التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

توحيد العبادة

توحيد العبادة


الونشريس

السلام عليكم

أول واجب على الخلق هو عبادته و لهذا أرسل رسله و أنزل كتبه و وضعت الموازين يوم القيامة ..كل ذلك لتوحيده
توحيد ألوهية و لهذا سمي بتوحيد الطلب و القصد .. قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله ( يسمى توحيد الألوهية باعتبار إضافته إلى الله تعالى
و يسمى توحيد العبادة باعتبار إضافته إلى الخلق ) و معناه إفراد الله بالعبادة .. و قال بعضهم إفراد الله بأفعالك .. فيتوجب على الخلق حين ذلك
أن يتوجهوا إلى ربهم و يصرفوا له جميع العبادات .. و هذا النوع من التوحيد هو الذي أنكره المشركون فلم يرضوا بالله إلها واحدا و قالوا لما
دعاهم الرسول إليه ( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ) فقاتلهم الرسول عليه و قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. )
الحديث .. و كثيرا ما يجعل ربنا تبارك و تعالى توحيد الربوبية دليلا على توحيد الألوهية قال جل شأنه ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا و السماء بناء و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم
تعلمون ) قال الحافظ المفسر ابن كثير رحمه الله تعالى (و مضمونه :أنه الخالق الرازق مالك الدار و ساكنيها و رازقهم فبهذا يستحق أن يعبد وحده
و لا يشرك به غيره .. ) بل و بالأسماء و الصفات : قال تعالى عن نبيه الخليل إبراهيم عليه الصلاة و السلام
( إذ قال لأبيه يا أبت لِم‘ تعبد ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغني عنك شيئا ) فلا شك أن من يتصف بصفات الكمال أحق بالعبادة و الخوف …
لكن للأسف نجد كثيرا ممن يركز على توحيد الربوبية و يهمل توحيد العبادة فالناس في حاجة ماسة لهذا الأخير ..
و هناك فائدة هامة في قول الله تعالى ( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون ) قال الحافظ بن كثير ( قال ابن عباس :من إيمانهم أنهم
إذا قيل لهم من خلق السماوات و من خلق الأرض و من خلق الجبال ؟ قالوا الله ..و هم مشركون به …… ثم قال رحمه الله و في صحيح مسلم
أنهم ( أي المشركون ) كانوا إذا قالوا لبيك لا شريك لك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قد أي حسب حسب لا تزيدوا على هذا .
لكنهم كانوا يزيدون إلا شريكا هو لك تملكه و ما ملك ..)
و الحديث عن توحيد الألوهية يعني الحديث عن كلمة الإخلاص ( لا إله إلا الله )

العبادة بمفهومها العام هي " التذلل لله محبة و تعظيما بفعل أوامره و اجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به الشرائع "
أما المفهوم الخاص أي تفصيلها فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله " العباة اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال
الظاهرة و الباطنة كالخوف و الخشية و التوكل و الصلاة و الزكاة و الصيام و غير ذلك من شرائع الإسلام "
و اعلم أن العبادة نوعان : 1-عبادة كونية و هي الخضوع لأمر الله تعالى الكوني و هذه شاملة لجميع الخلق لا يخرج عنها أحد لقوله تعالى
(إن كل من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا ) فهي شاملة للمؤمن و الكافر و البر و الفاجر
2- عبادة شرعية و هي الخضوع لأمر الله تعالى الشرعي و هذه خاصة بمن أطاع الله تعالى و اتبع ما جاءت به الرسل مثل قوله تعالى
( و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ) فالنوع الأول لا يحمد عليه الإنسان لأنه بغير فعله لكن قد يحمد على ما يحصل منه
من شكر عند الرخاء و صبر على البلاء بخلاف النوع الثاني فإنه يحمد عليه ..
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله " و أنواع العبادة التي أمر الله بها مثل الإسلام و الإيمان و الإحسان " فهي الدين كله كما
في حديث جبريل المشهور ثم قال " ومنه الدعاء و الخوف و الرجاء و الرغبة و الرهبة و الخشية و الخشوع و الإنابة و الإستعانة و الإستعاذة و الإستغاثة
و الذبح و النذر و غير ذلك من أنواع العباذة التي أمر الله بها كلها لله تعالى و الدليل قوله تعالى ( و أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا )
فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر …"
أركان العبادة : للعبادة ركنان و هما الإخلاص و المتابعة ..
1- الإخلاص هو أن يقصد المرء بعبادته وجه الله عز و جل و الوصول إلى دار كرامته بحيث لا يعبد معه غيره لا ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا ..
2 – المتابعة أو الصواب أن يتابع و يوافق بعبادته عبادة النبي صلى الله عليه و سلم لأنه القدوة أرسله الله ليبين لنا كيفية عبادته فمن خالفها فعمله مردود عليه
فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) و في رواية لمسلم
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) و قد أجمل الله تعالى هذين النوعين في قوله سبحانه ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا
و لا يشرك بعبادة ربه أحدا ) فهي تضم الركنين ..
و قال أحد السلف : ينشر للعبد يوم القيامة ديوانان يقال له لِم ؟ و كيف ؟ أي لماذا فعلت عبادة كذا و كيف فعلتها ..
نسأل الله التوفيق لما يحبه و يرضاه ..




رد: توحيد العبادة

جزاك الله خيرا




رد: توحيد العبادة

بارك الله فيك و إضافة فقط لاثراء موضوعك
أول واجب على الخلق هو عبادته و لهذا أرسل رسله و أنزل كتبه و وضعت الموازين يوم القيامة ..كل ذلك لتوحيده
قال الله تعالى و ما خلقت الجن و الانس إلا ليعبدون
فهل نحن موحدون حقا …………..و هل نعرف معنى التوحيد …….




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.