مطهرات القلوب
• الكلمة الطيبة:
فيا الله كم أثرت في قلوب المتخاصمين ، كلمة طيبة فقلبت الكدر صفواً ، والحقد محبة ، والعداوة رحمة ،
ولا عجب فصاحب الكلمة الطيبة ممتثل لأمر الله تعالى القائل { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } البقرة 83 .
• أداء حق المسلم على أخيه:
فهذه الحقوق لها أثرٍ عظيم في نفوس المؤمنين ومن ذلك: إفشاء السلام ، وإفشاؤه بمعنى إظهاره
والإكثار منه ونشره وعدم تخصيصه بالمعرفة فهو من الأسباب الجالبة للمحبة،
قال صلى الله عليه وسلم: «أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم ،
وقال ابن عمر : إني لأخرج وما لي حاجةٌ إلا أن أسلم على الناس ويسلموا علي. فالسلام أثره عظيم
وبه تُستمال قلوب المتخاصمين ، فلو أُديت هذه الحقوق لما وجدنا حجم هذه الخلافات والخصومات التي نراها اليوم .
• الهدية:
قال صلى الله عليه وسلم : « تهادوا تحابوا» رواه البخاري في الأدب المفرد،
وقال صلى الله عليه وسلم: « لو أهدي إلي كُراع أو ذراع لقبلت » رواه البخاري،
مما يدل على حرصه على الإهداء ولو كان في الشيء القليل في أعين الناس ، وللهدية مفعول عظيم في إزالة كدر القلوب
وتنافرها .
• البشاشة والطلاقة والابتسامة:
فكم من إنسان وقعت محبته في قلبك من غير سابق معرفة سوى أنه كثير البشاشة منطلق الأسارير .
قال جرير رضي الله عنه: ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ابتسم في وجهي.
• اجتناب سوء الظن:
قال الله تعالى في اجتناب سوء الظن الذي سماه الله إثماً { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّن } الحجرات 12،
ولم يقل سبحانه اجتنبوا قليلاً من الظن , وذلك لأن الأكثر والأغلب هو سوء الظن ،
وهو مما أفسد علاقات المسلمين مع بعضهم وعكَّر صفو وُدهم وأورثهم العداوة والبغضاء .
وكم من قولٍ أو فعلٍ تعجل صاحبهُ بالحكم به على أخيه فأبغض أخاه وعاداه ، ثم ندم بعد ذلك كونه كان مجرد ظن
لم يغن عنه من الحق شيئاً ثم بعد ذلك تَعَسْرَ أن يرجع الود كما كان .
• التمايز بالأطباع:
تذكر أن الله خلق الخلق فمايز بين أطباعهم وغاير بين عقولهم وفرق بين تصرفاتهم ،
فهم ليسوا سواسية في الطباع والأخلاق والتصرفات ، فإذا علم الإنسان ذلك عامل كل واحدٍ بحسبه ،
وهذه تحتاج إلى قوةُ فقه ورجاحةُ عقل يصاحبها صبرٌ مقترنٌ برفقٍ ولين .
• التجاوز عن العثرات وإقالتها:
وهو من أعظم ما يطهر القلوب وينقيها، وفي عجز المدين عن السداد أُمِر الدائن بالصبر عليه
وهذا تجاوز وإقالة ، قال الله تعالى { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } البقرة 280 ،
وقد قصَّ النبي صلى الله عليه وسلم علينا خبر رجل من أغنياء بني إسرائيل كان يبعث عماله فيقول: من وجدتموه مُعْسراً فتجاوزوا عنه عَلّ الله أن يتجاوز علينا ،
فتجاوز الله عنه نظير تجاوزه عن الخلق، وليعلم كل واحد أنه سبحانه هو الكريم وهو الجواد ولا يوازي عطاء الخلق كلهم
جزءٌ يسير من عطائه ، قال الله تعالى في الحديث القدسي: « يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيدٍ واحد فسألني كل واحدٍ مسألته فأعطيته ،
ما نقص ذلك في ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر» رواه مسلم .
• تذكر العيوب:
تذكر الإنسان عيوب نفسه، فهذا أدعى أن يشتغل بها وأن يُعد العدة للوقوف بين يدي الجبار جل جلاله
فيسأله عما قدمت يداه وأسلفت رجلاه وعمل بسمعه وجوارحه وعيناه، فمن العيب أن يشتغل الإنسان بعيب غيره
وهو منغمس فيما هو أقبح ، قال ابن حبان : من عاب الناس وترك عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه
وغفل عن عيب نفسه ، فإن أعجز الناس من عاب الناس بما هو فيه .
الناس والحق
بما ان المفاهيم والكلمات امر يجب ان يسبق كل حركة تحدد الهدف فسنحدد مفهوم الحق
المفهوم المحدد للحق : دالة على قيم ثلاث في الفلسفة ( الحق ، الخير والجمال )
علماء الاخلاق استعملوا الحق فيما يقابل الواجب
وعلماء القانون يشتمل الحق عندهم ( الحق العيني والحق الشخصي )
القران الكريم يستعمل الحق فيما يقابل الباطل والضلام قال تعالى :# فماذا بعد الحق الا الضلال # يونس الاية 32
فالحق هو ما تهتدي اليه الفطرة السليمة وهو الامر الثابت الباقي وما دونه الباطل هو الزائف المتغير
قال تعالى :# كل شيئ هالك الا وجهه ، له الحكم واليه ترجعون # القصص الاية 88
فاذا كان الحق من الوضوح والبساطة بالقدر الذي ذكرت فما بالوا الناس يختلفون اختلافا كبيرا في تحديد الحق وتحديد المعيار الذي يزنون به الحق في الامور من الباطل ؟
فالامر يكتسب صفة الحق بقدر اتصاله بالحق المطلق ( الله )
من مذكرتي
موضوع فلسفي عميق
مشكور
لانريد من خلال هذا الموضوع التطرق الى المعالجة الفلسفية للحق بقدر مانريد منه ابراز الوضوح والشفافية التي جاء بها القران الكريم وسنة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام
وحبذا لو غصت في الموضوع بجوانبه الايمانية والفلسفية فانا احب مثل هذه النقاشات
شكرا على مرورك
انا عندما قلت فلسفة عميقة قصد ان توضحي الموضوع بشكل ابسط حتي لو كان له جوانب اخري حتي يتسنى لنا فهم الجوانب
انا اريد ان اكون صديق لاناقش معكي مواضيع كهذه لاستفيد
مشكورة مرة اخري
اردت ان اقول بان الحق واضح وسهل البلوغ عندما نربطه بالحق المطلق الا وهو الله وبالتالي لا يمكن ان نختلف على مفهومه او على معياره
فالله سبحانه وتعالى وضح لنا ماهو حق وماهو باطل والعودة الى شرعته هي الفصل في هذا الاختلاف ان حدث
شكرا على اهتمامك بالموضوع
كونك متواجد في هذا المنتدى انت اخ في الله – كونوا عباد الله اخوانا – يمكنك مناقشة اي موضوع فقط اطرحه وستجد الجميع مهتم وفقك الله
شكرا لكي اختي الغالية على الموضوع المميز واصلي ابداعك
موضووع في القمة
مشكوووووووووووووووووووورين
اشكر مروركما العطر واهتمامكما بوركتما ايتها الماسة وسمية
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا
بارك الله فيك……….والكل يعلم ان الحق ظاهر…………. لكن الناس لا يرونه الا في مصالحهم وينسون ان للغير حق ايضا
دروع الاستغفار
بسم الله الرحمن الرحيم
المشكلة التي حددها لنا النبي في هذا الزمان هي الفرقة وأن يكون بأسنا شديد الخلافات بين الإخوة المؤمنين والتنافس في الحطام الداني والتنافس في الرئاسات والتنافس في الانتخابات والتنافس في الإمساك برؤوس الأموال للسيطرة على الحياة الاقتصادية والرغبة في الاحتكار والاحتكار منهي عنه في شرع النبي المختار، وقال فيه صلى الله عليه وسلم {مَنِ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئٌ}[1] أي أنه أخطأ طريق الجنة
فمن معهم مال ويشترون الدولارات من السوق ليحتكروها ويُغلون على خلق الله فقد أخطئوا طريق الجنة ومن يخبئون الأقوات ليعلوا سعرها وليسيطروا على سوقها ويكسبون أضعافاً مضاعفة من ثمنها فقد أخطئوا طريق الجنة ومن يريدوا أن ينفردوا بالاستيراد حتى يتحكموا في السوق ويُغلوا الأسعار كما يريدون فقد أخطئوا طريق الجنة
[color="o****"]وهذا ليس نهج المؤمنين ولا سبيل المسلمين بل هو باب حرَّمه الله ونوَّه عنه بأحاديثه الصريحة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم فالفُرقة هي الداء الوحيد الذي حذرنا منه في هذا الزمان ولذا ينبغي على كل مسلم حريص على دينه حريص على وطنه حريص على بلده حريص على إخوانه المؤمنين أن يمد يده لإخوانه المؤمنين لنجتمع جميعاً على كلمة سواء ونجتمع على الأصول التي أنزلها لنا الله[/color]
ثم بعد ذلك نترك الخلافات إلى حين حتى يُصلح الله شأننا ويُذهب الله المشكلات من مجتمعنا ثم بعد ذلك نجلس سوياً لنصل إلى كلمة سواء توحد صفوفنا في الآراء التي نفترق فيها وفي الخلافات التي يشتد الرأي فيها لأنها كلها خلافات على أشخاص وليست خلافات على كتاب الله ولا على سُنَّة رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال صلي الله عليه وسلم { َيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ أَعَزُّ مِنْ ثَلاثٍ: دِرْهَمٌ حَلالٌ، أَوْ أَخٌ يُسْتَأْنَسُ بِهِ، أَوْ سَنَةٌ يُعْمَلُ بِهَا}[2]
وضع الله في قرآنه الكريم قاعدة قرآنية لأمة النبي إذا ساروا عليها لن يعذبهم الله في الدنيا بزلازل ولا بخسف ولا بمسخ ولا بقذف ولا بجوع ولا بقحط ولا بعدو من سوى أنفسهم إذا ساروا على هذه القاعدة ما هذه القاعدة؟ {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }الأنفال33
دروع واقية أنزلها لنا الله تُحصننا من فتن هذا الزمان، وتجعلنا وإخواننا وأهل بلدنا جميعاً في أمان
الدرع الأول:
أن نعمل بشريعة النبي العدنان {وَأَنتَ فِيهِمْ} بشريعتك وسـنتك وســيرتك وأوصـافك الكريمة فإذا عملنا بشرع الله وحكَّمناه فزنا جميعاً بتوفيق الله ورعاية الله
الدرع الثاني:
لزوم الاستغفار وأن نداوم على الاستغفار لله والاستغفار يقول الله في روشتته في كتاب الله مبيناً فوائده لعباد الله {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً }نوح10
يضمن النجاة في الآخرة لأنه يغفر للمستغفرين وفي الدنيا حاجات الإنسان إما لمال وإما لولد وإما لمطر من السماء وإما لعيشة طيبة تتوق إليها نفوسنا جميعاً نكون فيها في خير حال وذلك كله بابه وكنزه الاستغفار {يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} نوح
وماذا وراء ذلك من الدنيا؟ بالإضافة إلى أنك إذا نظرت إلى قول الله{وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} تجد أنه إذا جاء المدد مع المال كان فيه البركة فالقليل يُغني عن الكثير وإذا جاء المدد مع الولد كان باراً بأبيه مطيعاً له في كل الأحوال لا يغيظه ولا يشق عصا الطاعة عليه ولا يهجره ولا يتركه ولا يجفوه لأنه جاء مدداً من الله لهذا العبد المؤمن ولذا أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم وقال {مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}[3]
ولزم أي داوم على الاستغفار ألسنا جميعاً في همٍ الآن؟! ألسنا جميعاً في ضيقٍ الآن؟ لِمَ لا نلجأ إلى الله ونستغفر الله؟ وقد كان الحبيب الذي يستجيب دعاءه الله يقول {يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّة}[4]
النبي يستغفر الله في اليوم مائة مرة ونحن لا نُحرك اللسان بالاستغفار ولو مرة والاستغفار لا يحتاج ضرورة إلى وضوء ولا إلى التواجد في المسجد ولا إلى الاتجاه للقبلة فيجوز أن أستغفر وأنا أسير في الطريق أو وأنا في المواصلات أو وأنا مضطجع أستعد للنوم
[color="o****"]بل إن النبي صلي الله عليه وسلم قال فيمن يستغفر { من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، وأتوب إليه ، ثلاثا غُفِرت ذنوبه ، وإن كان فَارًّا من الزحف }[5] [/color]
لماذا لا تختم صحيفة يومك بالاستغفار للعزيز الغفار؟ نحن يا أمة الحبيب نحتاج في هذا الوقت العصيب إلى الاستغفار وكان النبي صلي الله عليه وسلم إذا شحت السماء بالماء وأخبروه أن الزرع والضرع أوشك على الهلاك والجفاف وخرج بهم لصلاة الاستسقاء كان يبدأ معهم أولاً بالتوبة إلى الله والاستغفار ثم بعد ذلك يُصلي بهم صلاة الاستسقاء وفى ذلك يقول العباس رضي الله عنه {ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة نصوح}
فتوبوا إلى الله وأديموا الاستغفار لله وبعد ذلك تخيروا الأوقات التي يستجيب الله فيها الدعاء وادعوا الله بصلاح الحال لبلادنا وبصلاح الحال لرجالنا وبصلاح الحال لكل أهلينا وأولادنا وبناتنا وعدم تمكن الأعادي جميعاً منا
[1] صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن معمر بن أبي معمر [2] سنن الطبراني عن حذيفة بن اليمان [3] سنن أبي داود وابن ماجة ومسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عباس [4] صحيح مسلم وسنن أبي داود ومسند الإمام أحمد عن الأغر المزني [5] رواه الحاكم وصححه ووافقه الألباني
منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]
بارك الله فيك على الموضوع القيم
جزاااااااااااااك الله خيرررررررررر
همسة
عقول للصاروخ قد اخترعت، وللطائرة قد ابتكرت، عقول في شئون الدنيا ارتفعت،لكنها في الآخرة وضعت،( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )
فخرالدين الهمامى
وهو الحق الذي يغيب عن الكثير ….
بوركت وبالخير جوزيت على ما به شاركت
من صلى على الرسول واحدة صلى الله عليه بها عشرة فلما نبخل على من انقذنا من الجهل لم نبخل على من كان يقول لأصحابه يوما :" اشتاق لأحبابي " قالوا: " أولسن احبابك يا رسول الله " قال:"لا أنتم اصحابي اما احبابي فهم امة يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني
لماذا البخلومن كان في سكرات الموت وهو ينادي امتي أمتي ومن ترك أمنيته ليشفع لنا بها فهو لم يفكر في نفسه يوما كل تفكيره امته
هذا هو حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
لا تبخلوا عليه
ارجو ألا تحرموني من ردودكم وان تنوروا صفحتي
وشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
مراقبة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
أين الدستور الذي يستطيع أن يطبق {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} لا يحتاج إلى لائحة جزاءات ولا تحويل لشئون قانونية لأن أصحابه يراقبون الله هل رأيتم دستوراً في الوجود من بدء الدنيا إلى يومنا هذا يجعل الجاني يذهب إلى الحاكم ويعترف بجريمته ويطلب إقامة الحد عليه ليتطهر؟ لم يحدث إلا في زمن الحبيب صلي الله عليه وسلم
والغريب والعجيب أن هذا لم يكن من الرجال فقط بل والنساء والقوانين الوضعية التي نحتكم إليها ونختصم إليها الآن تجعل الجاني إذا اعترف بأمر وخرج من مكان الاعتراف يسارع إلى تغيير أقواله وقد يتهم من استجوبه بأنه استخدم معه الشدة أو عذَّبه للاعتراف بأقواله لكن النبي صلي الله عليه وسلم تأتي المرأة الغامدية وتقول له: أقم علىَّ الحد يا رسول الله طهرني لقد زنيت فيقول لها: لعلك لامست لعلك ضاجعت لعلك قبلت فتقول: زنيت يا رسول الله لعلك تريد أن تفعل معي ما فعلت مع ماعز – رجل قبلها – إن في بطني أثر ذلك فأنا حامل من ذلك فقال النبي صلي الله عليه وسلم: من ولي أمرها؟ قالوا: عمها قال: خذها وأكرمها ولا تهنها حتى تضع ما في بطنها
وكان الحبيب يستجوبها كل فترة ولكنها لا تغير أقوالها لأنها قلوب استضاءت بنور الإيمان فأصبح الإيمان هو المسيطر على الجوارح والأركان والإيمان إذا سطع في القلب كان مستمداً أنواره من الله {وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا} قد يكون النور في قلب كشمس الضحى وقد يكون النور في قلب كالمصباح وقد يكون النور في قلب كالقمر وقد يكون النور في قلب كالنجم وقد يكون النور في قلب كشمعة وقد يكون النور في قلب كشمعة تضيء مرة ويُطفئها الهواء – الحظ والهوى – مرة قوة النور تجعل الإنسان يراقب الله أينما توجه وحيثما سار ودائماً أمام ناظريه {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
فجيء بها بعد الوضع فقال: خذها وأكرمها حتى تتم رضاعه ،، ثلاث سنين ولم تغير أقوالها لا محامي غرَّها ولا صديقة ضرتها ولا امرأة زينت لها أن تنكر ذلك لماذا؟ لأن الكل كان ينشد الحق والكل كان يمشي على الصدق {لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} فجاءت بعد فطامه وقد أمسكت الغلام قطعة من الخبز وقالت: يا رسول الله لقد فطمته وإنه يأكل أي تشريع هذا؟ وهل هناك تشريع وصل إلى هذه الدقة في تطهير المجتمع من المصائب والكوارث وغيرها من النكبات التي تُغير أحوال الناس وتجعلهم في حالة سيئة كما نرى الآن؟ لا والله
إذاً نحن نحتاج إلى التشريعات الإلهية أولاً في القيم القرآنية ثم نأخذ من التشريعات الإلهية القوانين التي نبني عليها الأحكام وحياتنا الاجتماعية لكن قبل ذلك لا بد أن تكون التربية للأفراد وللبنات وللرجال وللنساء على القيم القرآنية لكن لو أخذنا بنود التشريع من الشريعة الإسلامية ولم يتربى القائمون على هذه القوانين والتشريعات أو المنفذين لها على هذه القيم سيحاولون أن يخترقوا الثغرات بنفوسهم وبأبلستهم وسيكون معهم شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً وإليكم المثال:
هناك باب في الفقه اسمه باب الحيل الفقهية تحايل على أحكام الله حتى لا ينفذ الإنسان هذه الأحكام ويعتبر نفسه عاملاً بشرع الله مَن الذي يقوم بعمل هذه الحيل؟ علماء أجلاء درسوا الشريعة وتخصصوا فيها لكن قلوبهم لم تمتلئ بخشية الله وقد قال الإمام الغزالي كتابه إحياء علوم الدين ( علم الفقه مع أنه أفضل العلوم إذا لم يصحبه خشية الله زاد قلب صاحبه قساوة فيُفتي لنفسه ويخترع الحيل لغيره) لماذا؟ لأنه لا يوجد عنده خشية الله
إذاً نحتاج قبل الدستور القيم الإلهية يتربى عليها الشعب كله فنحتاج إلى تغيير المنظومة التعليمية ونربي القيم لو كان هؤلاء المتنافسون على الدنيا والمناصب والرياسة تربوا على إخلاص العمل لله هل سيحدث بينهم خلاف؟ هل سيهاجم بعضهم بعضاً؟ هل سينتقد بعضهم بعضاً على الملأ؟ هل سيُجرح بعضهم بعضاً؟
كلنا ينبغي أن نجلس سوياً ونتفق ونتعاون على واحد منا أياً كان ونحن نسانده ونعاونه لكي تمشي سفينة الإسلام في هذا البلد على جودي الأمان وتصل إلى بر الله والعمل بالقرآن بسلام إن شاء الله إذاً نحتاج قبل كل شيء إلى القيم هؤلاء يريدون أن يشكلوا الوزارة وهؤلاء يتشبثون بالوزارة لماذا؟ لمصلحة مَن ذلك؟ ومَن المتضرر من ذلك؟ عامة الشعب المساكين لو كان هؤلاء يريدون وجه الله ويعملون أعمالهم خالصة لله لجلسوا واتفقوا على أن تمر هذه الفترة بأي كيفية ثم بعد ذلك يمسك الزمام رجل يعمل بما يرضي الله ويطبق شرع الله ونعينه جميعاً على تحقيق هذا المراد
هل شرع الله لا يطبقه إلا فلان وفلان؟ مَن قال ذاك؟ ومَن الذي أفتى بذلك؟ ما دمنا جميعاً نتعاون على البر والتقوى فسنقوم بما ينبغي نحو ديننا ونعمل على تطبيق ما أمر به قرآننا ونعيد المجد الذي كان عليه سلفنا الصالح أيام نبينا والخلفاء الراشدين ولذلك نحن دعاة لنشر هذه القيم الإيمانية فنريد أن نخلص المجتمع من خصال النفاق وأوصاف المنافقين وما أكثرها في كتاب الله {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} وغيرها من الصفات المذكورة في القرآن نريد أن نطهر المجتمع من هذه الأوصاف حتى يكون المجتمع كالذي قال فيه النبي الكريم صلي الله عليه وسلم{تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى}[1]
[1] صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…C9&id=92&cat=2
منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]
كلامك صحيح اختي بوركتي
مشكووور جزاك الله الجنة
بارك الله فيك اخيتي وجعلها الله في ميزان حسناتك
والله لو كنا نستشعر رقابة الله علينا لكنا ملائكة نسير على هذه الارض لكن القلوب غفلت واثقلتها المعاصي
فاللهم باعد بيننا وبين الخطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب
جزاااااااااااااكم الله خيرررررررررررررر
بسم الله الرحمن الرحيم
[color="o****"]ينبغي على المؤمنين أن يقيموا الحجج على أهل العصر من كتاب رب العالمين فلو راجعت قصص الداخلين في الإسلام في عصرنا وفي ما قبله تجد معظمهم من العلماء وتجد أن معظمهم سبب دخوله إعجاز بدا له في آية من كتاب الله فهداه ذلك إلى دين الله جل في علاه[/color]
لماذا لا يتوحد المسلمون لإظهار هذا الجمال لأهل الكفر والضلال حتى يدخلوا في دين الله أفواجاً؟ نشغل البال بالخلافات السطحية والمشاكل الفرعية والخلافات بين الفرق الإسلامية ولا يوجد العصبة التي يقول فيها خير البرية {لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ}[1]
إذن ينبغي أن يكون حديثنا أجمعين في أي نادي في أي وادي في أي مدونة إلى إبراز جمال الله في كتاب الله بحسب ما نتحدث به وهو شامل لكل الأمور فإن تحدثت مع أهل القرى أُحدِّثهم عن إعجاز القرآن في عالم الزراعة أو في عالم الطير أو في عالم الحيوانات
وإن تحدثت مع من يتعجبون من الاتصالات الحديثة وقوتها وعظمتها أُحدِّثهم عن الاتصالات الروحانية وإعجازها في الآيات القرآنية والتي من جملتها {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}النمل40
وغيرها من الآيات المبثوثة في كتاب الله جل في علاه
وإذا تحدثت مع الأطباء وما أكثر إعجاز الطب في كتاب الله يكفيهم الآية التي أدخلت أكبر عالم في علم الأجنة في عصرنا الحاضر اسمه كنيث مور في دين الله وهو من كندا وله أكبر مرجع في علم الأجنة يتكون من سبعة مجلدات
وفي إحدى المؤتمرات قال له عالم عربي: لقد لخَّص الله كل ما ذكرته في علم الأجنة في آيات من كتاب الله قال: ما هذه الآيات؟ قال {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ{12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ{14} (المؤمنون)
فقال الرجل مندهشاً: لا تستطيع أي كلمات أخرى في أي لغة من اللغات أن تُصور دقة تصوير الجنين في بطون الأمهات كما صورته هذه الكلمات
[color="o****"]مثلاً: كلمة (مضغة) يكون الجنين في بطن الأم كقطعة اللحم التي تمضغها وفيها علامات أسنانك فهدى الله الرجل وأسلم واقرءوا إن شئتم كُتب الذين هداهم الله للإسلام في هذا العصر أو ما قبله[/color]
هذا باب مفتوح لِمَ أهملناه؟ ولِمَ أغلقناه؟ ولِمَ تركناه؟ شغلاً بالدنيا عن كتاب الله؟ شغلاً بما نطلبه من الأهواء الزائلة الفانية عن المهمة التي كلَّفنا بها الله؟ {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} آل عمران110
للناس وليس لأنفسكم الناس خُلِقُوا لأنفسهم وأنتم خُلقتم للأخذ بيد الناس إلى رب الناس
[1] صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]
شكرااا على الموضوع القيم
سؤال الإمام أحمد
سُئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
متى يجد العبد طعم الراحة ؟ فقال : عند أول قدم يضعها في الجنّة"
قال الألباني رحمه الله : يغنيك عن الدنيا مصحف شريف، وبيت لطيف، ومتاع خفيف، وكوب ماء ورغيف، وثوب نظيف ، العزلة مملكة الأفكار ، والدواء في صيدلية الأذكار ، وإذا أصبحت طائعاً لربك، وغناك في قلبك، وأنت آمن في سربك، راضٍ بكسبك، فقد حصلت على السعادة، ونلت الزيادة، وبلغت السيادة واعلم أن الدنيا خداعة، لا تساوي هم ساعة، فاجعلها لربك سعياً وطاعة . أتحزن لأجل دنيا فانية ؟! أنسيت الجنان ذات القطوف الدانية ؟! أتضيق والله ربك ! أتبكي والله حسبك ! الحزن يرحل بسجدة.. والبهجة تأتي بدعوة
تفاءل
حملة تطهير
بسم الله الرحمن الرحيم
انظر للصحابة رضي الله عنهم أجمعين كيف حُلَّت مشكلاتهم على يد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالبصيرة النورانية التي أعطاها له مولاه {أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} وهذه البصيرة مع المؤمنين ومع من بعدهم فقال {أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} كل مؤمن له نصيبه من هذه البصيرة ليمشوا على المنهاج القويم والهدي الكريم والصراط المستقيم
فرأى صلي الله عليه وسلم أن إصلاح العالم ليس في كثرة الأموال ولا في كثرة المزروعات ولا في بعض الصناعات ولا في شاهق البنايات ولا تجهيز الجيوش المدربة بالأسلحة والمعدات إذاً فكيف يأتي الإصلاح يا سيدي يا رسول الله؟ قال بأن كل شخص في المجتمع معه شيء في صدره لو صلح هذا الشيء الذي فينا كلنا سوف تنصلح الدنيا ولكن إذا لم نصلح هذه المنطقة وهذا الأمر امتلأت الدنيا بالمشاكل والأرض أصبحت كلها فساد فسنحارب بعض ونقاتل بعض ويزيد الحقد منا على بعض ويزيد التنافس بيننا وبين بعض وتصير الحروب مستمرة ولن تنتهي
لكن كل المشاكل فيم يكمن حلها؟ {أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ}[1] كل مؤمن له جسد صغير وجماعة المؤمنين يمثلون جسد آخر كبير{مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ شَيْءٌ تَدَاعَى سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى}[2] إذا احتاج عضو الكل يعاونه وإذا حزن أحد الكل يخفف عنه وإذا فرح أحد الكل يشاركه فرحته كلهم جسد واحد
[COLOR="O****"]فاجتهد صلي الله عليه وسلم بنور البصيرة وأعطانا هذا الحل أنا أقول هذا الكلام والأيام قادمة وسنرى أنه لا حل يصلح لمشاكلنا أو مشاكل بلدنا ولا مشاكل المسلمين إلا إذا رجعنا لهذا الحل الذي وضعه أمير الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم ما رأيكم في الرجل الذي يتاجر حالياً ويترك سبعين أو ثمانين مليون جنيه وترك ثلاثة أو أربعة أولاد لم يتطهر فيهم القلب ولا الفؤاد؟ سيكونون راضين أم لا؟ لن يرضوا مع أنهم عندهم ما يكفيهم وليسوا محتاجين وعندهم الخير الكثير[/COLOR]
إذاً العبرة ليست في الكثرة ولكن العبرة في القناعة والرضا بالمقسوم الذي قسمه الرزاق وهو الحي القيوم {ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ}[3] هكذا حقاً فسيدنا رسول الله حل كل مشاكل هؤلاء بإصلاح القلب ما الذي يسبب المشاكل بين الناس ويفسد العلاقات من الأساس؟ الحقد المسطور في القلب والحسد إذا أصيب به القلب والأنانية إذا تسلطت على الإنسان والشح إذا سيطر على جنان الإنسان هذه هي المعضلات التي تسبب المشاكل في كل المجتمعات
إن لم نكن سنقضي على هذه الأمراض وتنتهي هذه الأعراض فلن تنتهي هذه المشاكل وسنظل كما نرى في خلافات ومشاكل وفرقة وتمزق وتشرذم في كل زمان ومكان وحتى القيم التي أتى بها لنا نبينا من الله وهي كانت البقية الباقية المحافظة على النسيج الاجتماعي ها نحن نذبحها وننهي عليها ونخرج الفردية والأنانية وأفعال الجاهلية التي قد أتت لنا
لأن الذي يحفظ المجتمع من أعمال الجاهلية القيم الإسلامية توقير الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير وبر الوالدين وصلة الأرحام وإعالة الأيتام هذه هي القيم الإسلامية التي أسس عليها حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام المجتمع الإسلامي لكننا نريد حملة تطهير شاملة نريد أن نطهر المجتمع كله ليس من المجرمين ولكن من دوافع الشر من دوافع السلوك العدواني ومن دوافع السلوك السيئ الدوافع التي أشرنا إليها الآن وهي في القلب {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}
وكلمة نزعنا دليل على أن هذه الصفات السيئة متمسكة ومتمكنة وتحتاج إلى قوة في اقتلاعها فلا تراخي ولا تهاون بل تحتاج إلى قوة في اقتلاع هذه الأوصاف التي بيَّن الله أن بسببها فسدت الأحوال في السموات والأرض فما الذي أخرج إبليس من الجنة؟ مرض الكِبر أصيب بمرض الكبر حيث أمره الله بالسجود لآدم فاستكبر ورفض فأخرجه الله من الجنة والنبي صلي الله عليه وسلم قال {لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ}[4]
ومرض الكبر في هذه الأيام زاد في النفوس عن الحد فالناس تقول طالما معي فلوس في جيبي وعندي كل شيء في بيتي فلست محتاجا لأحد ويقولون (الذي معه فلوس يدوس على الروس) لماذا؟ كلنا محتاجون لبعض فهل فينا واحد سيدخل الجنة إلا إذا صلى عليه أربعون من إخوانه المسلمين وشيعوه إلى مثواه الأخير فبم دخل الرجل الجنة؟ بشفاعة إخوانه قَالَ الْحَسَنُ {اسْتَكْثِرُوا مِنَ الأَصْدِقَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ لَهُمْ شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[5]
كل رجل من المسلمين له شفاعة وربما أخ لا تنتبه له وربما تستهزئ الناس به لكن له كلمة مسموعة عند الله {كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ}[6] فيجب ألا تخاصم أحدا من المسلمين حتى تدخل في شفاعة هذا أو هذا فتكون ضمنت الفوز يوم الدين ليس بالأعمال لأنه لن يدخل أحد الجنة بعمله قال صلي الله عليه وسلم {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ قِيلَ: وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ} وفي رواية {إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ}[7]
الناس تاهت في هذا الزمان عن الحق وتاهت عن ما ينفعها {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} إذاً فمن الذي سينفعني هنا؟ الصاحب الصالح الصادق الذي قال فيه الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} فها نحن متقين لله ألا يكفي هذا؟ لا ولكن لا بد من مصاحبة الصادقين ابحثوا عنهم وإياكم أن تتركوهم لأن الذي سيجلس معهم حتى ولو جاء في آخر المجلس أو أتى لحاجة يقول الله {هُمُ الْقَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ }[8] بدأ النبي صلي الله عليه وسلم مع أصحابه حتى طهرت قلوبهم لبعضهم فلا أحقاد ولا أحساد وطهرهم من الغل والشح والكره وكل الصفات التي تفسد المودة بين المؤمنين
[1] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن ابن ماجة عن النعمان بن بشير [2] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه [3] سنن الترمذي وابن ماجة ومسند الإمام احمد عن أبي هريرة رضي الله عنه [4] صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [5] معالم التنزيل تفسير البغوي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه [6] صحيح البخاري وسنن الترمذي وأبي داود عن أنس رضي الله عنه [7] مسند الإمام أحمد وسنن البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه [8] صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…A9&id=92&cat=2
منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]