التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

سلوكيات: الفـــرق بيـن الغيبــــة والنميمــــــة

سلوكيات: الفـــرق بيـن الغيبــــة والنميمــــــة


الونشريس

الونشريس

الفـــرق بيـــــن الغيبــــة والنميمـــة [/

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله…..أما بعد
فإنّ من أمراض النفوس التي انتشرت في المجتمع المسلم مرض النميمة. وهو داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأُسر، ويفرق الأحبة، ويُقطع الأرحام
والنميمة هى نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد . وقيل إفشاء السر وهتك الستر كما يكره كشفه .
وهى تعني ما يجري بين اثنين أوأكثر من حديث يراد به التفريق وإغاظة المقابل عن الغائب أو الغائبين الذين أكلت لحومهم
وصورة ذلك :
يجلس أحدهم إلى صاحبه أو أصحابه ويقول : انتبهوا سأحكي لكم كلاما خطيرا عن فلان وهو سرّي للغاية سأحكي لك أمرا لكن أرجوك لا تذكر اسمي ! فينفث سمومه ويوغر صدر أخيه عن أخيه
وأرجو أن تتحفظ على اسمي وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت ولولا محبتك ما سقت هذا الكلام , ثم يأخذ العهود والمواثيق على كتمان اسمه خوف الفضيحة

قال يحيى بن أكثم: "النمام شر من الساحر، ويعمل النمام في ساعة مالا يعمل الساحر في سنة".
ويقال: "عمل النمام أضر من عمل الشيطان، لأن الشيطان، بالخيال والوسوسة وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة".
الفرق بين الغيبة والنميمة :
الغيبة : هى التكلم خلف إنسان مستور بما هو فيه مما يكره .
النميمة هى نقل كلام صادر عن الغير بغية الإفساد .
الغيبة : قد تباح أو تجب فى بعض الأحيان لغرض شرعى أما النميمة فلم ينقل جواز إباحتها أحد .
من الغيبة ما يكون بالقلب بأن تظن السوء بأخيك وتصمم عليه بقلبك أما النميمة فلا تكون إلا باللسان أو ما يحل محله فى الكشف عن السوءات من كتابة أو رمز أو إيماء .
قال تعالى{ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ{10} هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ{11} مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ{12}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذى يأتى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه .
النمام : هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: "تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه"
فالمسلم الصادق أيها الإخوة: له وجه واحد حيثما كان وله لسان واحد لا ينطق إلا بما يرضي ربه عز وجل.
وفى الأثر: لو صح ما نقله النمام إليك لكان هو المجترأ بالشتم عليك والمنقول عنه أولا بحلمك . لأنه لم يقابلك بشتمك .
حكم النميمة:
النميمة محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب.
آثارها: التَّفرقة بين الناس، قلق القلب، عارٌ للناقل والسامع، حاملة على التجسُّس لمعرفة أخبار الناس، حاملة على القتل، وعلى قَطْع أرْزَاق النَّاس،
ماذا نفعل اذا سمعنا أشخاصا يسعون في النميمة؟
عدم الجلوس معهم ؛ لقول الله سبحانه وتعالى : "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
وقوله عز وجل : "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ".
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.( خرجه الإمام مسلم في صحيحه .
عقاب النمام

جاء في الحديث: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم.
قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
النَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم.
النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة" متفق عليه .
ومن أمثلة النميمة:
كأن تقول: قال فلان فيك كذا وكذا وهو يكرهك ولا يحبك وسواء كان هذا الكلام بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، إلى غير ذلك من الكلام غير الصحيح أحيانا وإن كان صحيحا لا يجوز أيضا نقله لأن هذا من النميمة ومن هتك الستر عما يكره كشفه، ومن نمّ لك نمّ عليك كما قيل.
الأمور التي تساعد على النميمة:
إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها:
1- جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة.
2- ما في النفس من غل وحسد.
3- مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه.
4- أرادة التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان.
من صفات النمام:
قال تعالى: "ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم" .

الأولى: أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس.
الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه.
الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.
الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه.
الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.
السادس: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً.
السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم.
الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والغضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة.
التاسعة: أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد.
علاج النَّميمة:
يكون بتوعية النمَّام بخُطورة النميمة، بمثل ما سبق من الآيات والأحاديث والحكم، والتنفير منها بأنها صِفَة امرأة لوط، التي كانت تَدُل الفاسقين على الفجور، فعذَّبها الله كما عذَّبهم.
واجب السامع عدمُ تصْديق النَّميمة؛ لأنَّ النمَّام فاسق والفاسق مردود الشهادة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6) كذلك يجب عليه أنْ يَنْصَحَهُ قِيامًا بالأمر بالمعروف والنهْي عن المنكر، وأن يَبْغضه لوجه الله؛ لأنه مبغوض من الله والناس، وألا يَظن سوءًا بمَن نَقل عنه الكلام، فالله يقول: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" سورة الحجرات
أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"
قال الإمام الشافعي: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكّر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر.
ماذا يفعل الشخص الذي به صفة النميمة والعياذ بالله ؟ وكيف يتخلص منها؟
عليه أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا:
أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه.
ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت.
ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه.
رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم.
خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة.
سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته.
سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر.
ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة.
تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة .
قصة في النميمة :
أن رجلا باع غلاما عنده فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلا أنه نمام، فاستخفّه المشتري فاشتراه على ذلك العيب فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك اتخذت صاحبا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين لك ذلك. قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.
أرأيتم ما تصنع النميمة كيف أودت بحياة رجل وزوجته وأوقعت المقتلة بين أقاربهما هذا صنيع ذي الوجهين دائما.
نصيحة لمن يستمع للنمام
يجب أن نتحقق ونتثبت ونتعرّف على مقصود الناقل ونحاول أن نقطع الطريق أمامه ونختبر صدقه بمدى مقابلته بالغائب وجها لوجه قطعا للشائعات المغرضة التي أنّت منها البيوت والمجتمعات .
واكتوى بنارها الزوجان والإخوان والأصدقاء والخلان لأننا كنّا آذانا صاغية لكل من يباعد بيننا وبين من نحب ,
ألم نعلم أننا أربحنا بضاعتهم وجعلنا سوقهم رائجة !
فيا أحبابنا :ـ احذروا ثم احذروا ودققوا ومحّصوا وتابعوا وقابلوا وتحققوا ولا تتعجلوا ولاتصدروا حكما أو ظلما تندمون عليه أشد الندم وتدفعون الثمن غاليا من حسناتكم التي تعبتم في جمعها وقبل ذلك مواقف الذل التي تقفونها !!
واعلم أخلا الحبيب
أن المجتمع المسلم يتميز بصفات المحبة والأخوة؛ تزين المحبة القلوب وتُجمل الابتسامة الوجوه.
فالأساس بين المؤمنين الأخوة والرفقة الطيبة، قال تعالى}: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {سورة الحجرات: من الآية 10>. وقد حرم تعالى على المؤمنين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء كما قال تعالى}: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ{ سورة المائدة: 91
وامتن سبحانه وتعالى على عباده بالتآلف قلوبهم فقال تعالى }وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} {وقال تعالى}هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ {

وينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلاّ كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنَّة الإِمساك عنه، لأنّه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" ففي هذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنّه لا ينبغي أن يتكلم الشخص إلاّ إذا كان الكلام خيرا، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم.
درر من أقوال السلف
اعلم ـ أخي الكريم ـ أنّ البهتان على البريء أثقل من السموات، والصمت سلامةٌ وهو الأصل، والسكوت في وقته صبغة الرجال، كما أن النطق في موضعه أشرف الخصال.
وإليك بعضا من أقوال وأفعال السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ:
زار بعض السلف أخوة فنم له عن صديقه. فقال له: يا أخي أطلت الغيبة وجئتني بثلاث جنايات
بغضت إليّ أخي، وشغلت قلبي بسببه، واتهمت نفسك الأمينة.
رفع بعض السعاة إلى الصاحب بن عباد رقعة نبه فيها على مال يتيم يحمله على أخذه لكثرته، فوقع على ظهرها: السعاية قبيحة وإن كانت صحيحة، فإن كنت أجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها أفضل من الربح، ومعاذ الله أن نقبل مهتوكًا في مستور، ولولا أنّك في خفار شيبتك لقابلناك بما يقتضيه فعلك في مثلك، فتوق العيب فإن الله أعلم بالغيب، الميت رحمه الله، واليتيم صبره الله، والمال ثمره الله، والساعي لعنه الله.
كان بكر بن عبد الله يقول: عليكم بأمر إن أصبتم أجرتم وإن أخطأتم لم تأثموا، وإياكم وكل أمر أن أصبتم لم تؤجروا وإن أخطأتم أثمتم.
قيل: ما هو؟ قال: سوء الظن بالناس فإنكم لو أصبتم لم تؤجروا وإن أخطأتم أثمتم.
قيل لمحمد بن كعب: أي خصال المؤمن أوضع له؟
فقال: كثرة الكلام وإفشاء السر وقبول قول كل أحد.
قال رجل لعمرو بن عبيد: إن فلانًا ما يزال يذكرك في قصصه بشر.
فقال له عمرو: يا هذا، مارعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره، ولكن أعلمه أن الموت يعمنا، والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا، والله تعالى يحكم بيننا وهو خير الحاكمين.
روى عن عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ أنّه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية}إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا {سورة الحجرات: وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية}همَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ{سورة القلم: ، وإن شئت عفونا عنك؟ فقال: العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا.
قال لقمان لابنه: "يا بني أوصيك بخلال إن تمسكت بهن لم تزل سيدا:
ابسط خلقك للقريب والبعيد، وأمسك جهلك عن الكريم، واحفظ إخوانك، وصل أقاربك وآمنهم من قبول قول ساع أو سماع باغ يريد فسادك ويروم خداعك، وليكن إخوانك من إذا فارقتهم وفارقوك لم تعبهم ولم يعيبوك".
– وقال بعضهم:النميمةمبنية على الكذب والحسد والنفاق وهي أثافي الذل".
– وقال بعضهم: "لو صح ما نقله النمام إليك لكان هو المجترىء بالشتم عليك، والمنقول عنه أولى بحلمك لأنّه لم يقابلك بشتمك".
كان سليمان بن عبد الملك جالسا وعنده الزهري فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنّك وقعت فيَّ وقلت كذا وكذا، فقال الرجل: ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان: إنّ الذي أخبرني صادق. فقال له الزهري: لا يكون النمام صادقا. فقال سليمان: صدقت قم، ثم قال للرجل: اذهب بسلام.
أخي المسلم، اختي المسلمة :

من نمّ في النّاس لم تؤمن عقاربه
على الصديق ولم تؤمن أفاعيه
كالسيل بالليل لا يدري به أحد
من أين جاء ولا من أين يأتيه
الويل للعهد منه! كيف ينقضه!
والويل للود منه! كيف ينعيه؟!

أخي الكريم: النمام ينبغي أن يُبغض ولا يوثق بقوله ولا بصداقته، لأنّه لا يخاف الله ولا يحافظ على أعراض المسلمين، يحب الفرقة ويزرع الشتات.
فلا تدع النمام يلوث مجلسك ويدنس سمعك بالذنوب والمعاصي، بل كن آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، وازجره شر زجرة وابن له قبيح فعله وسوء صنيعه، ولا تصغ له سمعك وابرأ إلى الله من فعله. حفظ الله لسانك وسمعك وبصرك.
مع تمنياتنا لكم بدوام العلم النافع والعمل الصالح ان شاء الله




رد: سلوكيات: الفـــرق بيـن الغيبــــة والنميمــــــة

بارك الله فيك…اللهم نسألك الهداية و العفاف و التقى…..




رد: سلوكيات: الفـــرق بيـن الغيبــــة والنميمــــــة

وفيك بارك الله




رد: سلوكيات: الفـــرق بيـن الغيبــــة والنميمــــــة

بارك الله فيك علي هذا الموضوع القيم




التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

عطارين الحب

عطارين الحب


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف ننصر الله ورسوله؟ بنشر المنهج الوسطي الذي كان عليه النبي وأصحاب النبي من المهاجرين والأنصار وأتباع النبي إلى يوم القرار الفتنة الجلية التي تراها الآن تجدها بين مفرطين ومتغالين لكن أهل الوسطية المساكين هم القاعدون وليس لهم شأن بها وإن كان لا بد أن يُلحقهم ضرر لأن هذه أمور تمس أهل الوطن أجمعين

فنحتاج إلى نشر ثقافة الوسطية حتى نخرج من كل هذه الضبابات التي فجرها لنا أقوام متشددون وجعلوا القلاقل في كل أرجاء الأُمة الإسلامية وشوهوا المسلمين بين العوالم الأخرى بما أخرجوه من تشدد ومن فظاظة ومن غلظة ومن خشونة في التعامل ومن تسلط في الآراء ومن اعتقادهم أنهم وحدهم على الحق وأن ما سواهم على الباطل

عصبية ليست في دين خير البرية صلي الله عليه وسلم ويسارعون – هداهم الله – إلى تكفير الموحدين وإلى الرمي بالفسق للمسلمين المصلين كيف هذا؟ ويغفلون عن أن هذا إساءة بالغة إلى هذا الدين الذي قال فيه الله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}آل عمران19

وقال فيه صلي الله عليه وسلم {إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ}[1] تركوا اليسر وعسروا على الناس أمور دينهم

فنصرة دين الله ونصرة الله ورسوله في هذا الزمان بنصرة الوسطية التي كان عليها حبيبنا وقرة عيننا سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحبه الكرام فلا نلعن مسلماً ولا نكفر مؤمناً ولا نُخرج من يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله) من الملة حتى ولو ارتكب كبيرة من الكبائر ولم يتب منها إلى الموت وإنما نقول: أمره مفوض إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء غفر له ما دام قال (لا إله إلا الله محمد رسول الله) حتى لو كان قالها خوفاً من سيف أو خوفاً من حاكم أو طلباً لمنفعة فقد قال صلي الله عليه وسلم فيمن قالها { َمَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلا بِحَقِّهِ }[2]

[color="o****"]ناهيك بمن يُقتلون المسلمين ويرفعون السلاح على الموحدين هذا أمر لا ينبغي أبداً السكوت عنه لا نجابههم بمثل أفعالهم وإنما نوضح ونبين حقيقة هذا الدين ويسره وتيسيره ووسطيته للعالم أجمع حتى يعلم العالم حقيقة الإسلام[/color]

وأول الناس وأولى الناس الذين يحتاجوا إلى هذه المعرفة إخواننا الذين يشاركوننا في الوطن إن كانوا مسيحيين أو ما يدَّعون عنهم أنهم ليبراليين هب أن هؤلاء الليبراليين لا يُقرون بالدين وبعضهم – كما يقول البعض شيوعيين أو وجوديين أو غيره، – ما دام في أرض الإسلام وتَسمَّى باسم من أسماء الإسلام وينتسب إلى أبوين مسلمين ولا يقول لذلك بقول ولا يدل على ذلك بفعل وإنما حتى ظاهراً يقول إني مسلم فينبغي علىَّ أن أُظهر له في فعلي وقولي معه سماحة الإسلام ويُسر الإسلام وأن الإسلام دين الأُخُوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10

فإذا فعلنا ذلك ننتقل إلى الجانب الآخر فنحاول أن ننزع الشحناء والبغضاء ونضع مكانها المحبة والمودة والأُلفة والشفقة والعطف والحنان {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ} ما أول شيء {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} الحب ثم بعد ذلك {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا} الحشر9

المسلم لا يجد شيئاً في صدره على أي واحد من المؤمنين حتى المحاربين له إن كانوا يحاربوه والمؤذين له إن كانوا يؤذوه لأنه لا يحمل في قلبه إلا السلامة ويحرص على أن يكون متخلقاً بقول الله {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89

أهم شيء يحافظ عليه المرء سلامة القلب من آفاته وأعظم آفات القلب الغل والحقد والحسد والشح والكراهية والبغضاء وغيرها من الأمراض التي عمت أرجاء الوطن الآن فقطَّعت حبائل المودة وجعلت الإخوة أعداء والأصدقاء فرقاء وصلة الأرحام أصبحت في خبر التاريخ ولم تعد موجودة إلا في أقل القليل

كل ذلك توارى لأن المحبة خرجت من الصدور ووضع مكانها والعياذ بالله البغضاء والشحناء من أجل دنيا فانية قد يسعى الإنسان إليها ولا يُحَصِّلها وقد يُحصِّلها ولا ينتفع بها وقد يجمعها من حرام فيُنفقها في الذنوب والآثام وقد يجمعها للورثة ويأخذها الورثة فينفقونها فيما لا يُرضي الله فيُحاسب على هذا المال كله من أين جُمع؟ وفيما أُنفق؟ لأنه لم يهذب أولاده ولم يُعلمهم دين الله وتركهم يتصرفون على أهوائهم فيُشاركهم في هذه المسئولية يوم لقاء الله جل في علاه

ما الشيء الذي في الدنيا يستوجب أن يبغض الأخ أخاه من أجله؟ رئيس جمهورية إلى متى؟ هل إلى يوم الدين؟ هب أنك ستظل رئيساً إلى يوم الدين ويوم القيامة ماذا سيكون وضعك وشأنك؟ لقد قال أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وسيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه{ينبغي أن نقول عند نعى أي عبد: مات عبد الله فلان} وينهى عن تلقيبه بألقاب هل يأخذ الأوسمة والنياشين معه إلى قبره؟ هل تنتقل السلطات معه إلى عالم البرزخ؟

إذاً ما الشيء الذي في الدنيا يبغض من أجله الأخ أخاه أو يحارب صديق أو يعادي قريب؟ والله لا فيها شيء أبداً يفرح به الإنسان لأن الشيء الذي ينبغي أن تفرح به ما يدوم لك الفرح به وما الشيء الذي يدوم الفرح به في الدنيا؟ لا يوجد {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58

نحن نريد أن نعمل في هذا الزمان عطارين فنبيع حبة المحبة ونضعها في قلوب المسلمين والمؤمنين والموحدين أجمعين ونجالس الخلق وننزع منهم البغضاء والشحناء ونضع مكانها الحب لله والحب لرسول الله والحب لكتاب الله والحب للصالحين والحب لعباد الله أجمعين حتى نكون في الجنة في الدرجة العظمى مع أمير الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم

مجالسنا تكون كلها محبة وكلماتنا كلها تعبر عن المحبة وتتحدث عن الأحبة وفي أي زمان ومكان لا نجالس إلا الأحبة {وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119

ولا نتكلم إلا بالمحبة {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} النساء114

ننشر الحب والوئام للكل وابدأ بنفسك فانشر الحب بين بيتك وأولادك وزوجك ثم إخوانك ثم جيرانك ثم ينتشر الحب لأن الإسلام ما انتشر إلا بالحب السلاح الذي نُشر به الإسلام في كل أركان الوجود هو سلاح المحبة حمله أحبة فنشروا المحبة في كل أرجاء الكون إياك أن تعتقد أنهم نشروا الدين بالكلام فلم يكونوا ذو فصاحة كما نراهم الآن ولم يكن معهم فضائيات مما نشاهده الآن ولم يؤلفوا كتب ولم ينشروا مقالات في صحف وإنما كتبوا في الصدور بخيوط النور محبة الله ورسوله والمؤمنين {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}المجادلة22

[1] صحيح البخاري والنسائي وابن حبان
[2] الصحيحين البخاري ومسلم والنسائي




رد: عطارين الحب

موضوع رائع في انتظار المزيد شكراا




التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

كنوز الجنة

كنوز الجنة


الونشريس

الونشريسالونشريس
الكنز الاول
الونشريس
عن عبادة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من استغفر للمؤمنين والمؤمنات
كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة
الكنز الثاني

الونشريس

عن ابن مسعود قال رضي الله عنه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال :
يا محمد أقرئ أمتك مني السلام
وأخبرهم أن الجنة طيبة
التربة عذبة الماء وأنها قيعان
وأن غراسها سبحان الله
والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر
" رواه الترمذي "

الكنز الثالث
الونشريس

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كلمتان خفيفتان على اللسان
ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن :
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

الكنز الرابع

الونشريس

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن الله اصطفى من الكلام أربعاَ ؟
سبحان الله ، والحمد لله ،
ولا إله إلا الله ، والله أكبر
فمن قال : سبحان الله كتب
له عشرون حسنة
وحطت عنه عشرون سيئة
ومن قال : الله أكبر فمثل ذلك
ومن قال : الحمد لله رب العالمين
من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة
وحطت عنه ثلاثون سيئة " رواه أحمد

الكنز الخامس

الونشريس

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الطهور شطر الإيمان
والحمد لله تملأ الميزان
وسبحان الله والحمد لله تملآن
أن تملأ ما بين السماء والأرض
والصلاة نور ، والصدقة برهان
والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك
أو عليك ، كل الناس يغدو فبائع
نفسه فمعتقها أو موبقها

الكنز السادس

الونشريس

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال :
رآني النبي صلى الله عليه وسلم
وأنا أحرّك شفتي . فقال لي:
بأيّ شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة ؟
فقلت: أذكر الله يا رسول الله . فقال:
ألا أخبرك بأكثر وأفضل
من ذكرك بالليل والنهار ؟
قلت: بلى يا رسول الله . قال :
سبحان الله عدد ما خلق
سبحان الله ملء ما خلق
سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء
سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء
سبحان الله عدد ما أحصى كتابه
سبحان الله ملء ما أحصى كتابه
سبحان الله عدد كل شيء
سبحان الله ملء كل شيء
الحمد لله عدد ما خلق
الحمد لله ملء ما خلق
الحمد لله عدد ما في الأرض والسماء
والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء
والحمد لله عدد ما أحصىكتابه
والحمد لله ملء ما أحصى كتابه
والحمد لله عدد كل شيء
والحمد لله ملء كل شيء
" رواه أحمد في مسنده "

الكنز السابع
الونشريس

عن أبي موسى رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له :
قل لا حول ولا قوة إلا بالله
فإنها كنز من كنوز الجنة

الكنز الثامن

الونشريس

عن جويرية رضي الله عنها :
أن النبي صلى الله عليه وسلم
خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح
وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى
وهي جالسة فقال :
ما زلت على الحال التي فارقتك عليه ؟
قالت : نعم . قال : صلى الله عليه وسلم :
لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات
لو وزنت بما قلتِ هذا اليوم لوزنتهن :
سبحان الله وبحمده
عدد خلقه ، ورضا نفسه
وزنة عرشه ، ومداد كلماته
" رواه مسلم "

الكنز التاسع

الونشريس

عن أم هاني رضي الله عنها قالت :
مّر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد كبرت وضعفت أو كما قالت
فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة. قال :
سبحي الله مائة تسبيحة فإنها
تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل
واحمدي الله مائة تحميدة فإنها
تعدل لك مائة فرس مسرجة
ملجمة تحملين عليها في سبيل الله
وكبرى الله مائة تكبيرة فإنها
تعدل لك مائة بدنة مقلّدة متقبلة
وهللي الله مائة تهليلة
قال أبو خلف : أحسبه قال :
تملأ ما بين السماء والأرض
ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل
مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت
" رواه أحمد و ابن ماجه "

الكنز العاشر

الونشريس

عن أبي هريرة ر ضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من قال : سبحان الله وبحمده مائة
مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر

الكنز الحادي عشر

الونشريس

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك ، وله الحمد
وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات
كان كمن أعتق أربع أنفس
من ولد إسماعيل
" رواه مسلم "




رد: كنوز الجنة

باركالله فيك ورزقك الجنة بغير حساب انت واهلك وجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه




رد: كنوز الجنة

بارك الله فيك و حقق أمانيك و جعلك من أهل الجنة و من تحبين برفقة النبي الأمين " عليه الصلاة و السلام "
آمين يا رب ، جزيل الشكر لك على الموضوع الرائع جعله الله لك في ميزان الحسنات




رد: كنوز الجنة

بارك الله فيك




رد: كنوز الجنة

بارك الله تعالى فيك و جازاك الله خيرا و جعله في موازين حسناتك
شكرا جزيلا لك على الطرح المميز




رد: كنوز الجنة

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

زيادة الايمان وضعفه

زيادة الايمان وضعفه


الونشريس

قال تعالى "

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ".

المتتبع لهذه الاية سيدرك ان ايمانه في زيادة ونقصان لذا عليه ان يحرص على العلاقة التفاعلية بين العبادات وتقوية الايمان ، فالانغماس في المشاغل الدنيوية واللهث وراء الحياة المادية والغفلة عن حقوق الله سبب في ضعف الايمان ، لذاعلينا تجديد الايمان بربنا واشغال جوارحنا بالطاعات .
زيادة الايمان ونقصه ككفتي الميزان ماترجح احداهما الا لتخف الاخرى فايهما تفضل رجحة ايها الانسان، التلذذ بالطاعات واستشعار رقابة الله ام الانغماس في المعصية وجعل الله اهون الناظرين اليك ؟
قال صلى الله عليه وسلم :" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ، وان يحب المرء لا يحبه الا لله ، وان يكره ان يعود للكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار "
ايها المرء عليك ان تعلم ان ضعف الايمان مرض يعتري القلوب فسارع لعلاجه قبل ان يفتك بصاحبه ، اذا رايت ان صدرك في ضيق وقلبك قاس وميزاجك عكر ، وان ذكر الله لايؤثر فيك وسماع القران لا يهتز له كيانك فاعلم بان ايمانك ضعيف وسيزداد ضعفا اذ لم تتحر مواطن تقويته لذا اسال نفسك هل انت في اجواء ايمانية تساعد على تقوية ايمانك ؟ هل تفتقد الى الصحبة والقدوة الصالحة ؟ هل انت منشغل بالاهل والاولاد وامور الدنيا متناسيا نصيبك من الاخرة ؟ هل غرك طول الامل ؟ هل انت ممن يفرطون في المباحات ؟ اذا اجتمعت فيك كل هاته الصفات فاعلم ايها المرء ان ضعف الايمان طغى على قلبك وعليك باللهث وراء سبل تقويته بدفعها والعمل بضدها
علينا ان نحاسب انفسنا قبل ان نحاسب وان نزار في وجه رغباتنا وشهواتنا لردعها عن التمادي وان نقف مع انفسنا وقفة مذل لله طامعين في رضاه راجينه بان يمنى علينا بثبات الايمان
يامصرف القلوب اصرف قلوبنا اليك ….يامثبت القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك




التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

اعرف نفسك

اعرف نفسك


الونشريس

قال مالك بن دينار : ( من عرف نفسه لم يغيره ما قال الناس فيه )

كان رجل من جمال الناس يجلس للحديث وعليه من افخر الاثواب فيتحلق الناس حوله يستمعون اليه وهو يهذي ويتقهر ، فمر عليه احد الحذاق فقال له : ياهذا تكلم على قدر ثيابك او البس على قدر كلامك.




رد: اعرف نفسك

: Clap:الشكر




رد: اعرف نفسك

لا شكر على واجب بوركت




رد: اعرف نفسك

السلام عليكم

عفوا غاليتي

لم يصلني المعنى فلم افهم بيت القصيد

شكرا على الشرح مسبقا




رد: اعرف نفسك

لا عليك اميمة ساشرح الامر وبكل سرور
فقول مالك ابن دينار يقصد انه من كان فوق الشمس موضعه فلا احد يرفعه ولا احد يضعه يعني انت التي تعرفين اين تضعين نفسك ولا تنتظري ان يصنفك الناس لانهم قد يغشوك وكما يقال من مدحك بخصلة ليست فيك جاء عليه يوم وذمك بخصلة ليست فيك
اما القول الثاني فيعني ان لا تشخص نفسك بغير شخصيتها الحقيقية لانك تخدع نفسك قبل ان تخدع غيرك
ارجوا انه قد اتضح المعنى




رد: اعرف نفسك

اكيد كل انسان يعرف نفسه جيدا, صحيح راي الناس فينا نحترمه لكن ليس بالضرورة انه مقنع
و اكيد كل واحد فينا به جانب مظلم و لكي نكون حياديين يجب ان نعرف انفسنا في كلا الجانبين
مشكورة اختي على الطرح
بارك الله فيك




رد: اعرف نفسك

سلمت يداك اختاه على الثنين الطرح الرائع

وعلى الشرح الروع

اكيد انو نعرف انفسنا مرحلة مهمة اساسية في بناء شخصيتنا

شكرا جزيلا




رد: اعرف نفسك

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة الربيع
اكيد كل انسان يعرف نفسه جيدا, صحيح راي الناس فينا نحترمه لكن ليس بالضرورة انه مقنع
و اكيد كل واحد فينا به جانب مظلم و لكي نكون حياديين يجب ان نعرف انفسنا في كلا الجانبين
مشكورة اختي على الطرح
بارك الله فيك

وفيك بركة بسمة لكن ان لم نقف على انفسنا ونراها بمراة البصيرة لن ندرك الجانب المظلم فينا وقد يرسم هو سلوكنا وطريقنا
سدد الله خطاك ونفع بك




رد: اعرف نفسك

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميمة
سلمت يداك اختاه على الثنين الطرح الرائع

وعلى الشرح الروع

اكيد انو نعرف انفسنا مرحلة مهمة اساسية في بناء شخصيتنا

شكرا جزيلا

لا شكر على واجب اخيتي ثبتنا الله واياك على الحق




التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

لماذا لا ينام الله؟

لماذا لا ينام الله؟


الونشريس

موضوع قرأته فأعجبني

فأتمنى أن ينال إعجابكم كذلك

لماذا لاينام الله ؟؟؟؟

سؤال حير الكثيرين و الجواب هنا…!

الونشريس

سبحان الله انظر الى رحمة الله بنا

ومع ذلك نعصيه

اللهم انك عفوا تحب العفو فاعفو عني

واغفرلي وارحمني وادخلني فسيح جناتك

وجميع المسلمين والمسلمات

إذا أعجبتك هذه الكلمات

لا تخرج قبل ان تنشرها

فالدال على الخير كفاعله




التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

ماأحلى معية الله

ماأحلى معية الله


الونشريس

تقول إحدى النساء خطرت على بالي فكرة غريبه .. وهي تثبيت كاميرات فيديو في بيتي إذ أردت أن أسجل يوما عاديا في حياتي.. فلماذا لا أرى نفسي بعــين الآخر. قمت فعلا بتثبيت الكاميرات في أكثر من مكان بالمنزل حتى تسجل كل حركه و كل سكنه بوضوح .
و لكن شعرت برهبه شديدة من هذه التجربة و لم أدري منبع هذا الخوف.. هل هو خوف من الكاميرات أم من نفسي ..!!؟.. مرت الدقائق بصعوبه شديدة .وسرحت بتفكيري متخيلة أحداث اليوم ..وكيف ستسجلها الكاميرا باللحظة لم أكن أنا الوحيده المتشوقة لرؤيه هذه التجربة بل أن مجموعة كبيرة من الصديقات يتشوقن لرؤيه هذه التجربة .. وكأنهن يتشوقن لرؤيه فيلم سينمائي من نوع خاص..لم يكتب له السيناريو سواي .. ولم يخرجه غيري ..!!! ولكن ترى من سيشاركني في بطولة هذا الفيلم ثم قلت في نفسي : مالجديد في الآمر؟ أنه يوم مثل أي يوم،يجب أن أتصرف بتلقائية وأحاول أن أتناسى الكاميرات وبدأت أشعر أن هذه الكاميرات تشعر بما أفكر به و كانها تنظر الى وتتحداني بل وتبتسم في سخرية : قائلة سأتعرف على كل مايخصك .. سأقتحم حياتك ،سأكون شاهدة على أقوالك وأفعالك كدت أجن من تلك الفكرة و هدأت نفسي قائلة : هذه الكاميرا ما هي الا جماد لايحس ولايشعر.!!.. .فلماذا كل هذه الرهبة و الخوف منها تحدثت مع صديقتي بالجوال لم أستطع الحديث وأغلقت الهاتف سريعا كنت دائما أتحدث بالساعات في الهاتف . الحديث عن تلك.
وماذا فعلت تلك ..والآن لا أستطيع وهكذا تمر الدقائق تلو الدقائق والساعات تلو الساعات وكلما فكرت في فعل شيء لا أحب أن يراه الناس تراجعت.. فالكميرات تسجل وتصور أحسست بخوف ، أحتاج لأحد ألجأ اليه ذهبت لا إراديا لأتوضأ وأصلي .. وأبكي بين يدي الله وكأنني أصلي لأول مرة نعم لأول مرة في حياتي أستشعر معية الله بعدها لم أعد أخشى من تلك الكاميرات .. بل أحببتها جدا لانها أحدثت تحولا كبيرا في حياتي ..ونظرت إليها في امتنان..وكأنني أقول لها : شكرا و الأغرب أنني بعد فترة لم أعد أِهتم بها ولم تعد تلك الكميرات هي الرقيب علي ، وإنما أعظم منها هو شعوري بمعية الله الذي لايغفل ولا ينام فلو فرضنا أن الكاميرات سجلت كل تصرفاتي فما الذي يجعلني أخاف من الناس الذين هم مثلي أم الله أأخشى الناس ولا أخشى الله حينئذ تذكرت مقولة..( لاتجعل الله أهون الناظرين أليك ) قمت وأغلقت الكاميرات ، فلم أعد في حاجه اليها ، ولن أحتاج أن أسجل يوما من حياتي .. فعندي ملكان يسجلان علي كل أعمالي وكل أٌقوالي و الآن أسمع صوتا يناديني من داخلي يقول: ((ماأحلى معية الله)) ولكن ماهذا الصوت ..؟؟ لقد سمعت هذا الصوت كثيرا ..أنه صوت الضمير خطرت لي فكرة أكثر غرابة ماذا سيحدث لو ظل كل منا تحت رقابة القمر الصناعي يوما كاملا كيف سيتصرف..؟الناس ستراك الآن .. ماذا ستفعل يا إلهي .. لقد كانت فكرة الكاميرات أبسط بكثير فمابالك بالقمر الصناعي ..والعالم كله يراك هل تعصي الله هل تحب أن يراك أحد على معصية بالطبع ستكون أجابتك : لا والآن أطرح سؤال هل تجد في الدنيا ماهو أعظم من رضا الله أذاً لاتجعل الله أهون الناظرين إليك* * * * * اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك لإن خشية الله هي أعظم درجة وهي الإحسـان فالإحسان : هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

منقول بتصرف




رد: ماأحلى معية الله

جزاك الله خيرا
قصة معبرة ……….حملت نصيحة قيمة
اللهم اهدنا




التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

صلاة الثلث الآخر من الليل

صلاة الثلث الآخر من الليل


الونشريس

استوقفتني
صلاة الثلث الآخر من الليل فوجدت عجباً!!
————————————————-
1-أنّ الصلاة المكتوبة
نداءها بصوت البشر، و صلاة الثلث الآخر
من الليل نداءها من رب البشر.
2-الصلاة المكتوبة
يسمع نداءها كل البشر، وصلاة الثلث الآخر
يستشعر نداءها بعض البشر.
———————————–
3-الصلاة المكتوبة
نداءها: (حي على الصلاة؛ حي على الفلاح)،
وصلاة الثلث الآخر من الليل نداءها: (هل من سائلٍ فأعطيه..).
4-الصلاة المكتوبة يُؤديها أغلبُ المسلمين؛ بينما صلاة الثلث الآخر
يُؤديها من إصطفاهم الله من المؤمنين.
5-الصلاة المكتوبة ربما يصليها البعض رياءً
بينما صلاة الليل لا يُصليها أحدٌ الا خُفيةً خالصةً لله.
————————————————————–
6-الصلاة المكتوبة
يمتزج في أدائها التفكير بمشاغل الدنيا ووساوس الشيطان
بينما صلاة الثلث الآخر هي إنقطاعٌ عن الدنيا وبناءٌ للدار الآخرة.
————————————————————————–
7-الصلاة المكتوبة
ربما تؤديها لكي تُقابل أحدا في المسجد فتتبادل أطراف الحديث معه؛ بينما صلاة الليل تؤديها لكي تأنس بالحديث مع الله و تتكلم معه وتبث همك وسُؤلك.
—————–
8-الدعاء في الصلاة المكتوبة
ربما يُجاب؛ بينما صلاة الثلث الآخر من الليل وعد الله عباده بالإجابة (هل من سائل فأعطيه).
9-أخيراً صلاة الثلث الآخر من الليل لا يوفق بالقيام بها
الا من أراد الله له أن يأنس بالحديث معه وسماع همومه وشكواه
فهنيأً لمن لبي نداء رب العزة والجلال
للجلوس بين يديه وسماع حديثه والتلذذ بمناجاته"




التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

اعلم يابن ادم

اعلم يابن ادم


الونشريس

– يابن ادم كيف يكون عاقلا من باع الجنة بشهوة ساعة ، فرب شهوة ثورت حزنا طويلا
– كما اعلم ان الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل
– واعلم ان العمل بغير اخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملئ جرابه رملا يثقله على ظهره ولا ينفعه
– واعلم ان المخلوق اذا خفته استوحشته وهربت منه والرب تعالى اذا خفته انسته واقتربت منه وهربت اليه
وتذكر حالك مع الدنيا لانها جيفة والاسود لا تقع على الجيف كما انها مثل المراة لا تثبت على رجل واحد
وانصحك بان تعرف نفسك لانك حين تعرفها تشتغل باصلاحها على عيوب الاخرين ، وان توثق غضبك بسلسلة الحلم لانه كلب اذا افلت اتلف وكن احزم من طائر البجع عينا في الماء طمعا وعينا في السماء حذرا
ولا تنس بان تستوحش ممن لا يدوم معك واستانس بما يدوم لك – قراءة القران –

مذكراتي




التصنيفات
خواطر و نفحات إيمانية

شراب الحب

شراب الحب


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

الناظر إلى أحوالنا الآن في قرانا ومُدننا و في مساكننا وطرقنا و في كل أحوالنا وشئوننا يجد أمرنا – ونحن المسلمين – عجباً .. نتلمَّس الشفاء مما نحن فيه من أدواء إن كانت أدواء حسيّة أو أدواء معيشية أو أمراض وعلل اجتماعية نتلمَّس الشفاء لكل ذلك في الخيرات الحسيّة التي تنتجها الأرض والتي يُساوى الله فيها بين المؤمن وغير المؤمن

الكل يظن أن حل كل هذه المشاكل بالماديات وبالمال وبالخير ولذلك نطلب فيه المساعدات ونمد الأيدي حتى لأهل الشقاء حتى أعداء دين الله نمد أيدينا إليهم طالبين المال ونظن أن المال هو الذي سيصلح الأحوال بينما نبينا صلي الله عليه وسلم وقرآننا وأحوال مجتمعاتنا الإسلامية التي كانت نماذج مضيئة لكل البرية ما الذي أصلح أحوالهم؟ الأدوية القرآنية المعنوية فإن الله لو ملَّك لكل رجلٍ منا ما يحتاج إليه ويزيد ويفيض بل ما يطلبه من المال وترك في الصدور داء الطمع والحرص فهل ستُحَل المشكلات؟

إن الذي فيه مرض الطمع يقول فيه صلي الله عليه وسلم {لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ}[1] وكما نرى وكما نشاهد أن جامعي الأموال هم أحرص الناس كما قال الواحد المتعال على الحياة {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} البقرة96

كلما زاد معه المال كلما زاد حرصه وكلما نما طمعه وكل مشكلات الوجود إن كانت فردية أو أسرية أو اجتماعية في أي زمان ومكان تجد أن السبب الذي وراءها وحصلت المشاكل بسببه هو المال حتى وصل الأمر – كما نحن الآن – إلى أن الأخ يهجر أخاه بل وربما يهجره بسبب المال وفتنة المال هي التي حذرنا منها الواحد المتعال والمال فتنة فقال {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} التغابن15

تفتن الإنسان وتجعله مشغولاً عن الذي خلقه وأبدعه وسوّاه وهو الله جلّ في عُلاه إذاً ما الذي يحلّ هذه المشكلات؟ الأدوية القرآنية التي مزجها الحبيب صلي الله عليه وسلم وخلطها بسنته البهية وركَّب منها أدوية وأشفيه عالجت كل أمراض النفوس الإنسانية في زمانه وإلى يوم الدين

نأخذ دواءاً واحداً منها وهو الحب من أين نشترى الحب الآن؟ هل توجد في الصيدليات كبسولات للحب أو شراب للحب؟ هل يوجد في المتاجر؟ أو هل تصنعه المصانع؟ هل يوجد هذا الدواء في عالم الأغنياء في أوروبا أو أمريكا أو اليابان وما غيرها؟ لا .. لأنهم سيطر عليهم حب الدنيا وأصبح كل همّهم الدنيا وما يُوصّل إليها وما يجعلها لهم

[color="o****"]وجد النبي صلي الله عليه وسلم أن خلاص النفوس وراحة المجتمعات والقضاء على كل المشكلات أن الناس تتحاب فيما بينها يُحبون الله ثم يُحبون نبي الله ثم يحبون كتاب الله ثم يحبون بعضهم بعضاً في الله هذا الحب هو الذي يحلّ كل المشكلات وقد رأينا وسمعنا كيف حلّ هذا الحب المشكلات على الطبيعة[/color]

هاجر أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم من مكة وغيرها إلى المدينة وتركوا وراءهم أموالهم ودورهم وتجاراتهم وكل ممتلكاتهم وذهبوا إلى المدينة معتمدين على ربهم ولا يملكون من حطام الدنيا لا قليل ولا كثير ماذا فعل أهل المدينة الذين انشرحت صدورهم للإسلام وامتلأت قلوبهم بالحب الخالص للرحمن؟ وسعوهم بصدورهم ففتحوا لهم بيوتهم واقتسموا معهم أموالهم وشاركوهم في أرزاقهم بسخاوة نفسٍ وبسلامة طبع لا عن ضيقٍ ولا عن حياء ولا عن تعسُف بل إنما بمحبة حتى قيل أن الرجل المهاجر كان يأتي إلى المدينة فيأتي خمسون رجلاً من الأنصار وكل رجلٍ منهم يريد أن يحصل على هذه الغنيمة ولا يرى أن ذلك غرامة بل يراها غنيمة للحب الذي في القلوب وفي الصدور وكل واحد منهم يريد أن يظفر به حتى كان النبي صلي الله عليه وسلم يُجرى قرعة بينهم بين الخمسين رجلاً أو يزيد ليخرج رجلاً منهم ظافراً بالغنيمة

وما الغنيمة؟ رجلٌ مهاجرٌ طريد شريد يأخذه إلى بيته يقتسم معه ماله ويُنصِّف معه بيته لماذا هذا كله؟ رغبة فيما عند الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}الحشر9

الإيثار الذي نتج عن هذا الحب لله وللنبي المختار صلي الله عليه وسلم هذا الحب الذي جعل النبي صلي الله عليه وسلم له مقياساً وترمومتراً في قلوب الصادقين متى يكون الإيمان الذي يستوجب رضا ومحبة رب العالمين في قلب المؤمن؟ إذا كان كما قال النبي صلي الله عليه وسلم {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[2]

إذا كان المؤمن يُحب لإخوانه المؤمنين من المال ومن الأولاد ومن الجاه ومن الخيرات ومن الأرزاق ومن البركات ما يُحب لنفسه فهذا دليل وبرهان على صدق الإيمان في قلبه للرحمن
وإذا كان يُحب نفسه أكثر من غيره ويريد أن يستأثر بالخيرات ويكون له أعظم غنيمة من الأموال والعطاءات دون إخوانه المؤمنين يكون في هذا الوقت محتاج إلى تجديد وإلى فيتامينات قرآنية وإلى كبسولات نبوية ليقوى هذا الإيمان حتى يصل إلى درجة الإيمان الذي أثنى عليه الرحمن والذي وصفه النبي العدنان صلي الله عليه وسلم

[1] صحيح البخاري وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه [2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي