اللاجنسي. يتكاثر الكثير من الديدان المسطحة عن طريق التشظي (التقطيع) حيث يتقطع جسم الدودة إلى قطعتين أو أكثر ثم ينشأ من كل قطعة دودة جديدة. فالمستورقة عادة ما يتقطع جسمها إلى نصفين، ثم ينمو في كل نصف ما يفقده من أعضاء ليصير دودة جديدة، ويمكن للمستورقة أن تتكاثر تكاثرًا جنسيًا أيضًا.
تتكاثر حيوانات الهايدرا والمرجان تكاثرًا لاجنسيًا عن طريق التبرعم، حيث تنمو على جسم الحيوان نتوءات صغيرة تسمى براعم. وبعضها تنمو به أعضاؤه المختلفة وينفصل عن الحيوان الأم كفرد مستقل، بينما يتكاثر كثير من الإسفنج عن طريق تكوين البريعمات، وهي تراكيب شبيهة بالبراعم ولكنها تتكون من خلايا خاصة داخل غطاء واق. وقد ينشأ من تلك الخلايا فرد جديد.
التكاثر الجنسي. لدى معظم أنواع الحيوانات التي تتكاثر تكاثرًا جنسيًا فقط خلايا خاصة ينشأ منها صغارها. وتسمى الخلايا الجنسية الأنثوية البيوض، كما يطلق على الخلايا الجنسية المذكرة النطاف (الحيوانات المنوية). وينشأ كائن حي جديد عند التحام نطفة ببيضة، ويسمى ذلك الالتحام الإخصاب أو التلقيح. وبعض الحيوانات التي تتكاثر جنسيًا قد تنتج صغارًا حتى دون تزاوج بينها. فمثلاً تفرز قنافذ البحر ملايين البيوض والنطاف في مياه المحيط. وقد يجد بعض تلك الخلايا بعضه الآخر وعندها يتم الالتحام بينها أو الإخصاب في مياه المحيط وينشأ من البيوض المخصبة صغار تسبح في المياه، ثم تهبط إلى قاع المحيط حيث تصير قنافذ بحر متكاملة وشبيهة بآبائها. ولكن التزاوج يتم بين غالبية الحيوانات التي تتكاثر تكاثرًا جنسيًا حيث تلتقي الذكور والإناث أولاً حتى يتم التزاوج بينها. ويتم التعارف والالتقاء بين الجنسين بطرق عديدة في الحيوانات المختلفة. يتم التعارف بين الجنسين في الطيور مثلاً حسب نسق لوني معين في المناقير أو الريش أو الأرجل حيث يتمايز الجنسان في النمط اللوني لتلك الأماكن. أما اليراعة فينتظر أحد الجنسين أن يصدر فرد من الجنس الآخر إشعاعًا ضوئيًا بصورة معينة حتى يتم التعارف بينهما والالتقاء والتزاوج. وتفرز إناث العثات رائحة في هواء الليل لتجذب إليها الذكور للتزاوج، وتصدر ذكور الجنادب وزيز الحصاد والضفادع والعلاجيم أصواتًا تدعو بها إناثها للتزاوج.
التجدد. تستطيع بعض أنواع الحيوانات الدنيا إنتاج صغار أو تعويض ما فُقد من أجزاء أجسامها عن طريق عملية تسمى التجدد. وتشبه تلك العملية عملية تكاثر شائعة بين النباتات. فإذا تم تقطيع حيوان الهيدرا قطعًا عديدة تصير كل قطعة حيوان هيدرا جديدًا، وكذلك إذا تم تفتيت بعض الإسفنج بتمريره عبر شبكة سلكية، ينشأ من بعض تلك القطع الصغيرة إسفنج جديد. وتنمو لسرطان البحر والكركند مخالب جديدة إذا انكسرت منها تلك المخالب. ويتم التجدد أيضًا حتى في بعض الفقاريات. فإذا فقد السمندر رجلاً تنمو له أخرى جديدة، ويبتر كثير من السحالي طويلة الذيل ذيله عمدًا ليهرب من قبضة عدو وبعدها ينمو له ذيل جديد في فترة وجيزة. ولكن التجدد في الحيوانات العليا يتم في الشعر والأظافر والجلد وبعض أنسجة الجسم الأخرى فقط.
حواس الحيوانات
حواس الحيوانات
لدى معظم الحيوانات أجزاء من جسمها تستجيب للتغيرات التي تحدث في الوسط الذي تعيش فيه. وقد يكون مصدر المؤثر (التغيير) رائحة أو منظرًا أو صوتًا أو ذوقًا أو لمسًا. ولايوجد لدى الحيوانات البسيطة التركيب أجزاء خاصة من أجسامها تستجيب بها للمؤثرات الخارجية، بل تفعل ذلك بكل خلايا جسمها. أما الحيوانات المعقدة التركيب وخاصة الفقاريات فلديها أعضاء رفيعة التكوين تستجيب بها للمؤثرات الخارجية.
الحواس. تتفاعل بعض الحيوانات البسيطة التركيب مثل الهيدرا والمشط الهلامي مع المؤثرات الخارجية بوساطة خلايا خاصة مبعثرة بين الخلايا الأطرية لجسم الحيوان. أما استجابة معظم أنواع الحيوانات الأخرى للمؤثرات الخارجية، فتعتمد إلى حد كبير على واحد أو أكثر من حواسه الأساسية وهي البصر والسمع والشم والذوق واللمس. ولكن بعض تلك الحواس قد يكون أكثر أهمية لنوع معين من الحيوان دون نوع آخر. فمعظم الطيور مثلاً، لاتستطيع الحصول على الطعام إذا لم تكن تراه. أما السمع فهو الأهم خاصة للخفافيش. فإذا غطيت أذني الخفاش فهو لايستطيع الطيران إطلاقًا، بل يصطدم بكل ما يواجهه من أشياء. وحاسة الشم الدقيقة هي التي تمكن الكلاب من إيجاد الطعام وتتبع الأثر والتعرف على المخاطر التي قد تواجهها. أما حاسة الذوق فهي مهمة جدًا لدى الكثير من الحشرات حيث تحدد الفراشة الطعام بتذوقها حلاوة رحيق الأزهار بوساطة أرجلها. وحاسة اللمس مهمة جدًا للقطط، حيث إن شوارب القط ماهي إلا أعضاء لمس تمكنه من تحسس طريقه بين الأعشاب القصيرة حتى يتمكن من تلافي الاصطدام بالأشياء التي قد توجد في طريقه.
السلوك. يداوم العلماء على دراسة تفاعلات الحيوانات لفهم سلوكها. ويشتمل السلوك على كل استجابات الحيوان للمؤثرات وطرق تصرفه مع تلك المؤثرات. ويبدو أن السلوك العام لمعظم الحيوانات يعتمد على أنماط تفاعلها التي خلقها الله سبحانه وتعالى معها وهي الغرائز والأفعال المنعكسة، وهي ليست مرتبطة بالتقدير العقلي لعواقب التصرفات، لأن الله سبحانه وتعالى قد وهب ذلك فقط للبشر من خلقه. فالحيوانات تتصرف من منطلق الغرائز التي أودعها فيها الخالق جل جلاله، لا من منطلق تعلم تلك التصرفات ودون تقدير عقلي لعواقب تلك التصرفات. وغريزيًا تطير العثة بعد خروجها من شرنقتها مباشرة لتجد غذاءها من عصائر النباتات دون أن يعلمها أحدٌ ذلك، فتلك غريزة خلقها فيها الله سبحانه وتعالى. فالخالق جل شأنه وعظمت قدرته قد أودع في خلقه من الحيوانات مجموعة من الغرائز تمكنها من البقاء في هذه الدنيا.
ذكر الضبي يمسح وجهه على النباتات في حدود مقاطعته. تفرز غدد وجهه سائلاً ذا رائحة تحذر الذكور الأخرى.
وقد وهب الله سبحانه وتعالى بعض أنواع الحيوان نوعًا من الذكاء (أي بعض المقدرة للتعلم من الخبرة لحل بعض المعضلات)؛ فالفقاريات لديها بعض الذكاء بعكس اللافقاريات. ومن بين الفقاريات فإن القردة العظمى والقردة والدلافين تتعلم بسرعة حل بعض المعضلات التي تتطلب نوعًا من الذكاء. أما اللافقاريات مثل الحشرات والكركند فتظهر مقدرة للتعلم فقط بعد تدريبها بعناية فائقة. وحتى دودة الأرض يمكن تدريبها لتتنحى يمينًا أو يسارًا لتتفادى صدمة كهربائية.
ولقد اتضح من الدراسات العديدة التي قام بها كثير من العلماء أن الشمبانزي (البعام) يمكن أن يتعلم أسرع من أي حيوان آخر، ولكن هل يمكن لبعام أن يكتب رسالةً ليقرأها في عام آخر. هذا مستحيل وذلك لأن ميزات ترتيب وتدوين الأفكار والمعارف وتناقلها من جيل إلى آخر ماهي إلا بعض النعم الكثيرة التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على خليفته في الأرض الإنسان دون أي خلق آخر من خلقه. إذ يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ***64831;لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم***64830; التين: 4.
ذكر طائر البطرس يؤدي عادات مفصلة ومتقنة عند استعداده للتزاوج تتضمن التزين والرقص مع شريكته.
كلاب البراري يقبل بعضها بعضًا عن طريق الضغط بالأسنان على وجه الشريك الآخر. تساعد هذه القُبلة كل حيوان على معرفة ما إذا كان الفرد الآخر من نفس مجموعة عائلته أم لا.
الاتصالات بين الحيوانات. يستخدم الحيوان حواسه لتلقي الاتصالات من حيوانات أخرى من نفس نوعه. فمثلاً حينما يسمع ذكر طائر أبي الحناء غناء ذكر أبي حناء آخر، فهو يعلم جيدًا أن الطائر المغني سوف يستميت في الدفاع عن مقاطعته ضده، أما أنثى أبي الحناء فإن الذكر المغني سوف يرحب بدخولها مقاطعته وذلك بغرض التزاوج معها.
وقد يتواصل بعض الحيوانات عن طريق بصمة الرائحة، حيث تطلق أنثى عثة الغجر أو أنثى عثة دودة القز رائحة مميزة في الهواء لتعلن استعدادها للتزاوج. وعندها تطير ذكور تلك العثات من مسافة تصل إلى الكيلومتر مبدية استجابة لتلك الرائحة للتزاوج مع تلك الإناث. وتميز ذكور الببر وعامة الذكور في فصيلة السنوريات حدود مقاطعاتها بالتبول عند تلك الحدود. تُشْعِر رائحة البول أيًا من ذكور الببر أن تلك المقاطعة يحتلها ذكر آخر من الببر.
ويستخدم بعض الحيوانات التعبير بالوجه وبالجسم للاتصالات. فقد يهدد ذكر الرُّباح (السعدان) ذكر رباح آخر بدفع كتفيه للأمام وبفتح فمه مكشرًا عن أنيابه وأسنانه الضخمة الحادة. وقد يرمي ذكر الغوريلا الغاضب بأوراق الأشجار في الهواء ويدق على صدره بقبضتيه. ويؤدي نحل العسل نوعين من الرقصات ليخبر بقية أفراد الخلية بأماكن وجود الأزهار ذات الرحيق الوافر. فإذا وجدت نحلة عسل أزهارًا ذات رحيق قرب خليتها فهي تعود إلى خليتها وترقص في دوائر. أما إذا كانت تلك الأزهار بعيدة عن خليتها فهي ترقص في خط مستقيم تجاه وجود الأزهار، وعندها تطير شغالات النحل الأخرى في ذلك الاتجاه لتجد الأزهار ذات الرحيق.
تصنيف المملكة الحيوانية
تصنيف شعبة الحبليات
يصنف العلماء الحيوانات في مجاميع تصنيفية حسب التشابه والتباين بينها، وهذه طريقة منطقية لترتيب المعلومات عن الحيوانات وإِبراز الصلات بينها. والجداول التصنيفية التالية تبرز بعض مجاميع الحيوان الرئيسية وبعض صفاتها المهمة. الجداول مرتبة ابتداءً من الحيوانات ذات الخلية الواحدة إلى أكثر الحيوانات تعقيدًا في التركيب. يعتبر تصنيف الأحياء من أكثر المواضيع الشائكة جدًا، حيث إن هناك اختلافات كبيرة جدًا بين المدارس التصنيفية المختلفة. وأكثر ما يتفق عليه علماء الحيوان هو تقسيم المملكة الحيوانية إلى عدة مميلكات هي : مميلكة الأوليات ومميلكة البارازوا ومميلكة عديدات الخلايا الحقيقية. هذا باعتبار أن نظام الممالك الخمس الذي اقترحه العالم الأمريكي روبرت هويتيكر منذ عام 1969 لتصنيف الأحياء لم يجد حتى الآن القبول التام بين علماء الأحياء رغم ما فيه من مزايا جليلة عديدة تحل كثيرًا من مشاكل التصنيف الموجودة في نظام المملكتين القديم، حيث صنف العلماء في النظام القديم الأحياء إلى مملكتين فقط هما : المملكة النباتية والمملكة الحيوانية. أما في نظام الممالك الخمس فنجد أن الأوليات هي مميلكة ضمن مملكة الغرطيسيات (البروتيستا)، ولكن في نظام المملكتين فإن الأوليات هي أحدى المميلكات في المملكة الحيوانية.
الجدول الأول: مملكة الأوليات
اسم الشعبة خصائص الشعبة المثال
السوطيات واللحمياتSarcomastigophora جُهيزات الحركة هي السياط أو الأقدام الكاذبة أو كلاهما، لديها نواة واحدة، لا تُكون أبواغًا أساسًا. التكاثر الجنسي إذا وجد يكون أساسًا عن طريق اندماج الخلايا Trypanosoma brucei Entamoeba histolytica
الأوليات ذات الجُهيز الطرفي المعقد التركيب Apicomplexa حين دراستها بالمجهر الإلكتروني النفاذ يوجد بها جهيز طرفي معقد التركيب يتكون من مخاريط صغيرة الحجم وحبال عضلية دقيقة وأنيبيبات إلخ… على الأقل في مرحلة من مراحل دورة الحياة؛ حيوانات ذات نواة واحدة فقط؛ لا أهداب لها ولا سياط إلا في حالة الأمشاج المذكرة حيث يوجد لديها سياط؛ تتكاثر لا جنسيًا بالتفلق أساسًا، كما تتكاثر تكاثرًا جنسيًا حقيقيًا. كلها طفيلية وتتطفل داخل خلايا العائل Toxoplasma gondii
البوغيات الدقيقةMicrospora تُكوِّن أبواغًا، بكل بوغ خيط قطبي واحد أو عدة خيوط قطبية، كلها حيوانات طفيلية داخل خلايا العائل Encephalitozoon cuniculi
البوغيات المخاطية Myxospora تُكوِّن أبواغًا عديدة الخلايا بداخلها عناصر نمو أميبية الشكل، الأطوار الأكولة عديدة الخلايا أيضًا وهي مقسمة إلى عناصر جسدية وعناصر نمو. كلها طفيلية تتطفل على الحيوانات ذات الدم البارد، خاصة الأسماك Myxosorma cereloralis
الهدبيات Ciliophora لها أهداب بسيطة أو عُضيّات (أعضاء صغيرة) هدبية مركبة على الأقل في مرحلة من مراحل دورة الحياة. لديها نوعان مختلفان من الأنوية: النواة الصغيرة، وهي نواة حويصلية والنواة الكبيرة وهي نواة مضغوطة، وتتكاثر لاجنسيًا بالانقسام الثنائي على المحور الأفقي مثل خلايا النبات، وتتكاثر تكاثرًا شبيهًا بالجنسي عن طريق الاقتران (Conjugation)، أكثر الأوليات رقيًا إذ إن بها تخصصًا وتجهيزات متكاملة تقريبًا. Paramecium caudatum
الجدول الثاني :مميلكة البارازوا
اسم الشعبة خصائص الشعبة المثال
الصفيحياتPlacozoa تتكون هذه الشعبة من نوع واحد فقط، وهو حيوان ذو لون أبيض يميل إلى اللون الرمادي وهو حيوان بحري دقيق، شبيه بالصفيحة وذو قطر يبلغ 2 – 3ملم ويتكون جسمه من ثلاث طبقات خلوية ولا رأس له ولا ذيل ولا جهاز عصبي. وهو بدون أي تماثل وليس لديه أية أعضاء ولا عضلات Trichoplax adhaerens
المساميات (الإسفنجيات)Porifera(Sponges) لهذه الحيوانات جدران جسمية مكونة من طبقتين خلويتين، ولديها قنوات داخلية تفتح في ثقوب في جدار الجسم. ينمو معظم هذه الحيوانات في مستعمرات تعيش في المياه العذبة أو غالبًا في مياه البحار المالحة Gelliodes digitalis
الجدول الثالث : مميلكة عديدــات الخلايا الحقيقية.
اسم الشعبة خصائص الشعبة المثال
اللاسعات (الجوفمعويات أو اللاحشويات) Cnidaria (Coelenterates) تتكون أجسام هذه الحيوانات من طبقتين من الخلايا بينها مادة هلامية. والتجويف الوحيد في الجسم هو القناة الهضمية الشبيهة بالكيس وذات فتحة واحدة ولذلك سميت الجوفمعويات. ومن طوائف الشعبة طائفة : الكأسيات (قناديل البحر) وطائفة : الزهريّات (شقائق النعمان والمرجان) Craspedacusta sowerbii
المشطيات (الهلاميات المشطية) Ctenophoa أجسام هذه الحيوانات مستديرة أو مفلطحة تقريبًا، وتحتوي على مادة هلامية. وتعيش هذه الحيوانات في المياه المالحة حيث تسبح بوساطة ثماني زوائد مشطية في شكل صفوف من أنسجة شبه صدفية. ومن بين أفراد هذه الشعبة حيوان حزام فينوس الشبيه بالشريط Cestum veneris
الديدان المفلطحة (المسطحة) Platyhelminthes(Flatworms) لهذه الحيوانات أجسام رخوة ورقيقة ومسطحة على المحور الظهري البطني ومكونة من ثلاث طبقات. معظم الديدان المفلطحة طفيليات في الفقاريات، وتشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : المهتزات أو الدوامات (وهي الوحيدة في الشعبة التي تحتوي على حيوانات تعيش حياة حرة)، طائفة : الترماتودا أو المثقبات (الديدان الورقية)، طائفة : الديدان الشريطية Dugesia dorotocephala
الديدان الساحلية أو أمامية التجويف Nemertina(Ribbon worm) أجسام هذه الحيوانات رخوة ورفيعة ومرنة وليست مقسمة إلى حلقات أو عُقَل مثل الديدان الشريطية، ويعيش معظمها في المياه المالحة، ولكن بعض أنواعها يعيش في المياه العذبة أو في الأرض، وهي ديدان ملونة يعيش معظمها في أجحار تحتفرها في الطين أو الرمل على ساحل البحر، لذلك سميت ساحلية. إلا أن قليلاً منها طفيليات في حيوانات أخرى Prostoma rubrum
الدَّوَّارات أو الدولابيات Rotifera لهذه الحيوانات أطواق من الأهداب على رؤوسها، تستخدمها لدفع الطعام نحو الفم. يعيش معظمها في المياه العذبة، ولكن بعضها يعيش على الأرض، وبعضها الآخر طفيليات في اللافقاريات الصغيرة Brachionus calyciflorus
الديدان شوكية الرأس Acanthocephala لهذه الحيوانات أجسام مسطحة تقريبًا وخشنة، يوجد على خطمها صفوف من الأشواك المعقوفة. كلها طفيلية وليس لديها جهاز هضمي، الأطوار غير المكتملة تتطفل في الحشرات أما الأطوار المكتملة النمو فهي طفيليات في أمعاء الفقاريات، تستخدم خطمها للالتصاق بجدار أمعاء عوائلها من الفقاريات Leptorhynchoides
thecatus
داخلية الإست Entoprocta تشابه هذه الحيوانات الزهور، فلديها أجزاء من الجسم شبيهة بالساق تلتصق بها على الأجسام والحيوانات المائية، ولها جزء كأسي (شبيه بالفنجان) في قمة الساق، يوجد على قمة ذلك الجزء الكأسي طوق من اللوامس يشابه بتلات الأزهار Barentsia matsuchimana
الديدان الأسطوانية Nematehelminthes لهذه الحيوانات أجسام أسطوانية رفيعة. توجد هذه الحيوانات في جميع أنحاء العالم وتعيش في المحيطات والبحيرات والأنهار وكذلك في البر. يعيش كثير منها طفيليات في البشر وفي الحيوانات وأحيانًا تسبب المرض والموت لعوائلها من البشر والحيوانات، ويتطفل بعضها الآخر في النباتات، ولكن الغالبية تعيش حياة حرة Necator americanus
خارجية الإست Ectoprocta هذه حيوانات مائية شبيهة بالنباتات تنمو عادة في مستعمرات وهي عديمة الحركة وتُكون مستعمرات تلك الحيوانات قشورًا على الصخور والأصداف والنباتات المائية. ولدى كل حيوان لوامس حول الفم تدفع الطعام نحو الفم Plumatella
casmiana
عضديات الأرجل (قنديلية الأصداف) Brachiopoda لهذه الحيوانات البحرية أصداف مزدوجة وهي ذات سوق لحيمة تلتصق بها بالصخور، ويعتقد العلماء أن الجنس Lingula التابع لهذه الشعبة هو أقدم جنس من الحيوانات موجود حتى الآن. Terebratulina retusa
الرخويّات Mollusca الأجسام الرخوة لهذه الحيوانات مغطاة بغطاء (طبقة من الأنسجة) يفرز صدفة جيرية. تشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : بطنية الأقدام وهي رخويات وحيدة الصدفة مثل البطلينوس وطائفة إسفينية (بُليطية) الأقدام وهي رخويات ثنائية الأصداف مثل المحار Melongena corona
البرييابوسيات Priapulida لهذه الحيوانات البحرية أجسام شبيهة بالسجق، والرأس متضخم قليلاً ويمكن دفعه للأمام وإلى الخلف، وهي تعيش في الطين أو الرمل وعادة ما تستخدم الأصداف الفارغة للحماية Tubiluchus
corallicola
الديدان الفستقية Sipuncula هذه حيوانات ذات أجسام رقيقة وليس لديها حلقات أو عُقَل. وهي تعيش في الشواطئ حيث تدفن نفسها في الطين أو الرمل، وإذا أُزعجت تنكمش وبذلك تبدو مثل حبة الفستق Themiste
lageniformis
شوكية الذيل Echiura أجسام هذه الحيوانات البحرية رخوة ومكتنزة ويقع الفم في نهاية خطم طويل شبيه بالحوض وهي تحفر جحورًا على شكل الحرف U في الطين أو الرمل أو تجد مأوى بين الصخور في المياه الضحلة. ****bonellia tasmanica
الحلقيات (الديدان الحلقية) Annelida لهذه الحيوانات أجسام طويلة ذات حلقات عديدة ومعظمها مغطى بشعيرات تستعملها في الحركة، وتشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : عديدة الأشواك (ديدان الرمل) وطائفة : قليلة الأشواك (ديدان الأرض) وطائفة : العَلَقيات (العلقة( Lumbricus terrestris
المفصليات (مفصليات الأرجل) Arthropoda (تتكون أجسام غالبية هذه الحيوانات من رأس وصدر وبطن وثلاثة أزواج أو أكثر من الأرجل عديدة المفاصل، وتشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : العنكبوتيات (العناكب) وطائفة : رخوية الهيكل (الكركند) وطائفة : الحشرات (الحشرات) وطائفة : مفردة أزواج الأرجل (الحيوانات ذات الأرجل المائة أي المئينية) وطائفة: ثنائية أزواج الأرجل (الحيوانات ذات الأرجل الألف أي الديدان الألفية Melanoplus
differentialis
الملتحيات (الديدان الملتحية) Pogonophora لهذه الحيوانات البحرية التي تعيش في أعماق البحار أجسام دودية الشكل، ويتضمن الجزء الأمامي القصير من الجسم "الرأس" وهناك لوامس طويلة أسفل الرأس تجعل هذه الحيوانات تبدو كأنها ملتحية Oligobrachia ivanovi
شوكيات الجلد (قنفذيات الجلد) Echinodermata لهذه الحيوانات البحرية صفائح جيرية ذات أشواك، وتشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : الزنبقيات (زنابق البحر) وطائفة : النجميات (نجوم البحر) وطائفة : الثعبانيات (نجوم البحر الهشة) وطائفة : الشوكيات (قنافذ البحر) وطائفة : المبخريات (خيار البحر( Asterias forbesi
شوكية الفكوك (الديدان السهمية) Chaetognatha لهذه الحيوانات أجسام رقيقة وشفافة ومقسمة لثلاث مناطق محدودة هي 1- الرأس 2- الجذع 3- الذيل، ولديها زعانف في الجذع وزعنفة ذيلية للحركة. وهي جزء مهم من العوالق البحرية في المحيطات Sagitta bipunctata
نصفية الحبل Hemichordata لمعظم هذه الحيوانات البحرية الدودية الجسم خطم رفيع أمام الفم والعديد من الفتحات الخيشومية على جانبي الجسم، وهي تعيش في الطين أو الرمل، وتشابه أجنتها أجنة شوكيات الجلد Ptychodera flava
الحبليات Chordata لهذه الحيوانات في مرحلة من مراحل حياتها حبل ظهري (تركيبب شبيه بالعمود) يدعم الجسم، وفي الفقاريات يتحول الحبل للسلسلة الفقرية، في مرحلة التكوين الجنيني يوضح الشكل الذي يلي هذا الجدول تصنيف شعبة الحبليات.
مستقبل الحيوانات
يعتقد بعض العلماء أننا نعيش في عصر يتسم بالانقراض. ففي الولايات المتحدة وحدها انقرضت حوالي 40 نوعًا من الطيور و35 نوعًا من الثدييات و25 نوعًا من الحيوانات، خلال السنوات المائتين الماضية. وقد انقرض الكثير من هذه الأنواع بسبب النشاط البشري، كما أصبحت مئات الأنواع الأخرى في الولايات المتحدة مهددة (معرضة لخطر الانقراض). ولكن أعدادًا متزايدة من الناس تعمل اليوم على الحفاظ على تنوع الحياة الحيوانية لصالح الأجيال القادمة.
يتبع ……….
كيف يهدد البشر الحيوانات. يهدّد البشر الحيوانات بطرق عديدة، نوجز بعضها هنا.
تدمير الموطن. عندما يبني الناس المدن، أو يقطعون الغابات للحصول على الأخشاب، أو تنظيف الأرض بغرض الزراعة، تتعرض بيئات الحيوانات إلى التدمير. فعلى سبيل المثال، كانت الدببة الرمادية وأسود الجبال تتجوّل بحرية يومًا ما في الموقع الحالي لمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، ولكنها لاتستطيع العيش في المدينة اليوم.
واليوم، تتعرض بيئات الحيوانات في الغابات المدارية إلى التهديد، أكثر من غيرها، حيث يقطع الناس الأشجار بسرعة فائقة، للحصول على الأخشاب الصلبة القيمة مثل الماهوجني والتيك، وينظفون الأرض لزراعة المحاصيل الزراعية. ونظرًا لأن التربة في هذه المناطق ليست عالية الخصوبة فإن المزارع لا تنتج المحاصيل إلا لسنوات قليلة، ولذا يلجأ المزارعون إلى تنظيف المزيد من المساحات، بقطع أشجارها. وبحلول السنوات الأولى من تسعينيات القرن العشرين، شملت المساحات المدمرة حوالي خمسي مساحة الغابات المدارية في العالم.
ويولي العديد من العلماء، وغيرهم من المهتمين بالحياة الفطرية، تدمير الغابات المدارية اهتمامًا خاصًا، حيث يشيرون إلى أن التنوع البيولوجي، أي وجود أعداد كبيرة من أنواع النباتات والحيوانات، في هذه الغابات، يفوق التنوع البيولوجي في أي بيئة أخرى. فقد تحتوي ثلاثة كيلومترات فقط من الغابات في أمريكا الجنوبية على عدد من أنواع الطيور أكثر مما نجده في العديد من الدول. وفي الواقع، اكتشف العلماء، أن شجرة واحدة في غابة مدارية ببيرو يعيش عليها 43 نوعًا من النمال. ويساوي هذا العدد عدد أنواع النمال في المملكة المتحدة كلها.
وبالرغم من احتمال وجود عدد من أنواع الحياة الحيوانية في مكان واحد من المنطقة المدارية، فإن العدد الكلي للكثير من الأنواع المدارية صغير جدًا. وعليه فإن تنظيف مساحة واسعة من الغابات يؤدي إلى قتل كل الكائنات الحية المنتمية لبعض الأنواع.
التلوث. قد يؤدي عدد من أنواع التلوث أيضًا إلى تدمير الحيوانات ومواطنها. فالكيميائيات الزراعية، والنفايات الصناعية، تتسرب أحيانًا إلى البرك والأنهار، وتقتل الحياة الفطرية هناك. كذلك يؤدي تلوث الهواء الذي تسببه المصانع، التي تستخدم الوقود الأحفوري مثل الفحم والزيت، إلى التدمير الشديد للغابات والحياة الفطرية. وتموت الأسماك وغيرها من الحيوانات، بسبب المطر الحمضي، أي المطر المركز بحمضي الكبريتيك والنيتريك الناتجين عن تلوث الهواء.
ويشكل ازدياد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تهديدًا طويل الأمد للحيوانات ومواطنها. فالكثير من المصانع ـ بالإضافة إلى السيارات ومحطات القدرة ـ تنفث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. وتساعد أشجار الغابات ونباتاتها في امتصاص هذا الغاز، ولكن نظرًا لأنها تتعرض للقطع المستمر فإن معدلات ثاني أكسيد الكربون تتزايد. ويعتقد كثير من العلماء أن كميات ثاني أكسيد الكربون المتزايدة في الجو تسرع معدل ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، الناتج عن الظاهرة المعروفة باسم تأثير البيت المحمي. ويمكن أن يحدث هذا الارتفاع تأثيرات كبيرة في مناخ الأرض، تؤدي بدورها إلى تدمير عدد كبير من أنواع الحيوانات والنباتات.
إدخال الأنواع الجديدة. قد يكون لإدخال أنواع جديدة في منطقة معينة نتائج غير متوقعة. ففي منتصف القرن التاسع عشر على سبيل المثال، إدخل الناس الأرانب في الحياة البرية في أستراليا. وبسبب عدم وجود أعداء طبيعيين للأرانب في تلك المناطق ازدادت أعدادها بكثرة، وأدى هذا التكاثر بدوره إلى اختفاء البندقوط ذي الأذن الأرنبي ـ وهو من الحيوانات المستوطنة في أستراليا ـ من بعض مناطق القارة. وقد نتج هذا الاختفاء بسبب التنافس على الأجحار، الذي نشأ عن وجود العدد الكبير من الأرانب، ولأن السموم والشراك التي استخدمها الناس ضد الأرانب قتلت أيضًا أعدادًا كبيرة منها.
وقد يتسبب الإنسان في دخول أنواع جديدة من الحيوانات إلى منطقة معينة، دون قصد. فبلح البحر الوحشي مثلاً حيوان صدفي يستوطن المنطقة المحيطة ببحر قزوين، بين أوروبا وآسيا. وقد عثر على هذه الحيوانات أول مرة في أمريكا الشمالية، في عام 1988م، حيث أطلقت يرقاتها في البحيرات العظمى دون قصد عبر مياه التوازن، وهي المياه التي تحفظ داخل السفينة لحفظ توازنها. واليوم يشكل بلح البحر الوحشي آفة رئيسية في أمريكا الشمالية، وقد يهدد وجوده الموارد الغذائية لكثير من الأسماك والأصداف التي تستوطن البحيرات العظمى.
الصيد. أدى الصيد الجائر للعديد من الحيوانات عبر القرون إلى فنائها. فصيادو ما قبل التاريخ، على سبيل المثال، ربما تسببوا في انقراض الماموث الصوفي والمستودون بصيدهما.
وقد كان الصيد الجائر في المائتي سنة الماضية بصفة خاصة، من أهم أسباب تدمير الحياة الحيوانية، حيث تسبب في انقراض كائنات مثل الأوك الكبير والحمام المهاجر وبقرة ستيلر البحرية.
النمو السكاني. يتزايد عدد سكان البشر في العالم باطراد. فقد بلغ عدد سكان العالم في نهاية تسعينيات القرن العشرين حوالي 6 بليون نسمة، أي حوالي خمسة أضعاف عدد سكان العالم في عام 1850م. ويتوقع بعض الخبراء أن يبلغ عدد سكان العالم في عام 2050م حوالي 11,5 بليون نسمة، أي حوالي ضعف عدد السكان الحالي. وسيضيف هذا الازدياد الهائل لعدد السكان عبئًا إضافيًا على المواطن الطبيعية أو تدميرها.
كيف يحمي البشر الحيوانات. منذ أواخر القرن التاسع عشر تزايد اهتمام الناس بتدهور الحياة الفطرية في العالم. وقد نتج هذا الاهتمام جزئيًا بسبب تزايد إدراك الناس للعلاقات المتداخلة بين الأنواع ـ أو ما يعرف بشبكة الحياة. فكثير من الناس الآن يعرفون أن اختفاء الأعداد الكبيرة من الأنواع، يهدد حياة الكائنات الحية الأخرى، بما في ذلك البشر.
المناطق المحميّة. تهتم العديد من الدول بتشييد المتنزهات الوطنية، ومناطق حفظ الطرائد، والملاجئ الفطرية، التي تحمى فيها مواطن الحيوانات من التغول، ويحظر فيها الصيد. ويعتقد الكثيرون من المهتمين بصيانة الحياة الفطرية أن هذه المناطق تمثل الأمل الأخير لحماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض. ففي الهند مثلاً، هناك الآن حوالي25,000 كيلومتر مربع، مخصص لحفظ النمور. وقد تضاعف عدد النمور في الهند منذ تطبيق المشروع المسمى مشروع النمر في عام 1973م. ويحتضن متنزه يلوستون الوطني حيوانات نادرة مثل الدب الرمادي والبيسون والعقاب الأصلع والقم البوّاق. ويحمى الفيل الإفريقي والخرتيت الأسود في متنزهات وملاجئ في السافانا الإفريقية.
وتحمى الحيوانات أيضًا بالاتفاقيات الدولية. فبحلول عام 1988م، على سبيل المثال، أوقفت كل الدول صيد الحيتان التجاري لأن كثيرًا من أنواع الحيتان أصبحت مهددة بالانقراض. كذلك اتفق الموقعون على معاهدة أنتاركتيكا على تبني قوانين لحماية نباتات أنتاركتيكا وحيواناتها.
القوانين. تحمي القوانين أيضًا الحياة الفطرية في مختلف من الدول. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يحتفظ المسؤولون بقائمة عن الأنواع المهددة بالانقراض. وتفرض القوانين على كل من يريد استغلال موطن يسكنه نوع مهدد بالانقراض، أن يثبت أن التغييرات المتوقعة لن تؤثر على ذلك النوع. وفي ماليزيا يعاقب كل من يقتل سعلاة أو يجرحها أو يقبضها بالسجن.
وتحدد بعض الهيئات الحكومية أيضًا عدد طرائد بعض الأنواع التي يمكن صيدها في كل موسم. وحين يصبح نوع معين نادر الوجود، تلجأ الهيئات الحكومية إلى تخفيض العدد المسموح بصيده قانونًا من ذلك النوع، لتعويض الفاقد.
الاستيلاد. أصبحت بعض الأنواع، مثل الكندور الكاليفورني، نادرة جدًا، مما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن الطريقة الوحيدة لانقاذ هذه الأنواع، هي استيلادها في الأسر. ومن الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض، والتي تستولد الآن في الأسر، المارية العربية والدب الشمسي والسعلاة والكركي الناعق. وفي حالة نمو أعدادها تبذل المحاولات لإعادة بعضها إلى الحياة الفطرية.
ويتم الآن إعادة بعض الأنواع إلى مواطنها الأصلية، حيث أعيد الوشق مثلاً إلى جبال فوزج بفرنسا وجبال جورا بسويسرا. ويحلق نسر جربيبيتوس ذو اللحية الآن في مناطق أخرى فوق جبال الألب.
ويظل مستقبل الحياة الفطرية غامضًا بالرغم من جهود المعنيين بصيانتها. فالبشر يتزايدون باستمرار، ومازالت الغابات وأراضي الحشائش تتعرض للتدمير، ويواصل الناس صيد الفيل الإفريقي والنمور وغيرها من الحيوانات المعرضة للزوال، ويهدد تلوث الهواء والمطر الحمضي وتلوث الماء حياة الأنواع الفطرية.
جـدول لذكـاء الحيـوانات
القردة العظمى والقرود. لديها مقدرة للتعلم أكثر مما لدى أي حيوان آخر. فمثلاً يستخدم الشمبانزي (البعام) أدوات لأداء أْعمال مختلفة. والمعروف عن البعام أنه يبري الأغصان الرقيقة ويستخدمها في اصطياد النمل الأبيض (الأرضة) من تلاله في أحراش القارة الإفريقية، وبالتالي فإن البعام يعتبر أذكى الحيوانات على الاطلاق.
الثدييات البحرية. لدى كل من الدلافين والحيتان دماغ قريب من دماغ البشر ويعتبر الدلفين مخروط الأنف أذكى الحيوانات المائية ولقد تم تعليمه أداء بعض الأعمال المعقدة.
الثدييات آكلة اللحوم. أبدى كل من القط والكلب قدرات للتعلم أفضل من كل الحيوانات الأخرى ما عدا القردة العظمى والقرود والثدييات البحرية. وقد تتعلم الدببة والأُسود والببرات (جمع الببر) والذئاب بنفس السرعة التي تتعلم بها القطط والكلاب.
الحيوانات ذات الحافر. يستجيب كل من الفيل والحصان جيدًا للأوامر والإشارات، ولكن الخنزير أفضل من يحل المعضلات بين الحيوانات ذات الحافر.
القوارض. عادة ما تجد طريقها عبر ممرات أرضية معقدة، ويمكنها التمييز بين شكل وآخر. ويعتبر السنجاب واحدًا من أذكى القوارض.
الطيور. يستطيع كل من الغراب الأسحم والحمام حل مسائل حسابية بسيطة. أما الببغاوات وكثير من الطيور الأخرى فلديها مقدرة عظيمة على تقليد وتذكر الأصوات.
البرمائيات والزواحف. يصعب اختبار هذه الحيوانات. ولكن إذا وضع كثير منها أمام ممرات عديدة فغالبًا ما تختار الممرات التي تقود إلى الطعام.
الأسماك. يميز كثير من الأسماك الألوان، حيث يمكن تعليمه السباحة نحو ألوان معينة وتجنب ألوان أخرى. وبعضها مثل أسماك السالمون يمكن أن يتذكر الألوان لسنين عديدة.
اللافقاريات. لديها مقدرة قليلة جدًا للتعلم، ولكن يمكن تدريب بعضها لتجنب الأماكن الخطرة والتوجه إلى الأماكن الآمنة
يتبع…….الجزء القادم نبدأ بالدب
الدب
الــدُّب حيوانٌ ضخمٌ وقوي له فرو سميك وخشن. وتقوم الدببة بافتراس غيرها من الحيوانات. ولذا يُصَنِّفُها علماء الحيوان على أنها من اللواحم ـ أي تلك الحيوانات التي تتغذى باللحوم. إلا أن معظم أنواع الدببة تتغذى بالأطعمة الأخرى، بما في ذلك الفواكه والجوز وأوراق النباتات والحشرات والأسماك.
ويُعدُّ دب ألاسكا البني من أكبر آكلات اللحوم البرية، إذ يمكن أن ينمو ليصل طوله إلى أكثر من 2,5م وقد يزن ما يقرب من 800كجم. ومن ناحية أخرى، فإن الدب الشمسي، الذي يُطلق عليه أيضًا اسم دب الملايو، يُعدُّ أصغر دب حيث يبلغ طوله ما يقرب من 90 – 120سم، بينما قد يبلغ وزنه ما بين 30- 45كجم.
تعيش الدببة البرية في شمالي خط الاستواء. ونجدها في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وفي المنطقة القطبية قريبًا من القطب الشمالي. بينما يعيش في أمريكا الجنوبية نوعٌ واحد فقط هو الدب ذو النظارات. ولا تعيش أية أنواع من الدببة البرية في إفريقيا أو أستراليا، أو في القارة الجنوبية المتجمدة (أنتاركتيكا).
جسم الدب
أشكال الدببة وأحجامها توضح الصور أدناه اختلاف أحجام الدببة وأشكال أجسامها. كما أن الأحجام المذكورة هي معدل أطوال الدببة كاملة النمو.
الدببة ذات أجسام ثقيلة الوزن وفراء سميك،وهي مرتخية الجلود كبيرة الرؤوس. وللدب عينان صغيرتان وهو ضعيف البصر، وله أذنان صغيرتان مستديرتان ترتفعان إلى أعلى، كما أن سمعه محدود، لكنه يتميز بحاسة الشم القوية.
وللدببة أرجل قصيرة وقوية وأقدام ضخمة. ولكل قدم خمسة أصابع، ينتهي كل إصبع منها بمخلبٍ طويل وضخم. ومن الممكن رؤية المخالب لأنها على العكس من مخالب القط، ليست مغطاة. ويستخدم الدب مخالبه في الحفر لاستخراج جذور النباتات والنمل وغيرها من أنواع الغذاء، أو لتمزيق فريسته.
وتختلف الدببة في مشيها عن غيرها من الحيوانات الأخرى. فمعظم الحيوانات تمشي وتجري على أطراف أقدامها، على حين أن الدب يضع جماع باطن قدمه على الأرض في كل خطوة يخطوها وضاربًا الأرض بعقب القدم أولاً كما يفعل الإنسان تمامًا. وقد يبلغ طول القدمين الخلفيتين للدب الكبير نحو 30-40سم. ومن ناحية أخرى، فإن الأقدام الكبيرة والأرجل القصيرة وكذلك وضع عقب القدم أولاً عند المشي يجعل الدب يبدو بطيئًا وغير رشيق، إلا أن الدببة رشيقة وبإمكانها التحرك بسرعة. وبإمكان الدب القطبي الجري بسرعة تصل إلى 55كم/ساعة.
حياة الدب
تعيش الدببة عادة وحيدة، وهي لا تتجمع في مجموعات إلا أن كلاً من الذكر والأنثى قد يعيشان معًا إلى ما يقرب من شهر خلال فترة التزاوج في فصل الصيف. وبعدذلك يتجول الذكر بعيدًا، وتقوم الأنثى بإعداد المكان المناسب لولادة جرائها.
المناطق التي تقطنها الدببة توضح المواضع المُلونّة بالأصفر على الخريطة، (أعلاه) المناطق التي تعيش فيها الدببة في العالم. تعيش معظم الدببة شمالي خط الاستواء.
السبات الشتوي. تقضي بعض الدببة أغلب فترة الشتاء في حالة شبيهة بالسبات. ويرى العديد من العلماء أن السُّبات عند الدب حالة نموذجية للبيات الشتوي. إلا أن علماء كثيرين آخرين لا يعدون الدببة من الحيوانات التي تدخل في البيات الشتوي بصورة حقيقية. ويشيرون إلى أن درجة حرارة جسم الدب ـ خلافًا لما يحدث في الثدييات الأخرى التي تدخل في السبات الشتوي ـ لا تنخفض انخفاضًا كبيرًا خلال فترة بياته الشتوي. وإضافة إلى ذلك، يصحو الدب بسهولة، وربما يصبح على قدر كبير من النشاط خلال الأيام المعتدلة من الشتاء. ويستخدم هؤلاء العلماء مصطلحات مثل الكسل أو البيات الشتوي غير التام لوصف السُبات الشتوي للدب.
يقوم الدب بالإعداد لسُباته الشتوي بتناول كميات كبيرة من الغذاء خلال الجزء الأخير من الصيف، وتخزين الدهون في جسمه للطاقة. وعندما يشحُّ الغذاء، فإن الدب يذهب إلى وكره. وقد يكون هذا الوكر كهفًا أو حفرةً قام بحفرها تحت جذع شجرة كبيرة. وتلجأ أنثى الدب القطبي إلى الكهوف الثلجية، أو تحفر أوكارًا لها بين الجليد.
تدخل الدببة البنية والسوداء التي تعيش في مناطق ذات شتاء قارس دائمًا في فترة سُبات شتوي، على حين أن الأنواع الموجودة في المناطق ذات الشتاء المعتدل تبقى في أوكارها لفتراتٍ قصيرة فقط خلال الشتاء. وليس للأنواع المدارية من الدببة، مثل الدببة الشمسية، والدببة الهندية الكسلى، فترة سبات شتوي. وعلى الرغم من أن الدببة القطبية تعيش في القطب الشمالي، إلا أنها تبقى نشطة طوال الشتاء، كما أنها تتجول بين الثلوج القطبية على مقربة من المياه غير المغطاة بالثلج لتصطاد الفقمة (عجول البحر) وغيرها من الثدييات البحرية التي تأتي إلى الشاطئ.
جراء الدب. تُولد أغلب جراء الدب خلال فترة السبات الشتوي للأم. وعادة ما تلد الأنثى جروين في الولادة الواحدة. ويتراوح عدد المواليد عادة بين مولود واحد وأربعة مواليد. تُولد هذه الجراء صغيرة جدًا فيزن الواحد منها نحو 0,25 ـ 0,50كجم فقط عند الولادة وهي تُولد أيضًا مغلقة العينين وبلا فراء، ثم تُفتَح العينان بعد شهر من الولادة، وهنا يبدأ الفراء الكثيف والناعم يكسو جسم الصغير. وتبقى الصغار مع أمها في عرينها وتخرج الصغار لمدة شهرين تقريبًا في فصل الربيع، لتمرح وتلعب، وهي تنمو بسرعة إذ يصل وزنها إلى نحو 18كجم بحلول الخريف. وتبقى الجراء مع الأم لمدة عام أو عامين، وتعلمها الأم سبل الصيد.
الغذاء. تُعتبر الدببة من آكلات اللحوم، إلا أنها تأكل العديد من أنواع الطعام الأخرى كذلك. فتقوم بصيد الفئران والسناجب البرية والحيوانات الصغيرة الأخرى. وتخوض الدببة في مجاري الأنهار وتصطاد الأسماك بمخالبها الأمامية أو بفكها القوي. وتشمل قائمة الغذاء المفضل للدب كلاً من النمل وبيض الطيور والدويدة. وفي بعض الأحيان تفترس الدببة الدواب الحية، وبخاصة الحملان وصغار الخنازير. وقد يشمل غذاؤها جوزة البلوط، والثمار اللبية والفواكه والجوز وأوراق النباتات وجذورها. والدببة مغرمة بالعسل، ولذا فإنها تمزق خلايا النحل المستأنس أو مكامن النحل البري للحصول عليه، ويحميها فروها الكثيف الطويل من لسعات النحل.
العادات. تتجول الدببة غالبًا عبر مناطق متباعدة بحثًا عن الطعام. وقد يستحوذ الدب الرمادي على مساحة تقترب من 25 – 30كم² يتخذها ساحة صيد خاصة به. وتسبح الدببة القطبية جيدًا وقد تُشاهد في كثير من الأحيان طافيةً مع الجزر الثلجية الطافية حيث تنتقل إلى أكثر من 300كم بعيدًا عن اليابسة.
وتُعَدُّ الدببة حيوانات مسالمة في الغالب، فهي تسعى إلى تفادي الصراع كما تبتعد عن الخطر. ولهذا، فإن أعداءها يكونون من الدببة الأخرى والبشر. وهي لا تُبدي خوفها من الإنسان بل تنطلق في مناطق المعسكرات بحثًا عن الطعام. إلا أن مجموعة الدببة تكون حادة المزاج وسريعة الغضب. وهي مقاتلة شرسة وبإمكانها أن تهاجم كل ما من شأنه تهديدها أو تهديد صغارها أو غذائها أو بيوتها. ويتحرك الدب الغاضب سريعًا على الرغم من ضخامة جسمه. كما أن اللكمة الواحدة من كفه الأمامية القوية ذات البراثن يمكن أن تؤدي إلى موت حيوانات كبيرة كالأبقار والأيائل. ومن هنا، فإنَّ مخالبه القوية الطويلة تُعَدُّ أسلحة بالغة الخطورة.
تعيش الدببة البرية نحو 15 – 30 عامًا. وفي الأسر يعيش الدب البني سبعة وأربعين عامًا، على حين أن الدب القطبي يعيش أربعة وثلاثين عامًا.
حقائق موجزة
فترة الحمل: 7 – 9 أشهر حسب نوع الدب.
عدد المواليد: من 1 – 4 صغار وغالبًا 2.
طول الحياة: 15 -30عامًا.
أماكن وجودها: في القطب الشمالي، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية.
أنواع الدببة
يُقسم علماء الحيوان الدببة إلى سبعة أنواع هي: 1- الدببة البنية الضخمة 2- الدببة الأمريكية السوداء 3- الدببة الآسيوية السوداء 4- الدببة القطبية 5ـ الدببة الشمسية 6ـ الدببة الكسلى 7- الدببة ذات النظارات. ومن ناحية أخرى، فإن الكثيرين من علماء الحيوان يصنفون حيوان الباندا الضخم على أنه من الدببة.
الدب الرمادي
الدببة البنية الضخمة. تُعدُّ من أضخم أنواع الدببة في العالم. وهي تشمل الدببة البنية الأوروبية والدببة البنية الآسيوية ودببة ألاسكا البنية، مثل دب كودياك، ودب شبه الجزيرة البني، والدببة البنية في غرب أمريكا الشمالية. وتتراوح ألوان الدببة البنية الضخمة بين اللون الأصفر واللون الأسود تقريبًا.
يُعدُّ كل من الدب البني الأوروبي والدب البني الآسيوي من الشخوص المتكررة في قصص الأطفال. ولقد استُخدم مئات السنين في لندن بإنجلترا، في رياضة وحشية تُسمى تعذيب الدببة وفيها يُربط الدب إلى عمود ومن ثم يتعين عليه أن يدافع عن نفسه ضد كلاب ضارية. وقد أقام رعاة البقر قديمًا في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية مباريات مشابهة بين الدببة الرمادية والثيران.
الهيكل العظمي للدُّب الرمادي
آثار أقدام الدُّب الرمادي
أما دببة ألاسكا البنية فتوجد في ولاية ألاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية وكذلك في جزر كودياك وأفوناك على الساحل الجنوبي الشرقي لولاية ألاسكا وكذلك في جزر أخرى في ألاسكا.
قد تنمو الدببة الرمادية حتى يصل طولها إلى 2,5م، وتزن نحو 160 -230كجم. وهي سريعة الغضب، إلا أنها لا تهاجم في العادة ما لم تتعرض للتهديد.
وقد أُطلق عليها اسم الرمادي لوجود الشعر الأبيض الذي ينمو على فرائها البني، الأمر الذي يجعلها تبدو ضاربة للون الرمادي أو مجللة باللون الرمادي. وقد يُطلق عليها أيضًا اسم الدببة الفضية الأطراف. وهي ذات مخالب مقوسة طويلة تستخدمها أساسًا لاستخراج السناجب البرية والفئران لافتراسها، كما تستخدم تلك المخالب بمثابة أسلحة.
تعيش الدببة الرمادية كذلك في ألاسكا وغربي كندا. كما أنها توجد في جبال ولايات إيداهو ومونتانا وواشنطن و ويومينج بالولايات المتحدة.
الدب الأسود
الدببة الأمريكية السوداء. من أكثر أنواع الدببة شيوعًا. يبلغ طولها ما يقرب من 1 – 1,5م، ولذا تُعدُّ من أصغر الدببة في أمريكا الشمالية حجمًا. وتزن أغلب الدببة السوداء نحو 90 – 140كجم، إلا أن بعضها قد يصل وزنه إلى 230كجم.
وليست كل الدببة السوداء، سوداء اللون تمامًا، حيث تكون بعضها ذات فراء أسود إلا أن له أنفًا بني اللون،كما أن به بقعًا بيضاء على الصدر. وهناك نوع آخر من الدببة يُعرف باسم دببة القرفة، وهي ذات فراء بني فاتح. وهناك أيضًا دب الجزيرة الأبيض، أو دب كير مود ذو الفرو الأبيض الضارب إلى الصفرة الذي يعيش في المناطق الساحلية بكولومبيا البريطانية في كندا.
أما الدب الأزرق الذي يُطلق عليه أيضًا الدب الثلجي، فله شعرٌ رمادي مختلط بالأسود، الأمر الذي يعطيه لونًا مائلاً إلى الزرقة. وهو يعيش في سلسلة جبال سانت إلياس جنوب شرقي ألاسكا.
بإمكان الدببة السوداء أن تعدو بسرعة تصل إلى 40كم في الساعة عند مطاردتها لفريستها، كما أنها ذات مهارة عالية في تسلق الأشجار. وقد سبَّبت الدببة السوداء كثيرًا من المشاكل حول المخيمات والأكواخ، خصوصًا عند ترك الطعام في متناول يديها. وقد أحدثت الدببة السوداء إصابات بالغة ـ وصلت إلى حد القتل في بعض الأحيان ـ لأصحاب المخيمات والمسافرين الذين قاموا بإطعامها.
تعيش الدببة السوداء في مناطق عديدة من الغابات الشاسعة في أمريكا الشمالية. ويوجد منها ما يقرب من 75,000 حيوان في محميات الغابات الوطنية بالولايات المتحدة. وهناك ولايات كثيرة تسمح للناس بصيد هذه الدببة خلال مواسم معينة. ويقتل الصيادون ما يقرب من 25,000 منها سنويًا.
الدببة الآسيوية السوداء. ويُطلق عليها أحيانًا دببة الهملايا. وهي أصغر حجمًا من الدببة الأمريكية السوداء حيث يبلغ طولها 1,5م وتزن ما يزيد على 110كجم. وتتسم معظم هذه الدببة باللون الأسود مع وجود بعض الشعر الأبيض على الذقن وعلامة كبيرة بيضاء على شكل الهلال على الصدر. ولذلك يُطلق عليها عادة اسم دببة القمر بسبب وجود هذه العلامة. وخلال فترة الشتاء، تدخل الدببة الآسيوية السوداء في سبات لفترات قصيرة، وذلك بعد أن تفرش الدببة الأرض الثلجية بالأغصان الصغيرة، الأمر الذي يكفل وصول أشعة الشمس إليها. وفي الصيف، تفترش هذه الدببة فروع الأشجار الصغيرة على هيئة عش لتنام عليه فوق الأشجار.
تعد الدببة الآسيوية من أكثر الأنواع شراسة لأنها تقتل كثيرًا من الأبقار وصغار الخيول، وقد تهاجم الإنسان أحيانًا. وتعيش هذه الدببة في الغابات والأدغال على امتداد جنوبي آسيا وشرقيها. ويقوم الصينيون باصطيادها، إذ يعتقد كثير منهم أن للحومها وعظامها قدرات خارقة على الشفاء من العديد من العلل.
الدب القطبي
الدببة القطبية. تُعد الدببة القطبية من أمهر الدببة سباحة، وهي أقل حجمًا من الدببة البنية الضخمة. ولها رأس أصغر حجمًا، إلا أن عنقها أكثر طولاً وأقل سمكًا من معظم الأنواع الأخرى. ويكون لون الفراء الكثيف الثقيل أبيض يضرب إلى اللون الأصفر. وللدب القطبي وسائد من الفراء في باطن قدمه، مما يساعد على تدفئة القدمين، وتمكنه من المشي على الثلج.
تستطيع الدببة القطبية التحرك بسرعة على الرغم من ضخامة حجمها، فبإمكانها العدو بسرعة تصل إلى 55كم/س، وهي السرعة التي تمكنها من اصطياد أيل الرنّة. كما أنها تستطيع السباحة بسرعة تبلغ نحو 5 – 10كم في الساعة. ويُعدُّ الدب القطبي صيادًا ممتازًا، وعندما ينهكه الجوع الشديد في الشتاء، فإنه يهاجم البشر. وتشمل فريسته في العادة الحيوانات البحرية، بما في ذلك الأسماك والفقمة وحيوان الفَظّ. وتتغذى الدببة القطبية بالأعشاب والحيتان الميتة التي يجرفها التيار إلى الشاطىء. ومن ناحية أخرى، يصطاد الإسكيمو الدببة القطبية، ويأكلون لحومها ويستخدمون العظام في الكثير من الأدوات المنزلية، كما يصنعون الملابس من جلودها.
تعيش الدببة القطبية في المناطق المتاخمة للمحيط القطبي الشمالي. وتبحر طافية ـ أحيانًا ـ على ظهر الكتل الجليدية حتى تصل إلى خليج سانت لورنس الذي يبعد 1,210كم جنوب الدائرة القطبية. ويسافر الكثير من الناس إلى المنطقة القطبية الشمالية لاصطياد الدببة القطبية، من أجل الرياضة، ومن أجل جلودها. وقد أدت مثل هذه الأنشطة إلى نقص أعدادها إلى حد كبير.
الدب الشمسي. يُعدُّ الدب الشمسي، الذي يُطلق عليه أحيانًا اسم دب الملايو، من أصغر أنواع الدببة، إذ يصل طوله 0,9م. ويبلغ وزنه نحو 25 – 45كجم ولأغلب أفراد هذا النوع فراء أسود وأنف رمادي أو برتقالي. ولبعضها أقدام بنية قاتمة اللون. وقد أطلق عليه اسمه الحالي بسبب العلامات البيضاء أو الصفراء الموجودة على صدره. وقدكان كثير من القدماء يعتقدون أن تلك العلامات تمثل الشمس المشرقة.
وللدب الشمسي أكفٌ ضخمة بدون شعر في باطنها، كما أن مخالبه أكثر تقوسًا وذات رؤوس أكثر حدة قياسًا إلى مخالب الأنواع الأخرى من الدببة. ويصطاد الدب الشمسي خلال الليل فقط، ثم يقضي النهار في النوم والاستجمام الشمسي على الأشجار. وتقوم هذه الدببة ببناء فُرُش شبيهة بالعش على الأشجار، وذلك من خلال ثني الأغصان أو تكسيرها. وتعيش الدببة الشمسية في كلِّ من غابات بورنيو وبورما والهند الصينية وشبه جزيرة الملايو وسومطره وتايلاند.
الدببة الكسلى. أطلق عليها هذا الاسم لأنها تتحرك ببطء شديد عدا وقت تهديدها بالخطر. وهذا النوع من الدببة من أكثر الأنواع شغفًا بالعسل، حتى أنه يُطلق عليها في بعض الأحيان اسم دببة العسل. ويصل طولها إلى نحو 1,5سم ويبلغ وزنها نحو 110كجم. ولها فراء أسود خشن مع علامات بيضاء أو صفراء على الصدر تكون في شكل الحروف U، V ،y.
تنام الدببة الكسلى على أعشاب الأدغال أو في الكهوف الصغيرة، وتقوم باصطياد الفريسة أثناء الليل. وهي تأكل بيض الطيور واليرقات الدودية والعسل والحشرات والنباتات. كما أنها تأكل النمل الأبيض بعد أن تمزق أعشاشه وتنفض عنها الغبار. وتُصدر الدببة الكسلى أصوات نفخٍ وبلعٍ، لذا لا يجد الصيادون صعوبة في العثور عليها. وتعيش الدببة الكسلى في كلٍّ من الهند وسريلانكا.
الدببة ذات النظارات. هي النوع الوحيد من الدببة الذي يعيش في أمريكا الجنوبية. يصل طول هذه الدببة إلى نحو 1,5م وتزن ما يقرب من 90 -140كجم. ولها فراء أسود خشن أو بني يميل إلى السواد. وقد أُطلق عليها هذا الاسم بسبب الدوائر الكبيرة أو أنصاف الدوائر من الشعر الأبيض التي تحيط بعينيها. وتبدو هذه الدوائر كالنظارات. كما أن لهذا الدب علامات بيضاء في عنقه وصدره. وتشحُّ المعلومات المتاحة عن عادات هذه الدببة، ومع ذلك يمكن القول أنها تتغذى بصورة رئيسية بالفواكه وأوراق النباتات وجذورها. ويعيش هذا النوع من الدببة في الغابات الجبلية الباردة في كلٍّ من بوليفيا وكولومبيا والإكوادور وبيرو وفنزويلا. وقد أدى الصيد الجائر وتدمير مكامن هذا الدب في الغابات إلى ندرته على امتداد هذه المنطقة.
دببة الباندا العملاقة. يعيش هذا الحيوان بين أشجار الخيزران في جبال غرب وجنوب غرب الصين. ويكسو جسمه صوف أبيض، على حين أن لون كلٍّ من الأرجل والكتفين يكون أسود، وله أذنان سوداوان وهالاتٌ سوداء حول العينين. ويبلغ طول الحيوان الكامل النمو 1,5م ويصل وزنه إلى نحو 70 – 160كجم.
وكشأن الدببة الأخرى، فإن الباندا العملاقة حيوان يعيش بمفرده، إلا في موسم التزاوج. وتعيش كل باندا عملاقة في منطقة معينة، يُطلق عليها مقاطعة، حيث تتمركز حول واد به غابة خيزران. ويقضي الحيوان مدة تبلغ نحو ما بين 10 – 12 ساعة في أكل جذوع الخيزران وبراعمه، اللذين يمثلان معًا طعامه الرئيسي. ويصنف بعض العلماء الباندا العملاقة ضمن فصيلة: الراقون بينما يصنفها بعضهم الآخر في فصيلة مستقلة منفردة.
يتبع…………الموضوع القادم عن الحشرات
لحَشَرة حيوان صغير له ست أرجل. ومن أمثلتها النّحل والنمل والزّنابير والصّراصير والخنافس واليراعات والنّمل الأبيض (الأرَضة) والعثّات. وكذلك الذباب المنزلي واليعاسيب والبعوض ولاحسة السكر والجنادب والقُمّل والجداجد والحشرات العصوية والبراغيث. ويمكن أن تمتد القائمة إلى أكثر من ذلك.
وقد صنف العلماء وسمّوا أكثر من مليون ونصف المليون نوع من الحيوانات، تمثّل الحشرات من بينها نحو المليون تقريبًا. وإضافة إلى ذلك فإن العلماء يكتشفون ما بين 7,000 و10,000 نوع جديد من الحشرات كل عام. وأكثر الحشرات من حيث العدد هي التابعة لرتبة: غمْديَّة الأجنحة وهي المجموعة التي تضم الخنافس والسّوس وينتمي نوع واحد من كل ثلاثة أنواع من الحيوانات المعروفة اليوم إلى تلك المجموعة. ويرجح العلماء أن غالبية أنواع الحشرات لم تكتشف بعد، وبخاصة الأنواع التي تعيش في مناطق الغابات المداريّة الدافئة الرطبة. وربما تصل قائمة أنواع الحشرات إلى أكثر من عشرة ملايين نوع. ونتيجة للدّمار الجاري في البيئات الطبيعية وبخاصة في مناطق الغابات المطيرة، فمن المحتمل أن ينقرض يوميًا نوع غير معروف من النباتات ومن الحيوانات، وربما يكون أكثر من نصف أنواع الحيوانات التي تنقرض يوميًا من أنواع الحشرات.
تعيش الحشرات في كلّ مكان تقريبًا على كوكب الأرض، بداية من الأدغال المدارية الساخنة الرّطبة إلى المناطق القطبية الباردة، كما تعيش في أعالي قمم الجبال المغطاة بالجليد وفي الصحارَى في مستوى أدنى من مستوى سطح البحر. ويمكن أن توجد في الكهوف في أعماق الأرض أو محلِّقة في أعالي السماء. والمحيطات هي الأماكن الوحيدة على الكرة الأرضية التي توجد بها أعداد قليلة من الحشرات.
والإنسان في صراع دائم مع أنواع معينة من الحشرات التي تضايقه وتنقل إليه الأمراض الفتاكة، وتهاجم محاصيله وحيواناته الداجنة والمستأنسة، وتهاجم كذلك مساكنه وتأكل غذاءه وتدمر ممتلكاته. ولكن رغم ذلك، تقدم الحشرات فوائد عظيمة للإنسان، فهي تلقح الكثير من الزهور، بما في ذلك المحاصيل، وتمده بالعسل والمنتجات الأخرى، وتكون غذاءً للأسماك والطيور ولكثير من الحيوانات الأخرى. وفي الحقيقة، فإنّ الحياة ربما تكون منعدمة لو اختفت منها كل الحشرات.
وتعدّ الحشرات أكثر الحيوانات إثارة للدهشة. فهي تشم أساسًا بقرون استشعارها، بينما يتذوق بعضها بأقدامه، كما يسمع كثيرٌ من الحشرات عن طريق شعيرات تغطي أجسامها. وهناك حشرات لديها آذان في أرجلها أو على جوانب جسمها. وليس للحشرات أصواتٌ، ولكنّ بعضها يحدث ضوضاء، يمكن سماعها على بعد أكثر من كيلومترٍ ونصف. وليس للحشرات رئات، ولكنها تتنفس عبر ثقوب موجودة على جانبي جسمها. وليست لبعض الحشرات أية عيون، بينما يكون لبعضها خمس عيون أو أكثر. ولدى كثير من الحشرات قوة كبيرة إذا قورنت بحجمها، إذ يمكن لنملة أن ترفع حملاً أثقل من وزنها بخمسين مرة. وإذا قارنا ذلك بشخص وزنه 80 كجم، ففي هذه الحالة يتعين عليه أن يرفع أكثر من ثلاثة أطنان ونصف متريّة بأسنانه. ويستطيع البرغوث أن يقفز لمسافة 35 سم، فإذا قارنّا ذلك بإنسان فمعنى ذلك أن عليه القفز مسافة تعادل200م.
يقوم كثيرٌ من الحشرات بما يقوم به الإنسان تمامًا، فمنها ما يشيد الجسور والمساكن. ومن الحشرات ماتحترف النجارة والصناعات الورقية والحراسة والجندية والتمريض والقنص والصيد بالشراك، ومنها مايستعبد العبيد، ومنها اللصوص. ومنها مايدخل في حروبٍ طاحنة بعضه مع بعض.
يعتقد كثيرٌ من النّاس أن بعض الحيوانات مثل العناكب، وذوات المائة رِجْل، والقُمَّل، والقراد من الحشرات. ولكن تلك الحيوانات تختلف كثيرًا عن الحشرات. فللعناكب مثلاً ثماني أرجل، بينما للحشرات ست. وينقسم جسم العنكبوت إلى قسمين رئيسيّين، بينما يكون للحشرة ثلاثة أقسام رئيسيّة. ولمعظم الحشرات أجنحة وقرون استشعار، بينما لا تملك العناكب ذلك.
تناقش هذه المقالة موضوع الحشرات من ناحية عامّة. كما تجيب عن السؤالين التاليين: لماذا كانت للحشرات أهمية كبيرة لدى الناس؟ ولماذا كانت أكبر المجاميع الحيوانية على الإطلاق؟ كما تصف التراكيب والعادات الشائعة بين الحشرات والاختلافات التي لا حد لها تقريبًا فيما بينها.
عالَم الحشرات
رتبة متساوية الأجنحة (ايسوبترا)
رتبة هديبات الذيل (ثايانورا)
يُعتقد أن الحشرات قد ظهرت على كوكب الأرض منذ ما لا يقل عن 400 مليون سنة. ولقد كافحت الحشرات عبر تلك الحقب الزمنية الطويلة ـ تقريبًا ـ دون توقف، من أجل البقاء. وقد تميزت عبر ذلك الزمان بالكثير من الأشكال الجسميّة وطرق الحياة المتباينة، فلقد كيفت نفسها للعيش تحت كلّ ظروف الحياة تقريبًا. وتحقق لها النجاح الباهر في كفاحها من أجل البقاء، حتى أنّه غالبًا ما يقال عنها: إنها الوحيدة من بين الكائنات الحيّة الأخرى التي تنافس الإنسان في التحكم في كوكب الأرض.
ويوجد الآن من أنواع الحشرات أربعة أضعاف بقية أنواع الحيوانات الأخرى مجتمعة. أما من ناحية العدد الكلي للحشرات فإنه عدد مذهل، حيث يقدّر العلماء أن متوسط عدد الحشرات في مساحة 2,6 كم² من الأرض، يعادل عدد كلّ البشر على كوكب الأرض.
وقد صنّف علماء الحشرات نحو مليون نوعٍ من الحشرات في مجموعات رئيسية تسمّى رتبًا، وذلك تبعًا لخواص الجسم العامة والخواص الأخرى. فمثلاً كلّ الفراشات والعثّات تكوّن رتبة قشرية الأجنحة، وكل الخنافس تكوّن رتبة غمدية الأجنحة. إنّ رتب الحشرات المختلفة وخصائص كلّ رتبة موضحة في الجدول المعنون بـ رتب الحشرات في هذه المقالة.
مجموعة حشرات معروفة
تنوع الحشرات. يحتوي عالم الحشرات على أكثر الحيوانات جمالاً وروعة في العالم. ونادرًا مانجد فروعًا أخرى من المملكة الحيوانية لها ما لدى الحشرات من تنوّع متميّز في الحجم واللّون والشكل.
وطول معظم الحشرات أقل من ستة مليمترات وأصغرها الخنافس القزمة شعرية الأجنحة، إذ يبلغ طولها ربع المليمتر؛ أي أنها يمكن أن تزحف بسهولة عبر ثقب إبرة صغيرة. وتشمل الحشرات العملاقة خنفساء جولياث التي تنمو ليصل طولها إلى أكثر من عشرة سنتيمترات، وكذلك على عثّة أطلس التي يبلغ مدى جناحيها نحو 25 سم. ومعنى هذا أن عثّة أطلس أكبر بـ 1,000 مرة ـ تقريبا ـ في الحجم من الخنفساء القزمة شعريّة الأجنحة. وإذا نظرنا للثّدييّات، فإن أكبر الثدييّات الموجودة حجمًا هو الحوت الأزرق، الذي يكبر الزّبابة (أصغر الثدييات حجمًا وهو حيوان يشبه الفأر) بنحو 500 مرة.
وهناك حشرات بكل ألوان الطيف، من بينها بعض الفراشات والعثّات ذات الأنماط اللّونيّة البهيّة الرائعة. وهي من بين أجمل الحيوانات قاطبة. كما يحظى الكثير من أنواع الخنافس بتقدير عالٍ جدًا عند جامعي الحشرات، وذلك بسبب ألوانها المعدنية المتألقة. وهناك كثير من الحشرات ذات ألوان تتمازج تمامًا مع الوسط الموجودة فيه، فمثلاً، تكون ألوان غالبية الخنافس الأرضية إما سوداء أو بنيّة، بينما تماثل ألوان بعض العثّات لون قلف الأشجار.
وللحشرات ـ أيضًا ـ تنوع عجيب في الشكل وتراكيب خاصة جدًا. فبعض الحشرات يشبه العصوات أو أوراق النباتات الخضراء أو الجافة، أو أصداف القواقع، بينما تشبه أنواع أخرى الأشواك أو القصب الجاف أو بُراز الطيور. كما أن للزنابير (ذبابة النّمس) آلة وضع بيض يبلغ طولها 15 سم، يمكن أن تثقب بها أصلب الأخشاب. وقد تحورت آلات وضع البيض في النّحل والزّنابير وبعض أنواع النمل وصارت أدوات لسعٍ سامّة. وتحمل عيون الذباب مُعنَّق العيون على نهايات سوق رقيقة. وللعقارب المائية جهاز شبيه بِشَنَرْكَلِ الغواصة، يمكن أن تدفعه أعلى سطح الماء للحصول على الهواء. ومن التراكيب الخاصة جدّا منقار سوس الجوز الطويل الرّفيع ـ بطول بقية الجسم ـ الذي تستعمله للحفر داخل الجوز، ومنها أيضًا ما لدى الحشرات التي تسبح للخلف بأرجلٍ خلفية طويلة تستعملها كمجاديف. ولبعض خنافس الحنظب فكوك بطول أجسامها وقرون متشعّبة مثل قرون الوعل.
كفاح الحشرات ضد الفناء لقد حققت الحشرات نجاحًا عظيمًا خلال كفاحها من أجل البقاء لأسباب عديدة، ولقد مكنتها من ذلك مقدرتها على المعيشة تحت أقسى الظروف المعيشية على الإطلاق؛ فمثلاً تعيش صغار بعض الحشرات في ينابيع من الزّيت الخام. كما تعيش حشراتٌ أخرى داخل المحاليل الحافظة التي تُستعمل للتحنيط. وتعيش بعض الحشرات في المجاري المائية التي تصل درجة الحرارة فيها إلى درجة التجمد صفر°م، وتعيش أنواع أخرى في الينابيع الساخنة، حيث تصل درجة الحرارة فيها إلى 49°م، وقد تجمّدت بعض الحشرات تجمدًا صلبًا تحت درجة حرارة 18°م تحت الصفر وعاشت. وقد وُضعت بعض الحشرات تحت أقصى درجات الفراغ التي تمكن الإنسان من الحصول عليها فعاشت. وبالرغم من أنّ غالبية الحشرات تتغذى بالنباتات، إلا أن الكثير منها قد تمكن من تعويد نفسه على أكل أيّ شيء تقريبًا.
فهناك أنواع متعددة من الحشرات تتغذى بالأقمشة، وبعضها بالأفيون، وبعضها بجص الخردل، ومنها ما يتغذى بالفلين، وبعضها بالتبغ، وأنواع أخرى بمسحوق تجميل الوجه أو المعجون أو حتى بالفلفل الحار.
وهناك سبب آخر من أسباب نجاح الحشرات الفائق، وهو صغر حجمها الذي يمكنها من العيش في أماكن أصغر مما يستطيع أي حيوان آخر من العيش فيها، فتجد في هذه الأماكن الغذاء والحماية من الأعداء. فبعض هذه الحشرات يعيش بين جدران أوراق النباتات الرقيقة جدًا، كما يعيش بعضها داخل الحبوب، أو حتى داخل بيض الحشرات. وبما أنّ الحشرات صغيرة الحجم فهي تحتاج إلى كميّة أقل من الغذاء، فكسرة صغيرة من الخبز تعتبر وليمة عظيمة للحشرة.
وهيكل الحشرات له دور في الحفاظ على بقائها؛ فهو يوجد في الإطار الخارجي من جسمها، وهو درع قوية جدّا تحمي أعضاء الحشرة الداخلية من الصدمات ومن فقدان الرطوبة.
ولمعظم الحشرات أجنحة أعطتها تفوقًا كبيرًا على معظم أنواع الحيوانات الأخرى، فلقد سهّل الطيران على الحشرات البحث عن الطعام، والهروب من الأعداء، والعثور على الأزواج.
ولكن معظم نجاح الحشرات قد أتى من مقدرتها العالية جدّا على التكاثر. فأغلب الحشرات ذات أعمار قصيرة، فهي تصل إلى مرحلة البلوغ بسرعة، لتتكاثر في أقصر وقتٍ ممكن. وإضافة إلى ذلك، فإن كثيرًا من الحشرات يضع كميّات كبيرة من البيض، وكثير من الأنواع ينتج أجيالاً عديدة خلال الموسم الواحد. ونظرًا لأن الحشرات تتكاثر بسرعة فائقة وبأعداد كبيرة، فبإمكانها أن تتكيف مع تغيرات تحدث في بيئتها، ولولا تلك الخواص لقضت عليها تلك التغيرات البيئية تمامًا. وللحشرات أيضًا طرق خاصة جدًا للتّكاثر، فقد تستطيع إناث بعض الأنواع التناسل دون إخصاب من الذكور، كما تضع ملكة النّحل بعد تزاوجٍ واحدٍ فقط 2,000 بيضة يوميًا طيلة حياتها.
أهمية الحشرات
غالبًا ما تصنَّف الحشرات على أنها نافعة أو ضارة، ولكن هذا التقسيم هامشيّ، لأن الحشرات تمثل جزءًا من شبكة الحياة التي تشتمل على البشر وعلى كل الأحياء الأخرى. تتغذى الحشرات بنباتات وحيوانات، ولكنها بدورها تكون غذاءً لنباتات وحيوانات أخرى؛ ولذا فهي تساعد على إبقاء التّوازن البيئي الدقيق بين الكائنات الحيّة من نبات وحيوان على كوكب الأرض. فإذا اختفت كلّ الحشرات من كوكب الأرض، فإن ذلك الكوكب سوف يتغيّر تمامًا، ولسوف ينقرض العديد من أنواع النباتات، ولربما لم يستطع البشر البقاء على وجه الأرض.
التلقيح عن طريق الحشرات يساوي في عالم الزراعة مبالغ طائلة من المال كل عام. يحمل جسم هذه النحلة المغطى بالشعر غُبار الطلع أثناء امتصاصها رحيق زهرة العصا الذهبية.
الحشرات النافعة. تشمل النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات. ويعتمد الكثير من الفاكهة كالبرتقال، والتّفاح، والبرقوق، والفراولة، والتّوت الأسود، والكمثرى، والعنب، على الحشرات الملقِّحة، لإنتاج الثمار. كما تعتمد عليها أيضًا الخضراوات والمحاصيل الزراعية مثل البازلاء، والبصل، والجزر، والملفوف، والبرسيم، والفصفصة، والقطن. وتلقح الحشرات أيضًا زهور الحوذان والقرنفل ومجد الصباح والحلبان العطر (الأركيد) والكثير من الزّهور الجميلة المحبوبة الأخرى.
وتمثّل الحشرات كذلك مصدرًا غذائيًا مهما لآكل النّمل، والطيور والأسماك، والضفادع، والقنافذ والسحالي والبنجولين والزّبابات والظرابين وللعديد من الحيوانات الأخرى، وهي أيضًا مصدر غذاء حتى لبعض النباتات مثل نبات شرك الذباب، والنبات الإبريقي (النابنط) ونبات النّدية. وقد يأكل بعض الناس الحشرات ففي جنوب إفريقيا، يشوي بعض الناس النّمل الأبيض ويأكلونه بكميات كبيرة. ويصنع المكسيكيون كعكًا من بيض البق المائي، وفي شرقي إفريقيا، تصنع الفطائر من كمياتٍ كبيرة من البعوض الذي يتم اصطياده من المستنقعات.
وتمدّ الحشرات الإنسان بكثير من المنتجات الثمينة مثل العسل وشمع العسل اللذين ينتجهما نحل العسل، وصمغ اللك المصفى الذي يُصنع من مادة تفرزها حشرات اللك، والحرير الطبيعي الذي ينتجه دود الحرير.
مفترسة الحشرات تساعد الناس بالتهام الحشرات الضارة. هذه الدُّعْسُوقه تصطاد قمل النبات، وهي حشرة تهاجم عددًا كبيرًا من النباتات.
وكثير من الحشرات تساعد على نظافة البيئة، لأنها تتغذى بفضلات الحيوانات وبالحيوانات الميتة وبقايا النباتات الميتة، كما تساعد الحشرات ـ التي تعيش داخل التربة ـ في تخصيبها بموادها الإخراجية وبأجسامها الميّتة.
وهناك العديد من الحشرات المفيدة، لأنها من المفترسات التي تفترس الحشرات الضارة، ومن تلك الحشرات الدَّعْسوقة (خنفساء أبي العيد) التي تتغذى بالعديد من الحشرات التي تدمّر المحاصيل. ومن الحشرات النافعة ـ أيضًا ـ الحشرات الطفيليّة التي تتطفّل على الحشرات الضارة، ومثال ذلك: تضع بعض الزّنابير بيضها في اليساريع التي تدمر نبات الطماطم، وحينما يفقس ذلك البيض، تتغذى الصغار بأجسام اليساريع وتلتهمها تمامًا.
بعض الآفات الحشرية الشائعة
الحشرات الضارة. تمثل الحشرات الضّارة أقل من 1% من المليون نوع ـ تقريبًا ـ من الحشرات، لكن هذه الكمية القليلة من الأنواع تحدث دمارًا شديدًا في المحاصيل.
قد تسبب الحشرات ضررًا لكل أنواع النباتات تقريبًا، ففي كل عام تدمّر الحشرات نحو 10% من المحاصيل التي تُزرع في الولايات المتحدة الأمريكية، ونحو 50% من المحاصيل التي تزرع في إفريقيا. وتشمل أهم تلك الآفات الحشرية سوس لوز القطن الذي يدمر محصول القطن، والذباب الهسّي الذي يهاجم محصول القمح، وديدان الذّرة الأرضية وحشرات الحنطة التي تدمر محصول الذرة الشامية والمحاصيل الأخرى، وخنافس كولورادو، التي تتغذّى بالبطاطس؛ والجراد الذي يتغذّى بأية نباتات تقريبًا.
كثير من الحشرات آفات منزلية، مثل: عثات الملابس، وخنافس البساط، التي تدمر الملابس والسجاد والأثاث المنجَّد والفراء، بينما تتلف لاحسة السكر الكتب، ويهاجم النّمل الأبيض (الأرَضَة) الأثاثات وأعمدة المنازل والأرضيات الخشبية، ويتلف كل من النمل والصراصير والذباب وكثير من الحشرات الأخرى، الأطعمة التي تُخزَّن في المنازل وفي المحلات التجارية.
وأسوأ الأعداء من الحشرات هو تلك الحشرات التي تهدد صحة الإنسان مثل: الأنواع العديدة من الذباب القارص التي تحقن في جسم الإنسان سمومًا مؤلمةً وأحيانًا مميتة. وهناك أيضا الكثير من البراغيث والقُمَّل والحشرات الطفيلية الأخرى التي تسبب قروحًا وتدمر الأنسجة وأحيانا تسبب الموت.كما ينقل الذباب المنزلي وذباب السّروء ـ عادة ـ الجراثيم التي تسبب حُمَّى التيفوئيد والكوليرا أو الزحار والأمراض الفتاكة الأخرى. وكثير من الحشرات ماصّة الدّم، تنقل أمراضًا قاتلة معيّنة مثل حُمَّى الضَّنَك، والتهاب الدماغ، والملاريا ومرض النوم الإفريقي والطاعون الدّبلي.
مكافحة الحشرات. يستعمل النّاس طرقًا عديدة للتحكم في الحشرات، منها ما هو بسيط مثل: ضرب الذباب بمضارب أو جمع الخنافس من النّباتات أو تفريغ المستنقعات؛ لتدمير أماكن توالد البعوض أو إحراق النفايات؛ لقتل يرقات وخادرات الذباب المنزلي التي تعيش فيها. وهناك طرق أخرى أكثر تعقيدًا لمقاومة الحشرات مثل 1ـ الحَجْر الصحي 2ـ التحكُّم الزراعي 3ـ التحكُّم الحيوي 4ـ التحكُّم الكيميائي.
الحجر الصحي. يستهدف الحجر الصحي منع دخول الآفات الحـشـرية إلى بـلــد ما. فالآفات الحـشـريـة غالـبًا تأتي ـ بالمصادفة ـ على السفن أو الطائرات أو وسائل النقل الأخرى، ففي عديد من البلاد يفحص المفتشون الحكوميّون الأمتعة والبضائع بحثًا عن الآفات الحشريّة؛ وذلك عند الحدود، وأماكن الدخول الرئيسيّة للبلاد، لأن الآفات الحشرية عندما تُستورد إلى بيئة جديدة تكون من أصعب الآفات مقاومة؛ لأنها في البيئة الجديدة ليس لها أعداء طبيعيّون يحدّون من أعدادها ولذا تتكاثر أعدادها بسرعة وبكميات هائلة.
التحكم الزراعي. طرق تُستخدم للتقليل من الدمار الذي تحدثه الآفات الحشرية أو منعه وذلك بتنظيم الزراعة بصورة أفضل. ومن تلك الطرق ما يُعرف بالدورة الزراعية للمحاصيل، التي تهدف إلى منع الزيادة في أعداد الحشرات التي تتغذى بنوع معين من النبات، وطريقة أخرى تعتمد على تنظيم الزراعة والحصاد بحيث يتمان في غير الأوقات التي تضع فيها الحشرات بيضها، أو تكون فيها أكثر أعدادًا.
التحكم الحيوي. يعتمد التحكم الحيوي أو السيطرة الحيوية على استعمال المفترسات أو الطّفيليّات أو الأمراض للحد من أعداد آفة حشريّة ما. ومن أشهر الأمثلة ما حدث في آواخر القرن التاسع عشر عندما أُدخلت عن طريق المصادفة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حشرة المسند القطنية القشرية من أستراليا التي دمّرت ـ تقريبًا ـ كلّ بساتين الليمون والبرتقال في كاليفورنيا، وعندها أحضر المزارعون الدُّعسوقة (خنفساء أبو العيد) التي عن طريقها تمّ التحكم في الحشرة القشرية خلال عامين فقط مما حفظ بساتين الموالح. ومن طرق التحكم الحيوي تعقيم الحشرات (أي إعدام خصوبتها)؛ بتعريضها للأشعة المؤينة أو لمواد كيميائية حتى لا تستطيع أن تتكاثر، ولقد استُخدمت هذه الطريقة بنجاح في الخمسينيات من القرن العشرين للتحكم في حشرات الدودة اللّولبيّة التي أصابت الماشية في جنوب شرقي الولايات المتحدة الأمريكية.
التحكم الكيميائي. تعتمد طرق التحكم الكيميائي أو السيطرة الكيميائية على استعمال المبيدات الحشرية، ولكن معظم المبيدات الحشريّة خطرة جدًا على البشر، وكذلك تخل بالتّوازن البيئي بتدميرها للحشرات النافعة والضّارة معًا. إضافة إلى ذلك فإن بعض الحشرات الضّارة تكتسب مقاومة ضد المبيدات الحشرية خلال أجيال قليلة.
أجسام الحشرات
التشريح الخارجي لحشرة أنثى الجندب
لكل الحشرات ثلاثة أزواج من الأرجل، وجسم مقسم لثلاثة أجزاء رئيسية ـ الرأس والصدر والبطن ـ وغطاء خارجيّ صلب شبيه بالصّدفة. ولمعظمها أيضًا أجنحة وزوج من قرون الاستشعار.
الهيكل. يوجد هيكل الحشرة في الجزء الخارجي من جسمها، ولذا يسمى الهيكل الخارجي. وهو يتكوّن من العديد من المواد، أهمها وأشهرها مادة الكيتين. والهيكل الخارجي أخف وأقوى من العظم. ويكون بمثابة درع قوي يحمي الأعضاء الداخلية، كما تلتصق به عضلات الحشرة من الداخل.
لا ينمو الهيكل الخارجي مع نمو الحشرة، كما تفعل عظام الطفل مثلاً، ولذا فإنه سوف يصير بعد مدّة أضيق من جسم الحشرة ويجب عليها التخلص منه عبر عمليّة تسمّى الانسلاخ. تكوِّن الحشرة هيكلاً خارجيًا جديدًا تحت القديم، ثم تشق القديم وتخرج منه، وعندها يكون الهيكل الجديد رخوًا، ومن ثم تستنشق الحشرة الهواء لتنتفخ وتمطه قبل أن يتصلّب. وتتيح لها هذه العمليّة مجالاً أكبر للنمو، حتّى الانسلاخ التالي، وتستمر غالبية الحشرات في الانسلاخ إلى أن تصل للطور المكتمل.
ويتكون الهيكل الخارجي في الحشرة مكتملة النمو من نحو 20 جزءًا حلقيّا. ولقد اندمجت بعض الحلقات ببعض اندماجًا تامًا يصعب معه التمييز بين كلّ منها. أمّا الحلقات الأخرى فهي تتصل بعضها ببعض بوساطة مناطق مرنة تعمل كمفاصل. وتتجمع الحلقات في مجموعات لتكون أجزاء جسم الحشرة الثلاثة الرّئيسيّة.
أجزاء فم الحشرة الفك السفلي
الرأس. يتكون رأس الحشرة من خمس أو ست حلقات يتداخل بعضها في بعض تمامًا، لدرجة لا يمكن أن ترُى فيها أيّ منها منفردة. كما يحتوي الرأس على أجزاء الفم والعيون وقرون الاستشعار.
أجزاء الفم مجموعة من التراكيب التي تساعد الفم في تناول الغذاء، وهي تحيط تمامًا بفم الحشرة الحقيقي الذي هو مجرد فتحة في رأس الحشرة. وتتفاوت أجزاء الفم من حشرة إلى أخرى على حسب الطريقة التي تتغذى بها الحشرة. وهناك نوعان رئيسيان من أجزاء الفم، نوع قارض والآخر ماص. ولأعضاء كلّ رتبة من رتب الحشرات النموذج الخاص بها المتحور من أحد النوعين الرئيسييّن، أو من كليهما معًا.
تشتمل الحشرات القارضة على النّطاطات والجنادب والخنافس والنّمل الأبيض والصراصير. ولدى كل من هذه الحشرات زوج من الفكوك القوية الطاحنة تسمى الفكوك الأمامية، تعمل تلك الفكوك المزوّدة بأسنان في غالبية الحشرات، على المحور الطولي وليس على المحور الأفقي كما يعمل الفكّان عند الإنسان. وتستعمل الحشرة فكيها لتمزيق وقطع ومضغ طعامها. كما يوجد زوج من الفكوك أقلّ قوّة من الفكوك الأمامية يُسمّى الفكوك الخلفيّة، وتعمل أيضًا على المحور الطولي، وتُستعمل في التعامل مع الطعام ودفعه إلى أسفل الحنجرة. وللحشرات القارضة شفتان؛ الشفة العليا، وهي غطاء يتدلى إلى أسفل فوق أجزاء الفم مغطيًا الفم من الناحية الأمامية. أمّا الشفة السفلى فهي تغطي الفم من الخلف.
وللحشرات الماصّة أجزاء فم نشأت من التركيبة الأساسية القارضة. ولقد تحوّرت أجزاء فم بعض الحشرات الماصّة بدرجة كبيرة لتلائم طريقة تغذية الحشرة حتى أصبح من العسير جدًا التعرف عليها. لقد تحورت الشفة السفلى لكل من بق الفراش وحشرة الحنطة وأنواع البق الأخرى، حتى صارت منقارًا طويلاً ذا أخدود. ويوجد داخل هذا الأخدود أربع إبرٍ رقيقة وحادة تسمى القليمات، وهي في الأساس الفكوك الأمامية والخلفيّة المتحوّرة. وتُستعمل لثقب النباتات أو الحيوانات حتى تتمكن الحشرة من امتصاص عصارة النّبات أو دم الحيوان. وتعمل الشفة العليا كغطاء للأخدود الموجود في المنقار.
ولقد اختفت الفكوك الأمامية تقريبًا من أجزاء فم الفراشات والعثّات، بينما استطالت ـ كثيرًا ـ أجزاء من الفكوك الخلفيّة، ثم اندمجت بعضها في بعض، مكونة أنبوب شرب طويلاً ورقيقًا يسمى الخرطوم تستخدمه الحشرة في امتصاص السوائل مثل رحيق الأزهار، وعندما تفرغ من ذلك فإنها تطويه أسفل رأسها. ولقد تحوّرت الفكوك الأمامية في ذباب الخيل (ذباب التبانا) وأصبحت كأنها سيوف حادة يُقطع بها جلد الحيوان. كما تحورت الفكوك الخلفية عند ذلك الذّباب، وأصبحت كمخاريز حادة يدفعها الذباب داخل جلد ضحيّته، ويحركها إلى أعلى وإلى أسفل عبر الجلد ثمّ بعد ذلك يطرح أنبوبه الماص المكون من الشفة العليا على الجرح النازف الذي أحدثته أدوات القطع لامتصاص الدّم.
العيون وقرون الاستشعار. لمعظم الحشرات المكتملة النمو زوج من العيون المركبة الضخمة جدًا، وكل عين مكونة من عُدَيْسات منفصلة تبلغ ألوفًا عديدة، والعديسات مجتمعة تكوّن الصورة الكاملة التي تراها الحشرة.
يوجد لدى كلّ الحشرات تقريبًا زوج من قرون الاستشعار بين العينين المركبتين. وتستعمل الحشرات قرني استشعارها أساسًا للشمّ وللتحسس. ويستعملها بعض الحشرات ـ إضافة لذلك ـ للتّذوق والسمع. ولذلك فإن معظم الحشرات تصير في ضائقة شديدة إذا تحطم قرنا استشعارها أو أُزيلا وبعضها يصير عاجزًا تمامًا بدونهما. لمعلومات أكثر عن عيون وقرون استشعار الحشرات .
الصدر. هو الجزء الأوسط من جسم الحشرة، ويتكون من ثلاث حلقات مندمجة بعضها في بعض، وتلتحم عضلات الأرجل والأجنحة بالجدار الداخلي للصدر.
أقدام وأرجل الحشرة
الأرجل. يتّصل كلّ زوج من الأرجل بحلقة من حلقات الصّدر الثلاث. ولكل رجل خمس مقاطع رئيسيّة، تربط بينها مفاصل متحركة. وبعكس الحركة في الإنسان الذي يرتكز على رجل واحدة ويحرك الأخرى، فإن الحشرة تحرّك رجلها الوسطى من أحد جانبيها في الوقت نفسه الذي تحرّك فيه رجلها الأماميّة والخلفيّة من الجانب الآخر. وبهذه الطريقة تكون دائمًا مثبتة بثلاث أرجل على الأرض ـ مثل المقعد ثلاثي الأرجل ـ خلال حركتها.
لقد تحوّرت أرجل كثير من الحشرات لأداء وظائف خاصة، مثل الأرجل الخلفية للعديد من الحشرات المائية – مثل بقّ الماء العملاق، والسّابحات للخلف، والخنافس الغطّاسة، والعديد من الحشرات المائية الأخرى ـ وصارت طويلة ومفلطحة وشبيهة بالمجاديف. بينما للحفار وللعديد من خنافس الرّوث أرجل أمامية مفلطحة وقوية، تُستعمل كمجاريف للحفر. كما أن للجراد والبراغيث والجندب أرجلاً خلفيّة طويلة وضخمة العضلات متحورة للقفز، ولدى شغالات نحل العسل شعيرات تُستعمل في جمع حبوب اللّقاح، موجودة على أرجلها الأمامية، وسلات لحفظ حبوب اللّقاح في أرجلها الخلفية. كما أن للعديد من الفراشات أرجلاً أمامية صغيرة وكثيفة الشعر وتحتوي على أعضاء خاصة، تستعمل في البحث عن الطعام. وللذباب والنحل خطاطيف ووسائد لزجة في أقدامها تستعملها في المشي على الأسطح المنزلقة، وتصعد بها وتنزل عبر الجدران وتمشي القهقري على الأسقف.
الأجنحة. تعد الحشرات بجانب الطيور والخفافيش الحيوانات الوحيدة ذات الأجنحة، وكذلك معظم الحشرات المكتملة، ولكل من ذباب المنزل والبعوض، وذباب التّسي تسي، وكل الذباب الحقيقي جناحان ملتصقان بحلقة الصّدر الوسطى. أمّا الفراشات واليعاسيب والعثّات والزّنابير والنحل والحشرات المجنحة الأخرى، فلها زوجان من الأجنحة أحدهما متصّل بالحلقة الصّدرية الوسطى والآخر متصل بالحلقة الصّدرية الخلفية.
تستمد الحشرات قدرتها على الطيران من مجموعتين من العضلات: إحداهما تمتد من أعلى الصدر إلى أسفله، وعند انقباضها يتسطح الصدر، ممّا يجعل الأجنحة تتحرك إلى الأعلى، بينما تمتد المجموعة الأخرى من العضلات طوليًا، وعندما تنقبض تلك العضلات، يتقوس الصدر إلى الأعلى؛ مما يجعل الأجنحة تتحرك إلى الأسفل، وعندما تنبسط المجموعتان يتقوّس الصدر وتضرب الأجنحة. وهناك أجنحة أخرى متّصلة مباشرة بقواعد الأجنحة تتحكم في اتجاه الطيران، كما تجعل الحشرة ترفرف في مكان واحدٍ مثل الطائرة المروحية (الهيلوكبتر) وتطير للخلف كذلك.
وفي حالة الحشرات ذات الأجنحة الأربعة، يعمل كل من الجناحين على الجانب الواحد معًا، كأنهما جناح واحد، كما يتداخل الجناحان الموجودان على جانب واحد فيما بينهما، وفي بعض مجموعات الحشرات وفي مجموعات أخرى، يتشابكان معًا عن طريق خطاطيف أو شعيرات. أما اليعاسيب، فإنها تضرب أجنحتها الأربعة بالتناوب، ففي الوقت الذي يرتفع فيه الزوج الأمامي ينخفض فيه الزوج الخلفي، وهكذا.
أما الخنافس، فهي لا تستعمل أجنحتها الأمامية في الطيران، إذ إن تلك الأجنحة هي أغطية قرنية، تغطي وتحمي الأجنحة الخلفيّة عندما تكون الخنافس في حالة استرخاء. بينما تحوّرت الأجنحة الخلفية في الذباب وصارت زوجين من أعضاء التّوازن، صولجانيَّي الشكل يسميّان دبوسي التّوازن، وعادة لا تحاول الذبابة الطيران إذا أُزيلا منها.
إن اليعاسيب أسرع الحشرات طيرانًا، حيث يقدّر بعض العلماء أنّها قد تطير بسرعة تصل إلى 95 كم/س أما الفراشات والجراد فتستطيع أن تطير دون توقف لمسافة قد تبلغ 160كم اعتمادًا على ما لديها من مخزون الطاقة في أجسامها. كما يستطيع ذباب الفاكهة الطيران لمدة خمس ساعات حتى ينفد ما لديه من طاقة مخزونة فيتوقف للتغذية. أما نحل العسل فيحمل من الطاقة ما يكفيه للطيران مدة ربع ساعة فقط. وتضرب الفراشات ذات الأجنحة الكبيرة بأجنحتها من أربع مرات إلى 20 مرة في الثانية. أما الذباب فيضرب بها نحو 200 مرةٍ في الثانية، أما بعض ذباب الهوام الصغير فيضرب بها نحو 1,000مرة في الثانية.
البطن. يحتوي على أعضاء الهضم والتكاثر والإخراج. وهو مكوَّن من 10 حلقات إلى 11 حلقة، ترتبط بعضها ببعض عن طريق أغشية مرنة تمكن الحلقات الدّائرية من التداخل فيما بينها مثل: حلقات التلسكوب عندما يكون البطن فارغًا. بينما تتباعد الحلقات عندما يكون البطن ممتلئًا. ففي حالة ملكة النمل الأبيض (الأرضة) ينتفخ البطن بالبيض حتى يصير أكبر 1,000 مرة من بقية جسم الحشرة. وفي بعض مستعمرات النحل، تعمل مجموعة معينة من النحل، كمستودعات للغذاء. حيث تنتفخ بطونها بمحلول السكر الذي تطعمه عن طريق أفواهها لبقية أفراد المستعمرة.
لدى كثير من الحشرات اثنان أو ثلاثة من المجسات تسمى القرون الشرجيّة وتوجد في آخر حلقة من حلقات البطن. وتلك المجسات طويلة خاصة في ذباب مايو، وذباب الحجر، وبعض الصراصير. وتكون القرون الشرجيّة في لمة الأذن وبعض الحشرات الأخرى على شكل ملقاط. وتُستعمل في الدفاع عن النفس وفي القبض على الفريسة.
تتصل الأعضاء التناسلية الخارجية بالحلقة الثامنة أو التاسعة من حلقات البطن. وفي كثير من ذكور الحشرات، تكون تلك الأعضاء مجموعة من التراكيب تُستعمل في تثبيت الأنثى عند التزاوج. أما الأعضاء التناسليّة الخارجية لكثير من إناث الحشرات، فهي جزء من جهاز يُستعمل في وضع البيض يسمى آلة وضع البيض تستخدمه الأنثى في إدخال بيضها في التربة، والأخشاب، وأوراق الأشجار، والفاكهة، والحبوب، وفي داخل بيض أو أجسام حيوانات أخرى. ولإناث بعض الأنواع آلة وضع بيض بطول جسمها كله أو أكثر. ولقد تحوّرت آلة وضع البيض في النحل والنمل والزنابير وأصبحت أداة لسعٍ سامة يمكن سحبها إلى داخل البطن في غير حالات الاستعمال. وتوجد فتحة الشرج في مؤخرة بطن الحشرة وتخرج عن طريقها الفضلات والماء الزائد عن حاجة جسم الحشرة.
التشريح الداخلي للحشرة
الأعضاء الداخلية. تُجْمَع أعضاء الحشرات الداخلية، مثلها مثل أعضاء بقيّة الحيوانات الأخرى، في أجهزة عضوية، لكن تلك الأجهزة العضوية تختلف من عدة وجوه عن أجهزة الحيوانات الأخرى. والأجهزة العضوية الأساسيّة هي: الجهاز الدوري، والجهاز التنفسي، والجهاز العصبي، والجهاز العضلي، والجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي.
الجهاز الدوري. يحمل الجهاز الدوري الدّم عبر كلّ الجسم، ولا يمر دم الحشرات عبر شرايين وأوردة مثل دم البشر، لكنه يملأ كامل تجويف جسم الحشرة، وتسبح فيه كل الأعضاء الداخلية والعضلات. ويتم دوران الدّم عن طريق أنبوب طويل يوجد مباشرة أسفل الهيكل الخارجي في ظهر الحشرة، ويمتد بطول جسم الحشرة تقريبًا. يقع الجزء الذي يضخ الدم من الأنبوب في منطقة البطن ويسمى القلب ويمتد الجزء الأمامي من الأنبوب داخل رأس الحشرة ويسمى الأبهر (الأورطة)، ويدخل الدم إلى الأنبوب عبر ثقوب صغيرة تسمّى الثغور، توجد على جانبي الأنبوب وهي محروسة بوساطة صمامات تسمح بدخول الدّم إلى الأنبوب، ولا تسمح بخروجه. وعندما ينقبض القلب، يُدفع الدّم عبر الأنبوب إلى الخارج، عن طريق الأبهر، حيث يغمر أولاً الدماغ ثم ينساب إلى أجزاء الجسم الأخرى، وبعدها يعاود الدخول إلى الأنبوب عبر الثغور وهكذا.
يسمى دم الحشرة الدّم الليمفي، ومثله مثل الدم في الإنسان، فإنه يحمل الغذاء إلى خلايا الجسم المختلفة، كما يحمل منها المواد الإخراجية، ولكنه بعكس دم الإنسان، لا يحمل الأكسجين إلى خلايا الجسم، وتعلوه زرقة أو صفرة أو يكون عديم اللون. أما دم الإنسان فهو يحتوي على مادة صبغية حمراء تسمّى اليحمور أو الهيموجلوبين تحمل الأكسجين إلى الخلايا المختلفة.
الحشرات حيوانات من ذوات الدم البارد، التي تتغير درجة حرارة أجسامها الداخلية مع درجة حرارة الهواء المحيط بها. ولذلك، فلديها العديد من الطرق للتعامل مع الحرارة والبرودة. يجب على الحشرات شديدة الطيران أن توفر درجة حرارة جسميّة عالية، حتى تتمكن من الطيران، وتستطيع الحشرات الكبيرة الحجم، مثل: عثّة الصّقر، والنحل الطنان والخنافس الكبيرة، أن ترفع درجة حرارة جسمها قبل الطيران بالارتعاش، وذلك بتشغيل عضلات أجنحتها عكس بعضها دون أن تطير. أما الحشرات الأصغر حجمًا، مثل كثير من الفراشات والذباب والجنادب، فإنها ترفع درجة حرارة أجسامها قبل الطيران بامتصاص الحرارة من الشمس.
الجهاز التنفسي. تتنفس الحشرة عن طريق ثقوب دقيقة تسمّى الثغور التنفسية موجودة على جانبي جسمها، ويقود كل منها إلى أنبوب أكبر يسمى القصبة الهوائية. ويتفرع ذلك الأنبوب الأكبر إلى أنابيب تتفرع بدورها إلى أنابيب أصغر منها تمتد إلى كلّ أجزاء الجسم. وتحمل هذه الشبكة من الأنابيب الأكسجين مباشرة إلى خلايا الجسم كما تحمل منها ثاني أكسيد الكربون إلى خارج الجسم.
الجهاز العصبي. يتكوّن من المخ الموجود داخل الرأس وزوج من الحبال العصبية التي تمر جنبًا إلى جنب عبر أرضية الصدر والبطن. ويتلقى المخ معلومات من العيون، ومن قرون الاستشعار. ويتحكم في نشاطات جسم الحشرة كلها. كما يوجد مركز عصبيّ آخر في الرأس يتحكم في أجزاء فم الحشرة متصل بالدماغ. ويحتوي كلّ من الحبلين العصبيين على تجمعات من الخلايا العصبيّة، تسمى عقدة الأعصاب في كل حلقة من حلقات الصدر والبطن. وتندمج العقدتان العصبيتان في كل حلقة من الحلقات بعضها ببعض لتكونا نوعًا من الدماغ الصغير الذي يتحكم في نشاطات تلك الحلقة.
وتستطيع العقدة العصبيّة في حالات عديدة العمل دون وجود الدماغ، فمثلاً: بإمكان الحشرات العديدة التي قُطعت رؤوسها المشي والتزاوج ووضع البيض. وفي بعض أنواع الحشرات، اندمجت الأزواج الثلاثة من العقد العصبيّة الصدرية في عقدة واحدة. كما اندمج العديد من العُقَد العصبيّة البطنيّة في كثير من الحشرات.
الجهاز العضلي. يتكون من عدة مئات إلى ألوف قليلة من العضلات الصغيرة، ولكنّها قوية جدًا. لدى الجنادب نحو 900 عضلة، بينما لليساريع ما بين 2,000 إلى 4,000 عضلة، مقارنة بالإنسان الذي لديه أقل من 700 عضلة. ويمكن لكثير من الحشرات رفع أو جرّ أيّ جسم أثقل من وزنها بعشرين مرة أو أكثر، بينما هناك قليل من الناس من يستطيع أن يرفع وزنًا أثقل من وزنه.
الجهاز الهضمي. يتكوّن الجهاز الهضمي في الحشرة أساسًا من أنبوب طويل يمتدّ من الفم إلى فتحة الشرج، ومقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسيّة:
1- المعى الأمامي. 2- المعى الأوسط، أو المعدة. 3- المعى الخلفي، أو الأمعاء.
يدخل الطعام إلى المعى الأمامي عبر فتحة الفم وذلك بعد مضغه أو امتصاصه عن طريق أجزاء الفم، ثم يمرّ الطعام عبر الأنبوب إلى أن يصل إلى موقعٍ أكثر اتساعًا يسمى الحوصلة، حيث يُخزن لفترة مؤقتة، ويُهضم جزئيًا. ثم بعد ذلك يمرّ إلى القانصة ذات الجدران العضلية السّميكة التي تطحن الطعام إلى جزيئات دقيقة. ويوجد بالقانصة في بعض أنواع الحشرات أسنان، تساعد في تكسير وطحن الطعام. ثم يمر الطعام بعد ذلك إلى المعى الأوسط، حيث تتمّ أغلب عمليات الهضم، ثم تُمتص الأجزاء المغذية من الطعام عبر جدران المعى الأوسط إلى الدم، بينما تمرّ الفضلات والأجزاء غير المهضومة من الطعام إلى الأمعاء الخلفية.
للحشرات جهاز مكون من أنابيب يتراوح عددها بين 2 وما يزيد على150 من أنابيب ملبيجي متصلة بالقناة الهضميّة عند منطقة اتصال المعى الأوسط بالمعى الخلفي. وهي تسبح في دم الحشرة، حيث تمتص المواد الإخراجية من الدم وتمررها إلى المعى الخلفي، ثمّ تغادر كل الفضلات والمواد الإخراجيّة والماء الزائد عن حاجة الحشرة إلى الخارج عبر فتحة الشرج.
الجهاز التناسلي. تتكاثر معظم الحشرات تكاثرًا جنسيّا، حيث يتكون كائن جديد عند التحام خليّة الأنثى الجنسية البييضة مع خليّة الذكر الجنسيّة النطفة. توجد الأعضاء التناسلية داخل منطقة البطن، حيث للأنثى مبيضان تتكون داخلهما البييضات. يحمل أنبوب يسمى قناة البيض البييضات من كل من المبيضين، ثم تتحد قناتا البيض لتكوِّنا أنبوبًا واحدًا، يفتح عند طرف منطقة البطن ولذكور الحشرات خصيتان تنتجان الحيوانات المنويّة، وهناك أنبوب يحمل الحيوانات المنويّة من كل خصية، ثم يتحد الأنبوبان ليكونا أنبوبًا واحدًا يمتد إلى الخارج في طرف منطقة البطن.
يتبع…………….
خلق الله للحشرات ـ مثل بقية الحيوانات ـ أعضاء تمكّنها من الرؤية والسمع واللّمس والتذوق والشّم، بل إن كثيرًا منها لها حواس أكثر تقدمًا من مثيلاتها في معظم الحيوانات الأخرى.
عينا الزنبور المركبتان تشبهان عيون معظم الحشرات، فهما مكونتان من عدسات كثيرة منفصلة، وتعمل كل عدسة على حدة. لذا، فإن أي شيء يراه الزنبور متناثرًا في أجزاء صغيرة.
النظر. لمعظم أنواع الحشرات زوج من العيون المركبة الضخمة التي تحتل معظم رأس الحشرة. وتتكون كل عين من العديد من العُدَيْسات سداسية الشكل متجمعة حول بعضها في تركيبة تشبه خلايا عسل النحل. ويتفاوت عدد العديسات ما بين نحو الست في بعض شغالات النّمل و30,000 عُديسة في بعض أنواع اليعاسيب. وتدخل كلّ عُدَيسة صورة جزيء صغير من المنظر الكامل الذي تراه الحشرة، حيث تتحد كل الجزيئات التي تراها العديسات منفردة، مع بعضها، مكونة الصورة الكاملة.
لا تستطيع الحشرات تحريك أو ضبط بؤر عيونها، ونظرها حاد لمسافة قصيرة فقط، ولا ترى بوضوح أي جسم يبعد عنها أكثر من متر واحد. ولكن تستطيع الحشرات تمييز الحركة بسرعة، وكثير منها يستطيع أن يميز الألوان، كما يستطيع كثير من الحشرات أن يرى مدى أوسع من أشعة الضوء، أكثر مماتراه العيون البشرية. فمثلاً تستطيع بعض الخنافس رؤية الأشعة تحت الحمراء، وكذلك معظم الحشرات تستطيع أن ترى الأشعة فوق البنفسجية، وكلا النوعين من الأشعة لا تراه العين البشرية. وليس لدى الحشرات جفون فأعينها دائمًا مفتوحة.
لدى الكثير من الحشرات المكتملة ثلاث أعين بسيطة تسمّى العُيَيْنات متجمعة بشكل مثلّث بين العيون المركبة، ولا تستطيع العيينات تكوين الصور وكلّ ما في إمكانها هو التمييز بين النور والظلام. وليس لدى الكثير من صغار الحشرات عيون مركبة، ولكن لديها ما بين عين بسيطة واحدة إلى ست عيون بسيطة أو أكثر على كل جانب من جانبي الرأس. وهناك أنواع عديدة من الحشرات ساكنة الكهوف، مثل: الشغالات في مستعمرات النمل الأبيض (الأرضة) فقدت عيونها وصارت عمياء تمامًا.
أذنا الجدجد موجودتان في الساقين. على كل ساق أمامية غشاء يشبه الطبل والغشاءان يتذبذبان إذا مستهما أمواج صوتية.
قرنا الاستشعار لدى ذكر عثة القمر تغطيهما حاستا شم يمكِّناه من التقاط رائحة الأنثى عبر مسافات بعيدة.
السمع. للحشرات مدى واسع من السمع، حيث يستطيع بعض منها أن يسمع الموجات فوق الصوتية بمدى أكثر من اثنتين من الوحدات الثمانية التي تستطيع أن تسمعها الأذن البشرية. بينما تسمع أنواع أخرى أصواتًا ذات ترددات منخفضة جدًا لا تستطيع الأذن البشرية التقاطها. وبالرغم من ذلك، فإن القليل، فقط من أنواع الحشرات ليس لديه أعضاء سمع حقيقيّة، أو آذان. وتلك الآذان موزعة على كلّ أنحاء الجسم تقريبًا، ولكنها لا توجد في الرأس. وهي تتكون من أغشية رقيقة منبسطة تهتزّ حينما تضربها الموجات الصوتية، مثلما تفعل طبلة الأذن في البشر تمامًا. وتوجد آذان كل من الجنادب قصيرة القرون، والجراد، وزيز الحصاد وكثير من العثّات، على جانبي الجسم، أما الجنادب طويلة القرون والجداجد (صراصير الحقل) فتوجد آذانها على أرجلها الأمامية.
غالبية الحشرات ليس لها آذان، ولكنها تسمع عن طريق الشعيرات الرقيقة الموجودة على قرون استشعارها، أو في أماكن أخرى من أجسامها، فتلك الشعيرات تستجيب للموجات الصوتية، مثل استجابتها لأي تحركات أخرى في الهواء. فلدى ذكور البعوض شعيرات طويلة على قرون استشعارها تجعل قرون الاستشعار تتذبذب بسرعة من الموجات الصوتية، كما يسمع بعض النمل ـ أيضًا ـ عن طريق الشعيرات الموجودة على قرون استشعاره، بينما تسمع الصراصير بوساطة الشعيرات الموجودة على قرونها الشرجيّة (زوج من اللوامس يوجد في آخر حلقة من حلقات البطن) أما اليساريع فتسمع بوساطة الشعيرات المبعثرة فوق كل أجسامها.
ورغم أن الحشرات تسمع، لكن ليس لديها أصوات حقيقية، فمعظمها يصدر أصواتا بحك بعض أجزاء من جسمها ببعض. ومن أكثر الحشرات ضوضاء الجنادب، والجداجد، وزيز الحصاد، والذكور فقط هي التي تحدث الصوت، وذلك لجذب الإناث التي غالبًا لا تحدث أيّ صوت. وتحدث الجنادب قصيرة القرون الصوت بحك أرجلها الخلفية بأحد العروق في الأجنحة الأمامية مثل عزف آلة الكمان تمامًا. وتحدث الجداجد الصوت بحك أجنحتها الأمامية الجلديّة بعضها ببعض. وفي البرتغال واليابان والصين وبعض الأقطار الأخرى، يحتفظ الناس بالجداجد في أقفاص ليستمتعوا بأصواتها الجميلة. ولدى زيز الحصاد طبلتان في البطن يهزهما بوساطة عضلاتٍ داخل جسمه لتحدث الصوت.
كما يحدث العديد من الخنافس أصواتًا بحك بعض أجزاء من أجسامها ببعض إضافة إلى ذلك فهي تحدث أصواتًا دوامة وأزيزًا بوساطة أجنحتها، كما تحدث صفيرًا بدفع الهواء فجأة إلى الخارج من شبكة القصبات الهوائية عبر الثغور التنفسية. أما طنين الذباب والنحل فتحدثه حركة أجنحتها السريعة، وذكور البعوض حسّاسة جدّا للأصوات التي تحدثها الإناث بأجنحتها.
أعضاء اللمس لدى ذبابة الفاكهة تشبه أعضاء اللمس لدى الحشرات الأخرى، وتتكون أساسًا من الشعر وأشواك في معظم أجزاء الجسم. الصورة أعلاه، منظر مكبَّر لذبابة الفاكهة.
اللمس. الحشرات شديدة الحساسية للمس وهي أكثر إحساسًا للمس من البشر. وتتكون أعضاء اللمس في الحشرات من شعيرات وأشواك تغطي جسم الحشرة حتى عيونها، وتكثر تلك الشعيرات على قرون الاستشعار. وعندما يحدث أي ضغط فإنه يحرك تلك الشعيرات محدثا نبضات عصبية ترسل إلى الدماغ. وبعض الشعيرات ذات حساسيّة مفرطة لدرجة أن أرقَّ نسمة من الهواء تثيرها، وأن الإنسان مهما تأنى في تحريك يده نحو ذبابة ما، فإنها تحس بذلك عن طريق شعيراتها التي تخبرها أن الهواء قد حُرِّك، ولذا تطير مسرعة بعيدًا عنه.
التذوق. يستطيع كثير من الحشرات التمييز بين الطُّعوم الأربعة التي يميزها البشر وهي: الحلاوة، والحموضة، والملوحة، والمرارة. وتتفاوت مقدرة التذوق من حشرة إلى أخرى حسب النوع، فبعض الحشرات لديها حاسّة ذوقٍ قويّة، فمثلاً يجب أن يزاد تركيز السكَّر في الماء الذي تستطيع الفراشة الملكة تذوقه2,000 مرة حتى يستطيع الإنسان أن يتذوقه.
توجد أعضاء التذوق في معظم الحشرات في أجزاء الفم، وبعض الحشرات مثل: النمل والنحل والزنابير لها ـ أيضًا ـ أعضاء تذوق في قرون استشعارها. فهي تلمس الطعام بقرني استشعارها، فإذا راق لها طعمه التهمته، بينما تتذوق بعض الحشرات الأخرى مثل: الفراشات وبعض العثات، والذباب، ونحل العسل عن طريق أرجلها، ولذلك فهي تمدّ خرطومها للتغذية، حالما تطأ شيئًا ذا طعم شهي. وبعض أنواع الزّنابير والجداجد لها أعضاء تذوق في آلة وضع البيض، تستعملها لتذوق الأماكن التي سوف تضع بيضها فيها، حيث يوجد الغذاء المناسب لصغارها.
الشم. يوجد الإحساس بالشم في الحشرات أساسًا في قرون الاستشعار. ولكثير من الحشرات حاسّة شم قوية تستعملها لتحديد مواقع الطعام ولتحديد اتجاهاتها في تجوالها، وكذلك لتحديد أماكن وضع بيضها. وتُستعمل تلك الحاسّة ـ أيضا ـ للتعرف على الحشرات الأخرى من نفس نوعها، ولتحديد الرفيق للتزاوج. ويحدد النحل والنمل أفراد مستعمرته عن طريق الرائحة. ويطرد النمل أفراد النمل الغريبة عن مستعمرته، بل يقتلها إذا حاولت الدخول في المستعمرة. وتعتمد ذكور العثات أساسًا على حاسة الشم في التعرف على رفاقها من الإناث للتزاوج. ويمكن أن تنجذب إلى رائحة الإناث من مسافة كيلومترين تقريبًا ولكنها تفقد أيّ اهتمام بالإناث إذا أُزيلت عنها قرون استشعارها.
تبدأ كل حشرة تقريبًا حياتها من البيضة، وبعد الفقس تبدأ الحشرة في النمو والتحور إلى الطور المكتمل، وخلال تلك الفترة تمر معظم الحشرات بسلسلة من التغيرات الشكلية. وتستغرق دورة الحياة كلّها ـ من البيضة حتى الطور المكتمل ـ فترة تتراوح بين أيام قليلة في بعض الأنواع و17 عامًا في أنواع أخرى. وتعيش الحشرات في الطور المكتمل لمدة قصيرة فقط، فأنواع قليلة ـ فقط ـ تعيش في ذلك الطور أكثر من عام، ولعل أقصرها عمرًا أطوار ذباب مايو المكتملة التي تعيش أيامًا أو ساعات قلائل. ومن ناحية أخرى، فقد تعيش ملكات النمل الأبيض (الأرضة) أكثر من 50 عامًا، وتنتج بعض أنواع الحشرات أجيالاً عديدة تعيش، وتموت خلال العام الواحد وهناك أنواع تنتج جيلاً واحدًا ـ فقط ـ في العام.
التّكاثر. يتكون كائن جديد، في معظم أنواع الحشرات، حينما تخصِّب نطفة الذكر بييضة الأنثى، فتتلقى الأنثى النطفة عند التزاوج وتخزنها في منطقة البطن، وعندما تضع الأنثى بيضها بعد ذلك، تخصِّب تلك النطف البييضات عند مغادرتها لجسم الأنثى.
ولكثير من الحشرات طرق غير عادية في التكاثر فمثلاً: تلد بعض الصراصير والذباب والخنافس وبعض الحشرات الأخرى صغارًا أحياء؛ لأن البييضات تبقى في جسم الأنثى حتى تفقس، وتخرج الصغار من جسم الأم. كما تتكاثر بعض الحشرات مثل: إناث قمل النبات، والزّنابير مكونة الأورام والتربس، وأنواع كثيرة من الحشرات الأخرى تكاثرًا عذريًا دون إخصاب الذكور إياها. وحقيقة الأمر أن الذكور نادرة الوجود جدا في بعض الأنواع أو غير موجودة إطلاقًا. هذا وتحصل بعض الإناث؛ بما فيها ملكات نحل العسل، على كلّ ما يحتجنه من نطف طوال حياتها من تزاوج واحدٍ فقط. وإذا أنتجت الملكة بيضًا مخصبًا ينشأ عنه إناث، وإذا أنتجت بيضًا غير مخصب ينشأ عنه ذكور فقط.
البَيْضة نقطة البداية في دورة حياة كل الحشرات والصورة (أعلاه) تبيّن عثّة القرّاص وهي تضع بيضها على غصن شجرة. اليساريع ـ التي لا تشابه الطّور المكتمل النمو ـ تخرج من البيض.
لبيض الحشرات العديد من الأشكال والألوان، ولكن معظمه بيضيّ أو مستدير، ولونه باهت أو (كريمي) اللون. ويمكن رؤية بيض أصغر الحشرات تحت المجهر فقط، بينما تضع أكبر الحشرات بيضًا يتراوح طوله، بين خمسة وخمسة عشر ملم. كما تتفاوت كميّة البيض التي تضعها الحشرات من نوع لآخر، وربما يبلغ متوسط ماتضعه الأنثى من الحشرات بين 100 و200 بيضة خلال حياتها. وتضع بعض الإناث كميات قليلة من البيض فقط، بينما يضع البعض الآخر أكثر من بليون بيضة. والنمل الأبيض هو الأكثر وضعًا للبيض بين الحشرات، فبعد التزاوج تمتلئ ملكة النمل الأبيض بالبيض، إلى درجة تصبح معها عاجزة عن الحركة تمامًا، فهي تنتج البيض بمعدل يتراوح بين 10,000 و30,000 بيضة في اليوم الواحد وتضع الحشرات بيضها فرادى، أو في مجموعات ـ غالبًا ـ قرب الطعام الذي تتغذى به الصغار بعد فقسها.
هناك العديد من القصص حول المقدرة التناسليّة الكبيرة للحشرات، وعمّا سيحدث إذا لم يمت أيّ من الصغار التي تنتجها الحشرات، ففي خلال أربعة أشهر فقط، يستطيع زوج من الذباب المنزلي أن ينتج نحو 190,000,000,000,000,000,000 من الأنجال إذا عاشت كلها. ولكن هذا لا يمكن أن يحدث، لأن الطفيليّات والمفترسات وكميّة الغذاء المتاحة والعديد من العوامل الأخرى لا تسمح بحدوث مثل هذا الانفجار الهائل في أعداد الحشرات، مثلما تفعل ـ تمامًا ـ في الحيوانات الأخرى.
النمو والتحور. بعد أن تخرج الحشرة من البيضة، فإنها تتّبع واحدًا من ثلاثة أنماط من النمو والتحور حسب النوع. ويوجد أبسط الأنماط في بعض أنواع الحشرات البدائية عديمة الأجنحة، بما في ذلك لاحسة السكر وذوات الذيل القافز. فعندما تخرج صغار تلك الحشرات، فإنها تكون مشابهـة ـ تمامًا ـ لآبائها في كل شيء، ما عدا حجمها الصغير، ثم تنمو بعد ذلك وتصل إلى الطّور المكتمل وذلك بعد شقها لهيكلها الخارجي القديم، بعد أن يضيق عليها لتزحف خارجة منه، ثم بعد وصولها لمرحلة معينة من النمو تكتمل أعضاؤها التناسلية، وتستطيع أن تتزاوج. ومنذ خروجها من البيض إلى موتها، لا تتغيّر تلك الحشرات إلا قليلاً، وفي النمو وزيادة الحجم فقط.
ولبعض الحشرات نمط من النمو والتحور مختلف تمام الاختلاف عن النمط السابق، حيث تختلف الصغار ـ التي تدعى حوريات أو يرقات ـ عن آبائها تمامًا. ومن ثم تتغير في الشكل حتى تتحور إلى الطور المكتمل، ويسمى هذا التغير التشكل (التحول). وتمر الحشرة بنوع من نوعي التشكل، وهما: تشكل غير مكتمل وتشكل مكتمل.
الانسلاخ الأخير لزيز الحصاد يكمل نمو الحشرة. توضح الصورة أدناه الحشرة المكتملة النمو وهي تزحف خارجة من جلد آخر حورية. وتبدو في الصورة وهي معلقة بالنبات بجناحيها المكتملين.
التشكل غير المكتمل يتم هذا النوع من التشكل في حشرات من مثل: الجنادب، وذباب مايو، والصراصير، والسرمان، واليعاسيب، وزيز الحصاد، وحشرات الحنطة، حيث تمر تلك الحشرات بالمراحل التالية 1- البيضة 2- الحورية 3- الطور المكتمل.
تبدو الحوريات مثل آبائها في حالة الجنادب وحشرات الحنطة ولكنها بدون أجنحة، وتظهر الأجنحة على شكل وسائد صغيرة بعد عدّة انسلاخات للحشرة، وتكبر الأجنحة بعد كل انسلاخ بعد ذلك، ثم بعد الانسلاخ الأخير يخرج الطور الكامل للحشرة بأجنحة مكتملة. وغالبًا ما تعيش الحوريات في الأماكن نفسها التي تعيش فيها الحشرات المكتملة، وتستهلك الغذاء نفسه الذي تستعمله تلك الأطوار.
أما في حالة اليعاسيب والسرمان، فتختلف الحوريات تمامًا عن آبائها، فالحشرات في طورها المكتمل هي حشرات مجنّحة جميلة، تمضي أغلب وقتها في الطيران، بينما الحوريات عديمة الأجنحة تعيش في الماء، حيث تتنفس عن طريق الخياشيم، وغالبًا ما تسمى النَّيادات أو حوريات الماء. وعندما تصل إلى آخر مراحل النمو، تزحف خارجة من الماء إلى جذع نبات أو صخرة حيث تنسلخ آخر انسلاخ لها وتصير حشرات مكتملة مجنحة.
نوتي الماء مهيأ مثله مثل الحشرات المائية الأخرى للعيش في الماء، حيث إن له أرجلاً خلفية طويلة ومفلطحة، يستعملها كمجاديف ويتغذى بالطحالب.
التشكل المكتمل يتم هذا النمط في معظم أنواع الحشرات بما في ذلك الفراشات والعثات والخنافس والذباب والنحل والزنابير والنمل، حيث تمر تلك الحشرات بأربع مراحل هي: 1- البيضة 2- اليرقة 3- الخادرة 4- الطور المكتمل. ويرقات هذه الحشرات دودية الشكل ولا تشبه آباءها إطلاقًا، وفي أغلب الأنواع، تعيش اليرقات في أماكن مختلفة وتتغذى بغذاء يختلف عن غذاء الآباء. وليس لها عيون مركبة ولا أجنحة كالتي لآبائها. ومعظم اليرقات لها أجزاء فم قارضة، بينما يكون لآبائها أجزاء فم ماصة وبعض اليرقات ليس لها أرجل، بينما توجد لأنواعٍ أخرى زوائد كثيرة شبيهة بالأرجل توجد في منطقة البطن. ولليرقات بعض أسماء خاصة، فمثلا تدعى يرقات الفراشات والعثات اليساريع، ويرقات الذباب اليرقة القطعاء ويرقات الخنافس الدويدة، ويرقات البعوض الشولات أو الحراقص. وما على اليرقات إلا التغذية والنمو والانسلاخ لعدة مرات عندما يضيق الجلد عليها. وقد يأكل اليسروع في اليوم الواحد من أوراق النباتات ما يفوق وزنه عدة مرات.
تتوقف اليرقة عن الأكل فقط عند اكتمال نموها، حيث تصير خادرة، وقد تغزل بعض اليرقات شرانق تغطي بها أجسامها، أو تفرز حول أجسامها أغطية كإعداد لمرحلة الخادرة. ويتحول اليسروع إلى نوع من الخادرة تسمى المذهبة، تبقى معظم الخادرات ساكنة وتبدو وكأنها ميتة، ولكن هناك أنشطة كبيرة تجري داخل الغطاء الواقي للخادرات، حيث تُدَمَّر تراكيب اليرقات وتحول غالبًا إلى سائل، حيث يعاد تكوينها أعضاء للطور المكتمل، ثم ينكسر الغطاء الواقي للخادرة بعد اكتمال النمو وتخرج منه الحشرة الكاملة.
طرق حياة الحشرات
اليراعة تطلق وميضًا على فترات متقطعة كإشارات للتزاوج وليس كلّ اليراعات قادرة على إطلاق هذا الوميض، أما الأنواع التي تفعل ذلك، فلكل نوع منها نمط ومضي يميزه عن الأنواع الأخرى.
زنبور الورق النمسية تمد آلة وضع بيضها الطويلة في الخشب، لتضع بيضها في جسم يرقات الحشرات ناخرة الأخشاب، وحينما تفقس يرقات الزنبور تنمو داخل أجسام حشرات أخرى.
نمل الألبان يرعى قطيعًا من حشرات المن، وعندما يلمس النمل بقرني استشعاره ظهر حشرات المن برفق، تفرز "الأبقار" سائلاً يسمّى عسل الندى يلعقه النمل
مستعمرة نحل العسل مجتمع منظم، لكل فرد من أعضائه ـ من شغالات وذكور وملكات ـ أعباؤه الخاصة. النحلة الحمراء هي الملكة. ولقد وسمها النحال باللون الأحمر كي يستطيع التعرف عليها.
سرب من الدعاسيق أو خنافس أبو العيد متجمع في حالة سبات شتوي. تهاجر أنواع عديدة من الدّعاسيق من أماكن تغذيتها الصيفية في فصل الخريف إلى الأماكن المحميّة، حيث تتجمع في أعداد كبيرة استعدادًا للسبات الشتّوي.
سرب من الجراد الصحراوي حول سيّارة تابعة لمنظمة إفريقية لمكافحة الجراد. قد يتكوّن السرب الواحد من بلايين الجراد، وقد يغطي مساحة تبلغ أكثر من 5,000 كم2.
حياة الحشرة مليئة بالأخطار، فقد تأكلها حشرة، أو طائر، أو أي حيوان آخر. أو قد يسحقها النّاس أو يحرقونها أو يسممّونها. وقد يتغذى بها أحد الطفيليات، أو قد تصيبها بعض الأمراض. وقد تُهْلِك موجة من الجفاف النباتات التي تتغذى بها الحشرات مما يؤدي إلى جوعها كما قد يهلكها الجو البارد. وإذا نجت الحشرة وكثير من نوعها من تلك الأخطار، فسينفد الغذاء الذي تتغذى به ـ وسوف تموت الحشرة على أية حال.
ولذلك نشأت للحشرات طرق حياة عديدة خلال معركتها المستمرة من أجل البقاء. فلقد تأقلمت الحشرات على المعيشة تحت كلّ الظروف البيئية المعروفة. ونشأ لديها العديد من الوسائل للهروب من أعدائها. فالكثير من أنواع الحشرات يعتمد اعتمادًا كليّا على درجة تكاثره العالية للتغلب على مخاطر الحياة. وفي الحقيقة، تمضي غالبية الحشرات وقتها في الأكل والتكاثر، وكلِّ ما تفعله له صلة بهذين النشاطين تقريبًا.
التودّد. تجذب الحشرات رفاقها للتزاوج بوساطة العديد من الطرق. فتنبعث من إناث الكثير من أنواع العثّات روائح تجذب الذكور عبر مسافات طويلة في الغالب، كما أن لذكور أنواع عديدة من الفراشات أعضاء شم تستعملها لجذب الإناث، بينما تغني ذكور الجنادب، والجداجد، وزيز الحصاد، والجنادب الأمريكيّة لجذب الإناث، كما تفرز ذكور صراصير الأشجار سائلاً من خلف أجنحتها تتغذى به الإناث، وتجلب ذكور الذباب الراقص هدايا لإناثها من الحشرات التي تصطادها، بينما تجذب إناث بعض أنواع اليراعات الذكور بإصدار وميض على شكل شفرة معيّنة، فتستجيب ذكور بعض الأنواع بإرسال ومضات ضوئية وتنتظر من الإناث إرسال استجابات ضوئية.
الحياة الأسرية. ليس لدى العديد من الحشرات أية حياة أسرية، حيث يتلاقى الأبوان ـ فقط ـ للتزاوج، ثم بعد ذلك تضع الأنثى بيضها في مكان يتوفر فيه الغذاء للصغار وتتركه. ويخزن كثير من الزنابير والنمل الغذاء مع بيضه، بينما تضع الزّنابير الطفيليّة والذباب الطفيلي بيضها على الحشرات والحيوانات الأخرى أو قربها.
أما النغفة فتلصق بيضها بشعر الخيل، حيث تلحسها الخيل؛ لتفقس وتنمو يرقاتها داخل معدة الخيل، ثم تُطرح اليرقات كاملة النمو إلى الخارج مع فضلات الخيل. وتعتني إناث بعض الأنواع ببيضها، فمثلاً تُبقي حشرة إبرة العجوز بيضها نظيفًا وتحرسه إلى أن يفقس، ثم ترعى الصغار، كما تبقى بعض أنواع الخنافس مع صغارها لتحميها وتطعمها.
ولكنّ الحشرات ذات الحياة الأسرية الحقيقيّة هي الحشرات الاجتماعية، ومن بينها: كلّ أنواع النمل الأبيض (الأرضة)، وكل أنواع النمل والعديد من النحل وبعض أنواع الزنابير. فهي تعيش في مجتمعات منظمة يعتمد كلّ فرد فيها على الأفراد الآخرين، وما تلك المجتمعات إلا أسر كثيرة الأفراد. فمثلاً توجد ما يقرب من 60,000 إلى 80,000 حشرة من النحل في مستعمرة نحل واحدة، تنحدر جميعها من ملكة واحدة. وكذلك ملايين الأفراد الموجودين في مستعمرة نمل أبيض واحدة. فوظيفة الملكة ببساطة وضع البيض، بينما تقوم الحشرات ذات الأطوار المكتملة الأخرى في المستعمرة بمهمة التغذية والعناية بالصغار، وغالبية الحشرات ذات الأطوار المكتملة في المستعمرة لا تستطيع التكاثر وتسمّى الشغَّالات. وللنمل الأبيض شغالات من الجنسين كما يوجد بكل مستعمرة من مستعمراته ذكر دائم للتكاثر يدعى الملك. ولكن تكون كل الشغالات في حالة النمل والنحل والزنابير من الإناث، كما يوجد في مستعمرات تلك الحشرات ذكور لأوقات معينة ـ فقط ـ وظيفتها الوحيدة التزاوج مع الملكة. وتموت بعد ذلك مباشرة، فللشغَّالات في المستعمرة أعباء مختلفة، حيث تقوم الحاضنات برعاية الصغار، وتقوم الحارسات بالدفاع عن المستعمرة من هجمات الأعداء، بينما تبحث بعض الشغالات عن الطعام، وتقوم أخريات بنظافة وتوسيع العش.
ولعل النمل من أنجح الحشرات الاجتماعية، إذ لديه العديد من طرق الحياة. فبعض النمل يربي حشرات قمل النبات وبعض اليساريع والحشرات الأخرى لكي يمتص منها سوائلها الحلوة. بينما يقوم النمل الحاصد بجمع الحبوب وتخزينها في بيوته، وتقوم بعض من أنواع النمل، مثل النمل قاطع الأوراق بزراعة طعامه بنفسه، حيث يزرع مزارع فطرٍ صغيرة داخل بيوتها. ويقوم النمل اللص بسرقة الطعام من أعشاش غيره، بينما تهاجم أنواع من النمل بيوت النمل الأخرى وتسرق الصغار وتربيها في بيوتها كعبيد لها. ويعيش نمل الجيوش أساسًا على صيد الحشرات الأخرى، فهي تزحف على الأرض في مئات الآلاف، وتأكل كل الحشرات التي تقابلها في طريقها، كما تهاجم أيضًا الفئران والسّحالي أو أية حيوانات أخرى، وذلك بالالتفاف حولها في تشكيلات عديدة كذراعي كماشة، فإذا لم يستطع الحيوان الهروب من حلقة النمل التي تضيق عليه باستمرار، فإنه يُمزَّق بسرعة إلى قطع صغيرة.
تتصل الحشرات الاجتماعية فيما بينها عن طريق الصوت واللّمس والرّائحة، ويستخدم نحل العسل الرقص لإخطار بقيّة أفراد الخليّة عن اتجاه ومسافة مصدر الغذاء.
السبات الشتوي والهجرة. يموت كثير من الحشرات عند اقتراب الشتاء، ولكن كثيرًا منها تعيش خلال البرد في حالة سبات شتوي، في طور البيضة، أو اليرقة، أو الخادرة. كما يدخل في السبات الشتوي كثير من الحشرات المكتملة النمو بما فيها الذباب المنزلي، والبعوض، والدعاسيق، وبعض العثات والفراشات، حيث تمضي الشتاء في حظائر المزارع وفي المخازن وأسقف الغرف والكهوف وتجاويف الأشجار والأنفاق الأرضيّة والمناطق المحميّة الأخرى.
تتجمع كل فرق الفراشات الملكية بالقارة الأمريكية الشمالية بكميات هائلة لتطير في سحب كثيفة جنوبًا، حيث تمضي الشتاء في المناطق المداريّة أو شبه المداريّة، ثم تعود للشمال في الربيع. وتضع البيض في طريق عودتها، وقليل منها يعيش ليكمل الرحلة إلى الشمال. وتكمل الصغار رحلتها شمالاً بعد وصولها للطور المكتمل. وتهاجر فراشات السيدة الملَوَّنة وأنواع عديدة أخرى من الفراشات كلّ موسم، كما تهاجر بعض أنواع العثّات مثل عثة بوجُنْج الأسترالية.
وتقوم أنواع عديدة من الحشرات الأخرى برحلات هجرة طويلة أيضًا، وأشهر ما يقوم بتلك الرحلات الجراد الذي يهاجر في أسراب كبيرة تحجب ضوء الشمس. ولا يهاجر الجراد بسبب الجوع، بل قد يغادر أراضي بها الغذاء الوفير، ولا يتوقف للتغذية خلال معظم طيرانه الطويل. وعند هبوطه واستقراره فإنه يهلك كلّ النباتات ولا يترك منها شيئًا.
الأسلحة الكيميائية تمنح بعض الحشرات دفاعًا قويّا ضد الأعداء ولدى يسروع السّرج شعيرات حادة تنكسر عند غرزها في الجلد باثة السم فيه.
التنكُّر الوقائي يساعد الكثير من الحشرات على خداع أعدائها، ويمكن لدودة البوصة ـ وهي يسروع لأحد العثّات ـ أن تمد جسمها مستقيمًا متصلبًا ليبدو وكأنه أحد أغصان الشجرة تمامًا.
محاكاة الحشرات المحمية يمنح الحشرات غير المحميّة فرصة لخداع أعدائها تحاكي ذبابة السرفة غير اللاسعة ألوان .
وأنماط الزنبور اللاسع، الصورة السفلى اليسرى
الوقاية من الأعداء للحشرات العديد من وسائل الدفاع عن النفس ضد الأعداء. ومعظم الحشرات تحاول ببساطة الهروب والطيران بسرعة، أو القفز، أو العدو بسرعة بعيدًا عن الأعداء. ويبدو كثير من اليساريع والخنافس في هيئة حشرات ميّتة، أو تتخذ أسلوب تهديد تخيف به العدو.
وللعديد من الحشرات أسلحة قويّة للدفاع عن النفس، فبعضها يشن حربًا كيميائية: فيقذف مواد كيميائية ضارّة نحو أعدائه مثل الخنفساء المدفعجية، وحشرات لمة الأذن، والصراصير، والعديد من الحشرات الأخرى. بينما يصدر كلّ من البقّ المرقط (النتن) والحشرات شبكية الأجنحة وخنافس الجيف روائح كريهة جدّا تطرد الأعداء. ولبعض أنواع النمل وذباب الخيل (ذباب التبانا) وأنواع أخرى من الحشرات فكوك قوية تلسع بها لسعًا مؤلمًا. ولدى النحل والزنابير وبعض أنواع النمل أدوات لسعٍ سامة. ولبعض اليساريع شعيرات جوفاء تحتوي على سمّ تنكسر عند أخف لمسة، باثة للسّم. ويحمي بعض الفراشات، والعثات، والحشرات الأخرى، مجردُ طعمها الرّديء عند الطيور أو الأعداء الآخرين.
يتبع…………….
ولدى بعض الحشرات ذوات الأسلحة الدفاعية القوية مثل أدوات اللسع السّامة والرّش الكيميائي، أنماط لونيّة براقة، فلدى الكثير من النحل والزنابير خطوط صفراء وسوداء، فإذا هاجمها حيوان ما مرة واحدة وجرب لسعها، فإنه لن يجرؤ على المحاولة مرة أخرى ضد من لديه تلك الخطوط الصفراء والسوداء؛ فتلك الخطوط تجعله يتذكر أن تلك الحشرات خطرة جدًا.
وتماثل الكثير من الحشرات، التي ليس لديها أسلحة دفاعية قويّة، الأنماط اللونية المميزة للحشرات ذات الأسلحة الدفاعية، وبذلك ينخدع بها الأعداء ولا يجرؤون على مهاجمتها، وتسمى تلك الحشرات المتنكرات. وتشمل المتنكرات الشائعة بعض أنواع الذباب الرفراف، والخنافس، وذباب ذكور النحل. وكلها تشبه النحل أو الزنابير. ومن أشهر المتنكرات الفراشة نائب الملك التي تشبه الفراشة الملك، وبذلك تدع الطيور الفراشة نائب الملك وشأنها، ولا تحاول أكلها، معتقدة أنها الفراشة الملك ذات الطعم غير المستساغ لديها. وهكذا تشبه بعض الحشرات ذات الحماية الجيّدة حشرات أخرى ذات حماية جيّدة أيضًا، فللكثير من الزّنابير ـ من أنواع مختلفة ـ الحلقات السوداء والصفراء نفسها الموجودة في منطقة البطن. وبتنكرها ـ بأشكال البعض الآخر ـ تكسب الحشرات ذات الحماية حماية فوق حمايتها.
معركة شرسة على وشك أن تبدأ بين أنثى الزّنبور المسمّى صقر الرتيلاء وهي تتقدم نحو فريستها الخطرة ـ عنكبوت الرتيلاء. وخلال الصراع، تلقي أنثى الزنبور عنكبوت الرّتيلاء على ظهره، ثم تغرز آلة لسعها السّامة داخل المنطقة البطنيّة الرخوة للعنكبوت.
لماذا تسلك الحشرات سلوكها المميز. حياة معظم الحشرات مكتملة النمو قصيرة جدًا. ولذا لا تستطيع الحشرات الصغار التعلم من آبائها، وفي كثير من الأحيان تموت الحشرات ذات الأطوار مكتملة النمو قبل ولادة الصّغار، وعلى الرغم من ذلك، فإن الحشرة الصغيرة ليست في حاجة إلى تعلّم ما تريد. وذلك لأن كلّ أنماط سلوك الحشرة موروثة، مبنية بإحكام داخل جهازها العصبي، ولذا فهي تتفاعل بصورة تلقائية مع بيئتها. فإذا أضيء مصباح ما، فإن العثة تتجه نحوه بتلقائية، ولكنّ الصرصور يفرّ هاربًا منه. كما تجذب رائحة الفاكهة المفرطة في النضج ذباب الفاكهة مثلما تجذب الحرارة المنبعثة من أجسام الحيوانات ذات الدم الحار البراغيث.
وغالبًا ما تظهر الحشرات ذكاءها وإلمامها ـ تمامًا ـ بكنه ما تفعل، فمثلاً حينما تكون أنثى الزّنبور الانعزالي جاهزة للتكاثر، تبحث عن المكان المناسب لبناء العش وبعد بناء العش، تبحث عن الفريسة المناسبة ـ عنكبوت أو يسروع ـ عن طريق أداة اللسع السامة، ثم تشل الضحية وتحملها إلى العش، ثم تضع عليها بيضها وتفقس يرقة تتغذى بالضحية، ثم تسد العش وتخفيه. كل ذلك تفعله أنثى الزنبور تلقائيا وبالفطرة الإلهية دون أن تتعلمه.
وتستطيع الحشرات التعلم، حيث يمكن لنحلة العسل أن تتعلم ربط لون معيّن بالطعام، كما تتعرف ـ تمامًا ـ على النقاط الشهيرة حول خليتها. وعمومًا تتصرف الحشرة المعيّنة في النوع المعين على حسب النمط السلوكي المتوارث لديها، ولقد نشأت تلك الأنماط السلوكية عبر قرون عديدة.
رُتب الحشرات
تنتمي الحشرات إلى شعبة مفصليّات الأرجل، وهي أحد الأقسام الرئيسية في المملكة الحـيوانيـة، وتحـتوي هـذه الشعـبـة ـ أيضًا ـ على ذوات المائة رجلٍ، والكركند وسرطان البحر، والعقارب، والعناكب، والحيوانات الأخرى ذات الأطراف المفصلية والأجسام الحلقيّة، والهيكل الخارجي، والصفات الأخرى المشابهة لصفات الحشرات. والشعبة مقسمة إلى العديد من الطوائف، ولأفراد كلّ طائفة صفات مشتركة بينها ولا توجد في أفراد أيّ طائفة أخرى. تكوِّن الحشرات طائفة الحشرات. وتلك المجموعة مقسمة إلى العديد من الرتب طبقا لصفات متعددة تشتمل على وجود أجنحة أو عدمها، وتركيب الأجنحة، وأجزاء الفم، وعلى نوع التشكل.
ليس هناك اتفاق بين علماء الحشرات على عدد رتب الحشرات، فمنهم من يعتبر مجموعة معينة من الحشرات تابعة لرتبة معيّنة ومنهم من يقسم المجموعة نفسها بين العديد من الرتب. ولذلك فهناك من علماء الحشرات من يرصد أكثر من 30 رتبة من رتب الحشرات، ومنهم من يرصد أقل من 25 رتبة. والرتب المرصودة في الجدول الموضح في الصفحات التالية تشمل كل مجموعات الحشرات الرئيسيّة.
وتُنظَّم الرتب على حسب درجة رقيّ أفراد كلّ رتبة، ففي بداية الجدول توجد رتب الحشرات البدائية عديمة الأجنحة، تليها رتب الحشرات الأرقى فالأرقى، وهكذا اسم كل رتبه يليه معنى الاسم اللاتيني للرتبة (بين قوسين). يعني المقطع اللاحق (aura) الذنب أو الذيل، والمقطع اللاحق (ptera) الأجنحة ويعني اللفظ (aptera) عديمة الأجنحة.
ويعتقد العلماء أنّ الحشرات قد ظهرت لأول مرة على كوكب الأرض منذ نحو 400 مليون سنة، ولقد وُجدت أحافيرها في صخور العصر الكربوني الذي امتد من نحو 360 مليون إلى نحو 290 مليون سنة خلت. وقد وجدت أحافير لبعض الحشرات بكميات كثيرة، وهناك أحفورة لأحد اليعاسيب ذات مدى جناحي يبلغ على الأقل 60سم ومنذ نحو 240 مليون سنة خلت. وفي أواخر العصر الكربوني انقرض كثير من حشرات العصر الكربوني، وبدأت أنواع أخرى في الظهور. وبحلول العصر الجوراسي الذي استمر منذ نحو 205 ملايين سنة و إلى 138 مليون سنة مضت، ظهرت كل رتب الحشرات الحالية.
لمزيد من المعلومات عن موقع الحشرات في المملكة الحيوانية.
اسم الرتبة والأسماء العامة خصائص الحشرات مكتملة النمو ونوع التشكل المثــــال
1 – رتبة: أوليّة الذيل (ذوات الذيل الأولى) ذوات الذيل العجزي أجزاء الفم ثاقبة ـ ماصّة أو قارضة، يمكن أن تسحب إلى داخل الرأس، عديمة الأجنحة وقرون الاستشعار والعيون؛ تستعمل الأرجل الأماميّة كأعضاء لمس وتُحمل مرتفعة كأنها قرون استشعار؛ لا يوجد تشكل أولية الذيل عديمة القرون الشرجية
2 – رتبة : عديمات الأجنحة (ذوات الخابور الغرائي) حشرات الذيل القافز أجزاء الفم قارضة ويمكن سحبها لداخل الرأس؛ عديمة الأجنحة؛ لديها قرون استشعار طويلة؛ العيون المركبّة مختزلة أو غير موجودة، معظم الأنواع لديها عضو قفز مشطور وموجود في منطقة البطن ويستعمل للقفز؛ لا يوجد تشكل حشرة الذنب القافز
3 – رتبة : ثنائية الذيل (ذوات الذيل المزدوج) ثنائية الذيل طويلة القرون الشرجيّة وثنائية الذيل قصيرة القرون الشرجية أجزاء الفم قارضة؛ يمكن سحبها داخل الرأس، عديمة الأجنحة، قرون الاستشعار طويلة ورفيعة، عديمة العيون، ذات قرون شرجيّة طويلة أو قصيرة، القرون الشرجية لبعض الأنواع تحورت على شكل ملقاط يستعمل في الإمساك بالفريسة، لا يوجد تشكل ثنائية الذيل طويلة القرون الشرجية
4 – رتبة: هدبيات الذيل (ذوات الذيل الخصلي) حشرات الذيل الشعري ولاحسة السكر أجزاء الفم قارضة؛ عديمة الأجنحة، قرون الاستشعار طويلة ورفيعة، العيون المركبة مختزلة أو معدومة في بعض الأنواع، الجسم ـ غالبًا ـ حرشفي، لها ذيلان أو ثلاثة أذيال شعرية، تجري بسرعة أو تقفز إذا أثيرت، لا يوجد تشكل لاحسة السكر
5 – رتبة: اليعاسيب (المسننات) الحشرات الأوانس واليعاسيب أجزاء الفم قارضة؛ لها زوجان من الأجنحة الغشائية الشفّافة، المتشابهة والمتساوية والتي لا يمكن طيّها، قرون الاستشعار صغيرة جدّا، العيون ضخمة، حشرات سريعة الطيران، ولكنها لا تستطيع المشي، ولكن الأرجل تستعمل لصيد الطرائد في الهواء، تتزاوج أثناء طيرانها، لديها حوريات مائية مفترسة، التشكل غير مكتمل اليعسوب
6 – رتبة: ذباب مايو قصيرات الحياة المجنحات حشرات ذباب مايو أجزاء الفم قارضة مختزلة؛ لها ـ غالبًا ـ زوجان من الأجنحة الغشائية التي تُحمل لأعلى عند الاستراحة، الزوج الخلفي من الأجنحة أصغر بكثير من الزوج الأمامي، قرون الاستشعار قصيرة جدّا، العيون كبيرة، لها ذيلان أو ثلاثة أذيال طويلة، الأطوار مكتملة النمو لا تتغذي ولذلك تعيش لمدة قصيرة فقط، لها حوريات مائية، التشكل غير مكتمل ذبابة مايو
7 – رتبة: مطويات الأجنحة (البليكوبتيرا) (ذوات الأجنحة المضفورة) حشرات ذباب الأحجار أجزاء الفم قارضة؛ وغالبا ما تكون مختزلة، لها زوجان من الأجنحة الغشائية التي تطوى بصورة مسطحة فوق الجسم عند الاستراحة، الأجنحة الخلفية أكبر منالأجنحة الأمامية؛ لها قرون استشعار وقرون شرجية طويلة؛ لديها حوريات مائية؛ التشكل غير مكتمل الذبابة الحجرية
8 -رتبة: جلدية الأجنحة (ذوات الأجنحة) حشرات إبرة العجوز أجزاء الفم قارضة؛ عديمة الأجنحة؛ أو لديها زوجان من الأجنحة؛ الأجنحة الأمامية قصيرة وجلدية؛ الأجنحة الخلفية كبيرة وغشائية وتطوى تحت الأجنحة الأمامية عند الاستراحة؛ لديها قرون شرجيّة ملقاطيّة في مؤخرة منطقة البطن؛ التشكل غير مكتمل لمة الأذن
9 – رتبة: مستقيمات الأجنحة (ذوات الأجنحة المستقيمة) الجداجد، الجنادب، الجراد، السراعيف والصراصير أجزاء الفم قارضة؛ لها زوجان من الأجنحة؛ الأجنحة الأمامية ضيقة وجلدية، الأجنحة الخلفية عريضة وغشائية وتطوى تحت الأجنحة الأمامية عند الاستراحة؛ قرون الاستشعار متوسطة الطول أو طويلة؛ بعض الأنواع عديم الأجنحة؛ بعض الأنواع لها آذان وتحدث أصواتًا بالحك؛ التشكل غير مكتمل الجندب
10 – رتبة: متساوية الأجنحة (ذوات الأجنحة المتساوية) النمل الأبيض (أو الأرضة) أجزاء الفم قارضة؛ أطوار التناسل لها زوجان من الأجنحة الغشائية المتشابهة التي تُحمل مسطحة على الجسم عند الاستراحة، تفقد الأجنحة بعد طيران التزاوج، الشغالات والجنود بدون أجنحة، التشكل غير مكتمل النمل الأبيض (أو الأرضة)
11 – رتبة: رشيقات الأجنحة (ذوات الأجنحة النشطة) غازلات الأعشاش أجزاء الفم قارضة؛ الإناث وبعض الذكور بدون أجنحة، معظم الذكور لها زوجان من الأجنحة الغشائية التي تحمل مسطحة على الجسم عند الاستراحة، الأرجل الأمامية بها غازلات للحرير، التشكل غير مكتمل غازلة الأعشاش
12 – رتبة: القُمَّل القارض (آكلات الصوف) القُمَّل القارض أجزاء الفم قارضة؛ عديمة الأجنحة، العيون مختزلة أو مفقودة، طفيليّات على الطيور، وقليل منها يتطفل على الثّديّيات، تتغذى على الريش والشعر والجلد، آفة من آفات الحيوانات المستأنسة وبخاصة الدواجن، التشكل غير مكتمل قُمَّلة الدجاج
13 -رتبة: القمل الماص (ذوات الذنب غير المسلح) القُمَّل الماص أجزاء الفم ثاقبة وماصة؛ يمكن سحبها داخل الرأس عند عدم الاستعمال، عديمة الأجنحة، لها قرون استشعار قصيرة، العيون مختزلة أو مفقودة، الأرجل قصيرة وذات مخالب، طفيليّات تمتص دم الثدييّات، التشكل غير مكتمل قُمَّلة جسم الإنسان
14 – رتبة: محكات الأجنحة (القاضمات) أجزاء الفم قارضة؛ لها زوجان من الأجنحة الغشائية التي تحمل فوق الظهر مثل السقف عند الاستراحة، الأجنحة الأمامية أكبر من الأجنحة الخلفية، بعض الأنواع عديم الأجنحة خير مثال لذلك قمّل الكتب، التشكل غير مكتمل قُمَّل الغلف، وقُمَّل الكتب، والمحكات قُمَّلة الكت
15 – رتبة: نصفية الأجنحة (ذوات الأجنحة النصفيّة) البق أجزاء الفم ثاقبة ـ ماصة؛ لديها زوجان من الأجنحة، قواعد الأجنحة الأمامية سميكة وجلدية، الأجنحة الخلفية غشائية، وتطوى تحت الأجنحة الأمامية عند الاستراحة، بعض الأنواع عديم الأجنحة، التشكل غير مكتمل حشرة الحنطة
16 – رتبة: متجانسات الأجنحة (متجانسة الأجنحة) (ذوات الأجنحة المتشابهة) قمل النبات وزيز الحصاد والحشرات القشرية أجزاء الفم ثاقبة ـ ماصة، عديمة الأجنحة، أو لديها زوج أو زوجان من الأجنحة الغشائية التي تحمل فوق الجسم مثل السقف عند الاستراحة، تستطيع إناث كثير من الأنواع أن تتكاثر تكاثرًا عذريًا، لا توجد ذكور في بعض الأنواع، التشكل غير مكتمل زيز الحصاد
17 – رتبة: هدبيّة الأجنحة (ذوات الأجنحة المهدّبة) حشرات التريبس أجزاء الفم ثاقبة ـ ماصة؛ لها زوجان من الأجنحة المهدبة بشعيرات طويلة تطوى مسطحة فوق الجسم عند الاستراحة، بعض الأنواع عديم الأجنحة، لديها قرون استشعار قصيرة، تستطيع إناث كثير من الأنواع أن تتكاثر تكاثرا عذريا، الذكور غير موجودة في بعض الأنواع، التشكل غير مكتمل تربْس الكمَّثر
18 – رتبة: طويلة الأجنحة (ذوات الأجنحة الطويلة) ذبابة العقرب أجزاء الفم قارضة، لها زوجان من الأجنحة الطويلة الرفيعة الغشائية التي تُحمل مسطحة فوق الجسم أو مرفوعة فوقه مثل السقف عند الاستراحة، بعض الأنواع عديمة الأجنحة، لديها قرون استشعار طويلة ورفيعة، العيون كبيرة، الأرجل طويلة، طرف البطن في بعض الذكور مقوس مثل ذيل العقرب، التشكل تام ذبابة العقرب
19 – رتبة: عصبيات الأجنحة (ذوات الأجنحة ذات العروق المتشعّبة مثل الأعصاب) أسود النّمل، والحشرات شبكيّة الأجنحة أجزاء الفم قارضة؛ لها زوجان من الأجنحة المتشابهة الغشائية، المغطاة بالعديد من العروق، تحمل الأجنحة فوق الجسم مثل السقف عند الاستراحة، لها قرون استشعار طويلة ورفيعة، اليرقات والحشرات في طورها الثالث مكتملة النمو مفترسة، التشكل تام أسد النمل
20 – رتبة: شعرية الأجنحة (ذوات الأجنحة الشعرية) الذباب العلّيبي أجزاء الفم قارضة ومختزلة؛ لها زوجان من الأجنحة الغشائية الشعراء، والتي تحمل فوق الجسم مثل السقف عند الاستراحة، لها قرون استشعار طويلة، ولها يرقات مائية تعيش داخل علبيّات من الحرير والوحل، والحشرات في طورها الثالث مكتملة تأكل قليلاً، التشكل تام الذبابة العليبية
21 – رتبة: قشرية الأجنحة (ذوات الأجنحة الحرشفيّة) الفراشات والعثّات أجزاء الفم ماصة، تشبه أنبوبًا مطويّا عند عدم الاستعمال، لها زوجان من الأجنحة الحرشفية، الأجنحة ـ عادة ـ عريضة، الأجنحة الأمامية ـ عادة ـ أكبر من الأجنحة الخلفية، قرون الاستشعار طويلة، العيون كبيرة، التشكل تام الفراشة الملك
22 – رتبة: مزدوجة الأجنحة (ذوات الجناحين) الذباب والهوام والبعوض أجزاء فم ثاقبة ـ ماصة أو لاعقة؛ الأجنحة الأمامية غشائية، الأجنحة الخلفية استبدلت بتراكيب قصيرة صولجانية تسمى دبابيس التّوازن تعمل كأعضاء توازن، العيون كبيرة، التشكل تام الذبابة المنزلية
23 – رتبة: خافية الأجنحة (أنبوبية أجزاء الفم العديمة الأجنحة) البراغيث أجزاء الفم ثاقبة وماصة؛ بدون أجنحة، الجسم مسطح على الجانبين، لها عيون بسيطة أو بدون عيون، الأرجل الخلفية طويلة وتستعمل في القفز، طفيليات تمتص دم الطيور والثدييات، التشكل تام برغوث القط
24 – رتبة: غمدية الأجنحة (ذوات الأجنحة الغمديّة) الخنافس والسوس أجزاء الفم قارضة؛ لها زوجان من الأجنحة، الأجنحة الأمامية متحورة إلى أغطية قرنيّة سميكة، الأجنحة الخلفية غشائية، وتطوي تحت الأجنحة الأمامية عند الاستراحة، بعض الأنواع بدون أجنحة، التشكل تام الجعل
25 – رتبة: ملتوية الأجنحة (ذوات الأجنحة الملتوية) الحشرات ملتوية الأجنحة أجزاء الفم قارضة ومختزلة؛ للذكور زوج من الأجنحة الخلفية الغشائية، الأجنحة الأمامية مختزلة إلى صولجانية، الإناث ليس لها قرون استشعار ولا عيون ولا أجنحة ولا أرجل، الإناث واليرقات طفيلية في حشرات أخرى، التشكل تام الحشرة المعقمة
26 – رتبة: غشائية الأجنحة (ذوات الأجنحة الغشائية) النَّمل والنَّحل والذباب المنشاري والزنابير أجزاء الفم قارضة أو قارضة ولاعقة؛ لها زوجان من الأجنحة الصغيرة الغشائية القاسية، التي تُقْفَلُ مع بعضها أثناء الطيران، الأجنحة الأمامية أكبر من الأجنحة الخلفية، شغالات النمل وحشرات قليلة أخرى عديمة الأجنحة، وأغلب الأنواع انعزالية، ولكن هناك العديد من الحشرات الاجتماعية، التشكل تام النحلة الطنَّانة
الموضوع القادم عن العنكبوت
العنكبوت حيوان صغير له ثمانية أرجل ويغزل خيوطاً تشبه الحرير. وأكثر ما تشتهر به العناكب هو غزلها لخيوط الشراك التي تستخدمها في صيد الحشرات لتتغذى بها. ولاتسْلم الحشرات حتى الأضخم والأقوى منها من مخاطر شراك العناكب.
ورد ذكرها في القرآن الكريم وقد ضرب الله تعالى ببيتها المثل في الضعف والوهن مشبّهًا به أصنام الكفار وآلهتهم وعقائدهم الواهية، قال تعالى ***64831;مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لوكانوا يعلمون***64830; العنكبوت: 41 .
تغزل جميع العناكب الخيوط، لكن بعض أنواعها لاتبني شراكاً. فعلى سبيل المثال يغزل العنكبوت المسلح خيطاً واحداً في نهايته قطرة لزجة من الحرير، فعندما تطير حشرة بالقرب منه يقذف العنكبوت هذا الخيط تجاهها لتلتصق الحشرة بطرفه اللزج.
أنثى الأرملة السوداء واحدة من العناكب القليلة التي تلحق الضرر بالإنسان. وتوجد على بطن هذا النوع من العناكب رقعة حمراء، أو صفراء تشبه غطاء الساعة الزجاجي.
ولجميع العناكب أنياب ولمعظمها غدد سامة، حيث تستخدم العناكب كلاً من هذه الأنياب والغدد في صيد الحيوانات لتتغذى بها. ويمكن للدغة العنكبوت أن تقتل الحشرات والحيوانات الصغيرة، إلا أن قليلاً من العناكب يلحق ضرراً بالإنسان، وذلك لأن العنكبوت، عادة، لايلدغ الإنسان إلا إذا أثاره بشدة.
وتُعدُّ العناكبُ مفيدةً للإنسان لأنها تتغذى بالحشرات الضارة والجنادب والجراد وكلها تتلف المحاصيل، وكذلك تتغذى بالذباب والبعوض الناقلين للأمراض، وتتغذى العناكب ـ بصفة خاصة ـ بالحشرات إلا أن بعضاً منها يتغذى بأفراخ الضفدع، والأسماك الصغيرة والفئران، كما تتغذى بعض العناكب بعناكب أخرى. وإناث العناكب أقوى وأضخم من ذكورها وتتغذى ـ أحياناً ـ بذكورها.
تعيش العناكب في أي مكان يتوافر به غذاؤها. ويمكن مشاهدتها بالحقول، والغابات، والمستنقعات، والكهوف، والصحاري. وهناك نوع من العناكب يمضي معظم حياته تحت الماء ويعيش نوع آخر بالقرب من قمة جبل إيفرست، أعلى جبل في العالم، وتعيش بعض العناكب داخل المنازل، ومخازن الحبوب، ومختلف المباني، كما تعيش أنواع أخرى على الجدران خارج المباني، وعلى واجهات وأطراف الأبواب والنوافذ.
ويوجد مايقرُب من 30 ألف نوع من العناكب، وقد تصل إلى 100 ألف نوع. وحجم بعض العناكب أصغر من رأس الدبوس، وبعضها كبير بحيث يصل إلى حجم كف الإنسان. ويصل طول عنكبوت الرتيلاء مع امتداد أطرافه إلى مايقرب من 25سم.
ويعتقدُ كثيرٌ من الناس أن العناكب حشرات، إلا أن العلماء يصنفونها على أنها من العنكبيات التي تختلف عن الحشرات في عدة أشياء. فالعناكب مثلاً لها ثمانية أرجل بينما للنحل والنمل والخنافس والحشرات الأخرى ستة أرجل فقط. وإضافة إلى ذلك تمتلك معظم الحشرات أجنحة، وقرون استشعار، وهذه غير موجودة في العناكب، وتشمل العنكبيات الأخرى العقارب والحصَّاد والقُمّل، والقراد.
ويصنف العلماءُ العناكب إلى عناكب حقيقية وعناكب الرتيلاء بناءً على فروق معينة بأجسامها مثل طريقة توجيه الأنياب وحركتها. ويمكن وضع العناكب كذلك في مجموعات تبعاً لطريقة حياتها. فهناك عناكب غازلة للنسيج، أي التي تغزل أنسجة لاصطياد الحشرات وعناكب صيادة أي التي تجري خلف الحشرات أو تختبىء مترصدة لها.
جسم العنكبوت
منظرخارجي من جسم العنكبوت
قد يكون العنكبوت قصيراً وسميناً أو طويلاً ونحيفاً أو مستديراً أو بيضاوياً أو منبسط الشكل. وقد تكون أرجل العناكب قصيرة وغليظة، أو طويلة ونحيفة. ولكن معظم العناكب بُنِّية أو رمادية أو سوداء اللون إلا أن بعضها ملون بشكل مثير كالفراشات الجميلة. وكثير من العناكب صغير الجسم لا يُمكن تمييز لونه إلا باستخدام المجهر.
وليس للعناكب عظام وإنما زودها الله بجلد صلب يقوم مقام هيكل خارجي واق. ويغطي أجسام العناكب الشعر والهدب والأشواك. ويتكون جسم العنكبوت من جزءين أساسيين: 1- رأس صدري مكون من الرأس الملتحم مع الصدر. 2- البطن. وكل من الجزءين له زوائد. ويرتبط الرأس الصدري مع البطن بخاصرة دقيقة تُسمَّى السويقة.
وجوه العناكب
العيون. توجد عيون العنكبوت في الجزء العلوي من الرأس. ويتفاوت حجم، وعدد وموقع العيون في العناكب من نوع لآخر. ولمعظم الأنواع ثماني عيون تنتظم في صفين في كل منهما أربع عيون. وتوجد أنواع أخرى من العناكب لها عينان أو أربع أو ست عيون.
وتتمتع بعض أنواع العناكب بنظر أقوى من نَظَر أنواع أخرى. فعلى سبيل المثال، نظر العناكب الصيادة جيد للمسافات القصيرة مما يساعدها على تكوين صورة لفرائسها ورفاقها بينما نظر العناكب ناسجة الشراك ضعيف. ولاتملك بعض أنواع العناكب عيونًا على الإطلاق، خاصة تلك التي تعيش في الكهوف، والأماكن المظلمة.
الفم. توجد فتحة الفم تحت العيون. ولاتمتلك العناكب أجزاء فم ماضغة بل تتغذى بالسوائل فقط. وتُشكل الزوائد المتعددة التي توجد حول الفم ماصة قصيرة، يستطيع العنكبوت من خلالها امتصاص سوائل جسم ضحيته.
يستطيع العنكبوت أن يأكل جزءاً صلباً في عملية هضم أولية حيث يقوم العنكبوت بنثر عصارة هاضمة على نسيج الفريسة فتعمل على إذابته. وبهذه الطريقة تستطيع عناكب الرتيلاء الكبيرة أن تحول جسم فأرٍ إلى كومة صغيرة من الشعر والعظام خلال 36 ساعة.
القرون الكُلاَّبية. زوج من الزوائد يستخدمها العنكبوت في الإمساك بالفريسة، ثم يقوم بقتلها. وتوجد القرون الكُلابية أعلى فتحة الفم وتحت العيون مباشرة، وينتهي كل قرن كلابي بمخلب حاد أجوف صلب ومدبب بمثابة الأنياب للعنكبوت. وتوجد فتحة على رأس كل ناب ترتبط بغدد السم. وعندما يلدغ العنكبوت الحشرة بالقرون الكُلابية، ينساب السم من الأنياب فيشلُّها أو يقتلها.
تتجه أنياب عناكب الرتيلاء إلى أسفل وبشكل مستقيم من الرأس بينما توجد غدد السم داخل القرون الكُلابية. أمَّا في العناكب الحقيقية فتتقاطع الأنياب في اتجاهها، وتوجد غدد السم داخل الرأس الصدري. وتسحق العناكب الفريسة بوساطة القرون الكلابية، وقد تستخدم بعض الأنواع قرونها الكلابية في حفر المخابيء في الأرض كبيوت لها.
الأرجل الملمسية. زوج من الزوائد يشبه الأرجل الصغيرة، وتتصل كل واحدة منها بأحد طرفي الفم لتكوين حواف الفم. وتتكون كل رجل ملمسية من ستة مفاصل وفي كثير من أنواع العناكب يحمل المفصل القريب من الجسم صفيحة حادة لها أطراف مسننة يستخدمها العنكبوت في تقطيع وسحق الغذاء. ويحمل المفصل الأخير من كل رجل ملمسية للعنكبوت الذكر عضواً تناسلياً.
أقدام العنكبوت
الأرجل. للعنكبوت أربعة أزواج من الأرجل متصلة مع الرأس الصدري وتتكون كل رجل من سبعة مفاصل، وتنتهي المفصل الأخير في كثير من العناكب بمخلبين أو ثلاثة تحيط بها وسادة من الشَّعر تُسمى المقشة الشعرية الصغيرة وهي تساعد العنكبوت على التعلق بالأسطح الناعمة، وعلى المشي على الأسقف والجدران. ويغطي كل رجل شعيرات حساسة يستخدمها في اللمس أو الشم، يقوم بعضها بالتقاط ذبذبات من الأرض، أو من الهواء، أو من أرجل العنكبوت، بينما تقوم أخرى بالتعرف على المواد الكيميائية الموجودة في الوسط الموجود به العنكبوت.
وأثناء مشي العنكبوت تتحرك ـ معاً ـ الرِجْلان الأولى والثالثة من جهة والرِجلان الثانية والرابعة من الجهة الأخرى. وتساعد عضلات الأرجل على ثني المفاصل، ولكن لاتوجد به العضلات التي تساعد على مد الأرجل إلا أن ذلك يتم بوساطة ضغط الدم في الجسم الذي يساعد على مدها. وإذا لم يحصل جسم العنكبوت على كفايته من السوائل، ينخفض ضغطه، ومن ثم تطوى الأرجل تحت الجسم، ولا يستطيع الحيوان معها الحركة.
الغازلات. أعضاء قصيرة تشبه الأصابع توجد في مؤخرة البطن، يستخدمها العنكبوت في غزل خيوطه. وقد يبلغ عدد الغازلات ستًا في معظم العناكب، ولكن قد يبلغ في بعضها الآخر أربعًا أو اثنتين. وتعرف قمة كل غازلة بحقل الغزل وهذه القمة مغطاة بعدد كبير من أنابيب الغزل التي قد تصل إلى المائة. وينساب سائل الحرير إلى الخارج من خلال هذه الأنابيب، من غدد الحرير الموجودة في بطن العنكبوت. وبالخارج يَتصلَّبُ الحريرُ مكوِّناً خيوط العنكبوت.
الجهاز التنفسي. لمجموعة العناكب نوعان من أعضاء التنفس هما: القصبات الهوائية، والرئات الكتابية. توجد القصبات الهوائية في معظم أنواع العناكب الحقيقية. وهي أنابيب صغيرة تحمل الهواء ـ مباشرة ـ إلى أنسجة الجسم. ويدخل الهواء إلى هذه الأنابيب من خلال ثغور التنفس وهي فتحات توجد أمام الغازلات في معظم أنواع العناكب الحقيقية.
وتوجد الرئات الكتابية في تجاويف بطن العنكبوت، حيث يدخل الهواء إلى هذه التجاويف خلال شق صغير على كل جانب بالقرب من مقدمة البطن. وتتكون كل رئة كتابية مما يقرب من 15 أو يزيد من الثَّنيات الرقيقة المنبسطة، مرتبة كصفحات الكتاب. وتحتوي أنسجة الرئة الكتابية على كثير من الأوعية الدموية التي تلتقط الأكسجين الداخل إلى صفائح الرئة الكتابية. وللرتيلاء زوجان من الرئات الكتابية بينما تمتلك معظم العناكب الحقيقية زوجاً واحداً فقط.
الجهاز الدوري. يحتوي دم العنكبوت، ذو اللون الأزرق، على عدد كبير من خلايا الدم ذات اللون الفاتح. ويضخ القلب، وهو أنبوب أسطواني طويل موجود في الناحية الظهرية من البطن، الدم إلى جميع أجزاء الجسم، ليعود إلى القلب مرة أخرى من خلال ممرات مفتوحة بدلاً من الأوعية المغلقة، كتلك الموجودة في الإنسان. وينساب الدم بسرعة من جسم العنكبوت إذا حدث أي جرح في جلده.
الجهاز الهضمي. تمتد القناة الهضمية على امتداد جسم العنكبوت، حيث يتضخم هذا الأنبوب في منطقة الرأس الصدري مكوناً معدة ماصة. وعندما تنقبض عضلات تلك المعدة القوية تتسع المعدة محدثة نوعاً من الشفط يعمل على سحب الغذاء من خلال المعدة إلى الأمعاء. وتقوم العصارة الهاضمة في القناة الهضمية بتفتيت الغذاء السائل إلى جسيمات صغيرة يمكن مرورها خلال جدار الأمعاء إلى الدم ومن ثم يُوَزَّعُ الغذاء إلى جميع أجزاء الجسم. ثم يُسحبُ الغذاء عبر جدار المعدة إلى تجويف شبيه بالأصبع يُسمَّى الردوب المعوية. وبإمكان العنكبوت العيش لفترات طويلة بدون غذاء، اعتماداً على الغذاء الذي يختزنه في الردوب المعوية.
الجهاز العصبي. يوجد الجهاز العصبي المركزي للعنكبوت بمنطقة الرأس الصدري الذي يتكون من دماغ يتصل بمجموعة مكبرة من الخلايا العصبية تُسمى العقدة العصبية. وتمتد من الدماغ، والعقدة العصبية ألياف عصبية تتخلل جسم العنكبوت بالكامل حيث تحمل الألياف العصبية المعلومات إلى الدماغ من أعضاء الحس الموجودة في كل من الرأس والأرجل وأجزاء الجسم الأخرى. كذلك يرسل الدماغ عبر الألياف العصبية إشارات عصبية لتنظيم أنشطة الجسم المختلفة.
خيوط العنكبوت الحريرية
كثير من أنواع العناكب يغزل حِزَماً من الخيوط الحريرية ليربط بها الحشرات التي يمسك بها في نسيجه. ويختزن عنكبوت الحديقة ذو اللونين الأسود والأصفر هذه الحشرة الملفوفة بخيوط حريرية على نسيجه لحين التهامها.
خيوط الحرير اللَّزجة تشبه العقود المحببة. وتمسك هذه الخيوط بالحشرات التي تلتصق بها. ويُحول الزيت الموجود على جسم العنكبوت دون التصاق الخيوط اللزجة به.
أعشاش العناكب غازلة النسيج الدائري تصنع من ورقة نبات مطوية ومبطَّنة بنسيج حريري، ويختبئ العنكبوت داخل ذلك العش، وهو مُمِسكُ بخيط شركي متصل بنسيجه.
كيف تصنع العناكب الخيوط الحريرية. تتكون خيوط العنكبوت الحريرية من بروتين يتم تصنيعه في غدد الحرير. ويوجد في العناكب سبعة أنواع من غدد الحرير، وعادة لايحتوي نوع واحد من العناكب على كل الأنواع السبعة مجتمعة. ويوجد في كل نوع من العناكب ـ على الأقل ـ ثلاثة أنواع من غدد الحرير، ولمعظم العناكب خمسة أنواع. وكل نوع من هذه الغدد ينتج نوعاً مختلفًا من الحرير. كما تنتج بعض غدد الحرير مادةً سائلة تتحول إلى مادة صلبة خارج الجسم، بينما ينتج بعضها حريرًا لاصقاً يبقى كذلك دون تغيير. ولايذوب حرير العنكبوت بالماء، وهو يعد من أقوى أنواع الألياف الطبيعية على الإطلاق.
وتعمل الغازلات التي تنسج الحرير، بطريقة تشبه عمل أصابع اليد ويستطيع العنكبوت إخراج وإدخال كل الغازلات وباستطاعته أيضًا أن يجمعها معاً. وبسبب امتلاك العنكبوت لغازلات مختلفة، فإنّ بإمكانه أن يجمع الحرير من الغدد المختلفة، وأن يصنع منها خيوطاً رفيعةً جداً، أو حزمة عريضةً وسميكة.
وبإمكان بعض أنواع العناكب غزل خيوط لزجة تشبه العقد المحبب حيث يقوم العنكبوت بنشر خيط جاف مُغطى بحرير لاصق بكميات كبيرة، ثم يطلقه بسرعة هائلة وهذه العملية تمكِّن الحرير اللاصق من تشكيل مجموعة من حبيبات دقيقة على طول الخيط. ويستخدم العنكبوت الخيوط المحببة في نسيج شراكه من أجل الإمساك بالحشرات الطائرة والقافزة.
ولبعض أنواع العناكب أعضاء غازلة أخرى تدعى الغريبلات وهي صفائح بيضية تستلقي بصورة مسطحة تقريًبا على منطقة البطن أمام الغازلات. وتمر عبرها مئات من الأنابيب الغازلة التي تنتج خيوط حرير دقيقة لزجة.
ويوجد لدى العناكب التي تمتلك غريبلات، صفٌ خاص من الشعيرات المقوَّسة يُدعى المشط الريشي على أرجلها الخلفية، يستعمله العنكبوت لغزل حرير جاف من الغازلات مع حرير لزج من الفريبل، مكوناً شريطاً منبسطاً من هذه الخيوط مجتمعة، يُسمى الحزمة الممشطة وتستعمل تلك العناكب الحزَمُ الممشطة في نسيجها مع ماتغزله من حرير آخر.
كيف تستعمل العناكب الخيوطَ الحريرية. تعتمد جميع العناكب ـ بما فيها تلك التي لاتغزل نسيجًا ـ على خيوط الحرير بطرق كثيرة، بحيث يتعذر أن تعيش بدونها. وحيثما يذهب العنكبوت فإنه يغزل خيطاً من الحرير يُسمَّى خيط الجذب. ويسمى خيط الجذب هذا أيضًا خيط الحياة، وذلك لأنه يستعمله ـ غالباً ـ في الهروب من الأعداء.
وإذا أحس العنكبوت بخطر يهدد نسيجه فإنه يهرب من النسيج بوساطة خيط الجذب ليختبئ بين الأعشاب، أو يبقى متعلقاً به في الهواء حتى يزول الخطر ثم يعود مرة أخرى إلى نسيجه عبر خيط الجذب.
وتستخدم العناكب الصيادة خيوط جذبها، لتتأرجح بها للوصول إلى الأرض من الأماكن العالية، وتستعمل أيضاً الحرير لغزل كتل صغير ة من الخيوط اللزجة تسمى أقراص الالتصاق تستعملها لتثبيت خيوط جذبها ونسيجها على العديد من الأسطح، وتبني أنواعٌ كثيرة من العناكب أعشاشاً من خيوط الحرير كمساكن لها، حيث يُبَطنُ بعضاً منها ورقة ُنبات ملفوفةٌ بالحرير، ليجعل منها عُشًا له، بينما يحفر بعض منها جحورًا في الأرض يبطنها بالحرير، وتبني أنواعٌ أخرى أعشاشاً في وسط نسيجها.
يقوم كثير من العناكب غازلة النسيج بغزل حزم لزجة أو صفائح عريضة من خيوط الحرير أثناء الإمساك بالفريسة، بينما تحيط العناكب غازلة النسيج الدائري ضحاياها، بصفائح من الخيوط الحريرية، وكأنها مومياوات بحيث لاتستطيع الإفلات أبداً.
وتغلف معظم إناث العناكب بيضها بما يُسمى كيس البيض الذي يُصنَّع من نوعٍ خاصٍ من خيوط الحرير.
العناكب الصيادة
صغار العناكب تنتقل بطريقة القفز. تركب صغارُ عنكبوت الذئب على ظهور الأمهات بينما تنتقل صغار العناكب القافزة بالحركة البالونية حيث تقوم برفع بطنها فيعمل الهواء على رفع خيوط الحرير من غازلاتها على الهواء وبذلك يدفع معه العنكبوت الصغير في الهواء.
تتسلل العناكب الصيادة إلى فرائسها، أو تختبئ مترصدّة لها حتى تُباغتها بالانقضاض عليها. ولبعض أنواع العناكب الصيادة، مثل العنكبوت القافز والعنكبوت الذئب، عيونٌ واسعةٌ تستطيع بها رؤية الفريسة من على مسافة بعيدة، لكن بعض العناكب الصيادة الأخرى مثل، عناكب المياه، والرتيلاء، وعناكب السرطان ذات عيون صغيرة. وتساعد القرون الكُلابية القوية العناكب الصيادة في التغلب على الفريسة. كما يقوم بعض العناكب الصيادة بنسج نسيج رفيع يبسطه على الأرض لتصطاد به الحشرات. وتُدرج كل هذه الأنواع ضمن مجموعة العناكب الصيادة، لأنها تلاحق الحشرات التي تهبط على نسيجها.
العناكب القافزة. تتسلل ثم تنقض على فرائسها. ولهذه العناكب أرجلٌ صغيرةٌ، ولكنها تستطيع القفز بما يزيد على طول جسمها ما يقرب من 40 مرة. وتتصف هذه العناكب بأنها من أجمل العناكب ألواناً على الإطلاق، حيث يغطيها شعر كثيف متعدد الألوان. ولمعظم ذكور العناكب الصيادة كتل من الشعر ذي الألوان الفاقعة على زوج الأرجل الأمامي.
عناكب الماء تعيش تحت الماء في أعشاش حريرية محكمة الإغلاق، وتتغذى وتنسلخ وتتزاوج وتربي صغارها بداخل تلك الأعشاش.
كثير من الرتيلاء يحفر مخابئ داخل الأرض ويتخذها أعشاشًا له. وفي هذه الصورة يظهر ذكر رتيلاء من الولايات المتحدة بنصف حجمه الحقيقي.
عناكب الماء. هي العناكب الوحيدة التي تقضي معظم حياتها تحت الماء. وتتنفس هذه العناكب من خلال فقاعات الهواء التي تمسك بها وتكون قريبة منها. وعش عنكبوت الماء الغاطس نسيج حريري يشبه الجرس الصغير، يقوم العنكبوت بملئه، بفقاعات من الهواء تعمل على خروج الماء من العش بالتدريج. ويمكن للحيوان استعمال ذلك الهواء لعدة شهور. وتوجد عناكب الماء في قارة أوروبا، وفي بعض أجزاء من قارة آسيا فقط.
عناكب الرتيلاء. تُعدُّ من أضخم العناكب في العالم. وتعيش معظم أنواعها في أدغال أمريكا الجنوبية، إضافة إلى وجود عدد كبير من أنواع الرتيلاء في المناطق الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة. ويحفر عدد كبير من أنواع الرتيلاء حفراً بالأرض ويتخذها أعشاشًا يغطيها بباب على هيئة مصيدة ولذلك تُسمى عناكب الباب المسحور.
وتقوم رتيلاء كاليفورنيا ببناء بروج صغيرة من أعشاب وأغصان على مداخل مخابئها. ويجلس العنكبوت على قمة البرج يراقب الحشرات التي تتحرك في العشب بالقرب منه. ويعيش عدد قليل من الرتيلاء على الأشجار.
العناكب السماكة تعيش بالقرب من المياه، وتقوم باصطياد الحشرات المائية، والأسماك الصغيرة، وأفراخ الضفدع. ولهذه العناكب أجسام كبيرة، وأرجل طويلة رفيعة، وتستطيع أن تمشي على الماء دون أن تغرق، بسبب خفة وزنها. وتستطيع هذه العناكب الغوص تحت الماء ـ أيضًا ـ لفترات قصيرة. وتُعرف بعض أنواع العناكب السماكة باسم العناكب غازلة نسيج الحضَّانة لأن الإناث تغزل نسيجا خاصاً بصغارها.
عناكب السرطان. لها أجسام عريضة قصيرة تشبه السرطانات، وتستطيع أن تتحرك إلى الخلف والجوانب بسهولة كما تفعل السرطانات. وتختبئ بعض أنواع عناكب السرطان ـ الزاهية الألوان ـ داخل الأزهار، لاصطياد النحل والفراشات. ويستطيع قليل من أنواع عناكب السرطان التنكر من خلال تغيير ألوان أجسامها، بحيث يتلاءم مع لون الأزهار.
عناكب الذئب. عناكب شائعة وصيادة ماهرة، ولدى العديد من أنواعها أجسام ضخمة مشعرة، وتجري بسرعة بحثاً عن الطعام. لكن بعضها يشبه العناكب الأخرى في الشكل، والعادات. فمثلاً تبني بعض عناكب الذئب مساكنها قرب الماء. وهي شبيهة بالعناكب السمَّاكة من حيث الشكل والعادات، بينما تعيش أنواع أخرى في مخابئ في الأرض، أو تغزل أنسجة شبيهة بالقُمع.
تعيش العناكب النسَّاجة ـ مثلها مثل العناكـب الصيـادة ـ في الكهوف وعلى الأعشاب والأشجار والشجيرات. ولاتستطيع هذه العناكب الحصول على غذائها عن طريق الصيد، بسبب ضعف نظرها ولذا فهي تلجأ إلى غزل أنسجة لاصطياد الحشرات. وهي لاتمسك بوساطة نسيجها مثل فرائسها لأنها حين سيرها عبر النسيج تمسك خيوطه بوساطة مخلب معقوف خاص يوجد على كل رجل من أرجلها.
عناكب الحديقة السوداء والصفراء تغزل نسيجًا دائريًا كبيرًا ربما يغطي مسافة قطرها 60سم حيث يغزل العنكبوت حزمة متعرجة من الحرير من منتصف الشرك.
العناكب غازلة الأنسجة المتداخلة تغزل أنسجة مكوَّنة من خيوط عديدة مبعثرة تلتصق بدعامة مثل، ركنٍ من أركان السقف مثلاً.
تغزل عناكب القبو أنسجة متداخلة في المباني المظلمة المهجورة، وأحد تلك العناكب له أرجل طويلة، ورقيقة يصل طولها إلى أكثر من 5سم. وتغزل العناكب مشطية الأقدام أنسجة متداخلة ذات جزء وسطي منبسط متماسك الحياكة، يستخدم مصيدة للحشرات ومخبأ للعنكبوت. وقد اكتسبت هذه العناكب اسمها من المشط الشعري الموجود في الزوج الرابع من أرجلها، والذي تستعمله في قذف الحرير السائل نحو الحشرات للإمساك بها. ويتبع هذه المجموعة كلٌ من عنكبوت الأرملة السوداء، والعنكبوت ذو الظهر الأحمر الأسترالي.
وتغزل بعض العناكب أنسجة متداخلة تحتوي على حزم ممشطة من الحرير الجاف واللزج، ومنها عنكبوت وجه الغول اللاصق والذي ينسج نسيجاً مكوناً ـ بشكل أساسي ـ من الحزم الممشطة، ويبلغ حجمه ـ تقريبًا ـ حجم طابع البريد. ويغزل هذا العنكبوت هيكلاً من الحرير الجاف لتثبيت النسيج اللزج في مكانه، ويتدلى هو بالمقلوب، ممسكاً بالنسيج اللزج بأرجله الأربع الأمامية. وعندما تزحف حشرة، أو تطير بالقرب منه، يقوم بمد النسيج اللزج، لمسافة تعادل أضعاف طوله، ثم يقذفه فوق الحشرة.
العناكب ذات البيوت القمعية. تعيش هذه العناكب في أنسجة كبيرة، تنسجها على الأعشاب الطويلة، أو تحت الصخور، أو تحت جذوع الأشجار الملقاة على الأرض. ويُنْسج أسفل النسيج على هيئة قُمع، ويُعدُّ بمثابة مخبأ على هيئة ملاءة حرير كبيرة منشورة على الأعشاب أو التربة. وعندما تحطُ حشرةٌ ما على الملاءة، يخرج العنكبوت بسرعة من الجزء القُمعي لينقض عليها.
غزل النسيج الدائري
العناكب غازلة النسيج المِلائي. تنسج ملاءات منبسطة من الحرير بين أوراق الأعشاب، أو بين أغصان الشجيرات، والأشجار. وتغزل هذه العناكب شباكاً من الخيوط المتقاطعة فوق النسيج الملائي. وعندما تصطدم حشرة طائرة بالشبكة، فإنها تسقط في النسيج الملائي. وغالباً ماتطير الحشرة ـ مباشرة ـ داخل النسيج الملائي، وعندها يجري العنكبوت ـ الذي كان متدلياً أسفل النسيج ـ بسرعة نحو الحشرة ويسحبها عبر النسيج. وتمكث الأنسجة الملائية لأوقات طويلة، وذلك لأن العناكب تصلح أي جزء قد يتمزق منها. وتنسج العناكب القزمة والتي يبلغ طولها أقل من 1,3ملم أنسجة ملائية صغيرة مربعة الشكل، قرب الأنهار والبحيرات.
وتعيش العناكب السوطية أو الذيلية في أستراليا، ومناطق جنوب شرقي آسيا، وهي ذات أجسام طويلة رقيقة، أنبوبية الشكل يتراوح طولها بين 2 و4 سم. وخلال الليل تنسج تلك العناكب مجموعة من الخيوط الحريرية الطويلة الرقيقة، ثم تنتظر فريستها ـ التي هي أساسًا ـ العناكب الصغيرة لتستعمل تلك الخيوط الحريرية كحبال دالّة. وعندما تتسلق العناكب الصغيرة غير الشاكة في الأمر تلك الحبال، ينقض عليها العنكبوت السوطي ليصطادها بوساطة تغليفها داخل حزمة عريضة من الحرير.
العناكب غازلة النسيج الدائري الجميلة تشمل عنكبوت الحرير الذهبي حيث يظهر في يسار الصورة بنصف حجمه الحقيقي والعنكبوت المرخم (أعلى اليمين) والعنكبوت الرمحي الرأس (أسفل اليمين).
العناكب غازلة النسيج الدائري. وهي تنسج أكثر الأنسجة جمالاً وتعقيداً على الإطلاق. فهي تنسج أنسجتها الدائرية في المناطق المكشوفة ـ غالبًا ـ بين أغصان الأشجار، أو سيقان الأزهار. وتمتد خيوط الحرير الجافة من وسط النسيج الدائري بصورة إشعاعية، مثل أشعة العجلة، ثم تستعمل خيوطاً دائرية من الحرير اللزج حول تلك الأشعة، مصائد للحشرات.
وتقبع بعض أنواع العناكب غازلة النسيج الدائري في وسط النسيج، مترقبة لفرائسها، بينما تلصق أنواع أخرى خيطاً إشاريا وسط النسيج. ويختبىء العنكبوت في عشه، قرب النسيج، ممسكاً بالخيط الإشاري. وعندما تسقط حشرة في النسيج، يهتز الخيط الإشاري منبهاً العنكبوت، الذي يندفع إلى خارج عشه بسرعة كبيرة، للإمساك بالحشرة. وتنسج تلك العناكب نسيجًا دائريًا كل ليلة، يستغرق بناؤه مايقرب من ساعة، وتأكل النسيج القديم، للمحافظة على الحرير. بينما تصلح أنواع أخرى من تلك العناكب ـ أو تغير ـ أي جزء تالف من نسيجها.
العناكب المسلحة أو العناكب الصائدة بالسنارة تُعدُّ من العناكب غازلة النسيج الدائري، ولكنها تصطاد الحشرات الطائرة بوساطة قذفها بخيط حريري به كرة لزجة في نهايته، ويعتقد أن بعض أنواع العناكب المسلحة تطلق رائحةً تجذب ذكور العثات. وللعناكب الصائدة بالسنارة أجسامٌ ضخمةٌ لونها قشدي به علامات قرمزية وصفراء، وبنية. ويُعد العنكبوت الضخم الأسترالي نوعاً من العناكب المسلحة.
حياة العنكبوت
عنكبوت الحشائش يغزل نسيجًا قمعيًا. تترك الأنثى الشرك لتبني كيسًا للبيض.
لكل نوع من العناكب قصةُ حياة مختلفة. تعيش بعض العناكب سنةً واحدة تقريباً، بينما يعيش العنكبوت الذئب الضخم عدة سنوات. ولقد عاشت إناث بعض أنواع الرتيلاء في الأُسر مايقرب من 20 عاماً وتصل العناكبُ مرحلة البلوغ في أوقات مختلفة من السنة وبخاصة في فصل الخريف، ثم تتزاوج وتموت خلال فصل الشتاء، بينما يعيش بعضها في الشتاء ليتزاوج في فصل الربيع ثم يموت.
أنواع أخرى من العناكب
الاستمالة والتزاوج. بعد اكتمال نمو ذكر العنبكوت يبدأ في البحث عن شريكة للتزاوج، وأحيانًا يفقد الذكر حياته، إذا اعتقدت الأنثى أنه فريسة فتلتهمه. وتفضل ذكور معظم العناكب القيام بأنشطة الاستمالة، التي يتم من خلالها الكشف عن هويتها، ثم جذب الإناث. وتقوم ذكور العناكب بهز خيوط نسيج الأنثى، بينما تقوم بعض ذكور العناكب الصيادة بتحريك أرجلها وأجسامها في رقصة استمالة غير عادية. وتستخدم ذكور العناكب القافزة الشعر الملون على أرجلها للفت انتباه الأنثى، كما تقدم ذكور عناكب النسيج الحاضِن هديةً للأنثى قبل الزواج تتمثل في ذبابة كان قد اصطادها.
ويقوم ذكر العنكبوت قبل التزاوج بغزل منصة من خيوط الحرير تسمى النسيج النطفي حيث يصب عليها قطرةً من النطاف (الحيوانات المنوية)، يخرجها من منطقته البطنية. ثم يقوم بملء طرفي الرجلين الملمسيتين بسائله المنوي ليستعملهما في نقل حييناته المنوية إلى جسم الأنثى، أثناء التزاوج. بعد ذلك تختزن الأنثى الحيينات المنوية في جسمها، وعندما تضع بيضها، بعد عدة أسابيع أو أشهر، يخصب ذلك البيض بتلك الحيوانات المنوية التي خزنتها في جسمها بعد التزاوج. ولاتقوم الأنثى بالتهام الذكر بعد التزاوج كما كان يعتقد سابقاً.
عناكب الباب المسحور (الصورة اليسرى) عناكب شائعة في المناطق ذات المناخ الجاف الدافىء، حيث تعيش في مخابئ داخل الأرض، ذات أبواب معلقة بخيوط من الحرير (الصورة العلىا). ويستطيع العنكبوت الرجوع إلى المخبأ ويغلق بابه علىه، وبذلك يكون في مأمن من الأعداء. ويمنع الباب كذلك دخول الماء إلى المخبأ، وبذلك يقي العنكبوت من تسرب مياه الأمطار.
البيض. يتفاوت عدد البيض الذي تضعه أنثى العنكبوت تبعاً لحجم الحيوان نفسه. تضع الأنثى ذات الحجم المتوسط ما يقرب من 100 بيضة، بينما تضع إناث العناكب الضخمة أكثر من 2000 بيضة.
وتقوم إناث كثير من أنواع العناكب بتغليف بيضها بكيس من الحرير، ويختلف حجم وشكل هذا الكيس من نوع لآخر. وتموت الأنثى في كثير من أنواع العناكب بعد نسج كيس البيض مباشرة. وتمكث إناث بعض أنواع العناكب مع البيض حتى يفقس، بينما يقوم بعضها بتعليق كيس البيض على نسيجه وتلصق أخرى كيس البيض بأوراق النباتات. وتحمل إناث بعض أنواع العناكب كيس البيض معها. أما أنثى عنكبوت الذئب فتلصق كيس البيض بغازلاتها وتسحبه معها حيثما تذهب.
صغار العناكب تفقس من البيض الموجود داخل كيس البيض، ثم تغادر الكيس الواحد تلو الآخر، عبر ثقب دقيق تثقبه في جانب كيس البيض، ثم تبدأ بغزل خيوط الجذب. وتغادر كثير من صغار العناكب إلى أماكن أخرى، عن طريق الحركة البالونية.
صغار العناكب. تفقس داخل كيس البيض، وتبقى هناك حتى يصبح الطقس دافئاً. فإذا تم وضع البيض خلال فصل الخريف، تبقى صغار العناكب داخل الكيس حتى قدوم فصل الربيع ثم تغادره وبعد ذلك تبدأ بغزل خيوط الجذب مباشرة بعد مغادرتها كيس البيض.
وتنتقل العناكب الصغيرة إلى مناطق أخرى، ويكون ذلك عن طريق تسلق قمة سياج أو عمود أو أي أشياء مرتفعة أخرى، ثم يوجه العنكبوت غازلاته للهواء حيث يسحب الهواء المتحرك الخيوط الحريرية من الغازلات، ثم تلتقط الرياح تلك الخيوط، حاملة معها صغار العناكب. وتعرف هذه الطريقة بالحركة البالونية. ويستطيع العنكبوت قطع مسافات طويلة بهذه الطريقة. وقد شاهد البحارة عناكب منطلقة بهذه الطريقة البالونية على مسافة 300 كم من اليابسة.
وتنسلخ صغار العناكب (أي تغير جلدها الخارجي) عدة مرات خلال نموها، حيث ينشأ جلد خارجي أكبر من الجلد الخارجي القديم الذي ضاق على جسم العنكبوت. وتنسلخ معظم أنواع العناكب من 5 – 9 مرات، حتى تصل مرحلة البلوغ، ولكن عناكب الرتيلاء تنسلخ أكثر من 20 مرة حتى تصل مرحلة البلوغ.
الأعداء. تشتمل قائمة أعداء العناكب على الثعابين، والضفادع، والعلاجيم، والسحالي، والطيور، والأسماك، والحيوانات الأخرى، التي تتغذى بالحشرات كما تتغذى بعض الحشرات بالعناكب. وتُعدُّ حشرة الزنبور من ألد أعداء العناكب.وهناك مجموعة من العناكب تسمى القرصان تتغذى بالعناكب فقط.
الكلب من الحيوانات الأليفة الأكثر شهرة في العالم، فمنذ 12,000 عام على الأقل أصبحت الكلاب أوّل الحيوانات المستأنسة.
ويعرف كثير من الناس، في البلاد الغربية، السلالات المفضلة لهم من الكلاب، مثل الكولي والراعي الألماني والبودل. ولكن من خلال التزاوج المقنن تم تهجين مئات السّلالات، لكلِّ سلالة منها قُدُراتها الخاصّة وصفاتها الجسميّة. وتتميز بعض السلالات بصفات خاصة. فمثلاً التشاو تشاو له لسان أسود، والمكسيكي الأجرد لا شعر له سوى رقعة صغيرة في قمة رأسه. وغطاء جسم الشاريي خشن الملمس، أما جلد صغاره فيكون فضفاضًا لدرجة أنه يبدو واسعًا جدًّا بالنسبة لجسم الكلب. بينما نجد أن البازنجي ومنشؤه إفريقيا هو الكلب الوحيد الذي لا يستطيع النباح.
تختلف الكلاب كثيرًا في الحجم، وأصغر سلالاتها الشيواوي، الذي يزن حوالي 2كجم فقط بينما يبلغ ارتفاعه 13سم عند الكتف. أما أطول السلالات فهو الكلب الذئبي الأَيرلندي الذي يمكن أن ينمو إلى ارتفاع 86 سم. ويُعَد السَّان برنارد أثقل الكلاب، فهو يزن حوالي 90كجم.
وينتمي الكلب إلى الفصيلة الكلبية، وهي حيوانات آكلة للحوم، تشمل أيضًا الذّئاب، وذئاب المروج، والثّعالب، وبنات آوى. وتشبه الكلاب حيوانات هذه الفصيلة في تركيب الجسم والسُّلوك. ويطلق على الدنجو المتوحش الأسترالي وبعض الحيوانات التي تعيش في مناطق أخرى من العالم عادة الكلاب البرية.
تؤدي بعض الكلاب أعمالاً مهمة للبشر، فهي مستعدة لتعلمّ مهارات متنوعة لأنها ذكية ومخلصة لمن يربيها. فكلاب الحراسة اليقظة تحمي المنازل والمصالح من اللصوص. والكولي وكلاب الرعي وبعض السلالات الأخرى ترعى الماشية، وفي بعض البلدان الغربية تساعد الكلاب الفلاحين في نقل الخضراوات والمنتجات الأخرى في عربات صغيرة إلى السوق.
تستخدم الكلاب حواسّها الحادة في خدمة البشر، ففي معظم بلاد العالم تقريبًا تعتمد الشرطة على الأنف الحسّاس للكلب في التوصل للمجرمين، والأشخاص المفقودين، ويدرب ضباط الشرطة أيضًا كلاب الراعي الألمانية، وكلابًا أخرى على تشمم العقاقير الممنوعة، والمتفجرات المخبأة، وكذلك فإن الكلاب المرشدة تقود المكفوفين. الكلاب الأخرى المدربة تدريبًا خاصًا تعمل عمل الأذن عند الصُّمّ.
في المجتمع الغربي تستخدم الكلاب أحيانًا في علاج الأشخاص المضطربين عاطفيًّا. أما الباحثون في مجال الطب فيستخدمون آلاف الكلاب في التجارب سنويًّا، وبهذه الطريقة ساعدت الكلاب العلماء في تطوير أدوية مفيدة وطرق جراحية جديدة، ولكن بعض الناس يظنون أنه من القسوة استخدام الكلاب مثل سائر الحيوانات ـ في التجارب المَعْمَليَّة.
مصطلحات الكلاب
البطن مجموعة من الصغار مولودة معاً من أم واحدة.
الجرو كلب عمره أقل من عام.
الجرو الرضيع جرو لم يفطم بعد، أي مازال يتغذى بلبن أمه. وتعني الكلمة أيضًا ولادة الجراء.
سجل النسب سجل لسلالة الكلاب النقية.
سلالة نقية كلب أبواه من أسلاف مختلفة ولكنهما ينتميان إلى السلالة نفسها.
الكلب الكلب الذكر المكتمل النمو، ولكنها تطلق عمومًا على جميع الكلاب بصرف النظر عن جنسها وعمرها.
الكلبة أنثى الكلب المكتملة النمو.
الهجين كلب ينتمي أبواه إلى سلالتين مختلفتين.
الهجين المركب كلب أسلافه متنوعة لدرجة عدم القدرة على تمييز أي سلالة منها.
جسم الكلب
جسم الكلب
تختلف الكلاب من حيث الحجم والشكل والخواص الجسمية من سلالة إلى أخرى، وعلى الرغم من تباينها فإن الكلاب كلها تشترك في بعض الصّفات الجسمية الأساسّية.
الغطاء. لمعظم الكلاب غطاءان؛ غطاء خارجي من شعر طويل للحماية، وغطاء داخلي من شعر منفوش أقل طولاً. وشعر الحماية يحمي الكلب من المطر والثلج، بينما يحفظ الغطاء الداخلي الكلب دافئًا. ويسقط الغطاء الداخلي لمعظم الكلاب في أواخر الربيع، وينمو مرة أخرى في الخريف. وللكلاب أيضًا شوارب طويلة خشنة حول الفم. تعمل هذه الشوارب أعضاء لمس حساسة جدًا.
ويختلف ملمس الغطاء وطوله ولونه بين السلالات المختلفة. فقد يكون الشعر متجعدًا مثل كلب البودل، أو مستقيمًا كشعر كلب الراعي الألماني. غطاء الكولي خشن الملمس، أما الكري الأزرق فيمتاز بنعومته، وبعض السلالات مثل كلب الصيد الأفغاني والكلب البكيني لها شعر طويل حريري. أمّا البوكسر والوبت فشعرها قصير جدًا. وقد يختلف لون الغطاء حتى بين أفراد السلالة الواحدة، فمثلاً غطاء اللبرادور المسترجع يكون لونه أسود أو أصفر أو بنيًا كالشوكولاتة.
ركيب الجسم. يتحدد أساسًا بالهيكل العظمي. إناث الكلب لها 310 عظمات، وذكور الكلاب لها عظمة إضافية زائدة موجودة في القضيب. وبالرغم من أن السلالات كلها متماثلة في عدد العظام، فإن شكل العظام وحجمها يختلف كثيرًا من سلالة إلى أخرى، فمثلاً نلاحظ أن عظام أرجل كلب الصَّيد الباسيت قصيرة وسميكة، وعلى العكس فإن عظام أرجل كلب الصيد الرمادي طويلة بشكل غير عادي. الكلب الصيني ذو العرف له مفاصل طولية فريدة في نوعها، خصوصًا تلك الموجودة في أقدامه الأمامية مما يجعلها تظهر وكأنها ذات مفصل زائد.
الكلاب لها أربع أصابع في كل قدم بالإضافة إلى أصبع زائدة كالإبهام تسمّى برثنًا على كل قدم أمامية. وبعض الكلاب لها أيضًا برثن على كل قدم خلفية. والبراثن لا تصل إلى الأرض.
بعض الكلاب مثل البرزي (الذئبي الروسي) والكولي لها جمجمة طويلة وضيقة أكثر من المعتاد مما يعطي الكلاب وجهًا طويلاً أسطوانيًّا. بعض السلالات الأخرى ومنها البلدج والبكيني لها جمجمة قصيرة جدًا وعريضة تظهر الوجه كأنه مضغوط للداخل. ومعظم الكلاب له شكل جمجمة وسط بين هذين النقيضين.
عضة الكلب ذات صلة في موقعها بالأسنان العليا والسفلى عند إغلاق الفم. والعضة تختلف كثيرًا باختلاف السلالة، وتوصف بمصطلحات مثل العضة المتساوية وعضة المقص، وعضة الفك الأسفل، أو الفك الأعلى، وفم القرش.
الجراء لها حوالي 28 من الأسنان اللبنية تبدأ في فقدها عند بلوغها 5 شهور من العمر. أما الكلاب المكتملة النمو فلها حوالي 42 سنًّا، والكلاب ذات الوجوه القصيرة لها عدد أقل من الأسنان. يستخدم الكلب أسنانه الاثنتي عشرة الأمامية المسماة بالقواطع في التقاط الطعام، فالكلب يمزق اللّحم بأسنانه النّابيّة الأربع الكبيرة الحادة أو أنيابه. ويستخدم الـ 26 سنًّا الأُخرى المسماة بالضروس الأمامية والخلفية في طحن وتفتيت الطعام.
للكثير من سلالات الكلاب آذان مستدقة مثقبة ومنتصبة، ولسلالات أخرى آذان مدلاة إلى أسفل. ويقصّر (يقطع) الكثير من الأشخاص آذان بعض السلالات ذات الآذان المتدلية لجعلها منتصبة، ومن هذه السلالات الدوبرمان بنشر والشناوزر المنمنم. يتم قص الأذن في عمر تكون فيه الجراء حساسة جدًا للألم، لذا منعت أستراليا ونيوزيلندا والدول الإسكندينافية عملية القص باعتبارها غير إنسانية. وفي الترير وبعض السلالات الأخرى يبتر الذيل أيضًا (يقصر). ويختلف الطول المطلوب للذيل المبتور باختلاف السلالة. فمثلا ذيل الترير كارن المبتور يبلغ 10 إلى 12,5سم في الطول. والذيل المبتور لكلب الراعي الإنجليزي القديم يتم تقصيره حتى العقلة الذيلية الثالثة، أما ذيل الكوكر الأمريكي الإسبانيل فيقصر إلى ثلاثة أخماس طوله الأصلي. ويبتر الذيل بعد أيام قليلة من الولادة ولذلك يكون أقل إيلامًا من قطع الآذان.
وظائف الجسم. يدق قلب الكلب 70 -120 دقة في الدقيقة بينما يدق قلب الإنسان 70 -80 دقة في الدقيقة في المتوسط. وتبلغ درجة حرارة جسم الكلب الطّبيعية 38,6°م، وهذه أعلى قليلاً من درجة حرارة الشخص العادية والبالغة 37°م. ولكن على العكس من الإنسان لا تُبَرِّدُ الكلاب أجسامها بالعرق، وإنما يخرج الكلب لسانه ويلهث عند الراحة. تتراوح سرعة تنفس الكلب بين 10و30 لهثة في الدقيقة، وبعد المجهود يزداد معدّلُ اللهاث بسرعة تصل إلى 300 لهثة في الدقيقة، ويؤدي بخر الماء من الفم بسبب اللهاث إلى خفض درجة حرارة الجسم. وللكلاب غدد عرقية على وسادات الأقدام ولكنها لا تقوم بخفض درجة حرارة جسم الكلب إلا بصورة ضئيلة.
الحواس. حاسة الشم هي أكثر حواس الكلب تطورًا. فالكلاب تتعرَّف على الأشياء أساسًا بوساطة الشم أكثر مما يتعرّف البشر عليها بالنّظر. وتستطيع الكلاب تمييز بعض الروائح التي تكون أضعف ملايين المرَّات من التي يتعرَّف عليها البشر، كما يستطيع الكلب بشم مجموعة من الأشياء استخراج تلك التي لمسها شخص بعينه. ويحفظ طرف أنف الكلب الرطوبة بوساطة سائل مُفْرَز من غدة داخل الأنف، وتساعد تلك الرطوبة الكلب على تمييز الروائح. كما يلحس الكلب أنفه للمحافظة على رطوبته، بالإضافة إلى أن شوارب الكلب يمكن أن تحدد اتجاه الريح ويساعد الكلب على تحديد الجهة التي أتت منها الرائحة.
وللكلاب أيضًا حاسة سمع أقوى كثيرًا من تلك الموجودة عند البشر إذ تستطيع سماع الأصوات التي لا يدركها سمع البشر كما أنها تميز بين الأصوات المتداخلة.
ولا تستطيع الكلاب الرؤية جيداً مثل البشر. وعلى الرغم من أنها تستطيع تمييز الحركة، تمييزًا جيدًا ـ الأمر الذي يساعدها على الصيد بمهارة ـ إلا أنها ترى الأشكال بدرجة أقل مما يراها البشر. ولا تستطيع الكلاب تمييز بعض الألوان أيضاً، فمثلاً ترى اللون الأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر كأنها درجة لونية واحدة.
أنواع الكلاب
كلاب الصّيْد. يوجد أكثر من 20 سلالة مختلفة من كلاب الصّيد في جميع أنحاء العالم، تصطاد مستعينة بحاسّة الشَّمِّ أو البصر. كلاب الرائحة تعتمد على حاسة الشَّمِّ. فتجري وأنوفها على الأرض لتتتبع رائحة الحيوان. وتنبح بعض الأنواع الأخرى من كلاب الرائحة نباحًا عاليًا ومتواصلاً أثناء اقتفائها أثر الصَّيد. أما كلاب الصَّيد المحدقة الطويلة الانسيابية والتي تعتمد على البصر فقد هجنت لصيد الفرائس بالنَّظر. واليوم تستخدم كلاب الصَّيد المُحَدِّقَة مثل كلاب الصَّيد الرمادية والوبت في رياضة سباق الكلاب، وتشمل السُلالات الأخرى من الكلاب المُحَدّقة كلب الصيد الأفغاني والسلوقي.
يوجد المئات من سلالات الكلاب النَّقيَّة في كل أنحاء العالم. والسلالة النَّقية تعني الكلب الذي ينتمي أبواه إلى السلالة نفسها. أما الكلب الذي ينتمي أبواه إلى سلالات مختلفة فهو هجين. والهجين المركب (المونجريل) أو المَتّ كلب أسلافه متنوعة بحيث لا يمكن تمييز أي واحد منها. ومعظم الكلاب إما هجين وإما هجين مركب (متعدد الأصول).
وتتعرف نواد متنوعة لتربية الكلاب في جميع أنحاء العالم على المجموعات المختلفة للكلاب، فالمجموعات النّموذجيّة للكلاب تشمل كلاب الصيد، وغير الرياضية، والتريرات، واللعبية، والمفيدة، والعاملة.
حياة الكلب
تاريخ الحياة. تحمل الكلبة صغارها مدة 9 أسابيع قبل ولادتها. وتلد الأنثى في معظم الحالات بطنًا يحتوي على 4 – 6 جراء، والكلاب ثدييّات، لذلك فهي تغذي صغارها بلبنها حتى تبلغ من العمر ستة أسابيع.
تولد الصغار وعيونها مغلقة، وآذانها مسدودة. وتُفْتَح عيونها وآذانها بعد حوالي 13 – 15 يومًا من الولادة. وحتى ذلك الوقت فهي تعتمد اعتمادًا كاملاً على حواس الشم واللمس في التعرف على الأشياء المحيطة. تكون هذه الحواسّ جيدة التكوين عند الولادة أو بعدها بقليل. خلال الأسبوع الثالث من حياتها، تبدأ الجراء في السّير والاستجابة إلى الصّور والأصوات. تبدأ الأسنان في التَّكَوُّن بعد 2 إلى 3 أسابيع، وتتكون لها جميعًا أسنان لبنيّة بعد 5 أسابيع.
وبين 4 و 10 أسابيع من العمر يُكَوّن الجرو ارتباطات عاطفية مع أمه وأنداده، وإذا كان الغرض أن يصبح الكلب حيوانًا أليفًا جيّدًا فيجب أن يكون له اتصال بالبشر أثناء هذه الفترة. لذلك السَّبب فإنَّ الوقت المثالي لاقتناء جرو هو في عمر يتراوح بين 8 و 10 أسابيع.
تصبح الكلاب تامة النمو بين عمر 8 أشهر وسنتين. اعتمادًا على حجم السلالة. فالكلاب كبيرة الحجم نموها أكثر بطئًا من السلالات الصغيرة الحجم. وتعيش الكلاب في المتوسط حوالي 12 ـ 15 عامًا.
الكلاب العاملة تخدم البشر بطرق عدة. فمثلاً الكلاب من سلالة الدوبرمان بنشر والدرواس هي كلاب حراسة كما أنها كلاب بوليسية ممتازة. وكلاب مالموت ألاسكا، والسامويد، والهسكي السيبيري، تَجُرّ الزَّحافات. وكلاب السان برنارد، والنيوفاوند لاند تُربى من أجل أعمال الإنقاذ، ومن المحتمل أن تكون الكلاب قد استُؤْنست منذ 12000 عام لمساعدة البشر في أعمالهم.
الاتصال. عند بلوغ الجرو 4 أسابيع يستطيع إصدار المدى الكامل للأصوات المعروفة، مثل النباح والدمدمة والعواء والأنين والعواء الضعيف. بعض هذه الأصوات لها معانٍ مختلفة في المواقف المختلفة. فمثلاً الأنين قد يعني أن الكلب يَتَألَّمُ، وفي ظروف أخرى يمكن أن يئن الكلب ليرحب أو ليُعبّر عن رغبته في اللهو. والنباح خاصة له معان مختلفة جدًّا. وقد ينبح الكلب في المواقف كلها تقريبًا.
ليس العواء والأنين والأصوات الأخرى هي الطريق الوحيد الذي يعبر به الكلب عن مشاعره ورغباته للنَّاس، أو للكلاب الأخرى. فهذه الحيوانات تستخدم أيضًا "لغة أجسامها"، التي تشمل مدىً واسعًا من الأوضاع الجسمية والذيلية المُصَاحبة للتعابير الوجهية المختلفة. فمثلاً يخبر الكلب كلبًا آخر برغبته في اللعب وذلك بمدّ رجليه الأماميتين إلى الأمام، وقد ينحني ويلهث وربما يلمس الكلب الآخر. وعلى العكس يمكن أن يهدد الكلبُ كلبًا آخر بأن يقف منتصبًا رافعًا ذيله مظهرًا أسنانه محملقًا. اتصال العيون جزء مهم من لغة الجسم للكلب؛ حيث يستخدم الكلب التحديق المباشر للتهديد أو التحدي. وقد ينهي الكلب الاتصال البصري كعلامة على انصياعه لكلب أكثر سيطرة منه.
السّلوك. يشبه معظم سلوك الكلب سلوك أشباهه البرية مثل كلاب البراري والذئاب. وهذا السلوك غريزي أي أنه موروث أكثر من كونه مكتسبًا بالتَّعَلّم. مثال ذلك أن كثيرًا من الكلاب تدور حول نفسها عدة مرات قبل أن تضطجع أرضًا كما هو الحال مع الذئب أو الكلب البري الذي يسحق أوراق النباتات أو الحشائش بقدميه لعمل فراش له.
والشكل المهم للتصرف الغريزي هو دفاع الكلب عن منطقته، فيصون الكلب منزل سيده وحديقته وكأنهما منطقته، ولهذا السبب يمكن أن يهدد أو يهاجم شخصًا غريبًا أو كلبًا آخر إذا اقترب من منطقة المنزل أو الحديقة. ويمكن أن يَعْتَبِر الكلب سيارة صاحبه امتدادًا لمنطقته، ولذلك ربما يُهَدِّدُ أي غريب يقترب منها أثناء وجوده داخل السيارة.
إن الفهم الجيد لسلوك الكلب وطريقة الاتصال به قد يساعد النَّاس على تجنب عضة الكلب. من هنا، فإنه من الخطورة أن تحدق في كلب غريب لأنه يعتبر ذلك تهديدًا فيهاجمك، وكذلك ينبغي أن نتجنب الجرْي أمام كلب غريب، لأن الهروب قد يطلق رد فعله للمطاردة ويُحْتَمَل أن يَعَض. وعلى العكس، تجاهل الكلب قد يجعله يشك في الشخص.
عند الاقتراب من كلب غريب يجب أن يُلاحظ كيف يكون رَدُّ فعله، فحتى الكلب الودود ينبحك إذا كنت في منطقته. الكلب الذي يتوقف أو يتراجع عند اقترابك منه يعتبرك مقتحمًا سائدًا، وربما خاف لدرجة عدم المهاجمة. أما الكلب الذي يتقدم محركًا ذيله حتى ولو كان ينبح فمن المحتمل أن يكون أليفا ولا يعض. وعلى كل حال احترس إذا تَصَلَّب الكلب رافعا ذيله عاليا وهو يزمجر محدقا فيك.
رعاية الكلب
كلاب الرعي. استخدمت كلاب الرعي تاريخيًّا للمحافظة على الأبقار والغنم أثناء الرعي ومنعها من الهروب، ولحماية حظائر المواشي من الذئاب. وتساعد كلاب الرعي أيضًا في توجيه الأبقار والغنم إلى السُّوق. والكثير من هذه السّلالات ما زال يعتبر من حيوانات المزرعة. هذه المجموعة تشمل بعض السلالات الأليفة الأكثر انتشارًا مثل الكولي وكلب الراعي الألماني.
التغذية. الغذاء المتوازن للكلب يمنح سعرات حرارية للطاقة، كما يمنح مغذيات للنمو، وتعويض أنسجة الجسم. والأنواع الجيدة من أغذية الكلب التجارية تمنح سُعْرات حرارية ومغذيات بالنِّسب التي يحتاجها الكلب من أجل صحة جيدة.
المأوى. الكلب الذي يعيش داخل المنزل يحتاج إلى صندوق نظيف للنوم مفروش بقطع من القماش أو الأوراق الممزقة. ويجب توفير الظّل خلال الصّيف وحاجز للرياح خلال الشتاء. وفي الجو الشديد البرودة يمكن استخدام مصباح حراري.
الرِّياضةُ واللَّعب. تحتاج الكلاب كلها إلى تمارين منتظمة، للمحافظة على لياقتها، والكلاب التي بمقدورها الجري في حديقة كبيرة تحصل على رياضة كافية بنفسها، أما الكلاب المقيمة داخل المنازل أو في مساحة خارجية صغيرة فيجب ترويضها بالمشي الكثير.
العناية الطبية. في المجتمعات التي تهتم بالكلب تعد الرعاية الطبية عملية مهمة للكلب، فكل جرو جديد يجب أخذه للطبيب البيطري لفحصه فحصًا شاملاً، ويجب أيضًا إعطاؤه مجموعة من الحقن ضد الأمراض الشائعة مثل عُصابِ الكلب، والالتهاب الكبدي، وعدوى اللولبيات النحيفة، والفيروس الحبيبي، والكلاب مكتملة النمو يجب أخذها للطبيب البيطري مرة كل عام على الأقل للفحص الشامل، وتلقي الحقن الضرورية التي تكمل فاعلية الحقن الأولى.
أكثر هذه الأمراض خطورة على الإطلاق السُّعَار، وفي بلاد كثيرة تم استئصال مرض السعار. لذلك فالكلاب القادمة من الخارج إلى تلك البلاد يجب أن تبقى لمدة 6 أشهر في حَجْر صحي (فترة عزل) قبل السماح لها بدخول البلاد.
التناسل. الكلاب الذكور تكون مستعدة لعملية التناسل في كل وقت، في حين أن الإناث لا تكون مستعدة لذلك إلا في فترة الاشتهاء الجنسي الذي يظهر عليها كل ستة أشهر ويستمر نحو ثلاثة أسابيع.
تدريب الكلب
تدريبات الطاعة. يمكن تدريب كل الكلاب تقريبًا لتصبح مطيعة يمكن الاعتماد عليها. فالجرو بطبيعته يستجيب للقائد القوي، ويمكن تدريبه على الحضور بمجرد أن يُستدعى. وبعض الناس يدربون كلابهم على تلقي الأوامر وطاعتها، حتى تستطيع الكلاب القيام بما هو مطلوب منها من حراسة وذهاب وإياب وغير ذلك.
عروض الكلاب. يضع محكّمو عروض الكلاب في الغرب مقاييس خاصة تتوافق وخصائص كل سلالة منها. وتشتمل هذه المقاييس على نقاط مثل: شكل الكلب وحجم جسمه، ولونه وحالة غطائه، كما يصف مقياس السلالة المظهر المثالي وطريقة الحركة. ويختار المحكمون أولاً أحسن كلب من كلّ سلالة، ثُمَّ يختارون أحسن كلب من المجموعات السبع الرئيسية من الكلاب ومن هذه الكلاب الفائزة يحدد المحكّمون أحسن كلب في العرض.
المُسَابقات الحَقْليَّة. تُخْتَبَرُ قدرة الصَّيد عند كلاب الرياضة والصيد. ويُقيِّم المحكّمون كلاب الصيد حسب قدرتها على التَّحَمُّل وعلى شَمّ الصَّيد وطاعتها أوامر مُستخدميها. وفي السِّباقات الحقليّة للكلاب الدًَّراكة يُقَيِّم المحكّمون الكلاب على أساس سرعتها في العثور على الطّيور التي أصابها الصياد، وما إذا كانت قد أعادتها دون إتلافها. والمسابقات الحقلية لكلاب الصَّيد تختبر مهارتها كذلك في اقتفاء أثر الصَّيْد.
نبذة تاريخية
يقول بعض العلماء إن الكلب أول حيوان استؤنس، والارتباط الأوّلي بين البشر والكلاب بدأ منذ أكثر من 12000 عام. في ذلك الوقت كان البشر بدائيين يعتمدون على الصيد وجمع النباتات. ويعتقد الكثير من الخبراء أَنَّ الفضلات الملقاة جذبت أولاً الكلاب إلى مخيمات الصيّادين والجامعين. فقد وجدت الكلاب أن من السهل عليها التغذي بهذه الفضلات القابلة للأكل بدلاً من الصيد لنفسها، ثم أصبحت تدريجيًّا معتمدة في طعامها على البشر، وبدأ البشر بالتالي استئناس الكلاب، فقد حافظت الكلاب على مواقع الخيام نظيفة بأكلها للفضلات، وحذَّرت من اقتراب الغرباء والحيوانات الخَطِرة بالنباح. هذه النظرية اكتسبت دعمًا لأن الكلاب تؤدّي هذه الوظائف نفسها للمجتمعات الحالية التي تستخدم الصيد كما كان الحال مع المجتمعات البدائية.
بعد استئناس الكلاب بدأ بعض الناس في تهجينها من أجل الحصول على صفات جسمية خاصة، وبعض القدرات المتميزة مثل القدرة على الحراسة أو الصّيد، وبهذه الطَّريقة تَطَوَّرت الأصناف المحلية، وأخيراً تَكَوَّنت السُّلالات الخاصّة من الكلاب. الواقع أن العديد من السّلالات تكونت أولاً في الشرق الأوسط على الأقل منذ 4000 عام مضت، وإحدى هذه السّلالات كانت السَّلوقي، وربما كان الأقدم من بين كل السُّلالات الحالِيَّة. اصطحب التُّجار والمكتشفون من الشَّرق الأوسط كلابهم معهم بوصفها سلعة تجارية قيّمة، فساعدوا بذلك في تقديم الكلاب المستأنسة إلى أجزاءٍ أخرى من العالم.
طور الكثير من الحضارات القديمة سلالاتها الخاصَّة من الكلاب. فاليونانيون القدامى ربّوا كلابَ صيدٍ كبيرة تسمى الدرواس (الماستيف)، والرومان احتفظوا بالكلاب باعتبارها حيوانات مدللّة، كما استخدموها للصيد ورعي الغنم. والصينيون القدامى هجنوا كلاب الحراسة وكلاب الصَّيْد، والهنود الأمريكيون طوروا سلالاتهم الخاصّة قرونًا عدة قبل أن يصحب الأوروبيون كلابهم إلى العالم الجديد.
وخلال القرون الوسطى (من القرن الخامس إلى القرن السادس عشر الميلادي)، استخدم البشر في كل أوروبا كلاب القَنْص في الصَّيد، ففي القرن السادس عشر كتب عالم إنجليزي يدعى جون كايوس وصفًا للكلاب الإنجليزية وقد وضع قائمة بست عشرة سلالة تشمل كلاب القنص والدرواس وكلاب الغنم والترير.
استقرت كل السلالات الحالية تقريبًا في أوروبا بحلول القرن التاسع عشر، وفي عام 1884م أنشئ نادي التربية الأمريكي، وتبعته نوادي التربية الأخرى، ويوجد حاليًا أكثر من 60 ناديًا للتربية في كل أنحاء العالم.
يتبع………الموضوع القادم عن القرش
merci……………………………………… …..
مجموعة من الحيوانات برأسين
ولادة خروف براس يشبه الانسان في مدينة ايرانية
ولادة خروف براس يشبه الانسان في مدينة ايرانية .. صورة مدهشة !
أكد مسؤول إدارة البيطرة في مدينة بروجرد الإيرانية محمد رضا جباري أمس عن ولادة غريبة لخروف رأسه يشبه رأس إنسان بشكل كبير . ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن جباري قوله إن رأس الخروف وبخاصة العينين والاذنين ومحل استقرارها على شبة كبير لرأس إنسان