************ أولا:وسائل القران في تثبيت العقيدة الإسلامية.**************
لتثبيت العقيدة الإسلامية في النفس البشرية اعتمد القران وسائل كثيرة نلخصها في:
1- إثارة الوجدان العاطفة والشعور ) : ويشمل الحديث عن الكون بضخامته وسعته و ظاهرة الحياة والموت وإجراء الأرزاق وقدرة الله…فإذا استيقظ الوجدان لحقيقة الألوهية نبه العقل للتأمل والتفكر{ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
2- إثارة العقل: العقل نعمة من الله على الإنسان به يتم الإدراك والتمييز, وبالتفكر في مخلوقات الله تعالى وبديع خلقه يصل العقل إلى الإيمان, فالعقل يقر ويسلم أن لكل صنعة صانعا و أن الكل أكبر من الجزء وأن الشيء لا يخلق نفسه لأنه كان معدوما فلا بدل له من موجد يخرجه من حيز العدم إلى حيز الوجود…وهكذا فكلما أمعن الإنسان في التأمل والتفكر و الملاحظة فإن ذلك سيوصله إلى الإقرار بوجود خالق عليم قادر
3.إثارة العقل والوجدان معا: ( يلاحظ أن الطريقتين كثيرا ما تقترنان معا في آيات كثيرة من آيات القرآن ) يطرح القرآن أمام الإنسان حقائق وظواهر متكررة يعيشها ويراها ويسمعها يوميا بل وفي كل وقت [خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ…َاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ…َالْفُلْكِ. ….وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ…..]هذه كلها حقائق تستثير العقل فيبدأ في التفكير والتمعن: من الذي أوجد هذه العظمة…من مبدعها…من منظمها..من..من..من فيأتي الجواب من الداخل من وجدان الإنسان من فطرته متناغما مع ما رآه بعقله قل هو الله أحد…
4.التذكير بقدرة الله ومراقبته:إن هذا الخالق القادر القوي العظيم المحيط بكل شيء قادر على أن يهلك الأرض ومن فيها… قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ…. وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.فالأولى أن يعبد ويطاع ويخشى لا أن يعصى ويكفر به
5.رسم الصور المحببة للمومنين: إن ما أعده الله للمومنين في الجنة من نعيم يجعل القلوب تهفو وتتطاير الى هذا الفضل وذاك النعيم وذلك بالإيمان بالله والخضوع له وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة72.
6.مناقشة الانحرافات: أفاض القرآن في بيان بطلان ما يعتقده الناس في الآلهة المعبودة من دون الله فهي لا تسمع لا تضر لا تنفع لا تبصر بل إنها تحتاج إلى من يحميها إذن هي ليست آلهة لان الإله لا يحتاج إلى غيره. {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً }الفرقان3
**************** ثانيا:موقف القرآن من العقل: *****************
تكريم الله للإنسان بالعقل: فضل الله الإنسان على سائر المخلوقات: اسجد الله له الملائكة- هو خليفة الله في الأرض- كل ذلك بم وهبه الله من العقل والاختيار.
أهمية العقل: 1. هو سر تكريم الإنسان 2. هو أداة فهم سر الوجود والخلق .3. هو طريق الإيمان بالله 4. هو أساس التكليف إذ لا تكليف على مجنون أو فاقد عقل.
حث القرآن على العقل: المتدبر للقرآن يلاحظ أولا كثرة الآيات التي تدعو إلى التدبر والنظر لأن ذلك يورث العلم والعلم يورث الإيمان. فالعلم أساس الإيمان والعبادة فلا يعبد الله بالجهل قال تعالى (فاعلم انه لا اله إلاّ الله)
مظاهر اهتمام القرآن بالعلم: 1. أول آية نزلت من السماء هي الدعوة إلى العلم (اقرأ….) 2.كثرة الآيات التي تختم ب(أفلا يتدبرون…) (أفلا تعقلون…) (لقوم يعقلون…) (أفلا ينظرون…).. 3. التشنيع والاستخفاف بالكفار والمشركين لإتباعهم آبائهم دون استعمال عقولهم 4. إقامة الحجة على المشركين بطلب الدليل والبرهان(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) 5. احترام القرآن وإشادته بالعلماء بل وجعلهم مع الملائكة (شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة وأولو العلم..) 6. كثرة المصطلحات والمفردات المرتبطة بالعقل والعلم (اعلموا…يتفكرون….الألباب..بصيرة..يتدبرون..انظر و ا..برهان…
وجوب الحافظة على العقل.. نظرا لأهمية العقل فقد أوجب الإسلام المحافظة عليه ومنع تعطيله فلهذا جعل التفكير والنظر والتدبر عبادة كما حرم الإسلام كل ما من شانه أن يعطل العقل كشرب الخمر بل وجعل له حدا زاجرا.
************ ثالثا: الصحة الجسمية والنفسية في القران الكريم:*****************
( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه الشيخان
مفهوم الصحة النفسية: هي الحالة التي يكون فيها الإنسان طبيعيا سويا في سلوكه نتيجة توازه الداخلي فلا يصدر عنه شذوذ في القول أو الفعل أو التفكير.
كيف يحقق القران الصحة النفسية: 1. تقوية الصلة بالله ( العبادات..الذكر..التدبر..قراءة القرآن…ألا بذكر الله تطمئن القلوب…) فهذا يذهب القلق والخوف والاضطراب ويحقق الأمن والطمأنينة 2. الصبر على الشدائد والمصائب: بما يولد القوة والإرادة.(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). 3.محاربة الإسلام لليأس وحثه على التفاؤل والثقة في الله: فالله غفور رحيم يقبل التوبة (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا..) 4. الإسلام دين الرحمة واليسر وهذا يجعل الإنسان يثق في أمر الله فيعبده عن راحة وحب لا عن إكراه. (ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج..)
مفهوم الصحة الجسمية:هي الحالة التي يكون فيها الإنسان صحيح البدن خاليا من الأمراض متوازنا في سلوكه وتصرفاته.
مظاهر عناية القران الكريم بالصحة الجسمية: حرص الإسلام على الصحة الجسمية حرصا شديدا…- الجسم العليل لا يعبد الله على حق-. ويظهر ذلك من خلال مايلي:
الدعوة إلى تنمية الجسم والتداوي: الرياضة والنشاط والحركة (علموا أولادكم الرماية وركوب الخيل
التخفيف من الفروض والتكاليف: الفطر للمريض والمسافر والمرضع (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر..).
الابتعاد عن مواطن الخطروالتهلكة: وهو مبدأ الوقاية والرعاية (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قرآن كما حرم إلحاق الأذى بالجسم (شرب الخمر..أكل الميتة. تناول السم….)
التوسط والاعتدال في الأكل والشرب والعبادة والعمل: فلا يجوز المبالغة والإسراف والتشدد حتى في العبادة لأنها تلحق الأذى بالجسم وتورث الملل وتسبب الأمراض وفي الحديث(إن لبدنك عليك حق..وان لأهلك عليك حق..وان لنفسك عليك حق فأعط كل ذي حق حقه).
الاستفادة من متع الدنيا بما يقيم الجسد ويحفظه: كركوب السيارة بدل المشي والأكل والشرب في إطار الحلال دون إسراف فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم.
***************** رابعا: القيم في القران الكريم: ********************
القيم: هي من مجموعة من الأسس الأخلاقية التي تحفظ المجتمع وتضمن استمراريته
القيم الفردية.
الصدق:رمز القوة النفسية والتوازن في الأفعال والأقوال
الصبر:عنوان القوة والنجاح
الإحسان: هو ثمرة الإيمان والصلاح
العفو: صقل الإيمان وحب الخير
القيم الأسرية .
1.المعاشرة بالمعروف: سر استمرار الأسرة ونجاحها.
2.التكافل: عنوان القوة والاستمرارية
3. المودة والرحمة: سر سعادة الأسرة واستمراريتها
القيم الاجتماعية
1. التعاون: مشاغل الحياة أكثر من أن يقوم بها واحد بل لا بد من التعاون
2. المسؤولية: دليل الشخصية والاحترام
3. التكافل اءلاجتماعي: عنوان قوة المجتمع وتماسكه
القيم السياسية
1.العدل: العدل أساس الحكم
2. الشورى: عنوان السداد والصواب والبعد عن الزلل والخطأ
3. الطاعة: عنوان النظام واحترام أهل الاختصاص
**************** خامسا:المساواة أمام أحكام الشريعة الإسلامية: ************
الناس سواسية أمام الله في الجزاء والعقوبة بغض النظر عن عرقه أو لونه أو مكانته الاجتماعية.
الشفاعة في الأحكام: إن التوسط والسعي لإسقاط عقوبة مستحقة شرعا يعد تلاعبا بالشريعة ومبررا لاستحقاق عذاب الله في الدنيا والآخرة.
آثار الشفاعة في الحدود:1.سقوط هيبة القضاء والعدالة. 2.تشجيع الجرائم مادام إسقاط العقوبة ممكن.3.انتشار الرشوة والمحسوبية والوسائط 4. انتشار الطبقية والتفرقة بين الناس. 5.الاستخفاف بأحكام الله وشرعه
الإرشادات والأحكام: 1. حرمة الشفاعة في الحدود 2.حرمة السرقة ووجوب الحد فيه (قطع اليد) 3. وجوب الصرامة في تطبيق القانون على الجميع. 4.الشفاعة والمحاباة في حدود عنوان هلاك المجتمعات 5. وجوب أخذ العبرة من الأمم السابقة.
شكرا ربي ينجحك وينصرك على من يعاديك
شكرا مرور رائع و مميز
التحميل من الملفات المرفقة