بارك الله فيك أخي وجزاك كل الخير
شكــــــــــــــرا
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مستشرق أراد ان يبحث عن عيوب في القرآن فأنظر ماذا وجد ؟!؟
أقرأ القصــة كاملة ستجد فيها العجـب
قصه الدكتور ميلر
كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس Bible ….
هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير …..لذلك يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور …….
في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني
كان يتوقع أن يجد القرآن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك ……
لكنه ذهل مما وجده فيه ….. بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم ……..
كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده…… لكنه لم يجد شيئا من ذلك ……
بل الذي جعله في حيرة من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيل هم !!
ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهم…..
وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزاد ت حيرة الرجل …..
اخذ يقرا القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه …. ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء : ‘ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ‘
يقول الدكتور ملير عن هذه الآية ‘ من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبد إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test… والعجيب أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا ….’
يقول أيضا عن هذه الآية ‘ لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد ‘
أيضا من الآيات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء :
‘ أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون’
يقول ‘إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب ‘
فالرتق هو الشي المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله .
يقول الدكتور ملير :
الآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء بان الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول :
‘َمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ 210 وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ 211 إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ 212 ‘ الشعراء
‘فإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 98 ‘ النحل
أرايتم ؟؟ هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب ؟؟ يؤلف كتاب ثم يقول قبل ان تقرأ هذا الكتاب يجب عليك ان تتعوذ مني ؟؟
ان هذه الآيات من الأمور ا لاعجازية في هذا الكتاب المعجز ! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة ‘
من القصص التي أبهرت الدكتور ملير ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبو لهب …………… ..
يقول الدكتور ملير :
‘هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة انه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم,اذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء فانه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم ابيض فهو اسود ولو قال لكم ليل فهو نهار المقصد انه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس فيه .
قبل 10 سنوات من وفاة أبو لهب نزلت سورة في القران اسمها سورة المسد , هذه السورة تقرر ان أبو لهب سوف يذهب إلى النار , أي بمعنى آخر ان أبو لهب لن يدخل الإسلام .
خلال عشر سنوات كل ما كان على أبو لهب ان يفعله هو ان يأتي أمام الناس ويقول ‘محمد يقول إني لن اسلم و سوف ادخل النار ولكني أعلن الآن اني أريد ان ادخل في الإسلام وأصبح مسلما !! ..
الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول ام لا ؟ هل الوحي الذي ياتيه وحي الهي؟ .
لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم ان كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر .
يعني القصة كأنها تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد ان تنهيني , حسنا لديك الفرصة ان تنقض كلامي !
لكنه لم يفعل خلا ل عشر سنوات !! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !!
عشر سنوات كانت لديه الفرصة ان يهدم الإسلام بدقيقة واحدة! ولكن لان الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم ان ابو لهب لن يسلم .
كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم ان يعلم ان أبو لهب سوف يثبت ما في السورة ان لم يكن هذا وحيا من الله؟؟
كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات ان ما لديه حق لو لم يكن يعلم انه وحيا من الله؟؟
لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له الا أمر واحد هذا وحي من الله .’
>{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ }
يقول الدكتور ملير عن أية أبهرته لإعجازها الغيبي :
‘من المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي للمستقبل بأشياء لا يمكن ان يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق الا وهو falsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره , وهنا سوف نرى ماذا قال القران عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى ..القران يقول ان اليهود هم اشد الناس عداوة للمسلمين وهذا مستمر إلى وقتنا الحاضر فاشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود ‘
ويكمل الدكتور ملير :
‘ان هذا يعتبر تحدي عظيم ذلك ان اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط إلا وهو ان يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها : ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقران يقول اننا اشد الناس عداوة لكم ,إذن القران خطأ ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث لان هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس انسان !!’
يكمل الدكتور ملير :
‘ هل رأيتم ان الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول !! ‘
‘ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمنوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 82 وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 83 وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَ ا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ 84 ‘ المائدة
وعموما هذه الآية تنطبق على الدكتور ملير حيث انه من النصارى الذي عندما علم الحق آمن و دخل الإسلام وأصبح داعية له ….. وفقه الله
يكمل الدكتور ملير عن أسلوب فريد في القران أذهله لإعجازه :
‘بدون أدنى شك يوجد في القران توجه فريد ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر , وذلك ان القران يعطيك معلومات معينة ويقول لك : لم تكن تعلمها من قبل !! مثل :
سورة آل عمران – سورة 3 – آية 44 ‘ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون ‘
سورة هود – سورة 11 – آية 49 ‘ تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين ‘
سورة يوسف – سورة 12 – آية 102 ‘ ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون ‘
يكمل الدكتور ملير :
‘لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب, كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أين أتت هذه المعلومات, على سبيل المثال الكتاب المقدس (الإنجيل ) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هنا وهذا القائد قاتل هنا معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء وأسماءهم فلان وفلان ..الخ .
ولكن هذا الكتاب(الإنجيل) دائما يخبرك اذا كنت تريد المزيد من المعلومات يمكنك ان تقرأ الكتاب الفلاني او الكتاب الفلاني لان هذه المعلومات أتت منه ‘
يكمل الدكتور ملير :
‘بعكس القران اذ يمد القارىء بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة !! بل ويطلب منك ان تتأكد منها ان كنت مترددا في صحة القران بطريقة لا يمكن ان تكون من عقل بشر !! .
والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت – أي وقت نزول هذه الآيات – ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بان هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه , بالرغم من ذلك لم يقولوا : هذا ليس جديدا بل نحن نعرفه , أبدا لم يحدث ان قالوا مثل ذلك ولم يقولوا : نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات , أيضا لم يحدث مثل هذا , ولكن الذي حدث ان أحدا لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لا نها فعلا معلومات جديدة كليا !!! وليست من عقل بشر ولكنها من الله ا لذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل ‘
جزاك الله خيرا يا دكتور ملير على هذا التدبر الجميل لكتاب الله في زمن قل فيه التدبر
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات
اللهم قويني وثبتني علي طاعتك يا أرحم الراحمين
*
منقوووووووول
اللهم امين
جزاك الله خيرا
فعلا لقد قل في هذا الزمان تدبر القران
اللهم اجرنا
موضوع رووعة …بارك الله فيكي
‘ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ‘
والله شكراااااااااااااااا ماية موضوع رائع جدااااااااااااااااااااااا
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
شكرا جزيلا لكل من قرا هذا الموضوع وزينه بكلماته العطرة والله جزاكم الله خيرا جميعا ان شاء الله
الأجوبة الهادية في درء شبهة عن الصحابي معاوية
– رضي الله عنه –
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ والصَّلاةُ والسلامُ على أشرفِ المرسلينَ نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه أجمعينَ ,أمَّا بعدُ:
فإنَّ أعداءَ الدِّينِ يَسلُكونَ طُرُقًا كثيرةً قذِرَة، وأساليبَ متنوعةً فاجِرَة فِي مُحاربتِه ومحاولةِ طمسِه والقضاءِ عليه، ومن أشهرِ طرقهِم وأسهلِها –عندهم- الطَّعنُ في رموزِه ونقلتِه، فإنَّ الطعنَ فيهِم يقتضِي الطَّعنَ في جميعِ ما نقلُوه وقالُوه، إضافةً إلى ما يحملُه هذا الطَّعنُ من تشويهٍ لأعلامِ المسلمين وخيرتِهم.
ولا بدَّ أن يُعلم أنَّ الطَّعنَ فِي المسلمين عموما-بغير الحق- جرمٌ عظيم، ومنكرٌ كبير، ويعظُم هذا الْمُنكر ويقبُح كلَّما عظُمتْ مرتبةُ الْمَطعونِ وارتفعَتْ، لذلك كان الطَّعنُ في الصّحابةِ من أعظمِ الطُّعونِ وأفحشِها، وأسوئِها عند الله وأقبحِها، كيفَ وربُّنا -سبحانَه وتعالَى- يقول في الْحَديثِ القُدسي: ((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ،…))[البخاري(6502)], والصحابة-رضوان الله عليهم- خِيرَةُ الأولياء، وصفْوةُ الأصفياء.
ومن الصَّحابة الذين كثُر فيهم طعنُ الطَّاعنين، وظهر فيهم كَلَبُ الجاهلين: كاتبُ وحي النَّبي الكريم-صلَّى الله عليه وسلَّم- معاويةُ بنُ أبي سفيان-رضي الله عنه- فإنَّه لا تزال رماح الغَدر والفُجر تنهال عليه لَيْلَ نَهَار، سواء من الْمُستشرقين الذِين أظهَرُوا الكُفْرَ ولم يُخْفُوه، أو من الرَّوافض الْخُبثَاء الذين يتكَلَّمُونَ باسمِ الدِّينِ وهو منهم برِيء.
ولئن كان الطَّعن من هذين الصِّنفَيْنِ أمرٌ مألوفٌ معرُوف، فإنَّ الذي يحزُّ في النَّفس أن ترى بعضَ المستغفَلِين من الْمُسلمين بقول الطاعنين يقولُون، وعلى خُطَاهم يسيرُون، وهؤلاء لُبِّس عليهم الْحَقُّ فما عرفُوه، وزُيِّن لهم الباطل فرأوه حسَنًا واتَّبعُوه. والله المستعان.
ولقد تنوَّعت الطُّعون في هذا الصَّحابي الكريم وتعدّدت- وهذا يدلُّ على مِقْدَار الْحِقد الذي يكنُّه بل ويظهرُه هؤلاء لأسيادهم الفضلاء- فمرةً يضعُون الأحاديثَ على نبيِّنا بأنَّه قد لعنه، وأمر بقتله، أو بأنه يموت على غير السُّنَّة، وغير هذا، وتارة يضعون الآثار عليه بأنَّه قرَّب الأشرار، أو قتل فلانا وفلانا من الصَّحابة والأخيار.
ومن التُّهم والشُّبه التي أردت -من خلال هذا الجمع- كشفَها وبيانَ وجه الحقِّ فيها هي:
اتهامُ الصحابي الكريم معاوية بن أبي سفيان بأنَّه :
1. قتَلَ الصَّحابيَّ حُجْرَ بنَ عَدِي.
2. بسَبَبِ تشيُّعِه وولائِه لعلي بن أبي طالب ليس غيرُ.
3. مع أنَّ النَّبي-صلَّى الله عليه وسلَّم- قد شهِد – في زعمهم – لِحُجْر بنِ عدي ومن قُتِل معه بالْخَيْرِ وبظلمِ قاتِلِهم.
4. وإنكارُ الصَّحابة على معاوية-رضي الله عن الصَّحابة أجمعين-، وبكاؤُهم على فقد حُجْر بن عدي.
وسيكون الردُّ على هذه الشُّبهة-بإذن الله- من خلال التَّعرض للمسائل الأربع المذكورة بالتَّرتيب، وقبل الشروع في المقصود لا بدَّ من التَّذكير بأمرين:
الأول: أنَّ سبَبَ كتابتِي في هذه الجزئية بالذَّات هو طلبُ أحدِ إخواني الأعزّاء مني ذلك لحسن ظنِّه بي-غفر الله لي وله- وما كنت لأردَّ له طلبا خاصَّةً في مثل هذه الْمَواضيع التي أتشرَّف بالكتابة فيها.
والثاني: أنَّ هناك من طلبة العلم من أجاب على هذه الشُّبهة، فلذلك الأجوبة في الْمُجمل لن تخرج عمَّا ذكروه، ولكن الاختلاف سيكون في الأسلوب، وطريقة العرض والطرح، فلهذا أنا لست أدعي أنِّي لم أسبق إلى هذا، وإنَّما أرجو أن يكتب الله لنا الأجر جميعا. و الله الموفق.
الردُّ على الشُّبهة الأُولى
قتل معاوية بن أبي سفيان للصَّحابي حُجْر بنِ عَدِي
أولا : من هو حُجْر بن عدي؟
هو أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حُجْرُ بنُ عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ رَبِيْعَةَ الكِنْدِيُّ بْنِ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِيْنَ بنِ الحَارِثِ بنِ مُعَاوِيَةَ الكِنْدِيُّ الكُوْفِيُّ، وَهُوَ حُجْرُ الخَيْرِ، وَأَبُوْهُ عَدِيُّ الأَدْبَرُ, وَكَانَ قَدْ طُعِنَ مُوَلِّياً، فَسُمِّيَ الأَدْبَرَ.
وهو مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ,والأكثرُون على أنه من التَّابعين
فقد نقل الْحَافظُ ابنُ حجر رحمه الله في الإصابةِ عن ابن سعد وغيره أنهم أثبتوا له الصُّحبة ثم قال أمَّا البخاريّ وابنُ أبي حاتم عن أبيه وخليفةُ بنُ خياط وابنُ حبان فذكروه في التَّابعين,وكذا ذكره ابنُ سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة،فإمَّا أن يكون ظنَّه آخروإما أن يكون ذهل) [الإصابة(2/32-33)].
وهذا يدلُّك على تدليسِ الطَّاعنين ومكرِهم، فقد جزمُوا بصحبةِ حجر بنِ عدي ولم يشيروا إلى الخلاف، والصَّواب أنَّ فيه خلافاً، بل الأقرب أنَّه من ثقاتِ التابعين.
وسبب هذا الجزم هو حرصُهم على إظهار عِظَمِ صنيعِ معاويةَ من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى يريدون أن يُظهروا أنَّ الصَّحابة ما كانوا على اتفاقٍ، بل كان بينَهم من العداءِ ما جعلهم يقتُل بعضُهم بعضاً بغيرِ سببٍ ولا تأويل.
وعلى فرض إثبات الصُّحبة له-كما قالوا- لماذا لم يسعهم قول نبي الأمة-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ( إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا…) [الطبراني في الكبير(1427)، وهو في الصحيحة(34)].
ولماذا لم يقيموا لإجماع الأمَّة على عدالتِهم وعدمِ الخوضِ فيما شجر بينهم وزنا.
قال النَّووي-رحمه الله-[التَّقريب والتَّيسير لمعرفة سنن البشير النذير(92)] : (الصَّحابة كلُّهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم، بإجماع من يعتدُّ به )
وقال ابنُ كثير-رحمه الله-: ( والصَّحابة كلهم عدول عند أهل السُّنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السُّنة النَّبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -رغبة فيما عند الله، من الثَّواب الجزيل، والجزاء الجميل)[الباعث الحثيث (181)].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- وَأَمَّا ما شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ فقَدْ ثَبَتَ بِالنُّصُوصِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَائِشَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، بَلْ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» .
وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَعَمْرُو بْنُ العاص وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ هُمْ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَهُمْ فَضَائِلُ وَمَحَاسِنُ.
وَمَا يُحْكَى عَنْهُمْ فكَثِيرٌ مِنْهُ كَذِبٌ، وَالصِّدْقُ مِنْهُ – إنْ كَانُوا فِيهِ مُجْتَهِدِينَ، فَالْمُجْتَهِدُ إذَا أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِن أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ، وَخَطَؤُهُ مغفور لَهُ.
وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّ لَهُمْ ذُنُوبًا فَالذُّنُوبُ لَا تُوجِبُ دُخُولَ النَّارِ مُطْلَقًا إلَّا إذَا انْتَفَتْ الْأَسْبَابُ الْمَانِعَةُ مِنْ ذَلِكَ، وَهِيَ عَشْرَةٌ: مِنْهَا التَّوْبَةُ، وَمِنْهَا الِاسْتِغْفَارُ، وَمِنْهَا الْحَسَنَاتُ الْمَاحِيَةُ، وَمِنْهَا الْمَصَائِبُ الْمُكَفِّرَةُ، وَمِنْهَا شَفَاعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهَا شَفَاعَةُ غَيْرِهِ، وَمِنْهَا دُعَاءُ الْمُؤْمِنِينَ، وَمِنْهَا مَا يُهْدَى لِلْمَيِّتِ مِنْ الثَّوَابِ كَالصَّدَقَةِ وَالْعِتْقِ عنهم، وَمِنْهَا فِتْنَةُ الْقَبْرِ، وَمِنْهَا أَهْوَالُ الْقِيَامَةِ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ«خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْت فِيهِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»وَحِينَئِذٍ فَمَنْ جَزَمَ فِي وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ أَنَّ لَهُ ذنوبًا يَدْخُلُ بِها النَّارَ قَطْعًا فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ، فَإِنَّهُ لَوْ قَالَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ لَكَانَ مُبْطِلًا، فَكَيْفَ إذَا قَالَ مَا دَلَّتْ الدَّلَائِلُ الْكَثِيرَةُ عَلَى نَقِيضِهِ،فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ بما نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ ذَمِّهِمْ أَوْ التَّعَصُّبِ لِبَعْضِهِمْ بِالْبَاطِلِ فَهُوَ ظَالِمٌ مُعْتَدٍ)[مجموع الفتاوى(4/431-432)].
الردُّ على الشُّبهة الثَّانية
أنّه قتله بسبب تشيعه وولائه لعلي بن أبي طالب ليس غيرُ
هذه هي النُّقطة التي كثُرتْ فيها الأقوال، وسالتْ فيها الأقلام، وهي قولُهم وادِّعاؤُهم أنَّ جُرمَ وجنايةَ حجرِ بنِ عدِيّ الوحيدةَ هي ولايتُه وحبُّه الكبيرُ لعلي بنِ أبي طالب-رضي الله عنه-، حتى إنَّهم لقَّبوه بـ (شهيد الولاء).
وممَّا ينبغي أن يعلم ولا ينكر هو أن حجر بن عدي كان من المقربين من علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وأمراءه، وهذا أمرٌ محمود، وشرفٌ مرغوب، ولكنَّ الْمَفتونين استغلُّوا هذه الجزئية، مع ما جرى بين علي ومعاوية -رضي الله عن الجميع- ليدَّعُوا ما ادَّعَوْه، وحشدوا -كعادتهم- الأحاديث والآثار الباطلة والقصص الواهية ليثبتوا التهمة الشنيعة لمعاوية-رضي الله عنه وأرضاه-.
أمَّا ما يخصُّ سبب القتل فإن الذي يذكره أهل التَّاريخ والسِّيَر في سبب مقتل حجر بن عدي هو أنَّه –رحمه الله- كان شديد الإنكار على الولاة أمام النَّاس، بل كان يجمع النَّاس على ذلك، حتى أنَّه خرج مرَّة مع جماعةٍ بالسِّلاح ثم رجع.
والقطرةُ التِّي أفاضت الكأس أنَّ زيادَ بنَ أبِيه- أميرَ الكوفة من قِبَل معاوية- خطب خطبةً أطال فيها، فقام حُجْر بنُ عدي في المسجد مناديا بالصَّلاة، فمضى زياد في الخطبة، فما كان من حجر إلاَّ أن حَصَبَهُ هو وأصحابُه بالْحَصا، فكتب زيادٌ إلى معاويةَ ما كان من حُجر، وقد كان حجرٌ يفعل مثل ذلك مع المغيرةَ بنِ شعبةَ والي الكوفة قَبْلَ زياد، فلمَّا أُخِذ إلى معاوية رأى-رضي الله عنه- أنَّ من المصلحة قتلَه.
وسبب تشدُّد معاويةَ في قتل حجر هو محاولة حُجر البغي على الجماعة، وشقّ عصا المسلمين، وذلك يعتبر من السَّعي بالفساد في الأرض، وخصوصاً في الكوفة التِّي خرج منها جزء من أصحاب الفتنة على عثمانَ-رضي الله عنه- فأراد معاويةُ استئْصالَ الفتنةِ بقتلِ حجر، وهذا يعدُّ من السِّياسة الشرعية، خاصَّة من رجلٍ يُوصف بأنَّه من دُهاة العرب([1]).
ومعلوم أنَّ التَّعزير من الإمام قد يصل إلى القتل إذا كانت المصلحة في ذلك، وهذا هو مذهبُ واختيارُ جمعٍ من أهل العلم, يقول ابن القيم-رحمه الله- مبينا مذاهب العلماء في التَّعزير بالقتل: (وَأَبْعَدُ الْأَئِمَّةِ مِنْ التَّعْزِيرِ بِالْقَتْلِ: أَبُو حَنِيفَةَ، وَمَعَ ذَلِكَ فَيُجَوِّزُ التَّعْزِيرَ بِهِ لِلْمَصْلَحَةِ، كَقَتْلِ الْمُكْثِرِ مِنْ اللِّوَاطِ، وَقَتْلِ الْقَاتِلِ بِالْمُثْقَلِ.
وَمَالِكٌ: يَرَى تَعْزِيرَ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ بِالْقَتْلِ، وَوَافَقَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ أَحْمَدَ، وَيَرَى أَيْضًا هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَالشَّافِعِيِّ: قَتْلَ الدَّاعِيَةِ إلَى الْبِدْعَةِ )[الطرق الحكمية(224)].
ويقول ابنُ فرحون المالكي-رحمه الله-: ( وَإِذَا قُلْنَا: إنَّهُ يَجُوزُ لِلْحَاكِمِ أَنْ يُجَاوِزَ الْحُدُودَ فِي التَّعْزِيرِ، فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يَبْلُغَ بِالتَّعْزِيرِ الْقَتْلَ أَوْ لَا؟ فِيهِ خِلَافٌ، وَعِنْدَنَا يَجُوزُ قَتْلُ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ إذَا كَانَ يَتَجَسَّسُ بِالْعَدُوِّ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ بَعْضُ الْحَنَابِلَةِ، وَأَمَّا الدَّاعِيَةُ إلَى الْبِدْعَةِ الْمُفَرِّقُ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ. وَقَالَ بِذَلِكَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ فِي قَتْلِ الدَّاعِيَةِ كَالْجَهْمِيَّةِ وَالرَّوَافِضِ وَالْقَدَرِيَّةِ، وَصَرَّحَ الْحَنَفِيَّةُ بِقَتْلِ مَنْ لَا يَزُولُ فَسَادُهُ إلَّا بِالْقَتْلِ)[تبصرة الحكام(2/297)].
ويقول ابنُ عابدين الحنفي-رحمه الله-[حاشية ابن عابدين(4/243)].: ( وَالْمُبْتَدِعُ لَوْ لَهُ دَلَالَةٌ وَدَعْوَةٌ لِلنَّاسِ إلَى بِدْعَتِهِ وَيَتَوَهَّمُ مِنْهُ أَنْ يَنْشُرَ الْبِدْعَةَ – وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِكُفْرِهِ – جَازَ لِلسُّلْطَانِ قَتْلُهُ سِيَاسَةً وَزَجْرًا، لِأَنَّ فَسَادَهُ أَعْلَى وَأَعَمُّ حَيْثُ يُؤَثِّرُ فِي الدِّينِ. وَالْبِدْعَةُ لَوْ كَانَتْ كُفْرًا يُبَاحُ قَتْلُ أَصْحَابِهَا عَامًا، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ كُفْرًا يُقْتَلُ مُعَلِّمُهُمْ وَرَئِيسُهُمْ زَجْرًا وَامْتِنَاعًا)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: (وَمَنْ لَمْ يَنْدَفِعْ فَسَادُهُ فِي الْأَرْضِ إلَّا بِالْقَتْلِ قُتِلَ، مِثْلَ الْمُفَرِّقِ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَالدَّاعِي إلَى الْبِدَعِ فِي الدِّينِ، قَالَ تَعَالَى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: ((إذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا)) وَقَالَ: ((مَنْ جَاءَكُمْ وَأَمْرُكُمْ عَلَى رَجُلٍ وَأَحَدٍ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ)). ((وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ رَجُلٍ تَعَمَّدَ عَلَيْهِ الْكَذِبَ))، ((وَسَأَلَهُ ابْنُ الديلمي عَمَّنْ لَمْ يَنْتَهِ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ؟ فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَنْتَهِ عَنْهَا فَاقْتُلُوهُ))، فَلِهَذَا ذَهَبَ مَالِكٌ وَطَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد إلَى جَوَازِ قَتْلِ الْجَاسُوسِ، وَذَهَبَ مَالِكٌ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ إلَى قَتْلِ الدَّاعِيَةِ إلَى الْبِدَعِ)[مجموع الفتاوى(28/108-109)].
قال الذَّهبي-رحمه الله- [سير أعلام النبلاء(3/463)] في ترجمة حجر بن عدي: (كَانَ شَرِيفاً، أَمِيْراً مُطَاعاً، أَمَّاراً بِالمَعْرُوفِ، مُقْدِماً عَلَى الإِنْكَارِ؛ مِنْ شِيْعَةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – شَهِدَ صِفِّيْنَ أَمِيْراً، وَكَانَ ذَا صَلاَحٍ وَتَعَبُّدٍ.
قِيْلَ: كَذَّبَ زِيَادَ بنَ أَبِيْهِ مُتَوَلِّي العِرَاقِ وَهُوَ يَخْطُبُ، وَحَصَبَهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَكَتَبَ فِيْهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
فَعَسْكَرَ حُجْرٌ فِي ثَلاَثَةِ آلاَفٍ بِالسِّلاَحِ، وَخَرَجَ عَنِ الكُوْفَةِ، ثُمَّ بَدَا لَهُ، وَقَعَدَ، فَخَافَ زِيَادٌ مِنْ ثَوْرَتِهِ ثَانِياً، فَبَعَثَ بِهِ فِي جَمَاعَةٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ) .
وقال محبُّ الدِّين الْخَطِيب-رحمه الله-[العواصم من القواصم(212)]. ملخصًا الكلامَ حول هذِه الْمَسألة: (حجر بن عدي الكندي عدَّه البخاري وآخرون من التابعين. وعده البعض الآخر من الصحابة. وكان من شيعة علي في الجمل وصفين. وروى ابن سيرين أن زيادا – وهو أمير الكوفة – خطب خطبة أطال فيها، فنادى حجر بن عدي " الصلاة! " فمضى زياد في خطبته، فحصبه حجر وحصبه آخرون معه. فكتب زياد إلى معاوية يشكو بغي حجر على أميره في بيت الله، وعد ذلك من الفساد في الأرض. فكتب معاوية إلى زياد أن سرح به إلي… فلما جيء به إلى معاوية أمر بقتله.
فالذين يريدون أنَّ معاوية قتله بحق يقولون: ما من حكومة في الدُّنيا تعاقب بأقلَّ من ذلك من يحصب أميره وهو قائم يخطب على المنبر في المسجد الجامع، مندفعا بعاطفة الحزبية والتشيع. والذين يعارضونهم يذكرون فضائل حجر ويقولون: كان ينبغي لمعاوية أن لا يخرج عن سجيته من الحلم وسعة الصدر لمخالفيه. ويجيبهم الآخرون بأن معاوية يملك الحلم وسعة الصدر عند البغي عليه في شخصه، فأما البغي على الجماعة في شخص حاكمها وهو على منبر المسجد فهو ما لا يملك معاوية أن يتسامح فيه، ولا سيما في مثل الكوفة التي أخرجت العدد الأكبر من أهل الفتنة الذين بغوا على عثمان بسبب مثل هذا التسامح، فكبدوا الأمة من دمائها وسمعتها وسلامة قلوبها ومواقف جهادها تضحيات غالية كانت في غنى عنها لو أن هيبة الدولة حفظت بتأديب عدد قليل من أهل الرعونة والطيش في الوقت المناسب. وكما كانت عائشة تود لو أن معاوية شمل حجرا بسعة صدره، فإن عبد الله بن عمر كان يتمنى مثل ذلك. والواقع أن معاوية كان فيه من حلم عثمان وسجاياه، إلا أنه في مواقف الحكم كان يتبصر في عاقبة عثمان وما جر إليه تمادي الذين اجترأوا عليه)
ومن عجيب صنيعهم وصريح كذبهم ادعاؤُهم أنَّ سبب حصب حجر وأصحابه لزياد أثناء خطبته هو شتمه لعلي وسبّه في خطبته، وهم كعادتهم يستدلون بآثار أسانيدها واهية أو لا أسانيد لها أصلا.
والأقبح من هذا قولهم بأن معاوية-رضي الله عنه- كان يأمر ولاته بسب علي وآله ولعنهم فوق المنابر، ودون إثبات هذا خرط القتاد، بل الثابت عنه-رضي الله عنه- التصريح بفضلهم ومنزلتهم.
أما ما يذكره بعض المؤرخين من الروايات فلا يلتفت إليه لأنهم أوردوها بأسانيد واهية وأغلبها من روايات الشيعة الرَّوافض، وعذرهم أنهم أوردوها بأسانيدها، ومن أبرز هؤلاء المؤرخين الطبري –رحمه الله- الذي يقول في مقدمة تاريخه:
( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا)[تاريخ الطبري(1/8)].
وقد عقد الآجري-رحمه الله- في كتابه العظيم الشريعة بابا بعنوان: (بَابُ ذِكْرِ تَعْظِيمِ مُعَاوِيَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِكْرَامِهِ إِيَّاهُمْ) وأورد تحته عدة أحاديث تدل على حسن صنيع معاوية-رضي الله عنه- مع أهل البيت، ومما أورده فيه:
-ما أخرجه بسنده الصحيح(1959) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- إِذَا لَقِيَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: مَرْحَبًا بِابْنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَهْلًا, وَيَأْمُرُ لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفٍ، وَيَلْقَى ابْنَ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِابْنِ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنِ حَوَارِيِّهِ وَيَأْمُرُ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ.
– وما أخرجه بسنده الحسن(1961)عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ فَضْلٌ عَلَى يَزِيدَ إِلَّا أَنَّ أُمَّكَ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَأُمَّهُ امْرَأَةٌ مِنْ كَلْبٍ لَكَانَ لَكَ عَلَيْهِ فَضْلٌ, فَكَيْفَ وَأُمُّكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟.
الردّ على الشبهة الثالثة
أنَّ النَّبي-صلّى الله عليه وسلّم- قد شهد لحجر بن عدي ومن قُتِل معه بالخير وبظلم قاتلهم
والجواب أن هذا الحديث المستشهد به لذلك ضعيف لا يصح، وهو ما رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ(3/320)، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة(6/457) وابن عساكر في تاريخ دمشق(12/226) قال: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: مَا حَمَلَكَ عَلَى قَتْلِ أَهْلِ عَذْرَاءَ: حُجْرٍ وَأَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي رَأَيْتُ قَتْلَهُمْ صَلَاحًا لِلْأُمَّةِ، وَإِنَّ بَقَاءَهُمْ فَسَادٌ لِلْأُمَّةِ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:
(سَيُقْتَلُ بِعَذْرَاءَ نَاسٌ يَغْضَبُ اللهُ لَهُمْ، وَأَهْلُ السَّمَاءِ).
قال الألباني-رحمه الله- مخرجا هذا الحديث: (وهذا إسناد ضعيف. رجاله كلهم ثقات، لكنه معضل، فإن أبا الأسود هذا – واسمه: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل – من أتباع التابعين، ولذلك قال ابن كثير عقبه في "البداية" (6/55): "وهذا إسناد ضعيف منقطع". وبالانقطاع أعله الحافظ أيضاً في ترجمة حجر من "الإصابة". وأعله الحافظ ابن عساكر بعلة أخرى وهي الوقف، فقال عقبه: "ورواه ابن المبارك عن ابن لهيعة فلم يرفعه". ثم ساق إسناده إليه عن ابن لهيعة: حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال: أن معاوية حج فدخل على عائشة -رضي الله تعالى عنها- فقالت يا معاوية! قتلت حجر بن الأدبر وأصحابه؟! أما والله! لقد بلغني أنه سيقتل بـ (عذراء) سبعة رجال يغضب الله تعالى لهم وأهل السماء. قلت وهذا منقطع أيضاً سعيد بن أبي هلال من أتباع التابعين أيضاً، على أن أحمد وغيره رماه بالاختلاط)[سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة(13/712)(6324)].
وأوردوا كذلك أثرا عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- أخرجه كذلك سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ(3/320)، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة(6/456)، و ابن عساكر في تاريخ دمشق(12/227) قال: حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: (يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ, سَيُقْتَلُ مِنْكُمْ سَبْعَةُ نَفَرٍ بِعَذْرَاءَ, مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ فَقُتِلَ حُجْرٌ وَأَصْحَابُهُ).
قال ابن كثير بعد إيراد هذا الأثر في البداية والنهاية(8/55): (ابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ).
الردّ على الشبهة الرابعة
أنَّ الصحابة-رضوان الله عليهم- أنكرُوا على معاوية-رضي الله عنه- وبكوا على فقد حُجْر بن عدي
أغلب ما يذكره الفتّانون في هذا الباب لا يصلح، غاية ما في الأمر أن عائشة-رضي الله عنها- تمنت لو أن معاوية عفا وصفح عن حجر وعامله بحلمه، فأجابها معاوية بأنه رأى المصلحة في قتله حقنا للدماء وإخمادا للفتنة.
فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق(12/239) بسنده من طريق الإمام أحمد عن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: (أَقَتَلْتَ حُجْرًا؟) فَقَالَ: (يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي وَجَدْتُ قَتْلَ رَجُلٍ فِي صَلَاحِ النَّاسِ خَيْرًا مِنِ اسْتِحْيَائِهِ فِي فَسَادِهِمْ).
فهذا الأثر يبين لك أن معاوية لم يقتل حجرا لهوى أو حبا للقتل, كما يحلو لبعض الجهلة أن يصوره، وإنما قتله حفاظا على مصلحة المسلمين من الفتنة والفساد.
وأما ما أوردوه من بكاء ابن عمر-رضي الله عنهما- لما سمع بموت حجر بن عدي[2]، فليس فيه ما يقتضي تجريم معاوية بل إنما بكى –رحمه الله- لما يقع في الأمة من الفتن وقد كان-رضي الله عنه- من أشد الصحابة نفورا عنها حتى إنه لم يدخل فيما جرى بين علي ومعاوية –رضي الله عن الجميع-.
كما أنه بكى من حبه لحجر بن عدي، فقتل معاوية لحجر من باب التعزير والمصلحة لا يقتضي أنه رجل سوء، فهناك من أقيم عليهم الحد من الصحابة ومع ذلك نترضى عنهم ونعتقد محبتهم.
وفي الأخير أختم بكلام قيّم لأبي بكر ابن العربي – رحمه الله – وهو يبين هذه القضية أتم التوضيح، حيث قال-رحمه الله-: ( فإن قيل: قتل حجر بن عدي – وهو من الصَّحابة مشهور بالخير-صبرًا أسيرًا، يقول زياد: وبعثت إليه عائشة في أمره فوجدته قد فات بقتله، قلنا: علمنا قتل حجر كلنا، واختلفنا: فقائل يقول قتله ظلمًا، وقائليقول قتله حقًا .
فإن قيل: الأصل قتله ظلمًا إلا إذا ثبت عليه ما يوجب قتله: قلنا:الأصل أن قتل الإمام بالحق، فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل. ولو كان ظلمًا محضًا لما بقي بيت إلا لعن فيه معاوية. وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العباس – وبينهم وبين بني أمية ما لا يخفى على النَّاس – مكتوب على أبواب مساجدها: "خير الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم".
ولكن حجرًا – فيما يقال – رأى من زياد أمورا منكرة فحصبه، وخلعه، وأراد أن يقيم الخلق للفتنة، فجعله معاوية ممن سعى في الأرض فسادًا.
وقد كلمته عائشة في أمره حين حج، فقال لها: دعيني وحجرًا حتى نلتقي عند الله. وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين، وما أنتم ودخولكم حيث لا تشعرون، فما لكم لا تسمعون؟).
فو الله إن كلامه الأخير منهج سار عليه أهل السُّنة فنجَوا، وضلَّ عنه المبدِّلون فهلكوا
قال الأوزاعي-رحمه الله-[شرح اعتقاد أصول أهل السنة والجماعة(1/174)] : ( اصْبِرْ نَفْسَكَ عَلَى السُّنَّةِ, وَقِفْ حَيْثُ وَقَفَ الْقَوْمُ, وَقُلْ بِمَا قَالُوا, وَكُفَّ عَمَّا كَفُّوا عَنْهُ, وَاسْلُكْ سَبِيلَ سَلَفِكَ الصَّالِحِ, فَإِنَّهُ يَسَعُكَ مَا وَسِعَهُمْ,… وَلَوْ كَانَ هَذَا خَيْرًا مَا خُصِصْتُمْ بِهِ دُونَ أَسْلَافِكُمْ, فَإِنَّهُ لَمْ يُدَّخَرْ عَنْهُمْ خَيْرٌ خُبِّئَ لَكُمْ دُونَهُمْ لِفَضْلٍ عِنْدَكُمْ, وَهُمْ أَصْحَابُ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ وَبَعْثَهُ فِيهِمْ, وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ, فَقَالَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح: 29])
وفي الأخير لا بدَّ أن نتنبه لمسألة مهمة جدا وهي أنَّ معاوية-رضي الله عنه وأرضاه- عالم من علماء المسلمين، له-كما لهم- حقُّ الاجتهاد
وهو في ذلك إمَّا: مصيبٌ له أجران، أو مخطئ له أجر الاجتهاد، وعليه فلو سلَّمنا أنَّ معاوية-رضي الله عنه- أخطأ في اجتهاده هذا لما جاز لأحد كائنا من كان أن يتكلم عليه بسوء، أو يجعل ذلك سببا للقدح فيه، ومن عجيب صنيع القوم أنَّهم يبيحون لغير الصَّحابة الاجتهاد في مسائل الدِّين الكبار، ولا ينكرون عليهم اختلافهم، في حين أنَّهم ينكرون على أعلم النَّاس بكلام الله وكلام رسوله-صلى الله عليه وسلم- ذلك.
قال ابن حزم-رحمه الله- وهو يتكلم عن معاوية-رضي الله عنه- واجتهاده : (فَلهُ أجر الِاجْتِهَاد فِي ذَلِك وَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِيمَا حُرِم من الْإِصَابَة كَسَائِر المخطئين فِي اجتهادهم الَّذين أخبر رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- أَن لَهُم أجرا وَاحِدًا وللمصيب أَجْرَيْنِ.
وَلَا عجبَ أعجبُ مِمَّن يُجِيز الِاجْتِهَاد فِي الدِّمَاء وَفِي الْفروج والأنساب وَالْأَمْوَال والشَّرائع الَّتِي يدان الله بهَا من تَحْرِيم وَإِيجَاب، ويعذر المخطئين فِي ذَلِك، وَيرى ذلك مُبَاحا لليث، وأبي حنيفَة، وَالثَّوْري، وَمَالك، وَالشَّافِعِيّ، وَأحمد، وَدَاوُد، وَإِسْحَاق، وَأبي ثَوْر، وَغَيرهم كزفر، وَأبي يُوسُف، وَمُحَمّد بن الْحسن، وَالْحسن بن زِيَاد، وَابْن الْقَاسِم، وَأَشْهَب، وَابْن الْمَاجشون، والمزني، وَغَيرهم، فواحد من هَؤُلَاءِ يُبِيح دم هَذَا الْإِنْسَان، وَآخر مِنْهُم يحرمه، كمن حَارب وَلم يقتل أَو عمل عمل قوم لوط وَغير هَذَا كثير، وَوَاحِد مِنْهُم يُبِيح هَذَا الْفرج، وَآخر مِنْهُم يحرمه، كبكر نَكَحَهَا أَبوهَا وَهِي بَالِغَة عَاقِلَة بِغَيْر إِذْنهَا وَلَا رِضَاهَا وَغير هَذَا كثير، وَكَذَلِكَ فِي الشَّرَائِع والأوامر والأنساب، وَهَكَذَا فعلت الْمُعْتَزلَة بشيوخهم كواصل وَعَمْرو وَسَائِر شيوخهم وفقهائهم، وَهَكَذَا فعلت الْخَوَارِج بفقهائهم ومفتيهم، ثمَّ يضيقون ذَلِك على من لَهُ الصُّحْبَة وَالْفضل وَالْعلم والتقدم وَالِاجْتِهَاد كمعاوية وعمروا وَمن مَعَهُمَا من الصَّحَابَة -رَضِي الله عَنهُم- وَإِنَّمَا اجْتهد فِي مسَائِل دِمَاء كَالَّتِي اجْتهد فِيهَا الْمفْتُون، وَفِي الْمُفْتِينَ من يرى قتل السَّاحر وَفِيهِمْ من لَا يرَاهُ، وَفِيهِمْ من يرى قتل الْحر بِالْعَبدِ، وَفِيهِمْ من يرى قتل الْمُؤمن بالكافر، وَفِيهِمْ من لَا يرَاهُ، فَأَي فرق بَين هَذِه الاجتهادات، واجتهاد مُعَاوِيَة وَعَمْرو وَغَيرهمَا لَوْلَا الْجَهْل والعمى والتخليط بِغَيْر علم)[الفصل في الملل والأهواء والنحل(4/124)].
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
قال الله سبحانه :" قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " ,
وكان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: اللهم آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. ولذلك أفضل ما يُشغل الإنسان نفسَه، هو تزكية هذه النفس الأمارة بالسوء.
قال ابن قدامة المقدسي – رحمه الله – في مختصر منهاج القاصدين – ص 156: ( من أراد الوقوف على عيوب نفسه فله في ذلك أربع طُرُق:
1- أن يجلِسَ بين يدي شيخٍ بصيرٍ بٍعُيوبِ النفس، يُعَرِّفُه عيوب نفسِه وطُرُقَ علاجها، وهذا قد عزَّ في هذا الزمان وجودُه، فمن وقع به فقد وقعَ بالطبيب الحاذق، فلا ينبغي أن يُفارِقَه.
2- أن يطلُبَ صديقًا صدوقًا بصيرًا متديناً، ويُنَصِّبَه رقيبًا على نفسِه، لينبِّهه على المكروه من أخلاقِه وأفعاله. وقد كان أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطَّاب رضي الله عنه يقول: ( رحِم الله امرءًا أهدى إلينا عُيوبَنا ). وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحنُ الآن في الغالب أبغضُ الناسِ إلينا من يُعرِّفُنا عيوبَنا.
3- أن يستفيدَ معرفةَ عيوبِ نفسِه من ألسنةِ أعدائه، فإنَّ عين السُّخط تبدي المساوئ، وانتفاعُ الإنسانِ بعدُوٍّ مُشاجِرٍ يذكُرُ عيوبَه؛ أكثرُ من انتفاعِه بصديقٍ مُداهنٍ يُخفي عنه عيوبه.
4- أن يُخالِط الناس، فكل ما يراه مذمومًا فيما بينهم يجتنبُه ).
هذه أربع طرق تعالج وتصلح نفسك بهن، فأين هم الجادون في إصلاح أنفسهم؟؟.
واعلم أخي المسلم أن إصلاحك لنفسك يكون على مراحل أربع وهي:
1- إصلاح القلب،فالقلب بصلاحه يصلح الجسد كله، كما قال صلى الله عليه وسلم ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) رواه البخاري. ولأن الجوارح ترجمان القلب، فهي تعبر عما يكنه القلب ويستره، ولذا قال أحد السلف الصالح: إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه.
2- إصلاح السلوك،فلا بد من صلاح سلوك الفرد، ولذا عني الإسلام بتهذيب سلوك المسلم، فهو عنوان التزامه وتدينه، قال الله تعالى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)النازعات:40-41.
-3 إعداد الجوارح للسلوك الصالح،كما أن صلاح القلب والسلوك يؤثر بلا شك على جوارح الإنسان، ولذا ينبغي لهذه الجوارح أن تُعَدَّ إعداداً جيداً للالتزام بصلاح القلب والسلوك.
4- التجهيز لأداء النفس لدور في المجتمع،فالمسلم يحيا في حياته ليؤدي دوراً، لا ليعيش ليأكل، وينام، ويموت كالدواب، وقد هوَّن القرآن من شأن قوم عاشوا بلا هدف ولا رسالة، فقال عنهم أولئك كالأنعام بل هم أضل )الأعراف: 179. فالمسلم يحيا لأداء رسالة في مجتمعه، وقد تحدَّث القرآن الكريم عن هذه الرسالة فقال: ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)الحج:77. ولذا أوجب الإسلام على المسلم أن يؤدي دوراً في مجتمعه، كل يوم قدر استطاعته، يقول صلى الله عليه وسلم: ( على كل مسلم صدقةقيل: أرأيت إن لم يجد ؟. قال: ( يعتمل بيديه، فينفع نفسه، ويتصدق ). قال: أرأيت إن لم يستطع ؟. قال: ( يعين ذا الحاجة الملهوف ) قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع ؟. قال يأمر بالمعروف أو الخير ) قال: أرأيت ان لم يفعل ؟. قال: ( يمسك عن الشر فإنها صدقة(رواه مسلم
من أراد أن يبتعد عن الخطأ، وعن الوقوع في الزلل، فليقرأ بقلبه درة من درر الحسن البصري حيث قال: ( أدركت أقواماً لم تكن لهم عيوب، فتكلموا في عيوب الناس، فأحدث اللّه لهم عيوباً، وأدركت أقواماً كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فستر اللّه عيوبهم ).
جعلنا الله واياكم من الصالحين
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : ( ويل للأتباع من عثرات العــالم ) . قيل : و كيف ذاك ؟ قال : [يقول العالم شيئاً برأيه ثم يجد من هو أعلم منه برسول الله e فيترك قوله ذلك ، ثم يمضي الاتباع
فإن ( العالِم يزِلُّ و لا بُدَّ ، إذ لَيسَ بمعصومٍ ، فلا يجوز قبول كلِّ ما يقوله ، و يُنزَّل قوله منزلة قول المعصوم ، فهذا الذي ذمَّه كلّ عالِم على وجه الأرض ، و حرَّموه ، و ذمُّوا أهلَه )
وعلاقة زلة العالم بالنصيحة : أن كثيراً ما يُقال : ما بالكم تحذّرون من زلّة العالم مع كونه لا يخطئ إلا عن اجتهاد ، يستحق عليه الأجر ، و هو في جميع أحواله بين الأجر و الأجرين .
و ردّاً على هذه الشبهة نقول : إنّ مكمن الخطورة في زلّة العالم ، ليس في كونها خطأ من مجتهد ، و لكن فيما يترتب عليها من عمل الأتباع و المقلدين من بعده ، و ممّا يستفاد من قول ابن عبّاس المتقدّم في التحذير من زلّة العالِم : ( فيترك قوله ذلك ، ثم يمضي الأتباع ) ، بيان أنّ خطر الزلّة في كون شرّها متعدياً إلى من قلّد صاحبها فيها ، و كفى بهذا محرّضاً على النكير على من صار إليها ، أو تترّس بها في تحليل ما حرّم الله ، و قد يلحق صاحبها إثم من استنّ به فيها ، شأنه في ذلك شأن من سنّ سنّةً سيّئة .
قال الشاطبي بعد أن سرد جملة من الآثار في التحذير من زلة العالم : ( و هذا كله ، و ما أشبهه ، دليل على طلب الحذر من زلة العالم ….)
من أجل ذلك كان واجبا على الأتباع تجاه زلة العالم التحذير منها والإنكار على من أصرَّ عليها أو تابَعَه فيها ، منطلقين في ذلك من هدي النبي e في النصيحة وآدابها.
و من النصيحة للعلماء الواجبة لهم ما ذهب إليه ابن رجب الحنبلي رحمه الله في قوله : ( و مِمَّا يختص به العلماء ردّ الأهواء المضلة بالكتاب و السنة على مُورِدِها ، و بيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء كلها ، و كذلك رد الأقوال الضعيفة من زلاّت العلماء ، و بيان دلالة الكتاب و السنة على ردّها ).
فإذا أردنا خيراً بعلمائنا ، وورثة النبوّة في أمّتنا ، كان لِزاماً علينا أن نلتزم تجاههم بأدبَين جليلين :
الأوّل: توقيرهم و معرفة قَدرهم ، و عدَم الحط من مكانتهم ، أو الطعن في علمهم و أمانتهم بسبب ما قد يقعون فيه من زلاّت ، أو يخطئون فيه من الفتاوى و السؤالات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين اضطره المقام إلى الخوض في مسألة زلات العلماء : ( نعوذ بالله سبحانه مما يفضي إلى الوقيعة في أعراض الأئمة ، أو انتقاص أحد منهم ، أو عدم المعرفة بمقاديرهم و فضلهم ، أو محادتهم و ترك محبتهم و موالاتهم ، و نرجو من الله سبحانه أن نكون ممن يحبهم و يواليهم و يعرف من حقوقهم و فضلهم ما لا يعرفه أكثر الأتباع ، و أن يكون نصيبنا من ذلك أوفر نصيب و أعظم حظ ، و لا حول و لا قوة إلا بالله )
و قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام محمد بن نصر المروزي : ( و لو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه و بدَّعناه ، و هجرناه ، لما سلم معنا ابن نصير ، و لا ابن مندة ، و لا من هو أكبر منهما ، و الله هو هادي الخلق إلى الحق ، هو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى و الفظاظة ) .
الثاني: نصيحة الناس من الوقوع فيها ، سواء كانوا من أئمة المسلمين أو عوامهم.
قال رجل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : إن ابن المبارك قال :كذا . فقال : إن ابن المبارك لم ينزل من السماء
و قال الإمام القرطبي في تفسيره : و قد ذَكَرَ الخلاف في حكم شرب النبيذ : ( فإن قيل : فقد أحل شربه إبراهيم النخعي ، و أبو جعفر الطحاوي ، و كان إمام أهل زمانه ، و كان سفيان الثوري يشربه ، قلنا : ذكر النسائي في كتابه أن أول من أحل المسكر من الأنبذة إبراهيم النخعي ، و هذه زلة من عالم ، و قد حُذِّرْنا من زلة العالم ، و لا حجة في قول أحد مع السنة ) .
تأليف
إسلام منصور عبد الحميد
شكراااااااااااااااااااااااااااااااا
بارك الله فيك
العفو أختي شكرا جزيلا على المرور
شكرا جزيلا على المرور الهام
إن كل عدد من الأعداد ربما يكون وراءه بحث كامل يزيد من قوة إيمان المؤمن ويهدي إلى سواء السبيل ، دون شك أو ريب ، فبحصر الأرقام حسب تواجدها في القرآن الكريم ، نجد أن الأرقام الرئيسية في علوم الرياضيات 1 و2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 7 و 8 و 9 وأيضاً العدد 10 كلها وردت في كتاب الله الكريم بدرجات متفاوتة ، وكان أكثرها وروداً العدد (1) الذي اقترن بلفظ الجلالة 23 مرة ، وبدون لفظ الجلالة 7 مرات ، يليه العدد 7 ، ثم العدد 3 ، ثم العدد 2 ، ثم 4 ، ثم 6 ثم العدد 10 ، ثم جاءت أعداد أخرى بدرجات أقل ، وعلى سبيل المثال –لا الحصر – العدد1 " وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد " والعدد 2 " وإلا تنصروه ، فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانيَ اثنين " ، والعدد 3 " قال ربي اجعل لي آية ، قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " ، والعدد 4 " قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك". والعدد 5 " ويقولون خمسة سادسهم كلبهم" ، والعدد 6 " إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام " ، والعدد 7 " كمثل حبة أنبتت سبع سنابل " ، والعدد 8 " قال : إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثمانيَ حجج " والعدد 9 " وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض " والعدد 10 " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " .
اللله يجازيكي يا اختي و بارك الله فيك
]
بوركت.مشكووووور
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً
عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ،
اما بعد :
قال الله تبارك تعالى في كتابه العزيز:
***64831; وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ***64830;
(سورة الأعراف/180)،
وقال سبحانه ايضا:
”.. قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى.. ”
(سورة الإسراء/110)،
هي رحلة مباركة سأبدأها معكم في رحاب اسماء الله الحسنى الجليلة
فالحديث عن هذه الاسماء ممتع وشيق لانه ليس فيه كلام عن حرام او حلال وليس بها تفصيل لاي تكاليف بل هي رحله نسافر فيها متنقلين بين جواهر اسماء الله الحسنى وصفاته العلا تبعا للسنة النبوية المطهرة حيث روى البخاريُّ ومسلمٌ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ:
"إن لله تعالى تسعةً وتسعينَ اسمًا , مائةً إلا واحدًا من أحصاها دَخَلَ الجنةَ ".
وهو وتر يحب الوتر
وأحصاها هنا بمعنى رددها واستيقن بها وعمل بمقتضاها
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
هو الله الذي لا إلــه الا هو:
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ
الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُُ
اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُِّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ
العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ
القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ
المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ
القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنانَّ القَادِرُ الخَلاَّقُ المَالِكُ الرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ
المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقيتُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ
الحَكَمُ الأَكْرَمُ البَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ
الرَّبُّ الأعْلى الإِلَهُ ذي الجلال و الاكرام…
(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*)
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
خير مااتمنى في الوجود دعائك لي عند السجود ومرافقتك في جنة الخلود
ما تحسر أهل الجنة على شيء كما تحسروا على ساعة لم يذكروا فيها الله
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه
اللهم إني أسألك أن تجمع بيني و بين قاريء هذا المسج في الجنة
ودي أوصلك رسالة تسبق الريح أكون فيها صريح و بعدها أستريح أحبك في الله
عمر هذه الأمة قصير لكن أبواب الخير كثيرة و الأعمال مضاعفة
هل تعرف أين سعادة الدنيا و سعادة الآخرة إنها في طريق الالتزام
مالت عليك أغصان الجنة و هب عليك من نسيمها و زوجك الله من الحور العين
أجمل من الورد و أحلى من الشهد ولا تحتاج لجهد سبحان الله وبحمده
اسأل الذي جمعنا في دنيا فانية أن يجمعنا ثانية في جنة قطوفها دانية
اامييييييييييين يا رب العالمين
جمعنا الله و إياكِ في جنات النعيم
امينة يا رب العالمين
آمين يا رب العالمين
شكراااااااااا
وهي عدم القدرة علي التبوّ ل لعدة ايام اعزكم الله ..
وبعد ازدياد الآلام أجري له الطبيب عملية في المثانة .
وبعد نجاح العملية أعطوا الرجل فاتورة المستشفي ..
فبدأ الرجل بالبكاء …فقال له الطبيب:
اذا كانت الفاتورة غالية ممكن نعمل لك تخفيض؟؟
فقال الرجل :ليس هذا ما يبكيني ’
الذي يبكيني هو ان الله أعطـــــــــــــــــــــــــاني
نعمة التبوّ ل 70 عاما ولم يرسل لي فاتورة مقابل ذلك.
""سبــــــــــــــــــــحانك…لاندرك نعمتك الا بعد فقدانها""
فعلا نعمة من رب العالمين ..
إذا كان لديك بيت يؤويك، ومكان تنام فيه،
وطعام في بيتك، ولباس على جسمك،
فأنت أغنى من 75% من سكان العالم
إذا كان لديك مال في جيبك، واستطعت أن توفر شيء منه لوقت الشدة فأنت واحد ممن يشكلون 8% من أغنياء العالم
إذا كنت قد اصبحت في عافية هذا اليوم فأنت في نعمة عظيمة، فهناك مليون إنسان في العالم لن يستطيعوا أن يعيشوا لأكثر من أسبوع بسبب مرضهم
إذا لم تتجرع خطر الحروب، ولم تذق طعم وحدة السجن،
ولم تتعرض لروعة التعذيب فأنت أفضل من 500 مليون إنسان على سطح الأرض
إذا كنت تصلي في المسجد دون خوف من التنكيل أو التعذيب أو الاعتقال أو الموت، فأنت في نعمة لا يعرفها ثلاثة مليارات من البشر
إذا كان أبواك على قيد الحياة ويعيشان معاً غير مطلقين فأنت نادر في هذا الوجود
إذا كنت تبتسم وتشكر المولى عز وجل فأنت في نعمة،
فكثيرون يستطيعون ذلك ولكن لا يفعلون
إذا وصلتك هذه الرسالة وقرأتها فأنت في نعمتين عظيمتين
أولاهما أن هناك من يفكر فيك
والثانية أنك أفضل من مليارين من البشر الذين لا يحسنون القراءة في هذه الدنيا.
أقول لك لكي تكون أسعد مما أنت عليه
احمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى،
وليكن لسانك رطباً بذكر الله، وكن كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ :
"لا تدعنّ بعد كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" صححه الألباني
(وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
كتبب فأوجزت ووفيت ، كلام جميل وحكم غالية.