— فى هذا الزمان الذى طغت فيه الماديات والشهوات وإنصرف كثير من الناس عن طاعة رب الأرض والسماء وإنصرف فيه كثير من الناس بالحياة الدنيا ليبني له بيتاً فيها ، فيخسر من ماله وجهده وفكره ووقته ما لا يخطر على بال . وهو معرض للبِلى والزوال ، والحرق والهدم ، والتشقق والتصدع ، وان سلم البيت من ذلك كله فلن يسلم صاحبه من الموت ، فكلٌ مسافر مع قافلة الراحلين كما قال الله عز وجل : (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) . النساء78
–وبيوت وقصور الجنة ليست كبيوتنا وقصورنا جاء في وصف بيوت الجنة كما في جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول صلى الله عليه وسلم :
( الجنة بناؤها لبنة من فضة و لبنة من ذهب و ملاطها المسك الأذفر و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و تربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم و لا يفنى شبابهم). قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3116 في صحيح الجامع
هل تشتهي بيتاً أو قصراً في الجنة؟
— عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا فقال : يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غراسا لي قال : ألا أدلك على غراس خير لك من هذا قال بلى يا رسول الله قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ) قال الألباني : صحيح
— وعن ابن مسعود00 قال صلى الله عليه وسلم : (لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء و أنها قيعان و أن غراسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله)قال الألباني : (حسن)
عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :- أن رجلاً قال له يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك فقال : ( طوبى لمن رآنى وآمن بى ، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بى ولم يرنى ) فقال له رجل : وما طوبى ؟ قال : ( شجرة فى الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ) 00رواه أحمد وابن حبان وصححه الألبانى فى صحيح الجامع ( 3923 ) 00
—
وعن جابر00 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة )قال الألباني : (صحيح)من أراد غرفة فى الجنة
* قال ابن كثير في تفسيره : (أي مساكن عالية طباق بعضها فوق بعض).
— وطيب الكلام معروف، وهو من حسن الخلق، وإطعام الطعام عام ويشمل إطعام الرجل زوجه وبنيه، وآبائه وإخوته وأقربائه وأضيافه وجيرانه، وإطعام اليتامي والمساكين والفقراء والمحتاجين، … الخ، وإدامة الصيام معروفة، وصلاة القيام أقلها ركعة فلا يبخلن أحدكم على نفسه ولو بركعة يوتر بها، ولو بعد العشاء وكفاه قول سيد الأنبياء : (إن الله وترٌ يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن)[صحيح الجامع : 3860]
فمن يشترى الدار في الفردوس يعمرها *** بركعة في ظلام الليل يُحييها
— قال ابن كثير في تفسيره : (أي إن فعلتم ما أمرتكم به ودللتكم عليه غفرت لكم الزلات، وأدخلتكم الجنات والمساكن الطيبات والدرجات العاليات).
—
سؤال الشهادة بصدق : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)[مسلم]* قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (1/285) : (فإذا سأل الإنسان ربه وقال : اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك – ولا تكون الشهادة إلا بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا – فإن الله تعالى إذا علم منه صدق القول والنية أنزله منازل الشهداء وإن مات في فراشه).
فكيف يزهد في هذا الأجر أحد من الإخوان ، وإن الدعاء ليستغرق نحو 5 ثوان ؟!
* وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/183) : والنُزُل (بضم النون والزاي): المكان الذي يُهيأ للنزول فيه، (وبسكون الزاي): ما يُهيأ للقادم من الضيافة ونحوها.
* وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (3/202) : (وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواءً غدا للصلاة أو لطلب علم أو لغير ذلك من مقاصد الخير أن الله يكتب له في الجنة نزلاً).
فكيف يزهد أحدٌ في هذه الطاعة، وهى لا تستغرق من الوقت شئ 00
— ويدخل في الأجر من تصدَّق ولو بلبنة أو بثمنها لبناء بيت الله ، والله أعلم.
فكيف يزهد في هذا الأجر من الإخوان وإن سد الفرجة ليستغرق نحو 3 ثوان ؟!
وعن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال : حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسارُّ إليه ، قال : سمعتُ أم حبيبة تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيتٌ في الجنة)[مسلم]
قالت أم حبيبة : فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال عنبسة : فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.
وقال عمرو بن أوس : ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة.
وقال النعمان بن سالم : ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.
فكيف يزهد أحدٌ في أجر هذه الطاعة ، وإنها لتستغرق نحو نصف ساعة؟!
— صلاة الضحى أربعاً وقبل الظهر أربعاً : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى الضحى أربعاً وقبل الأولى أربعاً بُنى له بيتٌ في الجنة)[الصحيحة : 2349]
* قال الألباني : والمراد بالأولى : صلاة الظهر فيما يبدو لي ، والله أعلم.
فيكف يزهد أحد في هذه الطاعة ، وإنها لتستغرق نحو ثلث ساعة ؟!
(والزعيم : هو الضامن، وربض الجنة : ما حولها، والمراء : هو الجدال)
فقد ضمن النبي صلى الله عليه وسلم بيتاً في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان الحق معه، وبيتاً في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح أحياناً وما يقول إلا الصدق، وضمن النبي بيتاً في أعلى الجنة لمن حسن خلقه، فطوبي لمن حسن خلقه.
—
الصبر على موت الولد: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد)[الصحيحة : 1408]—
دعاء السوق : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة وتحط عنه ألف ألف سيئة وبني له بيتاً في الجنة). [صحيح الترمذي : 2726]فقال عمر رضى اله عته : إذن نستكثر قصوراً يا رسول الله؟ فقال :(الله أكثر وأطيب)[الصحيحة : 2/137]
فكيف يزهدُ أحدٌ في هذا الأجر الفائق، وإن قراءتها عشراً لتستغرق نحو 3 دقائق؟!
من أراد كنزاً فى الجنة
— عن أبي ذر00 قال صلى الله عليه وسلم يوماً لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قال بلى يا رسول الله ، قال تقول : لا حول و لا قوة إلا بالله )قال الألباني : (صحيح)
— عن أبي هريرة 00 قال صلى الله عليه وسلم :
( ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول : لا حول و لا قوة إلا بالله )قال الألباني : (صحيح)— عن أبى هريرة 00قال صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها من كنز الجنة )قال الألباني : (صحيح)
–ووالله لو لم يكن فى الجنة إلا نعمة الرضوان والنظر إلى وجه الرحمن لكان ذلك كافياً00فهذا هو الفوز العظيم الذى لا فوز وراءه ، والسعادة الدائمة الكبيرة التى لا سعادة بعدها 000
اخوكم في الله حميد
بارك الله فيك اخي
نسال الله لنا و لكم الفردوس الاعلى
(رب ابني لي عندك بيتا في الجنة)
شكرا شكرا على الذكر المشوق
السلام عليكم شكرا لك اختي راحيل صفحتي نورت بوجودك ات شاء الله دائما متالقة
العفو
الشكر لك اخي
ما شاء الله عليك
دائما متألــــــق
السلام عليكم شكرا لك رقية الله يخليك لينا يارب
شكرا لك الاخ حميد وبارك الله فيك على المعلومات القيمة
جزاك الله بها الحسنات
انت حقيقة تبدع في هذا القسم
السلام عليكم
شكرا لك اخي ياســـــر على المرور
اتمنى لك المزيد من التألق
وبارك الله فيك
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :
شريط مفرغ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (آل عمران :102 ) ،{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء:1 )، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.} ( الأحزاب : 70 – 71 ) .
ألا وإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسوف أفسِّر لكم بعض الآيات من سورة الأنعام ألا وهي قول الله تبارك وتعالى :
{ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( الأنعام :151 – 153 ) .
كان العرب في الجاهلية يُحلِّلون ويٌحرّمون بأهوائهم وبجهلهم وبضلالهم؛ كانوا يعبدون الأوثان، ويتقربون إليها بالقرابين من الأنعام والحرث والأولاد، فأنكر الله تبارك وتعالى عليهم هذا الشرك، وأنكر عليهم هذه التشريعات؛ يُحلّلون ويحرِّمون كما شاءوا بجهلهم وضلالهم ! قال الله تبارك وتعالى : { مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }
(المائدة : 103) .
البحيرة : الناقة يُمنَع درّها فلا تُحلَب إلا للطواغيت وسدنتها .
والسائبة : هي التي يسيبونها فلا يحمل عليها أحد شيئا؛ يسيبونها من أجل الأصنام والأوثان.
والوصيلة : هي الناقة البكر تلد أنثى ثم تلد أنثى وليس بينهما ذكر، فيسيبونها لطواغيتهم. والحام : الفحل من الإبل يضرب الضراب المعيّن، ثم بعد ذلك يُطلق سراحه فلا يُحمل عليه ولا يُركَب من أجل الأوثان، فأنكر الله ذلك وقال: ما شرع الله ذلك بل حرمه وهذا كذب وافتراء على الله عز وجل، { وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا } ( الأنعام : 139 ) يحِلُّون لأنفسهم ما يشاءون ويحرِّمون على نسائهم ما يشاءون؛ من أمهاتهم وبناتهم وزوجاتهم -والعياذ بالله- .
وتشريعات أخرى أنكرها الله تبارك وتعالى عليهم، ومنها قول الله تبارك وتعالى :
{ قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ } ( الأنعام : 145 ) .
هذا الذي ورد في الكتاب، ثم أضاف الله بعد ذلك على لسان رسوله تحريم أكل الحمر الأهلية، وأكل كل ذي ناب من السباع، وأكل كل ذي مخلب من الطير .
وفي الحديث عن ابن عباس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير)([1]) وكل ذلك من تشريع الله سبحانه وتعالى .
ثم قال الله تبارك وتعالى في هذه الآيات : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } لا آباؤكم ولا أجدادكم، وإنما الله هو الذي يمتلك حقّ التحليل والتحريم والتشريع وحده سبحانه وتعالى؛ إذ هو الربّ الخالق، البارئ، المصوِّر، الذي خلق هذا الكون ودبّره، وخلق الجنّ والإنس لعبادته، فالحقّ التشريعي له سبحانه وتعالى، فحرّم الشرك به؛ أول المحرمات وأعظمها وأخطرها : الشرك بالله تبارك وتعالى؛ ذلكم الذنب العظيم الذي تهتزّ له السماوات والأرض، بل تكاد تتفطّر وتكاد تنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّاً منه، ذلكم الذنب الذي لا يغفره: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } (النساء : 116) { وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }( الحج : 31 )، فهذا ذنب لا يُغفَر، فيجب على البشرية جميعا أن يخلصوا الدين لله وأن يعبدوه وحده وأن يحققوا الغاية التي خلقهم من أجلها .
{ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً }
شيئا من الأشياء؛ يعني (شيئا) مفعولا؛ فلا تشركوا بالله شيئا من الأشياء، لا من الملائكة ، ولا من الأنبياء، ولا من الأوثان، ولا من الأشجار، ولا الشمس ولا القمر، ولا شيئا من المعبودات التي يعبدها الناس على اختلاف مللهم ونحلهم .
أو : لا تشركوا به شيئا من الشرك، و (شيئا) على هذا مصدر؛ لا تشركوا به شيئا من الأشياء، من كل ألوان الشرك صغيره وكبيره .
{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }
الوالدان لهما حقّ عظيم؛ لذا يقرن الله حقهما بحقه في آيات كثيرة، واعتبر العقوق من أكبر الكبائر؛ لأنه نكران للمعروف ونكران للجميل، كما قال الله تبارك وتعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } ( الإسراء : 23 – 24 ) .
يعني منّة عظيمة للوالدين عليك، وأيادٍ بيضاء، لا تستطيع أن تكافئهما مهما أطعتهما ومهما بالغت في البرّ والإحسان إليهما، إلا أن تجد أحدهما مملوكا فتشتريه فتعتقه كما جاء في الحديث، أما لو بذلت ما بذلت من البرّ والإحسان إلى أبويك والطاعة لهما، والإكرام لهما، والتواضع لهما، فلن تبلغ شكرهما .
فيجب أن يعرف المسلم حقّ أبويه، قال تعالى:{ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } ( لقمان : 14 )، قرن شكرهما بشكره سبحانه وتعالى .
كثير من الناس يتهاون في حقّ أبويه -مع الأسف الشديد- وينسى ذلك المعروف العظيم، يعني من الحمل إلى الولادة…المتاعب والمشقات، إلى كدّ الأب عليه وبرِّه به ورأفته به والإنفاق عليه، إلى أن يكبر ، ثم في الأخير ينسى أبويه ! هذا بلاء والعياذ بالله، ونكران للجميل والمعروف، ومن أحطّ أنواع نكران الجميل والمعروف .
فلابدّ من الإحسان إليهما، {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } : أحسنوا بالوالدين إحسانا؛ (إحسانا) مفعول لفعل محذوف، تأكيدٌ لهذا الفعل .
الإحسان ما هو ؟ كل ما يطلق عليه إحسان لابدّ أن تبذله لأبويك؛ استخدم كل ما تستطيع من إحسان وإكرام لأبويك .
{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ }
كان هناك في الجاهلية عادة خبيثة؛ يقتل ولده خشية الإملاق سواء كان ذكرا أو أنثى، أو يقتل البنت خشية العار ! {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} (النحل :58 ) والعياذ بالله، كانوا يأنفون من البنات ويقتلونهنّ خشية العار، يئدوهنّ وهنّ أطفال لا ذنب لهنّ : { وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }( التكوير : 8 – 9 ) يُسأل القاتل الذي وأد فلذة كبده؛ يسأل الموؤودة تنكيلاً به وتشهيرا به في ارتكابه لهذا الذنب.
والله تبارك وتعالى أكرم المرأة في الإسلام إكراما عظيما، وقد كانت من سقط المتاع، وكانت تمتهن، تورث ولا ترث ويعضلها الرجل ويتحكم فيها فيتزوجها ويطلق ويرجِّع، ويطلق ويرجِّع، وكم أهينت المرأة في الجاهلية وفي الجاهليات كلّها فأكرمها الإسلام وجعلها ترث وتورث، وأمًّا تُبرّ، وابنة تُحتَرم، وأختا توصل، وهكذا رفع من شأنها، ولكن أعداء الإسلام لا يرون هذا الإحسان إلى المرأة في الإسلام، فيشيرون من قريب أو من بعيد إلى أن الإسلام قد هضم المرأة – قاتلهم الله – !
أما المساواة التي يريدونها -والعياذ بالله- فهي ليست من العدل : { قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَــدْراً } ( الطلاق : 3 )، والله تبارك وتعالى أعطى للرجال على النساء درجة، وكلّف الرجل بالإنفاق عليها وإسكانها ورعايتها وحمايتها وإلى آخره، فهي في راحة وهناء .
وإذا قارنت بين وضعها حتى الآن في بلدان غير بلاد المسلمين؛ المرأة لا تزال ممتهنة، بينما المرأة في الإسلام محجبة، محترمة، يعولها زوجها أو أبوها أو أخوها؛ يكفلها الرجل حماية لها وصيانة لها .
{ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ }
يعني من الفقر؛ يعني لا تقتل ولدك ولو كنت فقيرا وتعيش في غاية من الفقر لتتخلص منه، يعني تخاف يشاركك في رزقك -والعياذ بالله- ! .
وقال في آية الإسراء : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } فلا تقتله؛ لا خشية إملاق -إذا كنت غنيا وفي حال السعة ترقبا للفقر-، ولا تقتله وأنت فقير، حماية وصيانة من هذه الوحشية التي كانت تمارس في تلك الجاهلية الجهلاء والعياذ بالله .
فيحمي الإسلام المرء صغيرا وكبيرا ويصونه، وهذا من فضل الله ورحمته سبحانه وتعالى بعباده؛ بالأطفال والنساء والأيتام وإلى آخره، كل ذلك تحدث عنه القرآن والسنة، حتى بالحيوانات كما قال صلى الله عليه وسلم: ( عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )([2]) فكيف بالبشر ؟! كيف ببني الإنسان ؟! الذي كرمه الله : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } (الإسراء :70 ) .
قال تعالى: { نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } قدّم رزق الآباء هنا؛ لأنهم في حال الفقر، فقدم ذكرهم وذكر رزقهم على رزق الأبناء، وفي سورة الإسراء قال : { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} يقدم الأهم فالأهم .
وقوله : { وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }
حماية للمجتمعات من الفواحش والرذائل والعياذ بالله؛ لأن الله خلق الناس لعبادته وطاعته، وشرّع لهم التشريعات لتكون المجتمعات في غاية النظافة والنزاهة والحياة الكريمة، ليست الحياة الجاهلية؛ سواء الجاهلية المتوحشة أو هذه الجاهلية المتحللة والعياذ بالله، يريد للبشر -الذين كرمهم الله- أن يحيوا حياة طيبة كريمة لا فحش فيها ولا فواحش، لا فحش اللسان ولا فحش الجوارح والقلوب، والعياذ بالله .
{ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ } فضلا عن ممارستها ،نهاك عن قربانها ،والنهي عن ممارستها والوقوع فيها أولى وأولى، فإذا نهاك عن قربانها؛ يعني الدندنة حول الشيء ، فكيف بالوقوع فيها والعياذ بالله ؟!
{ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } ما يخفى منها وما يُعلَن، لا تقربوا الفواحش؛ منها الزنا والعياذ بالله ومقدماته؛ لا تقربوها، والنظر مقدمة للوقوع في هذه الفاحشة، فأمر الله تبارك وتعالى بغضّ الأبصار من الجانبين؛ من الرجال والنساء : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} ( النور : 30 )؛ يعني هذا سدّ لذرائع الزنا والفواحش، { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} ( النور : 31 )، كل هذا لسدّ الذرائع إلى الوقوع في الفواحش لتبقى المجتمعات التي تؤمن بالله نظيفة طاهرة من الفواحش الظاهرة والخفية :{ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } .
{ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ }
حماية للدماء التي يستبيحها البشر إذا تمردوا على شرائع الله عز وجل واستباحوا لأنفسهم سفك الدماء وارتكاب الفواحش، وهذه توجد في المجتمعات الجاهلية .
أما الإسلام فإنه يصون الأعراض ويحفظ الدماء ويحميها، { وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ }، { مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } ( المائدة : 32 )، { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } (النساء : 93) : حماية، وعيد شديد؛ يعني بيان فظاعة القتل، الذي يقتل نفسا واحدة فكأنما قضى على الإنسانية كلها: { فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً }، وشرع القصاص من أجل ذلك { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى } الآية . (البقرة : 187)، فأيّ حماية للدماء مثل هذه الحماية ؟!.
وقوله : { إِلاَّ بِالْحَقِّ } ؛يعني لا تقتلوها بحال من الأحوال إلا بالحقّ؛ وهو أن يَقتُل فيُقتَل، يُقاد منه، أو يرتكب وينتهك حرمة الإنسان، فيزني وهو مُحصَن فيُقتَل، أو يرتدّ عن دين الإسلام، يفتح بابا للشرّ على الإسلام فيرتدّ، فيُقتَل كما في الحديث : (لا يحلّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة )([3])، فهذا هو الحقّ الذي يستحقّ أن يُقتَل؛ أن تقتل هذه النفس التي حرم الله قتلها؛ لأنها هي انتهكت حرمات الله تبارك وتعالى، فيعدو على نفس مسلمة فيقتلها، أو نفس حماها الإسلام بالعهد فيقتلها؛ لأن نفس المسلم ونفس الذمّي محرّمة، لأنه في ذمّة الله وذمّة رسوله فلا نخفر ذمّة الله عز وجل فنقتل الذمّي : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما)([4]) هذا احترام لنفس المسلم ولنفس من يأوي ويعيش في ظلّ الإسلام وفي ذمّة المسلمين، هل يوجد دين كهذا ؟! الله أكبر، ما أعظم الإسلام .
{ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
الإشارة ترجع إلى هذه الأمور التي سلفت؛ من تجنب الشرك بالله تبارك وتعالى، ومن تجنب عقوق الوالدين، والقيام ببرهما، ومن قتل الأبناء، ومن قتل النفس، الإشارة تعود إلى هذه الخمس { ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ } والوصية هي الأمر المؤكد اللازم الذي يجب القيام به، { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } تعقلون الأمور وتدركون الأخطار التي تترتب على ارتكاب هذه الجرائم، وتدركون الفوائد العظيمة من التزام تشريع الله تبارك وتعالى تجاه هذه الأمور .
{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
انظر كيف يعتني الإسلام باليتيم؛ لا تقربوا مال اليتيم في حال من الأحوال، إلا بالخصلة التي هي أحسن، وهي رعاية ماله وحفظه وتنميته، وبعضهم يفسر { بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } بالتجارة فيه، لينمو، ويحرِّم عليك أن تأكل من مال اليتيم شيئا، والوصي عليه إن كان غنياً فليستعفف، وإن كان فقيراً فليأكل بالمعروف : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }(النساء :10) وأوصى الله باليتيم في آيات كثيرة؛ انظروا هذه الرحمة في الإسلام والعناية بالكبير والصغير، والعناية بكل مخلوقات الله عز وجل ولا سيما اليتيم : { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ } ( الضحى : 9- 10 ) { أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } ( الماعون : 1- 2 ) أي لا يحترمه، يهينه ويدفعه بعنف، فيدخل في الويل وهذا الوعيد الشديد -والعياذ بالله- فلابد من الرحمة والرأفة باليتيم والعناية به، والذي يعول يتيما يُبعث مع رسول الله، يقيم معه في الجنة : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) . وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا)([5]) عليه الصلاة والسلام، كافل اليتيم؛ تكفل يتيما لك أو لغيرك تنال منزلة عظيمة وجزاء عظيماً عند الله عز وجلّ، والوعيد الشديد على من لا يحترمه ويأكل ماله أو يهينه، ويل له إن أهانه والنار له إن أكل ماله .
ثم يقول تعالى: { وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ }؛ {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}
( الأعراف : 85 )، لابد من العدل، سواء أخذت أو أعطيت، لابد من العدل .
{ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }؛ يعني إذا اجتهدت غاية الاجتهاد على أن لا تخسر الميزان أو الكيل؛ اجتهدت فحصل خلل؛ نقص من حيث لا تدري، فلا يؤاخذك الله به لأن التكاليف كلها مقيدة بالقدرة والطاقة؛ فالذي يخرج عن طاقة الإنسان لا يكلِّفه الله به : { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }في هذه الآية وفي غيرها : { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } ( البقرة : 286 )، { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }( الحج : 78 )؛ فالتكاليف في حدود القدرة والطاقة، فيجتهد الإنسان ويبذل أقصى وسعه في أن لا يظلم هذا الإنسان الذي يتعامل معه، سواء أخذ منه؛ كال له أو اكتال منه، يحرص أن يكون مقسطا في ذلك، عادلا في ذلك، فإن غُلِب على أمره من حيث لا يدري فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، أما أن يتعمد فالله أكبر : { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ }( المطففين : 1-3 ) حتى لو كان كافرا أوف له الكيل؛ لو كان كافرا فضلا عن المسلم، فلابد أن تتعامل بالعدل مع كل الناس في الأقوال والأفعال، فقوله : { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}؛ يعني إذا اجتهد الإنسان وبلغ أقصى طاقته في التحرز من الوقوع في الإثم، ونقص من يتعامل معه بكيل أو وزن أو نحو ذلك، ثم حصل زيادة حبة أو حبتين من حيث لا يدرك الإنسان أنه نقص أو زاد لنفسه فإنه لا يؤاخذ به؛ لأن الله لا يؤاخذك إلا بما تعمدت فيه، أما الخطأ والنسيان فمرفوع عن هذه الأمة .
ثم يقول تعالى : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ }
انظروا ! الآية السابقة في الفعل وهنا في القول؛ إذا قلت فاعدل سواء في الإخبار والأخبار أو في الشهادة، أو في الجرح والتعديل، أيّ قول تقوله فاعدل فيه، تكليف من الله تبارك وتعالى بهذا العدل، الذي قامت عليه السماوات والأرض، فلابد من العدل؛ إذا قلت فاعدل، والله تعالى يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا } ( النساء : 135 )، الله أكبر ! فالعدل في القريب والبعيد، العدل في القول في أيّ مقام من المقامات وفي أيّ حال من الأحوال، بالنسبة للعدو والصديق ، والكافر والمسلم، لابد من العدل، فإن العدل واجب في كل حال، وعلى كل حال، ولكل أحد وعلى كل أحد .
العدل أمر عظيم، لا يحملنّك شفقة على قريب أو التعصب له أن تقول غير العدل، ولا يحملنّك شدّة العداوة والشنآن للعدوّ أن تتجاوز العدل، لابد من العدل، وإذا ظلمتَ كافرا، فاسقا، مجرما لإجرامه، واستجزتَ أن تظلمه ولا تقيم فيه ميزان الله العدل فإنك تحاسب على هذا؛ لأن الله هو العدل سبحانه وتعالى، الذي تنـزه عن الظلم، ولا يرضى أن تظلم أحدا مهما كان، لا بقول ولا بفعل، لا في مال ولا في عرض .
تشهد على قريبك ولو كان أبوك، تقوم بالقسط، وتشهد للعدو إذا كان له حقّ مهما بلغ بالعداوة إذا كنت تعرف أن له حقّا على شخص وطُلب منك الشهادة، عليك أن تدلي بهذه الشهادة على وجه العدل ولو كان على أبيك .
الظلم للناس في أموالهم وأعراضهم هذا ديوان لا يترك، ذنب لا يُغفر وهو الشرك، وذنب لا يُترك وهو تظالم العباد فيما بينهم، حتى لو جاز المسلمون الصراط؛ المؤمنون الناجون لو جاوزوا الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار ليؤخذ لبعضهم البعض، فالله لا يترك هذا، ويأتي الإنسان بحسنات أمثال الجبال وهو المفلس، سماه رسول الله المفلس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) ([6]) هذا هو المفلس، فليصن الإنسان لسانه من الغيبة والنميمة والظلم وقول الباطل وشهادة الزور، كل هذه الأشياء تنافي العدل الذي شرعه الله تبارك وتعالى في القول .
ثم قال تعالى : { وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ }
الله أكبر ! رسول الله ضرب أروع الأمثلة في صلح الحديبية، عليه الصلاة والسلام، كان قد جاءه مندوب قريش وآخرهم سهيل بن عمرو واصطلحوا على هدنة عشر سنين ومن الشروط أن لا يدخلوا البيت في هذا العام، وأن لا يطوفوا ولا يسعوا، ومن ضمن الشروط المجحفة أن من ذهب إلى المدينة لابد أن يُعاد إلى مكة، ومن ذهب من المسلمين من المدينة إلى مكة لا يعود، فجاء أبو جندل ابن سهيل يرسف في القيود يقول: يا معشر المسلمين كيف أعود، كيف أرجع إلى هؤلاء فيفتنوني ؟! وسهيل يصرّ على أنه لابد أن يرجع، ورسول الله يتلطف به؛ يقول له : اترك هذا لي، يقول له: لا أتركه أبدا، ولن يبرم هذا العهد ولا ينفذ إلا إذا عاد هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جندل: ( أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد صالحنا هؤلاء القوم وجرى بيننا وبينهم العهد وإنا لا نغدر )([7]) هذا من الوفاء بالعهود :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ }( المائدة : 1 )، { إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }( الإسراء : 34 )
أمر العهود عظيم جدا في الإسلام، فلابد من الوفاء بالعهود سواء على مستوى الدول أو على مستوى الأفراد، وأولى الأمور بالوفاء عهد الله علينا: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }
(ياسين : 60 – 61 )
فنفي بعهد الله بأن نلتزم الإسلام، ونلتزم ما جاء في كتابه، وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، من الأوامر فننفذها، والنواهي فنجتنبها، ونجتنب كل ما حرم الله علينا سبحانه وتعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه )([8]) فنفي بعهد الله ونفي بالعهود؛ إذا كانت بيننا وبين دول أخرى يجب أن نوفي بها، وإذا كانت بين أفراد وأفراد، الإنسان يدخل في ذمّة المسلم؛ إذا دخل كافر حربي في ذمة امرأة أو عبد فإنه يلزم المسلمين جميعا أن يفوا بعهد هذه المرأة أو هذا العبد، انظروا إلى أي حد يحترم الإسلام العهود ؟!
{ وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
يؤكد ويكرر هذه الوصايا : ( ذالكم وصاكم )، ( ذالكم وصاكم )؛ يعني أمور حازمة، جازمة لابد أن نقوم بها، ولماذا يوصينا بهذا ؟ يوصينا لنتذكر، فندرك ونعتبر ونتّعظ وننزجر، هذه أمور عظيمة جدا يجب أن يرعاها المسلمون؛ أفرادا ومجتمعات .
ثم قال بعد ذلك :{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }
ويدخل في هذا الصراط المستقيم هذه الأمور التي وصانا الله بها؛ من توحيده وإخلاص الدين له، ومن اجتناب الشرك، ومن اجتناب العقوق، والقيام بالبرّ ومن، ومن ..إلى آخر الأشياء التي ذُكرت في هذه الوصايا؛ كلها داخلة في صراط الله المستقيم، وعلينا أن نتبعه { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ } وهذه الوصية باتباع الصراط جاءت في آيات كثيرة، بأساليب مختلفة، منها : الأمر بالاعتصام بحبل الله وأن لا نتفرق، وهنا قال { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } فنتبع صراط الله المستقيم، في عقائدنا وفي عباداتنا، وفي معاملاتنا، وفي مناهجنا وفي سياستنا، وفي كل أمر شرعه الله تبارك وتعالى؛ فإنه صراطه، وإنه عدله سبحانه وتعالى، ولن تستقيم للمسلمين حياة إلا إذا اتبعوا صراط الله المستقيم، وإلا فهي حياة منحرفة، وحياة حقيرة ودنيئة، حياة الذلّ والهوان، لعدم التزامنا وسلوكنا هذا الصراط المستقيم وعدم إتباعنا لمنهج الله الحقّ .
( وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ ) نهي عن التفرق ونهي عن الضلال: (وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) : كل الملل والنحل لا يجوز أن نتبع منها شيئا، طرق البدع والضلال لا نتبع منها شيئا، نلتزم صراط الله المستقيم، لا عوج فيه ولا أمتا، ( الصراط المستقيم ) هو المعتدل الذي يوصلك إلى الله تبارك وتعالى ومرضاته .
أما السبل الأخرى فكما جاء في حديث ابن مسعود وحديث جابر وغيرهما : قال : ( خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وقال : " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال : " هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه )([9]) فللشيطان سبل كثيرة؛ سبيل اليهود، سبيل النصارى، سبيل الوثنيين؛ المجوس، الهندوك، سبيل مشركي العرب آنذاك، ولمن بقي منهم على الشرك، سبل للروافض وللخوارج، للمعتزلة، للمرجئة، لاثنتين والسبعين فرقة، على كل سبيل منها شيطان يزينه ويزخرفه ويلمعه للسخفاء الذين لا يعقلون ولا يتبصرون ولا يتّعظون ولا يتذكرون !!
{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
انظروا ! قال في الوصية الأولى : ( لعلكم تعقلون ) ثم قال في الثانية : ( لعلكم تذكرون) ثم قال هنا : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، قال بعض العلماء وأظن منهم ابن عطية : لأنه إذا عقِل تذكر، وإذا عقل وتذكر حصلت التقوى؛ إذا عقل وصية الله وعمل بها، وإذا تذكر هذه الوصايا العظيمة واستفاد من هذه الذكرى، قاده ذلك إلى تقوى الله ومراقبته وخشيته، استقام على الصراط المستقيم، وأخذ بمواعظ الله ونصائحه ووصاياه، لابدّ أن يكون من أفضل المتقين إن شاء الله .
وفي هذه الآيات رعاية وحفاظ على مقاصد الشريعة والمصالح العظيمة ودرء المفاسد الكبرى؛ حفظ المال، حفظ النفس، حفظ النسب، وحفظ الدين.
فمن هذه المقاصد العظيمة:
– الحفاظ على الدين وحماية العقيدة، ولهذا شرع الجهاد لإعلاء كلمة الله، وحرّم الشرك وأوجب التوحيد وشرع الجهاد لتحقيق هذه الغاية؛ توحيد الله ونبذ الشرك بالله تبارك وتعالى .
– الحفاظ على الدماء، فحرّم قتل النفس وأوجب فيها القصاص .
– الحفاظ على المال: { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّام} (البقرة: 188 ) إلى آخره من الآيات التي حرمت الاعتداء على المال بأي شكل من الأشكال؛ لأن المال به قوام الحياة أو كما يقال : عصب الحياة، فلابد من حمايته .
– حماية الأعراض {وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } هذا لحماية الأعراض.
فهذه آيات عظيمة جامعة لمصالح الدين والدنيا، فلابد من العناية بها؛ فهما وتطبيقا .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا وإيّاكم في دينه، وأن يوفقنا لالتزام شريعته، وأن يثبتنا عليها، وأن يجنبنا هذه المعاصي والكبائر ما ظهر منها وما بطن، إن ربنا لسميع الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
منقول للافائدة
خلقه
تجسد الشيطان
هل إبليس من الملائكة
الشياطين هم كفار الجن ، قال الله تعالى عن إبليس اللعين : ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) الكهف/50 .
وذهب كثير من أهل العلم إلى أن إبليس هو أبو الجن كلهم : مؤمنهم وكافرهم ، فهو أصلهم وهم ذريته : نُقل هذا القول عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن البصري وغيرهم .
انظر : "تفسير الطبري" (1/507) ، "الدر المنثور" (5/402) .
وروي في ذلك حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/197) عن معاوية بن الحكم السلمي ، إلا أنه ضعيف جدا ، تفرد به طلحة بن زيد القرشي الذي قال فيه علي بن المديني : كان يضع الحديث . انظر "تهذيب التهذيب" (5/16) .
وقد أطلق شيخ الإسلام على إبليس أنه " أبو الجن " في أكثر من موضع ، انظر "مجموع الفتاوى" (4/235،346) ، وكذا تلميذه ابن القيم ، ثم الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/369) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" (9/370-371) – :
" والشيطان هو أبو الجن عند جمعٍ من أهل العلم , وهو الذي عصى ربه واستكبر عن السجود لآدم , فطرده الله وأبعده " انتهى .
وجاء في "فتاوى نور على الدرب" للشيخ ابن عثيمين ( الجن والشياطين/سؤال رقم/2) :
" لا شك أن إبليس هو أبو الجن ؛ لقوله تعالى : ( وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ) . وقوله عن إبليس وهو يخاطب رب العزة سبحانه وتعالى : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) . وقوله تعالى : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو ) .
فهذه الأمور أدلتها واضحة أن الشيطان له ذرية ، وأن الجن ذريته . ولكن كيف يكون ذلك ؟ هذا ما لا علم لنا به ، وهو من الأمور التي لا يضر الجهل بها ، ولا ينفع العلم بها . والله أعلم " انتهى .
ولمزيد الفائدة راجع جواب السؤال رقم (13378) .
والله أعلم .
تفسير جزء عم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أقدم لكم إخوتي الكرام تفسير جزء عم
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
تفسير جزء عم.zip | 179.8 كيلوبايت | المشاهدات 6 |
شكرا يعطيك الف خير*.
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
تفسير جزء عم.zip | 179.8 كيلوبايت | المشاهدات 6 |
جزاك الله خيرا اخي.**
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
تفسير جزء عم.zip | 179.8 كيلوبايت | المشاهدات 6 |
اسرار وترتيب القران -سورةالفاتحة-
افتتح سبحانه كتابه بهذه السورة لأنها جمعت مقاصد القرآن، ولذلك كان من أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب والأساس. فصارت كالعنوان وبراعة الاستهلال، قال الحسن البصري: "إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن في المفصل ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة" قال الإمام فخر الدين: "المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة: فقد اشتملت هذه السورة على المطالب الأربعة التي هي المقصد الأعظم من القرآن وقال البيضاوي: "هي مشتملة على الحكم النظرية والأحكام العملية التي هي سلوك الصراط المستقيم والاطلاع على مراتب السعداء ومنازل الأشقياء". وقال الطيبي: "هي مشتملة على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين: وثانيها: علم ما يحصل به الكمال وهو علم الأخلاق وأجله الوصول إلى الحضرة الصمدانية والإلتجاء إلى جناب الفردانية والسلوك لطريقة الاستقامة فيها وإليه الإشارة بقوله: {أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} وقال الغزالي في [خواص القرآن]: "مقاصد القرآن ستة ثلاثة مهمة وثلاثة تتمة الأولى: تعريف المدعو إليه كما أشير إليه بصدرها وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى وهو الآخرة كما أشير إليه بقوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} والأخرى: تعريف أحوال المطيعين كما أشار إليه بقوله {الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ } وتعريف منازل الطريق كما أشير إليه بقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} <FONT face=Tahoma>
التصنيفات
تفسير سورة الفاتحة
| تفسير سورة الفاتحة
سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنه افتتح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة..
هذه السورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن"(47)؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً".. وهذه السورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنها رقية"(48) .. وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخُطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات .، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: "الفاتحة"، يعني اقرؤوا الفاتحة؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله . وهذا أيضاً غلط؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتِّباع.. القرآن القرآن التفسير:. القرآن الفوائد: القـرآن القـرآن القـرآن القرآن
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
شكرااااااااااااااااااااااااااا
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
بارك الله فيك ونفع بك
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
بارك الله فيك
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
100000000000000000
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
شكرا جزيلا وبارك الله فيكم
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
بارك الله فيكم
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
|
رد: تفسير سورة الفاتحة
موضوع قيم ومفيد
التصنيفات
سورة البقرة
| سورة البقرة
أسئلة عامة عن البقرة ؟
16.
س) كم عدد آيات البقرة ؟ ج)286 آية 17. 18. 19. 20. 21.
أسانيد وروايات حديثية مهمة
في سورة البقرة
رقم السؤال
السؤال
22. 23. 24. 25. 26. 27. 28. 29. 30. 31. 32. 33. 34. 26 29 29 38. 37
فضائل سورة البقرة
سؤال في الفضائل
39. 40. 41. 42. 43. 44. 45. 46. 47.
|
رد: سورة البقرة
شكرا
|
رد: سورة البقرة
جزاكم الله عنا خير الجزاء وأجزله وأوفره
|
رد: سورة البقرة
بارك الله فيك اختي الغالية
|
رد: سورة البقرة
مشكورين الله يجمعنا بكم في الجنة ان شاء الله
|
رد: سورة البقرة
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ا
| قراءة القرآن من أفضل الأعمال
قراءة القرآن من أفضل الأعمال ، ولكن قد تكون هناك أوقات وأحوال يكون غيره أفضل ، كالتسبيح في الركوع أفضل ، والدعاء آخر عصر الجمعة أفضل ، وهكذا .
• أيهما أفضل : قراءة القرآن من المصحف أو غيباً ؟ الأفضل ماكان أخشع للقلب . • احذر من رفع الصوت بالقرآن في المسجد لئلا تضايق المصلين والقراء ، وقد ورد النهي عن ذلك . • لا يجوز تعليق الآيات على الجدران والمكاتب وفي المنازل ، والقرآن أنزل للعمل به ، لا لتعليقه وتحسين البيت به ، وفعل ذلك ليس من هدي السلف مع حبهم للقرآن . • يحرم الدخول بالمصحف إلى دورات المياه -أكرمكم الله- لكن إذا خشي سرقته جاز للضرورة . • ولا يجوز السفر بالقرآن إلى أرض العدو كما عند البخاري (2768) وذلك خشية امتهانه واحتقاره واللعب به ، ولكن إذا وثق الإنسان بأن العدو لن يأخذوه فلا بأس ، لأنه قد يسافر وتطول مدة السفر فلا يقرأ القرآن فقد ينساه . • بعض الجرائد تكون فيها بعض الآيات ، فاحذر من اتخاذ تلك الجرائد سفراً أو نحو ذلك لما فيه من امتهان الآيات . • بعض الناس يستخدم بعض الآيات في أمور لا تستحق ، كقول أحدهم إذا رأى صاحبه ( " لقد جئت على قدر يا موسى " ) أو عند حضور الطعام يقول ( " كلوا واشربوا هنيئاً .. " ) والواجب ترك ذلك لما فيه من امتهان الآيات ، فيجب صيانة القرآن عما لا يليق . ( قاله ابن باز ) . • بعض المؤسسات والشركات والمستشفيات تضع في جهاز الهاتف مقاطع من الآيات تكون عند انتظار المتصل ، وهناك فتوى من اللجنة الدائمة بأن ذلك العمل لا ينبغي لأن القرآن أنزل للتدبر وللعمل به ، لا لملء الفراغ أو للتسلية . • احذر من هجر القرآن ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) وهجر القرآن أنواع : 1- هجر تلاوته . 2- هجر العمل به . 3- هجر الحفظ . 4- هجر التحاكم إليه . 5- هجر الاستشفاء به . 6- هجر تدبره . • لا يجوز لمن كان على غير طهارة أن يمس المصحف لحديث (( لا يمس القرآن إلا طاهر )) رواه مالك (419) . وهذا مذهب جمهور العلماء . • قد يقول قائل لماذا الفرق بين الحائض والجنب ، فالجواب : أن أمر الحائض ليس بيدها وإنما هو أمر الله تعالى كتبه عليها وأما الجنب فيستطيع رفع الجنابة وذلك بالاغتسال. • يجوز للحائض قراءة القرآن من كتب التفسير ونحوها من الكتب المشتملة على الآيات . • إذا سلَّم عليك أحد وأنت تقرأ القرآن فرد عليه ثم عد للتلاوة لتجمع بين الأجرين . حديث (( لا يمس القران إلا طاهر )) قال ابن تيمية : قال مما : لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبه لعمرو بن حزم وقال ابن عبد البر : تلقاه العلماء بالقبول . • هل يجوز للأطفال الصغار مس المصحف بغير طهارة ؟ على أقوال ، الصحيح نعم يجوز ذلك لأمور : ولكن ينبغي تعويدهم على الطهارة عند مس المصحف ليسهل ذلك عليهم . • أشرطة التسجيل التي تحتوي على القرآن لا حرج من لمسها بغير طهارة . • بعض الناس يسمي القرآن بأسماء لم ترد في الكتاب والسنة كقولهم : نظام علمي ، أو الدستور ، ونحو ذلك ، والذي ينبغي الاقتصار على ما ورد في الكتاب والسنة . • أخذ المال على تلاوة القرآن على أحوال : 1- ما يفعله بعضهم إذا مات له ميت يأتي بقارئ ليقرأ ، وهذا من البدع ، وأخذ المال على ذلك محرم لأنه ممن قصد بتلاوته "الدنيا". • قراءة الإدارة : أن يقرأ قارئ ثم يقطع قراءته ويكمل غيره ، وهكذا ، لا بأس بها ، واختاره النووي وابن تيمية . • قراءة القرآن بصوت واحد مسموع ليس مشروعاً ولم يكن من عمل السلف الصالح ، لكن إذا كان القصد من ذلك هو التعليم فلا بأس به . (اللجنة الدائمة ) . • قول "صدق الله العظيم" : بدعة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يفعلوا ذلك . (اللجنة الدائمة) . • تقبيل القرآن قبل القراءة أو بعدها ، ليس له أصل ، ولم يفعل ذلك سيد البشر صلى الله عليه وسلم ، ولا صحابته الكرام . (اللجنة الدائمة ) . • ترجمة القرآن لا تجوز لما فيه من تحريف المعاني ، ولكن لا بأس من ترجمة معاني القرآن ، ولكن لا بد أن تكون الترجمة صحيحة وأن يكون المترجم أهلاً لذلك خشية أن يوقع في كتاب الله ما ليس منه . • ترجمة معاني القرآن ليس لها أحكام القرآن ، فيجوز لمسها بغير طهارة ، ويجوز للكافر النظر فيها ، لكن لا يجوز أن يتعبد بما فيها فلا يقرأ الترجمة في صلاته ، لأن ذلك خاص بذات القرآن . • ينبغي العناية بقراءة كتب التفسير لأن في ذلك فهم لكتاب الله تعالى . • يجوز الحلف بالمصحف ، أو بالقرآن ، لأن القرآن كلام الله ، وكلام الله صفة من صفات الله ، والحلف بالصفات جائز بالإجماع ، كما نقله النووي وابن القيم . • الحلف على المصحف ، كأن يقول : احضر المصحف لأحلف عليه ويضع يده عليه ، لا أصل لذلك . • لا شك أن تعلم القرآن وقراءته من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله تعالى ، وقد وردت الأحاديث بالحث على ذلك (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) رواه البخاري , وقال صلى الله عليه وسلم (( اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )) رواه مسلم. • "الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق فله أجران "رواه البخاري" (4556) . فعليك أخي بالاستمرار ولا تترك ذلك لسبب ما تعانيه من ضعف القراءة . • هناك آداب عامة ذكرها العلماء ، فينبغي لقارئ أن يحرص عليها : 1- الإخلاص لله عز وجل . – ويجب على من حضر القرآن أن يستمع وينصت لقوله تعالى ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) أما من مرَّ ولم يكن يقصد الاستماع فلا يجب عليه . – واللحن في قراءة القرآن إما : أن لا يؤثر في المعنى ، مثال : اهدنا الصراط بالكسر ، فهذا لا يضر بالاتفاق . أما إذا غيَّر المعنى ، مثال : أنعمت ، بضم التاء ، فهذا لا تصح صلاته . (قاله ابن باز) ويجب عليه أن يتعلم القراءة الصحيحة . – وقد كره السلف كتابة الآيات على جدران المسجد . – هل يصح قراءة القرآن وإهداء ثواب القراءة للميت ؟ قيل : لا يصح ذلك لعدم ورود دليل على ذلك . وقيل : يصح ذلك ، واختار ابن تيمية أن جميع الأعمال يصل ثوابها للميت ، وهو مذهب الإمام أحمد -رحم الله الجميع- . – والرقية بالقرآن جائزة بالإجماع ، لقوله تعالى ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) والأحاديث في الرقية بالقرآن مشتهرة . – ورد في الحديث : اقرؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ، فإذا اختلفتم فيه فقوموا . رواه مسلم (4819) والخلاف المذكور هو ما كان يؤدي إلى خصومة وفتنة ، أو في معنى لا يسوغ فيه الاجتهاد ، أما الاختلاف في استنباط المعاني والمسائل فلا بأس له . قاله النووي . أحاديث ضعيفة في القرآن : – حديث (( من قرأ القرآن واستظهره فأحل حلاله وحرّم حرامه أدخله الله الجنة وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار )) رواه الترمذي (2830) وقال : ليس إسناده بصحيح . فيه : كثير بن زاذان قال أبو حاتم : مجهول . – حديث (( إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا .. )) ابن ماجة (1327) وفيه : أبو رافع "منكر الحديث" . – من فضائل القرآن : 1. (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) رواه البخاري . – قال عبد الله بن مسعود : من أحب القرآن فليبشر . الدارمي (3190) . محاذير:- احذر من السخرية بالقرآن أو الاستهزاء بشيء منه ، فإن ذلك كفر بالاتفاق ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) .
|
رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال
شكرا موضوع مميز
|
رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال
شكرا لك اخي عنتر
|
رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
|
رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال
السلام عليكم شكرا لك اختي راحيل على المرور والله يهدي ماخلق
|
رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال
ااااامين
|
رد: قراءة القرآن من أفضل الأعمال
السلام عليكم شكرا لك الله يخليك لينا يارب
|