التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

أقبل ولا تخف فربك ينتظرك


الونشريس

كان في بلد من البلدان في زمن بني اسرائيل رجل يُدعى " الكفل " وكان يفعل ما يريد ، ولا يبالي بحلال أو حرام ،

وكان أهل بلدته يعرفون عنه هذا ، وإذا ما جاء اسمه على لسان بعضهم لا تجد أحد منهم يذكره بخير.

وفي ليلة من الليالي وبعد أن دخل كل واحد بيته ،وأغلق بابه ، إذا بالكفل يسمع طرقاً على بابه فقام ليفتح ،

فإذا به يفاجأ بامرأة يقطر منها الحياء ، ويذوب وجهها خجلاً ، فسألها عن سر مجيئها فأخبرته بأنها تمر

بضائقة مالية شديدة ، ولم تجد أمامها أحداً سواه لتقترض منه

وجد الكفل الفرصة سانحة أمامه … امرأة جاءته إلى داره بمحض إرادتها ، وفي سكون الليل ،

ولا يراهما أحد من الناس ، فتلطف معها وأدخلها داره ، وأخبرها بأنه لا مانع لديه من إقراضها المال

ولكن لديه شرط … أن
تمكنه من نفسها.

ألحت المرأة عليه ألا يفعل ، فلم يلتفت إلى إلحاحها وتوسلاتها ، فوافقت مرغمة ، وهي تتقطع من داخلها ،

وعندما اقترب منها وجد فرائصها ترتعد ، فسألها عن السبب ، فأخبرته بأنها لم تفعل هذا الفعل من قبل ،

وأنها تخاف الله عز وجل وتخشى عقوبته وغضبه.

هنا توقف الكفل ، وابتعد عنها ، فقد وقعت تلك الكلمات موقعها في نفسه ، ولبث هنيهة ،

ثم قال لها : أنت تقولين هذا القول مع أنك
مضطرة لذلك ، فماذا علىَّ إذن أن أقول ؟!

ألست أنا أحق بالخوف من الله منك ؟ ثم تركها تنصرف بعد أن أعطاها ما طلبته من مال.


الونشريس







تركها لتذهب وهو يعيش في لحظات من الذهول … الألم يعتصره ، والندم على ما فعله في حياته يسيطر عليه ،

لقد كانت كلمات المرأة عن الله
كالزلزال الذي هز كيانه ، واستخرج من ذاكرته شريط أحداث ماضيه ،


ذكرى أفعال سابقة ،
نسى فيها الله ، وكلما تذكر موقفاً من مواقفه المخزية ازداد ندمه ، واشتد ألمه ،وعلا بكائه.




الونشريس





في هذه الأثناء ، وبينما هو في هذه الحالة ، حدث أمر لم يكن في الحسبان … لقد جاء للكفل ضيف آخر ..

لم يكن ذاك الضيف من بني البشر لقد جاءه ملك الموت ليقبض روحه وهو في أشد لحظات الندم والتوبة .

جاءه ملك الموت ومعه الملائكة يزفون إليه بشرى مغفرة الله له ورضاه عنه.

لقد قبل الله ندمه وعفا عنه ، وفوق هذا الجود لم يتركه ليعيش بعد ذلك فقد يعود إلى سابق عهده من الظلم والطغيان ،

فقبض روحه في هذا
الوقت لتكون النهاية السعيدة.





الونشريس



نعم – أخي – حدث هذا ، فربك رؤوف رحيم ، يريد أن يعفو عنا جميعاً "والله يريد أن يتوب عليكم"[النساء:27] …

يريد أن يُدخل الجميع الجنة "والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه"[البقرة:221]




لا تتعجب أخي مما حدث مع الكفل فكل واحد من البشر يحمل بين جنبيه نفخة من روح الله القدسية ،

ولا يوجد مخلوق فيه هذه النفخة سوى البشر ، فلا تستغرب ما حدث للكفل ،

فالله عز وجل ينتظر من جميع عباده أي
التفاتة صادقة إليه ليقبل عليهم ويعفو عنهم ويدخلهم الجنة.

ولكن ، هل انتهت قصة الكفل عند ذلك ؟!

لا ، فقد حدث أمر عجيب لم يكن في الحسبان ، فقداستيقظ الناس في الصباح وخرجوا

من بيوتهم كعادتهم يلتمسون معايشهم ،

وأرزاقهم
، فمر بعضهم بجوار بيت الكفل ، فلفت نظره كلام مكتوب بخط واضح على بابه ، فاقترب منه ليقرأه ،

ففغر فاه ، ووقف مشدوهاً لا يكاد يصدق ما يراه ، فقد وجد عبارة تقول " إن الله قد غفر للكفل "

تجمع الناس وقرؤوا العبارة وهم غير مصدقينطرقوا الباب فلم يفتح لهم أحد ،

ففتحوه عنوة ليجدوا الكفل قد مات ، فازداد عجبهم
وحيرتهم ، فهرعوا إلى نبيهم ليسألوه عن أمر الكفل ،

فأوحى الله إليه بما حدث
..

فاشتد بكاء الناس ونحيبهم ، وازداد حبهم لربهم ،وتعلقاً برحمته ، بل ومسارعة إلى التوبة إليه .

كان من الممكن أن تمر هذه الحادثة ولا يعلم بها أحد، فالناس يموتون ولا يدري أحد بماذا ختم لهم ،

ولكن الرب الودود الذي يريد أن يطمئن الجميع ويدفعهم للفرار إليه أنزل هذه الآية لينتفع بها الناس ،

ويتفكروا في مغزاها
، وما تدل عليه من سعة رحمة الله ومدى حبه لعباده ،

وأنه سبحانه ينتظر منهم أي بادرة صادقة للتوبة إليه فيقبل عليهم ويقبلهم ويمحو كل سيء فعلوه .

فماذا تريد أكثر من ذلك …أقبل ولا تخف فربك ينتظرك



الونشريس




م
ن
ق
و
ل




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

الونشريس

نعم باب التوبة مفتوح ختى تطلع الشمش من مغربها

قال الله تعالى :


{
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
} سورة الزمر.




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

الونشريس

جزاك الله خيرا على قراءتك الموضوع




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

و توجد توبة و لو بلغت دنوبك السماء

فالله غفور رحيم

بارك الله فيك اخي فاروق




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايـة
و توجد توبة و لو بلغت دنوبك السماء

فالله غفور رحيم

بارك الله فيك اخي فاروق

بارك الله فيك خولة!! اللهم اغفر ذنوبنا ما ظهر منها وما بطن آمين!




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

اللهم اجعل خير عمرى آخره و خير عملى خواتمه و خير أيامي يوم أن القاك

جزاك الله خيرا
و احسن الله اليك
و اثابك الله الجنة
بوركت على الجهود المبذولة




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

الونشريس

ومبارك عليك الشهر الفضيل




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

شكرا
الموضوع رائع




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

العفو أختنا الكريمة سعدت بأن تكون أول مشاركة لك بصفحتي أشكر لك مرورك العطر تمنياتي لك بالنجاح




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.