التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

خصائص رسول الله الظاهرة والباطنة

خصائص رسول الله الظاهرة والباطنة


الونشريس


أنه صلي الله عليه وسلم سيِّدُ ولد آدم[1] وأنه غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} قال البيضاوي: أي جميع ما فرط منك مما يصح أن تُعاتب عليه وأنه أكرم الخلق عند الله فهو أفضل من كل المرسلين وجميع الملائكة المقربين وأنه أسلم قرينه[2] وأن الميت يُسأل عنه في قبره وأنه حُرِّم نِكَاحُ أزواجه من بعده {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}- أي: هنَّ في الحُرمة كالأمهات – حرم نكاحهن عليهم بعده تكرمة وخصوصية وأن أولاد بناته ينسبون إليه قال عليه الصلاة والسلام في الحسن (إن ابني هذا سيِّدٌ)[3] وإنَّ كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبه وسببه قال عليه الصلاة والسلام (كلُّ سَبَبٍٍ وَنَسَبٍٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ القِيَامَةِ إلاَّ سَبَبِي وَنَسَبِي)[4] والنسب بالولادة والسبب بالزواج وأنه لا يجوز التزوج على بناته[5] لأن ذلك يؤذيه وأذيته حرامٌ بالاتفاق فعن المُسَوِّر بن مخرمة أن عليَّ بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فلما سمعتْ بذلك فاطمة أتتْ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وهذا علىٌّ ناكح ابنة أبي جهل قال المُسَوِّر: فقال النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته تشهد قال (أما بعد: فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدَّثني فصدقني وإن فاطمة بنت مُحَمَّدٍ بضعةٌ مني وإنما أكره أن يفتنوها وإنه واللهِ لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبداً) قال: فترك عليُّ الخِطبة[6]

وفي رواية للشيخين عن المسوِّر أيضًا (فإنَّ ابنتي بضعةٌ مني يُرِيبُني ما رَابَهَا ويُؤذيني ما آذاها) وأنه لا يجتهد أَحَدٌ في محرابه يمنة ولا يسرة وأنه من رآه بالمنام فقد رآه حقًّا فإن الشيطان لا يتمثل به وفي رواية مسلم (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) وليس لأحد أن يتكنى بكُنية أبي القاسم سواءٌ كان اسمه محمد أم لا – عند الشافعي وجوَّزه مالك ومن خصائصه أن تثبت الصحبة لمن اجتمع به لحظة بخلاف التابعي مع الصحابي فلا تثبت إلا بطول الاجتماع معه – على الصحيح عند أهل الأصول والفرق عِظَم منصب النُّبوَّة ونُورِهَا فبمجرد ما يقع بَصَرُهُ على الأعرابي الجِلْف ينطق بالحكمة وأن أصحابه كلَّهم عدول قال الله خطاباً للموجودين حينئذ {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} أي عدولاً وقال عليه الصلاة والسلام (لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه)[7] وقال (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)[8] ومن خصائصه أن المُصلَّي يخاطبه بقوله (السلام عليك أيها النبي) ولا يخاطب غيره وأنه كان يجب على من دعاه وهو في الصلاة أن يجيبه وأن الكذب عليه ليس كالكذب على غيره فمن كذب عليه لم تُقْبل روايته أبداً وإن تاب – على المشهور عند أهل الأصول وأنه معصومٌ من الذنوب كبيرها وصغيرها عمدها وسهوها وكذلك الأنبياء وأنه لا يجوز عليه الجنون ولا الإغماء الطويل الزمن ولا العمى لأنه نقص – وكذلك الأنبياء وأن من سبَّه أو انتقصه قُتل[9]

ومن خصائصه أنه كان يَخُصُّ مَنْ شاء بما شاء مِنْ الأحكام كجعله شهادة خزيمة شهادة رجلين فعن النُعمان بن بشير (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من أعرابي فرساً فجحده الأعرابي فجاء خزيمة فقال: يا أعرابي أنا أشهد عليك أنك بعته فقال الأعرابي: إن شهد على خزيمة فأعطني الثمن فقال رسول الله : يا خزيمة إنك لم تشهد فكيف تشهد؟ قال: أنا أصدقك على خبر السماء ألا أصدقك على خبر هذا الأعرابي؟ فجعل رسول الله شهادته بشهادة رجلين)[10] فلم يكن في الإسلام مَنْ تعدل شهادته شهادة رجلين إلاَّ خزيمة ومن ذلك ترخيصه في النياحة لأم عطيَّة روى الإمام مسلم عنها قالت: لما نزلت هذه الآيـة { يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً} إلى قوله {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} قالت: كان من النياحة فقلت: يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية فلا بد لي من أن أسعدهم فقال (إلا آل فلان) ومن ذلك ترك الإحداد لأسماء بنت عميس أخرج ابن سعد عن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر بن أبي طالب قال لي رسول الله (تسلبي ثلاثاً ثم اصنعي ما شئت) ومن ذلك الأَضحية بالعناق لأبي بُرْدة بن نيار العناق: الأنثى من ولد المعز قبل استكمال الحول وفي اعتبار ذلك خصوصية خلاف ومن ذلك إنكاح ذلك الرجل بما معه من القرآن فقد زوَّج رسول الله امرأةً على سورة من القرآن ـ وفي اعتبار ذلك خصوصية خلاف ـ وقال: (لا تكون لأحد بعدك مهراً) [11]

وأنه كان يُوعك كما يوعك رجلان لمضاعفة الثواب والوعك: أذى الحُمَى ووجعها في البدن وأنه صلَّى عليه الناسُ أفواجاً أفواجاً بغير إمام وبغير دعاء الجنازة المعروف[12] وتُرِكَ بلا دفنٍ ثلاثة أيام وفُرش له في لحده قطيفة والأمران مكروهان في حقِّنا وأنه لا يبلى جسده الشريف وكذلك الأنبياء [13] وأنه لا يورث وكذلك الأنبياء لا يورثون قال صلى الله عليه وسلم (إنا معاشر الأنبياء لا نورث)[14] وأنه وُكِّلَ بقبره مَلَكٌ يبلغه صلاة المصلين عليه[15] وصححه الحاكم بلفظ (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني عن أمتي السلام) وعند الأصبهاني عن عمار (إنَّ لله مَلَكاً أعطاه سَمْعَ العِبَادِ كُلِّهِم فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُصلي عليَّ إِلاَّ أَبْلَغَنِيهَا) وأنه تُعْرَضْ أعمال أمته عليه ويستغفر لهم فقد ثبت (أنه ليس من يوم إلا وتعرض على النبي صلى الله عليه وسلم أعمال أمته غدوة وعشية فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم)[16] وأن منبره على حوضه كما في الحديث وفي رواية (ومنبري على ترعة من ترع الجنة)[17] ولم يختلف أحد من العلماء أنه على ظاهره وأنه حقٌّ محسوس موجود فإن القدرة صالحة لا عجز فيها وكل ما أخبر به الصادق صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب فالإيمان به واجب وأن (ما بين منبره وقبره روضة من رياض الجنة)[18] وأنه أول من ينشق عنه القبر قال صلى الله عليه وسلم : (أنا أول من تنشق عنه الأرض)[19] وأنه يُحشر في سبعين ألفاً من الملائكة وما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألف ملك يحفون بقبره يضربون بأجنحتهم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألف ملك حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفاً من الملائكة يوقرونه وهو أول مَنْ يجوزُ على الصراط [20] وأنه يحشر راكبا البراق[21] وأنه يُكسى في الموقف أعظم الحُلل من الجنة قال صلى الله عليه وسلم (يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تلٍّ ويكسوني ربي حُلَّةً خضراء)[22] وأنه يقوم على يمين العرش مقاماً لا يقومه غيره يغبطه فيه الأولون والآخرون[23] وأنه يُعطى المقام المحمود.
[1] رواه مسلم من حديث أبي هريرة بلفظ: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر) [2] رواه مسلم [3] البخاري عن أبى موسى[4] الْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ [5] المقصود أنه لا يجوز [6] أخرجه الشيخان [7] البخاري والترمذي وبن ماجة عن أبى سعيد ومسلم عن أبى هريرة [8] البخاري عن عبد الله بن مسعود بلفظ (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته) [9] ذكره القاضي عياض في الشفاء وغيره واستدلوا له بالكتاب والسنة والإجماع وقال الخطابي لا أعلم أحدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله إذا كان مسلما ومذهب المالكية يقتل لا ردة ولا تقبل توبته ولا عذره وإن ادعى سهوا أو غلطا ومذهب الشافعية أن ذلك ردة تخرج من الإسلام إلى الكفر فهو مرتد كافر قطعاً [10] َأَخْرَجَهَا أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ [11] قال الحافظ ابن حجر: أخرجه سعيد بن منصور من مرسل أبي النعمان الأزدي (الفتح 9/265)[12] ذكره البيهقي وغيره [13]رواه أبو داود وغيره[14] رواه النسائي من حديث الزبير مرفوعا وأصله في الصحيح [15] رواه الإمام أحمد وغيره [16]رواه ابن المبارك عن سعيد بن المسيب [17]وأصل الترعة: الروضة على المكان المرتفع خاصة فإن كانت في المطمئن فهي روضة [18] رواه البخاري بلفظ (ما بين بيتي ومنبري) [19] رواه مسلم [20] رواه البخاري [21] رواه الحافظ السلفي [22] رواه كعب بن مالك [23]رواه ابن مسعود

منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…82&id=91&cat=4

الونشريس




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.