بن سالم جمال الدين
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة = غربية العقل ، لكن اسمها عربي
هل يستوي من رسول الله قائده = دوما ، وآخر هاديه أبو لهب ؟!
وأين من كانت الزهراء أسوتها = ممن تقفت خطى حمالة الحطب ؟!
حال المسلمات اليوم يدمي القلب ، ويدمع العين ، فهذا التبرج ، وهذه الميوعة ، وهذا الخروج والاختلاط بالرجال بغير حاجة شرعية ، وهذا الحجاب المتبرج – إن جاز التعبير – ، وهذه الأفكار المسمومة من حق الحرية والمساواة بالرجل ، ومن أن المرأة تصلح للعمل في كل مكان ، هذا كله وغيره يجعل من المرأة المسلمة معول هدم في صرح الأمة .
جاءوا به من عالم قد ضل في الدنيا سبيله = لا تخدعنك دعوة هي بين أظهرنا دخيلة
أنا لا أقول تمرغي في ظلمة الجهل الثقيلة = شرف الفتاة وحصنها ألا تميل مع الرذيلة
يا ابنة الإسلام ، لا يخدعنك من يقول بأن جلوس المرأة في بيتها لتربي أولادها يجعلها عالة على المجتمع ، وهي بهذا امرأة تقليدية تعيش في عصر الجهالة والظلمات ، فلابن من أن تخرج لتعمل كالرجل ، وفي كل مجال ، فهي ليست أقل منه في شيء ، فهذه دعاوي باطلة ، فكثرة الخروج والاختلاط بالرجال يذهب بحياء المرأة المسلمة ، وإن أجمل ما في المرأة حياؤها .
نريد منها احتشاما ، عفة ، أدبا = وهم يريدون منها قلة الأدب
وعن جمزة بن أسيد الأنصاري ، عن أبيه : أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول وهو خارج من المسجد ، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق ، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – للنساء :" استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق " ، وفي حديث آخر :" ليس للنساء وسط الطريق " ، وقال :" خير مساجد النساء قعر بيوتهن " ، وقالت فاطمة – رضي الله عنها – عندما سأل والدها النبي – عليه السلام – :" ما خير للنساء ؟" ، فقالت : خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن .
ولا يخفى على عاقل ما لكثرة الاختلاط بين الرجال والنساء من فتن وأضرار ، فقد قال عليه السلام :" ما تركت في الناس بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " ، وقال :" لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان " ، ويقول تعالى في سورة الأحزاب ( 53) :" .. وإذا سألتموهن متعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن .." ، يقول سيد قطب : فلا يقل أحد أن الاختلاط وإزالة الحجب والترخص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب وأعف للضمائر . واقرءوا قول هذه الصحفية الأمريكية بعد زيارتها لمصر في عام 1962 م : إن المجتمع العربي كامل وسليم ، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول ، وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوروبي والأمريكي ، فعندكم أخلاق موروثة تحتم تقييد المرأة ، وتحتم عدم الإباحية ..، ولذلك فإن القيود التي يفرضها مجتمعكم على الفتاة صالحة ونافعة ، لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم ، امنعوا الاختلاط ، وقيدوا حرية الفتاة ، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية ومجون وانطلاق أوروبا وأمريكا .
وقد الاختلاط والإباحية في أوروبا وأمريكا إلى تشغيل باصات خاصة في لندن للنساء فقط من الساعة السادسة وحتى منتصف الليل ، للحد من حوادث الاعتداء عليهن ، وكان هذا في عقد الثمانينات من القرن العشرين .
وسمة الفساق والجهال = في كل وقت وبكل حال
ثم من قال أن المرأة كالرجل ، وأنها تصلح للعمل في كل مجال يعمل فيه الرجل ؟ إن الله تعالى خلق المرأة والرجل ليعمرا الكون ، كل يعمل في مجاله الذي خلق له ، فلا ينبغي أن تختلط الأدوار ، وإلا شاعت الفوضى ، فإقحام المرأة نفسها في خارج ما اختصت به هو خروج على طبيعتها ، وحتى على مستوى اللباس فقد لعن النبي عليه السلام الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل ، ولعن المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ، ولعن المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء ، وقال :" أخرجوهم من بيوتكم " .
يقول الأديب الرافعي : ويا ويل المرأة حين تتفجر أنوثتها بالمبالغة العقلية فتتفجر بالدواهي على الفضيلة .. إنها بذلك حرة مساوية للرجل ، ولكنها ليست بذلك الأنثى المحدودة بفضيلتها ، إنها خلقت لتحبيب الدنيا إلى الرجل ، فكانت بمساواتها مادة تبغيض .
ما بالأنوثة من عار لتنسلخي = منها ، وتسعي وراء الوهم في سرب
ولست قادرة أن تصبحي رجلا = ففطرة الله أولى منك بالغلب
ولكن الغريب أننا نرى أن المرأة تزاحم الرجل في عمله ، وهذا مما زاد في نسبة البطالة عند الرجال ، ولكننا لا نراها مثلا في محلات بيع الملابس النسائية !! ونراها –وللأسف – رضيت بأن تستغل بشخصها أو بسوطها في الدعايات والإعلانات في الفضائيات والإذاعات – وحتى الملتزمة منها – ، وعلى واجهات المحلات التجارية ، وفي أجهزة الرد الآلي ..، وغيرها ، والمرأة بطبيعتها فيها نعومة ، وفي صوتها رقة ، فكيف يكون هذا ؟!! .
يا ابنة الإسلام ، إن المهمة الأولى لك هي رعاية شئون زوجك وأولادك ، ثم بعد ذلك إن أردت الخروج ، فيكون خروجك من باب المسابقة في الخيرات ، ولتنهضي بأمتك ، لا من أجل مزاحمة الرجال بحجة أنك لا تقلين عنهم بشيء . تقول امرأة ألمانية أسلمت : الإسلام وأنظمة الأسرة هو الذي يوافق المرأة ، لأن من طبيعتها أن تستقر في البيت ، لأن الله خلق الرجل أقوى من المرأة في تحمله وعقله وقوته الجسدية ، وخلق المرأة عاطفية ، جياشة الشعور ، لا تملك الطاقة الجسدية التي هي للرجل ، وهي إلى حد ما متقلبة المزاج عنه ، لذلك فالمنزل سكن لها ولنفسها ، والمرأة المحبة لزوجها وأولادها لا تترك منزلها من غير سبب ، ولا تختلط بالرجال إطلاقا .
فارعي به أغراسك الخضراء في أزهى خميلة = وتعهدي برعاية الرحمن أزهار الطفولة
وختاما ، أقول لك …
فتحوا الأقفال في وجه الضحى = أسعدوا الإنسان في دنيا ودين
… فهل أسعدت الإنسان اليوم في دنياه ودينه ؟!! .
والله يعجز اللسان عن التعبير كلمات تجعل الانسان يعيد التفكير في نهج حياته
واصل اخي ولكن هل لي ان اسالك من يكون بن سالم جمال الدين
اكرام البنات في الإسلام
***1593;***1606; ***1575;***1576;***1606; ***1593;***1576;***1575;***1587; ***1585;***1590;***1610; ***1575;***1604;***1604;***1607; ***1593;***1606;***1607; ***1602;***1575;***1604;: ***1602;***1575;***1604; ***1585;***1587;***1608;***1604; ***1575;***1604;***1604;***1607; ***1589;***1604;***1609; ***1575;***1604;***1604;***1607; ***1593;***1604;***1610;***1607; ***1608;***1587;***1604;***1605;: "***1605;***1606; ***1603;***1575;***1606;***1578; ***1604;***1607; ***1571;***1579;***1606;***1609; ***1601;***1604;***1605; ***1610;***1574;***1583;***1607;***1575; ***1608;***1604;***1605; ***1610;***1607;***1606;***1607;***1575; ***1608;***1604;***1605; ***1610;***1572;***1579;***1585; ***1608;***1604;***1583;***1607; ***1593;***1604;***1610;***1607;***1575; ***1571;***1583;***1582;***1604;***1607; ***1575;***1604;***1604;***1607; ***1575;***1604;***1580;***1606;***1577;".
شكرا لك وجزاك الله خيرالجزاء
ربنا إجازيك و يزيدو في ميزان حسناتك.
ربنا إجازيك و يزيدو في ميزان حسناتك.
تربية الابناء
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
(اكرموا اولادكم واحسنوا ادبهم)
بارك الله فيك مشكككووووووووووووووووووووووووووووووووووووووررررررر رررررة
العمل لماذا لم تتزوجي حتى الآن مع انك تتمتعين بالخلق والجمال ؟
فقـــــــــــــــالت :
هناك إمرأه لها من البنـــــات خمس فهددها زوجها ان ولدت بنتٌُْْآ
فسوف يتخلص منهــا ,, وفعلا ولــــــدت بنتا فقام الرجل ووضعها
عند المسـجـــــد في صلاة الفجر وبعد ان انتهوا من الصلاه بفترة
أتى فوجدها لم تأخذ ,, ففعل هذا عدة مــــرات وفي ايام متفرقه
وبقيت والدتها تقرأ عليها القرآن الكريـــــم وتدعو الله عز وجل
ان يحفظها ,,,
مل الرجل من فعلته فأحضرها وفرحت بها الأم فرحا كثيرا ….
وفي العام القادم حملـــــت الأم مره اخرى وعاد الخوف يراودها
من جديد .. وولدت ولكـــــن هذه المرة كــــــــان ذكرآ …
وبعد فترة من الزمن ماتت البنت الكبرى , ثم انجبت الأم مولود
بعد وفاتها وكان ذكرآ ثم ماتت البنت الثانيـــــة وبعد فترة
انجبت الأم طفلآ آخر وكان ايضا ولدآ ,, وهكذا الى ان انجبت
خمسة اولاد وتوفيت البنات الخمس وبقيت البنت السادسه التي
كان والدها يريد التخلص منها والله المستعان ,, ثم توفيت الأم ,,
كبرت البنت وكبروا الاولاد وصاروا رجالا , وكبر الأب وهرم واصبح
بحاجة لأبنائه ليعينوه ويقوموا به ويرعوه حق رعايته ….
فقــــالت المعلمه لزميلاتها : اتدرون من هي هذه البنت التي
كان والدها يريد التخلص منها ؟
إنهــــا أنــــا ,, ولهذا السبب لم أرد الزواج حتى الآن حيث
ان أبي ليس له احد يرعاه بعد الله غيري وهو طاعن في السن وأنا
أقوم بخدمته ,, وقد احظرت له ايضا سائق وخادمه …
اما إخواني الخمسه فأكتفوا أن يحضروا لزيارته في فترات
متباعده فمنهم من يزوره كل شهر ومنهم من يزوره كل شهريــن …
وأمـــــا أبـــــــــــــــــي ,, فهو دائم البكــــاء ندمآ
على مافعله بي حتى أنه من كثرة البكاء ظهر على خديه السواد ..
فما رأيكم يامن تحزنوا بنعمة إنجاب البنات ؟؟
كله من الجهل يا أخي أمين فالله هو الرازق يرزق من يشاء الإناث ويرزق من يشاء الذكور
كانت القصة مؤثرة جدا شكرا لك ويارك الله فيك
شكرا لك أختي كريمة على مرورك
مورت الموضوع
تحياتي
شكرا على هذه القصة المؤثرة
فهذه حقيقة نراها اليوم ويبقى الاسؤال مطروحا لماذا؟؟؟؟؟
سبحان الله تلك البنت التي أراد التخلص منها هي التي تهتم به اليوم
بارك الله فيك أمين
شكرااااا على القصة
thank you thank you amin
كله من الجهل يا أخي أمين فالله هو الرازق يرزق من يشاء الإناث ويرزق من يشاء الذكور
كانت القصة مؤثرة جدا شكرا لك ويارك الله فيك |
ينسون ما للبنات من اجر البنت تدخلك الجنة ان ربيتها تربية صالحة اقرا حديث الرسول
شكراااا أخي بارك الله فيك على القصة الرائعة.
شكرا اخي على القصة
التبرج . و الصيف .
التـبــرّج – ضوابط الحجاب الشرعي
الكاسيات العاريات – الحجاب عبادة لا عادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. اللّهم افتح علينا فتوح العارفين، ووفقنا توفيق الصالحين، واشرح صدورنا، ويسّر أمورنا، ونوّر قلوبنا بنور العلم والفهم والمعرفة واليقين، واجعل ما نقوله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا برحمتك يا أرحم الراحمين.
§ الإخبار النبوي بظهور النساء الكاسيات العاريات في آخر الزمان:
الكاسيات العاريات، وظهورهن في هذا المجتمع علامة من علامات الساعة الصغرى التي أخبرنا عنها الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، النبي الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. وقد وقعت كثير من العلامات والصفات التي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة ما يتعلق بالتبرج، وظاهرة ترك الحجاب الذي نشهد في هذه الأيام حملة عالمية ضده، وقد وصف النبي – صلى الله عليه وسلم – هذه الظاهرة وصفاً في غاية الدقة، وكأنما يعيش معنا في هذه الأيام، ويتحدث عن واقع كثير من نسائنا إلا من رحم الله. جاء في الحديث عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروجٍ كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد, نساؤهم كاسيات عاريات, على رؤوسهنّ كأسنمة البُخت العجاف, العنوهنّ فإنهنّ ملعونات, لو كان وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم". مسند أحمد. هذا هو الحديث الذي وصف فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – حالَ كثيرٍ من الرجال والنساء في مجتمعنا.
هؤلاء الرجال وصفَهم – عليه الصلاة والسلام – بأنهم يركبون على رحالٍ متميّزةٍ، ولها فُرشٌ وثيرةٌ، يجلس فيها المرء، ويركب، ويرتحل من مكانٍ إلى مكان, وكأنه يتحدّث عن سيارات هذه الأيام, فالسيارات أصبحت صنعةً عجيبةً تحقق فيها الوصف النبوي المعجز. يشبّه النبي – عليه الصلاة والسلام – في قوله السيارات الموجودة في زماننا بما يوضع على ظهر الناقة أو الجمل, أي الراحلة التي تُعد إعداداً رائعاً لكي يركبها الراكب، ويسافر فيها من مكانٍ إلى مكان, ثم ينزل على أبواب المساجد ليؤدي الصلاة. والسيارات الموجودة في واقعنا الآن أصبحت تمتاز بميّزاتٍ كثيرة, فيها كل ما يتمناه الإنسان من عوامل الراحة والرفاهية، فيها مكان للطعام والشراب، ومكان للماء الساخن والماء البارد، وفيها مجال للنوم، حتى بعض السيارات أصبح فيها مجالٌ لقضاء الحاجة وهي تسير, فقد أُعدّت إعداداً جيداً لكي يتحقق للإنسان كل الرفاهية والسلامة, وهذه السيارات الكبيرة التي تسافر الآن (القطارات والمترو, و الباصات المكيّفة والحديثة) كلها تتحقق فيها هذه الأوصاف، صُنعت فيها غرفٌ خاصة للنوم، وغرف للطعام, وغرف مستديرة، وطاولات طعام، وطاولات استقبال، وغرف استقبال ،كلها مهيأة ضمن هذه الحافلات والسيارات التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق.
وقد وصف النبي – عليه الصلاة والسلام – الرجال الذين يركبون تلك السروج، ونساؤهم كاسيات عاريات بأنهم يأتون إلى المساجد ليصلّوا، ويركبون أفخر المركبات التي أُعدت للرفاهية، ونساؤهم كاسيات عاريات. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الوصف يكاد يتحقق على أرض الواقع كما وصفه. نسأل الله تعالى ألا يكون أحدنا من هؤلاء الناس، ممن يقع عليهم هذا الوصف، أو ممن له نساء كاسيات عاريات.
أيضاً النبي – عليه الصلاة والسلام – وصف أشكال النساء بأنهن كأسنمة البُخت العجاف, (رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف), البُخت: نوعٌ من أنواع الجِمال التي كانت تعدّ من أغلى ما يمتلكه العربي من الجمال العربية, نوعٌ من النوق غالي الثمن, ويتميّز بأن له أصولاً وأعراقاً خاصة, تمتاز هذه النوق بطول الأعناق, وتُعرف من بعيد, يعرفها الناس من بعيد, ولها ميّزات, من أهم ميزاتها: القوة، والجودة، والجمال في الشكل، وعلوّ الثمن، فثمنها غالٍ جداً، ولها سنام، فإذا مال السنام دلّ ذلك على ضعف هذا البعير، وعلى عدم رغبة صاحبه فيه، وأنه أصبح بعيراً مهملاً، غير قادرٍ على الخدمة، ولا يقوى على العمل. والنبي – صلى الله عليه وسلم – يشبّه شعر المرأة الكاسية العارية حينما ترفعه على رأسها بأنه كالجمل الذي له سنامٌ مرتفعٌ على ظهره، وهذا النوع من أنواع صناعة الشعر في هذه الأيام أصبح موضة وأزياء, ونوعاً من أنواع القصّات المعروفة التي تصدر بين الحين والآخر حسب أحدث الموضات والموديلات, وأصبحنا نرى الآن أماكن مخصصة لتصفيف الشعر, تذهب إليها المرأة المسلمة لتجلس طائعةً مختارة غير مُكرَهة ولا مضطرة، بين يدي رجلٍ أجنبي ليصفف لها شعرها، وليحلقه ويُجري لها ما يُسمى اليوم بظاهرةِ الزينة ( المكياج )، وتكون المرأة بين يديه مستسلمة، خاضعة لكل تصرفاته. هذا الوصف لا يليق أبداً بالنساء المسلمات, والنبي – عليه الصلاة والسلام – حذّر من هذا، ووصفه بأنه سيقع في آخر الزمان، وها نحن نراه على أرض الواقع, نرى ونسمع أن كثيراً من النساء المسلمات يفعلن هذا، ويرتَدْنَ هذه البيوت المخصصة للزينة ولتصفيف الشعر بهذه الطريقة التي تُخرجها وكأن شعرها يشبه سنام الجمل المرتفع المائل, وهي بذلك تحقق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم، التي يتحدث فيها عن الفساد.
والنبي – عليه الصلاة والسلام – حينما أشار في الحديث بقوله (العنوهنّ فإنهنّ ملعونات), فإنّه أشار إلى مَن اتصفنَ بهذه الصفة, فالمرأة التي تتصف بتلك الصفة تندرج تحت اللعنة التي أشار إليها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
§ الحكم في قوله عليه الصلاة والسلام "العنوهن فإنهن ملعونات":
لا بد أن نبين قاعدة مهمة من قواعد أصول الفقه كما بيّنها العلماء وهي: "الحكم على الإطلاق، والحكم على التعيين": فلا ينبغي أن نأتي لامرأة متبرجة بعينها، ونقول لها أنتِ ملعونة؛ وذلك لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: "العنوهن فإنهن ملعونات"، بل يجب أن نقيم عليها الحجة, ونبين لها الحق بالحكمة، والرحمة، والأدب، والتواضع, والدليل المنطقي الواقعي, كما ورد في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذاً.. هذا حكمٌ ينبغي أن نميّزه حينما يكون مطلقاً، وحينما يكون معيناً, فبين أن نقول: فلانة الكاسية العارية ملعونة, وأن نقول: الكاسية العارية ملعونة, فرقٌ كبيرٌ بين التخصيص والإطلاق, فلا يجوز أن نلعن امرأةً متبرجةً بذاتها, وإنما نقول: كل من ظهر عليها علامةٌ من علامات التبرج، وتحقق فيها قول النبي – صلى الله عليه وسلم – (العنوهن فإنهن ملعونات), فقد أصابها شيءٌ من لعْن النبي عليه الصلاة والسلام. نحن لا نتحدث عن امرأة بذاتها, ولا يجوز أن نحدد فلانةً باسمها, فنحن لا نعلم صلة القلب بين المرأة وربها سبحانه وتعالى, كما لا نعلم صلة القلب بين الرجل وربه تبارك وتعالى, فهؤلاء النساء المتبرجات أصدر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حكماً بلعنهن بشكل مطلق, وليس بشكل محدد, فما قال فلانة المتبرجة, ونحن لا نقول فلانة المتبرجة عليها اللعنة من الله, هذا الكلام لا يجوز, وإنما المراد بقوله عليه الصلاة والسلام (العنوهن فإنهن ملعونات): الحكم على الإطلاق، وليس على وجه التعيين, فهذه المرأة ملعونة بلعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دون أن نسميها باسمها, أو أن نحددها بشكلٍ واضح. إذاً.. هذا درسٌ مهمٌ، وفائدةٌ لطيفةٌ ينبغي أن نتعلمها ونستفيد منها، فلا يجوز لنا أن نلعن أحداً من الناس بعينه دون أن نُقيْم عليه الحجة بالضوابط التي بيّنها أهل العلم, يمكننا أن ننصح، ونرشد، ونبين الوجه كما هو, ونقول لمن ننصحه: انتبه يا فلان! أو انتبهي يا فلانة! هذا العمل الذي تقومين به عليه اللعنة من الله, وورد في حقه لعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم, فبعد أن نقيم الحجة نبيّن هذه التفصيلات الضرورية بنوع من الأدب، والرقة، واللطف، والحكمة، كما أمر الله تعالى بقوله:[]ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ…[] سورة النحل (125).
§ التحذير من التسرع في إطلاق الأحكام والتألّي على الله تعالى:
كثيراً ما نطلق الأحكام بشكل متسرع، فمثلاً نسمع أن فلاناً من الناس مات في حادث سير، أو سقط من شاهق، أو غرق في البحر، أو احترق في طائرة، أو غير ذلك… فإذا بنا نسمع أحكاماً تطلق بأن فلاناً شهيد. لا! لا يجوز أن نتألى على الله سبحانه وتعالى، إنما نقول: نرجو أن يكون شهيداً، أو نرجو أن يكتبه الله عنده من الشهداء، فهذا الحكم حكمٌ مطلق، ولا يصحّ أن نعيّن الأمر؛ لأننا لا نعلم الأمر على حقيقته كيف وقع.
أيضاً كثيراً ما نسمع الناس يقولون: فلان في النار, فلان في جهنم وبئس المصير… هذا الكلام لا يصح في حال من الأحوال, إنما نقول: أعمال فلان هي أعمال أهل النار, والعياذ بالله تعالى.
أيضاً كثيراً ما نسمع من يقول: فلان من أصحاب الجنة، فلانٌ هنيئاً له الجنة… أيضاً هذا الكلام لا يجوز, وهو نوعٌ من أنواع التألّي على الله سبحانه وتعالى. وقد ورد في الحديث أن امرأةً سقط ولدها شهيداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له: هنيئاً لك الجنة! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: من هذه المتألّية على الله؟ وما يُدريكِ؟ لعله كان يتكلم بما لا يعنيه. أي إن هذا الأمر ربما منع الإنسان من دخول الجنة. والنبي – عليه الصلاة والسلام – يقول: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". صحيح مسلم.
ذلّ الأمة وهوانها هو إحدى نتائج التبرج والبعد عن الله عز وجل:
إن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: (العنوهن فإنهن ملعونات) لبعدهن عن الله سبحانه وتعالى، ولبعدهنّ عن منهجه. وهذا البعد ثمرته الذل والهوان، ونحن نعلم يقيناً أن الأمة الآن تعيش هذه المرحلة؛ مرحلة الذل والهوان والضعف، وهي ثمرة البعد عن الله سبحانه وتعالى، فلقد أذلّ الله تعالى هذه الأمة لمن كتب عليهم الذل والذلة، من إخوان القردة والخنازير، من أبناء اليهود، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! الآن اليهود الصهاينة في العالم يستذلّون هذه الأمة التي بلغ عددها ما يزيد على المليار والثلث تقريباً, مليار وثلاثمئة مليون إنسان مسلم في العالم يستذلهم بضعة ملايين, من واحد إلى ثلاثة ملايين يستذلون هذه الأمة الكبيرة، ويستصغرون من شأنها, ونسأل الله تعالى أن يلطف بهذه الأمة.
§ الإخبار بأن الكاسيات العاريات أحد صنفين من أهل النار يظهر آخر الزمان:
أيها الإخوة القراء! النبي – عليه الصلاة والسلام – بيّن في حديثٍ آخر تأكيداً للحديث الذي ذكرناه أن ظاهرة التبرج ظاهرة خطيرة، وأن من اتصف بها فقد ابتعد عن جنة الله، وإن رائحة الجنة ليدركها الإنسان من مسيرة خمسمئة عام. فعن سيدنا أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". صحيح مسلم. هذا النص ورد في رواية أخرى: "وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمئة عام". فالنبي – عليه الصلاة والسلام – وضّح الحديث الأول بهذا الحديث؛ لأن هناك من نساء المسلمين من تتصف بهذه الصفة (كاسيات عاريات) أي تلبس المرأة ثياباً خفيفة شفافة تشف هذه الثياب ما تحتها، فتظهر المرأة وكأنها عارية, وهذا الوصف النبوي المعجز كأنه رآه النبي – عليه الصلاة والسلام – في زماننا، فوصفه كما رآه, هناك تفسير آخر لقول النبي عليه الصلاة والسلام (كاسيات عاريات): أي أن المرأة تلبس ثياباً ضيقة، فتُظهر تلك الثيابُ مفاتنَها، وتحجّم أعضائها، وتبرزها وكأنها لم ترتدِ شيئاً من الثياب والعياذ بالله تعالى! إذاً.. أصبح لدينا تفسيران لقوله – عليه الصلاة والسلام – كاسيات عاريات, فهذا النوع من التبرج أصبح الآن ظاهرة منتشرة، نسأل الله تعالى العفو والعافية، ونسأله أن يستر نساءنا ونساء المسلمين.
§ نـــــداء إلى الأخت المتبرجة:
يا أيتها الأخت الفاضلة! يا من خرجتِ بالثياب الضيقة، أو الشفافة، أو القصيرة… هل تصبرين على حرّ النار؟ هل تعلمين أن الطعام في النار نار؟ هل تعلمين أن الشراب في النار نار؟ هل تعلمين أن الثياب في النار نار؟ يقول الله سبحانه وتعالى:[]هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ1 (6)[] سورة الغاشية. ويقول سبحانه وتعالى:[] خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ2 (36)[] سورة الحاقة.
فيا أيتها الأخت المؤمنة! اللهَ اللهَ لك في الحجاب الشرعي! الله الله في الستر والعفاف! واللهِ إن المرأة لا تقدر على حرارة الشمس في يوم شديد الحرارة! وكذلك الرجل، ولا نقدر جميعاً على حرارة عود الثقاب, فكيف سنصبر على نار جهنم التي تُشوى فيها اللحوم؟ والعياذ بالله تعالى! وكما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام: "ناركم جزء من سبعين جزءاً من جهنم. قيل: يا رسول الله! إن كانت لكافية. قال: فُضّلت عليهن بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرّها". صحيح البخاري. أي أضعافاً مضاعفة. نار جهنم والعياذ بالله تعالى نارٌ شديدة الاحتراق وشديدة الحرارة. وهذا التخويف من النبي – عليه الصلاة والسلام – للمرأة التي لا تستوعب إلا بعنصر الترهيب, وكذلك للرجل الذي لا يقتنع بالترغيب، لا بد إذاً من التوازن بين الترغيب والترهيب. فيا أيتها المرأة! أنت درة مصونة، أنت جوهرة ثمينة، أنت لؤلؤة مكنونة، ومُحالٌ لأي عاقل أن يلقي بدرته وجوهرته لكل عين خائنة، ولكل يد آثمة لتصل إليها بالباطل، والإثم، والعدوان.
§ الأدلة من القرآن الكريم على فرضية الحجاب ووجوب ستر البدن كاملاً:
لا يجوز لإحدى بناتنا أو أخواتنا أن تتذرع بذريعة واهية فتقول: أنا لست مقتنعة بالحجاب، أقنعوني بالحجاب حتى أضعه, هناك كثير من النساء يقلن هذا الكلام، كثير من الفتيات إذا قيل لهن: لماذا لا تتحجبن إذا بلغتن من السن البلوغ؟ فيقلْن: نحن لا نتحجب إلا إذا اقتنعنا بالحجاب. هذا السؤال سؤال غير صحيح! الصحيح أن تقلن: أقنعونا بالإسلام حتى نتحجب؛ لأن المرأة، والبنت، والفتاة التي لا تقتنع بالحجاب ليست مقتنعة بدين الله أصلاً! ليست مقتنعة بالإسلام! وليست مقتنعة بما جاء في القرآن من كلام موجه للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول تعالى:[]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ…[] سورة الأحزاب (59). إن المرأة التي تقول: أقنعوني بالحجاب حتى أتحجب. لم تقتنع بقوله تعالى:[]…وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ…[] سورة النور (31). ولم تقتنع بقول الله تعالى:[]…وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ…[] سورة الأحزاب (53). وكذلك لم تقتنع بقول الله تعالى:[]…وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى…[] سورة الأحزاب (33).
هذه كلها أدلة من القرآن الكريم على وجوب ستر البدن كاملاً، كما أخبرنا بذلك سيدنا عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – تعليقاً على قول الله تعالى للنبي عليه الصلاة والسلام:[]…قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ…[] سورة الأحزاب (59). قال: أُمر نساء المؤمنين بتغطية سائر البدن. وهو المراد بقوله: ((يُدنين عليهن من جلابيبهن))؛ لأن معنى كلمة الإدناء: الإرخاء والستر. وأما الجلباب في تفسير علماء اللغة؛ في لسان العرب، وفي قاموس المحيط، وفي قاموس الصحاح فمعناه: الثوب الذي يستر البدن كاملاً, ولم يُستثنَ من ذلك ذراعٌ، أو صدرٌ، أو نحرٌ، أو شعرٌ، أو غير ذلك… بل هو الذي يستر سائر البدن. فالحجاب الشرعي إذاً مفروض على جميع نساء المؤمنين, وهو واجبٌ شرعيٌّ مُحَتَّمٌ. وكما أن الله تعالى أمر بنات الرسول – صلى الله عليه وسلم – ونساءه الطاهرات بالحجاب، وهنّ الأسوة، والقدوة لسائر النساء، فكذلك أمر نساء المؤمنين بالجلباب الشرعي الذي ينبغي أن يكون ساتراً للزينة، وللثياب، ولجميع البدن. والحجاب لم يُفرض على المرأة المسلمة تضييقاً عليها، وإنما هو تشريفٌ لها وتكريمٌ، وحفاظٌ على مكانتها، وعِرضها، ومروءتها، وارتداء الحجاب صيانةٌ للمرأة المسلمة بشكل عام، وحماية للمجتمع من ظهور الفساد، ومن انتشار الفاحشة والتشجيع عليها. فعلى المرأة المسلمة إذاً أن تتمسك بأوامر الله، وأن تتأدب بالآداب الاجتماعية التي فرضها الإسلام، والله – سبحانه وتعالى – رحيمٌ بعباده، لم يُشرّع لهم من الأحكام إلا ما فيه خيرهم، وسعادتهم في الدنيا والآخرة. يقول ربنا سبحانه وتعالى:[]…وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ…[] سورة الأحزاب (53). وهذا الحجاب هو الستر الكامل للمرأة, وليس المقصود بالحجاب: أي اجعلوا حاجزاً بينكم وبين النساء, وكلموهن من وراء هذا الحاجز, لا! إنما الحجاب هو الستر الكامل للمرأة؛ لجسدها، ووجهها، وشعرها، ورأسها، وهذا ما يؤكده ربنا سبحانه وتعالى بقوله:[]وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[] سورة النــور (31). هذه الآية من سورة النور وضّحت الحقيقة الكاملة التي ينبغي أن تكون عليها المرأة المسلمة.
إذاً أيها القراء الأعزاء! هذه النصوص من القرآن الكريم تدل على أن الحجاب مفروض على المرأة المسلمة، وهي نصوص قطعية الدلالة من كتاب الله تعالى، وليس كما يزعم المتحللون من الحداثيين وغيرهم؛ أن الحجاب من العادات والتقاليد التي ظهرت في العصر العباسي، والعصور المتأخرة. هذا الكلام ليس صحيحاً.
§ تفسير النص القرآني:[وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى…]:
قال الله سبحانه وتعالى:[]وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى…[] سورة الأحزاب (33).
1- وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ
المراد بقوله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) المكث في البيت. أفضل أحوال المرأة أن تكون في بيتها, تربي أولادها, تصنع الجيل, تعلمهم الأدب والعلم, وتسهر على راحتهم, ولم يمنعها الإسلام من الخروج للعلم، وتلقّي العلم وطلبه، ولم يمنع الإسلام المرأة من العمل، لا طبيبة، ولا مهندسة، ولا محامية، ولا صيدلانية، ولا غير ذلك، لكن شريطة أن تلتزم حجابها الشرعي كما أمر به الله تعالى، حجاباً ساتراً لجميع البدن.
2- وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
ما هي الجاهلية الأولى؟ قال بعض المفسرين: الجاهلية الأولى كانت من عهد سيدنا إبراهيم وما بعد ذلك. هذه المرحلة تسمى الجاهلية الأولى, إذ لم تكن المرأة آنذاك تلبس الثياب، بل كانت تضع شيئاً على بدنها لا يستر إلا سَوءَتها، وأما الإسلام فإنه جاء بلباسٍ عظيمٍ يواري سوءة الإنسان، ويسترها. كما قال الله سبحانه وتعالى:[]يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ[] سورة الأعراف (26). وأهم ما يتميز به الإنسان عن الحيوان هو اتخاذ الملابس، وأدوات الزينة. والملابس والزينة مظهران من مظاهر المدنية والحضارة, والتجرد عنهما إنما هو عودة إلى الحياة الحيوانية, وإلى الحياة البدائية, وإلى الحياة الجاهلية، وإنّ أعز ما تملكه المرأة المسلمة هو الشرف، والحياء، والعفاف، والمروءة. المحافظة على هذه الفضائل محافظة على إنسانية المرأة في أسمى صورها، وفي أكمل صفاتها, وليس من صالح المرأة، ولا من صالح المجتمع أن تتخلى المرأة عن الصيانة، والاحتشام، والحفاظ على كمالها، وهيئتها كما أمر الله سبحانه وتعالى, وخاصة أن الغريزة الجنسية هي أعنف الغرائز، وأشدها على الإطلاق, وإن هذه الغريزة لَتَهتاجُ، وتشتد تحركاً حينما يكثر التبرج، ويتخلى النساء عن الحجاب الساتر للبدن، والمبعد عن إثارة الشهوات، والعياذ بالله تعالى.
§ توعُّّد الله تعالى بالعذاب لمن يحارب الحجاب:
نهى الله – سبحانه وتعالى – أن تشيع الفاحشة بين الناس، وإن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا توعدهم الله تعالى بعذاب أليم، في الدنيا وفي الآخرة كما ورد في قوله تعالى:[]إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[] سورة النور (19). فأولئك الذين يشجّعون على ترك الحجاب، والذين يتساهلون في أمر الحجاب، وأولئك الذين يصدّرون الأزياء التي لا تليق بالمرأة المسلمة، الأزياء التي تكشف الصدر، والظهر، والذراع، والساق، وغير ذلك… إنما هم من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا…
§ الرد على من يقولون إن الحجاب عادة لا عبادة:
أيها الإخوة القراء! هناك بعض الناس يظنون جهلاً أن الحجاب لم يفرضه الإسلام على المرأة المسلمة، بل هو من العادات والتقاليد التي ظهرت في العصر العباسي كما يزعمون, وهذا الزعم ليس له أي جانبٍ من الصحة على الإطلاق, وهو يدل على جهلٍ في الدين، وجهلٍ بكتاب الله تعالى، ووراءه غرضٌ دفينٌ من الحقد على الإسلام، وشريعة الله سبحانه وتعالى. وهنا نحب أن نبين هذه المسألة؛ حتى لا تختلط على كثير من الناس الذين ربما اقتنعوا بهذا القول الفاسد. قالوا: الحجاب لم يكن في صدر الإسلام، ولم يأمر به النبي – صلى الله عليه وسلم – بهذه الصورة التي نراها اليوم, إذاً ماذا نفسر قول السيدة أم سلمة – رضي الله تعالى عنها – حينما نزلت آية الحجاب؟ حيث قالت: "خرجتْ نساء الأنصار وكأنهن غرابيب سود، عليهنّ أكسية سوداء، تسترهن من رؤوسهن إلى أقدامهن". ورآهن النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كان ذلك اللباس منكراً لأنكره رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلماذا يأتي من يسمّون أنفسهم اليوم بالحداثيين؟ هؤلاء الحداثيون يريدون أن يُخرجوا المرأة من كرامتها، وعزتها، وصيانتها، وحفظها الذي كفله لها الله سبحانه وتعالى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال كثيرٍ من الآيات التي أُمرت بها المرأة بلزوم الحجاب.
§ الحكمة والهدف من فرض الحجاب الشرعي على المرأة:
أمام هذه الأدلة القرآنية الواضحة الدلالة, ومن خلال هذه الآيات التي ذكرناها، نلاحظ أن الإسلام إنما قصدَ من وراء فرض الحجاب أن يقطع طريق الشبهات، ونزغات الشيطان من أن تطوف بقلوب الرجال والنساء، وفي ذلك يتضح لنا معنى قول الله تعالى:[]…وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ…[] سورة الأحزاب (53). أي إن الحجاب، والستر، والعفاف، وترك التبرج أطهر لقلوبكم وقلوبهن. إذاً.. هدف الإسلام هو صون الشرف، والمحافظة على العفة والكرامة، ولا ننسى أن هناك كثيراً من ضعفاء القلوب، ومرضى القلوب يتربصون بالمرأة السوء؛ ليهتكوا عنها ستر الفضيلة والعفاف، ولا يشك عاقل أنّ تهتّك النساء، وخلاعتهن، وتركهن للحجاب، وتبرجهن ربما كان أحد الأسباب الرئيسية التي أحدَثت أزمة في الزواج، وأزمة في العنوسة، وارتفاع نسبة إعراض الشباب عن الزواج، أو العزوف عن الزواج بشكل عام، فكثيرٌ من الشباب أحجموا عن الزواج؛ لأنهم أصبحوا يجدون الطريق معبداً، وجاهزاً لإشباع غرائزهم من غير تعبٍ ولا نصبٍ, فهم في غنى عن الزواج، وتكاليفه، ومصاريفه، وأعبائه، وكل ما يتعلق بذلك. يجدون طلبهم وغايتهم بشكل رخيص, هذه هي الصدور مكشوفة، والظهور مكشوفة، واللحوم رخيصة، لذلك عزف كثيرٌ من الشباب عن الزواج، هذا من ناحية. من ناحية ثانية؛ حينما يفكر الشباب بالزواج، فإنهم يرغبون بالمرأة المحجبة، والمتدينة، والتي عُرفت بالحشمة، والفضيلة، والأدب، فتُتْرَك أولئك البنات المتبرجات من غير زواج، وبذلك يساعد هذا الأمر على انتشار الفاحشة، والرذيلة، ولا شك أن هذا الأمر يؤدي إلى كثيرٍ من الفساد في المجتمع؛ طلاق النساء العفيفات, خيانات زوجية, سهر في أماكن اللهو و الفجور والفسوق, سفر من أجل هذه الأشياء كما نسمع بين كثير من الشباب والرجال، والعياذ بالله تعالى.
§ شهادة كاتبة غير مسلمة بضرورة التمسك بالحجاب والدين الإسلامي:
أيها الإخوة الكرام! أختم هذه الكلمة بقراءة ما ورد في صحيفة الجمهورية المصرية لكاتبة صحفية أمريكية، كتبت بعد أن عاشت في مصر زمناً غير قليل، وصلت إلى نتيجة مهمة نشرتْها في الصحافة المصرية. طبعاً نحن نتحفظ على كلمة تقاليد في ذكر هذه الكاتبة للحجاب, فالحجاب ليس تقليداً، إنما هو فريضة، وأمرٌ مشروع في كتاب الله سبحانه وتعالى، لكن نحن نقرأ النص الذي ورد على لسانها. تقول هذه الكاتبة الأمريكية: "إن المجتمع العربي مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول. وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوروبي والأمريكي، فعندكم تقاليد موروثة، تحتّم تقييد المرأة، وتحتّم احترام الأب والأم، وتحتّم أكثر من ذلك؛ عدم الإباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأمريكا. إن القيود التي يفرضها المجتمع العربي على الفتاة صالحة ونافعة، لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحيةِ وانطلاقِ ومجونِ أوروبا وأمريكا, امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعاً معقداً، مليئاً بكل صور الإباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين يملؤون السجون، والأرصفة، والبارات، والبيوت السرية، وإن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا الصغار قد جعلت منهم عصابات أحداث، وعصابات للمخدرات والرقيق، إن الاختلاط، والإباحية، والحرية في المجتمع الأوروبي والأمريكي هدد الأسر، وزلزل القيم والأخلاق, فالفتاة الصغيرة تحت سن العشرين تخالط الشبان، وترقص، وتشرب الخمر، وتتعاطى المخدرات باسم المدنية، والحرية، والإباحية، وهي تلهو، وتعاشر من تشاء تحت سمع عائلتها وبصرها، بل وتتحدى والدَيها، ومدرسيها، والمشرفين عليها باسم الحرية والاختلاط، وباسم الإباحية والانطلاق، وتتزوج في دقائق، وتطلَّق بعد ساعات، ولا يكلفها أكثر من إمضاء، وعشرين قرشاً، وعريسَ ليلةٍ واحدة". هذا رأي كاتبة أمريكية، والفضل ما شهدت به الأعداء.
§ دعاء:
نسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يحفظ نساءنا، وأن يستر بناتنا، وأن يُجَلْبِبَهُنَّ بجلباب الفضيلة، والستر، والعفاف، والحياء, ونسأله أن يهدي النساء الكاسيات العاريات, وأن يسترهن بحجاب الإسلام. اللهم استر نساءنا وبناتنا, وحبب إليهن الحجاب، وزينه في قلوبهن, برحمتك يا أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
قرأت حديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي يجيز للرجل أن يرى المرأة التي ينوي الزواج بها ، سؤالي هو : ما هو المسموح رؤيته للرجل في المرأة التي ينوي خطبتها للزواج هل يسمح له أن يرى شعرها أو راسها بالكامل ؟
الحمد لله
لقد جاءت الشريعة الإسلامية بالأمر بغض البصر وتحريم النّظر إلى المرأة الأجنبية طهارة للنّفوس وصيانة لأعراض العباد واستثنت الشّريعة حالات أباحت فيها النّظر إلى المرأة الأجنبية للضرورة وللحاجة العظيمة ومن ذلك نظر الخاطب إلى المخطوبة إذ إنّه سينبني على ذلك اتّخاذ قرار خطير ذي شأن في حياة كل من المرأة والرجل ، ومن النصًوص الدالة على جواز النظر إلى المخطوبة ما يلي :
1- عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) قال : " فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها ، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجتها " وفي رواية : " وقال جارية من بني سلمة ، فكنت أتخبأ لها تحت الكرب ، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها ، فتزوجتها " صحيح أبو داود رقم 1832 و 1834
2- عن أبي هريرة قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنظرت إليها ؟ ) قال : لا ، قال : ( فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً ) رواه مسلم رقم 1443 والدار قطني 3/253(34)
3- عن المغيرة بن شعبة قال : خطبت امرأة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنظرت إليها ؟ ) قلت : لا ، قال : ( فانظر إليها فأنه أحرى أن يؤدم بينكما ) . وفي رواية : قال : ففعل ذلك . قال : فتزوجها فذكر من موافقتها . رواه الدارقطني 3/252 (31،32) ، وابن ماجه 1/574 .
4- عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : " إن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، جئت لأهب لك نفسي ، فنظر إليها رسول الله صلى الله عيله وسلم ، فصعّد النظر إليها وصوّبه ، ثم طأطأ رأسه ، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست ، فقام رجل من أصحابه فقال : أي رسول الله ، لإِن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها .. ) الحديث أخرجه البخاري 7/19 ، ومسلم 4/143 ، والنسائي 6/113 بشرح السيوطي ، والبيهقي 7/84 .
من أقوال العلماء في حدود النّظر إلى المخطوبة :
قال الشافعي – رحمه الله – : " وإذا أراد أن يتزوج المرأة فليس له أن ينظر إليها حاسرة ، وينظر إلى وجهها وكفيها وهي متغطية بإذنها وبغير إذنها ، قال تعالى : ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) قال : الوجه والكفين " ( الحاوي الكبير 9/34 )
وقال الإمام النووي في ( روضة الطالبين وعمدة المفتين 7/19-20 : " إذا رغب في نكاحها استحب أن ينظر إليها لئلا يندم ، وفي وجه : لا يستحب هذا النظر بل هو مباح ، والصحيح الأول للأحاديث ، ويجوز تكرير هذا النظر بإذنها وبغير إذنها ، فإن لم يتيسر النظر بعث امرأة تتأملها وتصفها له . والمرأة تنظر إلى الرجل إذا أرادت تزوجه ، فإنه يعجبها منه ما يعجبه منها .
ثم المنظور إليه الوجه والكفان ظهراً وبطناً ، ولا ينظر إلى غير ذلك .
وأجاز أبو حنيفة النظر إلى القدمين مع الوجه والكفين . بداية المجتهد ونهاية المقتصد 3/10 .
قال ابن عابدين في حاشيته ( 5/325 ) :
" يباح النظر إلى الوجه والكفين والقدمين لا يتجاوز ذلك " أ.هـ ونقله ابن رشد كما سبق .
ومن الروايات في مذهب الإمام مالك :
– : ينظر إلى الوجه والكفين فقط .
– : ينظر إلى الوجه والكفين واليدين فقط .
وعن الإمام أحمد – رحمه الله – روايات :
إحداهن : ينظر إلى وجهها ويديها .
والثانية : ينظر ما يظهر غالباً كالرقبة والساقين ونحوهما .
ونقل ذلك ابن قدامة في المغني ( 7/454 ) والإمام ابن القيم الجوزية في ( تهذيب السنن 3/25-26 ) ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري ( 11/78 ) .. والرواية المعتمدة في كتب الحنابلة هي الرواية الثانية .
ومما تقدّم يتبيّن أن قول جمهور أهل العلم إباحة نظر الخاطب إلى وجه المخطوبة وكفّيها لدلالة الوجه على الدمامة أو الجمال ، والكفين على نحافة البدن أو خصوبته .
قال أبو الفرج المقدسي : " ولا خلاف بين أهل العلم في إباحة النظر إلى وجهها .. مجمع المحاسن ، وموضع النظر .. "
حكم مس المخطوبة والخلوة بها
قال الزيلعي رحمه الله : ( ولا يجوز له أن يمس وجهها ولا كفيها – وإن أَمِن الشهوة – لوجود الحرمة ، وانعدام الضرورة أ.هـ ، وفي درر البحار : لا يحل المسّ للقاضي والشاهد والخاطب وإن أمنوا الشهوة لعدم الحاجة .. أ.هـ ) رد المحتار على الدر المختار 5/237 .
وقال ابن قدامة : ( ولا يجوز له الخلوة بها لأنها مُحرّمة ، ولم يَرد الشرع بغير النظر فبقيت على التحريم ، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يخلون رجل بإمراة فإن ثالثهما الشيطان ) ولا ينظر إليها نظر تلذذ وشهوة ، ولا ريبة . قال أحمد في رواية صالح : ينظر إلى الوجه ، ولا يكون عن طريق لذة .
وله أن يردّد النظر إليها ، ويتأمل محاسنها ، لأن المقصود لا يحصل إلا بذلك " أ.هـ
إذن المخطوبة في الرؤية :
يجوز النظر إلى من أراد خطبتها ولو بغير إذنها ولا علمها ، وهذا الذي دلت عليه الأحاديث الصحيحة .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( 9/157 ) : " وقال الجمهور : يجوز أن ينظر إليها إذا أراد ذلك بغير إذنها " أ.هـ
قال الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني في السلسة الصحيحة (1/156) مؤيدا ذلك : ومثله في الدلالة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( وإن كانت لا تعلم ) وتأيد ذلك بعمل الصحابة رضي الله عنهم ، عمله مع سنته صلى الله عليه وسلم ومنهم محمد بن مسلمة وجابر بن عبد الله ، فإن كلاً منهما تخبأ لخطيبته ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها . … " أ.هـ
فائدة :
قال الشيخ حفظه الله في المرجع السابق ص 156 :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتزوج امرأة ، فبعث امرأة تنظر إليها فقال : شُمِّي عوارضها وانظري إلى عرقوبيها " الحديث أخرجه الحاكم (2/166 ) وقال : " صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي وعن البيهقي ( 7/87 ) وقال في مجمع الزوائد ( 4/507 ) : " رواه أحمد والبزار ، ورجال أحمد ثقات "
قال في مغني المحتاج ( 3/128 ) : " ويؤخذ من الخبر أن للمبعوث أن يصف للباعث زائداً على ما ينظره ، فيستفيد من البعث ما لا يستفيد بنظره " أ.هـ والله تعالى أعلم
بورك فيك اخي هاديدو على الفتوى
دمت في رعاية الله
شكرااااا
بورك فيك اخي هاديدو على الفتوى
دمت في رعاية الله شكرااااا |
بارك الله فيك أخي على الموضوع المهم جزاك الله خيرا .
واصـــــــــل تميزك معنا في المنتدى .
تقبل مروري
عبير95
بارك الله فيك أخي على الموضوع المهم جزاك الله خيرا .
واصـــــــــل تميزك معنا في المنتدى . تقبل مروري عبير95 |
وردك الأروع جزاك الله خير الجزاء.
الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يتلقى فيها المسلم قيمه و أخلاقه ، لهذا فإن الأسرة هي المخزون الاستراتيجي الذي به تقوى الأمة و يتماسك المجتمع لأنها اللبنة الأولى في هذا المجتمع ، فالأسرة هي الحلقة الوسطى بين الفرد و المجتمع ، و بصلاحها ينصلح ما قبلها "الفرد" و ما بعدها "المجتمع" . و المتابع لأحوال الأسرة في مجتمعاتنا يجد أنه قد أصابها الكثير من الأمراض التي ينبغي معالجتها و الوقاية منها .
من مشاكل الأسرة:
1. ارتفاع معدلات الطلاق عند حديثي الزواج : غالبا ما يكون السبب في ذلك اختلافات في البناء القيمي بين الزوجين مما يستلزم مراجعة وضع هذا البناء القيمي عند الزوجين بالنسبة لمنهج الإسلام لضمان تأسيس العلاقة و استمرارها على قواعد سليمة متفق عليها .
2. ضعف التواصل بين أفراد الأسرة : لانشغال أحد الوالدين أو كليهما في طلب الرزق مما يقتضي قضاء معظم الوقت خارج المنزل ، فأصبح الأبناء يتلقون القيم ممن يخالطون من الأصحاب و الأقران مما أدى إلى ضعف البناء الأخلاقي و القيمي عند الجيل الجديد . و قد أصاب هذا الداء معظم البيوت إلا من رحم ربي ، حتى بيوت الدعاة بدأت تعاني خلافات حادة بين الآباء و الأبناء تظهر واضحة عندما يصل الأبناء إلى مرحلة المراهقة .
3. اضطراب الحالة الإيمانية لكثير من الأسر : إن الحالة الإيمانية لأفراد الأسرة تؤثر كثيرا على مستوى التفاهم و التناغم بينهم ، فالرباط بين الزوجين في الواقع هو رباط إيماني قوامه المودة و الرحمة . قال تعالى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (سورة الروم – 21) . و الإيمان يزيد و ينقص ، يزيد بالطاعات و بالارتباط و الالتزام بمنهج الله و يقل بالمعاصي و البعد عن هذا المنهج ، لهذا كان الرجل الصالح يقول : إني لأعرف منزلتي عند ربي من خلق زوجتي و خلق دابتي . فزيادة الإيمان و استقرار الحالة الإيمانية في مستوى مرتفع بلا شك من أهم دعائم استقرار الأسرة .
و فيما يلي بعض الأنشطة المقترحة التي تحقق وقاية الأسرة من هذه المشكلات و تدعم الترابط بين أفرادها لتتمكن من تحقيق رسالتها :
البرامج العشر لسعادة الأسرة:
هذه مجموعة من الأنشطة المجربة لنأخذ منها ما يناسب أسرة كل منا و ما يمكن تنفيذه لدعم التواصل و زيادة الإيمان و توفير مناخ صحي لتربية الأبناء ، و يفضل تحديد مسئول من أفراد الأسرة عن كل نشاط من الأنشطة ؛ للتدريب على القيادة و تحمل المسئولية .
1. مجلس لتدبر القرآن مرة كل أسبوع : حيث يجتمع أفراد الأسرة في وقت يناسب الجميع على أن يتفرغ كل منهم تماما لهذا اللقاء الذي يجتمعون فيه لتدبر مجموعة من الآيات في كتاب الله ، فتنزل عليهم السكينة و تغشاهم الرحمة و تحفهم الملائكة و يذكرهم الله فيمن عنده ، ثم يقوم أفراد الأسرة و قد غفر لهم ما تقدم من ذنوبهم . ما أجمل أن يستخلص الجميع بعض الواجبات العملية و أن يتعاهدوا على الالتزام السلوكي بما توحي به الآيات و أن يتم الحوار و المناقشة حول المعاني القرآنية ، و مع الحوار الهادئ يتم تصحيح المفاهيم المغلوطة ، و إشاعة الحب و التفاهم و تقبل آراء المخالفين .
يمكن مراجعة مشروع مجالس القرآن ( http://www.saaid.net/Quran/41.htm ) لمعرفة المزيد عن وسائل تنفيذه .
2. مشروع حفظ القرآن الكريم : و نقترح أن يتفق الجميع على حفظ آية واحدة من كتاب الله تعالى في كل يوم . و لا تتعجب فبعد زمن قصير سيكون حظ كل فرد من أفراد الأسرة عظيما من حفظ آيات الكتاب العزيز و المهم أن يتواصى أفراد الأسرة بالتنفيذ العملي لما تدعو إليه الآية .
3. حفظ أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم : نختار حديثا من الأربعين النووية ، يكتب الحديث على سبورة في مكان يراه الجميع ، و يترك لمدة أسبوع كامل و لا يرفع الحديث إلا بعد أن يقوم الجميع بتسميعه .
4. مكتبة البيت : تحتوي على كتب تناسب جميع المستويات و الأعمار . تحتوي على بعض الأشرطة و CDs التي تحتوي على الدروس العلمية و الدينية لمشاهير الدعاة . الاشتراك في المجلات الدورية ذات الطابع الإسلامي .
5. المسابقات : في جلسات السمر بين أفراد الأسرة ، و في الرحلات الخلوية التي تجتمع فيها الأسرة . و جو المسابقات يؤلف القلوب و يشيع البهجة ، و هي من أسهل الطرق لتوصيل المعلوممات و تصحيح المفاهيم . يمكن الاستعانة ببعض كتب المسابقات لاختيار ما يناسب الأفراد . و يمكن عقد مسابقة بين الأبناء في تلخيص أحد الأشرطة لأحد العلماء و عرضه على أفراد الأسرة بأسلوب سهل مع مناقشة بعض الأفكار فيه .
6. الحرص على السكن بجوار المساجد : ليسمع أهل البيت الآذان و الخطب ، و ليشاركوا في الأنشطة الدعوية و الاجتماعية التي تقام فيه . و حث الأبناء على الصلاة في المسجد و المسارعة إلى الصف الأول و التبكير في صلاة الجمعة ، و حث البنات على الصلاة فور سماع الآذان . و اصطحاب الأبناء للإعتكاف في الليالي العشر الأخيرة من رمضان .
7. صيام النوافل: كصيام الإثنين و الخميس ، و ثلاثة أيام في كل شهر ، و التاسع و العاشر من المحرم ، و يوم عرفة ، و ستة أيام من شوال .
8. السفر التعبدي: للمسجد الحرام بمكة ، و مسجد النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة .
9. تدريب الأبناء على: إكرام الضيف ، و الإحسان إلى الجار ، و صلة الرحم ، و المشاركة في تشييع الجنائز ، و عيادة المريض ، و المساهمة في صندوق لدعم القضية الفلسطينية ، و التصدق بكل ما هو نافع كالتبرع بالملابس المستعملة و المشاركة في المعارض الخيرية . و كذلك حثهم على التعاون على ترتيب و تنظيم و نظافة المنزل .
10. متابعة الأبناء في التزامهم بالأذكار: أذكار الصباح و المساء ، و أذكار الأحوال كأذكار الطعام و النوم ، و دخول البيت و الخروج منه ، و دخول الخلاء ، الخ . و يمكن تعيين مسئول لأذكار الصباح و آخر لأذكار المساء ، على أن يكون دوره تذكير أهل المنزل بموعد الأذكار و جلوسه مع من تواجد منهم لأدائها .
امرأة صالحة دخلت جهنم
إمرأة مصلية قائمة صائمة محتشمة قال الرسول عنها انها في النار ….انها في النارررر !!
قالو يارسول الله انها كانت تصوم النهار وتقوم الليل قال هي في الناااار …كانت تؤذي جيرانها.. يعني كانت تسعى بالغيبه بين جيرانها
وقصة احدى الاخوات تقول…
كنت في زيارة لأختي في شعبان وكان ولد اختي مشغل شريط الدكتور الجبير
عن الغيبة وكان يقول قصة المرأة الصالحة
فتخيلت أنها أنا !!!
تقول لأني دااااعية ولبسي محتشم قفاز وشرابات وكل شيء بس اني اغتااااب بشكل قوي …
تقول تخيلت انها انا نفس مواصفاتي ونفس ذنبي وهذا مصيري لو ماتبت اني في النااار …
لاني فقط اقول فلانة قصيرة فلانة وقحة فلانة مسكوها مع شاب فلانة وفلانة ومااطيب الكلام عن فلانة مع فنجان القهوة وقطعة الحلوى وتزداد اللذة مع الشاي والمعجنات ونختم الغيبة بختام الشاي وبعد ماكل وحدة تلبس عبايتها وتروح البيت وتصلي وتراها وتصبح صائمة لتكون من اهل النار …متخيلين الموقف!!!
قال رجل: (يا رسول الله! إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها
غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها -باللسان- قال: هي في النار
قال: يا رسول الله! فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها
وأنها تتصدق بالأثوار من الإقط -الإقط هو اللبن المجفف،
وهو من الشيء الزهيد- ولا تؤذي جيرانها، قال: هي في الجنة)
لاحظتوا الفرق بين الاثنتين ؟؟؟
.. لا تتحجج باعمالك الصالحه التي عملتها
لان العمل وحده لاينجي من النار وانما رحمة الله اولا
وقد قيل اذا لم تستطع قول الخير .. فكف عن قول الشر
انتبهوا يا اخواني
مهما حرضتك نفسك على التفوه بالغيبة لاتدع الشيطان
يسهل امرها اليك ، و الغيبة هي ذكرك اخاك بما يكره
لاتتساهلوا صغر المعصية ، فإن النار نشأت من الشرر !!
تذكر عذاب المغتابين يوم القيامه
وهم كما اخبر عنهم عليه الصلاه والسلام
قوم لهم اظافر من نحاس يخدشون بها انفسهم
اعاذنا الله واياكم منهم
شكرااااااااااااااااااااااااا
رضي الله عنهما
بلغ قمة الكمال والسمو من الرجال عدد كثير لكن لم يبلغها من النساء إلاقلة ومنهن عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما .هذه المرأة العجيبةالتي فاقت علماً وحلماً وخلقاً وأدباً وفصاحة وشجاعة كثيراً من الرجالفضلاً عن بنات جنسها.لن يوفيها الكلام مهما ارتقى به البيان، ولن توفيهاالصفحات مهما بلغت من الأعداد، لكن سنعرض نماذج من حياتها هي كفيلة فيالدلالة على ما وراءها من الجلال والعظمة.
أما أبوها فهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه خير البشرية بعد النبيينوالمرسلين، صاحب رسول الله ورفيقه في الغار لا ثالث لهما إلا الله، الذيواسى رسول الله بنفسه وأهله وماله، الرجل الذي لو كان للنبي صلى الله عليهوسلم أن يتخذ من الخلق خليلاً لا تخذه خليلاً.هذا أبوهافما ظنك بفتاةنجيبة عبقرية تنشأ في بيت أبي بكر رضي الله عنه بيت العلم والفصاحةوالتقوى والعفة وكل خصلة طيبة حميدة.
قصــة زواجهــآ
جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ثلاث ليال وفي يده خرقةمن حرير وفي كل مرة يكشفها النبي صلى الله عليه وسلم فيجد فيها صورة عائشةويقول له الملك : هذه امرأتك. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم إن يك هذامن عند الله يمضه أي سيكون.و لما توفيت خديجة ولم يكن عنده غيرها عرضتعليه امرأتان ثيب وبكر أما الثيب فسودة بنت زمعة إحدى السابقات إلىالإيمان وأما البكر فعائشة وكانت صبية بنت ست سنين فقط فوافق النبي صلىالله عليه وسلم على العرض أما سودة فتزوج بها ودخل بها وأما عائشة فعقدعليها ولم يدخل بها لصغر سنها. و لما هاجر إلى المدينة وبلغت من العمر تسعسنين دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم مرجعه من غزوة بدر غالباً منتصراً،وكانت عائشة تلعب على أرجوحة لها فجاءها النساء فزينها وأصلحنها له ثمأهدينها لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فعاش معها النبي صلى الله عليهوسلم تسع سنين حيث توفاه الله إليه ولها من العمر ثمان عشرة سنة فقط.
حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة
أحب النبي صلى الله عليه وسلم عائشة حباً عظيماً ما أحب واحدة من نسائهكما أحبها إلا أن تكون خديجة رضي الله عنها، وكان النبي صلى الله عليهوسلم يعلن عن حبه لها ولا يسره ويظهره ولا يكتمه حتى شاع أمره بين ضراتهاوبين أهل المدينة رجالها ونسائها فهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه يسالالنبي صلى الله عليه وسلم فيقول من أحب الناس إليك؟ فيقول: عائشة قال منالرجال؟ قال: أبوها.وكان الناس يهدون النبي صلى الله عليه وسلم الهداياولكنهم كانوا يختارون يوم عائشة الذي يكون فيه الرسول صلى الله عليه وسلمعندها لعلمهم بحب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة فكان ذلك يغيظ بقيةنسائه ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بتغيير عادتهم تلك.وكانيقبّل عائشة وهو صائم وحين سئلت أم سلمة عن ذلك قالت : لعله أنه لم يكنيتمالك عنها حباً أما إياي فلا.ولما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضالموت وكان يدور على نسائه مع شدة المرض فكان يقول أين أنا غداً أين أناغداً؟ يستعجل يوم عائشة فأذن له أن يمرض عندها لما علمن من حبه لها رضوانالله عليهن أجمعين.وكان من أسباب شدة حبه لها ما كانت عليه من الخيروالصلاح والكمال وقد أشار إلى شيء من ذلك حين قال لبعض نسائه ما نزل عليالوحي في لحاف امرأة منكن غيرها. وأقرأها النبي صلى الله عليه وسلم سلامجبريل عليها، وقد ظهر شيء كثير من فضلها بعد موته صلى الله عليه وسلم ولولم يكن إلا نشرها للعلم نشراً لا يشاركها فيه غيرها من النساء لكفى بهفضلاً.
بارك الله فيك
الأولى تقول:
"إن المرأة خلقت من أصل أدنى من الأصل الذي خلق منه الرجل.. ،
و إنها مخلوق ثانوي ، خلقت من ضلع آدم الأيسر"
الرد على هذه النظرية:
يصرح القرآن الكريم في آيات متعددة بوحدة الطبيعة التكوينية للجنسين ،
و من جملة الايات قوله تعالى :
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها )
، ( النساء/ 1).
و قوله تعالى:
( و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً ، لتسكنوا إليها )
، (الروم/ 21).
و هذا التصريح ، يدل دلالة واضحة ، أنه ليس في القرآن الكريم أثر لما في بعض الكتب المقدسة ،
من كون المرأة قد خلقت من أصل أدنى من الأصل الذي خلق منه الرجل ،
أو أنها مخلوق ثانوي خلقت من ضلع آدم الأيسر ،
إضافة لذلك ليس في النظام الإسلامي نظرية مهينة بشأن الطبيعة التكوينية للمرأة ..
الثانية تقول:
" إن المرأة عنصر الجريمة و الذنب ، ينبعث من وجودها الشر و الوسوسة ، فهي الشيطان الصغير..".
الرد على هذه النظرية:
أن القرآن قد عرض حكاية آدم في الجنة ، إلا أنه لم يشر إطلاقاً الى غواية الشيطان لحواء ،
بغية أن تغوي آدم (عليه السلام).
فلم تكن حواء ، هي المسؤول الاصلي ، كما لم تكن خارج دائرة المسؤولية .. ،
و هذا ما نعنيه من قوله تعالى:
(
و يا آدم اسكن أنت وز وجك الجنة ، فكلا من حيث شئتما ، و لا تقربا هذه الشجرة.. )
، (الاعراف/ 19).
و شيء آخر أن القرآن ، حينما يأتي على حديث وسوسة الشيطان ،
يستخدم ضمير التثنية ليحملمها – آدم و حواء – معاً مسؤولية الوقوع في شراك غواية الشيطان الرجيم ،
يقول القرآن:
( فوسوس لهما الشيطان.. )
، (الاعراف/20).
و يقول:
( و قاسمهما إني لكما لمن الناصحين )
، (الاعراف/ 21).
و في هذا المضمار ، قد قارع القرآن نهجاً من التفكير ، كان سائداً آنذاك ،
و لايزال يعشعش في بعض زويا عالمنا المعاصر… ، ود فع عن المرأة الاتهام ،
بأنها عنصر الذنب و الجريمة ، و أنها الشيطان الصغير..
الثالثة تقول:
" إن المرأة لاتدخل الجنة ، لأنها عاجزة عن طي مراحل الرقي المعنوي و الإلهي ،
فهي عاجزة في النهاية عن الوصول الى درجة القرب الإلهي ".
الرد على هذه النظرية:
إن القرآن المجيد صرح في أكثر من أية ، أن الثواب الأخروي و بلوغ القرب الإلهي ،
لاينحصر بجنس خاص ، و إنما هو رهن الإيمان و العمل سواء أكان بالنسبة الى الرجل أو المرأة ،
فقد قرن ذكر الرجال العظام بذكر إحدى النساء الشامخات ، و قد وقف بإجلال لأمرأة آدم و إبراهيم و أم موسى و عيسى .. ،
و يجدر بنا ان نذكر هذه الآية المباركة كشاهد على قولنا ، إن الثواب الأخروي و بلوغ القرب الإلهي ،
لاينحصر بجنس دون آخر.. ، و هي قوله تعالى:
( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى.. )
، (آل عمران/195).
الرابعة تقول:
" إن العلاقة الجنسية بالمرأة علاقة منحطة و بالتالي فالمرأة شيء منحط دنيء.. ".
الرد على هذه النظرية:
إن الإسلام قارع و حارب هذه النظرية بشدة ، و اعتبر الزواج ارتباطاً مقدساً ،
و العزوبة ظاهرة منحطة ، و طرح ظاهرة حب المرأة بوصفها إحدى خصال الأنبياء الخلقية.
يقول القرآن مرغباً في الزواج كسلوك سوي:
( و انكحوا الأيامي منكم و الصالحين من عبادكم و إمائكم.. )
، (النور/32).
الخامسة تقول:
" إن المرأة وسيلة بيد الرجل ، و إنما خلقت لأجله ".
الرد على هذه النظرية:
إن النظام الإسلامي ، لايعترف على الإطلاق بهذا المفهوم.. ،
فهو يصرح بأن سائر المخلوقات من أرض و سماء و غيرها ، إنما خلقت لأجل الإنسان ،
ولو أنه يعترف بهذه النظرية لصرح ولو مرة واحدة ، أن المرأة مخلوقة مسخرة للرجل .. ،
و هذا واضح من قوله تعالى:
( هن لباس لكم ، و أنتم لباس لهن )
، (البقرة/187).
السادسة تقول:
" إن المرأة بلاء لابد منه بالنسبة للرجال ".
الرد على هذه النظرية:
إن الإسلام و القرآن ، يعتبر المرأة بالنسبة للرجل سكناً له و طمأنينة.. ،
و هذا ما نعيه من قوله تعالى:
( و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً ، لتسكنوا إليها ، و جعل بينكم مودة و رحمة)
، (الروم/21).
السابعة تقول:
" إن حصة المرأة من الأبناء لاقيمة لها ، بل هي وعاء لنطف الرجال ،
التي تستبطن البذر الأصلي للإنجاب حتى قال شاعرهم – أي أصحاب هذه النظرية:
وإنما أمهات الناس أوعية مستودعات وللآباء أبناء
الرد على هذه النظرية:
أن القرآن الكريم وضع نهاية لهذا الطراز من التفكير المتحجر و المتخلف ،
حيث ذهب الى القول : إن الابناء ينجبون بواسطة الرجل و المرأة معاً ،
و إنهما صناع الحياة وهذا ما نعيه من قوله تعالى:
( فلينظر الانسان مم خلق ، خلق من ماء دافق ، يخرج من بين الصلب و الترائب)
، (الطلاق/ 5-7).