التصنيفات
فقه العبادات

فضل صيام الست من شوال

فضل صيام الست من شوال


الونشريس

Size="5"]]
صيام الستة من شوال سُنّة لما ثبت عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر” رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي.
لقد بيّن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ مَن صام الست من شوال كان كصيام الدهر، وقد فسّر ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقوله ”مَن صام ستة أيّام بعد الفطر كان تمام السنة”. وفي رواية ”جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيّام تمام السنة” أخرجه النسائي وابن ماجه، ورواه ابن خزيمة بلفظ ”صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة”.
يقول الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: :وإنّما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين”.
إنّ معاودة الصّيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإنّ الله تعالى إذا تقبّل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
فالصّائمون لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصّيام بعد الفطر شُكرًا لهذه النِّعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، فقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقوم حتّى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟! فيقول: ”أفلا أكون عبدًا شكورًا”. وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: ”وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” البقرة.185 فمن جملة شكر العبد لربّه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرًا عقيب ذلك.
وقد كان بعض السّلف إذا وُفِّق لقيام ليلة من اللّيالي أصبح في نهارها صائمًا، ويجعل صيامه شكرًا للتّوفيق لقيام ليله. ثمّ إنّ من الفوائد المهمّة لصيام ستّ من شوال تعويض النّقص الّذي حصل في صيام الفريضة في رمضان، إذ لا يخلو الصّائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبًا في صيامه، ويوم القيامة يُؤخذ من النّوافل لجبران نقص الفرائض كما قال صلّى الله عليه وسلّم: ”إنّ أوّل ما يحاسب النّاس به يوم القيامة من أعمالهم الصّلاة قال يقول ربّنا جلّ وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئًا قال انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذالكم” رواه أبو داود. والله أعلم
[/size]




رد: فضل صيام الست من شوال

الموضوع كتير جميل شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررراااااااا ااا




التصنيفات
فقه العبادات

كيفية تغسيل وتكفين الميت

كيفية تغسيل وتكفين الميت


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ارتايت ان انقل لكم هذا الموضوع نظرا لاهميته وجهل الكثيرين به اما خوفا او عدم رغبة في معرفته في حين ان الضرورة تقتضي لزومية معرفتنا به

تغسيل الميت له آداب وأحكام، فمن أراد أن يغسل ميتاً، فإنه يبدأ بستر عورته وجوبا، وهي بالنسبة للرجل ما بين السرة والركبة، وكذلك بالنسبة للمرأة معالمرأة ما بين السرة والركبة.
ثم يجرده من ملابسه، لقول الصحابة حين مات النبي صلى الله عليه وسلم: هل نجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم، وصححه الألباني في أحكام الجنائز.

ويستحب أن يستره عن عيون الناس، ويكره لغير من يعين في غسله حضوره، ثم يضعه على سرير الغسل أو مكان مرتفع، ويرفع رأسه إلى قرب جلوسه، ويعصر بطنه برفق، ويكثر صب الماء حينئذ، ثم يلف على يده خرقة فينجيه (أي يغسل مخرجيه)، ولا يحل أن يمس ـ مباشرة بدون حائل ـ عورة من له سبع سنين فأكثر، ويستحب ألا يمس سائر جسده إلا بخرقة، ثم يوضئه ندباً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء اللاتي غسلن ابنته: ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها رواه البخاري ومسلم.
ولا يُدخل الماء في فيه ولا في أنفه، ويدخل إصبعيه مبلولتين بالماء بين شفتيه فيمسح أسنانه، ويدخلهما في منخريه فينظفهما.
ويكون على إصبعيه خرقة حين ذلك، ثم ينوي غسله ويسمي، ويغسل برغوة السدر رأسه ولحيته فقط، والسدر يدق ويوضع في إناء فيه ماء، ثم يضربه بيديه حتى يكون لهرغوة. وذلك حتى لا يصل شيء من تفل السدر إلى شعر رأسه ولحيته،فيصعب إخراجه، أما الرغوة فليس فيها تفل.
ثم يغسل شقه الأيمن ثم الأيسر ثم كله ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً، حسب ما يقتضيه الحال مع المحافظة على الإيتار لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثرمن ذلك إن رأيتن ذلك رواه البخاري ومسلم.
ويمر في كل مرة يده على بطنه.
ويجعل في الغسلة الأخيرة كافوراً، لقوله صلى الله عليه وسلم: اجعلنفي الغسلة الأخيرة كافوراً، أو شيئاً من الكافور متفق عليه.
والكافورطيب معروف أبيض يدق ويجعل في آخر غسلة، وفائدته تطييب الميت،وطرد الهوامعنه، لما لرائحته من خاصية في ذلك، ولا حرج في استعمالا لصابون إن احتيج إليه.
ومن أهل العلم من قال: يقص شاربه ويقلم أظفاره، ولا يسرح شعره، ثم ينشفه بثوب.
وإن خرج من الميت شيء بعد الغسلات السبع حشي مخرجه بقطن، ثم يغسل المحل ويوضأ،وإن خرج بعد تكفينه لم يُعد الغسل. والمرأة يضفر شعرها ثلاثة قرون، ويسدل وراءها لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

وأما كيفية تكفين الميت:
فيستحب تكفين الرجل في ثلاث لفائف بيض، تجمّر، ثم تبسط بعضها فوق بعض،ويجعل الحنوط فيما بينها، ثم يوضع الميت عليها مستلقياً، ويجعل شيء من الحنوط فيقطن ثم يوضع بين إليتيه، ويشد فوقها خرقة مشقوقة الطرف كالتبان – السروال القصير – تجمع إليتيه ومثانته، ويجعل الباقي على منافذ وجهه،ومواضع سجوده،وإن طيب كله فحسن.
ثم يرد طرف اللفافة العليا على شقه الأيمن، ويرد طرفها الآخر من فوقه، ثم الثانية والثالثة كذلك، ويجعل أكثر الفاضل عند رأسه، ثم يعقده، وتحل في القبر.
وإن كفن في قميص ومئزر ولفافة جاز.
وتكفن المرأة في خمسة أثواب: إزار وخمار وقميص ولفافتين.
والقدر الواجب هو ثوب يستر جميع الميت

وليس كل من هب ودب يغسل الميت اذ على المغسل ان تتوفر فيه صفات هي :

فقد قال الفقهاء: ينبغي أن يكون الغاسل ثقة أمينا، عارفاً بأحكام الغسل.
ولايجوز له إذا رأى من الميت شيئاً مما يكره أن يذكره إلا لمصلحة، وإن رأىحسنا من أمارات الخير مثل وضاءة الوجه ونحو ذلك، فيستحب له إظهاره، ليكثرالترحم عليه، والرغبة في الاقتداء به.
إلا إذا كان الميت مبتدعاً ورأى على وجهه مكروها سواداً أو ظلمة، فإنه ينبغي أن يبين ذلك حتى يحذر الناس من دعوته ومنهجه.
وأولى الناس بغسل الميت وصُّيه ثم أبوه ثم جده ثم الأقرب فالأقرب من عصباته. وكذلك الأنثى أولى الناس بها وصيتها ثم القربى فالقربى من نسائها.
ولكل من الزوجين غسل صاحبه، ولرجل وامرأة غسل من له سبع سنين، لأنه لا حكم لعورته.

والله اعلم

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة واجعل قبرنا روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم امين




رد: كيفية تغسيل وتكفين الميت

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة واجعل قبرنا روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار

آآآآآآآآآآمين دائمــــا متألقة شكـــٍراا جزيلا




رد: كيفية تغسيل وتكفين الميت

اشكر تفاعلك مع الموضوع اسماء




رد: كيفية تغسيل وتكفين الميت

لا شكر على واجب حقاا موضوع قيم




التصنيفات
فقه العبادات

من أحكام الأضحية

من أحكام الأضحية


الونشريس

من أحكام الأضحية

الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


الأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا اصل له، والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام.

الأول

أن يضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته، وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي صلى الله عليه وسلم عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.

الثاني

أن يضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذاً لها وأصل هذا قوله تعالى: (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم) "البقرة: 181".

الثالث

أن يضحي عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء، فهذه جائزة، وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياساً على الصدقة عنه، ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية في السنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضح عن أحمد من أمواته بخصوصه، فلم يضح عن عمه حمزة، وهو من أعز أقاربه عنده، ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته، وهن ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة وهي من أحب نسائه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحداً منهم ضحى عن أحد من أمواته.

* ونرى أيضاً من الخطأ ما يفعله بعض الناس، يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها (أضحية الحفرة)، ويعتقدون أنه لا يجوز أن يشرك معه في ثوابها أحد، أو يضحون عن أمواتهم تبرعاً أو بمقتضى وصاياهم، ولا يضحون عن أنفسهم وأهليهم، ولو علموا أن الرجل إذا ضحى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لما عدلوا عنه إلى عملهم ذلك.

فيما يجتنبه من أراد الأضحية

إذاأراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدةثلاثين يوماً فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره) "رواه أحمد ومسلم"، وفي لفظ: (فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي) "وإذانوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك في حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.

* والحكمةفي هذا النهي أن المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلىالله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعرونحوه، وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعوره موأظفارهم وأبشارهم.

* وهذاالحكم خاص بمن يضحي، أما المضحى عنه فلا يتعلق به؛ لأن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: (وأراد أحدكم أن يضحي..) ولم يقل: أو يضحى عنه؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن أهل بيته، ولم يُنْقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.

* وإذاأخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره، أو بشرته فعليه أن يتوب إلىالله تعالى ولا يعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك من الأضحية كما يظنبعض العوام.

* وإذاأخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه،وإن احتاج إلى أخذه فليأخذه ولا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه.

أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك


أخي الحبيب: نحييك بتحية الإسلام ونقول لك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئك مقدماً بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك: تقبل الله منا ومنك،ونرجو أن تقبل منا هذه الرسالة التي نسأل الله عز وجل أن تكون نافعة لك ولجميع المسلمين في كل مكان.

أخي المسلم: الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا، والشر كل الشر في مخالفةهدى نبينا صلى الله عليه وسلم، لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور التي يستحب فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وقد أوجزناها لك في نقاط هي.

* التكبير: يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات). وصفته أن تقول: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) ويسن جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناًبتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.

* ذبحالأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح) "رواهالبخاري ومسلم". ووقت الذبح أربعة ايام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق،لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل ايام التشريق ذبح). "انظر السلسلة الصحيحة برقم 2476".

*الاغتسال والتطيب للرجال،ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذاحرام، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب،فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.

*الأكل من الأضحية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته "زاد المعاد 1/441".

*الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً عن تيسر.

* والسنة والصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلى في المسجد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.

*الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة؛لقوله تعالى: (فصل لربك وانحر) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزل الحيض المصلى.

* مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجعه من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

*التهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس والتي منها:


* التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.

*اللهوأيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لَسْنَ من المحارم، وغير ذلك من المنكرات.

* أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يضحي من أراد الأضحية لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

* الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه لقول الله تعالى: (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) "الأنعام: 141".

وختاماً لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارةالأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





التصنيفات
فقه العبادات

الصلاة يا مؤمنين الصلاة

الصلاة يا مؤمنين الصلاة


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول :
إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة ,

فقيل له : كيف ذلك؟
فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها

ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة !!
قيل : كيف يا أمير المؤمنين قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها

ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون ,
وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان !!!!!!!
فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا ؟؟؟

ويقول الإمام الغزالي رحمه الله :
إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى , ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا ،
سئل كيف ذلك ؟؟؟ فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه ,
وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا ….

فأي سجدة هذه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

النبي يقول : (( وجعلت قرة عيني في الصلاة ))

فبالله عليك هل صليت مرة ركعتين فكانتا قرة عينك؟؟؟؟

وهل اشتقت مرة أن تعود سريعا إلى البيت كي تصلي ركعتين لله؟؟؟

هل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله؟؟؟؟؟؟
.
.
وانظر إلى الرسول …
كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله
يا رسول الله أنت لا تنام؟؟
فيقول لها
(( مضى زمن النوم ))
ويدخل معها الفراش ذات يوم حتى يمس جلده جلدها …
ثم يستأذنها قائلا: (( دعيني أتعبد لربي ))….
فتقول : والله إني لأحب قربك … ولكني أؤثر هواك

ويقول الصحابة
كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء؟؟؟؟؟؟؟؟
……
وقالوا ..لو رأيت سفيان الثوري يصلي لقلت :
يموت الآن ( من كثرة خشوعه )؟؟؟

وهذا عروة بن الزبير (( واستمع لهذه)) ابن السيدة أسماء أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم … أصاب رجله داء الأكلة( السرطان)
فقيل له
لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله , ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك .
فقال : أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله ؟؟
والله لا أستعين بمعصية الله على طاعته .
فقالوا : نسقيك المنقد ( مخدر )
فقال : لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم ,
فقالوا : نأتي بالرجال تمسكك ,
فقال : أنا أعينكم على نفسي .
قالوا : لا تطيق ..
قال : دعوني أصلي فإذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني حتى أسجد فإذا سجدت فما عدت في الدنيا , فافعلوا بي ما تشاؤون !!!
فجاء الطبيب وانتظر, فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول : … لا إله إلا الله ….
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا …
حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة
,,
فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها
وقال : أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام ,
ويعلم الله , كم وقفت عليك بالليل قائما لله …
فقال له أحد الصحابة :
يا عروة … أبشر … جزء من جسدك سبقك إلى الجنة
فقال : والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء

وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه …
فإذا سئل عن ذلك قال :
أتدرون بين يدي من أقوم الآن ؟؟؟؟؟ !!!!!

.
وكان أبوه سيدنا علي رضي الله عنه إذا توضأ ارتجف
فإذا سئل عن ذلك قال :
الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض والجبال
فأبين أن يحملها وأشفقن منها …. وحملتها أنا

وسئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك ؟؟؟
قال : بأن أقوم فأكبر للصلاة .. وأتخيل
الكعبة أمام عيني ..
والصراط تحت قدمي ,,
والجنة عن يميني والنار عن شمالي ,,
وملك الموت ورائي ,,
وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة ,
فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع
وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري
أقبلت أم لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يقول سبحانه وتعالى :
(( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ))
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات ,,
فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا ..
فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول :
ألم تسمع قول الله تعالى :
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ……
فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا

فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية ؟؟؟؟

هذا بالنسبة لمن يصلون ولو بالحركات فقط
فما بالك بالغافلين عن الصلاة
فهذه نبذة عن بعض احوالهم:

في يوم القيامة :

1 مادمت لا تصلي ستسحب على وجهك على جمر من النار.

2- مادمت لا تصلي ينظرالله إليك بعين الغضب وقت الحساب فيقع لحم وجهك.

3- مادمت لا تصلي ستاحسب حساباً شديداً ويأمر الله بك إلى النار.

في القبر :

1- مادمت لا تصلي سيضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك.

2- مادمت لا تصلي سيوقد عليك قبرك وتتقلب على الجمر كل ليله وكل نهار.

3- مادمت لا تصلي فلك موعد مع ثعبان كل يوم خمساً فما زال يعذبك عن ترك صلاة الفجر حتى صلاة الظهر وما زال يعذبك عن ترك صلاة الظهر حتى صلاة العصر وهكذا….

بكل ضربة من هذا الثعبان تغوص في الأرض سبعين ذراعاً….

عند الموت :

1- ما دمت لا تصلي ستموت ذليلاً.

2- ما دمت لا تصلي ستموت جائعاً.

3- ما دمت لا تصلي ستموت عطشاناً ولوسقيت بحار الدنيا.

في الدنيا :

1- ما دمت لا تصلي ينزع الله البركة من عمرك .

2- ما دمت لا تصلي ظلمة مستديمة في وجهك .

3- ما دمت لا تصلي كل عمل تعمله لاتؤجر عليه من الله .

4- ما دمت لا تصلي لايرفع دعاؤك الى السماء.

5- مادمت لاتصلي لايقبل دعاء غيرك لك .

6- مادمت لاتصلي تمقتك الخلائق في دار الدنيا .

فهل مازلت لاتصلي .. ؟؟؟؟؟؟؟

اتعلم يا كل من يصلي بلا خشوع ويا من لا تصلي ان الصلاة علاج لاهم امراض العصر الا وهي التوتر العصبى

تساعد الصلاة الخاشعة على تهدئة النفس وإزالة التوتر لأسباب كثيرة، أهمها شعور الإنسان بضآلته وبالتالي ضآلة كل مشكلاته أمام قدرة وعظمة الخالق المدبر لهذا الكون الفسيح، فيخرج المسلم من صلاته وقد ألقى كل ما في جعبته من مشكلات وهموم، وترك علاجها وتصريفها إلى الرب الرحيم، وكذلك تؤدي الصلاة إلى إزالة التوتر بسبب عملية تغيير الحركة المستمر فيها، ومن المعلوم أن هذا التغيير الحركي يحدث استرخاء فسيولوجيا هاما في الجسم، وقد أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم أي مسلم تنتابه حالة من الغضب، كما ثبت علميا أن للصلاة تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبي، إذ أنها تهدئ من ثورته وتحافظ على اتزانه، كما تعتبر علاجا ناجعا للأرق الناتج عن الاضطراب العصبي.
ويقول الدكتور " توماس هايسلوب " : "إ ن من أهم مقومات النوم التي عرفتها في




رد: الصلاة يا مؤمنين الصلاة

شكرااااااااااااااا




رد: الصلاة يا مؤمنين الصلاة

جزاك الله كل خير واحسن لكم




رد: الصلاة يا مؤمنين الصلاة

بارك الله فيك




رد: الصلاة يا مؤمنين الصلاة

بارك الله فيك




التصنيفات
فقه العبادات

احكام الصيام

احكام الصيام


الونشريس

مقدمة

إنِ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏:‏

‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ‏}‏

‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا‏}‏

‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا‏}‏ أَمَّا بَعْدُ ‏:‏

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ‏[‏ هذه خطبة الحاجة التي كان النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ يعلمها أصحابه وهي سنة في كل خطبة وفاتحة أي كتاب خلافا لمن حصرها على خطبة النكاح فقط أو قال أنها تذكر في بعض خطب الجمعة ولا تذكر في كل خطبة ‏!‏‏!‏ وسماحة الشيخ ناصر الدين الألباني رسالة حول هذه الخطبة فراجعها إن شئت ‏.‏

* ملحوظة ‏:‏ ترقيم الأحاديث كالتالي ‏:‏ البخاري ترقيم الطبعة السلفية ، ومسلم ترقيم عبدالباقي ، وأبو داود ترقيم محي الدين ، والترمذي ترقيم أحمد شاكر ، والنسائي ترقيم أبو غدة ، وابن ماجه ترقيم الأعظمي ، وموطأ مالك ترقيم علمي وزميلي ‏]‏‏.‏‏.‏ هذه جملة من آداب الصيام وأحكامه أردت بها المذاكرة مع إخواني من طلبة العلم ، وفيها جملة من الآداب والأحكام المتعلقة بالصيام ‏.‏ وذكرت الآداب من باب التذكير والعظة ، وأما الأحكام فشرطي فيها هو الجمع لكل أحكام الصيام مع بيان الحكم بالدليل مع مرعاة الاختصار في هذا كله ، وسأخرج الأحاديث من مصدر واحد فقط ؛ وسأحرص على الحكم عليها ما أمكن ‏.‏ ويندر أن أطيل في المسائل وقد أذكر المسألة عرضا ضمن غيرها من المسائل ‏.‏ وهذا البحث كنت قد قيدته منذ أربع سنوات تقريبا وما زلت أزيد فيه وأنقص حتى ظهر بهذا الشكل الذي أسأل الله تعالى أن يكون لائقا ‏.‏

وإني آمل من كل من وجد خطأ أو ظهر له أني نسيت مسألة أن لا يبخل بها عليّ ونعم الهدية هي ، فإن طالب العلم ما لايزال يبحث المسألة ويتحرى الدليل وفهم وجه الأستدلال منه والذي قد يغيب عنه تارة ويظهر له أخرى ، وكم مسألة تجد أن طالب العلم يقول بها ثم يرجع عنها لظهور معارض أو وقوفه على دليل لم يقف عليه من قبل أو زوال إشكال كان عنده في قول آخر ، وكل هذا من ضعف بني آدم وقلة ما أوتوا من العلم ‏.‏

وإني أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للأخوين الفاضلين الشيخ عبد الله زقيل على ما أسدى من ملحوظات على البحث والشيخ أسامة بن عطايا بن عثمان الذي خرج حديث القئ فجزاهما الله خير الجزاء ‏.‏

وكتبه

عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي

تعريف الصيام

لغة ‏:‏ الإمساك

شرعا ‏:‏ قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ ‏:‏ إمساك مخصوص في زمن مخصوص من شيء مخصوص بشرائط مخصوصة ‏.‏

وقال العلامة العثيمين ‏:‏ هو التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس‏.‏ ‏[‏الممتع ـ 6/ 310‏]‏‏.‏

قلت ‏:‏ ولفظ التعبد يفرق به بين الممتنع عن الطعام والشراب والجماع فقط بلا نية وبين من نوى ، وهو ضابط جيد‏.‏

أدلة وجوب الصيام

1‏.‏ من الكتاب قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏}‏‏.‏

وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏}‏

2‏.‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:‏ ‏(‏ بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ‏)‏ ‏[‏متفق عليه أخرجه البخاري كتاب الإيمان باب بني الإسلام على خمس‏]‏‏.‏

3‏.‏ الإجماع ‏:‏ أجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان على المسلمين وأن من أنكر وجوبه كفر

حكم تارك الصيام ‏:‏

قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى ‏:‏ وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكّون في إسلامه ، ويظنّون به الزندقة والانحلال ‏.‏ وقال شيخ الإسلام رحمه الله ‏:‏ إذا أفطر في رمضان مستحلا لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالا له وجب قتله ، وإن كان فاسقا عوقب عن فطره في رمضان ‏[‏مراتب الإجماع ـ ابن حزم ـ 70‏]‏‏.‏

الحكمة من مشروعية الصيام

1‏.‏ أن فيه تضييقا لمجارى الشيطان في بدن الإنسان فيقيه غالبا من الأخلاق الرديئة ويزكي نفسه ‏.‏

2‏.‏ فيه تزهيد في الدنيا وشهواتها وترغيب في الآخرة ‏.‏

3‏.‏ فيه باعث على العطف على المساكين والإحساس بأحوالهم ‏.‏

4‏.‏ فيه تعويد النفس على طاعة الله جل وعلا بترك المحبوب تقربا لله

جملة من آداب الصيام

بعض الآداب العامة

إن لكل عبادة آدابا وأحكاما ؛ وهذه جملة من آداب الصيام قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ ـ مَرَّتَيْنِ ـ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا‏)‏ ‏[‏متفق عليه أخرجه البخاري كتاب الصوم باب فضل الصوم برقم ‏:‏ 1894‏]‏ ‏.‏ قوله ‏:‏ ‏(‏الصِّيَامُ جُنَّةٌ‏)‏ زاد سعيد بن منصور عن مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد ‏(‏جُنَّةٌ مِنْ النَّارِ‏)‏ وللنسائي من حديث عائشة مثله وله من حديث عثمان بن أبي العاص ‏(‏الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال‏)‏ ولأحمد من طريق أبي يونس عن أبي هريرة‏:‏ ‏(‏جنة وحصن حصين من النار‏)‏ وله من حديث أبي عبيدة ابن الجراح ‏(‏الصيام جنة ما لم يخرقها‏)‏ زاد الدارمي ‏(‏بالغيبة‏)‏ وبذلك ترجم له هو وأبو داود ، وقد تبين بهذه الروايات متعلق هذا الستر وأنه من النار ، وبهذا جزم ابن عبد البر ‏.‏ وأما صاحب ‏(‏النهاية‏)‏ فقال ‏:‏ معنى كونه جنة أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات ‏.‏ وقال القرطبي ‏:‏ جنة أي سترة ، يعني بحسب مشروعيته ، فينبغي للصائم أن يصونه مما يفسده وينقص ثوابه ، وإليه الإشارة بقوله‏:‏ ‏(‏ فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث إلخ‏)‏ ، ويصح أن يراد أنه ستره بحسب فائدته وهو إضعاف شهوات النفس ، وإليه الإشارة بقوله‏:‏ ‏(‏ يدع شهوته إلخ‏)‏ ، ويصح أن يراد أنه سترة بحسب ما يحصل من الثواب وتضعيف الحسنات ‏.‏ وقال عياض في ‏(‏الإكمال‏)‏ ‏:‏ معناه سترة من الآثام أو من النار أو من جميع ذلك وقال ابن العربي ‏:‏ إنما كان الصوم جنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات‏.‏ فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في الآخرة ‏.‏ وفي زيادة أبي عبيدة بن الجراح إشارة إلى أن الغيبة تضر بالصيام ، وقد حكى عن عائشة ، وبه قال الأوزاعي ‏:‏ إن الغيبة تفطر الصائم وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم ‏.‏ وأفرط ابن حزم فقال ‏:‏ يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه سواء كانت فعلا أو قولا ‏[‏المحلى ـ ابن حزم ـ‏(‏ 4 / 177 ‏)‏‏]‏ ‏.‏، لعموم قوله‏:‏ ‏(‏فلا يرفث ولا يجهل‏)‏ ولقوله في الحديث الآتي بعد أبواب ‏(‏من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه‏)‏ والجمهور وإن حملوا النهي على التحريم إلا أنهم خصوا الفطر بالأكل والشرب والجماع ‏[‏الفتح ـ‏(‏4 / 595 ‏)‏ ‏]‏‏.‏‏)‏ ‏.‏ قال النسائي ‏:‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا ‏[‏النسائي ـ كتاب ‏:‏ الصيام باب ‏:‏ ذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ فِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ فِي فَضْلِ الصَّائِمِ برقم ‏:‏ 2233 ‏.‏ ترقم أبو غدة‏]‏‏.‏

والرفث ‏:‏ الكلام الفاحش وكذا الجماع ، والجهل ‏:‏ الصياح والسفه ‏.‏

ويكون خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك في الآخرة للحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن أَبَي هُرَيْرَةَ عن رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وفيه ‏:‏ ‏(‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ‏)‏قال الإمام العز بن عبد السلام ‏:‏ ـ رحمه الله ـ مثل المجاهد يثعب جرحه دما ؛ اللون لون دم والريح ريح مسك ‏.‏

والصيام اختص به الله تعالى لأن فيه سرية ؛ وأن مداره على القلب و قيل انفرد بمعرفة مقدار ثوابه وبضعف حسناته حيث أن باقي الأعمال الحسنة بعشر إلى سبعمائة ضعف أما الصيام فهو لله تعالى يثيب عليه بغير تقدير ‏.‏

وإن من الأحاديث التي تُرهّب من عمل الذنوب في نهار رمضان قوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ ‏:‏ ‏(‏ رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ ‏)‏ وقوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ‏:‏ ‏(‏مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد والدرمي وابن ماجة واللفظ له في كتاب الصيام ـ باب ما جاء في المباشرة للصائم برقم ‏:‏ 1692‏]‏‏.‏ فمغبون من صام و لم يكتب له شيء من الأجر ‏.‏

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:‏ ‏(‏ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ‏)‏‏.‏

فضل الصيام

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ‏:‏ ‏(‏ مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا‏)‏ ‏[‏متفق عليه وأخرجه البخاري في كتاب الصيام الجهاد والسير ـ باب فضل الصوم في سبيل الله ـ برقم ‏:‏ 2840 ‏]‏‏.‏

عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ‏)‏ ‏[‏أخرجه افمام احمد والترمذي في كتاب الصوم عن رسول الله ـ باب الصوم في الشتاء ‏.‏ برقم ‏:‏ 797 ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ لَمْ يُدْرِكْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ الْقُرَشِيِّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ ، ترقيم شاكر‏]‏‏.‏

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:‏ ‏(‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ‏)‏ ‏[‏متفق عليه ـ أخرجه البخاري في كتاب الصيام ـ باب ‏:‏ الريان للصائمين برقم ‏:‏ 1896 ، ترقيم ‏:‏ عبدالباقي‏]‏‏.‏

فضل شهر رمضان

عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:‏ ‏(‏إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ‏)‏‏[‏متفق عليه ـ أخرجه البخاري في كتاب الصيام باب هل يقال شهر رمضان ‏.‏‏.‏ برقم ‏:‏1899‏]‏‏.‏

عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ ‏)‏‏.‏

متى يبدأ وجوب الصوم

ويبدأ صيام شهر رمضان بدخوله وذلك بشهادة عدل ثقة قوى البصر ويكفى إخباره بذلك لما روي عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلالَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ ‏)‏ ‏[‏أخرجه أبو داود والدارمي‏]‏‏.‏

أو بإكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يوما لأن الشهر لا يزيد عن ثلاثين لما روي عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ‏)‏ إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُبُ وَلا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلاثِينَ‏)‏

ويبدأ صيام كل يوم بطلوع الفجر الصادق و هو أشعة أفقية تخرج من الشمال للجنوب ويزيد نورها ولا يقل ، وإذا دخل الفجر يجب على الصائم الامتناع عن الطعام و الشراب ‏.‏ أما ما يفعله بعضهم من الامتناع قبل عشرة دقائق أو أكثر فإنه بدعة منكرة كما أفتى بذلك سماحة الوالد الشيخ ابن باز والعثيمين ‏.‏ ويستمر إلى دخول وقت صلاة المغرب لقوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ ‏:‏ ‏(‏ إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ‏)‏ ‏[‏أخرجه البخاري ـ كتاب الصوم ـ باب متى يحل فطر الصائم‏]‏‏.‏ومن أفطر في أحد أيام رمضان قبل دخول وقت المغرب بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا التي رآها ‏:‏ ‏(‏ حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ، قلت ‏:‏ ما هذه الأصوات ‏؟‏ قالوا ‏:‏ هذا عواء أهل النار ، ثم انطلق بي ، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دما ، قال ‏:‏ قلت ‏:‏ من هؤلاء ‏؟‏ قال ‏:‏ الذين يُفطرون قبل تحلّة صومهم‏)‏ أي قبل وقت الإفطار‏[‏صحيح الترغيب 1/420‏]‏‏.‏

أهل الصيام

يجب الصيام على كل مسلم عاقل بالغ قادر مقيم ، ولا يجب على الصغير ويصح منه ‏[‏قيده بعض العلماء بالمميز والذي عمره سبع سنين والصحيح أن يصح ولو كان عمره أقل من سبع ما دام يدرك ويفهم الخطاب ، وأقصد بفهم الخطاب أن يقال للطفل ستترك الأكل والشراب حتى يحبك الله الذي أنعم علينا ورزقنا فيفهم هذا والأطفال بالجملة يفهون مثل هذه المعني خاصة من تربوا على هذا‏]‏ ‏.‏وله أجر الصيام على الصحيح ـ ولوالديه أجر التعليم والتربية والحث على الصيام ـ ولا يصح من مجنون ولا شيخ خرف ولو صاماه ، ولا يجوز من حائض ولا نفساء‏.‏

من يجوز لهم الفطر وأحكامهم

1‏.‏ المسافر ‏:‏ وهو من فارق البنيان بنية السفر ويجوز له الفطر إذا عزم عزما أكيدا على سفره قال تعالى ‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏}‏ والعلة في الفطر السفر وليست المشقة فكل سفر يجوز فيه الفطر ولو كان سفرا مريحا بالطائرة أو بغيرها ‏.‏

ومسألة متي يفطر الصائم فيها خلاف والراجح هو ما ذكرنا وهو أنه يبدأ من حيث عزم على السفر للأحاديث والآثار التالية ‏:‏

أولا‏:‏ ما أخرجه الترمذي وغيره عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ أَتَيْتُ أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ يُرِيدُ سَفَرًا وَقَدْ رُحِلَتْ لَهُ رَاحِلَتُهُ وَلَبِسَ ثِيَابَ السَّفَرِ فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَ فَقُلْتُ لَهُ سُنَّةٌ قَالَ سُنَّةٌ ‏[‏قول الصحابي من السنة كذا دليل على الرفع مثل أمرنا أو كنا نفعل على عهد رسول الله‏]‏ ‏.‏ ثُمَّ رَكِبَ ‏)‏ ، قال ابن العربي في العارضة ‏:‏ هذا الحديث صحيح ولم يقل به إلا أحمد ‏,‏ أما علماؤنا فمنعوا منه‏,‏ وأما حديث أنس فحديث صحيح يقتضي جواز الفطر مع أهبة السفر لكن بقي الكلام في قوله إنها سنة هل يقتضي أن ذلك مقتضى الشرع والدليل أنه حكم رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ لاحتماله، والصحيح أنه يقتضى به لأن قول أنس هي سنة يبعد أن يراد به اجتهادي وما اقتضاه نظري فلم يكن بدا من أن يرجع إلى التوقف ‏.‏

ثانيا ‏:‏ ما رواه أبو داود وغيره عن جَعْفَرٌ ابْنُ جَبْرٍ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ كُنْتُ مَعَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفِينَةٍ مِنْ الْفُسْطَاطِ فِي رَمَضَانَ فَرُفِعَ ثُمَّ قُرِّبَ غَدَاهُ قَالَ جَعْفَرٌ فِي حَدِيثِهِ فَلَمْ يُجَاوِزْ الْبُيُوتَ حَتَّى دَعَا بِالسُّفْرَةِ قَالَ اقْتَرِبْ قُلْتُ أَلَسْتَ تَرَى الْبُيُوتَ قَالَ أَبُو بَصْرَةَ أَتَرْغَبُ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ جَعْفَرٌ فِي حَدِيثِهِ فَأَكَلَ‏)‏‏.‏ وقال الشوكاني في النيل ‏:‏ وهذان الحديثان يعني حديث أنس وحديث عبيد بن جبر يدلان على أنه يجوز للمسافر أن يفطر قبل خروجه من الموضع الذي أراد السفر منه والحق أن قول الصحابي من السنة ينصرف إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ‏,‏ وقد صرح هذان الصحابيان بأن الإفطار للمسافر قبل مجاوزة البيوت من السنة

ثالثا ‏:‏ ما أخرجه أبو داود وغيره عَنْ مَنْصُورٍ الْكَلْبِيِّ‏)‏ أَنَّ دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ ـ رضي الله عنه ـ خَرَجَ مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ دِمَشْقَ مَرَّةً إِلَى قَدْرِ قَرْيَةِ عُقْبَةَ مِنْ الْفُسْطَاطِ وَذَلِكَ ثَلاثَةُ أَمْيَالٍ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ إِنَّهُ أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ مَعَهُ نَاسٌ وَكَرِهَ آخَرُونَ أَنْ يُفْطِرُوا فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ قَالَ ‏:‏ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَرَاهُ إِنَّ قَوْمًا رَغِبُوا عَنْ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ يَقُولُ ذَلِكَ لِلَّذِينَ صَامُوا ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ‏)‏ قال العلامة المحدث الشيخ ناصر الدين وهو قول ابن عبد البر والقرطبي ـ رحمهم الله ـ ومن خلال هذه الآثار الثلاث يظهر جليا لكل منصف أن الفطر في السفر يكون قبل الخروج من البلد وذلك لمن أراد الفطر ، حيث إن الصحابة الثلاث ذكروا أنه سنة وحكمه الرفع يقينا ‏.‏

وأيهما الأفضل الفطر أم الصيام ‏؟‏

فيه خلاف قال بعض العلماء الأرفق به هو الأفضل فأيهما شاء فعل ؛ ولكن القول بأن الفطر أفضل قول قوي جدا ـ وهو الأقرب ـ لما رواه الإمام أحمد في مسنده ـ رحمه الله ـ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ‏:‏ قَالَ ‏:‏ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:‏ ‏(‏ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ‏)‏ وهذه رخصة من رخص الله ، وهو اختيار الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وسماحة العلامة عبدالعزيز ابن باز ـ رحمهم الله ـ ، وذهب الظاهرية إلى بطلان صيام من صام لظاهر الآية‏)‏فعدة من أيام أخر‏)‏ وظاهر الآية يوافق مذهبهم ؛ ولكن لا معول عليه لما ثبت أن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ صام في السفر وفعله حجة قاطعة ؛ وليس خاصا به فقد صام معه ابن رواحة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ كما سيأتي ‏.‏

وقلنا بجواز الأمرين لما ثبت في الصحيين أن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ صام في السفر فقد أخرج البخاري عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ حَتَّى يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلا مَا كَانَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنِ رَوَاحَةَ ‏)‏‏.‏

ويحرم الصيام على من خشي عليه الهلاك أو من شق عليه الصيام وفي مثل هذا ورد النص الصريح فقد أخرج مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:‏ ‏(‏ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَرَفَعَهُ حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ ثُمَّ شَرِبَ فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ فَقَالَ ‏:‏ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ـ وفي رواية أخرى ـ وَزَادَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمْ الصِّيَامُ وَإِنَّمَا يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ‏)‏‏.‏ ولحديث الترمذي‏)‏ لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ‏)‏ وهذا فيمن شق عليه ‏.‏

قَالَ أَبُو عِيسَى ‏:‏ قَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ‏)‏ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الْفِطْرَ فِي السَّفَرِ أَفْضَلُ حَتَّى رَأَى بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ الْإِعَادَةَ إِذَا صَامَ فِي السَّفَرِ وَاخْتَارَ أَحْمَدُ وَإِسْحَقُ الْفِطْرَ فِي السَّفَرِ وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ إِنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ فَحَسَنٌ وَهُوَ أَفْضَلُ وَإِنْ أَفْطَرَ فَحَسَنٌ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ‏.‏ وقَالَ الشَّافِعِيُّ وَإِنَّمَا مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ وَقَوْلِهِ حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ نَاسًا صَامُوا فَقَالَ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ فَوَجْهُ هَذَا إِذَا لَمْ يَحْتَمِلْ قَلْبُهُ قَبُولَ رُخْصَةِ اللَّهِ فَأَمَّا مَنْ رَأَى الْفِطْرَ مُبَاحًا وَصَامَ وَقَوِيَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ أَعْجَبُ إِلَيَّ ‏.‏

2‏.‏ المريض ‏:‏ يجوز للمريض الفطر إن كان لا يستطيع الصيام وحصل له مشقة بالصيام ، أو أخبره طبيب عالم بالطب ولو غير مسلم ـ والطبيب المسلم الأمين أولى من غيره ـ أنه إن صام زاد عليه المرض أو يخشى عليه من الهلاك فلا يجوز له الصيام عند جمع من العلماء لما أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى‏)‏ أَنْ لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ ‏)‏ وقال ـ صلى الله عليه و آله وسلم ـ‏)‏ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ‏)‏ ولابد للمريض من قضاء الأيام التي فاتته إذا شفاه الله تعالى ‏.‏ وفي حكم المريض المرضع والحامل ‏.‏

أما إن كان المريض ممن لا يرجى زوال مرضه فيطعم فقط عن كل يوم مسكيناً وكذا الشيخ والشيخة قال تعالى ‏:‏ ‏(‏ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏)‏ أخرج البخاري عن ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ أنه قال ‏:‏ ‏(‏ لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ لا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا‏)‏ ‏.‏

قال الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ والمغمى عليه حكمه حكم المجنون والمعتوه فإن استرد وعيه لا قضاء عليه إلا إن كان الإغماء مدة يسيرة كاليوم أو اليومين أو الثلاثة على الأكثر فلا بأس بالقضاء احتياطا وإما إن طالت المدة فهو كالمعتوه لا قضاء عليه، وإن رد الله عقله عليه يبتدئ العمل‏.‏ قلت ‏:‏ هو كما قال الشيخ الإمام المغمى عليه حكمه حكم المعتوه فليس بمكلف والقول بقضاء اليومين والثلاثة قول لطيف وإلا لو قيل لا قضاء عليه لأنه حال التكليف لم يكن مخاطبا قول قوي جدا ‏.‏ ولعله من مقتضى النظر أن من أجريت له عملية جراحية وخدر لساعات طويلة جدا أو وقع تحت تأثير المخدر لأيام أن حكمه حكم المغمى عليه ، وهذا بخلاف السكران أو من استعمل المخدرات فهو مخاطب بالشرع‏.‏

ولا يجوز للمكلف أن يفطر لكونه عاملا لكن إن لحق به مشقة عظيمة اضطرته إلى الإفطار في أثناء النهار فإنه يفطر بما يدفع المشقة ثم يمسك إلى الغروب ؛ ويقضي ذلك اليوم الذي أفطره ‏.‏

وقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ ‏:‏ أما أصحاب الأعمال الشاقة فإنهم داخلون ضمن المكلفين ، وليسوا في معنى المرضى والمسافرين فيجب عليهم تبيت نية صوم رمضان بأن يصبحوا صائمين ومن اضطر منهم للفطر أثناء النهار فيجوز له أن يفطر بما يدفع اضطراره، ومن لم يحصل له الضرورة وجب عليه الاستمرار في الصيام هذا ما تقتضيه الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ‏.‏‏.‏

وهنا فائدة لطيفة وهي قول الشيخ أنه لابد من تبييت النية ولو كان يغلب على ظنه أن العمل مرهق جدا فقد ييسر الله له إتمام ذلك اليوم ‏.‏

ولا يجوز تقديم الإطعام في شعبان مثلا لأن الشهر لم يدخل بعد ، ولكن يجوز في أول رمضان لأن الشهر إذا دخل وجب على المسلم صيامه كله وصار في ذمته ـ ما دام أنه مستطيع ـ فجاز له تقديم الإطعام بخلاف من أطعم في شعبان فإن الشهر لم يدخل في الذمه والأولى أن يطعم كل يوم بيومه أو يؤخره كله إلى آخر رمضان كما فعل أنس فعَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ كَبِرَ حَتَّى كَانَ لا يَقْدِرُ عَلَى الصِّيَامِ فَكَانَ يَفْتَدِي‏.‏

ويطعم عن كل يوم مسكينا وهي وجبة مشبعة إن كان مطبوخا أو نصف صاع من أرز‏)‏1‏,‏5 كجم ‏)‏ مع شيء من الإدام على أن يكون المسكين مسلماً ‏.‏ ويجوز أن يطعم نفس المسكين عن كل أيامه ‏.‏ على أن لا يكون ممن تلزمه نفقتهم كالخدم والعمال ونحوهم فضلا عن بعض من يعلوهم من أهله وأرحامه‏.‏

وأما من أفطر من غير عذر فقد أتى كبيرة من كبائر الأثم والعدوان ، وانتهك حرمة من حرمات الله جل وعلا وتقدس ‏.‏ فيجب عليه التوبة أولا ثم القضاء ‏.‏ ولكن شتان بين من صام رمضان ومن أفطر من غير عذر ثم قضى

أخرج الدارمي عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَّهَا اللَّهُ لَهُ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ‏)‏

ويجب الفطر على الحائض والنفساء وكذا من تحتم عليه إنقاذ معصوم من الموت ولم يستطع إلا بالفطر فيجب عليه الفطر لإنقاذ المعصوم لأن إنقاذ معصوم من الموت أولى من صيام يوم ‏.‏ ومثاله من تبرع بدمٍ لمن خشي عليه من الموت وقيل له لابد من أن تأكل قبل التبرع فيفعل ولا إثم عليه ‏.‏ وعليهم جميعا القضاء فقط

ويستحب لكل من أفطر ويقدر على القضاء ؛ سرعة القضاء ، و التتابع فيه من باب إبراء الذمة وذلك قبل صيام الستة من شوال ، فإن كان ما أفطره كثيرا كالنفساء مثلا جاز له صيام الستة من شوال قبل القضاء لعدم وجود دليل صريح يمنع ولقول عائشة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ‏)‏ كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلا فِي شَعْبَانَ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ يَحْيَى الشُّغْلُ مِنْ النَّبِيِّ أَوْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏)‏ ويبعد أن مثل أم المؤمنين تترك مثل هذا الأجر العظيم والذي يحرص عليه عوام المسلمين في زماننا فكيف بخير القرون ‏؟‏‏؟‏ ‏.‏

وكذا من لم يتعمد ترك شيء من صيام رمضان فهو كمن صامه فينطبق عليه حديث أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ‏)‏‏.‏

فإن أخر القضاء حتى دخل عليه رمضان آخر فله حكمان ‏:‏ الأول أخره لعذر فعليه القضاء فقط ، والثاني أخره بغير عذر فعليه القضاء مع التوبة من هذه المعصية فقط‏.‏

ومن مات وعليه صيام انقسم لعدة أقسام

1‏.‏ دخل عليه رمضان وهو مريض مرضا يرجى زواله ثم مات وهو لم يشف بعد فلا شيء عليه ، لأنه صار كالذي مات قبل أن يدركه رمضان ‏.‏ وقال به الإمام عبد العزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ والعلامة محمد العثيمين‏.‏

2‏.‏ دخل عليه رمضان وهو مريض مرضا يرجى زواله ثم مات بعدما شفي ولم يقض فهذا مفرط ، وعلى وليه أن يطعم عنه إن شاء ‏.‏

3‏.‏ دخل عليه رمضان وهو مريض مرضا لا يرجى زواله ثم مات فيطعم عنه فقط ‏.‏

4‏.‏ من مات وعليه صوم نذر صام عنه وليه لحديث عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ‏)‏ وقد خصه الإمام أحمد بالنذر فقط ، والأصل أنه لا يصوم أحد عن أحد وكذا كل العبادات إلا ما استثني كصيام النذر والحج ‏.‏ وكَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُسْأَلُ هَلْ يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ أَوْ يُصَلِّي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ ‏؟‏‏؟‏ فَيَقُولُ ‏:‏ لا يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ وَلا يُصَلِّي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ ‏.‏

حكم من دخل رمضان وقد بقي عليه أيام من رمضان السابق

إن كان ترك القضاء تهاونا فعليه التوبة والقضاء ، أما من ترك القضاء لأسباب شرعية ككثرة السفر أو المرض أو مرضع مشتغلة بولدها أو حامل أو غير ذلك فعليه القضاء فقط‏.‏

من أحكام النية في الصيام

1‏.‏ تُشترط النية في صوم الفرض وكذا كلّ صوم واجب كالقضاء والكفارة لحديث حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلا صِيَامَ لَهُ‏)‏، ويجوز أن تكون النية في أي جزء من الليل ولو قبل الفجر بلحظة ‏.‏ والنية عزم القلب على الصيام من الغد ، والتلفظ بها بدعة وكل من علم أن غدا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى‏.‏

2‏.‏ من نوى الإفطار أثناء النهار ولم يُفطر فقال بعض أهل العلم أن صيامه لم يفسد وهو بمثابة من أراد الكلام في الصلاة ولم يتكلم ‏.‏ وذهب آخرون من أهل العلم ـ وهو الصحيح ـ إلى أنه يُفطر بمجرد قطع نيته ، فالواجب عليه أن يقضي ؛ وقد يفرق بين من نوى القطع ثم تاب من وقته فهو متردد ؛ وبين من نوى القطع ثم لم يجد ما يفطر عليه ؛ فهو مفطر بلا ريب لأنه عازم‏.‏

3‏.‏ أما الردّة فإنها تُبطل النية بلا خلاف ، كمن سب ربه جل وعلا أو نبيه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ أو دينه أو قال عن نفسه أنه نصراني أو يهودي أو أنه كافر بدين الله أو سجد لغير الله أو فعل أي فعل يستوجب الكفر الأكبر ـ والعياذ بالله ـ ‏.‏ قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ ‏:‏ لا نعلم بين أهل العلم خلافا في أن من ارتد عن الإسلام في أثناء الصوم ،أنه يفسد صومه ،وعليه قضاء ذلك اليوم ،إذا عاد إلى الإسلام ‏.‏ سواء أسلم في أثناء اليوم ،أو بعد انقضائه ،وسواء كانت ردته باعتقاده ما يكفر به ،أو شكه فيما يكفر بالشك فيه ،أو بالنطق بكلمة الكفر ،مستهزئا أو غير مستهزئ ،قال الله تعالى ‏:‏ ‏{‏ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ‏}‏‏.‏ وذلك لأن الصوم عبادة من شرطها النية ،فأبطلتها الردة ،كالصلاة والحج ،ولأنه عبادة محضة ،فنافاها الكفر ،كالصلاة ‏)‏‏.‏

4‏.‏ صائم رمضان يحتاج إلى تجديد النية في كلّ ليلة من ليالي رمضان ويكفي أن يخطر بقلبه أنه من الغد صائم وهذا هو الأصل في كل مسلم ‏.‏

ويظهر أثر الخلاف بين أهل العلم في هذه المسألة فيمن نام من قبل المغرب واستفاق بعد الفجر فالراجح أن يومه الذي استفاق فيه لا يصح صيامه منه لعدم النية ‏.‏

5‏.‏ النفل المطلق لا تُشترط له النية من الليل لحديث عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ ‏:‏قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ‏:‏ ‏(‏ يَا عَائِشَةُ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ‏)‏ قَالَتْ فَقُلْتُ ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ فَإِنِّي صَائِمٌ قَالَتْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ قَالَتْ ‏:‏ فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ وَقَدْ خَبَأْتُ لَكَ شَيْئًا قَالَ ‏:‏ مَا هُوَ قُلْتُ حَيْسٌ قَالَ هَاتِيهِ فَجِئْتُ بِهِ فَأَكَلَ ثُمَّ قَالَ ‏:‏ قَدْ كُنْتُ أَصْبَحْتُ صَائِمًا‏)‏

وأما النفل المعيّن كعرفة وعاشوراء فالأحوط أن ينوي له من الليل ، ومذهب شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ أن من صام صيام تطوع معين كعرفة وهو لم ينو من الليل أنه لا يصح منه صيام عرفة ويكون له كصيام أي يوم آخر ؛ لأنه لم ينو وإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ‏.‏

6‏.‏ فإن كان من الغد يوم الشك ونام قبل أن يتبين أنه من الغد رمضان أم لا علّق النية إن كان من رمضان فهو يومه لأن هذا وسعه و ‏)‏ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا‏)‏ ولأنه جازم على الصيام ناو له ولكنه شاك في دخول الشهر فيكون ناويا على الصحيح ‏.‏

7‏.‏من شرع في صوم واجب ـ كالقضاء والنذر والكفارة ـ فلا بدّ أن يتمّه ، ولا يجوز أن يُفطر فيه بغير عذر ‏.‏ وأما صوم النافلة فإن الصائم أمير نفسه ويجوز له قطع صيامه ولو بغير عذر لقوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ ‏:‏ ‏(‏ الصَّائِمُ الْمُتَطَوِّعُ أَمِينُ نَفْسِهِ إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ ‏)‏ قال أبو عيسى الترمذي ‏:‏ وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الصَّائِمَ الْمُتَطَوِّعَ إِذَا أَفْطَرَ فَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ إِلا أَنْ يُحِبَّ أَنْ يَقْضِيَهُ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَقَ وَالشَّافِعِيِّ ‏.‏ وبلا ريب أن الأفضل للصائم المتطوع أن يُتمّ صومه ما لم توجد مصلحة شرعية راجحة في قطعه ‏.‏لقوله تعالى ‏:‏ ‏(‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ‏)‏

ولكن هل يُثاب من أفطر بغير عذر على ما مضى من صومه ‏؟‏ قال بعض أهل العلم بأنه لا يُثاب البتة ‏.‏ وقال غيرهم أنه إذا أفطر لمصلحة شرعية معتبرة فله أجر على فطره لا على صيامه ؛ كمن أفطر لمؤانسة ضيف أو بر بأم ونحو ذلك ‏.‏ ولعل الأقرب أنه له الأجر على ما فات وكذا الأجر على إفطاره للمصلحة إن كان ثمة مصلحة ‏.‏

8‏.‏ من نوى الصيام أثناء النهار هل يكتب له الأجر من حيث نوى أو من أول النهار ‏؟‏

ذهب جمع من العلماء أن الأجر من حيث نوى لعموم قوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ‏)‏ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى‏)‏ وهو مذهب الحنابلة وهو الأقرب للحديث السابق ولأنه قبل النية لم يكن صائما ‏.‏ وذهبت طائفة أخرى إلى أن الأجر يكتب له من أول اليوم لأن الصيام عمل واحد فإن صححنا صيامه من نصف اليوم كان له الأجر من أول اليوم ‏.‏ وهذا قول الجد ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ‏.‏

9‏.‏ من لم يعلم بدخول شهر رمضان إلا بعد طلوع الفجر فعليه أن يمسك بقية يومه وعليه القضاء عند جمهور العلماء لقوله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلا صِيَامَ لَهُ‏)‏ وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم ـ رحمهما الله ـ أن صيامه صحيح إذا أمسك فور معرفته بدخول الشهر‏.‏ لأمور منها‏:‏-

* أولا ‏:‏ أن النية تتبع العلم وهو لم يعلم إلا في النهار ‏.‏

* ثانيا‏:‏ أن صيام عاشوراء في أول الأمر كان واجبا ومع هذا لم يأمر النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ أحدا بالقضاء أخرج البخاري عن سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ أَسْلَمَ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ‏)‏ أَنَّ مَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ‏)‏ قال الشيخ محمد الصالح العثيمين ‏:‏ ولا شك أن تعليله قوي ـ رحمه الله ـ وله حظ قوي من النظر ، وكون الإنسان يقضي يوما ويبرئ ذمته عن يقين خير له ‏.‏ قلت ‏:‏ وكلام شيخ الإسلام متوجه وهو الأقرب للصواب لما ذكره الشيخ ـ رحمه الله ـ من الأدلة ‏.‏?

10‏.‏ لا حرج على من أكل وشرب ناسيا لما رواه البخاري وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ‏)‏ ولعموم قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ‏}‏ ولما أخرجه مسلم عن سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ‏{‏ تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ‏}‏ قَالَ ‏:‏ دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ ـ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا قَالَ فَأَلْقَى اللَّهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ‏{‏ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ‏}‏ قَالَ ‏:‏ قَدْ فَعَلْتُ ‏{‏ رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ‏}‏ قَالَ ‏:‏ قَدْ فَعَلْتُ ‏{‏ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا ‏}‏ قَالَ ‏:‏ قَدْ فَعَلْتُ‏)‏ وقال البخاري ـ رحمه الله ـ ‏:‏ بَاب الصَّائِمِ إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا وَقَالَ عَطَاءٌ ‏:‏ إِنْ اسْتَنْثَرَ فَدَخَلَ الْمَاءُ فِي حَلْقِهِ لابَأْسَ إِنْ لَمْ يَمْلِكْ‏.‏

موقع نداء الإيمان الإسلامي




رد: احكام الصيام

موضوع رائع جزاك الله خيراااا و جعلها في ميزان حسناتك في انتضار جديدك




رد: احكام الصيام

و انت الاروع يا نهى
نورتي الموضوع بمرورك شكرا




التصنيفات
فقه العبادات

شهر رمضان في الأعوام القادمة

شهر رمضان في الأعوام القادمة


الونشريس

من عام 2022م سيكون شهر ر]مضان الكريم في عز حرارة فصل الصيف والذي تصل درجة حرارته ما بين 30 ْ إلى 45 ْ

ومن خلال البحث عن شهر رمضان في الأعوام القادمة ..

-في عام 1443 هـ
غرة شهر رمضان الكريم .. (22/8/2009م)
غرة شوال (عيد الفطر) .. (21/9/2009م)

-في عام 1443هـ
غرة شهر رمضان الكريم .. (11/8/2010م)
غرة شوال (عيد الفطر) .. (10/9/2010م)

-في عام 1443هـ
غرة شهر رمضان الكريم .. (1/8/2011م)
غرة شوال (عيد الفطر) .. (31/8/2011م)

-في عام 1443هـ
غرة شهر رمضان الكريم .. (20/7/2012م)
غرة شوال (عيد الفطر) .. (19/8/2012م)

-في عام 1443هـ
غرة شهر رمضان الكريم .. (9/7/2013م)
غرة شوال (عيد الفطر) .. (8/8/2013م)

-في عام 1443هـ
غرة شهر رمضان الكريم .. (29/6/2014م)
غرة شوال (عيد الفطر) .. (29/7/2014م)

-في عام 1443هـ
غرة شهر رمضان الكريم .. (18/6/2015م)
غرة شوال (عيد الفطر) .. (18/7/2015م)

**
من المحتمل وجود فارق بمقدار يوم واحد
__________________




التصنيفات
فقه العبادات

***9559;***9668;¦ ¦***9571;• حملة لا تفسد رمضانك •***9568;¦ ¦***9658;***9556; منقول للإفادة

***9559;***9668;¦ ¦***9571;• حملة لا تفسد رمضانك •***9568;¦ ¦***9658;***9556; منقول للإفادة


الونشريس

الونشريسالونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
> لا تفسد رمضانك <
[IMG]http://photos-f.ak.********.com/photos-ak-snc1/v320/184/105/1247985465/n1247985465_97645_7638.jpg[/IMG]
القاهرة – "لا تفسد رمضانك".. هذا هو العنوان الذي اختاره الداعية المصري
الشاب مصطفى حسني لحملته الدعائية الجديدة التي تهدف لتوعية الشباب بالحفاظ على الصيام والعبادة
طوال شهر رمضان، مستعينا بفن الكاريكاتير والإنترنت.
وخلال لقائه الشهري في صالون "ساقية الصاوي" الثقافي بمدينة الجيزة جنوب القاهرة الذي
ضم مئات الشباب والفتيات أعلن حسني عن تدشين حملته الجديدة بدلا من إلقاء درس إيماني كان مقررا.
وأوضح حسني الخميس 14-8-2008 أن حملته سوف تستغرق الأسبوعين الأخيرين
من شهر شعبان لتحذير الشباب من 15 ظاهرة سلوكية يجب عليهم التخلص منها
قبل بداية الشهر العظيم.
ومن بين هذه الظواهر التي "تفسد عزم وحلاوة استقبال رمضان"، يقول حسني،
"تأخير الصلاة، وكثرة الزيارات الاجتماعية، وغياب حجاب البنات".
واختار الداعية المصري بدء حملته قبل بداية شهر رمضان
"حتى لا يكون الشهر عرضة للتجربة فتضيع حلاوة العبادة فيه". على حد قوله.
– أعطي الداعية مصطفي حسني واجب عملي للشباب و هو:
نشر أنشطة الحملة و كل ما يتعلق بالحملة…. و توزيعها في كل الأماكن التي نعرفها…
على كل أصدقائنا… كل أقاربنا… كل معارفنا….
حملة لا تفسد رمضانك….
حملة الهدف منها هو أن نضع أيدينا علي الأفعال الخاطئة االتي نمارسها خلال شهر رمضان و التي تؤدي الي افساد رمضاننا…مثل:

تضييع اصلاة
قلة الانفاق
كثرة الانفعال
كثرة الكلام
قطع الأرحام
عدم ارتداء الحجاب ( للبنات)….
قلة الاتقان…

الونشريس

وهذه بعص الصور الكاريكاتورية لما تتضمنه الحملة :
الونشريس
الونشريس
[IMG]http://photos-h.ak.********.com/photos-ak-sf2p/v308/184/105/1247985465/n1247985465_99327_4175.jpg[/IMG]
الونشريس
الونشريس
الونشريس
[IMG]http://photos.l3.********.com/photos-l3-sf2p/v308/184/105/1247985465/n1247985465_99610_3215.jpg[/IMG]
الونشريس
[IMG]http://photos-h.ak.********.com/photos-ak-snc1/v320/184/105/1247985465/n1247985465_100847_727.jpg[/IMG]
الونشريس
الونشريس
الونشريس
[IMG]http://photos-h.ak.********.com/photos-ak-snc1/v320/184/105/1247985465/n1247985465_102295_6639.jpg[/IMG]
الونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
الونشريس
وترقبوا كل الخواطر في الايام القادمة قبل شهر رمضان المبارك
الونشريس
الونشريس
الونشريس




رد: ***9559;***9668;¦ ¦***9571;• حملة لا تفسد رمضانك •***9568;¦ ¦***9658;***9556; منقول للإفادة

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

بارك الله فيك على الموضوع الهادف و الرائع أبدعت

أرجو أن يأخذ الجميع بهاته النصائح

لا تفــــــــــــسد رمضانك

تحياتي




رد: ***9559;***9668;¦ ¦***9571;• حملة لا تفسد رمضانك •***9568;¦ ¦***9658;***9556; منقول للإفادة

وفقك الله اخي على النصائح القيمة التي اتمنى ان يستفيد منها الجميع شكرا اخي




رد: ***9559;***9668;¦ ¦***9571;• حملة لا تفسد رمضانك •***9568;¦ ¦***9658;***9556; منقول للإفادة

شكرا لكم وردة و أسومة لمروركم

نورتو الموضوع

تحياتي




رد: ***9559;***9668;¦ ¦***9571;• حملة لا تفسد رمضانك •***9568;¦ ¦***9658;***9556; منقول للإفادة

شكرا على الموضوع و النصائح القيمة أمين

نصائح على شكل كاريكاتيور استعابها اسهل من انها مكتوبة بارك الله فيك




التصنيفات
فقه العبادات

الزكاة

الزكاة


الونشريس

:laug h24:: laugh24:
تعريف الزكاة

تعرف الزكاة بأنها الجزء المخصص للفقير والمحتاج من أموال الغنى . وتحسب الزكاة كنسبة 2.5% من المدخرات السنوية إذا تعدت قيمة معينة تعرف بالنصاب .
الزكاة مشتقة في اللغة العربية من زكا والتى تعنى النماء والطهارة والبركة . فإخراج الزكاة طهرة لأموال المسلم وقربة إلى الله تعالى يزداد بها ومجتمعه بركة وصلاحا .
فالزكاة طهرة للمجتمع من التحاسد والتباغض وعنصر هام لزيادة التواد والتكافل بين أفراد المجتمع .

أهمية الزكاة
الزكاة ركن من أركان الإسلام الأساسية وهى فريضة على كل مسلم تتوفر فيه شروطها فيجب عليه إخراجها لمستحقيها . وقد ورد لفظ الزكاة فى القرآن الكريم مع الصلاة فى أكثر من (80) آية .
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (البقرة 2-آية 277)

حكمة الزكاة
المسلم الغنى ينظر إلى ثروته وأمواله كأمانة استأمنه الله عليها ينبغي عليه أن يؤدى حقها ويستعملها فيما يرضى الله تعالى .
ويحث الله تعالى المسلمين على الإنفاق من أموالهم ليسدوا حاجات الفقراء والمحتاجين "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون " ( البقرة 2– آية 245 )

والزكاة في الإسلام هى أول نظام عرفته البشرية لتحقيق الرعاية للمحتاجين والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع حيث يعاد توزيع جزء من ثروات الأغنياء على الطبقات الفقيرة والمحتاجين .

والزكاة طهرة لأموال المزكيَ وطهرة لنفسه من الأنانية والطمع والحرص وعدم المبالاة بمعاناة الغير
.
وهى كذلك طهرة لنفس الفقير أو المحتاج من الغيرة والحسد والكراهية لأصحاب الثروات .
وتؤدى الزكاة إلى زيادة تماسك المجتمع وتكافل أفراده والقضاء على الفقر وما يرتبط به من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأخلاقية إذا أحسن استغلال أموال الزكاة وصرفها لمستحقيها .

النصاب
والنصاب هو مقدار معين من المال محدد شرعا لا تجب الزكاة في أقل منه وتختلف قيمة النصاب حسب نوع المال .

وقد حدد النبى صلى الله عليه وسلم النصاب بعشرين مثقالا من الذهب وهي تساوى (85) جراما من الذهب الخالص وحدد نصاب الفضة بمائتى درهم وهى تساوى ( 595) جراما من الفضة الخالصة .

ونصاب العملات الورقية هو ما يكافئ (85) جراما من الذهب الخالص ويتغير بتغير قيمة العملة . وحاليا يساوى النصاب (340) دينارا كويتيا أو (740) جنيها استرلينيا أو (1150 ) دولارا أمريكيا .

ويعد الشخص غنيا إذا امتلك النصاب زيادة على حاجاته الرئيسه وحاجات عائلته ومن تحت رعايته بالنسبة للطعام والشراب والملبس والمركب والمسكن وأدوات عمله والضرورات الأخرى .

ومتى امتلك الشخص النصاب زيادة على حاجاته وحاجات أسرته الأساسية لمدة سنة قمرية وجب عليه إخراج الزكاة .

وتجب الزكاة أيضا بمعدلات متفاوتة فى الثروة الحيوانية والزروع والثمار والثروة المعدنية
.

الأموال تجب عنها الزكاة
فرض الإسلام الزكاة فى الذهب والفضة ويقاس عليهما العملات المختلفة وكذلك عروض التجارة والزروع والثمار والأنغام والركاز والمعادن .

وهذه بعض الملاحظات على الأموال الواجب فيها الزكاة وقيمة النصاب فيها:

الذهب والفضة
يبلغ نصاب الذهب 85 جراما من الذهب الخالص
ونصاب الفضة 595 جراما من الفضة الخالصة
والذهب الخالص هو السبائك الذهبية ( 999)
الذهب والفضة تستحق الزكاة متى ما بلغت النصاب وحال عليها الحول. وقيمة الزكاة فيها 2.5% من قيمتها الخالصة حسب سعر الذهب والفضة يوم وجوب الزكاة .

زكاة الحلى من الذهب والفضة
الحلى المصنعة من غير الذهب والفضة لا زكاة فيها .
حلى المرأة المعدة للاستعمال الشخصي لا زكاة فيها إذا لم تزد عن القدر المعتاد للبس المرأة بين مثيلاتها فى المستوى الاجتماعي لها .

أما ما زاد عن القدر المعتاد لبسه فيجب تزكيته لأنه صار فيه معنى الاكتناز والادخار وكذلك تزكى المرأة ما عزفت عن لبسه من الحلي لقدم طرازه أو نحو ذلك من الأسباب .
وتجب الزكاة فى الحلى مهما بلغت إذا اشترتها المرأة بنية الادخار أو الاستثمار .

وتحسب زكاة حلى الذهب والفضة حسب وزن الذهب والفضة الخالصين ولا اعتبار بالقيمة ولا زيادتها بسبب الصياغة والصناعة ولا بقيمة الأحجار الكريمة والقطع المضافة من غير لذهب والفضة .

الحلى المصنوعة من غير الذهب الخالص يسقط من وزنها مقدار ما يخالطها من غير الذهب .

فى الذهب عيار (21) قيراطا يسقط مقدار الثمن ويزكى عن الباقي .
والذهب عيار (18) قيراطا يسقط مقدار الربع ويزكى عن الباقى .

المقتنيات من الذهب والفضة
المقتنيات من الذهب والفضة وإن حرمت تجب الزكاة فيها . ومثال ذلك ما اتخذه الرجل من الزينة المحرمة كسوار الذهب للساعة أو قلم ذهبى أو ساعة ذهبية أو خاتم ذهبى .
وحلى المرأة من الذهب والفضة التى تتخذها تشبها بالرجال ، وكذلك آنية الذهب والفضة ونحوها.
ويضم الذهب بعضه الى بعض وتضم الفضة بعضها إلى بعض فإن بلغ النصاب وجبت الزكاة .

ملاحظة :
إذا لم يرغب الشخص فى إخراج القدر الواجب عليه ذهبا أو فضة يجوز أن يخرج قيمتها بالعملات الورقية .


العملات الورقية
تعامل العملات الورقية معاملة الذهب والفضة من حيث النصاب .
قيمة النصاب فى أى عملة ورقية هو ما يساوى قيمة (85) جراما من الذهب الخالص.
ويدخل فى حساب مدخراتك من العملات الورقية ما تمتلكه نقدا والحسابات البنكية والقيمة السوقية للأسهم والسندات وكذلك الدين المرجو السداد .

زكاة العقارات
لا يدخل فى حساب الزكاة قيمة المنزل المعد للسكن وكذلك أثاثه
تجب الزكاة على إيرادات العقارات المؤجرة ، فيضم المالك ايرادها الى أمواله فإن لغت نصابا يؤدي زكاتها 2.5% .
العقارات التى تتخذ للاستثمار تجب الزكاة على قيمتها السوقية وكذلك الإيرادات المتحصلة منها .

زكاة عروض التجارة
تجب الزكاة في جميع الأموال التى اشتريت بنية المتاجرة بها سواء كانت عقارا أو مواد غذائية أو زراعية أو مواشى أو غيرها .

ولا تجب الزكاة فى العروض التى ينوى التاجر أو الشركة الاحتفاظ بها كأدوات إنتاج مثل المبانى والآلات والسيارات والمعدات والأراضى التى ليس الغرض بيعها والمتاجرة فيها .

كيف تزكى عروض التجارة
عند حولان الحول يقيم التاجر ما عنده من بضاعة ويضمها الى ما لديه من نقود ثم يضيف إليها ماله من ديون مرجوة السداد ثم يطرح منها الديون التى عليه ثم يزكى الباقى بنسبة ربع العشر2.5 % ويقيم التاجر سلعته بسعر السوق الحالى سواء كان منخفضا عن سعر الشراء أو مرتفعا . ويجوز إخراج الزكاة من أعيان البضائع تيسيرا على الناس .

زكاة الثروة الصناعية
لا زكاة فى المبانى والمعدات وأدوات الانتاج المعدة للتصنيع .
وتخرج الزكاة على الربح الذى يدره المصنع وكذلك على المواد الخام المستخدمة في التصنيع إذا حال عليها الحول وكذلك المواد المصنعة التى لم يتم بيعها بعد وتقيم بما فيها من المواد الخام ولا عبرة بما زادته الصنعة فى قيمتها .

زكاة الديون
يقسم الفقهاء الديون إلى قسمين:

1. دين مرجو الأداء
وهو ما كان على مقر بالدين قادر على أدائه أو جاحد للدين ولكن عليه بينة أو دليل بحيث لو رفع أمره للقضاء استطاع التاجر استرداده .
تجب الزكاة فى هذا القسم من الديون .

2. دين غير مرجو الأداء
وهو ما كان على جاحد أو منكر وليس عليه بينة أو كان على مقر بالدين ولكن كان مماطلا أو معسرا لا يقدر على السداد .
لا تجب الزكاة فى هذا القسم من الديون إلا بعد قبضه فعلا فيزكى سنة واحدة وإن بقى عند المدين سنين .

كيفية حساب الزكاة
تحدد قيمة النصاب وهى ما يكافئ قيمة 85 جم من الذهب الخالص والتى تساوى حاليا ما يقرب من 340د.ك أو 1150 دولار أمريكى أو ما يعادلها بالعملات الأخرى .

تحدد أنواع الأموال التى تجب فيها الزكاة كما هى موضحة فى الجدول التالى.
تضاف الأموال الزكوية ثم يطرح منها الديون المستحقة حالا .

تحسب قيمة الزكاة بنسبة ربع العشر من الناتج .

الزكاة = (مجموع الأموال الزكوية الديون المستحقة حالا) x2.5%

النية :
النية ركن هام فى الزكاة . ينبغى عقد النية على أن هذا المال المستخرج هو الزكاة الواجبة إرضاء لله تعالى وإتماما للدين

وقت الزكاة:
تجب الزكاة فورا عند حولان الحول ولا يجوز تأخيرها . ويجوز إخراج الزكاة قبل وقتها .

الأموال الزكوية
القيمة

أموال نقدية

حسابات بنكية

القيمة السوقية للأسهم والسندات

ذهب

فضة

ديون مرجوة الأداء

عروض معدة للتجارة

عقارات وأراض للتجارة

مجموع الأموال الزكوية

الديون الحالية

ما تجب فيه الزكاة

قيمة الزكاة

أنواع أخرى من أموال الزكاة

زكاة الزروع والثمار
ثبت وجوب الزكاة فى الثروة الزراعية بالقرآن والسنة والإجماع. يقول الله تعالى " كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده " الانعام (141)
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض (البقرة 2 267)
ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم : " فيما سقت الأنهار والغيم العشور وفيما سقي بالساقية نصف العشر " ( رواه مسلم ).

هل تزكى جميع الحاصلات الزراعية ؟

اختلف فقهاء المسلمين قديما وحديثا فى الحاصلات الزراعية التى تجب فيها الزكاة على عدة أقوال :

·يرى الإمام أبو حنيفة أن الزكاة واجبة فى جميع ما تنتجه الأرض من محاصيل وثمار وفاكهة وخضار ونحوها . وهذا الرأى هو الذى أختارته الهيئة الشرعية لبيت الزكاة فى الكويت .
·ذهب آخرون الى أن الزكاة واجبة فقط في كل ما يتخذه الناس قوتا يعيشون به حال الأختيار لا الاضطرار مثل الحنطة والأرز والذرة ونحوها .
·وذهب آخرون الى أن الزكاة واجبة فى كل ما ييبس ويبقى ويكال فقط .

نصاب المحاصيل الزراعية
جاء فى الحديث الصحيح :" ليس فى دون خمسة أو سق صدقة" والخمسة أوسق تعادل ما وزنه ( 653) كيلوجراما من القمح ونحوه .

وقت إخراج زكاة المحاصيل الزراعية :
لا يراعى الحول في زكاة الزروع ، بل يراعى الموسم والمحصول لقوله عزوجل : "وآتو حقه يوم حصاده" . فلو أخرجت الأرض أكثر من محصول فى السنة وجب على صاحبها إخراج الزكاة عن كل محصول .

مقدار زكاة الزروع :
يختلف مقدار زكاة الزروع بحسب الجهد المبذول فى الرى على النحو التالي :-
فى حالة الرى بدون تكلفة يكون المقدار الواجب هو العشر 10% .
فى حالة الرى بوسيلة فيها كلفة يكون مقدار الزكاة هو نصف العشر أى 5%
فى حالة الرى المشترك بين النوعين يكون المقدار الواجب ثلاثة أرباع العشر أى 7.5% .

ملاحظات :
الأصل أن تخرج الزكاة من أصل المحصول ويرى بعض العلماء جواز إخراج القيمة وذلك بأن يحسب قيمة الزكاة الواجبة فى المحصول ثم يقدر قيمتها بالسوق ويخرجها نقدا .
يضم الزرع الواحد بعضه إلى بعض ولو اختلفت الأرض التى زرع فيها .
تضم الأصناف من الجنس الواحد من الزروع والثمار بعضها إلى بعض ولا يضم جنس إلي آخر .

زكاة الأنعام

تجب الزكاة فى الإبل والبقر والغنم

شروط وجوب الزكاة فى الأنعام :

1.أن تبلغ النصاب وهو الحد الأدنى لما تجب فيها الزكاة وهو كالآتى :-

·نصاب الإبل خمسة وليس فيما كان أقل من ذلك زكاة .
·نصاب الغنم أربعون وليس فيما كان أقل من ذلك زكاة .
· ونصاب البقر ثلاثون وليس فيما كان أقل من ذلك زكاة .

2.أن يحول عليها الحول وتضم أولاد الأنعام الى أمهاتها وتتبعها فى الحول .
3.أن تكون سائمة .
4.ويقصد بالسائمة لغة الراعية وشرعا هى المكتفية بالرعى أكثر أيام السنة من الكلأ المباح عن أن تعلف .
5.فأما إن كانت معلوفة فلا زكاة فيها .
6.وكذلك لا زكاة فى الإبل والبقر العاملة وهى التى يستخدمها صاحبها فى الحرث أو السقى أو الحمل وما شابه ذلك من الأشغال .

مقدار الزكاة من الأنعام

الجدول الآتى توضح قيمة النصاب والزكاة الواجبة فى كل نوع من الأنعام .
نصاب الإبل ومقدار الزكاة فيها

عدد الإبل
من – الى
القدر الواجب فيه
4 1

لا شئ فيها

9 5

1شاة

10 14

2شاتان

1519

3 شاه

20 24

4شياه

25 35

1بنت مخاض (هى أنثى الإبل التى أتمت سنة وقد دخلت فى الثانية، سميت بذلك لأن أمها لحقت بالمخاض وهى الحوامل)

36 45

1بنت لبون أو هى أنثى الابل التى أتمت سنتين ودخلت فى الثالثة . سميت بذلك لأن أمها تكون قد وضعت غيرها فى الغالب وصارت ذات لبن .

4660

1حقة (وهي أنثى الابل التى أتمت ثلاث سنين ودخلت الرابعة . سميت حقة لأنها استحقت أن يطرقها الفحل

61 75

1جذعة (هى انثى الابل التى أتمت اربع سنين ودخلت الخامسة)

7690

2بنتا لبون

91 120

حقتان

121129

3 بنات لبون

130139

1حقة + 2 بنتا لبون

140149

2حقة + 1 بنت لبون

159 150

3 حقات

160 169

4 بنات لبون

170 179

3بنات لبون + 1 حقة

180189

2 بنتا لبون + حقتان

190 199

3 حقات + 1 بنت لبون

200209

4 حقات أو 5 بنات لبون
وهكذا ما زاد على ذلك يكون فى كل خمسين حقة وفى كل أربعين بنت لبون.

نصاب زكاة البقر ومقدار الزكاة فيها على النحو التالي :

عدد البقر
من الى
القدر الواجب فيه
1 29

لا شيء فيه

39 -30

تبيع (التبيع ما أتم من البقر سنة ودخل الثانية ذكرا كان أو أنثى )

– 40 59

مسنة (انثى من البقر أتمت سنتين ودخلت فى الثالثة)

60 69

تبيعان أو تبيعتان

7079

مسنة وتبيع

8089

مسنتان

9099

ثلاثة أتبعة

-100 109

مسنة وتبيعان

110 119

مسنتان وتبيعان

120 129

ثلاث مسنات أو أربعة أتبعة
وهكذا ما زاد عن ذلك فى كل ثلاثين تبيع أو تبيعة . وفى كل أربعين مسنة .

والجواميس صنف من أصناف البقر ينبغى ضمها الى ما عنده من البقر واخراج زكاتها .

نصاب الغنم والقدر الواجب فيها
يكون نصاب الغنم ومقدار الزكاة فيه على النحو التالي :-
النصاب من الغنم القدر الواجب منه

عدد الأغنام
من – إلى
القدر الواجب فيه
139

لا شئ فيه

40120

شاه واحدة (انثى من الغنم لا تقل عن سنة)

121 200

شاتان

201399

ثلاث شياه

400499

أربع شياه

500599

خمس شياه
وهكذا ما زاد على ذلك فى كل مائة شاة شاة واحدة.

ملاحظات:

1.الانعام المعدة للتجارة
تعامل الأنعام المعدة للتجارة معاملة عروض التجارة ، وتحسب زكاتها بالقيمة لا بعدد الرؤوس المملوكة ، لذا لا يشترط النصاب المذكور سالفا لوجوب الزكاة فيها ، بل يكفى أن تبلغ قيمتها نصاب زكاة النقود (وهو ما قيمته 85 غم من الذهب الخالص ) لتجب الزكاة فيها ، فيضمها مالكها الى ما عنده من عروض التجارة والنقود ويخرج الزكاة عنها بنسبة ربع العشر (2.5%) متى ما استوفت شروط وجوب زكاة التجارة من بلوغ النصاب وحولان الحول .

2. زكاة غير الأنعام :-
لا زكاة فى شئ من الحيوانات غير الإبل والبقر والغنم . فلا زكاة فى الخيل والبغال والحمير إلا إذا كانت للتجارة .

أعلى الصفحة

زكاة الركاز والمعدن :

ذهب العلماء إلى وجوب الزكاة بنسبة الخمس في الركاز والمعدن المستخرج من الأرض لقول النبي صلى الله عليه وسلم "وفى الركاز الخمس ولقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ".

فكل ما استخرج من الأرض مما له قيمة كالذهب والفضة والحديد والنحاس والنفط والياقوت والكبريت ونحو ذلك يجب إخراج خمسه زكاة من قليله وكثيره عند وقت استخراجه .
واشترط البعض أن يبلغ نصابا.

مصارف الزكاة :

مصارف الزكاة ثمانية أصناف محصورة فى قوله تعالى "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " (التوبة –9 آية60)

هذا بيان لأصناف الزكاة الثمانية المذكورة فى الآية الكريمة :

1,2 الفقراء والمساكين :
وهم المحتاجون الذين لا يجدون كفايتهم . والمساكين قسم خاص من الفقراء وهم الذين يتعففون عن السؤال ولا يفطن لهم الناس .
ويعطى الفقراء والمساكين من الزكاة ما يسد حاجتهم ويخرجهم من الحاجة الى الكفاية .
3العاملون على الزكاة :
وهم الذين يتولون العمل على جمع الزكاة ولو كانوا من الأغنياء ويدخل فيهم الجباة والحفظة لها والرعاة للأنعام منها والكتبة لديوانها .
– 4 المؤلفة قلوبهم :-
وهم الذين يراد تأليف قلوبهم وجمعها على الإسلام أو تثبيتها عليه ، لضعف إٍسلامهم ، أو كف شرهم عن المسلمين أو جلب نفعهم فى الدفاع عنهم .
5 وفى الرقاب :
ويشمل المكاتبين والأرقاء فيعان المكاتبون بمال الصدقة لفك رقابهم من الرق ويشترى به العبيد ويعتقون .
6– الغارمون :
وهم الذين تحملوا الديون وتعذر عليهم أداؤها فيأخذون من الزكاة ما يفى بديونهم .

7وفى سبيل الله :
المراد المجاهدون فى سبيل الله فيعطون من الزكاة سواء كانوا أغنياء أم فقراء . وينفق من الزكاة على الإعداد للحرب وشراء السلاح وأغذية و احتياجات الجند .
"وفى سبيل الله " هو مصرف عام يشتمل على كل ما من شأنه إعلاء كلمة الله . ويدخل فيها إعداد الدعاة وبناء المدارس والمساجد فى غير بلاد المسلمين والنفقة على المدارس الشرعية وغير ذلك .

8 وابن السبيل :
وهو المسافر المنقطع عن بلده فيعطى من الزكاة ما يستعين به على تحقيق مقصده نظرا لفقره العارض .

·ويحرم إعطاء الزكاة للزوجة والآباء والأبناء والأغنياء وغير المسلمين .
·ويستحب أعطاؤها للأقارب والزوج وطلبة العلم .
·ويجوز نقل الزكاة من بلد الى آخر إذا استغنى أهل البلد عنها .

صدقة التطوع
·يقصد بالصدقة التبرعات النقدية أو العينية سوى الزكاة .
·وتشمل التبرع بالأموال والطعام والملابس والدواء والأثاث وكل ما له قيمة .
·الصدقة هي عنصر أصيل في الثقافة الإسلامية وقيمة عليا من قيم المجتمعات الإسلامية.
·وتعد الصدقة وسيلة ضرورية لتربية النفس وإصلاحها وإثارة معانى الخير والبر فيها وحضها على الإحسان إلى الغير .يقول الله تعالى " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم "(آل عمران92)
·ويتصدق المسلم غالبا شكرا لله تعالى على نعمه و فى المناسبات السارة كالزواج والولادة ورجوع الغائب والنجاح فى العمل ونحو ذلك .
·كذلك يتصدق المسلم عن الميت ليصله ثواب الصدقة .
·ويمكن أن تكون الصدقة بديلا لبعض الممارسات الحديثة مثل إقامة الحفلات وإرسال بطاقات التهنئة والورود والتى غالبا ما ينفق فيها الكثير من الأموال بلا جدوى ولا منفعة للفقير .

زكاة الفطر

وهى الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان .
وهى واجبة على كل فرد من المسلمين ، صغير أو كبير ، ذكر أو أنثى ، حر أو عبد .
وحكمتها تطهير الصائم مما عسى أن يكون قد وقع فيه أثناء الصيام من لغو أو رفث وكذلك لتكون عونا للفقراء والمحتاجين على شراء احتياجات العبد ليشاركوا المسلمين فرحتهم .
على من تجب ؟

تجب على كل مسلم يكون لديه ما يزيد عن قوته وقوت عياله وعن حاجاته الأصلية .
ويلزم المسلم أن يخرج زكاة الفطر عن نفسه وزوجته وعن كل من تلزمه نفقتهم.

مقدار زكاة الفطر :
الواجب فى زكاة الفطر صاع من أرز أو قمح أو شعير ونحو ذلك مما يعتبر قوتا يتقوت به .
والصاع مكيال يتسع لما مقداره (2.5) كيلو جرام من الأرز . ويختلف الوزن بالنسبة لغير الأرز من الأقوات .

ويجوز إخراج زكاة الفطر نقدا بمقدار قيمتها العينية وتقدر قيمتها بمبلغ دينار كويتى أو2.5 جنيه استرلينى أو 5 دولارات أمريكية .

وقت زكاة الفطر :
تجب زكاة الفطر بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان ، والسنة إخراجها يوم الفطر قبل صلاة العيد .

ويجوز تعجيل إخراجها من أول أيام رمضان ولا سيما إذا سلمت لمؤسسة خيرية حتى يتسنى لها الوقت الكافى لتوزيعها .

وتصرف زكاة الفطر مصرف الزكاة الواجبة أى توزع على الأصناف الثمانية المذكورة سابقا .

فدية الإفطار
هى مبلغ من المال يؤديه العاجز عن الصوم للفقراء بدلا عن الصيام وذلك لقوله تعالى " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ".
وتجب الفدية على من فقد القدرة على الصوم أبدا ويحصل ذلك بالشيخوخة والمرض الذى لا يرجى برؤه .

مقدار الفدية :
الأصل فى الفدية أن تكون بإطعام فقير واحد عن كل يوم .
فيطعم فقيرا واحدا طعاما جاهزا وجبتين مشبعتين عن كل يوم أفطره .
ويجوز أن يخرج الطعام عينا بأن يخرج صاعا من قوت أهل البلد عن كل يوم .
وله أن يخرج قيمة الطعام نقدا وتقدر بدينار كويتى عن كل يوم .

استفسارات عن الزكاة

س : اشتريت قطعة أرض بنية الاستثمار فهل يجب حساب الزكاة تبعا لقيمتها الشرائية أو السوقية ؟
ج: عند حولان الحول قدر قيمة الأرض تبعا لسعر السوق ثم أخرج زكاتها 2.5% من قيمتها السوقية ؟

س : هل تجزئ الضرائب التى تخصمها الدولة عن الزكاة ؟
ج: الضرائب لا تجزئ عن الزكاة فهى تختلف عن الزكاة من وجوه متعددة وفى الغالب لا تنفق فى مصارف الزكاة .

س : أعرت أخى قطعة أرض ليزرعها فعلى من تجب زكاتها علي أم عليه ؟
ج: إذا كان أخوك يزرعها لنفسه فيجب عليه إخراج زكاتها . أما إن كان أخوك يزرعها لك فتجب عليك زكاتها .

س : امتلك النصاب أول الحول ثم نقص ماله أثناء العام عن النصاب ثم كمل النصاب فمتى تجب عليه الزكاة ؟
ج: عند أبى حنيفة أن المعتبر هو وجود النصاب أول الحول وآخره و لا يضر نقصه بينهما .
وذهب البعض الى أنه لو نقض النصاب أثناء الحول ثم كمل اعتبر اكتمال الحول من يوم كماله .

س : مات وعليه زكاة فهل تجب الزكاة فى التركة ؟
ج: تجب الزكاة فى ماله وتقدم على الدين والوصية والورثة . لقوله تعالى "من بعد وصية يوصى بها أو دين " والزكاة دين قائم لله تعالى ولقول النبى صلى الله عليه وسلم " فدين الله أحق أن يقضى "

س : كيف يزكى المال المشترك ؟
ج: إذا كان المال مشتركا بين شريكين أو أكثر لا تجب الزكاة على واحد منهم حتى يكون لكل واحد منهم نصاب كامل وإن بلغ المال المشترك نصابا .

س : هل يجوز إعطاء الزكاة للزوجة والوالدين والأبناء ؟
ج: يحرم إعطاء الزكاة للزوجة والآباء وإن علوا والأبناء وإن نزلوا وذلك لأنه مكلف بالنفقة عليهم .

س : هل يجوز إعطاء غير المسلم من الزكاة ؟
ج: لا يجوز إعطاء غير المسلم من الزكاة .
إنما يجوز إعطاؤهم من الصدقة .




رد: الزكاة

بارك الله فيك اختي حياة على الاحكام
ننتظر جديدك




رد: الزكاة

بارك الله فيك على

التوضيح والشرح

موضوع حسن جدا شكرا لك ننتظر جديدك




رد: الزكاة

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
في انتضار جديدك




رد: الزكاة

شكرااا أود التعارف




التصنيفات
فقه العبادات

المعنى السامى للوضوء

المعنى السامى للوضوء


الونشريس


الونشريس


كيف تستمتع ……… بالوضوء؟!!
هذه لفتة لطيفة للذين يتوضأون وهم يضحكون أو يتكلمون أو يغتابون ….


عند الشروع فى الوضوء يجب ان تكون في حالة روحية شفافة ..
فتجد للوضوء متعة ، ومع المتعة حلاوة ، وفي الحلاوة جمال ،
وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرةفربما حتى لا تستطيع التعبير عنها ..!!

وأسوق بين أيديكم حديثاً شريفاً فتأمل كلمات النبوة الراقية السامية جيداً :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا توضأ المسلم فغسل وجهه : خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع آخر قطر الماء.. فإذا غسل يديه : خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه .. فإذا غسل رجليه : خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه .. حتى يخرج نقياً من الذنوب )..
وفي حديث آخر :

( فإن هو قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه ، وفرّغ قلبه لله تعالى : انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه )..
تمعن فى كلمات النبوة هاته
فلو أنك تأملت هذا الحديث جيداً ، فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر
أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك ، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة !!
اظن انك تقول الان
ياااااه !! كيف فاتني هذا المعنى ..!؟ والله أنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى ..
إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف ، ولم أخرج من لحظات الوضوء بشيء من هذه المعاني الراقية …!
فبهذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء ، تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة ،
تصقل بها قلبك صقلا عجيباً ، وكل ذلك ليس سوى تهيئة لصلاة ..!!
المهم أن عليك أن تجمع قلبك أثناء عملية الوضوء وأنت تغسل أعضاءك ..
وهذا مدعاة للوضوء مع كل صلاة .. تجدد الوضوء حتى لو كنت على وضوء ..نور على نور .. ومعانٍ تتولد من معانٍ ..!!
ومدعاة لك لأن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة وأحداثها بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية ..
فكلما هممت أن تتوضأ ، أستحضر هذه الكلمات الطيبة، لتجد نفسك فى حالة روحية رائعة وأنت تغسل أعضائك بالنور لا بالماء ..!!يا الله كم من سنوات ضاعت من حياتنا ، ونحن بعيد ين عن هذه المعاني السماوية الخالصة ..
يا حسرة على العباد …!! لو وجد الناس دفقة من هذه المعاني السماوية تنصب في قلوبهم ،
لوجدوا أُنسًا ومتعةً وجمالاً وصقلاً واضحا لقلوبهم أثناء عملية غسل أعضائهم بهذا النور الخالص

الونشريس




التصنيفات
فقه العبادات

الحج : آداب وأسرار ودروس

الحج : آداب وأسرار ودروس


الونشريس

الحج : آداب وأسرار ودروس لمحمد بن إبراهيم الحمد
الحج : آداب وأسرار ودروس

تأليف
محمد بن إبراهيم الحمد
***61472;

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على خير خلق الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واتبع هداه.
أما بعد:
فإن الحج رحلة مباركة، ومناسبة ميمونة، وسياحة محمودة.
وإن للحج ثمارَه اليانعة، وفوائده المتعددة، وبركاته المتنوعة، ودروسه المفيدة، وأسراره البديعة.
ولقد يسر الله أن كتبت بعض الكلمات في هذا الشأن، وألقيت في عدد من المناسبات.
ورغبة في عموم النفع أحببت نشر تلك الكلمات التي تحتوي على الموضوعات التالية:
– من آداب الحج.
– من أسرار الحج.
– من دروس الحج.
– الذكر في الحج.
– الدعاء في الحج.
– من معاني العيد.
فأسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن ينفع بهذه الكلمات، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

للحج آدابٌ عظمية، وأخلاقٌ قويمة، يَحسُن بالحاج أن يقف عليها، ويَجمُل به أن يأخذ بها، ليكون حجه كاملاً مبروراً، وسعيه مقبولاً مشكوراً.
ومن تلك الآداب والأخلاق ما يلي:
1- الاستشارة والاستخارة: فيستحب للحاج أن يستشير من يثق بدينه، وخبرته وعلمه في حجه هذا، كما يستحب له أن يستخير الله تعالى في حجه.
وهذه الاستخارة وتلك الاستشارة لا تعود إلى الحج نفسه، فالحج خير.
وإنما تعود إلى ملاءمة الوقت، وتعود إلى المصلحة، وحال الشخص، وتعود إلى الرفيق، والزاد.
2- إخلاص النية لله – تعالى – : فلا يقصد في حجه رياء ولا سمعة، ولا ليقال: حج فلان، ولا ليطلق عليه لقب الحاج.
وإنما يحج محبة لله، ورغبة في ثوابه، وخشية من عقابه، وطلباً لرفع الدرجات، وحط السيئات، فالإخلاص عليه مدار العمل.
قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة: من الآية] وقال النبي – صلى الله عليه وسلم- :" إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئ ما نوى" متفق عليه.
3- المبادرة إلى كتابة الوصية: ذلك أنه مُقْدِم على الحج، ومُتَعَرِّضٌ لمصاعب الطريق، فحري به أن يكتب وصيته، وبيان ما له وما عليه، وجدير به أن يوصي أهله وأصحابه قبل سفره؛ بتقوى الله تعالى.
4- المبادرة إلى التوبة النصوح: وهي التوبة الناصحة الخالصة، التي تأتي على جميع الذنوب؛ فحري بالحاج أن يبادر إلى تلك التوبة، وأن يتحلل من المظالم؛ فذلك أرجى لقبول حجه، ورفعة درجاته، ومغفرة سيئاته، بل وتبديلها حسنات.
5- التفقه في أحكام الحج: ولو على سبيل الإجمال؛ فإن لم يستطع؛ فليأخذ معه من الكتب أو الأشرطة ما يفيده في معرفة أحكام الحج، وأن يسأل عما يُشكل عليه.
6- الحرص على اصطحاب الرفقة الطيبة: التي تعينه على الخير إذا تذكَّر، وتذكره بالخير إذا نسي، والتي يستفيد من جرَّاء صحبتها العلم النافع، والخلق الفاضل.
7- تأمير الأمير: فإذا كان الحجاج جماعة فعليهم أن يؤمروا أميراً، وأن يكون ذا خبرة وسداد رأي، وعليهم أن يلزموا طاعته في غير معصية الله، وليحذروا من الاختلاف عليه.
كما عليه أن يرفق بهم، وأن يستشيرهم.
8- حسن العشرة للأصحاب: ومن ذلك أن يقوم الإنسان على خدمتهم بلا منَّة ولا تباطؤ، وأن يشكرهم إذا قاموا بالخدمة، وأن يتحمل ما يصدر من الرفقة من جفاء وغلظة ونحو ذلك، وأن يرى الحاج أن لأصحابه عليه حقاً، ولا يرى لنفسه عليهم حقاً؛ فذلك من كريم الخلال ومن حميد الخصال، ومما تُرفع به الدرجات، وتُحط السيئات.
ومن حسن العشرة: أن يبتعد الحاج عن مشاجرة الأصحاب، ومخاصمتهم، فإن حصل شيء من ذلك فليبادر إلى الاعتذار، وإذا تعذر الاجتماع فالأولى أن يفترقا؛ لتسلم القلوب، ويتمكن كل واحد منهما من أداء مناسكه دونما تشوّش أو قلق، وبعد ذلك تهدأ العاصفة، ويحصل الائتلاف.
ومن حسن العشرة: أن يحرص الحاج على ملاطفة أصحابه، وإدخال السرور عليهم خصوصاً الضعفة والنساء.
ومن الأدب مع الأصحاب: أن يحرص الحاج على الالتزام بالمواعيد، وأن يتلطف بالاعتذار إن حصل خطأ أو تأخير، أو خلل، وأن يتحمل ما يصدر منهم من عتاب إذا هم عاتبوا، وأن يتقبل العذر من غيره إذا هم أخطئوا بتأخر أو خلل، فذلك دليل سمو النفس، وبُعد الهمة، وحسن المعاشرة، فالعاقل اللبيب الكريم هو من يتحمل أذى الناس، ولا يحمِّلهم أذاه.
9- تَخَيُّرُ النفقة الطيبة: فيختار الحاج النفقة الطيبة من المال الحلال، حتى يُقبل حجه ودعاؤه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً) رواه مسلم.
10- لزوم السكينة، واستعمال الرفق: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس! عليكم بالسكينة؛ فإن البر ليس بالإيضاع) رواه البخاري ومسلم.
وقال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه) رواه مسلم.
11- الحرص على راحة الحجاج، والحذر من أذيتهم: فعلى الحاج أن يحرص كل الحرص على راحة إخوانه الحجاج، وأن يبتعد عن كل ما فيه أذى لهم، من رفع للصوت، أو إطلاق للأبواق بلا داع، أو أن يزاحمهم، أو يضيق عليهم، أو أن يؤذيهم بالتدخين أو نحو ذلك.
ومما يَجمُل به أيضاً أن: يحب لإخوانه الحجاج ما يحبه لنفسه، وأن يكره لهم ما يكرهه لنفسه، فيتحمل أذاهم، ويصبر على بعض ما يصدر منهم من زحام، أو تصرفات مقصودة أو غير مقصودة؛ فالإنسان الكريم يصبر على أذى ضيوفه حرصاً على إكرامهم، فكيف بضيوف ربه؟! إن إكرامهم أولى ثم أولى، وإنه لدليل على إجلال الله وتوقيره. وإنه لدليل على كمال العقل، ومتانة الدين؛ لأنه لا أحسن من درء الإساءة بالإحسان.
12- حفظ اللسان: وذلك بتجنب فضول الكلام، وسيئه، والبعد عن الغيبة والنميمة، والسخرية بالناس، وبالحذر من كثرة المزاح أو الإسفاف فيه، وبصيانة اللسان من السب والشتم.
ومن ذلك: أن يحذر الحاج من المماحكة، وكثرة المماكسة، وأن يحذر من المخاصمة والجدال إلا إذا كان جدالاً لإحقاق الحق، وإبطال الباطل بالتي هي أحسن.
13- غض البصر: لأن الحاج يعرض له ما يَعْرِضُ من الفتن، فمن النساء من تخرج سافرة عن وجهها، ويديها، وقدميها وربما أكثر من ذلك؛ فعلى الحاج أن يغض بصره، وأن يحتسب ذلك عند الله – تعالى-.
وبذلك يسلم قلبه من التشوّش، ويسلم حجه من النقص، ويحفظ على نفسه دينه، ويبتعد عن الفتن والبلايا، ويحصل على ثمرات غض البصر المتنوعة، والتي منها: الفراسة الصادقة، والحلاوة التي يجدها في قلبه، إلى غير ذلك من ثمرات غض البصر العديدة.
14- لزوم النساء الستر والعفاف: فعليهن ذلك، وعليهن الحذر من مخالطة الرجال وفتنتهم، وعليهن الحذر من التبرج والسفور، والسفر بلا محرم.
15- الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله: كل ذلك حسب القدرة، والاستطاعة مع لزوم الرفق، واللين، والحكمة، والموعظة الحسنة، والرحمة بالمدعوين والتلطف بهم، والصبر على بعض ما يصدر منهم.
16- إعانة الحجاج: وذلك بقدر المستطاع، كأن يرشد ضالهم، ويعلم جاهلهم، ونحو ذلك من الإعانات المتعددة.
17- الاستكثار من النفقة: ليواسي المحتاجين، وليرفد إخوانه إذا احتاجوا، وليبادر إلى إعانتهم إذا شعر بأنهم في حاجة ولو لم يطلبوا.
18- استشعار عظمة الزمان والمكان: فذلك يبعث الحاج لأداء نسكه بخضوع لله، وإجلاله له تعالى" ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" [الحج: 32]، ثم إن ذلك يُصَبِّرُه على بعض ما يلقاه من نصب أو تعب، أو أذى.
19- اغتنام الأوقات: فعلى الحاج أن يغتنم وقته بما يقربه إلى الله – تعالى – من ذكر أو دعاء، وقراءة للقرآن، وذلك في أي مكان من تلك البقاع المباركة، فذلك سبب لانشراح صدره، ومضاعفة أجره، وإمداده بالقوة والطاقة، وشهود تلك الأماكن له يوم القيامة.
20- استحضار انقضاء أيام الحج: فهي قليلة معدودة، وسرعان ما تنقضي، فإذا استحضر الحاج ذلك كان دافعاً له إلى اغتنامها، والبعد عما يفسد حجه، أو ينقص أجره.
21- المحافظة على أداء الفرائض: وذلك بالحرص على أداء الصلوات المكتوبة مع الجماعة، وأن يحذر كل الحذر من تأخيرها عن وقتها.
22- البعد عن إجهاد النفس فيما لا يعني: فذلك سبب لأن يتوفر الإنسان على النشاط، ويتقوى على أداء المناسك، بيسر وسهولة.
أما إذا أجهد نفسه بلا داع، وفيما لا يعني كان ذلك مدعاة لتعبه، ومرضه، وتكاسله عن أداء النسك على الوجه الذي ينبغي.
23 – ألا يكون هَمُّ الحاج أن يقضي نسكه: بل عليه أن يستشعر عظمة ما يقوم به، وأن يكون قلبه منطوياً على تعظيم أمر الله، وأن يحرص على أن يتلذذ بما يقوم به؛ فذلك من أعظم ما يعينه على انشراح صدره، وإتيانه بالنسك على الوجه الأكمل.
وبالجملة: فليحرص الحاج على كل ما يقربه إلى ربه، وعلى كل ما يعينه على أداء نسكه، وليحذر كل الحذر من كل ما يفسد عليه حجه، أو ينقص أجره من قول أو عمل.
تقبل الله من المسلمين حجَّهم، وأعانهم على أداء مناسكهم، وأصلح ذات بينهم، وجمع على الحق كلمتهم، ونصرهم على عدوه وعدوهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

لقد شرع الله الشعائر والعبادات لِحِكَمٍ عظيمة، ومصالح عديدة لا ليضيق بها على الناس، ولا ليجعل عليهم في الدين من حرج.
ولكل عبادة في الإسلام حِكَمٌ بالغة، يظهر بعضها بالنص عليها، أو بأدنى تدبُّر، وقد يخفى بعضها إلا على المتأملين الموفَّقين في الاستجلاء والاستنباط.
والحكمة الجامعة في العبادات: هي تزكية النفوس، وترويضها على الفضائل، وتطهيرها من النقائص، وتصفيتها من الكدُرات، وتحريرها من رقِّ الشهوات، وإعدادها للكمال الإنساني، وتقريبها للملأ الأعلى، وتلطيف كثافتها الحيوانية؛ لتكون رِقَّاً للإنسان، بدلاً من أن تَسْتَرِقَّهُ.
وفي كل فريضة من فرائض الإسلام امتحان لإيمان المسلم، وعقله، وإرادته.
هذا وإن للحج أسراراً بديعة، وحكماً متنوعة، وبركاتٍ متعددة، ومنافع مشهودة، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الأمة.
فمن أسرار الحج ومنافعه ما يلي:
1- تحقيق العبودية لله: فكمال المخلوق في تحقيق العبودية لربه، وكلما ازداد العبد تحقيقاً لها ازداد كمالُه، وعلت درجتُه.
وفي الحج يتجلى هذا المعنى غاية التجلي، ففي الحج تذلل لله، وخضوع وانكسار بين يديه؛ فالحاج يخرج من ملاذِّ الدنيا مهاجراً إلى ربه، تاركاً ماله وأهله ووطنه، متجرداً من ثيابه، لابساً إحرامه، حاسراً عن رأسه، متواضعاً لربه، تاركاً الطيب والنساء، متنقلاً بين المشاعر بقلب خاشع، وعين دامعة، ولسان ذاكر يرجو رحمة ربه، ويخشى عذابه.
ثم إن شعار الحاج منذ إحرامه إلى حين رمي جمرة العقبة والحلْق: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك) .
ومعنى ذلك: أنني خاضع لك، منقاد لأمرك، مستعد لما حمَّلتني من الأمانات؛ طاعة لك، واستسلاماً دونما أكراه أو تردد.
وهذه التلبية ترهف شعور الحاج، وتوحي إليه بأنه – منذ فارق أهله – مقبل على ربه، متجرد عن عاداته ونعيمه، منسلخ من مفاخره ومزاياه.
ولهذا التواضع والتذلل أعظم المنزلة عند الله – تعالى – إذ هو كمال العبد وجماله، وهو مقصود العبودية الأعظم، وبسببه تُمحى عن العبد آثار الذنوب وظلمتها، فيدخل في حياة جديدة ملؤها الخير، وحشوها السعادة.
وإذا غلبت هذه الحال على الحجاج، فملأت عبوديةُ الله قلوبَهم وكانت هي المحرك لهم فيما يأتون وما يذرون – صنعوا للإنسانية الأعاجيب، وحرروها من الظلم، والشقاء، والبهيمية.
2- إقامة ذكر الله – تعالى – فالذكر هو المقصود الأعظم للعبادات، فما شرعت العبادات إلا لأجله، وما تقرب المتقربون بمثله.
ويتجلى هذا المعنى في الحج غاية التجلي؛ فما شرع الطواف بالبيت العتيق، ولا السعي بين الصفا والمروة، ولا رمي الجمار إلا لإقامة ذكر الله.
قال – تعالى -:" لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَات" [الحج: من الآية28].
وقال:" لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً منْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرا (200) " [البقرة].
هذا وسيأتي مزيد بيان للحديث عن الذكر بعد صفحات.
3- ارتباط المسلمين بقبلتهم: التي يولون وجوههم شطرها في صلواتهم المفروضة خمس مرات في اليوم.
وفي هذا الارتباط سر بديع، إذ يصرف وجوههم عن التوجه إلى غرب كافر، أو شرق ملحد، فتبقى لهم عزتهم وكرامتهم.
4- أن الحج فرصة عظيمة للإقبال على الله بشتى القُرُبَات: حيث يجتمع في الحج من العبادات ما لا يجتمع في غيره، فيشارك الحج غيره من الأوقات بالصلوات وغيرها من العبادات التي تفعل في الحج وغير الحج.
وينفرد بالوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمار، وإراقة الدماء، وغير ذلك من أعمال الحج.
5- الحج وسيلة عظمى؛ لحط السيئات، ورفعة الدرجات: فالحج يهدم ما كان قبله.
قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لعمرو بن العاص – رضي الله عنه -: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله) رواه مسلم.
والحج أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سئل النبي – صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور) رواه البخاري.
والحج أفضل الجهاد؛ فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: (قلت: يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل الأعمال؛ أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور) رواه البخاري.
والحج المبرور جزاؤه الجنة، قال – صلى الله عليه وسلم -: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) رواه مسلم.
والحاج يعود من ذنوبه كيوم ولدته أمه إذا كان حجه مبروراً، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) رواه البخاري ومسلم.
6- هياج الذكريات الجميلة: ففي الحج تهيج الذكريات الجميلة العزيزة على قلب كل مسلم، وما أكثر تلك الذكريات، وما أجمل ترددها على الذهن.
فالحاج – على سبيل المثال – يتذكر أبانا إبراهيم الخليل – عليه السلام – فيتذكر توحيده لربه، وَمُهَاجَرَه في سبيله، وكمال عبوديته، وتقديمه محابَّ ربه على محابِّ نفسه.
ويتذكر ما جرى له من الابتلاءات العظيمة، وما حصل له من الكرامات، والمقامات العالية.
ويتذكر أذانه في الحج، ودعاءه لمكة المكرمة، وبركات تلك الدعوات التي ترى آثارها إلى يومنا الحاضر.
ويتذكر الحاج ما كان من أمر أمِّنا هاجر فيتذكر سعيها بين الصفا والمروة بحثاً عن ماء تشربه؛ لتدرَّ باللبن على وليدها إسماعيل، ذلك السعي أصبح سنة ماضية، وركناً من أركان الحج.
ويتذكر أبانا إسماعيل – عليه السلام – فيمر بخاطره مشاركة إسماعيل لأبيه في بناء الكعبة، ويتذكر ما كان من بر إسماعيل بأبيه، حيث أطاعه لما أخبره بأن الله يأمره بذبحه؛ فما كان من إسماعيل إلا أن قال:" افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ" [الصافات: 102].
ويتذكر الحاج أن مكة هي موطن النبي – صلى الله عليه وسلم – ففيها وُلد وشبَّ عن الطَّوْق، وفيها تنزَّل عليه الوحي، ومنها شع نور الإسلام الذي بدد دياجيرَ الظلمات.
ويتذكر من سار على تلك البِطَاح المباركة من أنبياء الله ورسله، وعباده الصالحين؛ فيشعر بأنه امتداد لتلك السلسلة المباركة، وذلك الركب الميمون، ويتذكر الصحابة رضي الله عنهم وما لاقوه من ا لبلاء في سبيل نشر هذا الدين.
ويتذكر أن هذا البيت أول بيت وضع للناس، وأنه مبارك وهدى للعالمين.
بَلْدةٌ عُظمى وفي آثارهِا
أنفع الذكرى لقوم يعقلون
شبَّ في بطاحئها خيرُ الورى
وشَبا في أُفْقِهَا أسمحُ دين
فهذه الذكريات الجميلة تربط المؤمن بأكرم رباط، وتبعث في نفسه حبَ أسلافه الكرام، والحرصَ على اتباع آثارهم، والسير على منوالهم.
ثم إن الحاج إذا عاد من رحلة حجه حمل معه أغلى الذكريات، وأعزها على نفسه، فتظل متلهفة للعودة إلى تلك البقاع المباركة.
ورحم الله الإمام الصنعاني إذ يقول في قصيدته الطويلة في ذكرى الحج ومنافعه:
أيا عَذَباتِ البانِ مِن أيمن الحِمَى
رعى اللهُ عيشاً في ربَاكِ قطعناهُ
سرقناه من شرخ الشباب وروقه
فلما سرقنا الصفو منه سرقناهُ
وعادت جيوشُ البين يقدُمُهَا القَضا
فبدد شملاً في الحجاز نظمناهُ
ونحنُ لجيران الْمُحَصَّبِ جيرةٌ
نُوفِّي لهم عهدَ الوداد ونرعاهُ
فَهاتِيكَ أيامُ الحياةِ وغيُرها
مَمَاتٌ فيا ليتَ النَّوى مَا شهدناهُ
فَيَا لَيتَ عنَّا أغْمَضَ البَيْنُ طَرَفَه
ويا ليتَ وقتاً للفِراق فقدناهُ
وترجعُ أيامُ المحصَّبِ من مِنى
ويبدو ثراهُ للعيون وحصباهُ
وتسرحُ فيه العِيسُ بَيْن ثمامِه
وتستنشق الأرواحُ نَشْرَ خزاماهُ
نحن إلى تلك الربوع تشوقاً
ففيها لنا عهد وعقد عقدناهُ
وربٌّ بَرَانَا مَا نَسِينا عهودَكم
ومَا كان من ربع سواكم سلوناهُ
ففي ربعهم لله بيتٌ مباركٌ
إليه قلوبُ الخَلْقِ تهوى وتهواهُ
يطوفُ بِهِ الجاني فَيُغْفَرُ ذَنبُه
ويسقُطُ عنه جرمُه وخطاياهُ
فكم لذةٍ كم فرحةٍ لطوافهِ
فللهِ ما أحلى الطوافَ وأهناهُ
نطوف كأنَّا في الجنانِ نطوفُها
ولا همَّ لا غمٌّ فذاك نفيناهُ
فيا شوقنا نحو الطواف وطيبه
فذلك شوقٌ لا يحاط بمعناهُ
فمن لم يذقْه لم يذقْ قطُّ لذةً
فَذُقْهُ تَذُقْ يا صاحِ ما قد أُذِقنَاهُ
إلى آخر ما قاله من قصيدته الطويلة الماتعة.
أيها الحاج الكريم أسأل الله أن يجعل حجك مبروراً، وسعيك مشكوراً، وذنبك مغفوراً، وأن يعيد علينا وعليك وعلى أمة الإسلام من بركات الحج.

يستفاد من الحج دروس عظيمة تعود آثارها على الفرد والأمة، وإليك أيها القارئ الكريم عرضاًَ مجملاً لبعض تلك الدروس خلال الأسطر التالية:
1- حصول التقوى: والتقوى غاية الأمر، وجماع الخير، ووصية الله للأولين والآخرين.
والحج فرصة عظمى للتزود من التقوى، قال – تعالى -:" الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ" [البقرة: 197].
وقال – عز وجل -:" لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ" [الحج: 37].
وقال – تبارك وتعالى -" ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" [الحج: 32].
فأولوا الألباب الذين خصهم الله بالنداء لتقواه؛ يأخذون من الحج عبرة للتزود من التقوى، فينظرون إلى أصل التشريع الإلهي، ومكانته المهمة في الدين، ويعلمون أن صدق المحبة والعبودية لله لا يكون إلا بتقديم مراد الله على كل مراد.
فهذا إبراهيم الخليل – عليه السلام – ابتلاه الله – تعالى – بذبح ابنه الوحيد إسماعيل، الذي ليس له سواه، والذي رزقه الله إياه عند كبر سنه، والذي هو أحب محبوب من محبوبات الدنيا.
وهذا الأمر من أعظم البلاء، وبه يتحقق الإيمان، وتظهر حقيقة الامتحان، فالخليل أعطى المسلمين درساً عظيماً للصدق مع الله، وذلك بتقديم مراد الله على مراد النفس مهما غلا وعظم، فإنه بادر إلى التنفيذ مع شدة عاطفته، وعظيم رحمته ورقته وشفقته – فأفلح، وأنجح، وتجاوز هذا البلاء، فرحمه الله، وشلَّ حركة السكين عن حلق ابنه، بعد أن أهوى بها الخليل؛ ففداه الله بذبح عظيم، وجعلها سنة مؤكدة باقية في المسلمين إلى يوم القيامة، ليعاملوا الله تعالى معاملة المحب لحبيبه ومعبوده، فيضحوا بمرادات نفوسهم، ومحبوباتها في سبيل مراد الله ومحبوبه. فإذا عرف الحجاج هذا المعنى، وأدركوا هذا السر العظيم الذي لأجله شرعت الهدي والأضاحي؛ عادوا يحملون تلك المعاني العظمية، التي تجعلهم لا يتوانون عن تنفيذ شيء من أوامر الله، فلا تمنعهم لذة النوم وشهوة الفراش عن المبادرة إلى القيام إلى صلاة الفجر، ولا يمنعهم حب المال، والحرص على جمعه من ترك الغش، والغبن، والربا، والتطفيف، وإنفاق السلع بالأيمان الكاذبة.
ولا يمنعهم حب الشهوات والميل إلى النساء، والطمع في نيل اللذة المحرمة من غض البصر، ولزوم العفة، وحفظ الفروج، إيثاراً لما يحبه الله على ما تحبه نفوسهم، وتنزع إليه طبائعهم، ورغبة في نيل رضا الله، وعوضه في الدنيا والآخرة.
ولا يمنعهم حب الدنيا عن الإنفاق في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم.
وعلى هذه النبذة اليسيرة من أعمال الحج فقس. وهكذا يستفيد أولوا الألباب من هذا الدرس العظيم من الحج ما يتزودون به على التقوى.
2- اعتياد الذكر: فالذكر مقصود العبادات الأعظم والذكر يتجلى غاية التجلي في الحج، فما شرع الطواف بالبيت، ولا السعي بين ا لصفا والمروة، ولا رمي الجمار إلا لإقامة ذكر الله كما قال – عليه الصلاة والسلام -…
فإذا أكثر الحاج من الذكر في تلك المواضع أنس بالذكر، واطمأنت نفسه به، وزاد قرباً من ربه، وكان ذلك داعياً لاعتياد الذكر، والإكثار منه بعد الحج.
3- اعتياد الدعاء: فرحلة الحج من أولها إلى آخرها فرصة للدعاء، والابتهال إلى الله – تعالى – إذ يجتمع للحاج من دواعي الإجابة ما لا يجتمع لغيره من شرف الزمان والمكان ولحال الداعي وتلبّسه بتلك الشعيرة العظيمة، ولكثرة المواضع التي يشرع فيها الدعاء، وترجى الإجابة بالطواف، والسعي، والوقوف بعرفة، وعند المشعر الحرام، وبعد رمي الجمرة الصغرى، وبعد رمي الجمرة الوسطى كل هذه المواضع مواضع دعاء، ومظانّ للإجابة.
وهذا يبعث المؤمن إلى كثرة الدعاء، وإلى اعتياده في سائر أيامه المستقبلة.
4- التعود على انتظار الفرج: فإذا رأى الحاج جموع الحجيج المزدحمة عند الطواف، والسعي، وفي رمي الجمرات – ظن أن تلك الجموع لن تتفرق، وأنه لن يصل إلى مبتغاه من إكمال الطواف، أو السعي، أو رمي الجمار، وربما أدركه الضجر، وبلغت به السآمة مبلغها، وربما أضمر في نفسه أنه لن يحج بعد عامه هذا.
وما هي إلا مدة يسيرة، ثم تَنْفَلُّ الجموع، ويتيسر أداء المناسك.
وهذا درس عظيم، وسر بديع يتعلم منه الحاج عبودية انتظار الفرج، وهي من أجلِّ العبوديات، وأفضل القربات؛ فلا ييأس بعد ذلك من روح الله، وقرب فرجه مهما احلولكت الظلمة، ومهما استبد الألم ومهما عظم المصاب سواء في حاله أو في حال أمته، بل يكون محسناً ظنه بربه، منتظراً فرجه ولطفه، وقرب غِيَرِهِ – تعالى – فيجد في حشو البلاء من رَوْحِ الفرج ونسيمه، وراحته ما هو من خفي الألطاف، وما هو فرج مُعَجَّل.
ولا بُعدَ في خير وفي الله مطمع
ولا يأس من رَوْحٍ وفي القلب إِيَمانُ
5- اكتساب الأخلاق الجميلة: فالحج ميدان فسيح لمن أراد ذلك، فالحاج يتدرب عملياً على الحلم، والصبر، والمداراة، وكظم الغيظ من جرَّاء ما يلقى من الزحام والتعب، والنصب سواء في الطريق إلى الحج، أو في الطواف، أو في السعي، أو في رمي الجمار، أو في غيرها من المناسك؛ فيتحمل الحاج ما يلقاه من ذلك، لعلمه بأن الحج أيام معدودة، ولخوفه من فساد حجه إذا هو أطلق لنفسه نوازع الشر، ولإدراكه بأن الحجاج ضيوف الرحمن، فإكرامهم، والصبر على ما يصدر من بعضهم دليل على إجلال الله – تعالى -.
فإذا تحمل الحاج تلك المشاق في أيام الحج – صار ذلك دافعاً لأن يتخلق بالأخلاق الجميلة بقية عمره.
ثم إن الحاج يتعلم الكرم، والبذل، والإيثار، والبر، والرحمة، وذلك من خلال ما يراه من المواقف النبيلة الرائعة التي تجسد هذه المعاني؛ فهذا سخي يجود بالإنفاق على المساكين، وذاك كريم بخلقه يعفو عمن أساء إليه، وأخطأ في حقه، وذاك رحيم يعطف على المساكين ويتلطف بهم، وذاك حليم يصبر على ما يلقاه من أذى، وذاك بَرُّ بوالده يحمله على عاتقه، وذاك يحوط أمَّه العجوز بلطفه ورعايته. بل ويكتسب الأخلاق الجميلة إذا رأى من لا يدركون معنى الحج، ممن يغضبون لأدنى سبب، وتطيش أحلامهم عند أتفه الأمور.
فإذا رأى العاقلُ البصيرُ سوءَ فعال هؤلاء انبعث إلى ترك الغضب، وتجافي عن مرذول الأخلاق.
6- تحقق الأخوة الإسلامية: فالقِبلة واحدة، والربُّ واحد، والمشاعر واحدة، واللباس واحد، والمناسك واحدة، والزمان واحد، فكل هذه الأمور تجتمع في الحج، وهي مدعاة للإحساس بوحدة الشعور، وموجبة للتآخي، والتعارف، والتعاون على مصالح الدين والدينا.
7- قيام عبودية المراقبة: فالحاج يطوف بالبيت العتيق سبعاً، ويسعى بين الصفا والمروة سبعاً، ويرمي الجمار سبعاً، ويقف في عرفة في وقت محدد، وينصرف منها في وقت محدد، ويبيت في المزدلفة في وقت محدد، وهكذا.
فلا تراه يزيد في الجمار أو ينقص، ولا تراه يفعل عملاً من أعمال الحج في غير وقته، ولا تراه يأتي محظوراً من محظورات الإحرام عالماً عامداً.
لماذا؟ لأنه يخشى من فساد حجه، ولأنه يعلم بأن الله مطلع عليه.
وهذا درس عظيم يبعث المسلم إلى مراقبة الله – تعالى – في شتى شؤونه وأعماله، فالمطلع على أعمال الحج مطلع على غيرها من الأعمال.
8- التعود على اغتنام الأوقات: فالوقت رأس مال الإنسان، والوقت أجلُّ ما يصان عن الإضاعة والإهمال. وفي الحج يقوم الحاج بأعمال عظيمة، وفي أماكن مختلفة متباعدة مزدحمة، وفي أيام محدودة قد لا تتجاوز أربعة أيام. وفي هذا دليل على أن في الإنسان طاقةً هائلةً مخزونةً، لو استثارها لآتت أكلها ضعفين أو أكثر.
وهذا درس عظيم يبعث المسلم إلى أن يعتاد اغتنام الأوقات، وأن يحرص على ألا يضيع منها شيء في غير فائدة.
9- انبعاث عبودية الشكر: فالحاج يرى المرضى، والمعاقين، والعميان، ومقطعي الأطراف، وهو يتقلب في أثواب الصحة والعافية؛ فينبعث بذلك إلى شكر الله – تعالى- على نعمة العافية.
ويرى ازدحام الحجيج، وافتراشهم الأرض، وربما لا يستطيع الحاج أن يجد مكاناً يجلس فيه، فيتذكر نعمة المساكن الفسيحة التي يسكن فيها، فينبعث إلى شكر الله على ذلك.
ويرى الفقراء والمعوزين الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم، فينبعث إلى شكر الله على نعمة المال والغنى. ويرى نعمة ربه عليه أن يسّر له الحج , الذي تتشوق إليه نفوس الكثيرين من المسلمين ولكنهم لايستطيعون إليه سبيلاً؛ فيشكر الله – عز وجل – أن يسر له الحج وأعانه على أداء مناسكه.
بل ويرى نعمة ربه عليه أن جعله من المسلمين، فينبعث إلى شكر نعمة الإسلام، ويعض عليها بالنواجذ، ويثني بالخناصر، لأن نعمة الإسلام لا تعدلها نعمة البتة. وهكذا تقوم عبودية الشكر في الحج، فيكون الحاج من الشاكرين، وإذا كان كذلك درَّت نِعَمُهُ وقَرَّت، فالشكر قيد النعم الموجودة، وصيد النعم المفقودة.
10- تذكر الآخرة: فإذا رأى الحاج ازدحام الناس، ورأى بعضهم يموج في بعض، وهم في صعيد واحد، وبلباس واحد، وقد حسروا عن رؤوسهم، وتجردوا من ثيابهم، ولبسوا الأردية والأزر، وتجردوا من ملذات الدنيا، ومتعها، تذكر يوم حشره على ربه؛ فيبعثه ذلك إلى الاستعداد للآخرة، ويقوده إلى استصغار متاع الحياة الدنيا، ويرفعه عن الاستغراق فيها، ويكبر بِهِمَّتِه عن جعلها قبلة يولي وجهه شطرها حيثما كان.
11- اعتياد مراغمة الشيطان: فالشيطان عدو للإنسان مبين، ولقد حذرنا الله من الشيطان، وأمرنا بأن نتخذه عدواً، وبألا نتبع خطواته.
فمراغمة الشيطان مرضاة للرب – جلا وعلا -.
وهذا الأمر يتجلى في الحج، وأعظم ما يتجلى في رمي الجمار، فالحجاج لا يرمون الشيطان، وليس الشيطان بواقف لهم يرجمونه, وإنما يرجمون المواقف التي وقف فيها الشيطان لأبيهم إبراهيم، فَرَجَمَه الخليل – عليه السلام – فهم يرجمونه لا لمجرد التكرار، وإنما للانتفاع والاعتبار، فعليهم أن يتأملوا كيف عرف أبوهم إبراهيم أن الذي وقف له ليصده عن تنفيذ أمر ربه أنه شيطان، حيث تمثل له ثلاث مرات؛ ليثنيه عن ذبح ابنه، فرجمه إبراهيم ثلاث مرات كل مرة بسبع حصيات، وقال له: ليس لك عندي إلا الرجم، فخنس وخسأ، وخاب ظنه، ونكص على عقبيه.
فأولوا الألباب يعتبرون بهذا الرجم، ويأخذون منه دروساً وعبراً؛ إذ يعاملون كل شيطان من شياطين الجن والإنس، ممن يريدون صرفهم عن طاعة ربهم بالرجم المعنوي الذي هو بُغْضُ مَن صد عن سبيل الله – تعالى – وعصيانه ومراغمته، والابتعاد عنه، والاستعاذة بالله منه. فيعرفون أن كل من حاول صدهم عن طاعة ربهم، أو فتنهم في دينهم أنه شيطان مهما لبس من لبوس، ومهما أظهر من مودة وتصنع.
أيها الحاج الكريم! ما أكثر دروس الحج، وما أعظم بركاته، فليكن لك من ذلك أوفر الحظ والنصيب؛ لتفوز بسعادة الدارين، ولتكون من حزب الله المفلحين، ومن أوليائه المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

الذكر في الحج عظيم، ومنزلته عالية في الدين، فما تقرب المتقربون بمثله، ولا شرعت العبادات إلا لأجله.
قال الله – تعالى -:"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" [البقرة: 152] وقال:" فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي" [طه: 14].
فما أجلَّ فوائد الذكر، وما أعظم عوائده، وما أشد حاجة العباد إليه.
وهذه العبادة العظيمة تظهر غاية الظهور في الحج؛ ذلك أن الذكر هو المقصود الأعظم للحج، فما شرع الطواف بالبيت العتيق، ولا السعي بين الصفا والمروة، ولا رمي الجمار وإراقة الدماء إلا لإقامة ذكر الله – عز وجل -.
قال – تبارك وتعالى -:" لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً (200) [ البقرة ].
وقال – عز وجل -:" وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ" [البقرة: 203].
وقال: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ" [الحج: 27-28].
وقال: " لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ" [الحج: 37].
وهكذا يتجلى شأن الذكر في الحج، ويستبين عظم منزلته ورفيع مكانته.
ثم إن الله – عز وجل – أثنى على الذاكرين له، وأمر بالإكثار من ذكره، لشدة الحاجة إلى الذكر، وعدم استغناء العبد عنه طرفة عين، فأي لحظة خلا فيها العبد عن ذكر الله كانت عليه لا له، وكانت خسارته أعظم مما ربح في غفلته عن الله.
قال – عز وجل -:" وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ" [الأحزاب: 35].
وقال:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً (42) [الأحزاب]
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جُمْدان فقال:" سيروا هذا جمدان، سبق المفرودن" قيل: وما المفردون؟ قال:" الذاكرون الله كثيراً والذاكرات" .
فحري بالحاج أن يعمر وقته بذكر الله – عز وجل – وأن يكثر منه في سائر أحواله، سواء كان في طريقه إلى الحج، أو كان في حال إحرامه، أو كان في الطواف، أو السعي، أو كان في عرفة، أو المزدلفة، أو في رمي الجمار، أو كان يسير في شعاب مكة، أو كان في فراشه، أو كان جالساً، أو راكباً، أو خالياً، أو يسير في زحام؛ ليحقق العبودية بإقامة ذكر الله، وليستعين بالذكر على أداء النسك، فإن الذكر من أعظم ما يعين على القوة وبعث النشا.

من فضائل الذكر:
ومما يعين على الإكثار من ذكر الله أن يستحضر الإنسان فضائل الذكر، وثمراته العديدة، وفوائده المتنوعة، وقد مضى شيء من ذلك، وفيما يلي نبذة من تلك الفضائل والثمرات والفوائد المترتبة على الذكر على سبيل الإجمال:
1- الذكر يطرد الشيطان
2- يرضي الرحمن.
3- يزيل الهم والغم.
4- يجلب البسط والسرور.
5- ينور الوجه.
6- يجلب الرزق.
7- يورث محبه الله للعبد.
8- يورث محبة العبد لله وربه.
9- يحط السيئات.
10- ينفع صاحبه عند الشدائد.
11- سبب لتنزّل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة.
12- أن فيه شغلاً عن القيل والقال, والغيبة والنميمة، والفحش من القول.
13- يؤمن من الحسرة يوم القيامة.
14- أنه مع البكاء من خشية الله في الخلوة سبب لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه – عز وجل -.
15- الذكر أمان من النفاق.
16- أمان من نسيان الله.
17- أنه أيسر العبادات.
18- أنه أقلها كلفة.
19- يعدل عتق الرقاب.
20- يُرتَّبُ عليه من الجزاء ما لا يرتب على غيره.
21- أنه غراس الجنة.
22- أنه يغني القلب ويسد حاجته وفاقته.
23- يجمع على القلب ما تفرق من إراداته وعزومه.
24- يفرق عليه ما اجتمع من الهموم، والغموم، والأحزان، والأنكاد، والحسرات، وما اجتمع على حربه من جند الشيطان.
25- يقرب من الآخرة.
26- يباعد من الدنيا.
27- يذيب قسوة القلب.
28- يوجب صلاة الله وملائكته.
29- الذكر رأس الشكر، فما شكر الله من لم يذكره.
30- أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطباً من ذكر الله.
31- أن الله يباهي بالذاكر ملائكته.
32- الذكر يسهل الصعاب.
33- يخفف المشاق.
34- ييسر الأمور.
35- يجلب بركة الوقت.
36- للذكر تأثير عجيب في حصول الأمن، فليس للخائف الذي اشتد خوفه أنفع من الذكر.
37- الذكر سبب للنصر على الأعداء.
38- سبب لقوة القلب.
39- الجبال والقفار تباهي وتبشر بمن يذكر الله عليها.
40- أن دوام الذكر في الطريق والبيت، والحضر، والسفر، والبقاع تكثير لشهود العبد يوم القيامة.
41- للذكر من بين الأعمال لذةٌ لا تعد لها لذة.

أفضل الذكر:
أفضل الذكر: لا إله إلا الله، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر.
فهذه الكلمات أفضل الكلام بعد القرآن، وهي من القرآن.
ومن الأذكار العظيمة: الاستغفار، والصلاة والسلام على النبي – صلى الله عليه وسلم -.
ومنها: سبحان الله وبحمده، فمن قالها في اليوم مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.
ومن الأذكار العظيمة: سبحان وبحمده، وسبحان الله العظيم، فهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان للرحمن.
ومن الأذكار العظيمة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فمن قالها في اليوم عشر مرات؛ فكأنما أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، ومن قالها مائة مرة فكأنما أعتق عشرة أنفس، وكتبت له مائة حسنة، وحطت عنه مائة خطيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك.
وأما أعظم الأذكار في الحج فهو التلبية؛ فهي عنوان الحج، وشعار الحاج كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:" الحجُّ: العجُّ والثجُّ" رواه الترمذي وابن ماجه.
فالعج التكبير والتلبية، والثج الذبح.
ومن الأذكار العظيمة: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فهي كنز من كنوز الجنة، ولها تأثير عجيب في حمل الأثقال، ومكابدة الأهوال، ونيل رفيع الأحوال.
وخلاصة القول: فإن الذكر مقصود العبادة الأعظم، وإن بركاته وفوائده تحصل بالمداومة عليه، والإكثار منه، واستحضار ما يقال فيه، وبالمحافظة على أذكار طرفي النهار، والأذكار المطلقة، والمقيدة، وبالحذر من الابتداع فيه، ومخالفة المشروع.
أعاننا الله على ذكره، وشكره، وحسن عبادته.

" فضل الدعاء"
الدعاء نعمة كبرى، ومنحة جلَّى، جاد بها ربُنا – جل وعلا – حيث أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة والإثابة، فشأن الدعاء عظيم، ومنزلته عالية في الدين، فما اسْتُجْلِبت النعم بمثله، ولا استُدفعت النقم بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه.
وهذا هو رأس الأمر، وأصل الدين.
والدعاء عبادة لله، وتوكل عليه، والدعاء – أيضاً – محبوب لله، وأكرم شيء عليه – عز وجل -.
والدعاء سبب عظيم لانشراح الصدر، وتفريج الهم، ودفع غضب الله.
والدعاء مفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، وأمان الخائفين.
والدعاء سبب لدفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله. ثم إن ثمرة الدعاء مضمونةٌ؛ إذا أتى الداعي بشرائط الدعاء وآدابه، فإما أن تعجَّل له الدعوة، وإما أن يُدفع عنه من السوء مثلها، وإما أن تُدخر له في الآخرة.
فما أشد حاجةَ العباد إلى الدعاء، بل ما أعظمَ ضرورتهم إليه.
"مظان إجابة الدعاء في الحج":
هذا وإن الحج فرصة عظيمة؛ للإكثار من الدعاء والإلحاح على الله فيه، ذلك أن مظانَّ إجابة الدعاء في الحج كثيرة متوافرة؛ فالأوقات، والأماكن، والأحوال، والأوضاع التي يستجاب فيها الدعاء – تتوافر في الحج أكثر مما تتوافر في غيره، فمن تلك المظانِّ التي ترجى فيها إجابة الدعاء في الحج ما يلي:
1- أن الحاج مسافر: والمسافر مستجاب الدعاء، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده) رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، وصححه الألباني.
2- أن الحاج مستجاب الدعوة: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعاطاهم) رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
3- في الحج يشتد الإخلاص: وذلك من أعظم أسباب الإجابة كما في قصة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة، كما في صحيح البخاري، فكان إخلاصهم لله أعظم سبب لنجاحهم.
4- في الحج مواضع عديدة يشرع فيها الدعاء، وترجي الإجابة: فمن ذلك ما يلي:
أ- الدعاء عند الصفا: لما جاء في صحيح مسلم من الحديث الطويل في صفة حجة النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي رواه جابر، وفيه: (فبدأ بالصفا، فَرقىَ حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد الله، وكبَّره، وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات) .
ب- الدعاء عند المروة للحديث السابق، وفيه (ثم نزل المروة، حتى إذا انصبَّت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صَعِدتا مشى، حتى إذا أتى المروة ففعل على المروة كما فعل في الصفا) .
ج- الدعاء يوم عرفة: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له) رواه مالك، والترمذي، وحسنه الألباني.
د- الدعاء عند المشعر الحرام: كما جاء في حديث جابر الطويل، وفيه: (ثم ركب القصواء حتى إذا أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه، وكبره، وهلله، ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً) .
هـ- الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى: لما جاء في صحيح البخاري أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -" كان إذا رمى الجمرة التي تلي مسجد منى يرميها بسبع حصيات، ثم يكبر كلما رمى بحصاة، ثم تقدم أمامها فوقف مستقبل القبلة، رافعاً يديه يدعو، وكان يطيل الوقوف) .
و- الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى: للحديث السابق، وفيه: (ثم يأتي الجمرة الثانية فيرميها بسبع حصيات يكبر كلما رمى بحصاة، ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي، فيقف مستقبل القبلة رافعاً يديه يدعو، ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصيات، يكبر عند كل حصاة ثم ينصرف، ولا يقف عندها) .
ز- الدعاء عن شرب ماء زمزم قال – صلى الله عليه وسلم -: (ماء زمزم لما شرب له) أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
"مظان أخرى لإجابة الدعاء":
هذا وإن هناك مواضع وأحوالاً يشرع فيها الدعاء، وترجى الإجابة غير ما ذُكر، ويشترك فيها الحاج وغيره. ومن ذلك على سبيل الإجمال: الدعاء في جوف الليل ووقت السحر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول الغيث، وفي السجود، وعقب الوضوء وبعد الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – في التشهد الأخير.
ومن ذلك: الدعاء عند رقة القلب، ودعاء المضطر، ودعاء المظلوم، ودعاء الوالد لولده، وعلى ولده، ودعاء الولد الصالح لوالده.
ومن ذلك عند الدعاء بـ" لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".
وفي حالة المصيبة عند الدعاء بـ" إِنَّا لله وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها".
شروط الدعاء: أيها الحاج الكريم! ومما يجب حال الدعاء ما يلي:
1- أن تكون عالماً بأن الله وحده هو القادر على إجابة الدعاء.
2- ألا تدعو مع الله أحداً غيره، لأن دعاء غير الله شرك بالله – عز وجل -.
3- أن تتوسل إلى الله بالتوسلات المشروعة كأن تسأل الله – عز وجل – بأسمائه الحسنى، أو أن تدعو بصالح عملك أو غير ذلك من التوسلات المشروعة.
4- أن تتجنب التوسلات الشركية كدعاء غير الله، وأن تتجنب التوسلات البدعية، كالتوسل بجاه النبي – صلى الله عليه وسلم -.
5- أن تتجنب الاستعجال.
6- وأن تكون حسن الظن بالله.
7- وأن تكون حاضر القلب.
8- مطيباً لمطعمك.
9- متجنباً الاعتداء في الدعاء.
"آداب الدعاء":
ومما يحسن بك أيها الحاج أن تأتي بآداب الدعاء، كي يكون دعاؤك كاملاً، فمن تلك الآداب ما يلي:
1- الثناء على الله قبل الدعاء والصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم -.
2- الإقرار بالذنب.
3- إظهار الفاقة والفقر.
4- التضرع والخشوع.
5- الرغبة والرهبة.
6- الإلحاح بالدعاء.
7- تجنب الدعاء على الأهل والمال والنفس.
8- استقبال القبلة.
9- الدعاء ثلاثاً.
10- رفع الأيدي.
11- اختيار الجوامع من الدعاء.
12- خفض الصوت، والإسرار بالدعاء إلا أن يكون خلف الداعي أناس يؤمنون.
13- ألا تحجر رحمة الله.
14- أن تدعو لإخوانك المسلمين.
15- أن تسأل الله كل صغيرة وكبيرة
"نماذج لأدعية من الكتاب والسنة":
ومما يحسن بك أيها الحاج حال الدعاء: أن تدعو بالأدعية المشروعة من الكتاب والسنة؛ لما فيها من الخير، والاتباع، والبركة، والسلامة من الخطأ، والاعتداء.
أدعية قرآنية:
1- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
2- رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".
3- رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات.
4- رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ.
5- رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.
6- لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
7- قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي.
8- رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
9- رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
10- رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.
11- رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ.
12- رَبِّ زِدْنِي عِلْماً.
13- رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.
14- رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً.
15- رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".
"أدعية نبوية":
1- اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف والغنى.
2- يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
3- رب اغفر لي ذنبي كله دِقَّه وجِلَّه، أوله وآخره، سره وعلانيته.
4- اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفُجَاءة نقمتك وجميع سخطك.
5- اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات.
6- اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.
أيها الحاج الكريم! إذا كانت هذه هي حالك مع الدعاء فحريٌّ أن يستجاب لك " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" [غافر: من الآية60].
ولقد أحسن من قال:
وَإِنِّي لأَدْعُو الله وَالأَمْرُ ضَيِّقٌ
عَلَيَّ فَمَا يَنْفكّ ُأَنْ يَتَفَرَّجَا
ورُبَّ فَتَى ضَاقَتْ عليه وُجُوهُه
أَصَاب لَه في دعوَة اللهِ مَخْرَجا
وأخيراً أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يتقبل من المسلمين حجهم، وصالح أعمالهم، وأن يجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

العيد مظهرٌ من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حِكَمٍ عظيمة، ومعانٍ جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأممُ في شتى أعيادها.
* فالعيد في معناه الديني: شكرٌ لله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب؛ ولكنها تعتلجُ في سرائره رضاً واطمئناناً، وتنبلج في علانيته فرحاً وابتهاجاً، وتُسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس والطلاقة، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة.
* والعيد في معناه الإنساني: يومٌ تلتقي فيه قوةُ الغنيِّ، وضعفُ الفقير على محبةٍ ورحمةٍ وعدالةٍ من وحي السماء، عُنْوانُها الزكاةُ، والإحسانُ، والتَّوسعةُ.
يتجلى العيدُ على الغني المُتْرَف: فينسى تُعَلُّقَه بالمال، وينزل من عليائهِ متواضعاً للحقِّ وللخلق، ويذكرُ أن كلَّ مَنْ حوله إخوانُه وأعوانهُ؛ فيمحو إساءَة عامٍ، بإحسان يومٍ.
* ويتجلى العيد على الفقير المُتْرَب: فيطرح همومَه، ويسمو من أفق كانت تصوره له أحلامهُ، وينسى مكارهَ العام ومتاعِبَه، وتمحو بشاشةُ العيد آثارَ الحقد والتبرّم من نفسه، وتنهزمُ لديه دواعي اليأسِ على حين تنتصر بواعثُ الرجاء.
والعيد في معناه النفسي: حدٌ فاصلٌ بين تقييدٍ تخضع له النفسُ، وتَسكُنُ إليه الجوارحُ، وبين انطلاقٍ تنفتح له اللهواتُ، وتتنبَّه له الشهوات.
والعيد في معناه الزمني: قطعةٌ من الزمن؛ خُصِّصَت لنسيان الهموم، واطِّراح الكُلَف، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة.
والعيد في معناه الاجتماعي يومُ الأطفالِ يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراءِ يلقاهم باليسر والسعة، ويومُ الأرحامِ يجمعها على البر والصلة، ويومُ المسلمينَ يجمعهم على التسامح والتزاور، ويومُ الأصدقاءِ يجدد فيهم أواصرَ الحب، ودواعي القرب، ويومُ النفوس الكريمة تتناسى أضغانها؛ فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتاصفح بعد انقباض.
وفي هذا كله: تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب، والوفاء، والإخاء.
وفيه أروعُ ما يُضْفي على القلوب من الأنس، وعلى النفوس من البهجة، وعلى الأجسام من الراحة.
وفيه من المغزى الاجتماعي – أيضاً – تذكيرٌ لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين؛ حتى تشمل الفرحةُ بالعيد كلَّ بيتٍ، وتعمَّ النعمةُ كلَّ أسرة.
وإلى هذا ا لمعنى الاجتماعي: يرمُزُ تشريعُ صدقةِ الفِطْر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى؛ فإن في تقديم ذلك قبل العيد، أو في أيّامه إطلاقاً للأيدي الخيّرة في مجال الخير؛ فلا تشرق شمسُ العيدِ إلا والبسمةُ تعلو كلَّ شفاهٍ، والبهجةُ تغمرُ كلَّ قلبٍ.
* في العيد: يَسْتَروِحُ الأشقياءُ ريحَ السعادةِ، ويتنفّسُ المختنقون في جوٍّ من السَعة، وفيه يذوق المُعْدَمون طيبات الرزق، ويتَنَعَّم الواجدون بأطايبه.
* في العيد: تُسلسُ النفوسُ الجامحةُ قيادَها إلى الخير، وتَهُشُّ النفوسُ الكزَّةُ إلى الإحسان.
* في العيد: أحكامٌ تَقْمَعُ الهوى، من ورائها حِكَمٌ تُغَذِّي العقل، ومن تحتها أسرارٌ تُصَفِّي النفس، ومن بين يديها ذكرياتٌ تُثمر التأسِّي في الحق والخير، وفي طيِّها عِبَرٌ تُجلِّي الحقائق، وموازينُ تقيم العدل بين الأصناف المتفاوتة بين البشر، ومقاصدُ سديدةٌ في حفظ الوَحْدة، وإصلاح الشأن، ودروسٌ تطبيقيةٌ عالية في التضحية، والإيثار، والمحبة.
* في العيد: تظهر فضيلةُ الإخلاص مُستَعْلِنَةً للجميع، ويُهْدي الناسُ بعضُهم إلى بعض هدايا القلوبِ المٌخلصَةِ المُحبِّة، وكأنما العيد روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها.
* في العيد: تَتَّسِعُ روحُ الجوارِ وتمتد، حتى يرجعَ البلدُ العظيم وكأنه لأهله دارٌ واحدة يتحقق فيها الإخاءُ بمعناه العملي.
* في العيد: تنطلق السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها.
* العيد في الإسلام: سكينةٌ ووقارٌ، وتعظيمٌ للواحد القهار، وبعدٌ عن أسباب الهلكة ودخول النار.
والعيد مع ذلك كله: ميدان استباق إلى الخيرات، ومجال منافسة في المَكْرُمَات.
ومما يدل على عظم شأن العيد أن الإسلام قرن كلَّ واحدٍ من عيدية العظيمين؛ بشعيرة من شعائره العامة التي لها جلالهُا الخطير في الروحانيات، ولها خَطَرُها الجليل في الاجتماعيات، ولها ريحُها الهابَّةُ بالخير، والإحسان، والبر، والرحمة، ولها أثرها العميق في التربية الفردية والجماعية، التي لا تكون الأمةُ صالحةً للوجود، نافعةً في الوجود – إلا بها.
هاتان الشعيرتان هما شهر رمضان؛ الذي جاء عيدُ الفطر مِسْكَ ختامِه، وكلمةَ الشكر على تمامه، والحجُّ؛ الذي كان عيدُ الأضحى بعضَ أيامه، والظَّرْفَ المُوعِي لمعظم أحكامه.
فهذا الربط الإلهي بين العيدين، وبين هاتين الشعيرتين كافٍ في الحكم عليهما، وكاشفٌ عن وجه الحقيقة فيهما، وأنهما عيدان دِينيَّان بكل ما شُرع فيهما من سنن، بل حتى ما نَدب إليه الدينُ فيهما من أمورٍ ظاهرُها أنها دنيوية كالتجمّل، والتحلِّي، والتطيُّب، والتوسعة على العيال، وإِلطاف الضيوف، والمرح، واختيار المناعم والأطايب، واللهو مما لا يخرج إلى حدِّ السرف، والتَّغالي، والتفاخر المذموم؛ فهذه الأمور المباحة داخلة في الطاعات إذا حسُنت النية؛ فمن محاسن الإسلام أن المباحات إذا حسُنت فيها النيةُ، وأُريدَ بها تَحَقُّقُ حِكمةِ الله، أو شُكر نعمته – انقلبت قربات؛ كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -"حتى اللقمة تضعها في في امرأتك"
كلا طرفي العيد: في معناه الإسلامي جمالٌ، وجلالٌ، وتمامٌ وكمالٌ، وربطٌ واتصالٌ، وبشاشةٌ تخالط القلوب، واطمئنانٌ يلازم الجنوب، وبسط وانشراح، وهجر للهموم واطَّراح، وكأنه شبابٌ وخَطَتْهُ النُّضْرةُ، أو غُصْنٌ عاوده الربيع؛ فوخَزَتْهُ الخُضْرَةُ.
وليس السرُّ في العيد: يومَهُ الذي يبتدئُ بطلوع الشمس وينتهي بغروبها، وإنما السرُّ فيما يَعْمُرُ ذلك اليومَ من أعمال، وما يَغْمُرُه من إحسان وأفضال، وما يغشى النفوسَ المستعدَّةَ للخير فيه من سموَّ وكمال؛ فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في العيد, لا اليومُ نفسُهُ.
هذه بعض معاني العيد: كما نفهمها من الإسلام، وكما يحقِّقُها المسلمون الصادقون؛ فأين نحن اليوم من هذه الأعياد؟ وأين هذه الأعياد منا؟ وما نصيبنا من هذه المعاني؟ وأين آثار العبادةِ من آثار العادة في أعيادنا؟
إن مما يُؤسَف عليه أن بعض المسلمين جَرَّدوا هذه الأعياد من حِليتها الدينية، وعَطلّوها عن معانيها الروحية الفوارة التي كانت تفيض على النفوس بالبهجة، مع تَجَهُّم الأحداث، وبالبشر مع شدة الأحوال؛ فأصبح بعض المسلمين – وإن شئت فقل: كثير منهم – يَلْقَون أعيادهم بهمم فاترة، وحسٍّ بليد، وشعور بارد، وأسَرِّةٍ عابسة، حتى لكأنَّ العيد عملية تجارية تَتْبَعُ الخِصبَ والجَدَّ، وتتأثر بالعسر واليسر، والنَّفاق والكساد، لا صبغة روحيَّة تؤثِّر ولا تتأثَّر.
ولئن كان من حق العيد أن نَبْهَج به ونفرح، وكان من حقِّنا أن نتبادل به التهاني، ونطّرح الهموم، ونتهادى البشائر – فإن حقوقَ إخواننا المشردين المعذبين شرقاً وغرباً تتقاضى أن نحزن لمحنتهم ونغتم، ونُعْنَى بقضاياهم ونهتم؛ فالمجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذي تسمو أخلاقه في العيد، إلى أرفع ذروة، ويمتد شعوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حين يبدو في العيد متماسكاً متعاوناً متراحماً، حتى لَيَخْفِقُ فيه كل قلب بالحب، والبر، والرحمة، ويذكر فيه أبناؤه مصائب إخوانهم في الأقطار حين تنزل بهم الكوارث والنكبات.
ولا يراد من ذلك تَذْراف الدموع، ولبس ثياب الحداد في العيد، ولا يراد منه – أيضاً – أن يعتكف الإنسان المرزوء بفقد حبيب أو قريب، ولا أن يمتنع عن الطعام، كما يفعل الصائم.
وإنما يراد من ذلك أن تظهر أعيادُنا بمظهر الأمة الواعية، التي تلزم الاعتدال في سرَّائها وضرَّائها؛ فلا يَحُوْلُ احتفاؤها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فريقٌ من أبنائها.
ويراد من ذلك أن نقتصد في مرحنا وإنفاقنا؛ لنوفِّر من ذلك ما تحتاج إليه أمتنا في صراعها المرير الدامي.
ويراد من ذلك – أيضاً – أن نشعر بالإخاء قوياً في أيام العيد؛ فيبدو علينا في أحاديثنا عن نكبات إخواننا وجهادهم ما يقوي العزائم، ويشحذ الهمم، ويبسط الأيدي بالبذل، ويطلق الألسنة بالدعاء – فهذا هو الحزن المجدي، الذي يُترجَم إلى عمل واقعي.
* أيها المسلم المستبشر بالعيد، لا شك أنك تستعد أو قد استعددت للعيد أباً كنت، أو أمّاً، أو شاباً، أو فتاةًَ، ولا ريب أنك قد أخذت أُهْبَتَك لكل ما يستلزمه العيد من لباس، وطعام ونحوه؛ فأضف إلى ذلك استعداداً تنالُ به شُكوراً، وتزداد به صحيفتُك نوراً، استعداداً هو أكرم عند الله، وأجدر في نظر الأُخوَّة والمروءة.
ألا وهو استعدادك للتفريج عن كربة من حولك من البؤساء والمعدَمِين، من جيران، أو أقربين أو نحوهم؛ فتِّشْ عن هؤلاء، وسَلْ عن حاجاتهم، وبادر في إدخال السرور إلى قلوبهم.
وإن لم يُسْعِدْكَ المال؛ فلا أقل من أن يسعدَك المقالُ بالكلمة الطيبة، والابتسامة الحانية، والخفقة الطاهرة.
* وتذكَّر صبيحةَ العيد، وأنت تقبل على والديك، وتأنس بزوجك، وإخوانك وأولادك، وأحبابك، وأقربائك؛ فيجتمع الشمل على الطعام اللذيذ، والشراب الطيب، تذكَّر يتامى لا يجدون في تلك الصبيحة حنانَ الأب، وأيامى قد فقدن ابتسامةَ الزوج، وآباءً وأمهاتٍ حُرموا أولادهم، وجموعاً كاثرة من إخوانك شردهم الطغيان، ومزقهم كلَّ ممزق؛ فإذا هم بالعيد يشرقون بالدمع، ويكتوون بالنار، ويفقدون طعم الراحة والاستقرار.
*وتذكر في العيد وأنت تأوي إلى ظلك الظليل، ومنزلك الواسع، وفراشك الوثير تذكَّر إخواناً لك يفترشون الغبراء، ويلتحفون الخضراء، ويتضورون في العراء.
* واستحضر أنك حين تأسو جراحهم، وتسعى لسدِّ حاجتهم أنك إنما تسدّ حاجتك، وتأسو جراحك "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"، " وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ"، و" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ"، و" من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، "ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" و" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
وإليك أيها القارئ الكريم! هذه الكلمات حول العيد، وقد رَقَمَتْها يراعةُ الإمام الأديب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي – يرحمه الله -.
وهذه الكلمات مبثوثة في صفحات متفرقة, وأجزاء مختلفة من كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) . وقد أحببت أن يقف القارئُ على تلك الكلمات؛ لما فيها من الحديث عن العيد، ومعانيه، وعن حال الأمة الإسلامية في العيد، ومع العيد حتى لكأنه يتحدث عن حال المسلمين اليوم، مع أنه قد كتب تلك المقالات منذ ما يزيد على خمسين عاماً.
وسيلاحظ القارئ في هذه الكلمات روعةَ البيان، والغيرةَ الصادقة، والسَبْر، والتحليل، والمتابعة الدقيقة، والنظرة الفاحصة لأحوال المسلمين، والأسى العميق الذي كان يعتلج في قلب الكاتب، بسبب ما آلت إليه أحوال المسلمين، فمما قاله – رحمه الله – في عيد الأضحى: (إن تفاخرت الأيام ذوات الشِّيات والمياسم، والمواكب والمواسم؛ فيومُك الأغرُّ المُشَهَّرُ، وإن أتت الأيام بمن لهم فيها ذكر الرجال، وبمن شرفها بنسبة من الأبطال جئت بإبراهيم، وإبراهيمُ آدم النُّبُوَّة بعد آدم البُنُوَّة، وبإسماعيل سامِكُ البَنِيَّةِ ( ) القوراء، وعامر الحَنِيَّةِ ( ) القفراء، رمز التضحية والفداء، وناسل العديد الطيب من النجيبات والنجباء.
وبمحمدٍ لَبِنَةِ التمام، ومسك الختام، ورسول السلام وكفى، وإن جاءت الأيام بما أُثِر فيها من رموز، ونُثِر فيها من كنوز جئت بالشعائر المأثورة، والنذر المنذورة، وجئت بالهدي يتهادى، والبُدْنِ تَتَعَادى، وجئت بالفدية والكفارة، والتجرد والطهارة، وجئت بالأضحية والقربان، رموز طواها الإسلام في الشعائر المضافة إليك، ووكل لتصاريف الأيام شَرْحَهَا، وقد شَرَحَتْ، وَأَوْضَحَتْ، وأين من يعقل؟ أو أين من يعي؟ يا عيد! بأية حال عدت؟ وهذه فلسطين التي عَظَّمَتْ حُرُمَاتِك ثلاثة عشر قرناً ونصف قرن، وتأرَّج ثراها بالأثر العاطر من إسراء محمد، وتَضَمَّخَ بدماء الشهداء من أصحابه، واطمأنت من أول يوم قلوبُ أبنائها بهدي القرآن، وجنوبُهم بعدل عمر – تُسامُ الدون، وتقاسي عذاب الهون، قد اجتمع على اهتضامها عُتُو الأقوياء، وكيد الضعفاء، يريدون أن يمحوا معالمك منها، ويحسروا ظِلال الإسلام عنها، طرقت حماها غارةٌ شعواءُ من الشهوات والأهواء، يحميها الحديد, وينافح عنها الذهب, وغَمَرَتْها قطعان من ذؤبان البشر، وشراذم من عباد المال، يريدون أن يحققوا فيها حُلْماً غلطوا في تفسيره، وأن ينصبوا فيها مسيحاً دجالاً، بعد أن كذَّبوا المسيح الصادق، وأن ينتقموا من المسلمين، بعد أن عجزوا من الانتقام من بابل ويونان، وفارس، والرومان، وروسيا والألمان، وإيطاليا والأسبان، وأن يرثوها بدون استحقاق، ويجعلوا من بني إسماعيل خَوَلاً ( ) لبني إسحاق ( ) ) .
ثم انتقل – رحمه الله – إلى الحديث عن مواقع أخرى من العالم الإسلامي، فقال: (وهذا الشمال ( ) قد أصبح أهله كأصحاب الشِّمال في سموم من الاستعمار وحميم، وظلٍّ من يحموم, لا بارد ولا كريم، أفسد الاستعمار أخلاقَهم، ووهَّن عزائمهم، وفرَّق بين أجزائهم؛ لئلا يجتمعوا، وقطع الصلة بينهم وبين ماضيهم؛ لئلا يذَّكروا، وضرب بينهم وبين العلم بسور له باب، ومكَّن فيهم الضعف والانحلال؛ بما زيَّن لهم من سوء الأعمال، وبما غزا به نفوسهم وعواطفهم من أفكار ومغريات. وهذه تركيا ذات السلف الصالح في رَفْع منارِك ( )،وإقامة شعارك – واقفَةٌ على صراطٍ أدق من السيف، واقعه بين دبٍّ عارمٍ يترقب الفرصة لازدرادها، وبين محتالٍ بارع يمد الشباك لاصطيادها، ويطوي في العمل لتحريرها نية استعبادها، ويداويها من المرض الأحمر بالداء الأصفر.
وهذا الهند الإسلامي، لا يكاد يظفر بالأمنية التي سلخ في انتظارها القرون، وبذل في تحصيلها الجهود؛ ليستعيد تراث الإسلام الذي أثَّله المهلب، والثقفي ( ) حتى تعاجله الدسائس، والفتن، حتى ليوشك أن يرجع إلى العبودية طائعاً مختاراً، فيسجل على نفسه عار الدهر وخزي الأبد ( ) ) .
إلى أن قال – رحمه الله – متحدثاً عن تلاعب مجلس الأمن، وهيئة الأمم، والمصير الذي ينتظر العالم في ظل الهيمنة الغربية: (وهذا العالم كلُّه مُسَيَّرٌ إلى غاية مشؤومة، متوقع لضربه قاضية تنسي الماضية، وهو يستنزل الغيث من غير مَصَبِّه، ويستروح ريح الرحمة من غير مَهَبِّة، ويتعلل بالعلالات الواهية من جمعية لم تجمع مُتَفَرِّقاً من هوىً، ولم تزجر عادياً من عدوان إلى مجلس أمن لم يُؤَمِّن خائفاً، ولم ينصر مظلوماً، وإنما هو كُرة بين لاعبينِ: أحدهما يستهوي بالفكرة، والآخرة يستغوي بالمال، وويل للعالم إذا نفد النفاق، واصطدمت قوة الفِكْر بقوة الذهب) ( ) .
ثم يختم – رحمه الله – كلمته متحدثاً على لسان العيد فيقول: (أما والله لو ملكتَ النطقَ يا عيدُ لأقسمتَ بالله، ولقلتَ لهذه الجموع المهيضة الهضيمة من أتباع محمد يا قوم: ما أخلف العيد، وما أخلفتم من ربكم المواعيد، ولكنكم أخلفتم، وأسلفتم الشر؛ فجزيتم بما أسلفتم "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً" [النور: 55].
فلو أنكم آمنتم حق الإيمان، وعملتم الصالحات التي جاء بها القرآن، ومنها جمع الكلمة، وإعداد القوة، ومحو التنازع من بينكم، لأنجز الله لكم وعده، وجعلكم خلائف الأرض، ولكنكم تنازعتم ففشلتم، وذهبت ريحكم، وما ظلمكم الله، ولكن ظلمتم أنفسكم.
أيها المسلمون: عيدكم مبارك إذا أردتم، سعيد إذا استعددتم، لا تظنوا أن الدعاء وحده يرد الاعتداء؛ إن مادة: دعا يدعو لا تنسخ مادة: عدا يعدو، وإنما ينسخها أعَدَّ يُعِدُّ، واستعدَّ يستعدُّ، فأعدوا، واستعدوا تزدهر أعيادكم، وتظهر أمجادكم) ( )
وقال – رحمه الله – في موضع آخر في مقالة بعنوان: (من وحي العيد عيد) .
(يا عيد كنا نلتقي فيك على مُلك اتَّطدت أركانه، وعلى عِزَّة تمكنت أسبابها، وعلى حياة تجمع الشرف والترف، وتأخذ من كل طريفة بطرف، وعلى جِدًّ لا ينزل الهزل بساحته، واطمئنان لا يُلِمٌّ النصب براحته؛ فأصبحنا نلتقي فيك على الآلام والشجون، فإن أنسانا هما التعود فعلى اللهو والمجون) ( ) .
إلى أن قال: (يا عيد إن لقيناك اليوم بالاكتئاب؛ فتلك نتيجة الاكتساب، ولا والله ما كانت الأزمنة، ولا الأمكنة يوماً ما جمالاً لأهلها، ولكن أهلها هم الذين يُجَمِّلونها ويُكَمِّلونها، وأنت يا عيد ما كنت في يوم جمالاً لحياتنا، ولا نضرة في عيشنا، ولا خضرة في حواشينا حتى نتَّهمك اليوم بالاستحالة، والدمامة، والتَّصوُّح.
وإنما نحن كنا جمالاً فيك، وحِلْيَةً لِبُكرِك وأصائلك؛ فحال الصبغ، وحلم الدبغ، واقعشر الجناب، وأقفرت الجنبات، وانقطعت الصلة بين النفوس وبين وحيك؛ فانظر أيُّنا زايل وصفَه، وعكس طباعه؟ بلى إنك لم تزل كما كنت، وما تَخَوَّنتَ ولا خنت – وتوحي بالجمال، ولكنك لا تصنعه، وتلهم الجلال ولكنك لا تفرضه.
ولكننا نُكَبْنَا عن صراط الفطرة، وهدي الدين؛ فأصبحنا فيك كالضمير المعذب في النفس النافرة) ( )
بارك الله للمسلمين في عيدهم، ومكَّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

المحتويات
– المقدمة ………………………………………….. ……………….
أولاً: من آداب الحج ………………………………………….
ثانياً: من أسرار الحج ومنافعه……………………………..
ثالثاُ: من دروس الحج …………………………………………
رابعاً: الذكر في الحج ………………………………………….
خامساً: الدعاء في الحج………………………………………
سادساً: من معاني العيد………………………………………
المحتويات ………………………………………….. ……………….

الحواشي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) البنية القوراء: الكعبة.
( ) الحنية القفراء: مكة.
( ) خولاً: يعني خدماً وعبيداً.
( ) آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي3/468.
( ) يعني شمال أفريقيا.
( ) الضمير في منارك يعود على العيد؛ لأن الحديث في سياقه.
( ) يعني: المهلب بن أبي صفرة، ومحمد بن القاسم الثقفي.
( ) آثار الإمام 3/469.
( ) آثار الإمام 3/470.
( ) آثار الإمام 3/470.
( ) آثار الإمام 3/481.
( ) آثار الإمام 3/481، وانظر كلاماً عظيماً في هذا المعنى في 3/462 – 463 , و3/467 – 470, و3/479, 4/291 – 295.